العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 09:36 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة النبأ

توجيه القراءات في سورة النبأ


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 10:22 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة النبأ

مقدمات توجيه القراءات في سورة النبأ
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة عمّ يتساءلون). [معاني القراءات وعللها: 3/115]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة عم يتسآءلون) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/430]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة عمّ يتساءلون). [الحجة للقراء السبعة: 6/367]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة عم يتساءلون). [المحتسب: 2/347]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (78 - سورة عم يتساءلون (النبأ) ). [حجة القراءات: 745]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سُورَةُ التَّسَاؤُلِ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/359]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سُورَةُ النَّبَأِ). [الموضح: 1331]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مَكِّيَّةٌ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/359]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَهِيَ أَرْبَعُونَ آيَةً فِي الْمَدَنِيِّ وَالْكُوفِيِّ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/359]

أسباب النزول:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: إنما نزلت هذه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حدث قريشًا وعرفهم أخبار الأمم السالفة ووعظهم فكانوا يهزأون بذلك فنهاه الله أن يحدثهم، فقال: {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم ءايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره}. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث أصحابه فإذا أقبل واحد من المشركين أمسك فاجتمعوا عن بكرة أبيهم فقالوا: والله يا محمد إن حديثك لعجيب، وكنا نشتهي أن نسمع حديثك فقال: إن ربي نهاني أن أحدثكم فأنزل الله تعالى: {عم يتسآءلون} [1] ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/430]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 10:24 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النبأ

[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]
{عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3) كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4) ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)}

قوله تعالى: {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (عمّ يتساءلون).
كان يعقوب إذا وقف يقف على (عمه) على هاء السكت.
والباقون إن وقفوا وقفوا على ميم.
قال أبو منصور: ليس قوله (عم) موضع وقف، وإن اضطر إلى الوقف قارئ لم يجز أن يقف على (عمه) بالهاء، لأن هذا ليس موضع وقف.
وكان في الأصل: عن ما يتساءلون، وأدغمت النون في الميم، لأن الميم تشرك الغنة التي في الألف. المعنى: عن أي شيء يتساءلون. فاللفظ لفظ استفهام، والمعنى تفخيم القصة كما تقول: أي شيء زيد.
وإنما حذفت الألف ليكون فرقًا بينها إذا كانت خبرًا وبينها إذا كانت استفهامًا). [معاني القراءات وعللها: 3/115]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({عم يتسآءلون} [1] لفظه لفظ الاستفهام ومعناه التوبيخ. ثم بين الله تعالى فقال: {عم يتسآءلون * عن النبإ العظيم} أي: تسألون عن النبأ العظيم والأصل في عم: عما، فحذفت الألف اختصارًا، ومثله: {فيم أنت من ذكرها} والأصل: فيما، ومثله لم، والأصل: لما، وكذلك العرب تحذف ألف علام يذهب، ولم يأت ذلك في القرآن.
حدثني أبو عمر عن ثعلب عن سلمة عن الفراء عن الكسائي قال :تقول العرب: لم فعلت، ولم فعلتن ولم فعلت، ولما فعلت أربع لغات. وقد روي عن ابن كثير أنه كان يقف عمه، ومه بالهاء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/430]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (عكرمة وعيسى: [عَمَّا يَتَسَاءَلُونَ].
قال أبو الفتح: هذا أضعف اللغتين، أعني إثبات الألف في "ما" الاستفهامية إذا دخل عليها حرف جر. وروينا عن قطرب لحسان.
على ما قام يشتمني لئيم ... كخنزير تمرغ في دمان
فأثبت الألف مع حروف الجر). [المحتسب: 2/347]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} [آيَةُ/1] كَانَ يَعْقُوبُ يُلْحِقُ بِعَمَّ هَاءَ الاسْتِرَاحَةِ عِنْدَ الْوَقْفِ، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعَ وَقْفٍ، وَإِنَّمَا ذُكِرَ لِيُعْرَفَ مَذْهَبُهُ: -
وَالْوَجْهُ أَنَّ أَصْلَهُ عَمَّا، وَهُوَ عَنْ دَخَلَ عَلَى مَا الاسْتِفْهَامِ، فَأُدْغِمَتِ النُّونُ فِي الْمِيمِ فَبَقِيَ عَمَّا، ثُمَّ حُذِفَتِ الأَلِفُ مِنْ مَا لِيُفَرَّقَ بَيْنَ (مَا) الاسْتِفْهَامِيَّةِ وَ(مَا) الْخَبَرِيَّةِ فَبَقِيَ عَمَّ، فَإِذَا وَقَفَوا عَلَى عَمَّ أَلْحَقُوهَ هَاءَ الاسْتِرَاحَةِ، لِتَبْقَى فَتْحَةُ الْمِيمِ عَلَى حَالَتِهَا، وَلا يُوقَفُ هَاهُنَا، وَلَكِنْ ذُكِرَ حُكْمُهُ لَوْ جَازَ). [الموضح: 1331]

قوله تعالى: {عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)}
قوله تعالى: {الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (3)}
قوله تعالى: {كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (4)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كلّا سيعلمون (4) ثمّ كلّا سيعلمون (5).
روى هشام بن عمار عن ابن عامر بالتاء " ستعلمون " لا يعرف ذلك أصحاب الأخفش.
[معاني القراءات وعللها: 3/115]
قال أبو منصور: القراءة بالياء، لأن قبلها (يتساءلون)، وهو بالياء، فكذلك (سيعلمون) ). [معاني القراءات وعللها: 3/116] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {كلا سيعلمون} [4، 5].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/430]
قرأ ابن عامر وحده: {كلا ستعلمون} بالتاء جميعًا على الخطاب.
وقرأ الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: {عم يتسآءلون .. الذي هم فيه مختلفون} ولم يقل: أنتم فيه مختلفون. غير أن التاء جائزة إذ كانت العرب ترجع من الغيبة إلى الخطاب، ومن الخطاب إلى الغيبة. وهذا كلام وعيد وفيه ردع وزجر أعني «كلا». وعند آخرين «كلا» ها هنا بمعنى حقا سيعلمون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/431] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن عامر وحده: ستعلمون ثم كلا ستعلمون [النبأ/ 4، 5] بالتاء جميعا، كذا في كتابي عن ابن ذكوان.
وقال هشام بن عمّار بإسناده عن ابن عامر بالياء، وكذلك قرأ الباقون بالياء.
حجّة الياء: أن المتقدّم على لفظ الغيبة عن النبأ العظيم. الذي هم فيه مختلفون. كلا سيعلمون [النبأ/ 2، 4]، فهذا هو الوجه البيّن، والجمهور عليه، والتاء على: قل لهم ستعلمون، ومعنى ستعلمون*: ستعرفون ذلك مشاهدة وعيانا، كما قال: لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين [التكاثر/ 7] فهذا «علمت» الذي يتعدّى إلى مفعول واحد، وهو من معنى المشاهدة، كما أن: لترون الجحيم كذلك، ومن هذا قيل: عريف الجند والجيش، لأنه يعرفهم بحلاهم التي ترى وتشاهد فيهم، قال
[الحجة للقراء السبعة: 6/367]
أو كلّما وردت عكاظ قبيلة بعثوا إليّ عريفهم يتوسّم). [الحجة للقراء السبعة: 6/368] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- (كَلاَّ سَتَعْلَمُونَ) [آيَةُ/4 و5] بِالتَّاءِ: -
قَرَأَهَا ابْنُ عَامِرٍ فِي رِوَايَةِ ابْنِ عَمَّارٍ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ عَلَى مَعْنَى قُلْ لَهُمْ سَتَعْلَمُونَ.
[الموضح: 1331]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {سَيَعْلَمُونَ} بِالْيَاءِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ ذِكْرَ الْغَيْبَةِ قَدْ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ {هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ} فَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَيْهِ). [الموضح: 1332] (م)

قوله تعالى: {ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ (5)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كلّا سيعلمون (4) ثمّ كلّا سيعلمون (5).
روى هشام بن عمار عن ابن عامر بالتاء " ستعلمون " لا يعرف ذلك أصحاب الأخفش.
[معاني القراءات وعللها: 3/115]
قال أبو منصور: القراءة بالياء، لأن قبلها (يتساءلون)، وهو بالياء، فكذلك (سيعلمون) ). [معاني القراءات وعللها: 3/116] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {كلا سيعلمون} [4، 5].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/430]
قرأ ابن عامر وحده: {كلا ستعلمون} بالتاء جميعًا على الخطاب.
وقرأ الباقون بالياء، وهو الاختيار لقوله: {عم يتسآءلون .. الذي هم فيه مختلفون} ولم يقل: أنتم فيه مختلفون. غير أن التاء جائزة إذ كانت العرب ترجع من الغيبة إلى الخطاب، ومن الخطاب إلى الغيبة. وهذا كلام وعيد وفيه ردع وزجر أعني «كلا». وعند آخرين «كلا» ها هنا بمعنى حقا سيعلمون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/431] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ ابن عامر وحده: ستعلمون ثم كلا ستعلمون [النبأ/ 4، 5] بالتاء جميعا، كذا في كتابي عن ابن ذكوان.
وقال هشام بن عمّار بإسناده عن ابن عامر بالياء، وكذلك قرأ الباقون بالياء.
حجّة الياء: أن المتقدّم على لفظ الغيبة عن النبأ العظيم. الذي هم فيه مختلفون. كلا سيعلمون [النبأ/ 2، 4]، فهذا هو الوجه البيّن، والجمهور عليه، والتاء على: قل لهم ستعلمون، ومعنى ستعلمون*: ستعرفون ذلك مشاهدة وعيانا، كما قال: لترون الجحيم ثم لترونها عين اليقين [التكاثر/ 7] فهذا «علمت» الذي يتعدّى إلى مفعول واحد، وهو من معنى المشاهدة، كما أن: لترون الجحيم كذلك، ومن هذا قيل: عريف الجند والجيش، لأنه يعرفهم بحلاهم التي ترى وتشاهد فيهم، قال
[الحجة للقراء السبعة: 6/367]
أو كلّما وردت عكاظ قبيلة بعثوا إليّ عريفهم يتوسّم). [الحجة للقراء السبعة: 6/368] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- (كَلاَّ سَتَعْلَمُونَ) [آيَةُ/4 و5] بِالتَّاءِ: -
قَرَأَهَا ابْنُ عَامِرٍ فِي رِوَايَةِ ابْنِ عَمَّارٍ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ عَلَى مَعْنَى قُلْ لَهُمْ سَتَعْلَمُونَ.
[الموضح: 1331]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {سَيَعْلَمُونَ} بِالْيَاءِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ ذِكْرَ الْغَيْبَةِ قَدْ تَقَدَّمَ فِي قَوْلِهِ {هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ} فَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَيْهِ). [الموضح: 1332] (م)


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 10:27 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النبأ

[ من الآية (6) إلى الآية (16) ]
{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15) وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)}

قوله تعالى: {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (6)}
قوله تعالى: {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (7)}
قوله تعالى: {وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (8)}
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (9)}
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (10)}
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (11)}
قوله تعالى: {وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (12)}
قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (13)}
قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا (14)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن الزبير وابن عباس والفضل بن عباس وعبد الله بن يزيد وقتادة: [وَأَنْزَلْنَا بالْمُعْصِرَاتِ].
[المحتسب: 2/347]
قال أبو الفتح إذا أنزل منها فقد أنزل بها، كقولهم: أعطيته من يدى درهما، وبيدي درهما. المعنى واحد، وليست "من" ههنا مثلهم في قولهم: أعطيته من الدراهم، لأن هذا معناه بعضها، وليس يريد أن الدرهم بعض اليد، لكن معنى "من" هنا ابتداء الغاية، أي كان ابتداء العطية من يده وليس معناه: أعطاه بعض يده). [المحتسب: 2/348]

قوله تعالى: {لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا (15)}
قوله تعالى: {وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا (16)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 10:29 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النبأ

[ من الآية (17) إلى الآية (30) ]
{إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21) لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22) لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23) لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26) إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27) وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28) وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29) فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30) }

قوله تعالى: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا (17)}
قوله تعالى: {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18)}
قوله تعالى: {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وفتحت السّماء)
قرأ الكوفيون " وفتحت " خفيفة. إلا ما روى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم وفتّحت " مشددة، وكذلك قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر ويعقوب.
قال أبو منصور: من خفف فللفظ (السماء) إنه واحد، ومن شدّد ذهب بها إلى الأبواب). [معاني القراءات وعللها: 3/116]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {وفتحت السماء} [19].
قرأ أهل الكوفة مخففًا.
والباقون مشددًا. وقد ذكرت علته في (الزمر) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/431]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: وفتحت السماء فكانت [النبأ/ 19] مشدّدة.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: وفتحت بالتخفيف.
قال أبو علي: فتحت* بالتشديد أوفق لقوله: مفتحة لهم الأبواب [ص/ 50]، وفتحت بالتخفيف لأن التخفيف يكون للقليل والكثير، وحجة التخفيف: فتحنا عليهم أبواب كل شيء [الأنعام/ 44] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/368]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وفتحت السّماء فكانت أبوابا}
قرأ عاصم وحمزة الكسائي {وفتحت السّماء} بالتّخفيف وقرأ الباقون بالتّشديد وحجتهم قوله {فكانت أبوابا} والتّشديد للتكثير ويقوّي هذا قوله {مفتحة لهم الأبواب} بالتّشديد
ومن قرأ بالتّخفيف قال التّخفيف يكون للقليل والكثير). [حجة القراءات: 745]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَقَدْ ذَكَرْنَا {فُتِحَتْ} «19» و{غَسَّاقًا} «25» فِيمَا تَقَدَّمَ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/360] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ} [آيَةُ/19]بِالتَّخْفِيفِ: -
قَرَأَهَا الْكُوفِيُّونَ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفِعْلَ الْمُخَفَّفَ مُحْتَمِلٌ لِلْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ بِأَصْلِ الْفِعْلِيَّةِ، فَيَجُوزُ إِسْنَادُهُ إِلَى الْكَثِيرِ بِدَلالَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى {فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ}.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (وفُتِّحَتِ) بِالتَّشْدِيدِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ مُخْتَصٌّ بِالْكَثِيرِ، وَدَلِيلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى {مُفَتَّحَةً لَهُمْ الأَبْوَابُ}. وَقَدْ سَبَقَ كَثِيرٌ مِنْ أَمْثَالِهِ). [الموضح: 1332]

قوله تعالى: {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20)}
قوله تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا (21)}
قوله تعالى: {لِلطَّاغِينَ مَآَبًا (22)}
قوله تعالى: {لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا (23)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لابثين فيها أحقابًا (23).
قرأ حمزة وحده " لبثين " بغير ألف.
وقرأ الباقون " لابثين " بألف.
[معاني القراءات وعللها: 3/116]
قال أبو منصور: يقال لبث الرّجل يلبث لبثًا ولبثًا فهو لابث.
ويقال: هو لبثٌ بمكان كذا وكذا، إذا صار اللبث شأنه). [معاني القراءات وعللها: 3/117]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {لابثين فيها} [23].
قرأ حمزة وحده: {لبثين} بغير ألف مثل فرحين وفرهين.
وقرأ الباقون: {لابثين} بألف، وهو الاختيار؛ لأنه اسم الفاعل من لبث يلبث فهو لابث. وحجة حمزة أن جعله كطمع وطامع. واللبث: البطؤ. وقوله: {أحقابا} الأحقاب: جمع حقب، والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمائة وستون يومًا واليوم {كألف سنة مما تعدون} وهذا كناية عن البد كما تقول: العرب لا أكلمه ما طار طائر، وما أن السماء سماء، وما بل بحر صوفة، وما قام الأخشبان، كل ذلك يريدون: ما أكلمة أبدًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/431]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة وحده: لبثين [النبأ/ 23] بغير ألف.
الباقون: لابثين بألف.
مجيء المصدر على اللبث، يدلّ على أنه من باب: شرب يشرب شربا، ولقم يلقم، وليس من باب: فرق يفرق، ولو كان منه لكان المصدر مفتوح العين، فلما أسكن وجب أن يكون اسم الفاعل فاعل، كشارب ولاقم، كما كان اللّبث كاللّقم، ويقوّي: لابثين أنهم يلبثون فيها حقبة بعد حقبة، فيكون كقولهم: بعيرك صائد غدا، يلبثون فيها حقبة بعد حقبة، فيكون كقولهم: بعيرك صائد غدا، ويكون: لابثين مثل: لا قمين وشاربين. ومن قال: لبثين جعل اسم الفاعل فعلا، وقد جاء غير حرف من هذا النحو على فاعل وفعل). [الحجة للقراء السبعة: 6/369]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لابثين فيها أحقابا}
وقرأ حمزة (لبثين فيها أحقابا) بغير ألف وقرأ الباقون {لابثين} بألف وحجتهم مجيء المصدر عليّ اللّّبث يدل على أنه من باب شرب يشرب ولقم يلقم فهو شارب ولاقم وليس من باب فرق يفرق ولو كان منه لكان المصدر مفتوح العين فلمّا سكن
[حجة القراءات: 745]
وقيل اللّّبث وجب أن يكون اسم الفاعل فاعلا لما كان اللّّبث كاللقم ومن قرأ (لبثين) جعل اسم الفاعل فعلا وقد جاء غير حرف من هذا النّحو على فاعل وفعل نحو رجل طامع طمع وآثم وأثم وعلى هذا نقول لبث فهو لابث ولبث). [حجة القراءات: 746]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («1» قَوْلُهُ: {لاَبِثِينَ} قَرَأَهُ حَمْزَةُ بِغَيْرِ أَلِفٍ، عَلَى وَزْنِ (فَعِلينَ)، جَعَلَهُ مِنْ بَابِ (فَرِقَ)، (وَحَذِرَ)، فَهُوَ (فَرِقٌ، وَحَذِرٌ) جَعَلُوهُ كَالْخِلْقَةِ وَالطَّبِيعَةِ فِيهِمْ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِأَلِفٍ، عَلَى وَزْنِ (فَاعِلِينَ)، جَعَلُوهُ مِنْ بَابِ (شَرِبَ، وَلَقِمَ)، مِنْ قَوْلِهِمْ فِي الْمَصْدَرِ «اللَّبْثُ»، فَهُوَ أَمْرٌ مُقَدَّرٌ وُقُوعُهُ فَاسْمُ الْفَاعِلِ فَاعِلٌ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/359]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- (لَبِثِينَ فِيهَا) [آيَةُ/23] بِغَيْرِِ أَلِفٍ: -
قَرَأَهَا حَمْزَةُ ويَعْقُوب-ح -.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ فَاعِلُ لَبِثَ، فَهُوَ لَبِثٌ، كَمَا يُقَالُ حَذِرَ فَهُوَ حَذِرٌ.
[الموضح: 1333]
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {لابِثِينَ} بِالأَلِفِ، وَكَذَلِكَ (-يس-) عَنْ يَعْقُوبَ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ فَاعِلٌ مِنْ لَبِثَ، كَمَا يُقَالُ: سَمِيعٌ فَهُوَ سَامِعٌ وَعَلِمَ فَهُوَ عَالِمٌ). [الموضح: 1334]

قوله تعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله [تعالى]: {لا يذوقون فيها بردًا} [24].
البرد: النوم، وأنشد:
فإن شئت حرمت النساء سواكم = وإن شئت لم أطعم نقاخًا ولا بردًا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/431]
النقاخ: العذب والمسوس، وهو أشد العذوبة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/432]

قوله تعالى: {إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {إلا حميمًا وغساقًا} [25].
قرأ حمزة والكسائي وعاصم مشددًا.
وقرأ الباقون مخففًا، وهما لغتان.
قال أبو عبيد: الحميم: الماء الحار، والغساق: ما وهي العين، أي: سال.
وقال آخرون الغساق: البارد، وقل المنتن). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/432]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (المفضل وحفص عن عاصم وحمزة والكسائي: وغساقا [النبأ/ 25] مشدّد، أبو بكر عن عاصم وابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر: غساقا خفيف.
قال أبو علي: التخفيف أكثر، لأن فعّالا في الأسماء قليل، فإن قلت: أجعله صفة، أقمت الصفة مقام الموصوف، قال أبو الحسن:
الأعمش يثقّل، وهي لغة، فهذا يشبه أن يكون على إقامة الصفة مقام الموصوف، وحكي عن عيسى أن سفلى مضر يقولونه، يريد التشديد في غساق). [الحجة للقراء السبعة: 6/368]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَقَدْ ذَكَرْنَا {فُتِحَتْ} «19» و{غَسَّاقًا} «25» فِيمَا تَقَدَّمَ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/360] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {وَغَسَّاقًا} [آيَةُ/25] بِتَشْدِيدِ السِّينِ: -
قَرَأَهَا حَمْزَةُ وَالْكِسَائِيُّ و- ص- عَنْ عَاصِمٍ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (وَغَسَاقًا) بِالتَّخْفِيفِ.
وَالْوَجْهُ فِيهِمَا قَدْ سَبَقَ فِي : ص). [الموضح: 1332]

قوله تعالى: {جَزَاءً وِفَاقًا (26)}
قوله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا (27)}
قوله تعالى: {وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كِذَّابًا (28)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (ولم يختلفوا في قوله: (وكذّبوا بآياتنا كذّابًا (28).
قال أبو منصور: من قرأ (ولا كذابًا) خفيفة فمعناه: لا يكذّب بعضهم
بعضًا، من كاذبته كذابا.
ومن قرأ (ولا كذّابًا) فهو مصدر: كذبته تكذيبا وكذابا والعرب تقول: خرقت القميص خراقًا، وقضيت حاجاتي قضاء.
وإنما فرق الكسائي بين الأول والثاني لأن الأول مقيد ب (كذّبوا) فقرأه (كذّابا)؛ لأنه مصدر (كذّبوا).
وخفف الثاني لأنه غير مقيد بما قبله.
فالمعنى: لا يسمعون فيها لغوًا، أي: باطلاً. (ولا كذّابا)، أي: كذبًا - وقال الأعشى:
فصدقتها وكذبتها... والمرء ينفعه كذابه
[معاني القراءات وعللها: 3/117]
أي: كذبه). [معاني القراءات وعللها: 3/118]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي: [وَكَذَبُوا بِآيَاتِنَا كِذَابًا].
قال أبو الفتح: يقال: كذب يكذب كذبا وكذابا، وكذب كذابا، بتثقيل الذال فيهما جميعا. وقالوا أيضا: كذابا، خفيفة. وقال قطرب: قالوا: رجل كذاب: صاحب كذب.
وحكى أبو حاتم عن عبد الله بن عمر: [وَكَذَّبُوا بِآياتِنَا كُذَّابًا]، بضم الكاف، وتشديد الذال، وقال: لا وجه له، إلا أن يكون "كذاب" جمع كاذب، فتنصبه على الحال: وكذبوا بآياتنا في حال كذبهم. وقال طرفة:
إذا جاء ما لا بد منه فمرحبا ... به حين يأتي لا كذاب ولا علل
وقال: رجل كيذبان، وكيذبان، وكاذب، وكذوب، وكذب، وكذاب، وكذبذب -بتشديد الذال - وكذبذب، بتخفيفها.
قرأت على أبي علي في نوادر أبي زيد، ورويناه عن قطرب وغيره من أصحابنا:
وإذا أتاك بأنني قد بعثها ... بوصال غائبة فقل: كذبذب
وهو أحد الأمثلة الفائتة لكتاب سيبويه. وقد يجوز أن يكون قوله: [كُذَّابًا] - بالضم، وتشديد الذال - وصفا لمصدر محذوف، أي: كذبوا بآياتنا كذابا كذابا، أي: كذابا متناهيا في معناه، فيكون الكذاب ههنا واحدا لا جمعا، كرجل حسان، ووجه وضاء، ونحو
[المحتسب: 2/348]
ذلك من الصفات على فعال. ويجوز أيضا أن يكون أراد جمع كذب، لأنه جعله نوعا وصفه بالكذب، أي كذبا كاذبا، ثم جمع فصار كذابا كذابا، فافهم ذلك). [المحتسب: 2/349]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («2» قَوْلُهُ: {كِذَّابًا} قَرَأَهُ الْكِسَائِيُّ بِالتَّخْفِيفِ، جَعَلَهُ مَصْدَرَ (كَذَبَ) كـ (الْكِتَابِ) مَصْدَرُ (كَتَبَ) وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّشْدِيدِ، أَتَوْا بِهِ عَلَى قِيَاسِ مَصْدَرِ (كَذَّبَ) الْمُشَدَّدِ لأَنَّ الأَصْلَ فِي مَصْدَرِ مَا زَادَ عَلَى ثَلاثَةِ أَحْرُفٍ أَنْ يَأْتِيَ بِلَفْظِ
الْفِعْلِ مُنَوَّنًا مَكْسُورَ الأَوَّلِ، بِزِيَادَةِ أَلِفٍ رَابِعَةٍ، فَتَقُولُ: كَذَبَ كِذَابًا، وَأَكْرَمَ إِكْرَامًا، وَدَحْرَجَ دِحْرَاجًا، فَحُرُوفُ الْمَصْدَرِ هِيَ حُرُوفُ الْفِعْلِ الْمَاضِي، لاَ زِيَادَةَ فِيهَا سِوَى الأَلِفِ الرَّابِعَةِ، فَأَمَّا قَوْلُهُمْ: التَّكْذِيبُ
فَسِيبَوَيْهَ يَقُولُ: إِنَّ التَّاءَ عِوَضٌ مِنْ زَوَالِ لَفْظِ التَّضْعِيفِ مِنَ الْمَصْدَرِ، وَالْيَاءُ الَّتِي قَبْلَ الآخِرِ عِوَضٌ مِنَ الأَلِفِ الرَّابِعَةِ فِي {كِذَّابًا}). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/359]

قوله تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا (29)}
قوله تعالى: {فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا (30)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 10:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة النبأ

[ من الآية (31) إلى الآية (40) ]
{إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31) حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32) وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) وَكَأْسًا دِهَاقًا (34) لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35) جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38) ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39) إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}

قوله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا (31)}
قوله تعالى: {حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا (32)}
قوله تعالى: {وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33)}
قوله تعالى: {وَكَأْسًا دِهَاقًا (34)}
قوله تعالى: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا (35)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لغوًا ولا كذّابًا (35).
قرأ الكسائي وحده: (ولا كذابًا) خفيفا.
وسائر القراء قرأوا: (ولا كذّابًا) ). [معاني القراءات وعللها: 3/117]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {لا يسمعون فيها لغوًا ولا كذبًا} [35]
قرأ الكسائي وحده: {كذابا} مخففا جعله مصدرا لكاذبت كذابًا مثل، قاتلت قتالا. وليس مصدرًا لكذبت بالتشديد لأن المصدر من ذلك على ضربين كذبت تكذيبًا، وكذابًا، وكلمته تكليما وكلاما.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء، قال: قال لي
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/432]
أعرابي في طريق مكة: يا زكريا القصار أحب إليك أم التحلاق يريد: أقصر من شعري أم أحلق). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/433]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ الكسائي وحده: لغوا ولا كذابا [النبأ/ 35] خفيف.
الباقون: كذابا بالتشديد.
الكذّاب: مصدر كذّب، كما أن الكلّام مصدر كلّم، وكذا القياس فيما زاد على الثلاثة، أي: يأتي بلفظ الفعل ويزيد في آخره الألف، كقولك: أكرمته إكراما.
فأما التكذيب: فزعم سيبويه أن التاء عوض من التضعيف، والياء التي قبل الآخر كالألف فأما الكذاب فمصدر كذب، قال الأعشى:
فصدقتها وكذبتها والمرء ينفعه كذابه
[الحجة للقراء السبعة: 6/369]
فكذاب في مصدر كذب، كالكتاب في مصدر كتب). [الحجة للقراء السبعة: 6/370]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} 35
وقرأ الكسائي {لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا} بالتّخفيف وقرأ الباقون بالتّشديد فهو مصدر كذب يكذب كذابا وأصل مصدر فعلت إنّما هو فعال لأنّك إذا جاوزت الثّلاثة من الأفعال بالزّيادة فوزن المصدر على وزن الفعل الماضي بزيادة الألف في المصدر قبل آخره وذلك نحو أكرم إكراما وانطلقت انطلاقا فاصل مصدر فعلت إنّما هو فعال فمن كذبته كذابا وكلمته كلاما قال سيبويهٍ قوله كلمته تكليما وسلمته تسليمًا وكذبته تكذيبًا إنّما كرهوا التّضعيف فالتاء عوض من التّضعيف والياء الّتي قبل الآخر كالألف في قوله كذابا وحجتهم إجماع الجميع على قوله وكذبوا بآياتنا كذابا فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى
فأما الكذّاب بالتّخفيف فهو مصدر كذب كذابا مثل كتبه كتابا وحسبه حسابا كذا قال الخليل قال الأعشى:
فصدقتهم وكذبتهم ... والمرء ينفعه كذابه
[حجة القراءات: 746]
وقال محمّد بن يزيد المبرد وقد يكون كذابا من قولك كاذبته كذابا مثل قاتلته قتالا
قال الفراء التّخفيف كأنّه والله أعلم لا يتكاذبون وحجته في التّخفيف أن قوله لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا ليست بمقيدة بفعل يكون مصدرا له كما شدد قوله {وكذبوا بآياتنا كذابا} لمجيء {كذبوا} فقيدها بل هو مصدر صدر عن قوله كذب كذابا بالتّخفيف وقد ذكرنا وأخرى أن رؤوس الآيات من لدن قوله {أحصيناه كتابا} إلى أخر السّورة على التّخفيف فكان التوفقة بين نظام رؤوس الآيات أولى من مخالفتها). [حجة القراءات: 747]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- (وَلا كِذَابًا) [آيَةُ/35] بِتَخْفِيفِ الذَّالِ: -
قَرَأَهَا الْكِسَائِيُّ وَحْدَهُ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ مَصْدَرُ كَذَبَ كِذَابًا، كَمَا يُقَالُ كَتَبَ كِتَابًا، قَالَ الأَعْشَى: -
179- فَصَدْقَتُهَا وَكَذَبْتُهَا = وَالْمَرْءُ يَنْفَعُهُ كِذَابُهْ
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ {كِذَّابًا} بِالتَّشْدِيدِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ مَصْدَرُ كَذَّبَ بِالتَّشْدِيدِ تَكْذِيبًا وَكِذَّابًا، وَحُكِيَ عَنِ الْعَرَبِ: خَرَّقْتُ الْقَمِيصَ خِرَّاقًا، وَقَضَّيْتُ حَاجَتِي قِضَّاءً.
وَلَمْ يَخْتَلِفُوا فِي الأُولَى أَنَّهَا بِالتَّشْدِيدِ؛ لأَنَّهَا مُقَيَّدَةٌ بِكَذَّبُوا). [الموضح: 1333]

قوله تعالى: {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا (36)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن قطيب: [عَطَاءً حَسَّابًا].
قال أبو الفتح: طريقة عندي -والله أعلم- عطاء محسبا، أي كافيا. يقال: أعطيته ما أحسبه، أي: كفاه، إلا أنه جاء بالاسم من أفعل على فعال. وقد جاءت منه أحرف، قالوا: أجبر فهو جبار، وأدرك فهو دراك، وأسأر من شرابه فهو سأار، وأقصر عن الشيء فهو قصار، وقد تقدم ذلك.
وأنا أذهب في قولهم: أحسبه، من العطية، أي: كفاه - إلى أنه من قولهم: حسبك كذا، أي: أعطاه حتى قال: حسب، كما أن قولهم: بجلت الرجل، ورجل بجيل وبجال - كأنه من قولهم: بجل، أي: حسب، فكأنه انتهى من الفضل والشرف إلى أنه متى جرى ذكره قيل: بجل، قف حيث أنت، فلا غايةن وراءه. وكذلك عندي أصل تصرف النعمة والنعيم والإنعام وجميع ما في هذا الحرف - إنما هو من قولنا: نعم، وذلك أن "نعم" محبوبة مستلذة، وهي ضد "لا" الكزة المستكرهة.
فإن قيل: فكيف يجوز الاشتقاق من الحروف؟
قيل: قد اشتق منها في غير موضع، قالوا: سألني حاجة، فلا ليت له، أي: قلت له: لا. وسألتك حاجة، فلوليت لي، أي: قلت: لولا. وقالوا: حاحيت، وعاعيت، وهاهيت، -فاشتقوا من حاء وعاء، وهاء، وهن أصوات، والأصوات للحروف أخوات، وما أكثر ذلك!). [المحتسب: 2/349]

قوله تعالى: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَابًا (37)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ربّ السّماوات والأرض وما بينهما الرّحمن (37).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع (ربّ السّماوات والأرض وما بينهما الرّحمن) رفعا.
وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (ربّ السّماوات والأرض وما بينهما الرّحمن) خفضًا معًا.
وقرأ حمزة والكسائي (ربّ السّماوات والأرض) خفضًا، (الرّحمن)، رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (ربّ السّماوات والأرض) بالرفع فعلى إضمار: هو ربّ السّماوات والأرض. و(الرحمن) خبره.
ومن قرأ (ربّ) فهو على التكرير لقوله (من ربّك عطاءً حسابًا). ربّ السّماوات والأرض).
وأما قراءة الكسائي (ربّ السّماوات) خفضًا، (الرحمن) رفعا فإنه جعل الربّ بدلاً من قوله (ربّك)، ورفع (الرحمن) على إضمار: هو الرحمن. على المدح). [معاني القراءات وعللها: 3/118]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {رب السموات والأرض} [36، 37].
[فيها] ثلاث قراءات:
قرأ حمزة والكسائي: {رب السماوات} بالكسر و{الرحمن} بالرفع.
وقرأ عاصم وابن عامر كل ذلك بالخفض.
وقرأ الباقون كليهما بالرفع.
فمن خفض أبدل من قوله: {جزاء من ربك} {رب: السموت... الرحمن} ومن رفع استأنف.
وأما حمزة وصاحبه فإنه أبدل {رب} من {رب} ورفع {الرحمن} بالابتداء، {وما بينهما} الخبر وكل ذلك صواب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/433]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن [النبأ/ 37] رفع.
وقرأ ابن عامر وعاصم: رب السموات، خفض، وما بينهما الرحمن خفض أيضا.
وقرأ حمزة والكسائي: رب السموات بكسر الباء، الرحمن* رفع.
المفضل عن عاصم: رب السموات... الرحمن رفعهما.
من قرأ: رب السموات والأرض وما بينهما الرحمن قطع الاسم الأول من الجرّ الذي قبله في قوله: من ربك [النبأ/ 36] فابتدأه وجعل الرحمن* خبره، ثم استأنف: لا يملكون منه [النبأ/ 37]. ومن قال: رب السموات والأرض... الرحمن أتبع الاسمين الجر الذي قبلهما في قوله: من ربك... رب السموات... الرحمن، ومن قال: رب السموات... الرحمن أتبع رب السموات الجرّ الذي في قوله: من ربك واستأنف بقوله:
الرحمن، وجعل قوله: لا يملكون منه في موضع خبر قوله الرحمن وقوله: لا يملكون منه خطابا كقوله: لا تكلم نفس إلا بإذنه [هود/ 105]). [الحجة للقراء السبعة: 6/370]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({جزاء من ربك عطاء حسابا * رب السّماوات والأرض وما بينهما الرّحمن لا يملكون منه خطابا} 36 و37
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {رب السّماوات والأرض وما بينهما الرّحمن} بالرّفع فيهما على الاستئناف و{الرّحمن} خبره
وقرأ ابن عامر وعاصم بالجرّ فيهما عطف على قوله جزاء من ربك رب السّموات
وقرأ حمزة والكسائيّ {رب السّماوات} بالخفض و{الرّحمن} رفع قوله رب ترده على قوله من ربك وترفع الرّحمن
[حجة القراءات: 747]
على الابتداء وتجعل قوله {لا يملكون منه} في موضع خبر قوله {الرّحمن}). [حجة القراءات: 748]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): («3» قَوْلُهُ: {رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ} قَرَأَ الْكُوفِيُّونَ وَابْنُ عَامِرٍ بِخَفْضِ {رَبِّ}، وَرَفَعَهُ الْبَاقُونَ، وَقَرَأَ عَاصِمٌ وَابْنُ عَامِرٍ بِخَفْضِ {الرَّحْمَنِ}، وَرَفَعَهُ الْبَاقُونَ.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/359]
وَحُجَّةُ مَنْ رَفَعَ الاسْمَيْنِ أَنَّهُ قَطَعَ الْكَلاَمِ مِمَّا قَبْلَهُ، وَرَفَعَ {رَبُّ} عَلَى الابْتِدَاءِ و{الرَّحْمَنُ} الْخَبَرُ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ، {لاَ يَمْلِكُونَ مِنْهُ}.
«4» وَحُجَّةُ مَنْ خَفَضَ الاسْمَيْنِ أَنَّهُ أَتْبَعَ الاسْمَيْنِ الْمَخْفُوضَ قَبْلَهُمَا، وَهُوَ قَوْلُهُ: {مِنْ رَبِّكَ} «36» عَلَى الْبَدَلِ.
«5» وَحُجَّةُ مَنْ خَفَضَ {رَبِّ السَّمَوَاتِ} وَرَفَعَ {الرَّحْمَنُ} أَنَّهُ أَتْبَعَ {رَبِّ السَّمَوَاتِ} قَوْلَهُ {مِنْ رَبِّكَ} عَلَى الْبَدَلِ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ {الرَّحْمَنُ} فَرَفَعَهُ عَلَى الابْتِدَاءِ، و[جَعَلَ] {لاَ يَمْلِكُونَ} الْخَبَرَ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/360]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنُ) [آيَةُ/37] بِالرَّفْعِ فِيهِمَا: -
قَرَأَهُمَا ابْنُ كَثِيرٍ وَنَافِعٌ وَأَبُو عَمْرٍو.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ عَلَى الابْتِدَاءِ وَالاسْتِئْنَافِ، فَقَوْلُهُ (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا) مُبْتَدَأٌ، وَ(الرَّحْمَنُ) خَبَرُهُ.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى تَقْدِيرِ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ، وَالْمُرَادُ: هُوَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، فَهُوَ الْمُضْمَرُ مُبْتَدَأٌ، وَ(رَبُّ السَّمَاوَاتِ) خَبَرُهُ، وَ(الرَّحْمَنُ) صِفَةُ " رَبُّ السَمَاوَاتِ".
وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَعَاصِمٌ ويَعْقُوبُ بِالْجَرِّ فِيهِمَا.
وَالْوَجْهُ أَنَّ قَوْلَهُ {رَبِّ السَّمَاوَاتِ} بَدَلٌ مِنْ قَوْلِهِ {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ}، كَأَنَّهُ قَالَ: مِنْ رَبِّكَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ.
وَقَرَأَ حَمْزَةُ والْكِسَائِيُّ {رَبِّ السَّمَاوَاتِ} بِالْجَرِّ (وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنُ) بِالرَّفْعِ.
[الموضح: 1334]
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ أَبْدَلَ {رَبِّ السَّمَاوَاتِ} مِنْ قَوْلِهِ {مِنْ رَبِّكَ}، وَرَفَعَ (الرَّحْمَنُ) بِالابْتِدَاءِ، وَجَعَلَ قَوْلَهُ {لا يَمْلِكُونَ} خَبَرَهُ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَلَى إِضْمَارِ هُوَ، أَيْ: هُوَ الرَّحْمَنُ). [الموضح: 1335]

قوله تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا (38)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {يوم يقوم الروح} [38].
يقال: إن الروح ملك من أعظم خلق الله، وهو أول ما خلق الله. وهو الذي قال: {يسألونك عن الروح} هذا قول مقاتل. قال: وجهه وجه آدمي ونصفه من نار ونصفه من ثلج يسبح بحمد ربه، يقول: رب كما أللفت بين الثلج والنار فلا تذيب هذه هذا، ولا يطفئ هذا هذه، فألف بين عبادك المؤمنين. وقوله: {لا يملكون منه خطابًا} يعني: المناجاة إذا وقفوا للحساب). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/433]

قوله تعالى: {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآَبًا (39)}
قوله تعالى: {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا (40)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة