العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 رمضان 1439هـ/3-06-2018م, 07:19 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات توجيه القراءات من كتاب إعراب القراءات السبع وعللها للهمذاني

مقدمات توجيه القراءات من كتاب إعراب القراءات السبع وعللها
أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ)


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 ربيع الأول 1440هـ/25-11-2018م, 10:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

[خطبة الكتاب]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه نتوكل
{[الحمد] لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون} لا إله إلا الله أكذب العادلون بالله وضلوا ضلالاً بعيدًا، وخسروا خسرانًا مبينًا أن: {قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} بل هو الله الواحد الصمد القهار، الفرد، لا مثل له ولا عديل، ولا ند ولا ضد، خلق الأشياء قبل كونها، وأحصى كل شيءٍ عددًا، وأحاط به علمًا. ثم اختار الله من خلقه أجمعين، نبيا فضله على كل الأنام وانتخبه لرسالته، فصدع بأمره وجاهد في الله حق جهاده وصبر حتى أتاه اليقين و: {إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} فصلى الله على محمد سيد المرسلين، أبي القاسم الطهر الطاهر البدر المنير والقمر الأزهر، صلاةً تامةً زاكية تزلف لديه وترضيه.
هذا كتاب شرحتُ فيه إعراب قراءات أهل الأمصار مكة والمدينة، والبصرة، والكوفة، والشام، ولم أعدُ ذلك إلى ما يتصل بالإعراب من
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/3]
مشكل أو تفسير وغريب. والحروف بالقراءة الشاذة، إذ كنتُ قد أفردتُ لذلك كتابًا جامعًا وإنما اختصرته جهدي ليستعجل الانتفاع به المتُعلم، ويكون تذكرة للعالم، ويسهل حفظه على من أراد ذلك إن شاء الله، وما توفيقي إلا بالله.
وأئمة هذه الأمصار:
- عبد الله بن كثير، من أهل مكة، ويكنى: أبا معبد.
- ونافع بن أبي نعيم، من أهل المدينة، ويكنى: أبا عبد الرحمن.
- وأبو عمرو بن العلاء، واسمه زبان بن العلاء.
- ومن أهل الكوفة عاصم [بن بهدلة و] بهدلة، أمه ويكنى أبوه أبا النجود، ويكنى عاصم أبا عمرو. وقيل: أبا بكر.
- وأبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات.
- وأبو الحسن علي بن حمزة الكسائي.
- وعبد الله بن عامر اليحصبي، من أهل الشام.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/4]
وكان أبو عمرو والكسائي رضي الله عنهما نحويين، وكان عاصم أفصح بيانًا، كان إذا تكلم يكادُ تدخله خيلاء، وكان مرض سنتين فلما نقه من علته قام فما أخطأ حرفًا.
قال أبو عبد الله رحمه الله -: وحدثني أبو بكر بن مجاهد رحمه الله قال: حدثنا ابن شاكر، قال: حدثني يحيى بن آدم، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، أنه كان يقرأ بالهمز والمد والقراءة الشديدة، وكان لا يرى الإمالة والإدغام، وكانت قراءة حمزة بهما.
وذهب حمزة كما حدثني به ابن مجاهد قال: حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا منصور بن أبي مزاحم، قال: حدثنا سليمان بن أرقم عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: «نزل القرآن بالتحقيق».
قال: حدثنا البزي قال: حدثنا أبو حذيفة عن شبل عن ابن أبي بحر عن مجاهد في قوله: {ورتل القرآن ترتيلا} قال: ترسل فيه ترسلا.
قال: وحدثنا عباس الدوري، قال: حدثنا إسحاق بن منصور قال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/5]
حدثنا جعفر الأحمر، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: «لا تهذوا القرآن كهذ الشعر، ولا تنثروه كنثر الدقل، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب، ولا يكن هم أحدكم من السورة آخرها».
[قال:] وحدثنا أبو عبيد: قال: حدثنا يوسف القطان: قال: حدثنا جعفر بن عوف العمري، قال: حدثنا مسعر بن كرام عن رجل قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: «كان كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ترتيلاً وترسيلا:
والباقون يقرءون قراءةً سهلةً، والكسائي أيضًا يقرأ كذلك قراءة متوسطة، وذلك أن القرآن يُقرأ بالترتيل والتحقيق والحدر.
سمعتُ ابن مجاهد يقول ذلك، وإنما ذهب من قرأ الحدر إلى أن تكثر حسناته؛ إذ كان له في كل حرف عشر حسنات. وقال: وحدثني موسى بن إسحاق قال: حدثنا عمر بن الحسن، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا محمد بن أبان عن عبد الأعلى التيمي، عن إبراهيم السلمي عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال: «من تعلم القرآن كان له بكل حرف مائة زوجة من الحور العين، لا أقول {الم}.
قال: وحدثنا جعفر الصادق قال: حدثنا عاصم بن علي قال: حدثنا سلام بن مسكين قال: سمعت، ابن سيرين يذكر، قال: قالت امرأة عثمان: «إن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/6]
يقتلوه أو يتركوه فإنه كان يحيي الليل في ركعة يجمع [فيها] القرآن» وقال الشاعر يرثي عثمان رضي الله عنه:
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ......يقطع الليل تسبيحا وقرآنا
وقال آخر يرثيه:
تمنى كتاب الله أول ليله ......وآخره لاقى حمام المقادر
ويقال: إن عثمان قتل صبيحة يوم النحر، قال الشاعر:
عثمان إذ قتلوه وانتهكوا........دمه صبيحة ليلة النحر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/7]
وقال آخر:
تمنى كتاب الله أول ليلة.......تمنى داود الكتاب على رسل
التمني هاهُنا-: التلاوة
وقال الفرزدق يمدح أحد خلفاء بن أمية:
إنا نؤمل أن تقيم لنا........سنن الخلائف من بني فهر
وعمادة الدين التي اعتدلت.........عمرا وصاحبه أبا بكر
رفقاء متكئين في غرف.........فكهين فوق أسره خضر
في ظل من عنت الوجوه له.........ملك الملوك ومالك الغفر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/8]
فأما قول الراعي:
قتلوا بن عفان الخليفة محرما........ودعا فلم أر مثله مخذولا
أي: داخلاً في الشهر الحرام.
وحدثنا الصاغاني، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة قال: «وكان ثابت يقرأ القرآن في يوم وليلة، وكان يصوم الدهر« وكن أبو يونس القوي بتلك الصفة؟
وحدثني محمد بن موسى النهرتيري قال: حدثنا أبو هشام قال: حدثنا بحر بن سلمان قال: كان أبو يونس القوي صام حتى جوي، وبكى حتى عمى، وصلى حتى أقعد.
حدثني بهذا محمد الفقيه قال: حدثنا محمد بن موسى، وقد خبر الله تعالى عن نبي من أنبيائه أنه سهل عليه القرآن وهو داود عليه السلام.
حدثني محمد بن حفص، قال: حدثنا محشاد بن محمد، قال: حدثنا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/9]
أحمد بن حفص السلمي، قال: حدثني أبي عن إبراهيم بن طُهمان عن موسى بن عقبة عن صفوان ابن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خفف الله على داود القرآن فكان يأمُر بدابته أن تسرج، فيقرأ القرآن قبل أن تُسرج، وكن لا يأكل إلا من عمل يده أفلا تراه صلى الله عليه قد عد ذلك نعمة عليه من الله» يعني: سرعة القراءة.
وحدثني أيضًا محمد، قال: حدثنا محمد بن سعد عن أبيه عن جده، قال: قال عطية العوفي: «ما القرآن علي إلا كسورة واحدة».
وحدثني أحمد بن العباس، قال: حدثني أبو غانم، قال: حدثني إبراهيم بن المنذر، قال: حدثنا ابن وهب عن أبي لهيعة عن الحارث بن يزيد الحضرمي، قال: كان سليمان التجيبي على عهد عمر بن الخطاب تزوج
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/10]
بامرأة فبنى عليها فلما أصبح قيل لامرأته: كيف وجدته؟ قال: أرضى الله عز وجل وأرضى أهله؛ جامع ثلاث مرات وختم مرتين.
وحدثنا الفضل بن الحسن، قال: حدثنا جعفر بن أبي حفص الخوارزمي قال: حدثنا يحيى بن حمزة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: من كثرت قراءته كثر جماعه.
وكان كرز بن وبرة الحارثي أحد الزهاد، وكان سأل الله تعالى باسمه الأعظم على أنه لا يسأل به شيئًا من الدنيا فأعطى، فسأل الله تعالى أن يسهل عليه تلاوة القرآن، فكان يختم كل ليلة ثلاث ختمات.
قال: وسمعت محمد بن عبيد الفقيه يقول: كان منصور بن زاذان يقرأ ختمة بين المغرب والعشاء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/11]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 جمادى الأولى 1441هـ/17-01-2020م, 03:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

(ذكر الأسانيد)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ذكر الأسانيد)
أما قراءة ابن كثير فإني قرأت بها غير مرة على ابن مجاهد، وقرأ
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/11]
ابن مجاهد على أبي عمرو (قنبل) وقرأ قنبل على القواس، وقرأ القواس على وهب بن واضح أبي الإخريط، وقرأ أبو الإخريط على إسماعيل بن عبد الله القسط، وقرأ القسط على شبل بن عباد ومعروف بن مشكان، وقرآه على ابن كثير.
وحدثني ابن مجاهد قال: حدثني علي ابن أخت إبراهيم بن راشد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، قال: قرأت على إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، وقرأ إسماعيل على شبل، وقرأ شبل على ابن كثير، وقرأ ابن كثير على مجاهد، وقرأ مجاهد على ابن عباس، وقرأ ابن عباس على أبي، وقرأ أبي على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحدثني محمد بن عبيد الشافعي، قال: حدثنا محمد بن عامر القطان قال: حدثنا عبد الله بن عبد الحكيم قال: أخبرنا الشافعي، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين، قال: قرأت على شبل، وأخبر شبل أنه قرأ على عبيد الله بن كثير، وأخبر عبد الله أنه قرأ على مجاهد، وأخبر مجاهد أنه قرأ على ابن عباس، وأخبر ابن عباس أنه قرأ على أُبَيٍّ، وقرأ أُبَيٍّ على النبي صلى الله عليه وسلم.
وسمعتُ أبا طالب الهاشمي يقول: كان الشافعي يختم كل يوم وليلة ختمة، وقال لي غيره: فإذا جاء رجب ختم كل يوم وليلة ختمتين. وكان لا يُصلي إلا من قيام.
وأما قراءة نافع فإني قرأتها على أبي القاسم بن المرزيان الصيرفي، وقرأ أبو القاسم على أبي الزعراء، عبد الرحمن بن عبدوس، وقرأ أبو الزعراء على أبي عمر الدوري، وقرأ أبو عمر على إسماعيل بن جعفر، وقرأ إسماعيل على نافع.
وحدثني إبراهيم عن عرفة، وأحمد بن موسى عن إسماعيل عن قالون عن نافع.
وحدثني غير واحد عن إدريس عن خلف عن المُسيبي عن نافع. قال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/12]
وقرأت لورش على أحمد بن أوس، وكان أضبط من لقيت وأقرأهم بعد ابن مجاهد وأخذها عن الأفطسي.
وأخبرني بحروف ورش أحمد بن العباس، عن الحسين بن علي بن مالك، عن أحمد بن صالح، عن ورش، عن نافع.
وأما قراءة أبي عمرو فإني قرأتها على أحمد بن عبدان وابن المرزيان، وقرأ على أبي الزعراء، وقرأ أبو الزعراء على أبي عمر وقرأ أبو عمر على أبي محمد اليزيدي وقرأ أبو محمد على أبي عمرو وكان خادمه.
وأخبرني بحروفه أبو عيسى السمسار، قال حدثني أبو خلاد عن اليزيدي عن أبي عمرو.
وحدثني ابن عبدان عن علي عن أبي عبيد عن شجاع عن أبي عمرو.
وقرأت لحمزة والكسائي عن ابن المرزيان، وقرأ علي أبي الزعراء، وقرأ أبو الزعراء على أبي عمر، وقرأ أبو عمر على الكسائي نفسه. وقرأ أبو عمر على سليم وقرأ سليم على حمزة.
وأخبرني بقراءتهما أحمد عن علي عن أبي عبيد. قال: وقرأت حرف عاصم رواية أبي بكر بن عياش عن جده. وأخبرنا به ابن مجاهد عن إدريس عن خلف عن يحيى عن أبي بكر عنه.
وحدثنا به عن ابن شاكر عن يحيى عن أبي بكر عنه.
وقرأت لحفص أبي عمر النحوي. وكان هرل عاصم. ويقال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/13]
للهزل: الحرنبذ. وقال في قوله: {بنين وحفدة} قيل: الأصهار. وقيل: الخدم. وقيل: الحرنبذين. وخالف أبا بكر خلافًا شديدًا، فيرى ذاك أن عاصمًا كان يعرف القراءات فأقرأ أبا بكر بحرف وأقرأ حفصًا بحرف؛ لأن حفصًا عندنا ثقة. وقد ذكر أنه ما خالف عاصمًا في حرف من القرآن إلا في قوله: {الله الذي خلقكم من ضعف} فإنه اختار لنفسه {من ضعف} أعني حفصًا.
وذهب إلى الحديث الذي حدثنا به أحمد بن عبدان، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، قال: حدثنا أبو عبيد، قال: سمعتُ الكسائي يحدث عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي، قال: قرأت على ابن عمر: {الله الذي خلقكم من ضعف} قال: إني قرأتها على رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأتها علي، فقال لي: {من ضعف}.
والدليل على ما قلت: أن عاصمًا كان يقرئ كلا بحرف أن أبا عبيد حدثني، قال: حدثنا ابن أبي خيثمة عن أبي سلمة المنقريُّ، عن أبان، عن قتادة. قال: سألت عاصمًا {قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا} فقال: {شقوتنا} ثم قال: {شقوتنا} ثم قال: أيتهما شئت؟
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/14]
والدليل على صدق أبي بكر بن عياش أيضًا: أن أبا الحسن الحافظ حدثني عن ابن أبي خيثمة عن أبي سلمة عن أبان عن عاصم {الله الذي خلقكم من ضعف} بفتح الضاد.
وقرأت حرف أبي عمر عن محمد بن عبد العزيز القاري قال: قرأت على أحمد بن سهل الأشناني، قال: قرأت على عبيد بن الصباح، وقرأ عبيد على حفص، وقرأ حفص على عاصم.
وحدثني ابن مجاهد، قال: حدثني أحمد بن علي الخزاز قال: حدثنا أبو عمر هبيرة بن محمد، عن حفص بن سليمان عن عاصم.
وأما قراءة ابن عامر فحدثنا بها ابن مجاهد عن التغلبي أحمد بن يوسف، عن ابن ذكوان الدمشقي، عن أيوب بن تميم، عن يحيى بن الحارث الذماري عن عبد الله بن عامر.
وقرأت حروف السبعة واختلافهم حرفًا حرفًا من كتاب «السبعة» على ابن مجاهد أربع مرات. وقرأت حروف الكسائي صنعته مرَّتين عليه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/15]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 جمادى الأولى 1441هـ/17-01-2020م, 03:05 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

(ذكر الأئمة الذين أخذ عنهم هؤلاء السبعة)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ذكر الأئمة الذين أخذ عنهم هؤلاء السبعة)
اعلم وفقك الله- أن قراءة هؤلاء السبعة متصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل من قرأ بحرف من هؤلاء السبعة فقد قرأ قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن ابن كثير قرأ على مجاهد بن جبير أبي الحجاج وقرأ مجاهد على ابن عباس، وقرأ ابن عباس على
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/15]
أُبَيِّ بن كعب، وقرأ أُبَيُّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قرأ النبي عليه السلام على أُبي ليأخذ أُبيّ ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقرأ نافع على سبعين من التابعين منهم أبو جعفر يزيد بن القعقاع، وشيبة بن نصاح، ويزيد بن رومان، قال: فما اتفق عليه اثنان أخذته، وما شذ واحد منهم تركته حتى ألفت هذه القراءة. وكان أبو جعفر قرأ على عبد الله بن عباس وعلى مولاه عبد الله بن عياش.
وأما أبو عمرو فقرأ على ابن كثير ولقي مجاهدًا، وقيل: إنه قرأ على مجاهدٍ نفسه.
وأما عاصم فإنه قال: ما قرأت على أحد من الناس إلا على أبي عبد الرحمن السلمي، وكنت أرجع من عنده فأعرضه على زر بن حبيش، فما كان من قراءة زر فهو عن عبد الله بن مسعود، وما كان من قراءة أبي عبد الرحمن فهو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان زر بن حبيش صاحب عربية، وكان عبد الله يسأله عن العربية فقال له يومًا: ما الحفدة؟ فقال: الخدم، قال: فقال عبد الله: لا، ولكنهم الأختان. وعاش زر مائة سنة وعشرين سنة، فلما كبر سنه أنشأ يقول:
إذا الرجال ولدت أولادها ........وارتعشت من كبر أجسادها
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/16]
وجعلت أسقاهما تعتادها .......تلك زروع قد دنا حصادها
وقرأ الكسائي على حمزة، وقرأ حمزة على الأعمش، وقرأ الأعمش على يحيى بن وثاب، وقرأ يحيى بن وثاب على عبيد بن نضيلة وقرأ عبيد على علقمة، وقرأ علقمة على عبد الله.
وحدثني ابن مجاهد قال: قرأ حمزة علي ثلاثة: الأعمش وابن أبي ليلى، وحمران بن أعين، فما كان من قراءة الأعمش فعن عبد الله، وما كان من قراءة ابن أبي ليلى فعن علي رضي الله عنه، وما كان من قراءة حمران فعن أبي الأسود الدؤلي.
وأما ابن عامر فإنه أخذ قراءته عن المغيرة بن أبي شهاب المخزومي، وأخذها المغيرة عن عثمان.
وليس في هؤلاء السبعة أحد أقدم من ابن عامر؛ لأنه قد قرأ أيضًا على عثمان نفسه.
حدثني بذلك أحمد بن العباس، قال: حدثنا محمد بن بكر، قال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/17]
حدثنا هشام بن عمار أن الوليد بن مسلم حدثه عن يحيى بن الحارث الذماري عن عبد الله بن عامر أنه قرأ على عثمان بن عفان.
فإن سأل سائل فقال: أهذه الحروف نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الاختلاف والوجوه، أم نزلت بحرف واحد، قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم باللغات؟
فالجواب في ذلك وبالله التوفيق-:
أن طائفة قالت: إنه [كذا] نزلت على سبعة أحرف من سبعة أبواب في العرضات التي كان جبريل عليه السلام ينزل بكل سنة فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم: وذلك أن القرآن نزل جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا كما قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} ثم نزل من السماء الدنيا على محمد صلى الله عليه وسلم في نحو من عشرين سنة، وكانت تتنزل العشر والخمس والآية والآيتان والسورة بأسرها.
قال: حدثني أبو الحسن بن عبيد، قال: حدثني بن أبي خيثمة، عن أبي سلمة المنقري، عن أبان، عن قتادة، قال: بين أول نزول القرآن وآخره عشرون سنة ليثبت الله به قلب محمد عليه السلام، ألم تسمع في قوله: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} وقال {وقرءانا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث} كذلك قرأها أُبَيُّ.
قال أبو عبد الله بن خالويه: حدثني أبو القاسم المروزي، قال: حدثنا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/18]
الحسين بن أبي ربيع، قال: حدثنا عبد الرزاق عن الثوري عن سلمة بن كهيل عن سعيد بن جبير قال: وذكره السدي والأعمش قالوا: «نزل جبريل عليه السلام بالقرآن جملة واحدة ليلة القدر فجعل بموضع النجوم من السماء الدنيا في بيت العزة فجعل جبريل عليه السلام ينزل به على محمد عليه السلام». وروى قتادة عن ابن أبي المليخ عن واثلة أن النبي عليه السلام قال: «نزل صحف إبراهيم صلى الله عليه وسلم أول ليلة من رمضان وأنزلت التوراة لست منها، وأنزل الإنجيل لثلاث عشرة منها، وأنزل الزبور لثمان عشرة منها، والقرآن لأربع وعشرين منها».
وقال عبد الله بن دينار وكان يقرأ الكتاب الأول-:
قال: «نزل الزبور على داود بعد التوراة بأربعمائة عام ونيف، والإنجيل بعد الزبور بألف عام، والقرآن على محمد رضي الله عنه بعد الإنجيل بثمانمائة عام».
وقال شيبان عن قتادة في قوله: {وأنزل الفرقان} قال: هو القرآن الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وسلم فأحل حلاله، وحرم حرامه، فرض فرائضه، وحد حدوده وأمر بطاعته، ونهى عن معصيته، وشرع فيه شرائعه، وبين فيه دينه وأول يوم نزل فيه جبريل بالرسالة على النبي عليه السلام لسبع وعشرين من رجب. واحتج أصحاب هذا القول بما حدثني به ابن مجاهد قال: حدثني موسى بن إسحاق، قال: حدثنا هرون بن حاتم، قال: حدثنا عبد الرحمن عن عيسى الهمذاني، عن المسيب بن عبد خير، قال: عمر رضي الله عنه: «من علم فليعلم، ومن لم يعلم فليسأل العلماء؛ لأن القرآن نزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف». وقال: حدثني محمد بن حفص، قال: حدثنا إبراهيم بن هانئ، قال: حدثنا عثمان بن صالح، قال: أخبرني ابن وهب قال: أخبرني
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/19]
سليمان بن بلال، قال: حدثني محمد بن عجلان عن عسدي المقرئ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، ولكن لا تختموا آية رحمة بعذاب، ولا تختموا ذكر عذاب برحمة».
حدثني أبو عبد الله الفقيه، قال: حدثنا عن عبد الله بن شبيب، قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني أخي عن سليمان عن محمد بن عجلان، عن أبي اسحق الهمذاني، عن الأبي الأحوص، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف لكل آية ظهر وبطن».
وقال آخرون: بل نزل القرآن بلغة قريش، وبحرف واحد نحو: {مالك يوم الدين} بأسرها، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم -تسهيلاً على أمته- أن يقرأ كل قوم بلغتهم، وهي سبع لغات متفرقة في القرآن.
وحدثني أبو حفص القطان قراءةً عليه، قال: حدثنا الحساني قال: حدثنا وكيع عن رجل لم يسمه عن مجاهد قال: «نزل القرآن بلغة قريش». قال: وحدثنا الحساني، قال: حدثنا وكيع، قال حدثنا ابن أبي ذيب عن الزهري قال: الماعون: المال بلسان قريش، كذا قال: المال.
وأخبرني ابن دريد رحمة الله عليه- عن أبي حاتم عن أبي عبيدة:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/20]
الماعون: الماء، وأنشد.
* يمج صبيره الماعون صبا *
وقال غيره: الماعون: نحو الملح، والنار، والفأس، والدلو، والقدر، والقداحة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/21]
وقال آخرون: الماعون الزكاة، وينشد للراعي:
قوم على الإسلام لما يمنعوا ....... ماعونهم ويضيعوا التهليلا
اعلم أن الاختلاف في القراءة يكون لاختلاف إعراب كقوله: {الزانية والزاني فاجلدوا} يقرأ رفعًا ونصبًا، النصب عيسى بن عمر، والرفع الناس. وكذلك {السارق والسارقة}.
ويكون باختلاف الحروف {يقضي الحق} و{ويقص الحق} {وما هو على الغيب بظنين} و{بضنين} و{وقد شغفها حبا} و{شعفها} قرأ بالعين عمر بن عبد العزيز وأبو رجاء.
ويكون بالزيادة والنقصان، كقوله: {وفيها ما تشتهيه الأنفس}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/22]
و{تشتهي}، وكقراءة الحسن {أفمن هذا الحديث تعجبون تضحكون} بغير واو.
ويكون بالتقديم والتأخير كقراءة أبي بكر الصديق رضي الله عنه {وجاءت سكرة الموت بالحق} قرأ أبو بكر {سكرة الحق بالموت} وكل ذلك صوابٌ، وإن كانت القراءة لا تجوز إلا بما عليه هؤلاء الأئمة السبعة؛ لأن الاختلاف على ضربين:
اختلاف تغاير، وليس ذلك بحمد الله- في القرآن.
فأما اختلاف اللفظين والمعنى واحد فلا بأس بذلك، أما سمعت قول عبد الله: إنما هو كقول أحدكم: هلم وتعال! وكان يقرأ {كالصوف المنقوش} وكان يقرأ: {إن كانت إلا زقية واحدة} وفي قراءتنا {صيحة واحدة} والزقية والصيحة سيان، وفي حرف عبد الله {صفراء لذة للشاربين} وفي قراءتنا {بيضاء لذة للشاربين} ونحو قوله: {واذكر بعد
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/23]
أمة} أي: بعد حين، وقرأ ابن عباس: {بعد أمة} أي: نسيان؛ لأنه اذكر بعد مدة. لأن محمدًا صلى الله عليه وسلم قد عجب مما أعطاه الله من الفضل وسخر منه المشركون. وقد عجب الله تعالى من عظيم ما نال المشركون من الله، وقد قال الله تعالى: {إن تعجب فعجب} وقوله تعالى: {بل عجبت وبل عجبت ويسخرون}، وقد روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «عجب ربكم من ألكم وقنوطكم». غير أن العجب من الله تعالى بخلاف ما يكون من المخلوقين، كما أن المخادعة والمكر والحيلة والنسيان منه على خلاف ما يكون منا، ومعنى ألكم: الضجيج ورفع الصوت بالدعاء. فالأل: رفع الصوت والأل: سرعة المشي، والأل: مصدر أله بالحربة ألا، والحربة يقال لها: الألة.
وحدثني أحمد بن عبدان المقرئ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز، عن أبي عبيد، قال: سمعت الكسائي يخبر عن زائدة عن الأعمش عن شقيق بن سلمة، قال: قرأت عند شريح: {بل عجبت} فقال: إن الله لا يعجب
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/24]
من الشيء وإنما يعجب من لا يعلم، قال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم فقال: إن شريحًا كان يعجب بعلمه، وكان عبد الله أعلم منه، فكان يقول: {بل عجبت} وكذلك قوله تعالى: {كيف ننشرها} أي نحييها، من قوله تعالى: {ثم إذا شاء أنشره} يقال: نشر الميت إذا حيي، وأنشره الله، قال الأعشى:
لو أسندت ميتا إلى نحرها ...... عاش ولم ينقل إلى قابر
حتى يقول الناس مما رأوا .......يا عجبًا للميت الناشر
و{كيف ننشزها}: كيف نحركها بالزاي، والمعنيان متقاربان؛ لأنه إذا تحرك فقد حيي، وإذا حيي فقد تحرك، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قراءته بالحروف كنحو ما قد مضى، وكرواية أم سلمة عنه: {ملك يوم الدين} وروى عنه غيرها {ملك} بالسند الصحيح، ففي ذلك وضوح ما ورد علينا من القراءة على لفظتين فصاعدًا غير مخالف للمصحف والإعراب، وتوارثته الأئمة غير متضاد فيها المعنى كما قال تعالى: {ولو كان من عند غير الله
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/25]
لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} يعني اختلاف التغاير، لا اختلاف الإعراب والحروف. ومما يوضح ذلك أيضًا ما حدثناه محمد بن عبيد الفقيه، قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن القارئ، قال: حدثنا سويد عن مالك عن ابن شهاب عن عروة عن عبد الرحمن أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: «سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة (الفرقان) على غير ما أقرؤها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أقرأنيها فكدت أعجل عليه فأمهلته حتى انصرف، ثم لببته برداء، فجئت به النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة (الفرقان) على غير ما أقرأتنيها؟! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اقرأ، فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا أنزلت. ثم قال لي: اقرأ، فقرأت فقال: هكذا أنزلت، إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤا ما تيسر منه».
وحدثنا أبو القاسم البغوي، قال: حدثنا محمد بن زياد، قال: حدثنا أبو شهاب الحناط، عن داود بن أبي هند، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: جلس ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على بابه فقال بعضهم: إن الله قال في آية كذا وكذا، وقال بعضهم: لم يقل كذا!
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما فقُئ في وجهه الرُّمان؛ أي: حب الرمان وقال: «أبهذا أمرتم، أو بهذا بعثتم؟! إنما ضلت الأمم في مثل هذا انظروا ما أمرتم به فاعملوا به، وما نهيتم عنه فانتهوا» ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/26]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 جمادى الأولى 1441هـ/17-01-2020م, 03:06 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

[الحث على تعلم العربية]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( [الحث على تعلم العربية]
قال أبو عبد الله: وأنا أبتدئ الآن في تعليل حروف هؤلاء الأئمة سورة سورة؛ إذ كان القارئ لا يجد من معرفته بدًا؛ وإذ كان قد نُدبَ إلي تعليم العربية والنحو.
كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الآفاق أن لا يقرئ إلا صاحب عربية. حدثني بذلك محمد بن حفص القطان، قال: حدثنا أحمد بن موسى، قال: حدثنا عفان بن مخلد، قال: حدثنا عمر بن هارون، قال: حدثنا شعبة، عن أبي رجاء. قال: سألتُ الحسن عن المصحف يُنقط بالنحو، فقال الحسن: أو ما علمت أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتب: «تفقهوا في الدين، وتعلموا العربية، وأحسنوا عبارة الرؤيا» قال: وحدثنا أحمد بن محمد النيسابوري، قال: حدثنا الوركاني أبو عمران قال: أخبرنا [جرير] عن إدريس قال: قيل للحسن: إن لنا إمامًا يلحن؟ فقال: أخروه».
وحدثنا أبو حفص القطان، قال: حدثنا الحساني محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا سفيان، عن عقبة الأسدي، عن أبي العلاء، قال: قال عبد الله: «أعربوا القرآن فإنه عربي».
قال: وحدثنا الحساني، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يزيد بن إبراهيم التستري، عن أبي هارون إبراهيم بن العلاء الغنوي عن مسلم بن شداد، عن عبيد بن عمير الليثي، عن أُبَيِّ كعب، قال: «تعلموا اللحن كما
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/27]
تعلمون القرآن». سئل يزيد بن هارون: ما أراد باللحن؟ قال: النحو.
وحدثنا محمد بن حفص القطان، قال: حدثنا كثير بن هشام، قال حدثنا عيسى بن إبراهيم، عن الحكم بن عبد الله الأيلي عن الزهري عن سالم، عن أبيه، عن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رحم الله امرأً أصلح من لسانه».
قال: وحدثنا عبد الملك بن محمد بن مروان يعني: العقيلي عن المعارك بن عباد، عن سعيد المقرئ عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه؛ وغرائبه: فرائضه وحدوده فإن القرآن نزل على خمسة وجوهٍ؛ حلالٍ وحرامٍ، ومحكمٍ ومتشابهٍ، وأمثالٍ. فخذوا الحلال ودعوا الحرام واعملوا بالمُحكم وقفوا عند المتشابه واعتبروا بالأمثال».
قال: وحدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا ابن نمير، عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه سمع بعض ولده يلحن فضربه.
قال: وحدثني إبراهيم بن عبد السلام، قال: حدثنا فضل، قال: حدثنا قراد أبو نوح، قال: سمعت شعبة يقول: «من طلب الحديث ولم يتعلم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/28]
النحو فمثله كمثل رجل ليس له برنس وليس له رأس».
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال: حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال: «كنت يومًا عند شعبة فأملى في مجلسه: ذأى العود يذأى فرد عليه بعض من في المجلس، فرفع رأسه حتى رأني، فقلت: القول كما قلت، فقال لمخالفه: امش من هاهنا. قال: وهي كلمة من كلام الفتيان».
قال الأصمعي: وكان شعبة صاحب شعر وعربية قبل الحديث وكان يُحسن.
وحدثني أبو حفص القطان قراءة عليه: قال: حدثنا الحساني قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا أسامة بن زيد الليثي عن عكرمة عن ابن عباس قال: «إذا قرأتم شيئًا من القرآن فلم تردوا تفسيره فالتمسوه من الشعر فإنه ديوان العرب».
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/29]
قال: وحدثنا الحساني قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة، قال: سئل ابن عباس عن {الليل وما وسق} قال: وما جمع، ألم تسمع قول الشاعر:
* مستوسقات لو يجدن سائقا *
وحدثنا القطان أيضًا، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا وكيع بن الجراح، قال: حدثنا ثابت بن أبي صغيرة، عن شيخ يكنى أبا عبد الرحمن عن ابن عباس في قوله تعالى: {عتل بعد ذلك زنيم} قال: الزنيم: الدعي الملزق، وقال الشاعر:
زنيم تداعاه الرجال زيادة ....... كما زيد في عرض الأديم الأكارع
وحدثنا أبو عبد الله القطان، الشيخ الصالح أملاه علي من أصله قال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/30]
حدثنا سليمان بن الربيع النهدي، قال: حدثنا عثمان بن زفر قال: حدثنا حيان بن علي عن ابن شبرمة قال: ما لبس الرجال لباسا أحسن من العربية، ولا لبس النساء لباسًا أحسن من الشَّحم، وفي غير الحديث: «وما للمرأة ستر إلا ستران: زوجها وقبرها».
وحدثني ابن دريد رحمه الله عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: العرب تقول: جمال الرجل الفصاحة، وجمال المرأة الشحم، وليس للمرأة ستر إلا ستران زوجها وقبرها.
ذاكرت أبا عمران القاضي بما حدثني به ابن دريد عن أبي حاتم عن الأصمعي قال: تقول العرب: جمال الرجل الفصاحة وجمال المرأة الشحم، وليس للمرأة ستر إلا ستران زوجها وقبرها. فقال القاضي حدثني أ[ي، قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الرحمن المُقرئ، قال: سمعت أبي يقول: حياء الرجل في عينيه وحياء المرأة في أنفها.
وكان ابن شبرمة أحد العلماء بكلام العرب، وكان مع ذلك فقيهًا أديبًا، وكان قاضيًا ثم صار قاضي القضاة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/31]
حدثني محمد بن الحسن، عن الحسن بن عبد الرحمن، قال: حدثنا المهلبي قال: حدثنا ابن المعذل عن غيلان. [عن أبيه عن جده].
قال: قدم ذو الرمة الكوفة فأنشدنا قصيدته الحائية، فلما بلغ قوله:
إذا غير الناىُ المحبين لم يكد ....... رسيس الهوى من حب مية يبرح
فقال له ابن شبرمة: فقد برح يا غيلان، ففكر ساعة ثم قال: «لم أجد رسيس الهوى» قال فانصرفت إلى أبي [الحكم بن البختري بن المختار فأخبرته الخبر]، فقال: أخطأ ابن شبرمة إذ رد عليه، وأخطأ ذو الرمة حيث رجع. قال الله تعالى: {إذا أخرج يده لم يكد يريها} أي: لم يرها ولم يكد. ويقال: لم يكد هاهنا بمعنى لم يرد، وهذا غلط؛ لأن ذا الرمة لا يذهب عليه هذا؛ لأنه كان قدريًا، وكان يقول بالقدر
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/32]
قرأت على محمد بن جعفر الكاتب عن العباس بن ميمون عن المازني عن الأصمعي عن عنبسة النحوي، قال: سمعت ذا الرمة ينشد:
وعينان قال الله كونا فكانتا = فعولان بالألباب ما تفعل الخمر
قلت له: قل: فعولين، قال: قل أنت: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، كأن ذا الرمة، أراد: العينان فعولان، وقال النحويون: فعولين؛ أي: قال الله لهما: كونا فعولين أو جعلهما الله.
وحدثني محمد بن عبد الله الإخباري، قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي، قال: سقط ابن شبرمة عبد الله عن دابته فوثبت رجله فدخل عليه يحيى بن نوفل الحميري يعوده فأنشأ يقول:
أقول غداة أتاني الرسول ...... يدسس أخباره هينمه
بحق وقد خفت جهد البلاء ....... وخفت المجللة المعظمه
لك الويل من مخبر ما تقول....... أبن لي وعد عن الحمحمه
فقال خرجت وقاضي القضاة ........ منفكة رجله مؤلمه
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/33]
فغزوان حر وأم الوليد = إن الله عافى أبا شبرمة
فقيل: والله ما نعرف له غلامًا ولا جارية، فقال: أم الوليد سنورتي وغزوان ذكرها، وقد أعتقتها، وكان ابن شبرمة مع فضله وفقهه يقول الشعر.
حدثنا ابن دريد رحمه الله عن أبي حاتم عن الأصمعي، عن سفيان قال: لم يرفع كرز رأسه إلى السماء أربعين سنة، فكان ابن شبرمة يقول:
لو شئت كنت ككرز في تعبده = أو كابن طارق حول البيت في الحرم
قد حال دون لذيذ العيش خوفهما ....... وسارعا في طلاب الفوز والكرم
وقرأت على محمد بن عبد الله الكاتب، قال: قال: طلحة بن قيس الواسطي: حدثني بعض أصحابنا عن أبي عمرو بن العلاء، قال: من أراد العز فعليه بتقوى الله، ومن أراد الرئاسة فعليه بالقرآن، ومن أراد الفصاحة فعليه بالعربية، ومن أراد الأدب فعليه بالشعر، ومن أراد الرواية والجمع فعليه بالحديث ومن أراد القضاء فعليه بالفقه، ومن أراد السلامة فعليه بالصمت.
وحدثني محمد بن أحمد المقرئ، قال: حدثني القاسم بن زكريا، قال: حدثنا فياض بن زهير، قال: حدثنا أبو طاهر، قال: حدثنا الموقري
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/34]
عن الزهري عن القاسم، قال: سمعتُ عمتي زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحبوا العرب فإني عربي والقرآن عربي وكلام أهل الجنة عربي».
والاشتغال بتعلم القرآن وتعليمه والبحث عن علومه ليس كالاشتغال بسائر أصناف العلوم؛ لأن فضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه.
حدثنا ابن مجاهد رضي الله عنه قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب قال: حدثنا إسحاق بن سليمان، عن جراح بن الضحاك الكندي، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خياركم من تعلم القرآن وعلمه» قال أبو عبد الرحمن: فذاك الذي أقعدني هذا المقعد، قال أبو عبد الرحمن: وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه.
قال أبو عبد الله: كتب إلي محمد بن زكريا المحاربي يذكر أن عباد بن يعقوب جد لهم قال: حدثنا محمد بن مروان، عن عمرو بن قيس، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من شغله قراءة القرآن في أن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/35]
يتعلمه أو يعلمه عن دعائي أو مسألتي أعطيته ثواب السائلين، وذلك أن فضل كلامي على غيره كفضلي على خلقي».
حدثنا ابن مجاهد رضي الله عنه قال: حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام قال: أخبرنا الثوري، عن علقمة بن مرثد، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه».
وحدثنا الفضل بن صالح قال: حدثنا شيبان قال: حدثنا هارون قال: حدثنا شبعة أن أبا عبد الرحمن قال: لولا أني سمعت عثمان يقول: أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه ما جلست لكم هذا المجلس قال هارون: وكان إمامًا.
حدثنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا عبد الواحد أبو بحر قال: حدثنا الفضل بن ميمون قال: حدثنا منصور بن زاذان عن أبي عمر زاذان الكندي أنه سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ثلاثة نفر يوم القيامة على كثيب مسلك أسود، لا يهولهم فزع ولا ينالهم حساب حتى يفرغ مما بين الناس، رجل قرأ القرآن وآمن فصدع به ابتغاء وجه الله، ورجل أذن، دعا إلى الله تعالى ابتغاء وجه الله، ورجل ابتلى بالرق في الدنيا فلم يشغله ذلك عن طلب الآخرة».
وحدثنا أحمد بن عباس قال: حدثنا أحمد بن النضر قال: حدثنا محمد بن مصفى قال: حدثنا معاوية بن حفص، عن شريك، عن عاصم، عن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/36]
أبي عبد الرحمن، عن عثمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خياركم من قرأ القرآن وأقرأه».
قال: وحدثنا الرمادي قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال: حدثنا ابن المبارك. عن عوف قال: بلغني عن سليمان بن جابر، عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وإني امرؤ مقبوض، فتعلموا القرآن وعلموه الناس: وتعلموا الفرائض وعلموها الناس، وتعلموا العلم وعلموه الناس».
وحدثنا أبو عبد الله الفقيه قال: حدثني أحمد بن محمد بن يحيى، قال: حدثنا زيد بن حباب قال: حدثنا حسين بن واقد قال: حدثني أبو غالب قال: قلت لأبي أمامة: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «كان حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، كان يكثر الذكر، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يستنكر أن يمشي مع المسكين الضعيف حتى يفرغ من حاجته».
وحدثني الحسين بن إسماعيل قال: حدثنا يعقوب، عن هشيم، عن حميد، عن أنس قال: كانت الأمة تلقى النبي صلى الله عليه وسلم، فتأخذ بيده فتنطلق به إلى حاجتها.
وحدثني محمد بن العبيد الفقيه قال: حدثنا الخزاز أحمد بن علي قال: حدثنا النعمان بن شبل قال: حدثنا يحيى بن أبي روق. عن أبيه، عن الضحاك في قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} قال: هم حملة القرآن.

[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/37]
قال: وحدثنا موسى بن هارون قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن عمرو بن قيس، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: «ضمن الله لمن قرأ القرآن أن لا يشقيه في الدنيا ولا في الآخرة، ثم قرأ: {فمن ابتع هداي فلا يضل ولا يشقى}»
حدثنا أحمد بن العباس قال: حدثنا علي بن العباس قال: حدثنا محمد بن عمر بن الوليد قال: حدثنا يحيى بن آدم عن عبد العزيز عن الأعمش قال: «مر رجل على عبد الله بن مسعود وحوله ناسٌ من ضعفاء الناس يقرئهم القرآن، فقال يا أبا عبد الرحمن ما هؤلاء حولك قال: هؤلاء يقسمون ميراث محمد صلى الله عليه وسلم».
قال: حدثنا علي بن الصباح قال: حدثنا فلان بن مسلم الخولاني قال: حدثنا أبو محمد الألهاني، وسماه، من أهل اللاذقية قال: «كنا عند أزهر بن عقيل بن راشد وهو يقرئ القرآن، قال: فمر به إسماعيل بن عياش فقال له: يا أزهر كم مولى لك اليوم؟!».
حدثني محمد بن زياد، عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من علم رجلاً آية من كتاب الله فهو مولى له حقًا عليه أن لا يخذله ولا يكفره».
وحدثني محمد بن عبيد الفقيه قال: حدثنا الكجي إبراهيم بن عبد الله قال: حدثنا أبو عاصم عن الأوزاعي عن حسان بن عطية، عن أبي كبشة،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/38]
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية».
قال: وحدثنا إبراهيم الكجي قال: حدثنا عبد العزيز بن الخطاب قال: حدثنا مندل، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما تصدق الرجل بصدقة أفضل من علم ينشره».
وحدثنا أبو جعفر بن الهيثم العدل قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا أبان بن يزيد القطان قال: حدثنا قتادة، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها، ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر، ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن، كمثل الحنظلة طعمها مر ولا ريح لها».
وروى شعبة وغيره، عن [أبي] موسى، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
وحدثنا إبراهيم بن عرفة قال: حدثنا إسحاق العلاف قال: حدثنا روح قال: حدثنا عوف، عن قسام بن زهير، عن أبي موسى قال: يحدث: «إن مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن ....» وذكر الحديث
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/39]
حدثني ابن مجاهد قال: حدثنا عبد الله بن أيوب قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن مطرف. عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما من صدقة أفضل من علم ينشره صاحبه» كذا قال، ليس بين [ابن] مطرف وبين أبي سعيد أحد، قال: وحدثنا العباس بن عبد الله الترقفي قال: حدثنا أبو المغيرة قال: حدثتنا عيدة بنت خالد، قالت: «إن الذي يقرأ القرآن له أجر، والذي يسمع له أجران».
قال: وحدثنا الحارث بن محمد قال: حدثنا كثير بن هشام قال: حدثنا الحكم بن هشام بن أبي عقيل قال: حدثنا معاذ بن مسلم، عن جابر بن يزيد، عن بشر بن غالب، عن علي بن أبي طالب قال: «إنه من قرا القرآن قائمًا كان له بكل حرف عشر حسنات. ومن قرأه في غير الصلاة كان له بكل حرف عشر حسنات».
وحدثنا محمد بن عبد الله البصري قال: حدثنا إبراهيم بن فهد قال: حدثنا إبراهيم بن نافع الجلاب قال: حدثنا عبد القدوس، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع قال: «شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجعًا في حلقه فقال: «عليك بقراءة القرآن»».
وحدثني محمد بن الحسن قال: حدثني أبو جعفر بن جعفر بن الهيثم العدل قال: حدثنا مسلم قال: حدثنا سعيد بن زربي، عن ثابت: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أوتي أبو موسى مزمارًا من مزامير آل داود».
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/40]
قال: وحدثنا أبو جعفر قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا سعيد بن زربي، عن حماد، عن علقمة قال: كنت أعطيت حسن الصوت، وكان عبد الله بن مسعود يستقرئني ويقول لي: اقرأ فداك أبي وأمي، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «حسن الصوت تزيين القرآن».
حدثني محمد بن سليمان الباهلي قال: حدثن الحسن بن عبد الرحمن الرمادي قال: حدثنا طلق بن عتام قال: حدثنا قيس بن هلال بن خباب، عن يحيى، عن هبيرة، عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: «كنت أسمعُ صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل على فراشي يُرجِّع بالقرآن».
قال: وحدثنا طلق عن حفص بن غياث، عن محمد بن أبي ليلى والأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن دينار، عن علي قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بنا القرآن على كل حال إلا جنبا».
حدثنا أبو بكر البزاز قال: حدثنا محمد بن إسحاق الخياط قال: حدثنا أبو منصور قال: حدثنا عثمان يعني ابن قيس عن ابن أبي مليكة، عن عبيد بن سهل قال: ذكر لنا عند سعد بن أبي وقاص حسن الصوت بالقرآن فقال سعد: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس منا من لم يتغن بالقرآن».
قال أبو عبد الله رضي الله عنه: قد جاء تفسير من لم يتغن بالقرآن في هذا الحديث أنه حسن الصوت.
وحدثنا أبو حفص القطان قال: حدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إبراهيم بن يزيد، عن الزهري، عن معاذ بن جبل قال: «من
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/41]
استظهر القرآن كانت له دعوة إن شاء تعجلها لدنيا وإن شاء تأجلها».
قال: وحدثنا محمد بن إسماعيل قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا إسماعيل بن رافع أبو رافع، عن رجل لم يسمه عن عبد الله بن عمرو قال: «من قرأ القرآن فكأنما استدرجت النبوة بين جنبيه، غير أنه لا يوحى إليه».
قال: وحدثنا الحساني قال: حدثنا وكيع قال: حدثنا عمران أبو بشر الحلبي، عن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا فاقة لعبدٍ بعد القرآن، ولا غنى له بعده».
قال: وحدثنا الحساني قال: حدثنا وكيع، عن هشام، صاحب الدستوائي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعيد بن هشام، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتد عليه فله أجران» سألت ابن مجاهد عن هذا الحديث، فقلت أيهما أفضل: فقال الماهر، لأن الذي له أجران له شيء محصي بعينه، والذي مع السفرة فهو نهاية ما يُعطى العبد في الثواب. وروي يزيد بن هارون، عن شُريك، عن عبد الله بن عيسى، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر القرآن وصاحبه فقال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/42]
«يعطي المُلك بيمينه والخُلد بشماله، ويُوضع على رأسه تاج الوقار» معنى الحديث والملك والخلد يجعلان له لا أن شيئًا يجعل في يمينه، وهذا كما يقال: الدار في يدك أي: في مُلكك، وقال الله تعالى: {تبارك الذي بيده الملك}.
حدثني محمد بن حفص قال: حدثنا عيسى بن جعفر قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن زرارة، عن سعيد بن هشام، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذي يتعايا في القرآن له أجران».
تقول العرب: عييت بالأمر: إذا لم تعرف جهته، وأنا عيي، وتعايا يتعايا تعاييًا فهو متعايٍ، فأما في الإعياء في المشي، فإنك تقول: أعييت أعيي إعياءً فأنا معيًا. ويقال: فحل عياياء: إذا كان لا يُلقح، وكذلك: رجل عياياء طباقاء: إذا كان أحمق شرسًا، وينشد:
عياياء لم يشهد خصومًا ولم ينخ ...... قلاصًا إلى أوكارها حين تعكف
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/43]
فأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حدثناه القاضي ابن المحاملي، قال: حدثنا زياد بن أيوب قال حدثنا: يحيى الحماني قال حدثنا: مالك بن مغول وفطر وابن عمارة، عن إسماعيل بن رجاء عن إدريس بن صبيح عن البراء بن عازب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «زينوا القرآن بأصواتكم» فقال أكثر أهل العلم: أي زينوا أصواتكم بالقرآن وكأنه صلى الله عليه وسلم حث على قراءة القرآن ومداومة الدراسة، والقرآن لا يحتاج إلى تزيين، بل يزين من قرأه، وقد سرق بعض الشعراء هذا المعنى فقال:
وعيطاء ما زانها حليها ...... بل الحلى صال بها وأزيان
ومالي بحقف النقا خبرة ....... ومقعد زيارها والعكن
سوى أنها قمر باهر .......تمايل في مشيها كالفنن
وأما حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقرأ الناس؟ قال: من إذا قرأ رأيته يخشى الله» فقد أوضح لك.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/44]
وذهب آخرون إلى حسن الصوت واحتجوا بالحديث الآخر: «ما أذن الله بشيء قط كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن».
وحدثني أبو عبد الله بن الجنيد قال: حدثني ابن عسكر، عن سفيان، عن الأعمش ومنصور، عن طلحة بن عبد الرحمن، عن عوسجة، عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زينوا القرآن بأصواتكم».
وحدثني أحمد بن العباس قال: حدثنا العطاردي قال: حدثنا أبو بكر بن عياش: عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: «ما من قوم جلسوا في بيت من بيوت الله يتدارسون كتاب الله يتعاطون بينهم إلا كانوا أضيافًا لله وأظلتتهم الملائكة بأجنحتها حتى يخوضوا في حديث غيره، وما سلك رجل طريقًا يلتمس فيه العلم إلا سهل الله له طريقًا إلى الجنة».
حدثني محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: قال أبو هريرة: المساجد سوق من أسواق الآخرة فقراءها المغفرة وتحفها الرحمة.
وحدثني أبو عمر، عن بشر بن موسى قال: سمعت السيلحوني يقول: قال سفيان الثوري: «بلغني أن العبد إذا ختم القرآن قبل الملك بين عينيه».
وحدثني أبو القاسم المروزي قال: حدثنا بشر بن موسى قال: حدثنا جليس بشر بن الحارث يقال له: عمر بن عبد العزيز قال: حدثنا بشر بن الحارث، عن يحيى بن بيان، عن حبيب بن أبي عمرة قال: «إذا خَتَمَ الرجلُ
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/45]
القرآن قبل الملك بين عينيه». قال بشر: فحدثت بهذا الحديث أحمد بن حنبل فاستحسنه وقال: لعل هذا من محدث سفيان. وهكذا يكثر جدًا، فكذلك اقتصرت على هذا.
وحدثني أبو بكر الخلنجي إمام الجامع قال: حدثنا الكديمي قال: حدثنا يحيى بن كثير أبو غسان العنبري قال: حدثنا سعيد بن عبيد قال: سمعت الحسن يقول: «إن هذا القرآن قرأه من الناس نفر ثلاثة: قوم اتخذوه بضاعة ينقلونه من بلد إلى بلد وهؤلاء كثير، لأكثرهم الله، وقوم يراءون به في أعمالهم، وقوم وجدوا فيه دواء قلوبهم فجعلوه على داء قلوبهم، وذكروا به في محاربيهم، وخنوا به في برانسهم فبهؤلاء ينال من العدو وتستنزل بهم القطرة».
سمعت أبا عمر يقول: خنوا: بكوا حتى سمع خنينهم، قال ثعلب: ومنه حديث علي للحسن وقد شاوره في شيء فأشار عليه الحسن أن لا يفعل فأبى علي فبكى الحسن إشفاقًا، فقال: لا تخن خنين الأمة، ولا بد مما لا بد. قال ثعلب: فالخنين صوت البكاء من الأنف، ويقال: الأنف المخنة، وأنشد:
بكى جزعًا من أن يموت وأجهشت = إليه الجرشي وارمعل خنينها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/46]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 جمادى الأولى 1441هـ/17-01-2020م, 03:07 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

[ذكر مذاهب القراء فيما ينوّن ومالا ينوّن]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: وقد تأملت كتاب الله فوجدت فيه مائة وخمسين حرفًا مما ينون ولا ينون وسأذكرها جملة ليسهل حفظها على من أراد ذلك وما توفيقي إلا بالله.
فأول ذلك سورة (البقرة) قرأ زهير الفرقبي: {لا ريب فيه} [2].
وقرأ قتادة والحسن: {لا خوف عليهم} [38].
وقرأ الأعمش: {اهبطوا مصر} [61].
قال الأخفش: وقرأ بعضهم: {وقولوا للناس حسنى} [83].
مثل {ولله الأسماء الحسنى} [الأعراف: 180].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/237]
وقرأ الحسن: {ولا تقولوا راعنا} [104].
وقرأ نافع وابن عامر: {فدية طعام} [184].
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: {فلا رفث ولا فسوق} [197].
وقرأ أبو جعفر المدني: {ولا جدال} [197] بالرفع أيضًا.
وقرأ أبو عمرو وابن كثير: {لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة} [254] و{لا بيع فيه ولا خلال} [إبراهيم: 31] و{لا لغو فيها ولا تأثيم} [الطور: 23].
وقرأ عطاء: {فنظرة إلى ميسره} [280].
وفي (آل عمران) {كل نفس ذائقة الموت} [185] نونها أبو حيوة.
وفيها {وكأين} [146] ولها نظائر في القرآن.
وفي (النساء) قرأ الحسن: {غير مضار وصية} [12] مضافًا غير منون.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/238]
وفي (المائدة) {ولا نكتم شهادة الله} [106] قرأ بها الشعبي.
وفيها: {أو كفارة طعام مساكين} [95] لم ينونها نافع وابن عامر.
وفيها: {فجزاء مثل ما قتل} [95] نونها أهل الكوفة، ولم ينونها الباقون.
وفي (الأنعام) {خالصه لذكورنا} [139] بهاء مكنية، قرأ بها بعضهم.
وفيها: {نرفع درجات من نشاء} [83] وكذلك في (يوسف) [76] أهل الكوفة ينونونه والباقون بضيفونه.
وفي (الأعراف) قرأ نافع وعاصم في رواية أبي بكر {جعلا له شركا} [190] منونًا.
وفيها: {جعله دكا} [143].
وفي (الكهف) [98] مثله، حمزة والكسائي لا ينونانه.
وفي (الأنفال) روى حفص عن عاصم {موهن كيد الكافرين} [18] مضافًا.
وفيها: {وعلم أن فيكم ضعفاء} [66] جمع ضعيف. قرأ بها أبو جعفر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/239]
وفي (براءة): {عزيرٌ ابن الله} [30] نونها عاصم والكسائي.
وفي القرآن نيف وعشرون حرفًا من ذكر (ثمود) نونها الأعمش في كل القرآن. ولم ينونها حمزة وحفص عن عاصم في كل القرآن.
وأما القراء السبعة فيختلفون في خمسة مواضع سيجئ بيان ذلك في سورة (هود) إن شاء الله.
وفي القرآن نيف وثلاثون حرفًا في قوله: {فبأي آلاء ربكما تكذبان} نونها أبو دينار الأعرابي.
وفي (إبراهيم) {وءاتابكم من كل ما سألتموه} [34] نونها سلام أبو المنذر.
وفي (مريم) قرأ أبو نهيك: {كلا سيكفرون بعبادتهم} [82].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/240]
وفي (الكهف) قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {فله جزاء الحسنى} [88].
وفي (بني إسرائيل) {كل ذلك كان سيئه} [28] قرأ أهل الكوفة وأهل الشام بغير تنوين.
وفيها {فلا تقل لهما أف} [23] نونها نافع وحفص عن عاصم في ثلاث مواضع في القرآن.
وفي (طه) {طوى * وأنا اخترتك} [12] ومثله في (النازعات) [16] نونها أهل الكوفة وأهل الشام.
وفي (الأنبياء) {وضياء وذكرا للمتقين} [48] قرأ بغير تنوين يحيى بن يعمر.
وفي (قد أفلح) {رسلنا تترا} [44] نونها أبو عمرو وابن كثير.
وفي (الزمر) حرفان؛ {كاشفات ضره} [38] و{ممسكات رحمته} [38] نونها أبو عمرو.
ومثله في (المؤمن) {على كل قلب متكبر جبار} [35].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/241]
وفي (الأحزاب) قرأ ابن مسعود: {وكان عبدا لله وجيها} [69].
ومثله: {ترهبون به عدوا لله} [الأنفال: 60].
وفي (الصف): {كونوا أنصارًا لله} [14].
وفي (النمل): {من فزع يومئذ آمنون} [89].
وفيها أيضًا: {بشهاب قبس} [7] نونها أهل الكوفة.
وفيها: {وما أنت بهاد العمي} [81] نونها ونصبها ابن عامر، ولم ينونها عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير.
وفي (قد أفلح) {هيهات هيهات} [36] نونها أبو جعفر يزيد،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/242]
وفي (النازعات) قرأ أبو جعفر: {إنما أنت منذر من يخشاها} [45] بالتنوين.
وفي (الأنعام) أيضًا قرأ الحسن {فله عشر أمثالها} [160] وفي (سبأ) [15] و(النمل) [22] {لقد كان لسبأ} غير مصروفين في قراءة ابن كثير وأبي عمرو.
وفي سورة (الرحمن) حرفان أيضًا؛ قرأ عاصم الجحدري: {متكئين على رفرف خضر وعبقري حسان} [76] غير منونين، وقد روى التنوين عنه.
وفي سورة (هل أتى على الإنسان) ثلاثة أحرف {سلاسل} [4] لم ينونها ابن كثير، و{قوارير قوارير} [15] نونها بعضهم وترك التنوين بعضهم، وسنفسره إذا مررنا به إن شاء الله.
وفي (النور) قرأ ابن كثير: {سحاب ظلمات} [50] غير منون.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/243]
وفي (إبراهيم) قرأ عكرمة: {من قطرآن} [50] وقرأ أيضًا في (النحل {حينا تريحون وحينا تسرحون} [6] ولهما ثلاثة نظائر؛ في (الروم) {حينا تمسون وحينا تصبحون وعشيا وحينا تظهرون} [17].
وفي (المدثر) قرأ أنس بن مالك: {عليها تسعة عشر} [30] وفي (براءة) قرأ نافع: {قل أذن خير لكم} [61].
وفي (الحجر) قرأ ابن سيرين {هذا صراط علي مستقيم} [41] وقرأ أبو عمرو ونصر بن عاصم: {قل هو الله أحد الله الصمد} [1، 2] وقرأ يحيى بن يعمر وابن محيصن: {وهو الذي في السماء الله وفي الأرض الله} [الزخرف: 84].
وفيها قرأ أُبَيِّ: {أسوار من ذهب} [53] بغير هاء وبغير تنوين.
وفي (هود) قرأ الزهري: {وإن كلا لما ليوفينهم} [111].
وفي (لقمان) {وأسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنة} [20].
وفي (الكهف) قرأ حمزة والكسائي {ثلاثمائة سنين} مضافًا [25].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/244]
وفي (العنكبوت) قرأ نافع وعاصم في رواية ابي بكر وابن عامر وأبو زيد عن أبي عمرو: {إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم} [25] وروى الأعمش عن عاصم {مودة} بالرفع منونًا.
وفي (الفجر) قرأ الحسن: {بعاد إرم ذات} [7].
وفي (اقتربت الساعة) قرأ زهير الفرقبي: {إلا ءال لوط نجيناهم بسحر} [34] غير مصروف.
وفي (الأعراف) قرأ الحسن {بعذاب بئيس} [165] غير منون.
وفي (الصافات) قرأ حمزة {بزينة الكواكب} [6] وقرأ عاصم {بزينة} منونة أيضًا، ونصب يحيي {الكواكب} فأما قراءة الحسن في (ق) {ألقين في جهنم كل كفار عنيد} [24] فهي نون خفيفة وليست تنوينًا، وإنما ذكره لئلا يتوهم أحد أن الفعل ينون، وكذلك (من لدن) و(كأين) وإنما ذكرتهما لأبين علتهما في كتاب قد أفردته.
وفي (ص) قرأ أبو جعفر وشيبة ونافع {بخالصة ذكرى الدار} [46] مضافًا.
وفي (يوسف) قرأ ابن أبي إسحاق {إن كان قميصه قد من قبل ... ومن دبر} [26] مبنيين على الضم.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/245]
وفي (الأنبياء) قرأ ابن عباس: {ويحرم على قرية أهلكناها} [95].
وفي (النسا) قرأ الحسن: {إن يدعون من دونه إلا أنثى} [117].
وفي (هود) {من كل زوجين} [40] حفص عن عاصم، وكذلك في (المؤمنون) [27].
فذلك مائة حرف وخمسون حرفًا، وإنما لم أذكر عللها لأني قد تقصيت ذلك في كتاب أفردته لذلك، وقد وجدت حرفًا في سورة (الجن)، قرأ عكرمة: {وأنه تعالى جدا ربنا} [3] أي: حقًا، من قولهم: «إن عذابك الجد بالكفار ملحق»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/246]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:30 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة