العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > التفسير اللغوي > جمهرة التفسير اللغوي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 شعبان 1431هـ/18-07-2010م, 03:36 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي التفسير اللغوي لسورة الذاريات

التفسير اللغوي لسورة الذاريات

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 07:17 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 1 إلى 14]


{وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6) وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7) إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8) يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9) قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10) الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11) يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12) يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13) ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)}

تفسير قوله تعالى: {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله عز وجل: {والذّاريات ذرواً...} يعني: الرياح). [معاني القرآن: 3/82]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والذّاريات ذرواً} هي الريح وناس يقولون: المذريات للريح، ذر وأذرت لغتان). [مجاز القرآن: 2/225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الذاريات}: الرياح. يقال ذرت وأذرت). [غريب القرآن وتفسيره: 347]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والذّاريات [ذرواً]}: الرياح. يقال: ذرت [الريح التراب] تذرو [ه] ذروا، [وتذريه ذريا]. ومنه قوله: {فأصبح هشيماً تذروه الرّياح}). [تفسير غريب القرآن: 420]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والذّاريات ذروا}
جاء في التفسير عن علي رضي الله عنه أن الكواء سأله عن {والذّاريات ذروا} فقال علي: هي الرياح، قال: {فالحاملات وقرا} ؟ قال السحاب، قال: {فالجاريات يسرا} ؟ قال: الفلك. قال: {فالمقسّمات أمرا} قال: الملائكة.
والمفسرون جميعا يقولون بقول عليّ في هذا.
{والذّاريات} مجرور على القسم، المعنى أحلف بالذاريات وبهذه الأشياء، والجواب: {إنّما توعدون لصادق}.
وقال قوم: المعنى وربّ الذّاريات ذروا كما قال عزّ وجل: {فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقّ}.
و(الذاريات) من ذرت الريح تذرو إذا فرقت التراب وغيره.
يقال: ذرت الريح وأذرت بمعنى واحد، ذرت فهي ذارية، وهن ذاريات، وأذرت فهي مذرية ومذريات للجماعة، وذاريات أيضا.
والمعنى وربّ الرياح الذاريات، وربّ السفن الجاريات، وربّ الملائكة المقسمات، إنّما توعدون لصادق). [معاني القرآن: 5/51]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والذَّارِيَاتِ}: الرياح). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 241]

تفسير قوله تعالى: (فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (2) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({فالحاملات وقراً...} يعني: السحاب لحملها الماء). [معاني القرآن: 3/82]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فالحاملات وقراً} السحاب). [مجاز القرآن: 2/225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): (و{الحاملات وقرا}: السحاب). [غريب القرآن وتفسيره: 347]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فالحاملات وقراً}: السحاب تحمل الماء). [تفسير غريب القرآن: 420]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والذّاريات ذروا}
جاء في التفسير عن علي رضي الله عنه أن الكواء سأله عن {والذّاريات ذروا} فقال علي: هي الرياح، قال: {فالحاملات وقرا}؟ قال: السحاب). [معاني القرآن: 5/51] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فالْحَامِلَاتِ}: السحاب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 241]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحَامِلَاتِ}: السحاب). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (3)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({فالجاريات يسراً...}، وهي السفن تجري ميسّرة). [معاني القرآن: 3/82]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فالجاريات يسراً} السفن). [مجاز القرآن: 2/225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({فالجاريات يسرا}: السفن). [غريب القرآن وتفسيره: 347]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فالجاريات يسراً} أي السفن تجري في الماء جريا سهلا.

ويقال: تجري ميسرة، أي مسخرة). [تفسير غريب القرآن: 420]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والذّاريات ذروا}
جاء في التفسير عن علي رضي الله عنه أن الكواء سأله عن {والذّاريات ذروا} فقال علي: هي الرياح، قال: {فالحاملات وقرا} قال: السحاب، قال: {فالجاريات يسرا} قال: الفلك). [معاني القرآن: 5/51](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فالْجَارِيَاتِ}: السفن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 241]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْجَارِيَاتِ}: السفن). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (4)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ({فالمقسّمات أمراً...}: الملائكة تأتي بأمر مختلف: جبريل صاحب الغلطة، وميكائيل صاحب الرحمة، وملك الموت يأتي بالموت، فتلك قسمة الأمور). [معاني القرآن: 3/82]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فالمقسّمات أمراً} الملائكة). [مجاز القرآن: 2/225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({المقسمات أمرا}: الملائكة). [غريب القرآن وتفسيره: 347]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فالمقسّمات أمراً}: الملائكة. هذا أو نحوه يؤثر عن علي رضي اللّه عنه). [تفسير غريب القرآن: 420]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والذّاريات ذروا}
جاء في التفسير عن علي رضي الله عنه أن الكواء سأله عن {والذّاريات ذروا} فقال علي: هي الرياح، قال: {فالحاملات وقرا} قال: السحاب، قال: {فالجاريات يسرا}؟ قال: الفلك. قال: {فالمقسّمات أمرا}؟ قال: الملائكة). [معاني القرآن: 5/51](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فالْمُقَسِّمَاتِ}: الملائكة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 241]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمُقَسِّمَاتِ}: الملائكة). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ (5) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والذّاريات ذروا}
جاء في التفسير عن علي رضي الله عنه أن الكواء سأله عن {والذّاريات ذروا} فقال علي: هي الرياح، قال: {فالحاملات وقرا} قال: السحاب، قال: {فالجاريات يسرا}؟ قال: الفلك. قال: {فالمقسّمات أمرا}؟ قال: الملائكة
والمفسرون جميعا يقولون بقول عليّ في هذا.
{والذّاريات} مجرور على القسم، المعنى أحلف بالذاريات وبهذه الأشياء، والجواب: {إنّما توعدون لصادق}.
وقال قوم: المعنى: وربّ الذّاريات ذروا ،كما قال عزّ وجل: {فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقّ}.
و"الذاريات" من ذرت الريح تذرو؛ إذا فرقت التراب وغيره.
يقال: ذرت الريح وأذرت بمعنى واحد، ذرت فهي ذارية، وهن ذاريات، وأذرت فهي مذرية ومذريات للجماعة، وذاريات أيضا.
والمعنى وربّ الرياح الذاريات، وربّ السفن الجاريات، وربّ الملائكة المقسمات، إنّما توعدون لصادق). [معاني القرآن: 5/51](م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ (6)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وإنّ الدّين لواقعٌ} يعني الجزاء بالأعمال والقصاص. ومنه يقال: دننته بما صنع). [تفسير غريب القرآن: 420]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإنّ الدّين لواقع} أي إن المجازاة على أعمالكم لواقعة). [معاني القرآن: 5/51]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الدِّينَ}: هنا جزاء الأعمال). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 241]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ (7)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {والسّماء ذات الحبك...}.
الحبك: تكسّر كل شيء، كالرملة إذا مرت بها الريح الساكنة، والماء القائم إذا مرت به الريح، والدرع درع الحديد لها حبك أيضا، والشّعرة الجعدة تكسّرها حبك، وواحد الحبك: حباك، وحبيكة). [معاني القرآن: 3/82]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والسّماء ذات الحبك} الطرائق ومنها سمي حباك الحائط الإطار وحباك الحمام طرائق على جناحيه، وطرائق الماء حبكه وقال زهير:
مكللٌ بأصول النّجم تنسجه = ر يحٌ خريقٌ لضاحي مائه حبك). [مجاز القرآن: 2/225]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({والسّماء ذات الحبك}
قال: {والسّماء ذات الحبك} واحدها "الحباك"). [معاني القرآن: 4/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ذات الحبك}: واحدها حبيك وحباك وهي الطرائق، وطرائق الماء حبكه، وحباك الطائر طرائق في جناحيه. وقال ذات الحبك: ذات الحسن والاستواء). [غريب القرآن وتفسيره: 347-348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والسّماء ذات الحبك}: ذات الطرائق. ويقال للماء القائم - إذا ضربته الريح، فصارت فيه طرائق -: له حبك. وكذلك الرمل: إذا هبت عليه الريح، فرأيت فيه كالطرائق - فذلك: حبكه). [تفسير غريب القرآن: 420]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {والسّماء ذات الحبك * إنّكم لفي قول مختلف}
جاء في التفسير أنها ذات الخلق الحسن، وأهل اللغة يقولون ذات الحبك ذات الطرائق الحسنة، والمحبوك في اللغة ما أجيد عمله وكل ما تراه من الطرائق في الماء وفي الرمل إذا أصابته الريح فهو حبك، وواحدها حباك.
مثل مثال ومثل، وتكون واحدتها أيضا حبيكة مثل طريقة وطرق). [معاني القرآن: 5/52]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({ذات الحبك} أي: الطرائق، واحدها: حباك وحبيك). [ياقوتة الصراط: 481]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحُبُكِ}: الطرائق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 241]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحُبُكِ}: الطرق). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُخْتَلِفٍ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّكم لفي قولٍ مّختلفٍ...} جواب للقسم، والقول المختلف: تكذيب بعضهم بالقرآن وبمحمد، وإيمان بعضهم). [معاني القرآن: 3/82-83]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {إنّكم لفي قول مختلف} أي في أمر النبي صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 5/52]

تفسير قوله تعالى: {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ (9)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يؤفك عنه من أفك...}.
يريد: يصرف عن القرآن والإيمان من صرف كما قال: {أجئتنا لتأفكنا} يقول: لتصرفنا عن آلهتنا، وتصدّنا). [معاني القرآن: 3/83]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يؤفك عنه من أفك} يدفع عنه ويحرمه كما تؤفك الأرض). [مجاز القرآن: 2/225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يؤفك عنه من أفك}: يدفع عنه ويحرمه كما تؤفك الأرض). [غريب القرآن وتفسيره: 348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يؤفك عنه من أفك} أي [يصرف عنه، و] يحرمه من حرمه يعني: القرآن). [تفسير غريب القرآن: 420]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({يؤفك عنه من أفك} أي يصرف عنه من صرف). [معاني القرآن: 5/52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ}: أي يحرمه من حرم يعني القرآن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُؤْفَكُ}: يدفع). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ (10)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قتل الخرّاصون...}.
يقول: لعن الكذابون الذين قالوا: محمد صلى الله عليه: مجنون، شاعر، كذاب، ساحر. خرّصوا مالا علم لهم به). [معاني القرآن: 3/83]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قتل الخرّاصون} المتكهنون). [مجاز القرآن: 2/225]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الخراصون}: المتكهنون). [غريب القرآن وتفسيره: 348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قتل الخرّاصون} أي لعن الكذابون الذين قالوا في النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: كاذب وشاعر وساحر، خرصوا ما لا علم لهم به). [تفسير غريب القرآن: 421]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (باب مخالفة ظاهر اللفظ معناه
من ذلك الدعاء على جهة الذم لا يراد به الوقوع:
كقول الله عز وجل: {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ}، و{قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ}، و{قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} وأشباه ذلك.
ومنه قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم، للمرأة: «عقرى حلقى»، أي عقرها الله، وأصابها بوجع في حلقها.
وقد يراد بهذا أيضا التعجب من إصابة الرجل في منطقه، أو في شعره، أو رميه، فيقال: قاتله الله ما أحسن ما قال، وأخزاه الله ما أشعره، ولله درّه ما أحسن ما احتج به.
ومن هذا قول امرئ القيس في وصف رام أصاب:
فهو لا تنمي رميّته ما له لا عدّ من نفره
يقول: إذا عدّ نفره- أي قومه- لم يعدّ معهم، كأنه قال: قاتله الله، أماته الله.
وكذلك قولهم: هوت أمّه، وهبلته، وثكلته.
قال كعب بن سعد الغنوي:
هَوَتْ أمُّه ما يبعث الصُّبحُ غادِيًا = وما ذا يؤدِّي اللَّيلُ حين يؤوبُ). [تأويل مشكل القرآن: 275-277]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قتل الخرّاصون} هم الكذابون، تقول: قد تخرّص عليّ فلان الباطل.
ويجوز أن يكون الخرّاصون الذين يتظنون الشيء لا يحقونه، فيعملون بما لا يدرون صحته). [معاني القرآن: 5/52]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({الخراصون} أي: الكذابون). [ياقوتة الصراط: 481]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْخَرَّاصُونَ}: الكاذبون و{قتل} بمعنى لعن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْخَرَّاصُونَ}: الكذابون). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ هُمْ فِي غَمْرَةٍ سَاهُونَ (11)}
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي غَمْرَةٍ}: في الغفلة). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يسألون أيّان يوم الدّين...} متى يوم الدين؟). [معاني القرآن: 3/83](م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يسألون أيّان يوم الدّين} يوم الحساب، متى يوم الدين). [مجاز القرآن: 2/225]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يسألون أيّان يوم الدّين * يوم هم على النّار يفتنون}
وقال: {أيّان يوم الدّين} {يوم هم على النّار يفتنون} أي: متى يوم الدّين. فقيل لهم: في يوم هم على النار يفتنون. لأنّ ذلك اليوم يوم طويل فيه الحساب وفيه فتنتهم على النار). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يسألون أيّان يوم الدّين}
ويجوز (إيّان) بكسر الهمزة وفتحها، أي يقولون متى يوم الجزاء). [معاني القرآن: 5/52]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يسألون أيّان يوم الدّين...}.
متى يوم الدين؟ قال الله: {يوم الدّين. يوم هم على النار يفتنون} وإنما نصبت (يوم هم) لأنك أضفته إلى شيئين، وإذا أضيف اليوم والليلة إلى اسم له فعل، فارتفعا نصب اليوم، وإن كان في موضع خفض أو رفع، وإذا أضيف إلى فعل أو يفعل أو إذا كان كذلك ورفعه في موضع الرفع، وخفضه في موضع الخفض يجوز، فلو قيل: يوم هم على النار يفتنون؛ فرفع يوم لكان وجها، ولم يقرأ به أحد من القراء). [معاني القرآن: 3/83]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يفتنون...} يحرقون ويعذبون بالنار). [معاني القرآن: 3/83]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({يسألون أيّان يوم الدّين * يوم هم على النّار يفتنون}
وقال: {أيّان يوم الدّين} {يوم هم على النّار يفتنون} أي: متى يوم الدّين. فقيل لهم: في يوم هم على النار يفتنون. لأنّ ذلك اليوم يوم طويل فيه الحساب وفيه فتنتهم على النار). [معاني القرآن: 4/21] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({يفتنون}: يحرمون). [غريب القرآن وتفسيره: 348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يفتنون}: يعذبون). [تفسير غريب القرآن: 421]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يوم هم على النّار يفتنون}
بنصب يوم، ويجوز يوم هم على النّار يفتنون.
فمن نصب فهو على وجهين:
أحدهما: على معنى يقع الجزاء يوم هم على النار يفتنون.
ويجوز أن يكون لفظه لفظ نصب ومعناه معنى رفع، لأنه مضاف إلى جملة كلام، تقول: يعجبني يوم أنت قائم، ويوم أنت قائم، ويوم أنت تقوم، وإن شئت فتحت وهو في موضع رفع كما قال الشاعر:
لم يمنع الشّرب منها غير أن نطقت = حمامة في غصون ذات أوقال
وقد رويت غير أن نطقت، لما أضاف غير إلى أن وليست بمتمكنة فتح، وكذلك لما أضاف يوم إلى (هم على النّار) فتح.
وكما قرئت: (ومن خزي يومئذ)، ففتحت يوم وهو في موضع خفض لأنك أضفته إلى غير متمكن.
ومعنى (يفتنون) يحرقون ويعذّبون، ومن ذلك يقال للحجارة السود التي كأنها قد أحرقت [بالنّار] الفتين). [معاني القرآن: 5/52-53]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ({يفتنون} أي: يحرقون ويعذبون). [ياقوتة الصراط: 482]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُفْتَنُونَ}: يعذبون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُفْتَنُونَ}: يعذبون). [العمدة في غريب القرآن: 281]

تفسير قوله تعالى: {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ذوقوا فتنتكم...} يقول: ذوقوا عذابكم الذي كنتم به تستعجلون في الدنيا). [معاني القرآن: 3/83]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ذوقوا فتنتكم} تم الكلام ثم جاء هذا بعد ائتناف). [مجاز القرآن: 2/226]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ذوقوا فتنتكم} أي ذوقوا عذابكم...
{الّذي كنتم به تستعجلون} في الدنيا). [تفسير غريب القرآن: 421]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والفتنة: التعذيب. قال: {إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} أي عذّبوهم بالنار.
وقال عز وجل: { يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} أي يعذبون. {ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ} أي يقال لهم: ذوقوا فتنتكم، يراد هذا العذاب بذاك.
وقال عز وجل: {فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} أي: جعل عذاب الناس وأذاهم كعذاب الله). [تأويل مشكل القرآن: 472](م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 07:21 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 15 إلى 37]


{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24) إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25) فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26) فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27) فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28) فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29) قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30) قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31) قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32) لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34) فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (35) فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (36) وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37)}

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إنّ المتّقين في جنّاتٍ وعيونٍ آخذين} انتصب لأن الكلام قد تم خبره فإن شئت رفعته وإن شئت أخرجته إلى النصب). [مجاز القرآن: 2/226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ المتّقين في جنّات وعيون * آخذين ما آتاهم ربّهم إنّهم كانوا قبل ذلك محسنين}
أعلم عزّ وجلّ ما لأهل النّار، ثم أعلم ما لأهل الجنّة لأنه لمّا قال: {وإنّ الدّين لواقع} أعلم جزاء أهل الجنّة، وجزاء أهل النّار). [معاني القرآن: 5/53] (م)

تفسير قوله تعالى: {آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {آخذين...} "وفاكهين".
نصبتا على القطع، ولو كانتا رفعاً كان صوابا، ورفعهما على أن تكونا خبرا، ورفع آخر أيضاً على الاستئناف). [معاني القرآن: 3/83]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {إنّ المتّقين في جنّات وعيون * آخذين ما آتاهم ربّهم إنّهم كانوا قبل ذلك محسنين}
أعلم عزّ وجلّ ما لأهل النّار، ثم أعلم ما لأهل الجنّة لأنه لمّا قال: {وإنّ الدّين لواقع} أعلم جزاء أهل الجنّة، وجزاء أهل النّار.
وقوله: (آخذين) نصب على الحال، المعنى إن المتقين في جنات وعيون في حال أخذ ما آتاهم ربهم، ولو كان في غير القرآن لجاز "آخذون" ولكن المصحف لا يخالف، ويكون المعنى إن المتقين آخذون ما آتاهم ربهم في جنات وعيون، والوجه الأول أجود في المعنى وعليه القراءة). [معاني القرآن: 5/53]

تفسير قوله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {كانوا قليلاً مّن اللّيل ما يهجعون...}.
إن شئت جعلت ما في موضع رفع، وكان المعنى: كانوا قليلا هجوعهم. والهجوع: النوم. وإن شئت جعلت ما صلة لا موضع لها، ونصبت قليلا بيهجعون. أردت: كانوا يهجعون قليلا من الليل). [معاني القرآن: 3/84]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} أي يهجعون قليلاً من الليل). [مجاز القرآن: 2/226]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}: أي يناموا وما: صلة). [غريب القرآن وتفسيره: 348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({يهجعون} أي ينامون). [تفسير غريب القرآن: 421]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {كانوا قليلا من اللّيل ما يهجعون}
المعنى كانوا يهجعون قليلا من الليل، أي كانوا ينامون قليلا من الليل). [معاني القرآن: 5/53]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَهْجَعُونَ}: ينامون). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وبالأسحار هم يستغفرون...} يصلون). [معاني القرآن: 3/84]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وبالأسحار هم يستغفرون} أي يصلون). [تفسير غريب القرآن: 421]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم أعلم اللّه عزّ وجلّ في أي شيء كان سهرهم فقال: {وبالأسحار هم يستغفرون}
وجائز أن يكون " ما " مؤكدة لغوا، وجائز أن يكون " ما " مع ما بعدها مصدرا، يكون المعنى كانوا قليلا من الليل هجوعهم). [معاني القرآن: 5/53]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَسْتَغْفِرُونَ}: أي يصلون). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وفي أموالهم حقٌّ لّلسّائل والمحروم...}.
فأما السائل فالطوّاف على الأبواب، وأما المحروم فالمحارف أو الذي لا سهم له في الغنائم). [معاني القرآن: 3/84]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وفي أموالهم حقٌّ للسّائل} يعني: الطواف، {والمحروم} المحارف، [وهو]: المقتر عليه [في الرزق]. وقيل: الذي لا سهم له في الغنائم). [تفسير غريب القرآن: 421]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وفي أموالهم حقّ للسّائل والمحروم}
(المحروم) جاء في التفسير الذي لا ينمو له مال، والأكثر في اللغة لا ينمى له مال، وجاء أيضا أنه [المجارف] الذي لا يكاد يكتسب). [معاني القرآن: 5/53]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((السَّائِلِ): أي الطواف {والْمَحْرُومِ}: المحارب الذي لا سهم له في الغنائم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وفي الأرض آياتٌ لّلموقنين...}.
فآيات الأرض جبالها، واختلاف نباتها وأنهارها، والخلق الذين فيها). [معاني القرآن: 3/84]

تفسير قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وفي أنفسكم...}.
آيات أيضاً إن أحدكم يأكل ويشرب في مدخل واحد، ويخرج من موضعين، ثم عنّفهم فقال: {أفلا تبصرون}؟). [معاني القرآن: 3/84]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وفي السّماء رزقكم وما توعدون} فيه مضمر مجازه: عند من في السماء رزقكم وعنده ما توعدون، وفي آية أخرى {أيّتها العير إنّكم لسارقون}، {وسل القرية} فهذا كله فيه إضمار والعرب تفعل ذلك قال نابغة بني ذبيان:
كأنك من جمال بني أقيشٍ = يقعقع خلف رجليه بشنّ
أراد كأنك جملٌ من جمال بني أقيش، وقال الأسدي:
كذبتم وبيت الله لا تنكحونها = بني شاب قرناها تصرّ وتحلب
فيه ضمير " التي " شاب قرناها.
وقوله {وسل القرية} سل من في القربة). [مجاز القرآن: 2/226]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ({وفي السماء رزقكم وما توعدون}
{رزقكم}: المطر لأن به يتأتى العيش، وما توعدون: الجنة). [ياقوتة الصراط: 482]

تفسير قوله تعالى: {فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فوربّ السّماء والأرض...}.
أقسم عز وجل بنفسه: أن الذي قلت لكم لحق مثل ما أنكم تنطقون. وقد يقول القائل: كيف اجتمعت ما، وأنّ وقد يكتفى بإحداهما من الأخرى؟ وفيه وجهان:
أحدهما: أن العرب تجمع بين الشيئين من الأسماء والأدوات إذا اختلف لفظهما، فمن الأسماء قول الشاعر:
من النّفر اللائي الذين إذا هم = يهاب اللئام حلقه الباب قعقعوا
فجمع بين اللائي والذين، وأحدهما مجزئ من الآخر.
[معاني القرآن: 3/84]
وأما في الأدوات فقوله:
ما إن رأيت ولا سمعت به = كاليوم طالي أينق جرب
فجمع بين ما، وبين إن، وهما جحدان أحدهما يجزى من الآخر.
وأمّا الوجه الآخر، فإن المعنى لو أفرد بما لكان كأنّ المنطق في نفسه حق لا كذب: ولم يرد به ذلك. إنما أرادوا أنه لحق كما حقٌّ أن الآدمي ناطق.
ألا ترى أن قولك أحقٌّ منطقك معناه: أحقٌّ هو أم كذب؟ وأن قولك: أحقٌّ أنك تنطق؟ معناه: أللإنسان النطق لا لغيره. فأدخلت أنّ ليفرق بها بين المعنيين، وهذا أعجب الوجهين إليّ.
وقد رفع عاصم والأعمش (مثل) ونصبها أهل الحجاز والحسن، فمن رفعها جعلها نعتا للحق ومن نصبها جعلها في مذهب المصدر كقولك: إنه لحق حقا. وإن العرب لتنصبها إذا رفع بها الاسم فيقولون: مثل من عبد الله؟ ويقولون: عبد الله مثلك، وأنت مثله. وعلة النصب فيها أن الكاف قد تكون داخلة عليها؛ فتنصب إذا ألقيت الكاف. فإن قال قائل: أفيجوز أن تقول: زيدٌ الأسد شدةً، فتنصب الأسد إذا ألقيت الكاف؟ قلت: لا؛ وذلك أن مثل تؤدى عن الكاف؛ والأسد لا يؤدى عنها؛ ألا ترى قول الشاعر:
وزعت بكالهراوة أعوجي = إذا ونت الرّكاب جرى وثابا
أن الكاف قد أجزأت من مثل، وأن العرب تجمع بينهما؛ فيقولون: زيد كمثلك، وقال الله جل وعز: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}، واجتماعهما دليل على أن معناهما واحد كما أخبرتك في ما وإن ولا وغيره.
{إنّه لحقٌّ مثل ما أنّكم تنطقون} مجازها: كما أنكم تنطقون). [مجاز القرآن: 2/226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله: {فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقّ مثل ما أنّكم تنطقون}
أي إن ما أتى به النبي - صلى الله عليه وسلم - حق وإن قوله: {وفي السّماء رزقكم وما توعدون} حقّ.
فالمعنى أن هذا الذي ذكرنا في أمر الآيات والرزق وأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - حق (مثل ما أنّكم تنطقون)
وقرئت (مثل ما أنكم تنطقون)، وهذا كما تقول في الكلام: إنّ هذا لحق كما أنك متكلم.
فمن رفع " مثل " فهي من صفة الحق، المعنى إنه لحقّ مثل نطقكم.
ومن نصب فعلى ضربين:
أحدهما: أن يكون في موضع رفع إلاّ أنه لما أضيف إلى " أنّ " فتح.
ويجوز أن يكون منصوبا على التوكيد، على معنى إنه لحقّ حقّا مثل نطقكم). [معاني القرآن: 5/53-54]

تفسير قوله تعالى: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ الْمُكْرَمِينَ (24)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم...}.
لم يكن علمه النبي ـ صلى الله عليه ـ حتى أنزله الله عليه.
وقوله: {المكرمين...} أكرمهم بالعمل الذي قرّبه). [معاني القرآن: 3/86]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه} ضيف مثل خصم يقع على الواحد والجميع). [مجاز القرآن: 2/226]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (هل: تكون للاستفهام...، والمفسّرون يجعلونها في بعض المواضع بمعنى: «قد»، كقوله تعالى: {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}، أي قد أتى وقوله: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} و: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى}، : {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}، و: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ}؟ .
هذا كله عندهم بمعنى: (قد) ). [تأويل مشكل القرآن: 538](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين}
جاء في التفسير أنه لما أتته الملائكة أكرمهم بالعجل.
وقيل: أكرمهم بأنه خدمهم، صلوات الله عليه وعليهم). [معاني القرآن: 5/54]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ({وهل أتاك} أي: قد جاءك). [ياقوتة الصراط: 483]

تفسير قوله تعالى: {إِذْ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَقَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (25)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قومٌ مّنكرون...}.
رفع بضمير: أنتم قوم منكرون.
وهذا يقوله إبراهيم عليه السلام للملائكة). [معاني القرآن: 3/86]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه} ضيف مثل خصم يقع على الواحد والجميع). [مجاز القرآن: 2/226] (م)
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({قالوا سلاماً قال سلامٌ} "قال" تجيء للحكاية، وفي موضع فعل يعمل فجاءت المنصوبة وقد عمل فيها "قالوا" وجاء المرفوع كأنه حكاية). [مجاز القرآن: 2/226]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون}
(فقالوا سلاما قال سلم)، وقرئت: (قال سلام).
فنصب الأولى على معنى: السّلام عليكم سلاما، وسلمنا عليك سلاما.
ومن قرأ، (قال سلام) فهو على وجهين: على معنى قال سلام عليكم.
ويجوز أن يكون على معنى أمرنا سلام.
ومن قرأ (سلم) فالمعنى: قال سلم أي أمري سلم، وأمرنا سلم، أي لا بأس علينا.
وقوله: {قوم منكرون} رفعه على معنى أنتم قوم منكرون). [معاني القرآن: 5/54]

تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ (26)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فراغ إلى أهله...}.
رجع إليهم، والروغ وإن كان على هذا المعنى فإنه لا ينطق به حتى يكون صاحبه مخفياً لذهابه [أو مجيئه] ألا ترى أنك لا تقول: قد راغ أهل مكة، وأنت تريد رجعوا أو صدروا؟ فلو أخفى راجع رجوعه حسنت فيه: راغ ويروغ). [معاني القرآن: 3/86]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فراغ إلى أهله} عدل إلى أهله). [مجاز القرآن: 2/226]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فراغ إلى أهله}: أي عدل). [غريب القرآن وتفسيره: 348]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فراغ إلى أهله} أي عدل إليهم في خفية. ولا يكون «الرواغ» إلا أن تخفي ذهابك ومجيئك). [تفسير غريب القرآن: 421]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين}
معنى {فراغ إلى أهله} عدل إليهم من حيث لا يعلمون لأيّ شيء عدل، وكذلك يقول: راغ فلان عنا إذا عدل عنهم من حيث لا يعلمون). [معاني القرآن: 5/54-55]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَرَاغَ}: أي عدل في خفية). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَرَاغَ}: عدل). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ قَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (27)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فقرّبه إليهم قال ألا تأكلون}
المعنى فقربه إليهم ليأكلوا منه فلم يأكلوا، قال ألا تأكلون على النكير؛ أي أمركم في ترك الأكل مما أنكره). [معاني القرآن: 5/55]

تفسير قوله تعالى: {فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ (28)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وبشّروه بغلامٍ عليمٍ...}.
إذا كبر، وكان بعض مشيختنا يقول: إذا كان العلم منتظراً [لمن] يوصف به قلت في العليم إذا لم يعلم: إنه لعالم عن قيل وفاقهٌ، وفي السيد: سائد، والكريم: كارم. والذي قال حسن، وهذا كلام عربي حسن، قد قاله الله في عليم، وحليم، وميت.
وكان المشيخة يقولون للذي لما يمت وسيموت: هو مائت عن قليل، وقول الله عز وجل أصوب من قيلهم، وقال الشاعر فيما احتجوا به:
كريم كصفو الماء ليس بباخل = بشيء، ولا مهد ملاما لباخل
يريد: بخيل، فجعله باخل؛ لأنه لم يبخل بعد). [معاني القرآن: 3/86-87]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فأوجس منهم خيفةً} أضمر خيفة أي خوفاً). [مجاز القرآن: 2/227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فأوجس في نفسه}... {خيفةً} أي أضمرها.
{وبشّروه بغلامٍ عليمٍ} إذا كبر). [تفسير غريب القرآن: 421]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشّروه بغلام عليم}
معنى {أوجس} وقع في نفسه الخوف.
وقوله عزّ وجلّ: {وبشّروه بغلام عليم}
معنى {عليم}: أنه يبلغ ويعلم). [معاني القرآن: 5/55]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَأَوْجَسَ}: أي أضمر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ (29)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فأقبلت امرأته في صرّةٍ...}.
في صيحة، ولم تقبل من موضع إلى موضع إنما هون كقولك: أقبل يشتمني، أخذ في شتمي فذكروا أن الصيحة: أوّه، وقال بعضهم: كانت يا ويلتا.
وقوله: {فصكّت وجهها...}.
هكذا أي جمعت أصابعها، فضربت جبهتها، {وقالت عجوزٌ عقيمٌ...} أتلد عجوز عقيم؟ ورفعت بالضمير بتلد). [معاني القرآن: 3/87]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({في صرّةٍ} شدة صوت، يقال: أقبل فلان يصطر أي يصوت صوتأً شديداً.
{قالت عجوزٌ عقيمٌ} مختصر أي أنا عجوز عقيم). [مجاز القرآن: 2/227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({في صرة}: صيحة.
{فصكت وجهها}: ضربت يديها وجهها.
{العقيم}: التي لا يولد لها، وكذلك الرجل العقيم والجمع نسوة عقائم وعقم. والريح العقيم التي لا تلقح السحاب). [غريب القرآن وتفسيره: 348-349]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فأقبلت امرأته في صرّةٍ} أي في صحية. ولم تأت من موضع إلى موضع، إنما هو كقولك: أقبل يصيح، وأقبل يتكلم. {فصكّت وجهها} أي ضربت بجميع أصابعها جبهتها، وقالت: أتلد {عجوزٌ عقيمٌ}؟!). [تفسير غريب القرآن: 421]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فأقبلت امرأته في صرّة فصكّت وجهها وقالت عجوز عقيم}
والصرة: شدة الصاح ههنا
{فصكت وجهها} أي لطمت وجهها.
{وقالت عجوز عقيم} المعنى: وقالت أنا عجوز عقيم، وكيف ألد.
ودليل ذلك قوله في موضع آخر: {قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا}). [معاني القرآن: 5/55]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ) : ({في صرة} أي: في صرخة وصيحة، وفي صرة، أي: في جماعة من نسائها.
{فصكت وجهها} أي: فضربت وجهها تعجبا.
{عقيم} أي: لا تلد). [ياقوتة الصراط: 483-484]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي صَرَّةٍ}: أي في صيحة.
{فَصَكَّتْ وَجْهَهَا} أي ضربت جبهتها بأصابعها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فِي صَرَّةٍ}: في صيحة
{فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}: ضربت وجهها
(العَقِيمٌ): التي لا تلد). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (30)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قالوا كذلك قال ربّك إنّه هو الحكيم العليم}
أي كما قلنا لك قال ربك، أي إنما نخبرك عن اللّه - عزّ وجلّ – واللّه حكيم عليم، يقدر أن يجعل العقيم ولودا، والعجوز كذلك.
فعلم إبراهيم أنهم رسل وأنهم ملائكة). [معاني القرآن: 5/55]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ فَمَا خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (31)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({قال فما خطبكم أيّها المرسلون}
أي ما شأنكم وفيم أرسلتم). [معاني القرآن: 5/55]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ (32)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قالوا إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين * لنرسل عليهم حجارة من طين}
أي إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنهلكهم بكفرهم). [معاني القرآن: 5/55]

تفسير قوله تعالى: {لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ (33)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({لنرسل عليهم حجارةً من طينٍ}، قال ابن عباس: هو الآجر). [تفسير غريب القرآن: 421]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وأما قوله: {حِجَارَةً مِنْ طِينٍ} ، فإن ابن عباس، رضي الله عنه، ذكر أنها آجرّ. والآجرّ: حجارة الطين، لأنه في صلابة الحجارة.
وقرأت في التّوراة بعد ذكر أنساب ولد نوح صلّى الله عليه وسلّم: أنهم تفرّقوا في كل أرض، وكانت الأرض لسانا واحدا، فلما ارتحلوا من المشرق وجدوا بقعة في الأرض اسمها (سعير) فحلّوا بها، ثم جعل الرجل منهم يقول لصاحبه: هلمَّ فلنُلبِّن لَبِنًا فنحرّقه بالنار فيكون اللَّبِن حجارة، ونبني مِجْدَلاً رأسه في السماء.
وذكر بعض من رأى هذه الحجارة أنها حُمْرٌ مُخَتَّمَة. وقال آخرون: مخطّطة، وذلك تسويمها، ولهذا ذهب قوم في تفسير (سجّيل) إلى سِنك وَكِل. أي حجر وطين). [تأويل مشكل القرآن: 81]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({قالوا إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين * لنرسل عليهم حجارة من طين}
أي إنّا أرسلنا إلى قوم مجرمين لنهلكهم بكفرهم). [معاني القرآن: 5/55] (م)

تفسير قوله تعالى: {مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ (34)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مسوّمةً} معلمة ويقال: إنه كان عليها مثل الخواتيم). [مجاز القرآن: 2/227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مسوّمةً} أي معلمة). [تفسير غريب القرآن: 422]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({مسوّمة عند ربّك للمسرفين}
أي معلّمة على كل حجر منها اسم من جعل إهلاكه به، والمسوّمة المعلّمة أخذ من السومة وهي العلامة). [معاني القرآن: 5/55-56]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُسَوَّمَةً}: معلمة). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 242]

تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا فِيهَا آَيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وتركنا فيها آيةً...}.
معناه: تركناها آية وأنت قائل للسماء فيها آية، وأنت تريد هي الآية بعينها). [معاني القرآن: 3/87]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وتركنا فيها آية للّذين يخافون العذاب الأليم}
أي تركنا في مدينة قوم لوط علامة للخائفين تدلّهم على أن اللّه أهلكهم وينكل غيرهم عن فعلهم). [معاني القرآن: 5/56]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 ذو القعدة 1431هـ/31-10-2010م, 07:25 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي [الآيات من 38 إلى آخر السورة]


{وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40) وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41) مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42) وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43) فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44) فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45) وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (46) وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) وَلَا تَجْعَلُوا مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (51) كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52) أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54) وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59) فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}

تفسير قوله تعالى: {وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (38)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وفي موسى إذ أرسلناه إلى فرعون بسلطان مبين}
هذا عطف على قوله: {وفي الأرض آيات للموقنين}، وعلى قوله: {وتركنا فيها آية للّذين يخافون العذاب الأليم}، وقوله: {بسلطان مبين}، أي بحجة واضحة). [معاني القرآن: 5/56]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (39)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فتولّى بركنه...}.
يقال: تولى أي أعرض عن الذكر بقوته في نفسه، ويقال: فتولى بركنه بمن معه لأنّهم قوّته). [معاني القرآن: 3/87]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فتولّى بركنه} وبجانبه سواء إنما هي ناحيته.
{وقال ساحرٌ أو مجنونٌ} أو ها هنا في موضع الواو التي للمولاة لأنهم قد قالوهما جميعاً له. قال جرير:
أثعلبة الفوارس أو رياحا = عدلت بهم طهيّة والخشابا
الخشاب بنو رزام بن مالك وربيعة وكعب بن مالك بن حنظلة). [مجاز القرآن: 2/227]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({بركنه}: وبجانبه سواء. إنما هي ناحيته). [غريب القرآن وتفسيره: 349]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فتولّى بركنه} و«بجانبه» سواء، أي اعرض). [تفسير غريب القرآن: 422]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فتولّى بركنه وقال ساحر أو مجنون} أي تولى بما كان يتقوى به من جنده وملكه.
{وقال ساحر أو مجنون} المعنى: وقال هذا ساحر أو مجنون). [معاني القرآن: 5/56]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَتَوَلَّى}: أي أعرض). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({برُكْنِهِ}: بجانبه). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ (40)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو مليمٌ...}.
أتى باللائمة وقد ألام، وقوله: {لقد كان في يوسف وإخوته آياتٌ للسّائلين} هم الآيات وفعلهم). [معاني القرآن: 3/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({هو مليمٌ} أي مذنب. يقال: ألام الرجل، إذا أتى بذنب يلام عليه. قال الشاعر:
ومن يخذل أخاه فقد ألاما). [تفسير غريب القرآن: 422]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ وهو مليم}
{فأخذناه} وركنه الذي يتقوى به
{فنبذناهم في اليم} واليم: البحر.
{وهو مليم} أي اللائمة لازمة له، أي ليس ذلك الذي فعل به بكفارة له.
والمليم في اللغة: الذي يأتي بما يجب أن يلام عليه.
ومعنى {نبذناهم} ألقيناهم، وكل شيء ألقيته تقول فيه قد نبذته.
ومن ذلك نبذت النبيذ، ومن ذلك تقول للملقوط منبوذ لأنه قد رمي به). [معاني القرآن: 5/56]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُلِيمٌ}: أي مذنب). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ (41)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الرّيح العقيم}
أي (وفي عاد) أيضا آية على ما شرحنا في قوله: {وفي موسى} والريح العقيم التي لا يكون معها لقح، أي لا تأتي بمطر، وإنما هي ريح الإهلاك). [معاني القرآن: 5/56]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رِّيحَ ْعَقِيمَ}: تلقح السحاب). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ (42)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {كالرّميم...}.
والرميم: نبات الأرض إذا يبس ودبس فهو رميمٌ). [معاني القرآن: 3/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ما تذر من شيء أتت عليه إلّا جعلته كالرّميم}
والرميم الورق الجاف المتحطم، مثل الهشيم، كما قال: {كهشيم المحتظر}). [معاني القرآن: 5/56-57]

تفسير قوله تعالى: {وَفِي ثَمُودَ إِذْ قِيلَ لَهُمْ تَمَتَّعُوا حَتَّى حِينٍ (43)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {تمتّعوا حتّى حينٍ...} كان ذلك الحين ثلاثة أيام). [معاني القرآن: 3/88]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وفي ثمود إذ قيل لهم تمتّعوا حتّى حين} أي وفي ثمود أيضا آية). [معاني القرآن: 5/57]

تفسير قوله تعالى: {فَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (44)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {فأخذتهم الصّاعقة...}.
قرأها العوام [الصاعقة] بالألف...
- وحدثني قيس بن الربيع عن السّدّي عن عمرو بن ميمون عن عمر بن الخطاب: أنه قرأ (الصّعقة) بغير ألف، {وهم ينظرون}). [معاني القرآن: 3/88]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا اسْتَطَاعُوا مِنْ قِيَامٍ وَمَا كَانُوا مُنْتَصِرِينَ (45)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {فما استطاعوا من قيامٍ...}.
يقول: فما قاموا لها ولو كانت: فما استطاعوا من إقامةٍ لكان صواباً.
وطرح الألف منها، كقوله جلّ وعز: {والله أنبتكم من الأرض نباتاً} ولو كانت - إنباتا - كان صوابا). [معاني القرآن: 3/88]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فما استطاعوا من قيامٍ} أي ما استطاعوا أن يقوموا لعذاب اللّه). [تفسير غريب القرآن: 422]

تفسير قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (46)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله جل ذكره: {وقوم نوحٍ...}.
نصبها القراء إلاّ الأعمش وأصحابه، فإنهم خفضوها لأنها في قراءة عبد الله فيما أعلم: وفي قوم نوح.
ومن نصبها فعلى وجهين: أخذتهم الصعقة، وأخذت قوم نوح.
وإن شئت: أهلكناهم، وأهلكنا قوم نوح. ووجه آخر ليس بأبغض إليّ من هذين الوجهين: أن تضمر فعلا ـ واذكر لهم قوم نوح، كما قال عز وجل: {وإبراهيم إذ قال لقومه} {ونوحاً إذ نادى من قبل} في كثير من القرآن معناه: أنبئهم واذكر لهم الأنبياء وأخبارهم). [معاني القرآن: 3/88-89]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وقوم نوح من قبل إنّهم كانوا قوما فاسقين}
قرئت (وقوم نوح) - بالخفض - (وقوم نوح) - بالنصب - فمن خفض فالمعنى في قوم نوح.
ومن نصب فهو عطف على معنى قوله: {فأخذتهم الصّاعقة وهم ينظرون}.
ومعنى {أخذتهم الصاعقة}: أهلكناهم، فالمعنى فأهلكناهم وأهلكنا قوم نوح من قبل.
والأحسن -واللّه أعلم- أن يكون محمولا على قوله: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ}؛ لأن المعنى فأغرقناه وجنوده وأغرقنا قوم نوح من قبل). [معاني القرآن: 5/57]

تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله عز وجل: {بأييدٍ...} بقوةٍ.
وقوله عز وجل: {وإنّا لموسعون...}. أي إنا لذو وسعةٍ لخلقنا. وكذلك قوله جل ذكره: {على الموسع قدره}). [معاني القرآن: 3/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({والسماء بنيناها بأيد}: بقوة). [غريب القرآن وتفسيره: 349]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({والسّماء بنيناها بأيدٍ} أي بقوة {وإنّا لموسعون} أي قادرون. ومنه قوله: {على الموسع قدره} ). [تفسير غريب القرآن: 422]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({والسّماء بنيناها بأيد وإنّا لموسعون} أي بقوّة.
{وإنّا لموسعون} جعلنا بينها وبين الأرض سعة). [معاني القرآن: 5/57]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِأَيْدٍ}: أي بقوة {مُوسِعُونَ}: أي قادرون على خلق أمثالها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِأَيْدٍ}: بقوة). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({والأرض فرشناها فنعم الماهدون}
عطف على ما قبله منصوب بفعل مضمر، المعنى وفرشنا الأرض فرشناها.
ومعنى {فنعم الماهدون} نحن، ولكن اللفظ بقوله فرشناها يدلّ على المضمر المحذوف). [معاني القرآن: 5/57]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين...}.
الزّوجان من جميع الحيوان: الذكر والأنثى، ومن سوى ذلك: اختلاف ألوان النبات، وطعوم الثمار، وبعضٌ حلوٌ، وبعضٌ حامضٌ، فذانك زوجان). [معاني القرآن: 3/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين} أي ضدين: ذكرا وأنثى، وحلوا وحامضا، وأشباه ذلك). [تفسير غريب القرآن: 422]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (قال الله عز وجل: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} يريد به ضدين: ذكرا وأنثى، وأسود وأبيض، وحلوا وحامضا، وأشباه ذلك). [تأويل مشكل القرآن: 314] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ومن كلّ شيء خلقنا زوجين لعلّكم تذكّرون}
المعنى - واللّه أعلم - على الحيوان لأن الذكر والأنثى يقال لهما زوجان ومثله {وأنّه خلق الزّوجين الذّكر والأنثى}.
ويجوز أن يكون الزوجان من كل شيء، ويكون المعنى في كل شيء في الحيوان الذكر والأنثى ويكون في غيره صنفان أصل كل حيوان وموات، واللّه أعلم). [معاني القرآن: 5/57-58]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({زَوْجَيْنِ}: أي ضدين ذكراً وأنثى وحلواً وحامضاً). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ففرّوا إلى اللّه...}.
معناه: فرّوا إليه إلى طاعته من معصيته). [معاني القرآن: 3/89]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ففرّوا إلى اللّه إنّي لكم منه نذير مبين}
المعنى ففروا إلى اللّه من الشرك باللّه ومن معاصيه إليه.
{إنّي لكم منه نذير مبين}، أي أنذركم عذابه وعقابه). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ (52)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا تجعلوا مع اللّه إلها آخر إنّي لكم منه نذير مبين * كذلك ما أتى الّذين من قبلهم من رسول إلّا قالوا ساحر أو مجنون}
المعنى الأمر كذلك، أي كما فعل من قبلهم في تكذيب الرسل.
{إلّا قالوا ساحر أو مجنون} أي إلا قالوا هذا ساحر، ارتفع ساحر بإضمار هو). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ (53)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {أتواصوا به...}.
معناه: أتواصى به أهل مكة، والأمم الماضية، إذ قالوا لك كما قالت الأمم لرسلها). [معاني القرآن: 3/89]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({أتواصوا به} أتواطئوا عليه وأخذه بعضهم عن بعض وإذا كانت شيمة غالبة على قوم قيل كأنما تواصوا بكذا وكذا). [مجاز القرآن: 2/227-228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {أتواصوا به بل هم قوم طاغون}
معناه أوصى أولهم آخرهم، وهذه ألف التوبيخ وألف الاستفهام). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ (54)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فتولّ عنهم} أي أعرض عنهم واتركهم قال حصين بن ضمضم
أمّا بنو عبس فإنّ هجينهم = ولّي فوارسه وأفلت أعورا
والأعور الذي عور فلم يقض حاجته ولم يصب ما طلب قال العجاج:
وعوّر الرحمن من ولّى العور
وليس هو من عور العين ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء فإذا لم يسقه قيل: قد عورت شربه قال الفرزدق:
متى ما ترد يوماً سفار تجد به = أديهم يرمى المستجيز المعوّرا). [مجاز القرآن: 2/228]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {فتولّ عنهم فما أنت بملوم} أي لا لوم عليك إذ أديت الرسالة). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وذكّر فإنّ الذّكرى تنفع المؤمنين} أي ذكرهم بأيام الله وعذابه وعقابه ورحمته). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون...}.
إلا ليوحّدوني، وهذه خاصّة يقول: وما خلقت أهل السعادة من الفريقين إلا ليوحّدوني. وقال بعضهم: خلقهم ليفعلوا ففعل بعضهم وترك بعضٌ، وليس فيه لأهل القدر حجّةٌ، وقد فسّر). [معاني القرآن: 3/89]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون} يعني المؤمنين منهم، أي ليوحدوني.
ومثله قوله: {فأنا أوّل العابدين}، أي الموحدين). [تفسير غريب القرآن: 422]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ}.
لما قال المشركون: لله ولد، ولم يرجعوا عن مقالتهم بما أنزله الله على رسوله، عليه السلام، من التبرّؤ من ذلك- قال الله سبحانه لرسوله عليه السّلام: {قُلْ}: لهم {إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} أي: عندكم في ادعائكم. {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} أي: أول الموحدين، ومن وحّد الله فقد عبده، ومن جعل له ولدا أو ندّا، فليس من العابدين، وإن اجتهد.
ومنه قوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، أي إلا ليوحّدون.
قال مجاهد: يريد إن كان لله ولد في قولكم، فأنا أول من عبد الله ووحّده، وكذّبكم بما تقولون.
وبعض المفسرين يجعل إن بمعنى (ما)، وليس يعجبني ذلك.
ويقال: "العابدون" هاهنا: الغضاب الآنفون. يقال: عبدت من كذا أعبد عبدا. وأكثر ما تأتي الأسماء من فعل يفعل (على فعل) كقوله: وجل يوجل فهو وجل، وفزع يفزع فهو فزع.
وربما جاء على (فاعل) نحو علم يعلم فهو عالم.
وربما جاء منه على (فعل) و(فاعل) نحو صدى يصدي فهو صد وصاد، كذلك تقول: عبد يعبد فهو عبد وعابد، قال الشاعر:
وأعبد أن تهجى تميم بدارم). [تأويل مشكل القرآن: 373-374](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}، يريد المؤمنين منهم. يدلك على ذلك قوله في موضع آخر: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ}، أي خلقنا). [تأويل مشكل القرآن: 282](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله: {وما خلقت الجنّ والإنس إلّا ليعبدون}
اللّه -عزّ وجلّ- قد علم من قبل أن يخلق الجنّ والإنس من يعبده ممّن يكفر به، فلو كان إنما خلقهم ليجبرهم على عبادته لكانوا كلهم عبادا مؤمنين ولم يكن منهم ضلّال كافرون.
فالمعنى: وما خلقت الجنّ والإنس إلا لأدعوهم إلى عبادتي، وأنا مريد العبادة منهم، يعني من أهلها). [معاني القرآن: 5/58]

تفسير قوله تعالى: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله تبارك وتعالى: {ما أريد منهم مّن رّزقٍ...}.
يقول: ما أريد منهم أن يرزقوا أنفسهم، {وما أريد أن يطعمون...} أن يطعموا أحداً من خلقي). [معاني القرآن: 3/89-90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ما أريد منهم من رزقٍ} أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم،
{وما أريد أن يطعمون} أي يطعموا أحدا من خلقي). [تفسير غريب القرآن: 422-423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقوله: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ} أي ما أريد أن يرزقوا أنفسهم. {وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ} أي ما أريد أن يطعموا أحدا من خلقي.
وأصل هذا: أن البشر عباد الله وعياله فمن أطعم عيال رجل ورزقهم، فقد رزقه وأطعمه، إذ كان رزقهم عليه). [تأويل مشكل القرآن: 223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(مِن) قد تزاد في الكلام أيضا، كقوله: {مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ} أي: ما أريد منهم رزقا.
وتقول: ما أتاني من أحد، أي أحد). [تأويل مشكل القرآن: 250]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون}
أي ما أريد أن يرزقوا أحدا من عبادي، وما أريد أن يطعموه؛ لأني أنا الرزاق المطعم). [معاني القرآن: 5/58-59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ}: أي أن يطعموا أنفسهم {وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ}: أي أن يطعموا أحداً من الناس). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): ( {إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين...}.
قرأ يحيى بن وثاب (المتين) بالخفض جعله من نعتٍ ـ القوة، وإن كانت أنثى في اللفظ، فإنّه ذهب إلى الحبل وإلى الشيء المفتول.
أنشد بعض العرب:
لكل دهرٍ قد لبست أثوباً = من ريطةٍ واليمنة المعصّبا
فجعل المعصّب نعتاً لليمنة، وهي مؤنثةٌ في اللفظ لأن اليمنة ضربٌ وصنفٌ من الثياب: الوشي، فذهب إليه.
وقرأ الناس ـ (المتين) رفعٌ من صفة الله تبارك وتعالى). [معاني القرآن: 3/90]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و{المتين}: الشديد القوي). [تفسير غريب القرآن: 423]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إنّ اللّه هو الرّزّاق ذو القوّة المتين}
والقراءة الرفع وهو في العربية أحسن نكون رفع (المتين) صفة لله عزّ وجل، ومن قرأ (ذو القوة المتين) - بالخفض - جعل المتين صفة للقوة لأن تأنيث القوة كتأنيث الموعظة، كما قال: (فمن جاءه موعظة) المعنى فمن جاءه وعظ.
ومعنى (ذو القوّة المتين) ذو [الاقتدار] الشديد). [معاني القرآن: 5/59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْمَتِينُ}: القوي الشديد). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ (59)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: عز وجل: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً...}.
والذنوب في كلام العرب: الدلو العظيمة ولكن العرب تذهب بها إلى النّصيب والحظّ.
وبذلك أتى التفسير: فإنّ للذين ظلموا حظًّا من العذاب، كما نزل بالذين من قبلهم، وقال الشاعر:
لنا ذنوبٌ ولكم ذنوب = فإن أبيتم فلنا القليب
والذنوب: يذكّر، ويؤنّث). [معاني القرآن: 3/90]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فإنّ للذّين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم} أي: نصيباً. قال علقمة بن عبدة:
وفي كل يوم قد خبطت بنائلٍ = فحقّ لشأشٍ من نداك ذنوب
فقال الملك وأذنبه، أي نصيب. وإنما أصلها من الدلو والذنوب والسجل واحد وهو ملء الدلو وأقل قابلاً، قال الفضل بن عباس بن عتبة بن أبي لهب:
من يساجلني يساجل ماجداً = يملأ الدلو إلى عقد الكرب). [مجاز القرآن: 2/228-229]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً مّثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}
وقال: {ذنوباً مّثل ذنوب أصحابهم} أي: سجلاً من العذاب). [معاني القرآن: 4/21]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم}: أي حضا ونصيبا، وإنما أصلها من الدلو، يقال الدلو الذنوب والسجل، شبه العطاء والنصيب به). [غريب القرآن وتفسيره: 349]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الذنوب): الحظ والنصيب. وأصله: الدلو العظيمة.

وكانوا يستقون، فيكون لكل واحد ذنوب. فجعل «الذنوب» مكان «الحظ والنصيب»: على الاستعارة). [تفسير غريب القرآن: 423]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم}، أي حظّا ونصيبا.
وأصل الذّنوب: الدّلو، وكانوا يستقون الماء، فيكون لهذا ذَنوب ولهذا ذَنوب، فاستعير في موضع النّصيب، وقال الشاعر:
إنّا إذا نازَعَنا شَريبُ = لنا ذَنوبٌ وله ذَنوبُ). [تأويل مشكل القرآن: 150]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فإنّ للّذين ظلموا ذنوبا مثل ذنوب أصحابهم فلا يستعجلون}
"الذّنوب" في اللغة: النصيب، والدلو يقال لها الذنوب.
المعنى فإن للذين ظلموا نصيبا من العذاب مثل نصيب أصحابهم الذين أهلكوا نحو عاد وثمود وقوم لوط.
{فلا يستعجلون} أي إن أخّروا إلى يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/59]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الذَنُوب): الحظ والنصيب وأصله الدلو العظيمة كانت نصيباً لكل واحد في الاستقاء). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 243]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((الذَنُوب): النصيب). [العمدة في غريب القرآن: 282]

تفسير قوله تعالى: {فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (60)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فويل للّذين كفروا من يومهم الّذي يوعدون} أي من يوم القيامة). [معاني القرآن: 5/59]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة