العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة العنكبوت

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 12:17 PM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة العنكبوت [ من الآية (53) إلى الآية (59) ]

{وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:31 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجلٌ مسمًّى لجاءهم العذاب وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون}.
يقول تعالى ذكره: ويستعجلك يا محمّد هؤلاء القائلون من قومك: لولا أنزل عليه آيةٌ من ربّه بالعذاب، ويقولون: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء} ولولا أجلٌ سمّيته لهم فلا أهلكهم حتّى يستوفوه ويبلغوه، لجاءهم العذاب عاجلاً.
وقوله: {وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون} يقول: وليأتينّهم العذاب فجأةً وهم لا يشعرون بوقت مجيئه قبل مجيئه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ويستعجلونك بالعذاب} قال: قال ناسٌ من جهلة هذه الأمّة {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} ). [جامع البيان: 18/430-431]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجلٌ مسمًّى لجاءهم العذاب وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون (53)
قوله تعالى: ويستعجلونك بالعذاب
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: ويستعجلونك بالعذاب قال: قد قال أناسٌ من جهلة هذه الأمّة: اللّهمّ إن هذا هو الحقّ من، عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ.
قوله تعالى: ولولا أجل مسمى
[الوجه الأول]
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا يحيى بن آدم، ثنا إسرائيل، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ قوله: أجلٌ مسمًّى قال: يوم القيامة. وروي عن عطيّة والضّحّاك وعكرمة والسّدّيّ وعطاءٍ الخراسانيّ والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك.
الوجه الثّاني
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد النّرسيّ، ثنا يزيد بن زريعٍ، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: أجلٍ مسمي يقول: أجل حياتك إلى يوم تموت وأجل موتك إلى يوم تبعث، فأنت بين أجلين من اللّه عزّ وجلّ.
قوله تعالى: وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبانة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: بغتةً فجأةً.
- حدّثنا الحسن بن الحسين، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه الهرويّ، ثنا حجّاجٌ، عن أبي جريجٍ، عن مجاهدٍ وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون قال: قريش). [تفسير القرآن العظيم: 9/3074]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون * يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين * يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون.
أخرج ابن جرير عن قتادة {ويستعجلونك بالعذاب} قال: قال ناس من جهلة هذه الأمة {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم} ). [الدر المنثور: 11/565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون} قال: يوم بدر). [الدر المنثور: 11/565]

تفسير قوله تعالى: (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يستعجلونك بالعذاب وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين}.
يقول تعالى ذكره: يستعجلك يا محمّد هؤلاء المشركون بمجيء العذاب ونزوله بهم، والنّار بهم محيطةٌ، لم يبق إلاّ أن يدخلوها.
وقيل: إنّ ذلك هو البحر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: حدّثنا شعبة، عن سماكٍ، قال: سمعت عكرمة، يقول في هذه الآية {وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين} قال: البحر.
- أخبرنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا غندرٌ، عن شعبة، عن سماكٍ، عن عكرمة، مثله). [جامع البيان: 18/431-432]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يستعجلونك بالعذاب وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين (54)
قوله تعالى: يستعجلونك بالعذاب وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن سعيد بن عطيّة الخزاعيّ، ثنا يحيى بن سعيدٍ القطّان، عن شعبة، عن سماكٍ، عن عكرمة وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين قال: البحر.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عمر بن إسماعيل بن مجالدٍ، ثنا أبي، عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول: وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين وجهنّم: هو هذا البحر الأخضر، تنتشر الكواكب فيه ويكون الشّمس فيه والقمر، ثمّ يستوقد فيكون هو جهنّم). [تفسير القرآن العظيم: 9/3075]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وإن جهنم لمحيطة بالكافرين} قال: جهنم هو هذا البحر الأخضر تنتثر الكواكب فيه ويكون فيه الشمس والقمر ثم تستوقد ثم يكون هو جهنم). [الدر المنثور: 11/565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {وإن جهنم لمحيطة} قال: البحر). [الدر المنثور: 11/566]

تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون}.
يقول تعالى ذكره: {وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين} يوم يغشى الكافرين العذاب من فوقهم في جهنّم، ومن تحت أرجلهم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم} أي في النّار.
وقوله: {ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون} يقول جلّ ثناؤه: ويقول اللّه لهم: ذوقوا ما كنتم تعملون في الدّنيا من معاصي اللّه، وما يسخطه فيها. وبالياء في {ويقول ذوقوا} قرأت عامّة قرّاء الأمصار خلا أبي جعفرٍ، وأبي عمرٍو، فإنّهما قرآ ذلك بالنّون: (ونقول). والقراءة الّتي هي القراءة عندنا بالياء لإجماع الحجّة من القرّاء عليها). [جامع البيان: 18/432]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يوم يغشاهم العذاب من فوقهم
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشامٍ، عن سفيان، عن رجلٍ، عن أبي العالية في قوله: يوم يغشاهم العذاب من فوقهم قال: الرّجم ومن تحت أرجلهم. قال: الخسف.
قوله تعالى: ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون
- حدّثنا محمّد بن يحيى، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زريعٍ قال: سمعت سعيدًا، عن قتادة قوله: يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون أي في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 9/3075]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {يوم يغشاهم العذاب} قال: النار). [الدر المنثور: 11/566]

تفسير قوله تعالى: (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن مالك بن مغول عن الربيع بن أبي راشد عن سعيد بن جبير في قوله تعالى يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة قال هو الرجل يكون بين ظهراني قوم يعملون بالمعاصي). [تفسير عبد الرزاق: 2/99]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن إسماعيل عن قيس قال كان رجل بين قوم أو قرية يعمل فيها بالمعاصي وإلى جنبه قرية صالحة قال قد أنى لي أن أترك هذه القرية فخرج يريد القرية الصالحة فمات قبل أن يصل إليها فاحتج فيه الملك والشيطان قال فقيض الله له بعض جنوده فقال قيسوا ما بين القريتين فوجدوه أقرب إلى القرية الصالحة بشبر). [تفسير عبد الرزاق: 2/99]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعة} فإذا عمل فيها بالمعاصي فاخرجوا [الآية: 56]). [تفسير الثوري: 236]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا عبد الله بن إدريس، عن مالك بن مغولٍ، عن الرّبيع بن أبي راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ: {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ} قال: من أمر بمعصيةٍ فليهرب). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 406]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون}.

يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من عباده: يا عبادي الّذين وحّدوني وآمنوا بي وبرسولي محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {إنّ أرضي واسعةٌ}.
واختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي أريد من الخبر عن سعة الأرض، فقال بعضهم: أريد بذلك أنّها لم تضق عليكم فتقيموا بموضعٍ منها لا يحلّ لكم المقام فيه، ولكن إذا عمل بمكانٍ منها بمعاصي اللّه فلم تقدروا على تغييره، فاهربوا منه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {إنّ أرضي واسعةٌ} قال: إذا عمل فيها بالمعاصي، فاخرج منها.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله {إنّ أرضي واسعةٌ} قال: إذا عمل فيها بالمعاصي، فاخرج منها.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن ليثٍ، عن رجلٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: اهربوا فإنّ أرضي واسعةٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن شريكٍ، عن منصورٍ، عن عطاءٍ، قال: إذا أمرتم بالمعاصي فاهربوا، فإنّ أرضي واسعةٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا شريكٌ، عن منصورٍ، عن عطاءٍ، {إنّ أرضي واسعةٌ} قال: مجانبة أهل المعاصي.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه {إنّ أرضي واسعةٌ} فهاجروا وجاهدوا.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون} فقلت: يريد بهذا من كان بمكّة من المؤمنين؟ فقال: نعم.
وقال آخرون: معنى ذلك: إنّ ما أخرج من أرضي لكم من الرّزق واسعٌ لكم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا الحسن بن عرفة، قال: حدّثني زيد بن الحباب، عن شدّاد بن سعيد بن مالكٍ أبي طلحة الرّاسبيّ، عن غيلان بن جريرٍ المعوليّ، عن مطرّف بن عبد اللّه بن الشّخّير العامريّ، في قول اللّه: {إنّ أرضي واسعةٌ} قال: إنّ رزقي لكم واسعٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا زيد بن حبابٍ، عن شدّادٍ، عن غيلان بن جريرٍ، عن مطرّف بن الشّخّير، {إنّ أرضي واسعةٌ} قال: رزقي لكم واسعٌ.
وأولى القولين بتأويل الآية قول من قال: معنى ذلك: إنّ أرضي واسعةٌ، فاهربوا ممّن منعكم من العمل بطاعتي لدلالة قوله {فإيّاي فاعبدون} على ذلك، وأنّ ذلك هو أظهر معنييه، وذلك أنّ الأرض إذا وصفها بسعةٍ، فالغالب من وصفه إيّاها بذلك، أنّها لا تضيق جميعها على من ضاق عليه منها موضعٌ، لا أنّه وصفها بكثرة الخير والخصب.
وقوله: {فإيّاي فاعبدون} يقول: فأخلصوا لي عبادتكم وطاعتكم، ولا تطيعوا في معصيتي أحدًا). [جامع البيان: 18/432-435]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون
[الوجه الأول]
- حدّثنا الحسن بن عرفة، ثنا عمّار بن محمد، عن الأعمش، عن ربيع ابن أبي راشدٍ، عن سعيدٍ في قول اللّه: يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون
قال: إذا عمل في الأرض بالمعاصي فاخرجوا.
- حدّثنا أبي ثنا ابن الأصبهانيّ، ثنا شريكٌ، عن منصورٍ، عن عطاءٍ في قوله: يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ قال: إذا دعيتم إلى المعصية فاهربوا ثمّ قرأ ألم تكن أرض اللّه واسعةً فتهاجروا فيها
الوجه الثّاني
- حدّثنا محمّد بن أيّوب قال: وجدت في كتاب جدّي يحيى بن الضّريس قال: سفيان، وبلغني، عن أبي العالية في قوله: يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ قال: ظهور أولياء اللّه، يعني ما عملوا، عند ظهورهم.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي ثنا بعض الرّازيّين، ثنا إبراهيم بن المختار، ثنا شدّاد بن سعيدٍ أبو طلحة حدّثني غيلان بن جرير، عن مطرف بن عبد اللّه في قوله: إنّ أرضي واسعةٌ قال: إنّ رحمتي إيّاكم واسعةٌ.
الوجه الرّابع
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: أرضي واسعةٌ فهاجروا
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه عزّ وجلّ يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون فيقل: يريد هؤلاء من ظلم بمكّة من المؤمنين.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، عن أبي بكرٍ عثمان بن أبي شيبة، ثنا زيد بن الحباب، ثنا شداد بن سعيد أبو طلحة بن غيلان بن جريرٍ، عن مطرف بن عبد الله ابن الشّخّير في قول اللّه: إنّ أرضي واسعةٌ
قال: رزقي واسعٌ عليكم.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا عبد الرّحمن بن إبراهيم، ثنا الوليد بن مسلمٍ، عن الأوزاعيّ قال: سمعت بلال بن سعدٍ: فإيّاي فارهبون: يرهبهم). [تفسير القرآن العظيم: 9/3075-3076]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون يقول هاجروا وجاهدوا). [تفسير مجاهد: 497]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون.
أخرج الفريابي، وابن جرير والبيهقي في شعب الإيمان عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة} قال: إذا عمل في الأرض بالمعاصي فاخرجوا منها). [الدر المنثور: 11/566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه عن سعد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إن أرضي واسعة} قال: من أمر بمعصية فليهرب). [الدر المنثور: 11/566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير عن مجاهد في قوله {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون} قال: فهاجروا وجاهدوا). [الدر المنثور: 11/566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في العزلة، وابن جرير عن عطاء في الآية قال: إذا أمرتم بالمعاصي فاذهبوا فان أرضي واسعة). [الدر المنثور: 11/566-567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم البلاد بلاد الله والعباد عباد الله فحيثما أصبت خيرا فأقم). [الدر المنثور: 11/567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني والقضاعي والشيرازي في الألقاب والخطيب، وابن النجار والبيهقي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سافروا وتصحوا وتغنموا). [الدر المنثور: 11/567]

تفسير قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كلّ نفسٍ ذائقة الموت ثمّ إلينا ترجعون (57) والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنبوّئنّهم من الجنّة غرفًا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين (58) الّذين صبروا وعلى ربّهم يتوكّلون}.
يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من أصحاب نبيّه: هاجروا من أرض الشّرك من مكّة، إلى أرض الإسلام إلى المدينة؛ فإنّ أرضي واسعةٌ، فاصبروا على عبادتي، وأخلصوا طاعتي، فإنّكم ميّتون، وصائرون إليّ، لأنّ كلّ نفسٍ حيّةً ذائقة الموت، ثمّ إلينا بعد الموت تردّون). [جامع البيان: 18/435]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (كلّ نفسٍ ذائقة الموت ثمّ إلينا ترجعون (57)
قوله تعالى: كلّ نفسٍ ذائقة الموت
- حدّثنا أبي ثنا عبد العزيز الأويس، ثنا أبي عليٍّ الهاشميّ يعني اللّهبيّ، عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن أخسف، عن أبيه أنّ عليّ بن أبي طالبٍ رضي اللّه، عنه قال لمّا توفّي النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم وجاءت التعزية فجاهم آتٍ يسمعون حسّه ولا يرون شخصه فقال: السّلام عليكم أهل البيت ورحمة اللّه وبركاته كل نفس ذائقة الموت
إنّ في اللّه عزاءً من كلّ مصيبةٍ، وخلفًا من كلّ ما فات فباللّه فثقوا وإيّاه فارجوا فإنّ المصاب من حرم الثّواب، والسّلام عليكم ورحمة اللّه. قال جعفر بن محمّدٍ أخبرني أبي أنّ عليّ بن أبي طالبٍ قال: تدرون من هذا؟ هذا الخضر صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: ثمّ إلينا ترجعون
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/3076-3077]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون * والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون.
أخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزلت هذه الآية انك ميت وإنهم ميتون) قلت: يا رب أيموت الخلائق كلهم وتبقى الأنبياء نزلت {كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون} ). [الدر المنثور: 11/567]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ثمّ أخبرهم جلّ ثناؤه عمّا أعدّ للصّابرين منهم على طاعته، من كرامته عنده، فقال: {والّذين آمنوا} يعني: صدّقوا اللّه ورسوله، فيما جاء به من عند اللّه، {وعملوا الصّالحات} يقول: وعملوا بما أمرهم اللّه فأطاعوه فيه، وانتهوا عمّا نهاهم عنه {لنبوّئنّهم من الجنّة غرفًا} يقول: لننزلنّهم من الجنّة علالي.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: {لنبوّئنّهم} بالباء، وقرأته عامّة قرّاء الكوفة بالثّاء: (لنثوّينّهم).
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان مشهورتان في قرّاء الأمصار، قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماءٌ من القرّاء، متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، وذلك أنّ قوله: {لنبوّئنّهم} من بوّأته منزلاً: أي أنزلته، وكذلك، (لنثوّينّهم)؛ إنّما هو من أثويته مسكنًا، إذا أنزلته منزلاً، من الثّواء، وهو المقام.
وقوله: {تجري من تحتها الأنهار} يقول: تجري من تحت أشجارها الأنهار. {خالدين فيها} يقول: ماكثين فيها إلى غير نهايةٍ {نعم أجر العاملين} يقول: نعم جزاء العاملين بطاعة اللّه هذه الغرف الّتي يثوّيهموها اللّه في جنّاته، تجري من تحتها الأنهار). [جامع البيان: 18/435-436]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنبوّئنّهم من الجنّة غرفًا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين (58)
قوله تعالى: والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنبوّئنّهم من الجنّة
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبد الرّحمن الحارثيّ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك لنبوّئنّهم من الجنّة يقول: من الجنّة..
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا مخلدٌ أبو جلاسٍ حدّثني أبانٌ بن تغلب قال: كان الرّبيع بن خيثمٍ يقول: هذا الحرف في النّحل. الّذين هاجروا في اللّه من بعد ما ظلموا لنبوّئنّهم في الدّنيا حسنةً، ونقرأ في العنكبوت: لنبوّئنّهم من الجنّة غرفًا:
الثّواب في الآخرة والتّبوّء في الدّنيا.
قوله تعالى: من الجنّة غرفًا
- حدّثنا أبي ثنا صفوان المؤذّن، ثنا الوليد بن مسلمٍ، ثنا معاوية بن سلامٍ أبي سلامٍ، عن الجنة زيدٍ يعني ابن سلامٍ، عن جدّه أبي سلامٍ الأسود حدّثني أبو معانقٍ الأشعريّ أنّ أبا مالكٍ الأشعريّ حدّثه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثه أنّ في الجنّة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها أعدّها إله لمن أطعم الطعام وأطاب الكلام، وتابع الصّلاة والصّيام وقام باللّيل والنّاس نيامٌ.
قوله تعالى: تجري من تحتها الأنهار
تقدّم تفسيره [17409]
حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ تجري من تحتها الأنهار يعني تحتها الأنهار تحت الشّجر في البساتين.
قوله تعالى: خالدين فيها نعم أجر العاملين
تقدّم تفسيره.
- قرأت على محمّد بن المفضّل بن موسى، ثنا محمّد بن عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن مزاحمٍ، عن بكيرٍ بن معروفٍ، عن مقاتلٍ قوله: نعم أجر العاملين يقول: أجر العاملين بطاعة اللّه الجنّة.
- حدّثنا محمّد بن العباس مولى بن هاشم، محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة بن الفضل قال: محمّد بن إسحاق نعم أجر العاملين قال: هي ثواب المطيعين). [تفسير القرآن العظيم: 9/3077-3078]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({الّذين صبروا} على أذى المشركين في الدّنيا، وما كانوا يلقون منهم، وعلى العمل بطاعة اللّه وما يرضيه، وجهاد أعدائه {وعلى ربّهم يتوكّلون} يقول: وعلى ربّهم يتوكّلون في أرزاقهم وجهاد أعدائهم، فلا ينكلون عنهم ثقةً منهم بأنّ اللّه معلي كلمته، وموهن كيد الكافرين، وأنّ ما قسم لهم من الرّزق فلن يفوتهم). [جامع البيان: 18/436]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (الّذين صبروا وعلى ربّهم يتوكّلون (59)
قوله تعالى: الّذين صبروا
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ الّذين صبروا يعني على أمر اللّه.
تقدّم تفسيره.
قول عمر (الصّبر صبران
وقول سعيد بن جبيرٍ الصّبر اعتراف العبد.
الحديث.
قوله تعالى: وعلى ربّهم يتوكّلون
- حدّثنا أبي ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: وعلى ربّهم يتوكّلون قال: لا يرجون غيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/3078]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 02:46 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجلٌ مسمًّى لجاءهم العذاب} [العنكبوت: 53] وذلك أنّ النّبيّ عليه السّلام كان يخوّفهم بالعذاب إن لم يؤمنوا، فكانوا يستعجلون به استهزاءً وتكذيبًا قال اللّه تبارك وتعالى: {ولولا أجلٌ مسمًّى} [العنكبوت: 53]، يعني: النّفخة الأولى: {لجاءهم العذاب} [العنكبوت: 53].
أنّ اللّه تبارك وتعالى أخّر عذاب كفّار آخر هذه الأمّة بالاستئصال، الدّائنين بدين أبي جهلٍ وأصحابه، إلى النّفخة الأولى بها يكون هلاكهم.
قال: {وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون} [العنكبوت: 53]
- عثمان، عن نعيم بن عبد اللّه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تقوم السّاعة والرّجلان قد نشرا ثوبهما يتبايعان به فما يطويانه
[تفسير القرآن العظيم: 2/636]
حتّى تقوم السّاعة، وتقوم السّاعة والرّجل يخفض ميزانه ويرفعه، وتقوم السّاعة والرّجل يليط حوضه ليسقي ماشيته، فما يسقيها حتّى تقوم السّاعة، وتقوم السّاعة والرّجل قد رفع أكلته إلى فيه فما تصل إلى فيه حتّى تقوم السّاعة»). [تفسير القرآن العظيم: 2/637]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ولولا أجلٌ مّسمًّى...}

يقول: لولا أن الله جعل عذاب هذه الأمّة مؤخّراً إلى يوم القيامة - وهو الأجل - لجاءهم العذاب, ثم قال: {وليأتينّهم بغتةً}, يعني : القيامة فذكّر لأنه يريد عذاب القيامة, وإن شئت ذكّرته على تذكير الأجل, ولو كانت {ولتأتينّهم} كان صواباً: يريد: القيامة , والسّاعة.). [معاني القرآن: 2/318]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمّى لجاءهم العذاب وليأتينّهم بغتة وهم لا يشعرون (53) هذه نزلت في قوم جهلة, قالوا: {اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارة من السّماء}، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ – أنّ لعذابهم أجلا, قال: {بل السّاعة موعدهم والسّاعة أدهى وأمرّ (46)}
وقوله عزّ وجلّ: {وليأتينّهم بغتة} معناه: فجاءة، و{بغتة}: اسم منصوب في موضع الحال، ومعناه: وليأتينهم مفاجأة). [معاني القرآن: 4/172]

تفسير قوله تعالى: (يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {يستعجلونك بالعذاب وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين} [العنكبوت: 54] كقوله: {أحاط بهم سرادقها} [الكهف: 29] سورها). [تفسير القرآن العظيم: 2/637]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم} [العنكبوت: 55] وهذا عذاب جهنّم.
كقوله: {لهم من جهنّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ} [الأعراف: 41]، أي: يغشاهم.
كقوله: {لهم من فوقهم ظللٌ من النّار ومن تحتهم ظللٌ} [الزمر: 16].
قال: {ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون} [العنكبوت: 55] في الدّنيا، أي: ثواب ما كنتم تعملون في الدّنيا). [تفسير القرآن العظيم: 2/637]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ويقول ذوقوا...}

وهي في قراءة عبد الله: (ويقال ذوقوا), وقد قرأ بعضهم: {ونقول} بالنون, وكلّ صواب). [معاني القرآن: 2/318]

تفسير قوله تعالى:{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ} [العنكبوت: 56] سفيان الثّوريّ، عن الرّبيع بن أبي راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ قال: {إنّ أرضي واسعةٌ} [العنكبوت: 56] قال: ذا عمل فيها بالمعاصي، فاخرجوا منها.
وقال مجاهدٌ: فهاجروا وجاهدوا.
وقال السّدّيّ: {إنّ أرضي واسعةٌ} [العنكبوت: 56]، يعني: أرض المدينة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/637]
{فإيّاي فاعبدون} [العنكبوت: 56] فيها.
أمرهم في هذه الآية بالهجرة، وأن يجاهدوا في سبيل اللّه، يهاجروا إلى المدينة ثمّ يجاهدوا إذا أمروا بالجهاد.
وقوله: {فإيّاي فاعبدون} [العنكبوت: 56]، أي: في تلك الأرض الّتي آمركم أن تهاجروا إليها، يعني: المدينة، نزلت هذه الآية بمكّة قبل الهجرة). [تفسير القرآن العظيم: 2/638]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ...}: هذا لمسلمة أهل مكّة الذين كانوا مقيمين مع المشركين, يقول {إنّ أرضي واسعةٌ} : يعني المدينة , أي: فلا تجاوروا أهل الكفر).
[معاني القرآن: 2/318]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعة فإيّاي فاعبدون (56)} تفسيرها: قيل إنهم أمروا بالهجرة من الموضع الذي لا تمكنهم فيه عبادة اللّه عزّ وجلّ , وأداء فرائضه، وأصل هذا: فيمن كان يمكنه ممن آمن , وكان لا يمكنه إظهار إيمانه، وكذلك يجب على كل من كان في بلد يعمل فيه بالمعاصي , ولا يمكنه بغير ذلك أن يهاجر , وينتقل إلى حيث يتهيأ له أن يعبد الله حق عبادته.
وقوله عزّ وجلّ: {فإيّاي فاعبدون}
{إيّاي}: منصوب بفعل مضمر، الذي ظهر يفسّره.
المعنى : فاعبدوا إياي , فاعبدوني، فاستغنى بأحد الفعلين، أعني الثاني عن إظهار الأول، فإذا قلت: فإياي فاعبدوا، فإياي منصوب بما بعد الفاء، ولا تنصبه بفعل مضمر كما أنك إذا قلت: بزيد فامرر، فالباء متعلقة بامرر، والمعنى: إنّ أرضي واسعة فاعبدون، فالفاء إذا قلت زيدا فاضرب , لا يصلح إلا أن تكون جوابا للشرط، كأن قائلا قال: أنا لا أضرب عمرا، ولكني أضرب زيدا، فقلت أنت مجيبا له: فاضرب زيدا، ثم قلت : زيدا فاضرب، فجعلت تقديم الاسم بدلا من الشرط, كأنك قلت : إن كان الأمر على ما تصف, فاضرب زيدا، وهذا مذهب جميع النحويين البصريين.). [معاني القرآن: 4/172-173]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون}
قال سعيد بن جبير : (إذا أمرتم بالمعاصي , فاهربوا).
وقال عطاء : (إذا رأيتم المعاصي , فاهربوا) .
وقال مجاهد: (هاجروا واعتزلوا الأوثان) .
قال أبو جعفر : القولان يرجعان إلى شيء واحد .
فقول مجاهد : (أنهم أمروا بالهجرة , ومجانبة أصحاب الأوثان) , وقال العلماء كذلك, إذا لم يقدر أن يأمر بالمعروف , وينهى عن المنكر خرج , وكان حكمه حكم أولئك.
وقيل : أي: إن أرض الجنة واسعة , فاعبدوني حتى أعطيكموها.).[معاني القرآن: 5/233-234]

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {كلّ نفسٍ ذائقة الموت} [العنكبوت: 57] كقوله: {ثمّ إنّكم بعد ذلك لميّتون} [المؤمنون: 15] وكقوله: {كلّ من عليها فانٍ} [الرحمن: 26] وكقوله: {إنّك ميّتٌ وإنّهم ميّتون} [الزمر: 30].
قال: {ثمّ إلينا ترجعون} [العنكبوت: 57] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/638]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنبوّئنّهم} [العنكبوت: 58] لنسكننّهم {من الجنّة غرفًا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها} [العنكبوت: 58] لا يموتون ولا يخرجون منها.
{نعم أجر العاملين} [العنكبوت: 58] نعم ثواب العاملين في الدّنيا، يعني: الجنّة.
- أبو أميّة، عن يحيى بن أبي كثيرٍ، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسارٍ، عن رفاعة بن عرابة الجهنيّ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أشهد باللّه»، قال: وكان إذا حلف يقول: «والّذي نفسي بيده لا يموت رجلٌ كان يشهد أن لا إله إلا اللّه صادقًا من قلبه وأنّ محمّدًا رسول اللّه ثمّ يسدّد إلا سلك به إلى الجنّة مع أنّ ربّي قد وعدني أن يدخل من أمّتي الجنة سبعين ألفًا لا حساب عليهم ولا عذاب، وإنّي لأرجو أن تدخلوها حتّى تبوّءوا أنتم ومن صلح من أزواجكم وذرّيّاتكم مساكن في الجنّة»). [تفسير القرآن العظيم: 2/638]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنبوّئنّهم...}
قرأها العوام {لنبوّئنّهم} , وحدثني قيس , عن أبي إسحاق أن ابن مسعود قرأها :{لنثوينّهم}, وقرأها كذلك يحيى بن وثّاب , وكلّ حسن : بوّأته منزلاً, وأثويته منزلاً). [معاني القرآن: 2/318]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ لنبوّئنّهم من الجنّة غرفاً }, مجازه: لننزلنهم، وهو من قولهم: " اللهم بوّئنا مبوّأ صدقٍ ".). [مجاز القرآن: 2/117]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({لنبؤنهم}: من تبوأت ومن قال {لنثوينهم} من الثواء وهم الإقامة). [غريب القرآن وتفسيره: 295]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {لنبوّئنّهم من الجنّة غرفاً} : أي : لننزلنّهم, ومن قرأ: لنثوينهم، فهو من «ثويت بالمكان» , أي :أقمت به.). [تفسير غريب القرآن: 338]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا} : أي : لننزلنهم , ومعنى لنثوينهم : لنعطينهم منازل يثوون فيها , يقال : ثوى إذا أقام.). [معاني القرآن: 5/234]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لنبوئنهم}: لنثوينهم، ولنسكننهم معا.). [ياقوتة الصراط: 401]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({لَنُبَوِّئَنَّهُم}: لننزلنهم , {لَنُثوِّئَنَّهُم}: من الثوا). [العمدة في غريب القرآن: 237]

تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {وكأيّن} [العنكبوت: 60]، يعني: وكم.
{من دابّةٍ لا تحمل رزقها} [العنكبوت: 60] تأكل بأفواهها ولا تحمل شيئًا لغدٍ.
تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: يعني: البهائم والطّير والوحوش والسّباع.
{اللّه يرزقها وإيّاكم وهو السّميع العليم} [العنكبوت: 60] لا أسمع منه ولا أعلم منه). [تفسير القرآن العظيم: 2/639]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 26 رجب 1434هـ/4-06-2013م, 02:48 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) }

تفسير قوله تعالى: {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) }

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) }

تفسير قوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) }

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) }
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث عمر رضي الله عنه أنه قال:
فرقوا عن المنية واجعلوا الرأس رأسين ولا تلثوا بدار معجزة وأصلحوا مثاويكم وأخيفوا الهوام قبل أن تخيفكم، وقال: اخشوشنوا واخشوشبوا وتمعددوا.
...
وقوله: «ولا تلثوا بدار معجزة»، فالإلثاث: الإقامة، يقول: لا تقيموا ببلد قد أعجزكم فيه الرزق، ولكن اضطربوا في البلاد، وهذا شبيه بحديثه الآخر: «إذا اتجر أحدكم في شيء ثلاث مرات فلم يرزق منه فليدعه».
وقد يفسر هذا تفسيرا آخر، يقال: إنه أراد الإقامة بالثغور مع العيال.
يقول: فليس بموضع ذرية، فهذا هو الإلثاث بدار معجزة.
وقوله: وأصلحوا مثاويكم، المثاوي: المنازل، يقال: ثويت بالمكان: إذا نزلت به وأقمت، ولهذا قيل لكل نازل: ثاو.
وهذا معنى قراءة عبد الله: (لنثوينهم من الجنة غرفا) أي: لننزلنهم.
قال: وهكذا كان يقرأ الكسائي). [غريب الحديث: 4/223-225] (م)

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:00 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 26 محرم 1440هـ/6-10-2018م, 11:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 12:34 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون * يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم لمحيطة بالكافرين * يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون}
قوله تعالى: {ويستعجلونك بالعذاب} يريد به كفار قريش في قولهم: " فأتنا بما تعدنا " وغير ذلك من استعجالهم -على جهة التعجيز والتكذيب- عذاب الله تعالى الذي توعدهم محمد صلى الله عليه وسلم. ثم أخبر تعالى أنه يأتيهم بغتة، أي: فجأة، وهذا هو عذاب الدنيا، وهو الذي ظهر يوم بدر في السنين السبع. ثم ذكر تعالى أن تأخره إنما هو حسب الأجل المقدور السابق. وقال المفسرون عن الضحاك: أن الأجل المسمى بهذه الآية الآجال.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف يرده النظر، والآجال لا محالة أجل مسمى، ولكن ليس هذا موضعها). [المحرر الوجيز: 6/ 655]

تفسير قوله تعالى: {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم توعدهم تبارك وتعالى بعدُ بعذاب الآخرة في قوله: {يستعجلونك بالعذاب وإن جهنم}، كرر فعلهم وقبحه، وأخبر أن وراءهم إحاطة جهنم بهم. وقال عكرمة -فيما حكى الطبري - أن جهنم ها هنا أراد بها البحر.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف). [المحرر الوجيز: 6/ 655-656]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {يوم يغشاهم} ظرف يعمل فيه قوله: "محيط". و"يغشاهم" معناه: يغطيهم من كل جهة من جهاتهم. وقرأ نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي: "ويقول"، أي: ويقول الله. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر: "ونقول" بالنون، فإما أن تكون نون العظمة، أو نون الجماعة، جماعة الملائكة، وقرأ ابن مسعود: "ويقال" بياء وألف، وهي قراءة ابن أبي عبلة.
وقوله تعالى: {ذوقوا} توبيخ، ويشبه مس العذاب بالذوق، ومنه قوله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم}، ومنه قول أبي سفيان: "ذق عقق"، ونحو هذا كثير، وقوله: {ما كنتم تعملون}، أي: بما في أعمالكم من اكتسابكم). [المحرر الوجيز: 6/ 656]

تفسير قوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي واسعة فإياي فاعبدون * كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون * والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين * الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون}
هذه الآيات نزلت في تحريض المؤمنين الذين كانوا بمكة على الهجرة، فأخبرهم تعالى بسعة أرضه، وأن البقاء في بقعة على أذى الكفار ليس بصواب، بل الصواب أن تلتمس عبادة الله تعالى في أرضه. وقال ابن جبير، وعطاء، ومجاهد: إن الأرض التي فيها الظلم والمنكر تترتب فيها هذه الآية، وتلزم الهجرة عنها إلى بلد حق، وقاله مالك، وقال مطرف بن الشخير: قوله: {إن أرضي واسعة} عدة بسعة الرزق في جميع الأرض.
وقرأ ابن كثير، ونافع، وعاصم، وابن عامر: "يا عبادي" بفتح الياء، وقرأ أبو عمرو، وحمزة، والكسائي بسكونها، وكذلك قرأ نافع وعاصم: "أرضي" ساكنة. وقوله تعالى: {فإياي} منصوب بفعل مقدر يدل عليه الظاهر، تقديره: "فإياي اعبدوا فاعبدون"، على الاهتمام أيضا في التقدير). [المحرر الوجيز: 6/ 656-657]

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {كل نفس ذائقة الموت} الآية، تحقير لأمر الدنيا ومخاوفها، كأن بعض المؤمنين نظر في عاقبة ما يلحقه في خروجه من وطنه أنه يموت أو يجوع ونحو هذا، فحقر الله تعالى شأن الدنيا، أي: أنتم لا محالة ميتون ومحشورون إلى الله تبارك وتعالى، فالبدار إلى طاعة الله تعالى والهجرة إليه أولى ما يمتثل.
وقرأ الجمهور: "ترجعون" بالتاء من فوق، ورويت عن عاصم بالياء من تحت، وذكرها أبو حاتم عن أبي عمرو، وقرأ أبو حيوة: "كل نفس ذائقة" بالتنوين "الموت" بالنصب). [المحرر الوجيز: 6/ 657]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وعد المؤمنين العاملين بسكنى الجنة تحريضا منه تعالى، وذكر الجزاء الذي ينالونه، وقرأ جمهور القراء: "لنبوئنهم" بالباء، أي: لننزلنهم ولنمكننهم ليدوموا فيها، و"غرفا" مفعول ثان; لأنه فعل يتعدى إلى مفعولين. وقرأ حمزة: "لنثوينهم"، من أثوى يثوي، وهو معدى ثوى بمعنى أقام، وهي قراءة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابن مسعود، والربيع بن خيثم، وابن وثاب، وطلحة، وقرأها بعضهم بفتح الثاء وتشديد الواو معدى بالتضعيف لا بالهمزة، وقوله: "غرفا" نصب بإسقاط حرف الجر، والتقدير: في غرف، وقرأ يعقوب: "لنبوينهم" بالياء من تحت، وروي عن ابن عامر: "غرفا" بضم الغين والراء.
ثم وصفهم تعالى بالصبر والتوكل، وهاتان جماع الخير كله، أي: الصبر على الطاعات، وعن الشهوات). [المحرر الوجيز: 6/ 657]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:29 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 01:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلَا أَجَلٌ مُسَمًّى لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (53) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجلٌ مسمًّى لجاءهم العذاب وليأتينّهم بغتةً وهم لا يشعرون (53) يستعجلونك بالعذاب وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين (54) يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون (55)}.
يقول تعالى مخبرًا عن جهل المشركين في استعجالهم عذاب اللّه أن يقع بهم، وبأس اللّه أن يحلّ عليهم، كما قال تعالى: {وإذ قالوا اللّهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك فأمطر علينا حجارةً من السّماء أو ائتنا بعذابٍ أليمٍ} [الأنفال: 32]، وقال هاهنا: {ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجلٌ مسمًّى لجاءهم العذاب} أي: لولا ما حتّم اللّه من تأخير العذاب إلى يوم القيامة لجاءهم العذاب قريبًا سريعًا كما استعجلوه.
ثمّ قال: {وليأتينّهم بغتةً} أي: فجأةً، {وهم لا يشعرون}).[تفسير ابن كثير: 6/ 288-289]

تفسير قوله تعالى: {يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يستعجلونك بالعذاب وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين} أي: يستعجلون بالعذاب، وهو واقعٌ بهم لا محالة.
قال شعبة، عن سماك، عن عكرمة قال في قوله: {وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين}، قال: البحر.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين. حدّثنا عمر بن إسماعيل بن مجالدٍ، حدّثنا أبي عن مجالدٍ، عن الشّعبيّ؛ أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول: {وإنّ جهنّم لمحيطةٌ بالكافرين}: وجهنّم هو هذا البحر الأخضر، تنتثر الكواكب فيه، وتكور فيه الشّمس والقمر، ثمّ يستوقد فيكون هو جهنّم.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو عاصمٍ، حدّثنا عبد اللّه بن أميّة، حدّثني محمّد بن حيي، حدّثنا صفوان بن يعلى، عن أبيه، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "البحر هو جهنّم". قالوا: ليعلى، فقال: ألا ترون أنّ اللّه يقول: {نارًا أحاط بهم سرادقها} [الكهف: 29]، قال: لا والّذي نفس يعلى بيده لا أدخلها أبدًا حتّى أعرض على اللّه، ولا يصيبني منها قطرةٌ حتّى أعرض على اللّه عزّ وجلّ.
هذا تفسيرٌ غريبٌ، وحديثٌ غريبٌ جدًّا، واللّه أعلم). [تفسير ابن كثير: 6/ 289]

تفسير قوله تعالى: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {يوم يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم}، كقوله تعالى: {لهم من جهنّم مهادٌ ومن فوقهم غواشٍ} [الأعراف: 41]، وقال: {لهم من فوقهم ظللٌ من النّار ومن تحتهم ظللٌ} [الزّمر: 16]، وقال: {لو يعلم الّذين كفروا حين لا يكفّون عن وجوههم النّار ولا عن ظهورهم} [الأنبياء: 39]، فالنّار تغشاهم من سائر جهاتهم، وهذا أبلغ في العذاب الحسّيّ.
وقوله: {ويقول ذوقوا ما كنتم تعملون}، تهديدٌ وتقريعٌ وتوبيخٌ، وهذا عذابٌ معنويٌّ على النّفوس، كقوله: {يوم يسحبون في النّار على وجوههم ذوقوا مسّ سقر. إنّا كلّ شيءٍ خلقناه بقدرٍ} [القمر: 48، 49]، وقال {يوم يدعّون إلى نار جهنّم دعًّا. هذه النّار الّتي كنتم بها تكذّبون. أفسحرٌ هذا أم أنتم لا تبصرون. اصلوها فاصبروا أو لا تصبروا سواءٌ عليكم إنّما تجزون ما كنتم تعملون} [الطور: 13-16] ). [تفسير ابن كثير: 6/ 289]

تفسير قوله تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون (56) كلّ نفسٍ ذائقة الموت ثمّ إلينا ترجعون (57) والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنبوّئنّهم من الجنّة غرفًا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين (58) الّذين صبروا وعلى ربّهم يتوكّلون (59) وكأيّن من دابّةٍ لا تحمل رزقها اللّه يرزقها وإيّاكم وهو السّميع العليم (60)}.
هذا أمرٌ من اللّه لعباده المؤمنين بالهجرة من البلد الّذي لا يقدرون فيه على إقامة الدّين، إلى أرض اللّه الواسعة، حيث يمكن إقامة الدّين، بأن يوحّدوا اللّه ويعبدوه كما أمرهم؛ ولهذا قال: {يا عبادي الّذين آمنوا إنّ أرضي واسعةٌ فإيّاي فاعبدون}.
قال الإمام أحمد: حدّثنا يزيد بن عبد ربّه، حدّثنا بقيّة بن الوليد، حدّثني جبير بن عمرٍو القرشيّ، حدّثني أبو سعدٍ الأنصاريّ، عن أبي يحيى مولى الزّبير بن العوّام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "البلاد بلاد اللّه، والعباد عباد اللّه، فحيثما أصبت خيرًا فأقم".
ولهذا لـمّا ضاق على المستضعفين بمكّة مقامهم بها، خرجوا مهاجرين إلى أرض الحبشة، ليأمنوا، على دينهم هناك، فوجدوا هناك خير المنزلين، أصحمة النّجاشيّ ملك الحبشة، رحمه اللّه، آواهم وأيّدهم بنصره، وجعلهم شيوما ببلاده. ثمّ بعد ذلك هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه الباقون إلى المدينة النبوية يثرب المطهرة). [تفسير ابن كثير: 6/ 290]

تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {كلّ نفسٍ ذائقة الموت ثمّ إلينا ترجعون} أي: أينما كنتم يدرككم الموت، فكونوا في طاعة اللّه وحيث أمركم اللّه، فهو خيرٌ لكم، فإنّ الموت لا بدّ منه، ولا محيد عنه، ثمّ إلى اللّه المرجع [والمآب]، فمن كان مطيعًا له جازاه أفضل الجزاء، ووافاه أتمّ الثّواب؛ ولهذا قال: {والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لنبوّئنّهم من الجنّة غرفًا تجري من تحتها الأنهار} أي: لنسكننّهم منازل عاليةً في الجنّة تجري من تحتها الأنهار، على اختلاف أصنافها، من ماءٍ وخمرٍ، وعسل ولبن، يصرفونها ويجرونها حيث شاؤوا، {خالدين فيها} أي: ماكثين فيها أبدًا لا يبغون عنها حولًا {نعم أجر العاملين}: نعمت هذه الغرف أجرًا على أعمال المؤمنين). [تفسير ابن كثير: 6/ 291-292]

تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({الّذين صبروا} أي: على دينهم، وهاجروا إلى اللّه، ونابذوا الأعداء، وفارقوا الأهل والأقرباء، ابتغاء وجه اللّه، ورجاء ما عنده وتصديق موعوده.
قال ابن أبي حاتمٍ، رحمه اللّه: حدّثني أبي، حدّثنا صفوان المؤذن، حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، حدّثنا معاوية بن سلّامٍ، عن أخيه زيد بن سلّامٍ، عن جدّه أبي سلّامٍ الأسود، حدّثني أبو معاتق الأشعريّ، أنّ أبا مالكٍ الأشعريّ حدّثه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثه: أنّ في الجنّة غرفا يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدّها اللّه لمن أطعم الطّعام، وأطاب الكلام، وأباح الصّيام، وأقام الصّلاة والنّاس نيامٌ.
[وقوله]: {وعلى ربّهم يتوكّلون}، في أحوالهم كلّها، في دينهم ودنياهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 292]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة