العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير جزء الذاريات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 04:50 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي تفسير سورة الرحمن [ من الآية (14) إلى الآية (23) ]

{خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ (15) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آلاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23)}


روابط مهمة:
- القراءات
- توجيه القراءات
- الوقف والابتداء


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:22 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى من صلصال قال من طين له صلصله وكان يابسا ثم خلق الإنسان منه). [تفسير عبد الرزاق: 2/262-263]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {كالفخّار} [الرحمن: 14] : " كما يصنع الفخّار). [صحيح البخاري: 6/144]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ كالفخّار كما يصنع الفخّار وصله الفريابيّ من طريقه). [فتح الباري: 8/622]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال مجاهد كالفخار قال كما يصنع الفخار
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 14 الرّحمن {خلق الإنسان من صلصال كالفخار} قال كما يصنع الفخار). [تغليق التعليق: 4/330]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: كالفخّار. كما يصنع الفخار
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {خلق الإنسان من صلصال كالفخار} (الرّحمن: 14) قوله: (كما يصنع) على صيغة المجهول. أي: يصنع الخزف وهو الطين المطبوخ بالنّار، وليس المراد منه صانعه، فافهم، وهذا في بعض النّسخ متقدم على ما قبله، وفي بعضها متأخّر عنه). [عمدة القاري: 19/213]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) فيما وصله الفريابي ({كالفخار}) أي (كما يصنع الفخار) بضم الياء وفتح النون مبنيًّا للمفعول وذلك أنه أخذ تراب الأرض فعجنه فصار طينًا ثم انتقل فصار كالحمأ المسنون ثم يبس فصار صلصالًا كالفخار ولا يخالف هذا قوله تعالى: {خلقه من تراب} [آل عمران: 59] ونحوه). [إرشاد الساري: 7/368]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({صلصالٍ} [الرحمن: 14] : " طينٌ خلط برملٍ فصلصل كما يصلصل الفخّار، ويقال: منتنٌ، يريدون به: صلّ، يقال: صلصالٌ كما يقال: صرّ الباب عند الإغلاق وصرصر، مثل: كبكبته يعني كببته "). [صحيح البخاري: 6/144]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله صلصالٍ طينٌ خلط برملٍ فصلصل إلخ تقدّم في أوّل بدء الخلق وسقط لأبي ذرٍّ هنا). [فتح الباري: 8/623]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (صلصالٍ خلط برملٍ فصلصل كما يصلصل الفخّار ويقال منتنٌ يريدون به صلّ يقال صلصال كما يقال صرّ الباب عند الإغلاق وصرصر مثل كبكبته يعني كببته.
أشار به إلى قوله تعالى: {خلق الإنسان من صلصال كالفخار} ولم يثبت هذا في رواية أبي ذر. قوله: (خلق الإنسان) ، أي آدم. (من صلصال) أي: من طين يابس له صلصلة كالفخار. وفسره البخاريّ بقوله: خلط برمل الطين إذا خلط برمل ويبس صار قويا جدا بحيث أنه إذا ضرب خرج له صوت، وأشار إليه بقوله: (فصلصل كما يصلصل الفخار) أي: الخزف، وصلصل فعل ماض، ويصلصل مضارع، والمصدر صلصلة وصلصال. قوله: (ويقال منتن يريدون به صل) ، أشار به إلى أنه يقال: لحم منتن يريدون به أنه صل، يقال: صل اللّحم يصل بالكسر صلولاً أي: أنتن مطبوخا كان أو نيا. وأصل مثله. قوله: (يقال: صلصال كما يقال: صر الباب) ، أشار به إلى أن صلصل مضاعف صل كما يقال: صر الباب إذا صوت فيضاعف ويقال صرصر كما ضوعف كبيته فقيل كبكبته، وكما يقال في كبه كبكبه ومنه قوله تعالى: {فكبكبوا فيها} (الشّعراء: 94) أصله: كبوا يقال: كبه لوجهه أي: صرعه فأكب هو على وجهه، وهذا من النّوادر أن يقال: أفعلت أنا وفعل غيره). [عمدة القاري: 19/213]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({صلصال}) أي (طين خلط برمل فصلصل كما يصلصل الفخار) أي صوّت كما يصوت الخزف إذا جف وضرب لقوّته (ويقال منتن) بضم الميم وكسر التاء (يريدون به صل) اللحم يصل بالكسر صلولًا أنتن (يقال صلصال كما يقال صر الباب عند الإغلاق وصرصر) يريد أن صلصال مضاعف كصرصر (مثل كبكبته يعني كببته) ومنه {فكبكبوا فيها} [الشعراء: 94] أصله كبوا وفي هذا النوع وهو ما تكررت فاؤه وعينه خلاف فقيل وزنه فعفع كررت الفاء والعين ولا لام للكلمة قاله الفراء وغيره، وغلط لأن أقل الأصول ثلاثة فاء وعين ولام، وقيل وزنه فعفل، وقيل فعل بتشديد العين وأصله صلل، فلما اجتمع ثلاثة أمثال أبدل الثاني من جنس فاء الكلمة وهو مذهب كوفي وخص بعضهم هذا الخلاف بما إذا لم يختل المعنى بسقوط الثالث نحو لملم وكبكب فإنك تقول فيهما لم وكب فلو لم يصح المعنى بسقوطه كسمسم قال فلا خلاف في أصالة الجميع وقوله صلصال الخ سقط لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/369]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (صلّ) أي: صل اللحم إذا أنتن، ومثله أصل). [حاشية السندي على البخاري: 3/72]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (يقال: صلصال إلى آخره) أشار به إلى أن صلصل مضاعف صلّ كما يقال في صرصر الباب، وصرّ إذا صوت، وكما يقال: كبكبته وكببته ومنه قوله: فكبكبوا فيها، أي: كبوا). [حاشية السندي على البخاري: 3/72]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {من صلصالٍ كالفخّار} قال: هو الفخّار حين تضربه بيدك يصلّ). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 51]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار} يقول تعالى ذكره: خلق اللّه الإنسان وهو آدم من صلصالٍ: وهو الطّين اليابس الّذي لم يطبخ، فإنّه من يبسه له صلصلةٌ إذا حرّك ونقر كالفخّار؛ يعني أنّه من يبسه وإن لم يكن مطبوخًا، كالّذي قد طبخ بالنّار، فهو يصلصل كما يصلصل الفخّار، والفخّار: هو الّذي قد طبخ من الطّين بالنّار.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عبيد اللّه بن يوسف الجبيريّ قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ قال: حدّثنا مسلمٌ يعني الملائيّ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {من صلصالٍ كالفخّار} قال: هو من الطّين الّذي إذا مطرت السّماء فيبست الأرض كأنّه خزفٌ الرّقاقٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قال: خلق اللّه آدم من طينٍ لازبٍ، واللاّزب: اللّزج الطّيّب من بعد حمأٍ مسنونٍ منتنٍ قال: وإنّما كان حمأً مسنونًا بعد التّراب قال: فخلق منه آدم بيده قال: فمكث أربعين ليلةً جسدًا ملقًى، فكان إبليس يأتيه فيضربه برجله، فيصلصل فيصوّت قال: فهو قول اللّه تعالى: {كالفخّار} يقول: كالشّيء المنفرج الّذي ليس بمصمتٍ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن ويحيى بن سعيدٍ قالا: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: الصّلصال: التّراب المدقّق.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ قال: الصّلصال: التّراب المدقّق.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار}. يقول: الطّين اليابس.
- حدّثنا هنّادٌ قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، في قوله: {من صلصالٍ كالفخّار} قال: الصّلصال: طينٌ خلط برملٍ فكان كالفخّار.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {من صلصالٍ كالفخّار}. قال كما يصنع الفخّار.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة في قوله: {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار}. والصّلصال: التّراب اليابس الّذي يسمع له صلصلةٌ فهو كالفخّار، كما قال اللّه عزّ وجلّ.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {من صلصالٍ كالفخّار} قال: من طينٍ له صلصلةٌ كان يابسًا، ثمّ خلق الإنسان منه.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {من صلصالٍ كالفخّار} قال: يبس آدم في الطّين في الجنّة، حتّى صار كالصّلصال، وهو الفخّار، والحمأ المسنون: المنتن الرّيح.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار} قال: من ترابٍ يابسٍ له صلصلةٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا شبيبٌ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار} قال: ما عصر، فخرج من بين الأصابع،
ولو وجّه موجّهٌ قوله: صلصالٍ إلى أنّه فعلالٍ من قولهم صلّ اللّحم: إذا أنتن وتغيّرت ريحه، كما قيل من صرّ الباب صرصر، وكبكب من كبّ، كان وجهًا ومذهبًا). [جامع البيان: 22/191-194]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد من صلصال كالفخار يقول كما يصنع الفخار). [تفسير مجاهد: 2/640]

تفسير قوله تعالى: (وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: {من مارجٍ من نارٍ}، قال: الحمرة التي تكون في طرف النار). [الجامع في علوم القرآن: 1/19]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت قال رسول الله خلقت الملائكة من نور وخلق الجان من مارج من نار وخلق آدم من ما وصف لكم). [تفسير عبد الرزاق: 1/403] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن في قوله من مارج من نار قال من لهب النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/262]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (والمارج: اللّهب الأصفر والأخضر الّذي يعلو النّار إذا أوقدت "). [صحيح البخاري: 6/144]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله والمارج اللّهب الأصفر والأخضر الّذي يعلو النّار إذا أوقدت وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ بهذا الإسناد وسيأتي له تفسيرٌ آخر). [فتح الباري: 8/622]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والمارج اللّهب الأصفر والأخضر الّذي يعلو النّار إذا أوقدت
أشار به إلى قوله تعالى: {وخلق الجان من مارج من نار} (الرحمان: 15) وفسّر المارج بالّذي ذكره، وكذا رواه ابن أبي حاتم بسنده عن مجاهد وهو من: مرج القوم إذا اختلط، وعن ابن عبّاس: هو لسان النّار الّذي يكون في طرفها إذا التهب، وقيل: من مارج من لهب صاف خالص لا دخان فيه، والجان أبو الجنّ، وعن الضّحّاك: هو إبليس، وعن أبي عبيدة: الجان واحد الجنّ). [عمدة القاري: 19/212]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (والمارج) في قوله تعالى: {وخلق الجان من مارج من نار} [الرحمن: 15] هو (اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت) وزاد غيره والأحمر وهذا مشاهد في النار ترى الألوان الثلاثة مختلطًا بعضها ببعض والجان اسم جنس كالإنسان أو أبو الجن إبليس وسقط واو المارج لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/368]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {مارجٌ} [الرحمن: 15] : " خالصٌ من النّار، يقال: مرج الأمير رعيّته إذا خلّاهم يعدو بعضهم على بعضٍ، ويقال: مرج أمر النّاس " {مريجٍ} [ق: 5] : «ملتبسٌ»). [صحيح البخاري: 6/145]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال غيره مارجٍ خالصٍ من النّار يقال مرج الأمير رعيّته إذا خلّاهم يعدو بعضهم على بعضٍ إلخ سقط قوله مريجٍ مختلطٍ من رواية أبي ذرٍّ). [فتح الباري: 8/623]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره مارجٌ خالصٌ من النّار يقال مرج الأمير رعيته إذا خلاّهم يعدوا بعضهم على بعضٍ مرج أمر النّاس مريجٍ ملتبسٌ مرج اختلط البحران من مرجت دابتك تركتها.
أي: قال غير ابن عبّاس في قوله تعالى: {وخلق الجان من مارج من نار} (الرّحمن: 15) وهذا مكرر لأنّه ذكر عن قريب، وهو قوله: والمارج اللهب الأصفر، ومضى الكلام فيه مستوفي. قوله: (قال مرج الأمير رعيته) ، إشارة إلى أن لفظ: مرج يستعمل لمعان، فمن ذلك قولهم: مرج الأمير، وهو بفتح الرّاء رعيته إذا خلاهم يعني إذا تركهم يعدو أي: يظلم بعضهم بعضًا. ومن ذلك: مرج أمر النّاس هذا بكسر الرّاء، ومعناه اختلط واضطرب، قال أبو داود مرج أمر الدّين فاعددت له. أي: قد أمر الدّين ومن هذه الباب مريج في قوله تعالى: {في أمر مريج} (ق: 5) أي: ملتبس، وهذا في رواية أبي ذر وحده أعني قوله مريج ملتبس). [عمدة القاري: 19/215]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره): غير ابن عباس ({مارج}) أي (خالص من النار) من غير دخان. قال في الأنوار في قوله: من مارج من صاف من دخان من نار بيان لمارج (يقال مرج الأمير رعيته إذا خلاهم) بتشديد اللاّم أي تركهم (يعدو) بالعين المهملة (بعضهم على بعض) أي يظلم بعضهم بعضًا ومنه (مرج أمر الناس اختلط) واضطرب، ولأبي ذر: ويقال مرج أمر الناس ومرج بفتح الراء في الفرع وضبطها العيني بالكسر.
({مريج}) من قوله: {في أمر مريج} [ق: 5] أي (ملتبس) وسقطت هذه لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/370-371]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ} يقول تعالى ذكره: وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ، وهو ما اختلط بعضه ببعضٍ، من بين أحمر وأصفر وأخضر، من قولهم: مرج أمر القوم: إذا اختلط، ومن قول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم لعبد اللّه بن عمرٍو: كيف بك إذا كنت في حثالةٍ من النّاس قد مرجت عهودهم وأماناتهم وذلك هو لهب النّار ولسانه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عبد اللّه بن يوسف الجبيريّ أبو حفصٍ قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ قال: حدّثنا مسلمٌ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {من مارجٍ من نارٍ} قال: من أوسطها وأحسنها.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ} يقول: خلقه من لهب النّار من أحسن النّار.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {من مارجٍ من نارٍ} يقول: خالص النّار.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قال: خلقت الجنّ الّذين ذكروا في القرآن {من مارجٍ من نارٍ}. وهو لسان النّار الّذي يكون في طرفها إذا ألهبت.
- حدّثنا هنّادٌ قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، في قوله: {من مارجٍ من نارٍ} قال: من حيث تلتهب النّار.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو بحرٍ البكراويّ، حدّثنا يعقوب بن قيسٍ المكّيّ، عن عكرمة: {من مارجٍ من نارٍ}. قال: من أحسن النّار.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {من مارجٍ من نارٍ} قال: اللّهب الأصفر والأخضر الّذي يعلو النّار إذا أوقدت.
- وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ مثله، إلاّ أنّه قال: والأحمر.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، {وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ} قال: هو اللّهب المنقطع الأحمر.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الضّحّاك، في قوله: {وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ} قال: من أحسن النّار.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {من مارجٍ من نارٍ} قال: من لهب النّار.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ}. أي: من لهب النّار.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن، في قوله: {من مارجٍ من نارٍ}. قال: من لهب النّار.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ}. قال: المارج: اللّهب.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة {وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ}. قال: من لهبٍ من نارٍ). [جامع البيان: 22/194-197]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال المارج اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت). [تفسير مجاهد: 2/640]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، ثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن عبد اللّه، عن ابن مسعودٍ رضي اللّه عنه، قال: «السّموم الّتي خلق اللّه منها الجانّ جزءٌ من سبعين جزءًا من نار جهنّم» صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/516]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 14 - 18.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وخلق الجان من مارج من نار} قال: من لهب النار.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة مثله). [الدر المنثور: 14/110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {من مارج من نار} قال: من لهبها من وسطها). [الدر المنثور: 14/110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس {من مارج} قال: خالص النار). [الدر المنثور: 14/110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {من مارج} قال: من شهب النار). [الدر المنثور: 14/110]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {من مارج} قال: اللهب الأصفر والأخضر الذي يعلو النار إذا أوقدت). [الدر المنثور: 14/110-111]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {من مارج} قال: الخضرة التي تقطع من النار السواد الذي يكون بين النار وبين الدخان). [الدر المنثور: 14/111]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق وأحمد، وعبد بن حميد ومسلم، وابن المنذر، وابن مردويه والبيهقي في الأسماء والصفات عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلقت الملائكة من نور وخلق الجن من مارج من نار وخلق آدم كما وصف لكم). [الدر المنثور: 14/111]

تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}. يقول تعالى ذكره فبأيّ نعمة ربّكما معشر الثّقلين من هذه النّعم تكذّبان؟). [جامع البيان: 22/197]

تفسير قوله تعالى: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال القرظي في قول الله: {رب المشرقين ورب المغربين}، مغرب الشتاء، ومغرب الصيف، ومشرق الشتاء، ومشرق الصيف). [الجامع في علوم القرآن: 2/55]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني اللّيث بن سعد عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي في قول الله: {رب المشرقين ورب المغربين}، قال: مشرق الشتاء ومغرب الشتاء، ومشرق الصيف ومغرب الصيف). [الجامع في علوم القرآن: 2/118]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال بعضهم: عن مجاهدٍ، {ربّ المشرقين} [الرحمن: 17] : " للشّمس: في الشّتاء مشرقٌ، ومشرقٌ في الصّيف "، {وربّ المغربين} [الرحمن: 17] : «مغربها في الشّتاء والصّيف»). [صحيح البخاري: 6/144]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بعضهم عن مجاهدٍ رب المشرقين الخ وصله الفريابيّ أيضا وأخرج بن المنذر من طريق عليّ بن أبي طلحة وسعيد بن منصورٍ من طريق أبي ظبيان كلاهما عن بن عبّاسٍ قال للشّمس مطلعٌ في الشّتاء ومغربٌ ومطلعٌ في الصّيف ومغربٌ وأخرج عبد الرّزّاق من طريق عكرمة مثله وزاد قوله وربّ المشارق والمغارب لها في كلّ يومٍ مشرقٌ ومغربٌ ولابن أبي حاتمٍ من وجهٍ آخر عن بن عبّاسٍ قال المشرقين مشرق الفجر ومشرق الشّفق والمغربين مغرب الشّمس ومغرب الشّفق). [فتح الباري: 8/622]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وفي قوله 15 الرّحمن {من مارج من نار} قال من اللهب الأصفر والأخضر الّذي يعلو النّار إذا أوقدت
قوله فيه
وقال بعضهم عن مجاهد رب المشرقين للشمس في الشتاء مشرق ومشرق في الصّيف ورب المغربين مغربها في الشتاء والصيف لا يبغيان لا يختلطان المنشأة ما رفع قلعه من السفن فأما مالم يرفع قلعه فليس بمنشآة
قال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 17 الرّحمن رب المشرقين ورب المغربين قال لها مشرق في الشتاء ومغربه ومشرق في الصّيف ومغربه
وبه في قوله الرّحمن بينهما برزخ لا يبغيان قال لا يختلطان). [تغليق التعليق: 4/329-330]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال بعضهم قال مجاهد ربّ المشرقين للشّمس في الشتّاء مشرقٌ ومشرقٌ في الصّيف وربّ المغربين مغربها في الشّتاء والصّيف.
أشار به إلى قوله تعالى: {رب المشرقين ورب المغربين} (الرحمان: 17) وفسره بما ذكره، ورواه ابن المنذر عن عليّ بن المبارك حدثنا زيد أخبرنا ابن ثور عن ابن جريج عن مجاهد). [عمدة القاري: 19/212]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال بعضهم عن مجاهد) فيما وصله الفريابي في قوله تعالى: ({رب المشرقين} للشمس في الشتاء مشرق ومشرق في الصيف: {ورب المغربين}) [الرحمن: 17] (مغربها في الشتاء و) مغربها في (الصيف) وقيل مشرقًا الشمس والقمر ومغرباهما وذكر غاية ارتفاعهما وغاية انحطاطهما إشارة إلى أن الطرفين يتناولان ما بينهما كلقولك في وصف ملك عظيم له المشرق والمغرب فيفهم منه أن له ما بينهما ويؤيده قوله تعالى: {رب المشارق والمغارب} [المعارج: 40] ). [إرشاد الساري: 7/368]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ربّ المشرقين وربّ المغربين (17) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (18) مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخٌ لا يبغيان (20) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ذلكم أيّها الثّقلان {ربّ المشرقين} يعني بالمشرقين: مشرق الشّمس في الشّتاء، ومشرقها في الصّيف.
وقوله: {وربّ المغربين}. يعني: وربّ مغرب الشّمس في الشّتاء، ومغربها في الصّيف.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب القمّيّ، عن جعفرٍ، عن ابن أبزى، قوله: {ربّ المشرقين وربّ المغربين}. قال: مشارق الصّيف ومغارب الصّيف، مشرقان تجري فيهما الشّمس ستّين وثلاثمائةٍ يومٍ في ستّين وثلاث مئة برجٍ، لكلّ برجٍ مطلعٌ، لا تطلع يومين من مكانٍ واحدٍ وفي المغرب ستّون وثلاثمئة برجٍ، لكلّ برجٍ مغيبٌ، لا تغيب يومين في برجٍ واحدٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ربّ المشرقين وربّ المغربين} قال: مشرق الشّتاء ومغربه، ومشرق الصّيف ومغربه.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ربّ المشرقين وربّ المغربين} فمشرقها في الشّتاء، ومشرقها في الصّيف، ومغربها في الشّتاء، ومغربها في الصّيف.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، قوله: {ربّ المشرقين وربّ المغربين} قال: مشرق الشّتاء ومغربه، ومشرق الصّيف ومغربه.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ربّ المشرقين وربّ المغربين} قال: أقصر مشرقٍ في السّنة، وأطول مشرقٍ في السّنة؛ وأقصر مغربٍ في السّنة، وأطول مغربٍ في السّنة). [جامع البيان: 22/197-199]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد رب المشرقين قال مشرق الشمس في الشتاء ومشرقها في الصيف ورب المغربين قال مغرب الشمس في الشتاء ومغربها في الصيف). [تفسير مجاهد: 2/641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {رب المشرقين} الآية
وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {رب المشرقين ورب المغربين} قال: للشمس مطلع في الشتاء ومغرب في الشتاء ومطلع في الصيف ومغرب في الصيف غير مطلعها في الشتاء وغير مغربها في الشتاء). [الدر المنثور: 14/111]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد {رب المشرقين ورب المغربين} قال: مشرق الشتاء ومغربه ومشرق الصيف ومغربه.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة وعكرمة مثله). [الدر المنثور: 14/111-112]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {رب المشرقين} قال: مشرق النجم ومشرق الشفق {ورب المغربين} قال: مغرب الشمس ومغرب الشفق). [الدر المنثور: 14/112]

تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} يقول: فبأيّ نعم ربّكما معشر الجنّ والإنس من هذه النّعم الّتي أنعم بها عليكم من تسخيره الشّمس لكم في هذين المشرقين والمغربين تجري لكما دائبةً بمنافعكما، ومصالح دنياكما ومعايشكما تكذّبان). [جامع البيان: 22/199]

تفسير قوله تعالى: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى مرج البحرين يلتقيان قالا بحر فارس وبحر الروم والبرزخ الأرض التي بينها لا يبغيان يقولان لا يطمان على الناس). [تفسير عبد الرزاق: 2/263]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مرج البحرين} [الرحمن: 19] : «اختلط البحران من مرجت دابّتك تركتها»). [صحيح البخاري: 6/145]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقوله مرج اختلط في رواية غير أبي ذرٍّ مرج البحرين اختلط البحران وقد تقدّم جميع ذلك في صفة النّار من بدء الخلق). [فتح الباري: 8/623]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله: (مرج البحرين) ، اختلط البحران هذا في رواية غير أبي ذر. قوله: (من مرجت دابتك) ، بفتح الرّاء ومعناه تركتها ترعى وكان ينبغي أن يذكر هذا عقيب قوله: مرج الأمير رعيته إذا خلاهم يعدو بعضهم على بعضهم، لأنّه في معناه: ولكن في هذا الموضع تقديم وتأخير بحيث يقع الالتباس في التّركيب والمعنى أيضا. والظّاهر أن النساخ خلطوا مفتوح الرّاء بمكسور الرّاء). [عمدة القاري: 19/215]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مرج}) أي (اختلط) {البحران} ولأبي ذر البحرين بالياء بدل ألف الرفع (من مرجت دابتك) إذا (تركتها) ترعى، وسقط لأبي ذر من). [إرشاد الساري: 7/371]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): ([ثنا يزيد بن موهبٍ قال: ثنا يحيى بن يمانٍ قال:] ثنا أشعث عن جعفرٍ عن سعيدٍ في قوله عزّ وجلّ: {مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخٌ لا يبغيان} قال: بحر السّماء وبحر الأرض). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 35]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عزّ وجلّ: {مرج البحرين يلتقيان} قال: أمضاهما). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 61]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {مرج البحرين يلتقيان} قال: مرج البحرين أحدهما على الآخر، فلا يتغيّران ولا يختلطان). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 112]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {مرج البحرين يلتقيان}. يقول تعالى ذكره: مرج ربّ المشرقين وربّ المغربين البحرين يلتقيان، يعني بقوله: {مرج}.: أرسل وخلّى، من قولهم: مرج فلانٌ دابّته: إذا خلاّها وتركها.
- كما حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {مرج البحرين}. يقول: أرسل.
واختلف أهل العلم في البحرين اللّذين ذكرهما اللّه جلّ ثناؤه في هذه الآية، أيّ البحرين هما؟ فقال بعضهم: هما بحران: أحدهما في السّماء، والآخر في الأرض.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن ابن أبزى، {مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخٌ لا يبغيان}. قال: بحرٌ في السّماء، وبحرٌ في الأرض.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قوله: {مرج البحرين يلتقيان} قال: بحرٌ في السّماء، وبحرٌ في الأرض.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {مرج البحرين يلتقيان} قال: بحرٌ في السّماء والأرض يلتقيان كلّ عامٍ.
وقال آخرون: عنى بذلك بحر فارس وبحر الرّوم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن زيادٍ، مولى مصعبٍ، عن الحسن، {مرج البحرين يلتقيان} قال: بحر الرّوم، وبحر فارس واليمن.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {مرج البحرين يلتقيان} فالبحران: بحر فارس، وبحر الرّوم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {مرج البحرين يلتقيان} قال: بحر فارس وبحر الرّوم.
وأولى الأقوال في ذلك عندي بالصّواب قول من قال: عني به بحر السّماء، وبحر الأرض، وذلك أنّ اللّه قال {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان} واللّؤلؤ والمرجان إنّما يخرج من أصداف بحر الأرض عن قطر ماء السّماء، فمعلومٌ أنّ ذلك بحر الأرض وبحر السّماء). [جامع البيان: 22/199-201]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 19 - 23.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {مرج البحرين} قال: أرسل البحرين {بينهما برزخ} قال: حاجز {لا يبغيان} قال: لا يختلطان). [الدر المنثور: 14/112]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد {مرج البحرين يلتقيان} قال: مرجهما استواؤهما {بينهما برزخ} قال: حاجز من الله {لا يبغيان} قال: لا يختلطان وفي لفظ لا يبغي أحدهما على الآخر لا العذب على المالح ولا المالح على العذب). [الدر المنثور: 14/112]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة {مرج البحرين يلتقيان} قال: حسنهما {بينهما برزخ لا يبغيان} قال: البرزخ عزمة من الله لا يبغي أحدهما على الآخر). [الدر المنثور: 14/113]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن الحسن {مرج البحرين} قال: بحر فارس وبحر الروم). [الدر المنثور: 14/113]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {مرج البحرين يلتقيان} قال: بحر فارس وبحر الروم وبحر المشرق وبحر المغرب). [الدر المنثور: 14/113]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس {مرج البحرين} قال: بحر السماء وبحر الأرض {يلتقيان} كل عام). [الدر المنثور: 14/113]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن سعيد بن جبير {مرج البحرين يلتقيان} قال: بحر السماء وبحر الأرض). [الدر المنثور: 14/113]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {مرج البحرين يلتقيان} قال علي وفاطمة {بينهما برزخ لا يبغيان} قال: النّبيّ صلى الله عليه وسلم {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} قال: الحسن والحسين). [الدر المنثور: 14/116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله {مرج البحرين يلتقيان} قال: علي وفاطمة {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} قال: الحسن والحسين). [الدر المنثور: 14/117]

تفسير قوله تعالى: (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({لا يبغيان} [الرحمن: 20] : «لا يختلطان»). [صحيح البخاري: 6/144]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله لا يبغيان لا يختلطان وصله الفريابيّ من طريق مجاهدٍ وأخرج بن أبي حاتمٍ من طريق سعيد بن جبيرٍ عن بن عبّاسٍ قال بينهما من البعد ما لا يبغي كلّ واحدٍ منهما على صاحبه وتقدير قوله على هذا يلتقيان أي أن يلتقيا وحذف أن سائغٌ وهو كقوله ومن آياته يريكم البرق وهذا يقوّي قول من قال إنّ المراد بالبحرين بحر فارس وبحر الرّوم لأنّ مسافة ما بينهما ممتدّةٌ والحلو وهو بحر النّيل أو الفرات مثلًا يصبّ في الملح فكيف يسوغ نفي اختلاطهما أو يقال بينهما بعدٌ لكنّ قوله تعالى وهو الّذي مرج البحرين هذا عذبٌ فراتٌ سائغٌ شرابه وهذا ملحٌ أجاج يردّ على هذا فلعلّ المراد بالبحرين في الموضعين مختلف ويؤيّده قول بن عبّاسٍ هنا قوله تعالى في هذا الموضع يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان فإنّ اللّؤلؤ يخرج من بحر فارس والمرجان يخرج من بحر الرّوم وأمّا النّيل فلا يخرج منه لا هذا ولا هذا وأجاب من قال المراد من الآيتين متّحدٌ والبحران هنا العذب والملح بأنّ معنى قوله منهما أي من أحدهما كما في قوله تعالى على رجلٍ من القريتين وحذف المضاف سائغٌ وقيل بل قوله منهما على حاله والمعنى أنّهما يخرجان من الملح في الموضع الّذي يصل إليه العذب وهو معلومٌ عند الغوّاصين فكأنّهما لمّا التقيا وصارا كالشّيء الواحد قيل يخرج منهما وقد اختلف في المراد بالمرجان فقيل هو المعروف بين النّاس الآن وقيل اللّؤلؤ كبار الجوهر والمرجان صغاره وقيل بالعكس وعلى هذا يكون المراد بحر فارس فإنّه هو الّذي يخرج منه اللّؤلؤ والصّدف يأوي إلى المكان الّذي ينصبّ فيه الماء العذب كما تقدّم واللّه أعلم). [فتح الباري: 8/622]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لا يبغيان: لا يختلطان
أشار به إلى قوله تعالى: {مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان} (الرّحمن: 19، 20) أي: لا يختلطان ولا يتغيران ولا يبغي أحدهما. على صاحبه. وعن قتادة: لا يطغيان على النّاس بالغرق، والمراد بالبحرين بحر الرّوم وبحر الهند، كذا روي عن الحسن. قال: وأنتم الحاجز بينهما، وعن قتادة: بحر فارس والروم بينهما برزخ وهو الجزائر، وعن مجاهد والضّحّاك: يعني بحر السّماء وبحر الأرض يلتقيان كل عام، وأخرج ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن جبير عن ابن عبّاس، رضي الله تعالى عنهما. قال: بينهما من البعد ما لا يبغي أحدهما على صاحبه، وتقدير. قوله: يلتقيان. على هذا أن يلتقيا فحذف: أن وهو شائع في كلام العرب. ومنه قوله تعالى: {ومن آياته يريكم البرق} (الرّوم: 24) أي: أن يريكم البرق، وهذا يؤيّد قول من قال: إن المراد بالبحرين بحر فارس وبحر الرّوم، لأن مسافة ما بينهما ممتدة). [عمدة القاري: 19/212-213]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لا يبغيان}) في قوله: {مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخٌ لا يبغيان} [الرحمن: 19، 20] أي (لا يختلطان) قاله مجاهد فيما وصله الفريابي والبحران قال ابن عباس بحر السماء وبحر الأرض قال سعيد بن جبير يلتقيان في كل عام وقال قتادة بحر فارس والروم أو البحر المالح والأنهار العذبة أو بحر المشرق والمغرب والبرزخ الحاجز قال بعضهم الحاجز هو القدرة الإلهية). [إرشاد الساري: 7/368]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: {برزخٌ} [الرحمن: 20] : " حاجزٌ). [صحيح البخاري: 6/145]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاسٍ برزخٌ حاجزٌ الأنام الخلق نضّاختان فيّاضتان تقدّم كلّه في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/623]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 20 الرّحمن {برزخ} قال حاجز). [تغليق التعليق: 4/333]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ: برزخٌ: حاجزٌ
أي: قال ابن عبّاس في قوله تعالى: {مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخ لا يبغيان} (الرّحمن: 19، 20) أي: حاجز بينهما. وقيل: حائل لا يتعدّى أحدهما على الآخر من قدرة الله وحكمته البالغة). [عمدة القاري: 19/215]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس): في قوله تعالى: ({برزخ}) أي (حاجز) من قدرة الله). [إرشاد الساري: 7/370]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {بينهما برزخٌ لا يبغيان} قال: مدّة ما بين الدّنيا والآخرة). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 113]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {بينهما برزخٌ لا يبغيان}. يقول تعالى ذكره: بينهما حاجزٌ وبعدٌ، لا يفسد أحدهما صاحبه فيبغي بذلك عليه، وكلّ شيءٍ كان بين شيئين فهو برزخٌ عند العرب، وما بين الدّنيا والآخرة برزخٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن ابن أبزى، {بينهما برزخٌ لا يبغيان}. يقول: بينهما بعدٌ، {لا يبغيان}. لا يبغي أحدهما على صاحبه.
- قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا فطرٌ، عن مجاهدٍ، قوله: {بينهما برزخٌ لا يبغيان} قال: بينهما حاجزٌ من اللّه، لا يبغي أحدهما على الآخر.
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {بينهما برزخٌ لا يبغيان} يقول: حاجزٌ.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {بينهما برزخٌ لا يبغيان} والبرزخ: هذه الجزيرة، هذا اليبس.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة قال: البرزخ الّذي بينهما: الأرض الّتي بينهما.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة، {بينهما برزخٌ لا يبغيان} قال: حجز المالح عن العذب، والعذب عن المالح، والماء عن اليبس، واليبس عن الماء، فلا يبغي بعضه على بعضٍ بقوّته ولطفه وقدرته.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخٌ لا يبغيان} قال: منعهما أن يلتقيا بالبرزخ الّذي جعل بينهما من الأرض قال: والبرزخ بعد الأرض الّذي جعل بينهما.
واختلف أهل التّأويل في معنى قوله: {لا يبغيان} فقال بعضهم: معنى ذلك: لا يبغي أحدهما على صاحبه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يعقوب، عن جعفرٍ، عن ابن أبزى {لا يبغيان}: لا يبغي أحدهما على صاحبه.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا فطرٌ، عن مجاهدٍ مثله.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن مروان قال: حدّثنا أبو العوّام، عن قتادة مثله.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنّهما لا يختلطان.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لا يبغيان} قال: لا يختلطان.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا يبغيان على النّاس.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لا يبغيان} على النّاس، وما أخذ أحدهما من صاحبه فهو بغيٌ، فحجز أحدهما عن صاحبه بقدرته ولطفه وجلاله تبارك وتعالى.
وقال آخرون: بل معناه: لا يبغيان أن يلتقيا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {لا يبغيان} قال: لا يبغي أحدهما أن يلقى صاحبه.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه وصف البحرين اللّذين ذكرهما في هذه الآية أنّهما لا يبغيان، ولم يخصّص وصفهما في شيءٍ دون شيءٍ، بل عمّ الخبر عنهما بذلك، فالصّواب أن يعمّ كما عمّ جلّ ثناؤه، فيقال: إنّهما لا يبغيان على شيءٍ، ولا يبغي أحدهما على صاحبه، ولا يتجاوزان حدّ اللّه الّذي حدّه لهما). [جامع البيان: 22/201-204]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لا يبغيان لا يختلطان). [تفسير مجاهد: 2/641]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {بينهما برزخ لا يبغيان} قال: بينهما من البعد ما لا يبغي كل واحد منهما على صاحبه). [الدر المنثور: 14/113]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن الحسن {بينهما برزخ} قال: أنتم البرزخ {لا يبغيان} عليكم فيغرقانكم). [الدر المنثور: 14/113]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة {بينهما برزخ لا يبغيان} قال: برزخ الجزيرة واليبس {لا يبغيان} على اليبس ولا يبغي أحدهما على صاحبه وما أخذ أحدهما من صاحبه فهو بغي يحجز أحدهما عن صاحبه بلطفه وقدرته وجلاله). [الدر المنثور: 14/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن الحسن وقتادة {لا يبغيان} قال: لا يطغيان على الناس). [الدر المنثور: 14/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن ابن أبزي {بينهما برزخ} قال: البعد). [الدر المنثور: 14/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير {بينهما برزخ} قال: بئر ههنا عذب وبئر ههنا مالح). [الدر المنثور: 14/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {مرج البحرين يلتقيان} قال علي وفاطمة {بينهما برزخ لا يبغيان} قال: النّبيّ صلى الله عليه وسلم {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} قال: الحسن والحسين). [الدر المنثور: 14/116] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} يقول تعالى ذكره: فبأيّ نعم اللّه ربّكما معشر الجنّ والإنس تكذّبان من هذه النعم الّتي أنعم عليكم من مرجه البحرين، حتّى جعل لكم بذلك حليةً تلبسونها كذلك). [جامع البيان: 22/204]

تفسير قوله تعالى: (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان قال اللؤلؤ الكبار من اللؤلؤ والمرجان الصغار منه). [تفسير عبد الرزاق: 2/263]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا إسرائيل عن موسى بن أبي عائشة قال سألت مرة الهمداني عن قوله تعالى اللؤلؤ والمرجان قال المرجان جيد اللؤلؤ). [تفسير عبد الرزاق: 2/263]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن السدي عن أبي مالك عن مسروق عن عبد الله بن مسعود قال المرجان الخرز الأحمر). [تفسير عبد الرزاق: 2/263]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان (22) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (23) وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام (24) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره: يخرج من هذين البحرين اللّذين مرجهما اللّه، وجعل بينهما برزخًا اللّؤلؤ والمرجان.
واختلف أهل التّأويل في صفة اللّؤلؤ والمرجان، فقال بعضهم: اللّؤلؤ: ما عظم من الدّرّ، والمرجان: ما صغر منهما.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن عبد الله بن نجيٍّ، عن عليٍّ، قال: {اللّؤلؤ}: العظام.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، {اللّؤلؤ والمرجان} قال: اللّؤلؤ: العظام.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان} أمّا اللّؤلؤ فعظامه، وأمّا المرجان فصغاره، وإنّ للّه فيهما خزانةً دلّ عليها عامّة بني آدم، فأخرجوا متاعًا ومنفعةً وزينةً، وبلغةً إلى أجلٍ.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان}. قال: اللّؤلؤ الكبار من اللّؤلؤ، والمرجان: الصّغار منه.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {اللّؤلؤ والمرجان} أمّا المرجان: فاللّؤلؤ الصّغار، وأمّا اللّؤلؤ: فما عظم منه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان} قال: اللّؤلؤ: ما عظم منه، والمرجان: اللّؤلؤ الصّغار.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ: المرجان: هو اللّؤلؤ الصّغار.
- حدّثنا عمرو بن سعيد بن يسارٍ القرشيّ قال: حدّثنا أبو قتيبة قال: حدّثنا عبد اللّه بن ميسرة الحرّانيّ قال: ثني شيخٌ بمكّة من أهل الشّأم، أنّه سمع كعب الأحبار يسأل عن المرجان، فقال: هو البسّذ.
قال أبو جعفرٍ: البسّذ له شعبٌ ثلاثٌ، وهو أجنسٌ من اللّؤلؤ.
وقال آخرون: المرجان من اللّؤلؤ: الكبار، واللّؤلؤ منها: الصّغار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن موسى بن أبي عائشة، أو قيس بن وهبٍ، عن مرّة قال: المرجان: اللّؤلؤ العظام.
- حدّثني محمّد بن سنانٍ القزّاز قال: حدّثنا الحسين بن الحسن الأشقر قال: حدّثنا زهيرٌ، عن جابرٍ، عن عبد اللّه بن نجيٍّ، عن عليٍّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: المرجان: عظيم اللّؤلؤ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: المرجان قال: ما عظم من اللّؤلؤ.
وقال آخرون: المرجان: جيّد اللّؤلؤ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا شريكٌ، عن موسى بن أبي عائشة قال: سألت مرّة عن اللّؤلؤ والمرجان، قال: المرجان: جيّد اللّؤلؤ.
وقال آخرون: المرجان: حجرٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن عمرو بن ميمونٍ الأوديّ، عن ابن مسعودٍ، {اللّؤلؤ والمرجان} قال: المرجان حجرٌ.
والصّواب من القول في اللّؤلؤ، أنّه هو الّذي عرفه النّاس ممّا يخرج من أصداف البحر من الحبّ؛ وأمّا المرجان، فإنّي رأيت أهل المعرفة بكلام العرب لا يدافعون أنّه جمع مرجانةٍ، وأنّه الصّغار من اللّؤلؤ، قد ذكرنا ما فيه من الاختلاف بين متقدّمي أهل العلم، واللّه أعلم بصواب ذلك.
وقد زعم بعض أهل العربيّة أنّ اللّؤلؤ والمرجان يخرج من أحد البحرين، ولكن قيل: يخرج منهما، كما يقال أكلت: خبزًا ولبنًا، وكما قيل:
ورأيت زوجك في الوغى متقلّدًا سيفًا ورمحا.
وليس ذلك كما ذهب إليه، بل ذلك كما وصفت من قبل من أنّ ذلك يخرج من أصداف البحر، عن قطر السّماء، فلذلك قيل: {يخرج منهما اللّؤلؤ} يعني به البحرين.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن عبد اللّه الرّازيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: إنّ السّماء إذا أمطرت، فتحت الأصداف أفواهها، فمنها اللّؤلؤ.
- حدّثني محمّد بن إسماعيل الأحمسيّ قال: حدّثنا أبو يحيى الحمّانيّ قال: حدّثنا الأعمش، عن عبد اللّه بن عبد اللّه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: إذا نزل القطر من السّماء تفتّحت الأصداف فكان لؤلؤًا.
- حدّثني عبد اللّه بن محمّد بن عمرٍو الغزّيّ قال: حدّثنا الفريابيّ قال: ذكر سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن عبد اللّه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: إنّ السّماء إذا أمطرت تفتّحت لها الأصداف، فما وقع فيها من مطرٍ فهو لؤلؤٌ.
- حدّثنا محمّد بن إسماعيل الفزاريّ قال: أخبرنا محمّد بن سوّارٍ قال: حدّثنا محمّد بن سليمان الكوخيّ ابن أخي عبد الرّحمن بن الأصبهانيّ، عن عبد الرّحمن الأصبهانيّ، عن عكرمة قال: ما نزلت قطرةٌ من السّماء في البحر إلاّ كانت بها لؤلؤةٌ أو نبتت بها عنبرةٌ، فيما يحسب الطّبريّ.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان} فقرأته عامّة قرأة المدينة والبصرة: (يخرج) على وجه ما لم يسمّ فاعله، وقرأ ذلك عامّة قرأة الكوفة وبعض المكّيّين بفتح الياء.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ، لتقارب معنييهما). [جامع البيان: 22/204-209]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا إسرائيل عن جابر الجعفي عن عبد الله بن يحيى عن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال اللؤلؤ الصغار منه والمرجان العظام). [تفسير مجاهد: 2/641]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان} [الرحمن: 22].
- عن ابن مسعودٍ قال: المرجان: الخرز الأحمر.
رواه الطّبرانيّ عن شيخه عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/118]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يخرج منهما اللؤلؤ} قال: إذا أمطرت السماء فتحت الأصداف في البحر أفواهها فما وقع فيها من قطر السماء فهو اللؤلؤ). [الدر المنثور: 14/114]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير قال: إذا قطر القطر من السماء فتحت له الأصداف فكان اللؤلؤ). [الدر المنثور: 14/115]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وهناد بن السري، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال: المرجان عظام اللؤلؤ). [الدر المنثور: 14/115]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن علي بن أبي طالب قال: المرجان عظام اللؤلؤ). [الدر المنثور: 14/115]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد قال: المرجان ما عظم من اللؤلؤ). [الدر المنثور: 14/115]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مرة قال: المرجان جيد اللؤلؤ). [الدر المنثور: 14/115]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال: اللؤلؤ ما عظم منه والمرجان اللؤلؤ الصغار). [الدر المنثور: 14/115-116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة قال: اللؤلؤ عظام اللؤلؤ والمرجان صغار اللؤلؤ). [الدر المنثور: 14/116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في الوقف والابتداء عن مجاهد في قوله {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} قال: اللؤلؤ عظام اللؤلؤ والمرجان اللؤلؤ الصغار). [الدر المنثور: 14/116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الحسن والضحاك قال: اللؤلؤ العظام والمرجان الصغار). [الدر المنثور: 14/116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود قال: المرجان الخرز الأحمر). [الدر المنثور: 14/116]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله {مرج البحرين يلتقيان} قال علي وفاطمة {بينهما برزخ لا يبغيان} قال: النّبيّ صلى الله عليه وسلم {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} قال: الحسن والحسين). [الدر المنثور: 14/116] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك في قوله {مرج البحرين يلتقيان} قال: علي وفاطمة {يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان} قال: الحسن والحسين). [الدر المنثور: 14/117] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}. يقول تعالى ذكره: فبأيّ نعم ربّكما معشر الثّقلين الّتي أنعم بها عليكم فيما أخرج لكم من منافع هذين البحرين تكذّبان). [جامع البيان: 22/210]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:25 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي


التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار...}.
وهو طين خلط برمل، فصلصل كما يصلصل الفخار، ويقال: من صلصال منتن يريدون به: صلّ، فيقال: صلصال كما يقال: صرّ الباب عند الإغلاق، وصرصر، والعرب تردد اللام في التضعيف فيقال: كركرت الرجل يريدون: كررته وكبكبته، يريدون: كببته.
وسمعت بعض العرب يقول: أتيت فلانا فبشبش بي من البشاشة، وإنما فعلوا ذلك كراهية اجتماع ثلاثة أحرف من جنس واحد). [معاني القرآن: 3/114]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({من صلصال} , أي طين يابس, لم يطبخ , له صوت إذا نقر، فهو من يبسه: {كالفخّار} :الفخار ما طبخ بالنار). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({صلصالٍ}: طين يابس يصلصل، أي يصوت من يبسه كما يصوت الفخار، وهو: ما طبخ.
ويقال: «الصلصال»: المنتن، مأخوذ من «صلّ الشيء»: إذا أنتن مكانه فكأنه أراد: «صلّالا»، ثم قلب إحدى الأمين.
وقد قرئ : {أئذا صللنا في الأرض} ، أي أنتنا). [تفسير غريب القرآن: 437]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (قوله عزّ وجلّ: {خلق الإنسان من صلصال كالفخّار}
وقال في موضع آخر : {إنا خلقناهم من طين لازب}
وقال: {من حمإ مسنون}
وقال: {إنّ مثل عيسى عند اللّه كمثل آدم خلقه من تراب}
وهذه الألفاظ التي قال الله عزّ وجلّ إنه خلق الإنسان منها مختلفة اللفظ , وهي في المعنى راجعة إلى أصل واحد.
فأصل الطين التراب.
فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - أنه خلق آدم من تراب جعل طينا , ثم انتقل فصار كالحمأ , ثم انتقل فصار صلصالا كالفخار، والصلصال اليابس، فهذا كله أصله التراب , وليس فيه شيء ينقض بعضه بعضاء , وإنما شرحنا هذا لأن قوما من الملحدين يسألون عن مثل هذا ليلبسوا على الضعفة، فأعلم اللّه - عزّ وجلّ - من أي شيء خلق أبا الإنس جميعا آدم عليه السلام). [معاني القرآن: 5/98-99]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الصَّلْصَال}, طين يابس، وقيل: منتن, والصاد الثاني على هذا التفسير بدل من لام، كأنه قال: صَلّال، مأخوذ من: صَلّ اللحم إذا أنتن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {من مّارجٍ مّن نّارٍ...}.
والمارج: نار دون الحجاب ـ فيما ذكر الكلبي ـ منها هذه الصواعق، ويرى جلد السماء منها). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): {من مّارجٍ من نّار}: من خلطٍ من النار). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( و(المارج) هاهنا: لهب النار، من قولك: مرج الشيء، إذا اضطرب ولم يستقر.
قال أبو عبيدة: {من مارجٍ}: من خلط من النار). [تفسير غريب القرآن: 437-438]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وأعلم من أي شي: خلق أصل الجنّ فقال:{وخلق الجانّ من مارج من نار}, و المارج : اللهب المختلط بسواد النّار. ). [معاني القرآن: 5/99]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مِن مَّارِج} , أي من لهب النار.
قال أبو عبيدة: {مِن مَّارِجٍ مِّن نَّار} , من خلط من النار، يقال: مرجَ الشيءُ: إذا لم يستقر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ربّ المشرقين وربّ المغربين...}.
اجتمع القراء على رفعه، ولو خفض يعني في الإعراب على قوله: فبأي آلاء ربكما، ربّ المشرقين , كان صوابا.
والمشرقان: مشرق الشتاء، ومشرق الصيف، وكذلك المغربان). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ ربّ المشرقين وربّ المغربين }: أي مشرق الشتاء ومشرق الصيف، فإذا قال { المشارق والمغارب }, فمشرق كل يوم ومغرب كل يوم). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ربّ المشرقين وربّ المغربين}: يعنى به : مشرقي الشمس , وكذلك القمر، ومغربي الشمس والقمر، فأحد المشرقين مشرق الشتاء والآخر مشرق الصيف، وكذلك المغربان). [معاني القرآن: 5/99]

تفسير قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {مرج البحرين...}, يقول: أرسلهما ثم يلتقيان بعد). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({مرج البحرين يلتقيان} مجازها مجاز قولك: مرجت دابتك، خليت عنها وتركتها). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({مرج البحرين}: خلّاهما. تقول: مرجت دابتي، إذا خلّيتها ومرج السلطان الناس: إذا أهملهم, وأمرجت الدابة: رعيتها). [تفسير غريب القرآن: 438]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ} :أي خلّاهما، يعني بحر السماء وبحر الأرض، فهما يلتقيان في كل عام, وقيل : هما بحر فارس والروم, وقيل: إنهما لم يلتقيا لقوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخ} أي : حاجز). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]

تفسير قوله تعالى: {بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بينهما برزخٌ...}: حاجز لا يبغيان: لا يبغي العذب على الملح فيكونا عذبا، ولا يبغي الملح على العذب فيكونا ملحا). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({بينهما برزخٌ لا يبغيان}: ما بين كل شيئين برزخ, وما بين الدنيا والآخرة برزخ). [مجاز القرآن: 2/243]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({بينهما برزخ} , أي حاجز : لئلا يحمل أحدهما على الآخر، فيختلطان). [تفسير غريب القرآن: 438]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21)}

تفسير قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَان (22)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يخرج منهما الّلؤلؤ والمرجان...}: وإنما يخرج من الملح دون العذب. واللؤلؤ: العظام، والمرجان: ما صغر من اللؤلؤ). [معاني القرآن: 3/115]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان}: المرجان صغار اللؤلؤ, واحدتها مرجانة, وإنما يخرج اللؤلؤ من أحدهما فخرج مخرج: أكلت خبزاً ولبناً). [مجاز القرآن: 2/244]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({المرجان}: واحدها مرجانة وهو صغار اللؤلؤ). [غريب القرآن وتفسيره: 361]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( و{اللّؤلؤ}: كبار الحب. والمرجان: صغاره). [تفسير غريب القرآن: 438]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه أن يجتمع شيئان ولأحدهما فعل فيجعل الفعل لهما:

[تأويل مشكل القرآن: 286]
كقوله سبحانه: {فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا}.
روي في التفسير: أن النّاسي كان يوشع بن نون ويدلّك قوله لموسى، صلّى الله عليه وسلم: {فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ}.
وقوله: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ} والرسل من الإنس دون الجن.
وقوله: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} ثم قال: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ} واللؤلؤ والمرجان إنما يخرجان من الماء الملح لا من العذب.
وكذلك قوله: {وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا} .
وقد غلط في هذا المعنى أبو ذؤيب الهذليّ ولا أدري أمن جهة هذه الآيات غلط؟ أم من غيرها؟ قال يذكر الدّرّة:
فجاء بها ما شئت من لطميّة = يدوم الفرات فوقها ويموج


والفرات لا يدوم فوقها وإنما يدوم الأجاج). [تأويل مشكل القرآن: 288] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان}
(المرجان) صغار اللؤلؤ، واللؤلؤ اسم جامع للحبّ الذي يخرج من البحر.
وقال : (يخرج منهما) : وإنما يخرج من البحر الملح لأنه قد ذكرهما وجمعهما، فإذا خرج من أحدهما فقد خرج منهما، ومثل ذلك قوله عزّ وجلّ: {ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سماوات طباقا * وجعل القمر فيهنّ نورا وجعل الشّمس سراجا}.
والشمس في السماء الدنيا إلّا أنه لما أجمل ذكر السبع كان ما في إحداهن فيهن، ويقرأ: (يخرج منهما) بضم الياء). [معاني القرآن: 5/100]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْمَرْجَانُ) : صغار اللؤلؤ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( (الْمَرْجَانُ): صغار اللؤلؤ). [العمدة في غريب القرآن: 292]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 رجب 1434هـ/14-05-2013م, 05:56 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) }
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (تفسير قوله تعالى: {فهم في أمرٍ مريجٍ} [ق: 5]
قال: وحدّثنا أبو بكر بن الأنباري، في قوله عز وجل: {فهم في أمرٍ مريجٍ} [ق: 5] قال: معناه في أمر مختلط، يقال: مرج أمر الناس أي اختلط، وأنشد:
مرج الدّين فأعددت له = مشرف الحارك محبوك الكتد
وكذا فسر ابن عباس، واستشهد بقول أبي ذؤيب: كأنه خوطٌ مريح يعني: سهما قد اختلط به الدم، ويقال: أمرجت الدابة أي رعيتها، ومرجتها: خليتها، قال الله جل عز: {مرج البحرين يلتقيان} [الرحمن: 19] يعني: أرسلهما وخلاّهما). [الأمالي: 2/310] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 03:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 03:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 03:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {خلق الإنسان من صلصال كالفخار * وخلق الجان من مارج من نار * فبأي آلاء ربكما تكذبان * رب المشرقين ورب المغربين * فبأي آلاء ربكما تكذبان}
قال كثير من المفسرين: "الإنسان": آدم عليه السلام، وقال آخرون: أراد اسم الجنس، وساغ ذلك من حيث إن أباهم مخلوق من الصلصال. واختلف الناس في اشتقاق الصلصال، فقال مكي -فيما حكى- والنقاش: هو "من صل اللحم وغيره" إذا أنتن، فهي إشارة إلى الحمأة، وقال الطبري وجمهور المفسرين: هو من "صل" إذا صوت، وذلك في الطين لكرمه وجودته، فهي إشارة إلى ما كان في تربة آدم عليه السلام من الطين الحر، وذلك أن الله تبارك وتعالى خلقه من طين طيب وخبيث ومختلف اللون، فمرة ذكر في خلقه هذا ومرة هذا، وكل ما في القرآن في ذلك صفات ترددت على التراب الذي خلق منه. والفخار: الطين الطيب إذا مسه الماء فخر أي: ربا وعظم).[المحرر الوجيز: 8/ 164]

تفسير قوله تعالى: {وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الجان": اسم جنس كالجنة، و"المارج": اللهب المضطرب من النار، قال ابن عباس رضي الله عنهما: وهو أحسن النار المختلط من الألوان الشتى، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: "كيف بك إذا كنت في حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأمانتهم"). [المحرر الوجيز: 8/ 164-165]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وكرر قوله تعالى: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) تأكيدا وتنبيها لنفوس وتحريكا لها، وهذه طريقة من الفصاحة معروفة، وهي من كتاب الله تعالى في مواضع، وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وفي كلام العرب. وذهب قوم منهم ابن قتيبة وغيره إلى أن هذا التكرار إنما هو لما اختلفت النعم المذكورة كرر التوقيف مع كل واحدة منها وهذا أحسن، قال الحسين بن الفضل: التكرار لطرد الغفلة والتأكيد). [المحرر الوجيز: 8/ 165]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وخص تعالى ذكر المشرقين والمغربين بالتشريف في إضافة الرب إليهما لعظمهما في المخلوقات، وأنهما طرفا آية عظيمة وعبرة وهي الشمس وجريها، وحكى النقاش أن "المشرقين" هما مشرق الشمس والقمر، و"المغربين" كذلك، على ما في ذلك من العبر، وكل متجه، ومتى وقع ذكر المشرق والمغرب فهي إشارة إلى الناحيتين بجملتهما، ومتى وقع ذكر المشارق والمغارب فهي إشارة إلى مشرق كل يوم ومغربه، ومتى ذكر المشرقان والمغربان فهي إشارة إلى نهايتي المشارق والمغارب; لأن ذكر نهايتي الشيء ذكر لجميعه، وقال مجاهد: هو مشرق الصيف ومغربه ومشرق الشتاء ومغربه). [المحرر الوجيز: 8/ 165]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) }

تفسير قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان * فبأي آلاء ربكما تكذبان * وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام * فبأي آلاء ربكما تكذبان * كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام * فبأي آلاء ربكما تكذبان}
"مرج البحرين" معناه: أرسلهما إرسالا غير منحاز بعضهما من بعض، ومنه: مرجت الدابة، ومنه: الأمر المريج، أي: المختلط الذي لم يتحصل منه شيء، ومنه من مارج من نار. واختلف الناس في البحرين - فقال الحسن، وقتادة: بحر فارس وبحر الروم، وقال الحسن أيضا: بحر القلزم واليمن وبحر الشام، وقال ابن عباس، وابن جبير: بحر في السماء وبحر في الأرض، وقال ابن عباس رضي الله عنهما أيضا هو مطر السماء -سماه بحرا- وبحر الأرض، والظاهر عندي أن قوله تعالى: {مرج البحرين} يريد بهما نوعي الماء العذب والأجاج، أي: خلطهما في الأرض وأرسلهما متداخلين في وضعهما في الأرض قريب بعضهما من بعض، والعبرة في هذا التأويل منيرة، وأنشد منذر بن سعيد:
وممزوجة الأمواه لا العذب غالب على الملح طيبا لا ولا الملح يعذب
أما قوله تعالى: "يلتقيان" فعلى التأويلين الأولين معناهما: معدان للالتقاء وحقهما أن يلتقيا لولا البرزخ، وعلى القول الثالث أنهما يلتقيان كل سنة مرة، فمن ذهب إلى أنه بحر يجتمع في السماء فهو قول ضعيف، وإنما يتوجه اللقاء فيه وفي القول الرابع بنزول المطر، وفي القول الخامس بالأنهار في البحر وبالعيون قرب البحر.
و"البرزخ": الحاجز في كل شيء، فهو في بعض هذه الأقوال أجرام الأرض، قاله قتادة، وفي بعضها القدرة، والبرزخ أيضا المدة التي بين الدنيا والآخرة للموتى، فهو حاجز، وقال بعض الناس: إن ماء الأنهار لا يختلط بالماء الملح بل هو بذاته باق فيه، وهذا يحتاج إلى دليل أو حديث صحيح وإلا فالعيان لا يقتضيه، وذكر الثعلبي في "مرج البحرين" ألغازا وأقوالا باطنة لا يجب أن يلتفت إلى شيء منها.
واختلف الناس في قوله تعالى: "لا يبغيان" - فقال ابن عباس، ومجاهد، وقتادة: معناه: لا يبغي واحد منهما على الآخر، وقال قتادة أيضا والحسن: لا يبغيان على الناس والعمران، وهذان القولان على أن اللفظ من البغي، وقال بعض المتأولين: هي من قولك: بغي إذا طلب، فمعناه: لا يبغيان حالا من الأحوال غير حاليهما اللتين خلقا وسخرا لهما). [المحرر الوجيز: 8/ 165-166]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) }

تفسير قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقال ابن عباس، وقتادة، والضحاك: اللؤلؤ: كبار الجوهر والمرجان: صغاره، وقال ابن عباس رضي الله عنهما أيضا، ومرة الهمداني عكس هذا، والوصف بالصغر هو الصواب في اللؤلؤ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه وغيره: المرجان حجر أحمر، وهذا هو الصواب في المرجان، واللؤلؤ بناء غريب لا يحفظ منه في كلام العرب أكثر من خمسة: اللؤلؤ، والجؤجؤ، والدؤدؤ، واليؤيؤ -وهو طائر والبؤبؤ، وهو الأصل.
واختلف الناس في قوله تعالى: "منهما" - فقال أبو الحسن الأخفش في كتاب "الحجة": وزعم قوم أنه قد يخرج اللؤلؤ والمرجان من الملح ومن العذب، ورد الناس على الشاعر في قوله:
فجاء بها ما شئت من لطمية ... على وجهها ماء الفرات يموج
وقال جمهور من المتأولين: إنما يخرج ذلك من الأجاج في المواضع التي تقع فيها الأنهار والمياه العذبة، فلذلك قال تعالى: "منهما"، وهذا مشهور عند الغواصين، وقال ابن عباس، وعكرمة: إنما تتكون هذه الأشياء في البحر بنزول المطر لأن الصدف وغيرها تفتح أجوافها للمطر، فلذلك قال تعالى: "منهما"، وقال أبو عبيدة ما معناه: إن خروج هذه الأشياء إنما هي من الملح لكنه تعالى قال: "منهما" تجوزا، كما قال الشاعر:
... ... ... ... ..... متقلدا سيفا ورمحا
وكما قال الآخر:
... ... ... ..... علفتها تبنا وماء باردا
فمن حيث هما نوع واحد فخروج هذه الأشياء إنما هي منهما وإن كانت تختص عند التفصيل المبالغ بأحدهما، وهذا كما قال تعالى: {سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا}، وإنما هو في إحداهن وهي الدنيا إلى الأرض، وقال الرماني: العذب فيهما كاللقاح للملح، فهو كما يقال: الولد يخرج من الذكر والأنثى. وقرأ نافع، وأبو عمرو، وأهل المدينة: "يخرج" بضم الياء وفتح الراء "اللؤلؤ" رفعا. وقرأ ابن كثر، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: "يخرج" بفتح الياء وضم الراء على بناء الفعل للفاعل، وهي قراءة الحسن، وأبي جعفر. وقرأ أبو عمرو - في رواية حسين الجعفي عنه:- "يخرج" بضم الياء وكسر الراء على إسناده إلى الله تعالى، أي: بتمكينه وقدرته "اللؤلؤ" نصبا، ورواها أيضا بالنون مضمومة وكسر الراء). [المحرر الوجيز: 8/ 166-169]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) }

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 04:08 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 6 ربيع الأول 1440هـ/14-11-2018م, 04:12 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({خلق الإنسان من صلصالٍ كالفخّار (14) وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ (15) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (16) ربّ المشرقين وربّ المغربين (17) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (18) مرج البحرين يلتقيان (19) بينهما برزخٌ لا يبغيان (20) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (21) يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان (22) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (23) وله الجوار المنشآت في البحر كالأعلام (24) فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان (25) }
يذكر تعالى خلقه الإنسان من صلصالٍ كالفخّار، وخلقه الجانّ من مارجٍ من نارٍ، وهو: طرف لهبها. قاله الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ. وبه يقول عكرمة، ومجاهدٌ، والحسن، وابن زيدٍ.
وقال العوفي، عن ابن عبّاسٍ: {من مارجٍ من نارٍ} من لهب النّار، من أحسنها.
وقال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {من مارجٍ من نارٍ} من خالص النّار. وكذا قال عكرمة، ومجاهدٌ، والضّحّاك وغيرهم.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمرٌ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "خلقت الملائكة من نورٍ، وخلق الجانّ من مارجٍ من نارٍ، وخلق آدم ممّا وصف لكم".
ورواه مسلمٌ، عن محمّد بن رافعٍ، وعبد بن حميدٍ، كلاهما عن عبد الرّزّاق، به). [تفسير ابن كثير: 7/ 492]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان} تقدّم تفسيره). [تفسير ابن كثير: 7/ 492]

تفسير قوله تعالى: {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({ربّ المشرقين وربّ المغربين} يعني: مشرقي الصّيف والشّتاء، ومغربي الصّيف والشّتاء. وقال في الآية الأخرى: {فلا أقسم بربّ المشارق والمغارب} [المعارج: 40]، وذلك باختلاف مطالع الشّمس وتنقّلها في كلّ يومٍ، وبروزها منه إلى النّاس. وقال في الآية الأخرى: {ربّ المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتّخذه وكيلا} [المزّمّل:9]. وهذا المراد منه جنس المشارق والمغارب، ولـمّا كان في اختلاف هذه المشارق والمغارب، مصالح للخلق من الجنّ والإنس قال: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}؟). [تفسير ابن كثير: 7/ 492]

تفسير قوله تعالى: {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {مرج البحرين يلتقيان} قال ابن عبّاسٍ: أي أرسلهما.
وقوله: {يلتقيان} قال ابن زيدٍ: أي: منعهما أن يلتقيا، بما جعل بينهما من البرزخ الحاجز الفاصل بينهما.
والمراد بقوله: {البحرين} الملح والحلو، فالحلو هذه الأنهار السّارحة بين النّاس. وقد قدّمنا الكلام على ذلك في سورة "الفرقان" عند قوله تعالى: {وهو الّذي مرج البحرين هذا عذبٌ فراتٌ وهذا ملحٌ أجاجٌ وجعل بينهما برزخًا وحجرًا محجورًا} [الفرقان:53]. وقد اختار ابن جريرٍ هاهنا أنّ المراد بالبحرين: بحر السّماء وبحر الأرض، وهو مرويٌّ عن مجاهدٍ، وسعيد بن جبيرٍ، وعطيّة وابن أبزى.
قال ابن جريرٍ: لأنّ اللّؤلؤ يتولّد من ماء السّماء، وأصداف بحر الأرض. وهذا وإن كان هكذا ليس المراد [بذلك] ما ذهب إليه، فإنّه لا يساعده اللّفظ؛ فإنّه تعالى قد قال: {بينهما برزخٌ لا يبغيان} أي: وجعل بينهما برزخًا، وهو: الحاجز من الأرض، لئلّا يبغي هذا على هذا، وهذا على هذا، فيفسد كلّ واحدٍ منهما الآخر، ويزيله عن صفته الّتي هي مقصودةٌ منه. وما بين السّماء والأرض لا يسمّى برزخًا وحجرًا محجورًا). [تفسير ابن كثير: 7/ 492-493]

تفسير قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) }

تفسير قوله تعالى: {يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله: {يخرج منهما اللّؤلؤ والمرجان} أي: من مجموعهما، فإذا وجد ذلك لأحدهما كفى، كما قال تعالى: {يا معشر الجنّ والإنس ألم يأتكم رسلٌ منكم} [الأنعام:130] والرّسل إنّما كانوا في الإنس خاصّةً دون الجنّ، وقد صحّ هذا الإطلاق. واللّؤلؤ معروفٌ، وأمّا المرجان فقيل: هو صغار اللّؤلؤ. قاله مجاهدٌ، وقتادة، وأبو رزينٍ، والضّحّاك. وروي عن عليٍّ.
وقيل: كباره وجيّده. حكاه ابن جريرٍ عن بعض السّلف. ورواه ابن أبي حاتمٍ عن الرّبيع بن أنسٍ، وحكاه عن السّدّيّ، عمّن حدّثه، عن ابن عبّاسٍ. وروي مثله عن عليٍّ، ومجاهدٍ أيضًا، ومرّة الهمدانيّ.
وقيل: هو نوعٌ من الجواهر أحمر اللّون. قال السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه قال: المرجان: الخرز الأحمر. قال السّدّيّ وهو البسّذ بالفارسيّة.
وأمّا قوله: {ومن كلٍّ تأكلون لحمًا طريًّا وتستخرجون حليةً تلبسونها} [فاطرٍ:12]، فاللّحم من كلٍّ من الأجاج والعذب، والحليّة، إنّما هي من الملح دون العذب.
قال ابن عبّاسٍ: ما سقطت قطّ قطرةٌ من السّماء في البحر، فوقعت في صدفةٍ إلّا صار منها لؤلؤةٌ. وكذا قال عكرمة، وزاد: فإذا لم تقع في صدفةٍ نبتت بها عنبرةٌ. وروي من غير وجهٍ عن ابن عبّاسٍ نحوه.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن سنانٍ، حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديّ، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن عبد اللّه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: إذا أمطرت السّماء، فتحت الأصداف في البحر أفواهها، فما وقع فيها -يعني: من قطرٍ-فهو اللّؤلؤ.
إسناده صحيحٌ، ولـمّا كان اتّخاذ هذه الحلية نعمةً على أهل الأرض، امتنّ بها عليهم فقال: {فبأيّ آلاء ربّكما تكذّبان}).[تفسير ابن كثير: 7/ 493]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة