جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر}، قال في ليلة الحكم). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: ليلة القدر تتفقد في العشر الأواخر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أنزلناه} : الهاء كنايةٌ عن القرآن، {إنّا أنزلناه} [يوسف: 2] : خرج مخرج الجميع، والمنزل هو اللّه، والعرب تؤكّد فعل الواحد فتجعله بلفظ الجميع، ليكون أثبت وأوكد "). [صحيح البخاري: 6 / 175]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (أَنْزَلْنَاهُ الهَاءُ كِنَايَةً عَنِ القُرْآنِ) أي الضميرُ رَاجِعٌ إلى القُرْآنِ، وإن لَمْ يَتَقَدَّمْ لَهُ ذِكْرٌ. قولُهُ: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ خَرَجَ مَخْرَجَ الجَمِيعِ والمُنْزِلُ هُو اللهُ تَعَالَى، والعَرَبُ تُؤَكِّدُ فِعْلَ الرَّجُلِ الوَاحِدِ فتَجْعَلُهُ بِلَفظِ الجَمِيعِ لِيَكُونَ أَثْبَتَ وأَوْكَدَ) هُو قولُ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَوَقَعَ في رِوَايَةِ أَبِي نُعَيْمٍ في المُسْتَخْرَجِ نِسْبَتُهُ إليه، قَالَ: قالَ مَعْمَرٌ وهُو اسمُ أَبِي عُبَيْدَةَ كما تَقَدَّمَ غَيْرَ مَرَّةٍ، وقَوْلُهُ: (لِيَكُونَ أَثْبَتَ وأَوْكَدَ) قَالَ ابنُ التِّينِ: النحاةُ يَقُولُونَ بأَنَّهُ للتَّعْظِيمِ يَقُولُهُ المُعَظِّمُ عَنْ نَفْسِهِ، ويُقالُ عنه. انْتَهَى. وهذا هُو المَشْهُورُ أَنَّ هَذَا جَمْعُ التَّعْظِيمِ). [فتح الباري: 8 / 725]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} يَعْنِي: الْقُرْآنَ كِنَايَةً عَنْ غَيْرِ مَذْكُورٍ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَوَضَعْنَاهُ فِي بَيْتِ الْعِزَّةِ، فَأَمْلاَهُ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- عَلَى السَّفَرَةِ، ثُمَّ كَانَ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ- يُنْزِلُهُ عَلَى النَّبِيِّ نُجُومًا، وَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ ثَلاَثٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً). [عمدة القاري: 19 / 309]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({أَنْزَلْنَاهُ} الْهَاءُ كِنَايَةٌ عَنِ الْقُرْآنِ أَنْزَلْنَاهُ مَخْرَجَ الْجَمِيعِ، وَالْمُنْزِلُ هُوَ اللَّهُ، وَالْعَرَبُ تُوَكِّدُ فِعْلَ الْوَاحِدِ فَتَجْعَلُهُ بِلَفْظِ الْجَمِيعِ؛ لِيَكُونَ أَثْبَتَ وَأَوْكَدَ، أَرَادَ أَنَّ الضَّمِيرَ الْمَنْصُوبَ فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} كِنَايَةٌ عَنِ الْقُرْآنِ يَرْجِعُ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَسْبِقَ ذِكْرُهُ لَفْظًا؛ لأَنَّهُ مَذْكُورٌ حُكْمًا بِاعْتِبَارِ أَنَّهُ حَاضِرٌ دَائِمًا فِي ذِهْنِ رَسُولِ اللَّهِ، أَوْ لأَنَّ السِّيَاقَ يَدُلُّ عَلَيْهِ، أَوْ لأَنَّ الْقُرْآنَ كُلَّهُ فِي حُكْمِ سُورَةٍ وَاحِدَةٍ.
قَوْلُهُ: (مَخْرَجَ الْجَمِيعِ) بِالنَّصْبِ أَيْ: خَرَجَ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} مَخْرَجَ الْجَمِيعِ، وَكَانَ الْقِيَاسُ أَنْ يَكُونَ بِلَفْظِ الْمُفْرِدِ بِأَنْ يَقُولَ: إِنِّي أَنْزَلْتُهُ؛ لأَنَّ الْمُنْزِلَ هُوَ اللَّهُ وَهُوَ وَاحِدٌ لاَ شَرِيكَ لَهُ.
قَوْلُهُ: وَالْعَرَبُ... إِلَى آخِرِهِ إِشَارَةٌ إِلَى بَيَانِ فَائِدَةِ الْعُدُولِ عَنْ لَفْظِ الْمُفْرَدِ إِلَى لَفْظِ الْجَمِيعِ، وَقَالَ: الْعَرَبُ إِذَا أَرَادَتِ التَّأْكِيدَ وَالإِثْبَاتَ تَذْكُرُ الْمُفْرَدَ بِصِيغَةِ الْجَمِيعِ، وَلَكِنَّ هَذَا لَيْسَ بِمُصْطَلَحٍ وَالْمُصْطَلَحُ فِي مِثْلِهِ أَنْ يُقَالَ: فَائِدَةُ ذِكْرِ الْمُفْرَدِ بِالْجَمْعِ لِلتَّعْظِيمِ وَيُسَمَّى بِجَمْعِ التَّعْظِيمِ). [عمدة القاري: 19 / 309]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {أَنْزَلْنَاهُ} ولأَبِي ذَرٍّ وَقَالَ: أَنْزَلْنَاهُ (الهاءُ كنايةٌ عن القرآنِ) قَالَ في الأنْوَارِ: فَخَّمَهُ بإضمارِهِ من غيرِ ذِكْرِهِ شهادَةً له بالنَّبَاهَةِ الْمُغْنِيَةِ عن التَّصْرِيحِ، كما عَظَّمَهُ بأنْ أَسْنَدَ إِنْزَالَهُ إليه أي بِقَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} خَرَجَ (مَخْرَجَ الْجَمْعِ وَالْمُنَزِّلُ هو اللَّهُ تَعَالَى وَالْعَرَبُ تُؤَكِّدُ فِعْلَ الْوَاحِدِ فَتَجْعَلُهُ بلفْظِ الْجَمِيعِ لِيَكُونَ) ولأَبِي ذَرٍّ عن الْمُسْتَمْلِيِّ: لِيَكُنْ (أَثْبَتَ وَأَوْكَدَ) والنُّحَاةُ يُعَبِّرُونَ بِقَوْلِهِمُ: الْمُعَظِّمُ نَفْسَهُ كما نَبَّهَ عليه السَّفَاقُسِيُّ وَثَبَتَ إِنَّا مِنْ قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ} لأَبِي ذَرٍّ). [إرشاد الساري: 7 / 429]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (مخرج الجميع) أي: خرج مخرج صيغة الجمع، وإن كان المنزل هو الله الواحد الأحد تعظيماً له ليتوسل به إلى تحقيق الأمر، وأنه نازل من عظيم لا يكتنه كنهه جل ذكره وثناؤه، والله تعالى أعلم اهـ سندي). [حاشية السندي على البخاري: 3 / 80]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا ابن أبي عمر، قال: حدّثنا سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة، وعاصمٍ هو ابن بهدلة، سمعا زرّ بن حبيشٍ، يقول: قلت لأبيّ بن كعبٍ، إنّ أخاك عبد الله بن مسعودٍ يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر، فقال: يغفر اللّه لأبي عبد الرّحمن، لقد علم أنّها في العشر الأواخر من رمضان، وأنّها ليلة سبعٍ وعشرين، ولكنّه أراد أن لا يتّكل النّاس، ثمّ حلف لا يستثني أنّها ليلة سبعٍ وعشرين، قال: قلت له: بأيّ شيءٍ تقول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالآية الّتي أخبرنا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، أو بالعلامة أنّ الشّمس تطلع يومئذٍ لا شعاع لها.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ). [سنن الترمذي: 5 / 302]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا عليّ بن حجرٍ، عن إسماعيل، عن عبد الله بن دينارٍ، عن ابن عمر، قال: سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ليلة القدر، فقال: «تحرّوها في السّبع الأواخر من شهر رمضان»).[السنن الكبرى للنسائي: 10/ 340]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا إسماعيل بن مسعودٍ، حدّثنا خالدٌ يعني ابن الحارث، عن كهمسٍ، عن ابن بريدة، عن عائشة، قالت: قلت للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: إن وافقت ليلة القدر ماذا أقول؟، قال: « تقولين: اللهمّ إنّك عفوٌّ تحبّ العفو فاعف عنّي»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 341]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن قدامة، أخبرنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} قال: " نزل القرآن جملةً واحدةً في ليلة القدر، وكان الله عزّ وجلّ ينزّل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعضه في أثر بعضٍ، قالوا: {لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلًا} [الفرقان: 32]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 341]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا عبد الرّحمن، حدّثنا جابر بن يزيد بن رفاعة العجليّ، عن يزيد بن أبي سليمان، عن زرّ بن حبيشٍ، قال: " لولا سفهاؤكم لوضعت يدي في أذني، فناديت: إنّ ليلة القدر ليلة سبعٍ وعشرين، نبأ من لم يكذبني، عن نبأ من لم يكذبني، يعني عن أبيّ بن كعبٍ، عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال أبو عبد الرّحمن: سفهاؤكم سقطت الهاء من كتابي). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 341]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: إِنَّا أَنْزَلْنَا هذا القرآنَ جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلى السماءِ الدنيا في ليلةِ القدرِ، وَهي ليلةُ الحكمِ التي يَقْضِي اللَّهُ فيها قَضَاءَ السَّنَةِ؛ وَهوَ مَصْدَرٌ مِنْ قولِهِم: قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ هذا الأمرَ، فهوَ يَقْدِرُ قَدْراً.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى، قَالَ: ثني عَبْدُ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا دَاودُ، عَنْ عكرمةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " نَزَلَ القرآنُ كُلُّهُ جملةً وَاحدةً في ليلةِ القدرِ في رمضانَ إِلى السماءِ الدنيا، فَكَانَ اللَّهُ إِذا أَرَادَ أنْ يُحْدِثَ في الأرضِ شَيْئاً أَنْزَلَهُ منهُ حتَّى جَمَعَهُ".
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى قَالَ: ثنا عبدُ الوهَّابِ، قَالَ: ثنا دَاودُ، عَنْ عكرمةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ القرآنَ إِلى السماءِ الدنيا في ليلةِ القدرِ، وَكانَ اللَّهُ إِذا أَرَادَ أنْ يُوحِيَ منهُ شَيْئاً أَوْحَاهُ، فهوَ قولُهُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}.
قالَ: ثنا ابنُ أبي عَدِيٍّ، عَنْ داودَ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَزادَ فيهِ. وَكانَ بينَ أَوَّلِهِ وَآخرِهِ عشرونَ سَنَةً.
قَالَ: ثنا عَمْرُو بنُ عاصمٍ الكِلابِيُّ، قَالَ: ثنا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيُّ، قَالَ: ثنا عِمْرَانُ أبو العوَّامِ، قَالَ: ثنا داودُ بنُ أبي هندٍ، عَنِ الشعبيِّ أَنَّهُ قَالَ في قولِ اللَّهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قَالَ: نَزَلَ أَوَّلُ القرآنِ في ليلةِ القدرِ.
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثنا هُشَيْمٌ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حُصَيْنٌ، عَنْ حكيمِ بنِ جبيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: نَزَلَ القرآنُ في ليلةٍ مِنَ السماءِ العُلْيَا إِلى السماءِ الدنيا جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثمَّ فُرِّقَ في السِّنِينَ، قَالَ: وَتَلا ابْنُ عَبَّاسٍ هذهِ الآيةَ: {فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ}. قَالَ: نَزَلَ مُتَفَرِّقاً.
- حَدَّثَنِي يعقوبُ، قَالَ: ثنا ابنُ عُلَيَّةَ، عَنْ داودَ، عَنِ الشعبيِّ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قَالَ: بَلَغَنَا أنَّ القرآنَ نزَلَ جملةً وَاحدةً إِلى السماءِ الدنيا.
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مِهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ سَلَمَةَ بنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُسْلِمٍ، عَنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: أُنْزِلَ القرآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً، ثمَّ أَنْزَلَ رَبُّنَا في ليلةِ القدرِ: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}.
قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ منصورٍ، عَنْ سعيدِ بنِ جبيرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قَالَ: أُنْزِلَ القرآنُ جُمْلَةً وَاحدةً في ليلةِ القدرِ إِلى السماءِ الدنيا، فَكَانَ بِمَوْقِعِ النُّجُومِ، فكانَ اللَّهُ يُنْزِلُهُ على رسولِهِ، بَعْضَهُ في إِثرِ بَعْضٍ، ثمَّ قَرَأَ: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}.
وَبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ حميدٍ، قَالَ: ثنا مَهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابنِ أبي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: لَيْلَةُ القَدْرِ لَيْلَةُ الحُكْمِ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنِ ابنِ أبي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قَالَ: لَيْلَةِ الحُكْمِ.
- حدَّثَنا ابنُ حميدٍ, قال: ثَنَا مهرانُ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ محمدِ بنِ سُوقَةَ، عَنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: يُؤْذَنُ للحُجَّاجِ في ليلةِ القدرِ، فَيُكْتَبُونَ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِهِمْ، فَلا يُغَادِرُ منهم أحدٌ، وَلا يُزَادُ فيهم، وَلا يُنْقَصُ منهم.
- حَدَّثَنِي يعقوبُ، قَالَ: ثنا ابنُ عُلَيَّةَ، قَالَ: ثنا رَبِيعَةُ بنُ كُلْثُومٍ، قَالَ: قَالَ رجلٌ للحسنِ وَأَنَا أَسْمَعُ: رَأَيْتَ ليلةَ القدرِ في كلِّ رمضانَ هيَ؟ قَالَ: نَعَمْ، وَاللَّهِ الذي لا إِلَهَ إِلاَّ هوَ إِنَّهَا لَفِي كُلِّ رَمَضَانَ، وَإِنَّهَا لَلَيْلَةُ القدرِ، فيها يُفْرَقُ كلُّ أمرٍ حَكِيمٍ، فيها يَقْضِي اللَّهُ كلَّ أجلٍ وَعَمَلٍ وَرِزْقٍ، إِلى مِثْلِهَا.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سفيانَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ: ليلةُ القدرِ في كلِّ رَمَضَانَ). [جامع البيان: 24 / 542-545]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، أنبأ إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}، قال: «أنزل القرآن في ليلة القدر جملةً واحدةً إلى سماء الدّنيا كان بموقع النّجوم» ، فكان اللّه ينزّله على رسوله صلّى الله عليه وسلّم بعضه في أثر بعضٍ، قال عزّ وجلّ: {وقال الّذين كفروا لولا نزّل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلًا} [الفرقان: 32] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 578]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا محمّد بن عيسى الواسطيّ، ثنا عمرو بن عونٍ، ثنا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " نزل القرآن في ليلة القدر من السّماء العليا إلى السّماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين، قال: وتلا هذه الآية {فلا أقسم بمواقع النّجوم، وإنّه لقسمٌ لو تعلمون عظيمٌ} [الواقعة: 76] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 578]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ أبو عامرٍ العقديّ، ثنا عكرمة بن عمّارٍ اليماميّ، عن أبي زميلٍ سماك الحنفيّ، قال: حدّثني مالك بن مرثدٍ، عن أبيه، قال: قلت لأبي ذرٍّ رضي اللّه عنه: هل سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يذكر ليلة القدر؟ فقال: نعم، قلت: يا رسول اللّه، أخبرني عن ليلة القدر أفي رمضان، أم في غير رمضان؟ قال: «بل في رمضان» قلت: أخبرني يا رسول اللّه، أهي مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبض الأنبياء رفعت أم هي إلى يوم القيامة؟ قال: «لا، بل إلى يوم القيامة» قلت: يا رسول اللّه، أخبرني في أيّ رمضان هي؟ قال: «في العشر الأواخر لا تسألني عن شيءٍ بعدها» فقلت: أقسمت عليك بحقّي عليك يا رسول اللّه، في أيّ عشرٍ هي؟ قال: فغضب عليّ غضبًا شديدًا ما غضب عليّ قبل ولا بعد مثله، وقال: «لو شاء اللّه لأطلعكم عليها التمسوها في السّبع الأواخر، لا تسألني عن شيءٍ بعدها» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2 / 578]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابنِ عبَّاسٍ قالَ: أُنْزِلَ القرآنُ في ليلةِ القدْرِ، في شهْرِ رَمَضانَ، إلى السماءِ جُملةً واحِدَةً، ثم أُنْزِلَ نُجُوماً.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوسطِ والكبيرِ، وفيه عِمرانُ القَطَّانُ، وثَّقَه ابنُ حِبَّانَ وغيرُه، وفيه ضعفٌ، وبقيَّةُ رِجالِه ثِقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 140]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن ابنِ عبَّاسٍ في قوْلِه: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قالَ: أُنْزِلَ القرآنُ جُملةً واحِدَةً حتى وُضِعَ في بَيْتِ العِزَّةِ في السماءِ الدنيا، ونَزَّلَه جِبريلُ على محمدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ بجوابِ كلامِ العِبادِ وأعمالِهِم.
رَوَاه الطبرانيُّ والبَزَّارُ باخْتِصارٍ، ورِجالُ البَزَّارِ رِجالُ الصحيحِ، وفي إسنادِ الطبرانيِّ عمرُو بنُ عبدِ الغَفَّارِ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 140]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، ثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ وَالْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ جُمْلَةً وَاحِدَةً، كَانَ جِبْرِيلُ يُنَزِّلُهُ – يَعْنِي عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -). [كشف الأستار: 3 / 82]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: ثنا هشيم، أبنا حصينٌ، عن حكيم بن جبيرٍ، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ- رضي اللّه عنهما- قال: "نزل القرآن ليلة القدر من السّماء العليا إلى السماء الدّنيا جملةً واحدةً، ثمّ فرّق في السّنين، وتلا ابن عبّاسٍ: {فلا أقسم بمواقع النّجوم} قال: نزل متفرّقًا".
- قال: وثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، ثنا داود بن أبي هندٍ سمعناه يروي عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ قال: "أنزل القرآن جملةً واحدةً من اللّوح المحفوظ إلى سماء الدّنيا، ثمّ أنزله جبريل بعد على محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فكان فيه ما قال للمشركين، وردّاً عليهم".
- رواه الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ: ثنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ "في قوله عزّ وجلّ: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر} قال: أنزل القرآن في ليلة القدر جملةً واحدةً إلى سماء الدّنيا، وكان بموقع النّجوم وكان اللّه- عز وجل- ينزله على رسول صلّى اللّه عليه وسلّم بعضه في إثر بعضٍ، فقال اللّه- عزّ وجلّ-: {وقال الّذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملةً واحدةً كذلك لنثبّت به فؤادك ورتّلناه ترتيلاً} ".
- ورواه البيهقيّ في سننه: ثنا أبو عبد الله الحافظ إملاء ... فذكره.
قلت: رواه النّسائيّ في التّفسير عن محمّد بن قدامة، عن جريرٍ به.
قال المزّيّ: ليس في الرّواية). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6 / 301-302]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ الضُّرَيْسِ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والحاكمُ، وصحَّحَه، وابنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في الدلائلِ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: أُنْزِلَ القرآنُ في ليلةِ القَدْرِ جُمْلَةً واحدةً، مِن الذِّكْرِ الذي عندَ ربِّ العِزَّةِ، حتى وُضِعَ في بيتِ العزةِ في السماءِ الدنيا، ثم جَعَلَ جِبريلُ يَنْزِلُ على محمدٍ بجوابِ كلامِ العبادِ وأعمالِهم). [الدر المنثور: 15 / 533]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الربيعِ بنِ أنَسٍ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ القرآنَ جُمْلةً في ليلةِ القدْرِ كلَّه، {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. يقولُ: خَيْرٌ مِن عَمَلِ ألفِ شَهْرٍ). [الدر المنثور: 15 / 533]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، والفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيمانِ"، عن مُجَاهِدٍ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: ليلةُ الحُكْمِ). [الدر المنثور: 15 / 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ في المُصَنَّفِ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: ليلةُ الحُكْمِ، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}. قالَ: ليلةُ الحكمِ). [الدر المنثور: 15 / 537]
ما ورد في ليلة القدر
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ، أنَّه سُئِلَ عن ليلةِ القدرِ: أهي شيءٌ كانَ فذَهَبَ، أم هي في كلِّ عامٍ؟ فقالَ: بل هي لأمةِ محمدٍ ما بَقِيَ منهم اثنانِ). [الدر المنثور: 15 / 540]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الدَّيْلَمِيُّ، عن أنسٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالَ:«إِنَّ اللَّهَ وَهَبَ لأُمَّتِي لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَلَمْ يُعْطِهَا مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ» ). [الدر المنثور: 15 / 540]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ يحنسَ مَوْلَى معاويةَ، قالَ: قلتُ لأبي هريرةَ: زَعَمُوا أن ليلةَ القدرِ قد رُفِعَتْ. قالَ: كَذَبَ مَن قالَ ذلك. قلتُ: هي في كلِّ رمضانَ اسْتَقْبَلْتُهُ؟ قالَ: نعمْ. قلتُ: زَعَمُوا أن الساعةَ التي في الجُمُعَةِ لا يَدْعُو فيها مسلمٌ إلا اسْتُجِيبَ له قد رُفِعَتْ. قالَ: كَذَبَ مَن قالَ ذلك. قلتُ: هي في كلِّ جُمُعَةٍ اسْتَقْبَلْتُهَا؟ قالَ: نعمْ). [الدر المنثور: 15 / 540]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عُمَرَ، أنَّه سُئِلَ عن ليلةِ القدْرِ: أفي كلِّ رمضانَ؟ ولفظُ ابنِ مَرْدُويَهْ: أفي رمضانَ هي؟ قالَ: نعمْ، ألم تَسْمَعْ إلى قولِ اللَّهِ تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. وقولِه: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} ). [الدر المنثور: 15 / 541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو داودَ والطبرانيُّ، عن ابنِ عُمَرَ، قالَ: سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأنا أَسْمَعُ,، عن ليلةِ القدرِ، فقالَ:«هِيَ فِي كُلِّ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن ابنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ في تهذيبهِ، عَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ كَانَ مُلْتَمِسًا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَلْيَلْتَمِسْهَا فِي الْعَشْرِ الأوَاخر وِتْرًا» ). [الدر المنثور: 15 / 541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وَأَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ، وَمُسْلمٌ، والتِّرْمِذِيُّ، عن عائشةَ، قالَت: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 541-542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ وابنُ جَرِيرٍ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ مَرْدُويَه عَنْ جَابرِ بنِ أَبي سَمْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:« اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ شَهرِ رَمَضَانَ»). [الدر المنثور: 15 / 542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وابنُ جَرِيرٍ، عن الفَلَتَانِ بنِ عاصِمٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي رَأَيْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَأُنْسِيتُهَا، فَاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْراً»). [الدر المنثور: 15 / 542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ من طريقِ أبي ظِبْيَانَ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أنَّهم كانُوا قعوداً حينَ أقْبَلَ إليهم رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سريعاً، حتى فَزِعْنا لسرعتِه، فلمَّا انْتَهَى إلينا سَلَّمَ ثم قالَ:«جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُسْرِعاً لِكَيْمَا أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَنُسِّيتُهَا فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَلَكِنِ الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 542-543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، وابنُ زَنْجُويَهٍْ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ ، عن عُبَادَةَ بنِ الصَّامِتِ، أنَّه سَأَلَ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ليلةِ القدرِ فقالَ: «فِي رَمَضَانَ فِي فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فَإِنَّهَا فِي لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ، أَوْ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ، أَوْ تِسْعٍ وَعْشِرِينَ، أَوْ آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، مَنْ قَامَهَا إِيْمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمِنْ أَمَارَاتِهَا أَنَّهَا لَيْلَةٌ بَلِجَةٌ صَافِيَةٌ سَاكِنَةٌ سَاجِيَةٌ، لا حَارَّةٌ وَلاَ بَارِدَةٌ، كَانَ فِيهَا قَمَراً سَاطِعاً، وَلاَ يَحِلُّ لِنَجْمٍ أَنْ يُرْمَى بِهِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ حَتَّى الصَّبَاحِ، وَمِنْ أَمَارَاتِهَا أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ صَبِيحَتَهَا مُسْتَوِيَةً لاَ شُعَاعَ لَهَا، ، كَأَنَّهَا الْقَمَرُ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى الشَّيْطَانِ أَنْ يَخْرُجَ مَعَهَا يَوْمَئِذٍ»). [الدر المنثور: 15 / 543]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ في "تَهْذِيبِه"، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، قالَ: قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي كُنْتُ أُرِيتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ ثُمَّ أُنْسِيتُهَا، وَهِيَ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي الْوِتْرِ، وَهِيَ لَيْلَةٌ طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لاَ حَارَّةٌ وَلاَ بَارِدَةٌ، كَانَ فِيهَا قَمَرًا,، لاَ يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يُضِيءَ فَجْرُهَا» ). [الدر المنثور: 15 / 543-544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ مسعودٍ، قالَ: سُئِلَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ليلةِ القدرِ، فَقَالَ: «قَدْ كُنْتُ عَلِمْتُهَا ثُمَّ اخْتُلِسَتْ مِنِّي، وَأَرَى أَنَّهَا فِي رَمَضَانَ، فَاطْلُبُوهَا فِي تِسْعٍ يَبْقَيْنَ أَوْ سَبْعٍ يَبْقَيْنَ أَوْ ثَلاَثٍ يَبْقَيْنَ، وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ، وَمَنْ قَامَ السَّنَةَ سَقَطَ عَلَيْهَا» ). [الدر المنثور: 15 / 544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وابنُ زَنْجُويَهْ، وَمُحَمدُ بنُ نصرٍ، عن أبي عَقْرَبٍ الأسديِّ، قالَ: أتَيْنَا ابنَ مسعودٍ في دارِه فسَمِعْناه يقولُ: صَدَقَ اللَّهُ ورسولُه. فسَأَلْتُه، فَقَالَ: إِنَّهُ أخبَرَنا: "أنَّ ليلةَ القدرِ في السبعِ مِن النصفِ الآخِرِ؛ وذلك أن الشمسَ تَطْلُعُ يومَئِذٍ بيضاءَ لا شعاعَ لها، فنَظَرَتُ إلى السماءِ فَرَأَيْتُهَا كَمَا حُدِّثْتُ فكَبَّرْتُ). [الدر المنثور: 15 / 544]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وابنُ جَرِيرٍ، من طريقِ الأسودِ، عن عبدِ اللَّهِ، قالَ: تَحَرَّوا ليلةَ القدرِ لسبعٍ تَبْقَى، تَحَرَّوْهَا لتسعٍ تبقَى، تَحَرَّوْهَا لإحدَى عَشْرَةَ تَبْقَى صبيحةَ بدرٍ؛ فإنَّ الشمسَ تَطْلُعُ كلَّ يومٍ بينَ قَرْنَي شيطانٍ، إلا صبيحةَ ليلةِ القدرِ؛ فإنَّها تَطْلُعُ يومَئِذٍ بيضاءَ ليسَ لها شعاعٌ). [الدر المنثور: 15 / 544-545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ زَنْجُويَهْ، وابنُ مَرْدُويَهْ بسندٍ صحيحٍ، عن أبي هريرةَ، قالَ: ذَكَرْنَا ليلةَ القدرِ عندَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَمْ بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ؟» قلنا: مَضَتْ ثنتانِ وعِشرونَ وبَقِيَ ثَمَانٍ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَضَتْ ثْنَتَانِ وَعِشْرُونَ وَبَقِيَتْ سَبْعٌ، الْتَمِسُوهَا اللَّيْلةَ، الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ» ). [الدر المنثور: 15 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أنسِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالَ: «الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ، وَفِي تِسْعَةٍ، وَفِي إِحْدَى عَشْرَةَ، وَفِي إِحْدَى وَعِشْرِينَ، وَفِي آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ»). [الدر المنثور: 15 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلةِ القدرِ: «إِنَّهَا آخِرُ لَيْلَةٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن معاويةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن أبي ذَرٍّ، قالَ: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، أخْبِرْنِي عن ليلةِ القدرِ شيءٌ يَكُونُ في زمانِ الأنبياءِ، يَنْزِلُ عليهم فيها الوحيُ، فإذا قُبِضُوا رُفِعَتْ أم هي إلى يومِ القيامةِ؟ قالَ: «بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ». قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، حَدِّثْنِي في أيِّ الشَّهْرِ هي؟ قالَ: «إِنَّ اللَّهَ لَوْ أَذِنَ لِي أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِهَا لأخْبَرْتُكُمْ بِِهَا فَالْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فِي إِحْدَى السَّبْعَيْنِ، ثُمَّ لا تَسْأَلْنِي عَنْهَا بَعْدَ مَرَّتِكَ هَذِهِ». ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى النَّاسِ يُحَدِّثَهُمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُ قَدِ اسْتَطْلَقَ بِهِ الحَدِيثُ قُلْتُ: أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ لَتُخْبِرَنِّي بِهَا فِي أَيِّ السَّبْعَيْنِ هِيَ ؟ فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ عَلَيَّ قَبْلَهَا وَلاَ بَعْدَهَا فَقَالَ:«إِنَّ اللهَ تَعَالَى لَوْ أَمَرَنِي أَنْ أُخْبِرَكُمْ لأَخْبَرْتُكُمْ، لا آمَنُ أَنْ تَكُونَ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ» قيلَ لأَبِي عَمْرٍو: أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ: «اطْلُبُوهَا فِي إِحْدَى السَّبْعَيْنِ»؟ قَالَ: يَعْنِي لَيْلَةَ ثَلاثٍ وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ). [الدر المنثور: 15 / 545-546]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وأَحْمَدُ وابنُ زَنْجُويَهْ والنَّسَائِيُّ وابنُ جَرِيرٍ في "تَهْذِيبِهِ" ومُحَمَّدُ بنُ نَصْرٍ والحَاكِمُ وصَحَّحَهُ، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيمانِ" عَنْ مَالِكِ بْنِ مَرْثَدٍ عنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ: أَسَأَلْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ؟ قالَ: أَنَا كُنْتُ أَسْأَلَ النَّاسِ عَنْهَا، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنْ لَيْلَةِ القَدْرِ، أَفِي رَمَضَانَ أَوْ فِي غَيْرِهِ؟ فَقالَ: «بَلْ هِيَ فِي رَمَضَانَ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَكُونُ مَعَ الأَنْبِيَاءِ مَا كَانُوا، فَإِذَا قُبِضَ الأَنْبِيَاءُ رُفِعَتْ، أَمْ هِيَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ؟ قَالَ: «بَلْ هِيَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ» فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، فِي أَيِّ رَمَضَانَ هِيَ؟ قالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأُوَلِ وَالعَشْرِ الأَوَاخِرِ» قالَ: ثُمَّ حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وحَدَّثَ، فاهْتَبَلْتُ غَفْلَتَهُ فقُلْتُ: في أَيِّ العَشْرَيْنِ؟ قالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأُوَلِ والعَشْرِ الأَوَاخِرِ» قالَ: ثُمَّ حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ وحَدَّثَ، فَاهْتَبَلْتُ غَفْلَتَهُ فقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَقْسَمْتُ عَلَيْكَ لَتُخْبِرَنِّي -أَوْ لَمَا أَخْبَرْتَنِي- فِي أَيِّ الْعَشْرِ هِيَ؟ قالَ: فَغَضِبَ عَلَيَّ غَضَبًا مَا غَضِبَ عَلَيَّ مِثْلَهُ لا قَبْلَهُ ولا بَعْدَهُ، فقَالَ: «إِنَّ اللهَ لَوْ شَاءَ لأَطْلَعَكُمْ عَلَيْهَا، الْتَمِسُوهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ لاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا »). [الدر المنثور: 15 / 546-547]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البخاريُّ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ، عن عائشةَ، أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 547-548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالكٌ والطَّيَالِسِيُّ وابنُ أبي شيبةَ وأحمدُ والبخاريُّ ومسلمٌ وابنُ ماجهْ وابنُ جَرِيرٍ والبَيْهَقِيُّ، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأوسطَ مِن شهرِ رمضانَ، فاعْتَكَفَ عاماً حتى إذا كانَ ليلةُ إحدى وعشرينَ، وهي الليلةُ التي يَخْرُجُ فيها مِن اعْتِكَافِه فقالَ: «مَنِ اعْتَكَفَ مَعِي فَلْيَعْتَكِفِ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ، وَقَدْ رَأَيْتُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ نُسِّيتُهَا، وَقَدْ رَأَيْتُنِي أَسْجُدُ مِنْ صَبِيحَتِهَا فِي مَاءٍ وَطِينٍ، فَالْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ، وَالْتَمِسُوهَا فِي كُلِّ وِتْرٍ». قالَ أبو سعيدٍ: فمَطِرَتِ السماءُ مِن تلكَ الليلةِ، وكانَ المسجدُ على عَرِيشٍ، فوَكَفَ المسجدُ. قالَ أبو سعيدٍ: فأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى جبهتِه وأنفِه أثرُ الماءِ والطينِ مِن صبيحةِ إحدى وعشرينَ). [الدر المنثور: 15 / 548]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالكٌ وابنُ سعدٍ وابنُ أبي شيبةَ وأحمدُ ومسلمٌ وابنُ زَنْجُويَهْ وابنُ خُزَيْمَةَ والطحاويُّ والبَيْهَقِيُّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أُنَيْسٍ، أنَّه سُئِلَ عن ليلةِ القدرِ فقالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: «الْتَمِسُوهَا اللَّيْلَةَ» وَتِلْكَ اللَّيْلَةَ لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ). [الدر المنثور: 15 / 548-549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالكٌ والبَيْهَقِيُّ، عن أبي النضْرِ موْلَى عُمَرَ بنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أن عبدَ اللهِ بنَ أُنَيْسٍ الجُهَنِيَّ، قالَ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا رسولَ اللَّهِ، إني رجلٌ شاسِعُ الدارِ، فمُرْنِي بليلةٍ أَنْزِلُ لها. فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْزِلْ لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَمَضَانَ» ). [الدر المنثور: 15 / 549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن الزُّهْرِيِّ، قالَ: قلتُ لِضَمُرَةَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ أُنَيْسٍ، ما قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبيكَ ليلةَ القدرِ؟ قالَ: كانَ أبي صاحِبَ باديةٍ، قالَ: فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، مُرْنِي بليلةٍ أَنْزِلُ فيها؟ قالَ: «انْزِلْ لَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ». قالَ: فلمَّا تَوَلَّى قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 549]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالكٌ، والبخاريُّ، ومسلمٌ، والبَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عُمَرَ، أن رجالاً مِن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَوْا ليلةَ القدرِ في السبعِ الأواخرِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنِّي أَرَى رُؤْيَاكُمْ قَدْ تَوَاطَأَتْ فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ، فَمَنْ كَانَ مُتَحَرِّيَهَا فَلْيَتَحَرَّهَا فِي السَّبْعِ الأَوَاخِرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 549-550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وأحمدُ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، والبخاريُّ والبَيْهَقِيُّ، عن عُبادَةَ بنِ الصامتِ، قالَ: خَرَجَ نبيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يُرِيدُ أن يُخْبِرَنا بليلةِ القدرِ، فتَلاَحَى رجلانِ مِن المسلمينَ، قالَ:«خَرَجْتُ لأُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فُلانٌ وَفُلانٌ فَرُفِعَتْ، وَعَسَى أَنْ يَكُونَ خَيْراً لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ»). [الدر المنثور: 15 / 550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّيَالِسِيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عن عُبَادَةَ بنِ الصامتِ، أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ وهو يُرِيدُ أن يُخْبِرَ أصحابَه بليلةِ القدرِ، فتلاحَى رجلانِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَرَجْتُ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ بِلَيْلَةِ الْقَدْرِ، فَتَلاَحَى رَجُلاَنِ، فَاخْتَلَجَتْ مِنِّي، فاطْلُبُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى أو تاسِعَةٍ تَبْقَى أَوْ خَامِسَةٍ تَبْقَى» ). [الدر المنثور: 15 / 550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البخاريُّ، وأبو داودَ، وابنُ جَرِيرٍ، والبَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، وَفِي سَابِعَةٍ تَبْقَى وَفِي خَامِسَةٍ تَبْقَى» ). [الدر المنثور: 15 / 550-551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، عن أنَسٍ، أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فِي تَاسِعَةٍ وَسَابِعَةٍ وَخَامِسَةٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطَّيَالِسِيُّ، وابنُ أبي شَيْبَةَ، وأحمدُ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، والترمذيُّ وصَحَّحَه، والنَّسَائِيُّ، وابنُ جَرِيرٍ، والحاكمُ وصَحَّحَه، والبَيْهَقِيُّ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ جَوْشَنٍ، قالَ: ذُكِرَتْ ليلةُ القدرِ عندَ أبي بَكْرَةَ، فقالَ أبو بَكْرَةَ: أمَّا أنا فلستُ بِمُلْتَمِسِها إلاَّ في العشرِ الأواخرِ، بعدَ حديثٍ سَمِعْتُه من رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقولُ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، لِتَاسِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ سَابِعَةٍ تَبْقَى، أَوْ ثَالِثَةٍ تَبْقَى أَوْ آخِرَ لَيْلَةٍ» فكانَ أبو بَكْرَةَ يُصَلِّي في عشرينَ مِن رمضانَ كما كانَ يُصَلِّي في سائِرِ السنةِ، فإذا دَخَلَ العَشْرُ اجْتَهَدَ). [الدر المنثور: 15 / 551]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، ومسلمٌ، وأبو داودَ، والبَيْهَقِيُّ، من طريقِ أبي نَضْرَةَ، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، وَالْتَمِسُوهَا فِي التَّاسِعَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالْخَامِسَةِ» قلتُ: يا أبا سعيدٍ، إنكم أعْلَمُ بالعددِ مِنَّا. قالَ: أجَلْ. قلتُ: ما التاسعةُ والسابعةُ والخامسةُ؟ قالَ: إذا مَضَتْ واحدةٌ وعشرون فالتي تَلِيها التاسعةُ، وإذا مضَى الثلاثُ والعشرون، فالتي تليها السابعةُ، وإذَا مضَى خمسٌ وعشرون فالتي تليها الخامسةُ). [الدر المنثور: 15 / 551-552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطيالِسِيُّ، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ:«لَيْلةُ الْقَدْرِ أَرْبَعٌ وَعِشْرُونَ» ). [الدر المنثور: 15 / 552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، والطحاويُّ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ والطبرانيُّ، وأبو داودَ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن بلالٍ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةَ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ» ). [الدر المنثور: 15 / 552]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ سعدٍ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ عُسَلْةَ الصُّنَابِحِيِّ ، قالَ: ما فاتَنِي رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا بخمسِ ليالٍ تُوفِّيَ وأنا بالجُحْفَةِ، فقَدِمْتُ على أصحابِه مُتَوَافِرِينَ، فسألتُ بلالاً عن ليلةِ القدرِ فقالَ: ليلةَ ثلاثٍ وعشرينَ). [الدر المنثور: 15 / 552-553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ ، عن رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالَ: «الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ» ). [الدر المنثور: 15 / 553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطيالِسِيُّ، وابنُ زَنْجُويَهْ، وابنُ حِبَّانَ، والبَيْهَقِيُّ، عن أبي ذَرٍّ ، قالَ: صُمْنَا معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فلم يَقُمْ بِنا شيئاً من الشهرِ، حتى إذا كانَت ليلةُ أربعٍ وعشرين السابِعُ مما يَبْقَى، صلَّى بنا حتى كادَ أن يذهَبَ ثُلُثُ الليلِ، فلما كانَتْ ليلةُ خمسٍ وعشرين لم يُصَلِّ بنا، فلمَّا كانَتْ ليلةُ ستٍّ وعشرين الخَامِسَةُ مِمَّا يَبْقَى صَلَّى بنا، حتى كاد أن يَذهَبَ شَطْرُ الليلُ، فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، لو نَفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ ليلَتِنَا فقالَ: «لاَ، إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ»، فلمَّا كانَت ليلةُ سبعٍ وعشرينَ لم يُصَلِّ بِنَا، فلمَّا كانَتْ ليلةُ ثمانٍ وعشرين جَمَعَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واجْتَمَعَ له الناسُ، فصَلَّى بنا حتى كادَ أنْ يَفُوتَنا الفلاحُ، ثم لم يُصَلِّ بِنا شيئاً مِن الشهرِ. والفلاحُ: السحورُ). [الدر المنثور: 15 / 553]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، وأحمدُ، وابنُ زَنْجُويَهْ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، ومسلمٌ وأبو داودَ والترمذيُّ، والنَّسائِيُّ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ حِبَّانَ وابنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عن زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، قالَ: سَأَلْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ عن ليلةِ القَدْرِ، قلتُ: إن أخاكَ عبدَ اللَّهِ بنَ مسعودٍ يقولُ: مَن يَقُمِ الحَوْلَ يُصِبْ ليلةَ القدرِ. فحَلَفَ لا يَسْتَثْنِي أنَّها ليلةَ سبعٍ وعشرين.
قلتُ: بِمَ تقولُ ذلك أبا المُنْذِرِ؟ قالَ: بالآيةِ والعلامةِ التي قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهَا تُصْبِحُ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ تَطْلُعُ الشَّمْسُ لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ». ولفظُ ابنِ حِبَّانَ: «بَيْضَاءُ لاَ شُعَاعَ لَهَا كأَنَّها طَسْتٌ» ). [الدر المنثور: 15 / 553-554]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ، والحاكمُ وصحَّحَه، والبَيْهَقِيُّ، من طريقِ عاصِمٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ ، قالَ: كانَ عُمَرُ يَدْعُونِي معَ أصحابِ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويقولُ: لا تَتَكَلَّمْ حتى يَتَكَلَّمُوا، فدَعَاهم فسَأَلَهم فقالَ: أَرَأَيْتُمْ قولَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في ليلةِ القدرِ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ وِتْراً، أَيَّ لَيْلَةٍ تَرَوْنَهَا؟» فقالَ بعضُهم: ليلةَ إحدَى وعشرين، وقالَ بعضُهم: ليلةَ ثلاثٍ، وقالَ بعضُهم: ليلةَ خمسٍ، وقالَ بعضُهم: ليلةَ سبعٍ. فقالَوا: وأنا ساكتٌ. فقالَ، مالَكَ لا تَتَكَلَّمُ؟ فقلتُ: إنك أمَرْتَنِي ألاَّ أتَكَلَّمَ حتى يَتَكَلَّمُوا. فقالَ: ما أَرْسَلْتُ إليكَ إلا لِتتَكَلَّمَ. فقالَ: إني سَمِعْتُ اللَّهَ يَذْكُرُ السبعَ؛ فذَكَرَ سبْعَ سماواتٍ ومِن الأرضِ مِثْلَهُنَّ، وخلَقَ الإنسانَ مِن سبعٍ، ونَبْتُ الأرضِ سَبْعٌ. فقالَ عُمَرُ: هذا أخْبَرْتَنِي بما أعلَمُ، أَرَأَيتَ ما لا أعْلَمُ؟ فذلك نبتُ الأرضِ سبعٌ. قلتُ: قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَشَقَقْنَا الأَرْضَ شَقًّا فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}. قالَ: فالحدائقَ غُلْباً الحيطانُ من النخلِ والشجرِ، {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}. فالأبُّ ما أنْبَتَتِ الأرضُ مما تَأْكُلُه الدوابُّ والأنعامُ ولا تأكلُه الناسُ. فقالَ عُمَرُ لأصحابِه: أَعَجَزْتُم أنْ تَقُولوا كما قالَ هذا الغلامُ الذي لم يَجْتَمِعْ شُؤُونُ رأسِه، واللَّهِ إني لأرَى القولَ كما قلتَ، وقد كُنْتُ أمَرْتُكَ ألاَّ تَتَكَلَّمَ حَتى يَتَكَلَّمُوا وَإِنِّي آمُرُكَ أَنْ تَتَّكَلَمَ مَعَهُمْ). [الدر المنثور: 15 / 554-555]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وابنُ رَاهُويَهْ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، والطبرانيُّ، والبَيْهَقِيُّ، مِن طريقِ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عبَّاسٍ ، قالَ: دعا عُمَرُ أصحابَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُمْ عن ليلةِ القدرِ، فاجْمَعُوا أنَّها في العشرِ الأواخرِ، فقلتُ لعمرَ: إني لأعلَمُ وإني لأظنُّ أيَّ ليلةٍ هي. قالَ: وأيُّ ليلةٍ هي؟ قُلْتُُ: سابعةٌ تَمْضِي أو سَابِعَةٌ تبقى من العشرِ الأواخِرِ. قالَ عُمَرُ: ومِن أينَ عَلِمْتَ ذلك؟ قلتُ: خَلَقَ اللَّهُ سبعَ سماواتٍ، وسبعَ أرَضينَ، وسبعَ أيامٍ، وإن الدهرَ يَدُورُ في سبعٍ، وخُلِقَ الإنسانُ من سبعٍ، ويأكلُ من سبعٍ، ويسجُدُ على سبعةِ أعضاءٍ، والطوافُ بالبيتِ سبعٌ، والجِمارُ سبعٌ -.لأشياءَ ذَكَرَها-.
فقالَ عُمَرُ: لقد فَطِنْتَ لأمرٍ ما فَطِنَّا له. وكانَ قتادةُ يزيدُ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: ويأكُلُ من سبعٍ. قالَ: هو قولُ اللَّهِ : {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَعِنَباً وَقَضْباً} الآيةَ). [الدر المنثور: 15 / 555-556]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ سعدٍ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ ، قالَ: كانَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يُدْنِي ابنَ عبَّاسٍ ، وكانَ ناسٌ مِن أصحابِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكأنَّهم وَجَدُوا في أنفسِهم، فقالَ: لأُرِيَنَّكُم اليومَ منه شيئاً تَعْرِفُون فضلَه، فسَأَلَهم عن هذه السورةِ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ}. فقالَوا: أُمِرَ نَبِيُّنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا رأَى مسارعةَ الناسِ في الإسلامِ ودُخُولَهم فيه أن يَحْمَدَ اللَّهَ ويَسْتَغْفِرَه. فقالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: يا ابنَ عباسٍ ما لَكَ لا تَتَكَلَّمُ؟ فقالَ: أَعْلَمَهُ مَتَى يَمُوتُ. قالَ: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً}. فهي آيَتُكَ مِن الموتِ. فقالَ عُمَرُ: صَدَقَ والذي نَفْسُ عُمَرَ بيدِه، ما أعْلَمُ منها إلا ما عَلِمْتَ. قالَ: وسأَلَهم عن ليلةِ القدرِ، فأكثَرُوا فيها، فقالُوا: كنَّا نَرَى أنَّها في العَشْرِ الأَوْسَطِ، ثم بَلَغَنا أنَّها في العَشْرِ الأوَاخِرِ، فأَكْثَرُوا فيها، فقالَ بعضُهم: ليلةَ إحدَى وعشرين، وقالَ بعضُهم: لَيْلَةَ ثلاثٍ وعشرين، وقالَ بعضُهم: سبعٍ وعشرين. فقالَ عُمَرُ: مَا لَكَ يا ابنَ عباسٍ لا تَتَكَلَّمُ؟ قالَ: اللَّهُ أعلمُ. قالَ: قد نَعْلَمُ أن اللَّهَ أعلمُ، ولكني إنما أسأَلُكَ عن عِلْمِكَ. فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: إنَّ اللَّهَ وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ؛ خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ والأرضينَ سبعًا، وَجَعَلَ عَدَدَ الأَيَّامِ سَبْعاً، وَجَعَلَ الطوافَ بالبيتِ سبعاً، والسعيَ بينَ الصفا والمروةِ سبعاً، ورَمْيَ الجِمارِ سبعاً، وخَلَقَ الإنسانَ مِن سبعٍ، وجَعَلَ رِزْقَه مِن سبعٍ. قالَ: كيفَ خَلَقَ الإنسانَ مِن سبعٍ وجَعَلَ رِزْقَه مِن سبعٍ؟ فقد فَهِمْتَ مِن هذا شيئاً لم أفْهَمْه؟ قالَ: قولُ اللَّهِ: {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلاَلَةٍ مِنْ طِينٍ}. إلى قولِه: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}. ثم ذَكَرَ رِزْقَه فقالَ: {إِنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا}. إلى قولِه: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}. فالأبُّ ما أَنْبَتَتِ الأرضُ للأنعامِ، والسبعةُ رِزْقٌ لِبَنِي آدَمَ. قالَ: لا أرَاهَا,، واللَّهُ أعلمُ,، إلاَّ لثلاثٍ يَمْضِينَ وسَبْعٍ يَبْقَينَ). [الدر المنثور: 15 / 556-557]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو نُعَيْمٍ في "الحِلْيَةِ" مِن طريقِ محمدِ بنِ كعبٍ القُرَظِيِّ ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أن عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ جلَسَ في رَهَطٍ مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من المهاجرينَ، فذَكَرُوا ليلةَ القدرِ، فتَكَلَّمَ منهم مَن سَمِعَ فيها بشيءٍ مما سَمِعَ، فتَرَاجَعَ القومُ فيها الكلامَ، فقالَ عُمَرُ: مالَكَ يا بنَ عبَّاسٍ صَامِتٌ لا تَتَكَلَّمُ؟ تَكَلَّمْ ولا يَمْنَعْكَ الحَدَاثَةُ. قالَ ابنُ عبَّاسٍ : فقلتُ: يا أميرَ المؤمنين، إنَّ اللَّهَ تعالى وِتْرٌ يُحِبُّ الوِتْرَ، فجَعَلَ أيامَ الدنيا تَدُورُ على سبْعٍ، وخلَقَ الإنسانَ مِن سبْعٍ، وجعَلَ فَوْقنا سماواتٍ سبعاً، وخلَقَ تَحْتَنا أَرَضِين سَبعاً، وأَعْطَى مِنَ المَثَانِي سبعاً، ونَهَى في كتابِه عن نِكاحِ الأقربين عن سبعٍ، وقَسَّمَ الميراثَ في كتابِه على سبعٍ، ونَقَعُ في السجودِ من أجسادِنا على سبعٍ، وطافَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالكعبةِ سبعاً وبينَ الصفا والمروةِ سبعاً، ورَمْيُ الجِمارِ سبعٌ لإقامةِ ذِكْرِ اللَّهِ في كتابِه، فأراها في السبعِ الأواخرِ من شهرِ رمضانَ، واللَّهُ أعلمُ. قالَ: فتَعَجَّبَ عُمَرُ وقالَ: وما وَافَقَنِي فيها أحدٌ إلا هذا الغلامُ الذي لَتَسْتَوِي شؤُونَ رأسِه، إن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ» ثم قالَ: يَا هؤلاءِ، مَن يُؤَدِّيني في هذا كأداءِ ابنِ عبَّاسٍ). [الدر المنثور: 15 / 557-558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن ابنِ عُمَرَ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ» ). [الدر المنثور: 15 / 558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ، عن زِرٍّ ، أنَّه سُئِلَ عن ليلةِ القدرِ فقالَ: كانَ عُمَرُ وحُذَيْفَةُ وناسٌ مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا يَشُكُّونَ أنَّها ليلةَ سبعٍ وعشرين). [الدر المنثور: 15 / 558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ في "تَهْذِيبِه"، عن مُعاويةَ بنِ أبي سُفْيَانَ، عنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةَ سَبْعٍ وعِشرِينَ» ). [الدر المنثور: 15 / 558]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ في "تَهْذِيبِه"، عن معاويةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ، والطبرانيُّ، وابنُ مَرْدُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ في "الدلائلِ"، عن ابنِ عبَّاسٍ ، قالَ: أُتِيتُ وأنا نائِمٌ في رَمَضَانَ فقِيلَ لي: إن الليلةَ ليلةُ القدرِ، فقُمْتُ وأنا ناعِسٌ، فتَعَلَّقْتُ ببعضِ أطنابِ فُسْطَاطِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأتيتُ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يُصَلِّي، فنَظَرْتُ في الليلةِ فإذا هي ليلةَ ثلاثٍ وعشرين. قالَ: فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: إن الشيطانَ يَطْلُعُ معَ الشمسِ كلَّ ليلةٍ إلاَّ ليلةَ القَدْرِ؛ وذلك أنَّها تَطْلُعُ يومَئِذٍ بيضاءَ لا شعاعَ لها). [الدر المنثور: 15 / 559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، والحاكِمُ وصحَّحَه، عن النعمانِ بنِ بَشيرٍ ، قالَ: قُمْنا معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رمضانَ ليلةَ ثلاثٍ وعشرين إلى ثُلُثِ الليلِ، ثم قمنا معَه ليلةَ خمسٍ وعشرين إلى نصفِ الليلِ، ثم قمنا معَه ليلةَ سبعٍ وعشرين، حتى ظَنَنْتُ أنَّا لا نُدْرِكُ الفَلاَحَ، وَكُنَّا نُسَمِيهَا الفَلاحَ، وأنتم تُسَمُّون السُّحُورَ، وأنتُم تقولونَ: ليلةُ سابعةٍ ثلاثٍ وعِشْرِين، ونحن نقولُ: ليلةُ سابعةٍ سبعٍ وعشرين، أفنحن أَصْوَبُ أم أنتم؟). [الدر المنثور: 15 / 559]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْبَاقِيَاتِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فِي الْخَامِسَةِ وَالسَّابِعَةِ وَالتَّاسِعَةِ» ). [الدر المنثور: 15 / 560]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البخاريُّ في "تارِيخِه"، عن ابنِ عَمْرٍو ، سأَلَ عُمَرُ أصحابَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ليلةِ القدْرِ، فقالَ ابنُ عبَّاسٍ: إن ربِّي يُحِبُّ السبعَ {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي}. قالَ البخاريُّ: في إسنادِه نَظَرٌ). [الدر المنثور: 15 / 560]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطيالِسِيُّ، وأحمدُ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي هريرةَ ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ في ليلةِ القدرِ: «إِنَّهَا لَيْلَةُ سَابِعَةٍ أَوْ تَاسِعَةٍ وَعِشْرِينَ، وَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ فِي الأَرْضِ أَكْثَرُ مِنْ عَدَدِ الْحَصَى» ). [الدر المنثور: 15 / 560]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، مِن طريقِ أبي ميمونٍ، عن أبي هريرةَ ، قالَ: إنَّها السابعةُ وتاسعةُ والملائكةُ معَها أكثرُ مِن عددِ نجومِ السماءِ، وزَعَمَ أنَّها في قَوْلِ أبي هريرةَ ليلةَ أربعٍ وعشرين). [الدر المنثور: 15 / 560]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ جَرِيرٍ، والطبرانيُّ، والبَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عبَّاسٍ ، أن رجلاً أتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقالَ: يا نَبِيَّ اللَّهِ، إني شيخٌ كبيرٌ يَشُقُّ عليَّ القيامُ، فمُرْنِي بليلةٍ، لعَلَّ اللَّهَ أن يُوَفِّقَنِي فيها لليلةِ القدرِ، قالَ: «عَلَيْكَ بِالسَّابِعَةِ» ). [الدر المنثور: 15 / 560-561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ، وابنُ مَنِيعٍ، والبخاريُّ في تاريخِه، والطبرانيُّ، وأبو الشيخِ، والبَيْهَقِيُّ، عن حوْط العبديِّ، قالَ: سُئِلَ زيدُ بنُ أرْقَمَ عن ليلةِ القدرِ، فقالَ: ليلةَ سبعَ عشرةَ، ما نشُكُّ ولا تَسْتَثْنِي. وقالَ: ليلةَ نزَلَ القرآنُ ويومُ الفرقانِ يومَ التقى الجَمعانِ). [الدر المنثور: 15 / 561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الحَارِثُ بنُ أبي أسامةَ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ ، قالَ: هي الليلةُ التي لَقِيَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في يَوْمِها أهلَ بدرٍ، يقولُ اللَّهُ: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}. قالَ جعْفَرٌ: بَلَغَنِي أنَّها ليلةَ ستَّ عشرةَ أو سبعَ عشرةَ). [الدر المنثور: 15 / 561]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، وابنُ أبي شيبةَ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، والطبرانيُّ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ مسعودٍ قالَ: الْتَمِسُوا ليلةَ القدرِ لسبعَ عشرةَ خَلَتْ مِن رمضانَ؛ فإنَّها صَبِيحَةَ يومِ بدرٍ التي قالَ اللَّهُ: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ}. وفي إحدَى وعشرين، وفي ثلاثٍ وعشرين؛ فإنَّها لا تكونُ إلاَّ في وِتْرٍ). [الدر المنثور: 15 / 561-562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ مسعودٍ ، قالَ: قالَ لنا رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اطْلُبُوهَا لَيْلَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ وَلَيْلَةَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ» ثم سَكَتَ). [الدر المنثور: 15 / 562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطحاويُّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ أُنَيْسٍ ، أنَّه سألَ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ليلةِ القدرِ فقالَ: «تَحَرَّهَا فِي النِّصْفِ الأَخِيرِ» ثم عادَ فسَأَلَه فقالَ: «إِلَى ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ». فَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحْيي لَيْلَةَ سِتَّ عَشْرَةَ إِلَى ثلاثٍ وَعِشْرِين). [الدر المنثور: 15 / 562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، عن معاذِ بنِ جَبَلٍ ، أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عن ليلةِ القدرِ، فقالَ: «هِي فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ، أَوْ فِي الثَّالِثَةِ، أَوْ فِي الْخَامِسَةِ» ). [الدر المنثور: 15 / 562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ ، أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: «اطْلُبُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ؛ فِي تِسْعٍ يَبْقَيْنَ، وَسَبْعٍ يَبْقَيْنَ، وَخَمْسٍ يَبْقَيْنَ، وَثَلاَثٍ يَبْقَيْنَ» ). [الدر المنثور: 15 / 562]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وابنُ أبي شَيْبَةَ، عن أبي قِلاَبَةَ ، قالَ: ليلةُ القدرِ تَنْتَقِلُ في العشرِ الأواخرِ في كلِّ وِتْرٍ). [الدر المنثور: 15 / 563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن أبي بكرِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ الحَارثِ بنِ هشامٍ، قالَ: ليلةُ القدرِ ليلةَ سبعَ عشرةَ ليلةَ جُمُعَةٍ). [الدر المنثور: 15 / 563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو الشيخِ، عن عمرِو بنِ الحارِثِ، قالَ: إنما أرَى أن ليلةَ القدرِ لسبعَ عشرةَ، ليلةَ الفرقانِ). [الدر المنثور: 15 / 563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، والطبرانيُّ، عن خَارِجَةَ بنِ زيدٍ بنِ ثابِتٍ ، عن أبيه، أنَّه كانَ يُحْيِي ليلةَ ثلاثٍ وعشرين من شهرِ رمضانَ، وليلةَ سبعٍ وعشرين، ولا كإحياءِ ليلةِ سبعَ عشرةَ، فقِيلَ له: كيف تُحْيِي ليلةَ سبعَ عشرةَ؟ قالَ: إن فيها نَزَلَ القرآنُ وفي صَبِيحَتِها فَرْقٌ بينَ الحقِّ والباطِلِ). [الدر المنثور: 15 / 563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ، عن ابنِ مسعودٍ في ليلةِ القدرِ: تَحَرَّوهَا لإحدَى عشرةَ يَبْقَيْنَ، صَبِيحَتُها يومُ بدرٍ، ولتِسْعٍ يَبْقَيْنَ، ولسبعٍ يَبْقَيْنَ؛ فإن الشمسَ تَطْلُعُ كلَّ يومٍ بينَ قَرْنَي الشيطانِ إلا صَبِيحَةَ ليلةِ القدرِ؛ فإنَّها تَطْلُعُ ليسَ لها شعاعٌ). [الدر المنثور: 15 / 563]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطيَالِسِيُّ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، والبَيْهَقِيُّ وضعَّفَه، عن ابنِ عبَّاسٍ ، أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ في ليلةِ القدرِ: «لَيْلَةٌ سَمِحَةٌ طَلْقَةٌ، لاَ حَارَّةٌ وَلاَ بَارِدَةٌ، تُصْبِحُ شَمْسُهَا صَبِيحَتَهَا ضَعِيفَةً حَمْرَاءَ» ). [الدر المنثور: 15 / 564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن الحسنِ ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةٌ بَلِجَةٌ سَمِحَةٌ، تَطْلُعُ شَمْسُهَا، لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ» ). [الدر المنثور: 15 / 564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ في "تهذيبِه"، عن أبي قِلابةَ، قالَ: ليلةُ القدرِ تَجُولُ في ليالي العشرِ كلِّها). [الدر المنثور: 15 / 564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البخاريُّ، ومسلمٌ، والبَيْهَقِيُّ، عن أبي هريرةَ ، عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قالَ: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيْمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ). [الدر المنثور: 15 / 564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن عليٍّ ، قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذا دخَلَ العشرُ الأوَاخرُ أيْقَظَ أهلَه ورَفَعَ المِئْزَرَ). [الدر المنثور: 15 / 564]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن عائشةَ ، قالَت: كانَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِدُ في العشرِ، اجْتِهاداً لا يَجْتَهِدُ في غيرِه). [الدر المنثور: 15 / 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ، قالَ: أنا واللَّهِ,، حَرَّضْتُ عُمَرَ على القيامِ في شهرِ رمضانَ. قِيلَ: وكيف ذلك يا أميرَ المؤمنين؟ قالَ: أخْبَرْتُه أن في السماءِ السابعةِ حظيرةٌ يُقالَُ لها: حظيرةُ القُدْسِ، فيها ملائكةٌ يُقالَُ لهم: الرُّوح،ُ وفي لفظٍ: الرَّوْحَانِيُّونَ، فإذا كانَ ليلةُ القدرِ اسْتَأْذنوا ربَّهم في النزولِ إلى الدنيا فيَأْذَنُ لهم، فلا يَمُرُّون بمسجدٍ يُصَلَّى فيه، ولا يَسْتَقْبِلُون أحداً في طريقٍ إلا دَعَوْا له فأصابه منهم بركةٌ. فقالَ له عمرُ: يا أبا الحسنِ، فنُحَرِّضُ الناسَ على الصلاةِ حتى تُصِيبَهم البركةُ، فأمَرَ الناسَ بالقيامِ). [الدر المنثور: 15 / 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن أنسِ بنِ مالكٍ، قالَ: قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ حَتَّى يَنْقَضِيَ شَهْرُ رَمَضَانَ فَقَدْ أَصَابَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ بِحَظٍّ وَافِرٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ خُزَيْمَةَ، والبَيْهَقِيُّ، عن أبي هريرةَ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ الأَخِيرَةَ فِي جَمَاعَةٍ فِي رَمَضَانَ فَقَدْ أَدْرَكَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 565]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ زَنْجُويَهْ، عن ابنِ عمرٍو، قالَ: مَن صَلَّى صَلاةَ العشاءِ أصابَ ليلةَ القدرِ). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالكٌ، وابنُ أبي شيبةَ، وابنُ زَنْجُويَهْ، والبَيْهَقِيُّ، عن سعيدِ بنِ المُسَيِّبِ، قالَ: مَن شَهِدَ العشاءَ ليلةَ القدرِ في جماعةٍ فقد أخَذَ بحَظِّه مِنها). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن عليٍّ، قالَ: مَن صَلَّى العشاءَ كلَّ ليلةٍ في شهرِ رمضانَ حتى يَنْسَلِخَ فقد قامَه). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ عن عامِرٍ، قالَ: يومُها كلَيلَتِها وليلَتُها كيومِها). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن الحسنِ بنِ الحُرِّ، قالَ: بَلَغَنِي أن العملَ في يومِ القدْرِ كالعملِ في لَيْلَتِها). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، والترمذيُّ وصحَّحَه، والنَّسائيُّ، وابنُ ماجهْ، ومحمد بنُ نصرٍ والبَيْهَقِيُّ، عن عائشةَ، قالَت: قلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، إن وَافَقْتُ ليلةَ القدرِ فما أقولُ؟ قالَ: «قولي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» ). [الدر المنثور: 15 / 566]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ ومحمدُ بنُ نصرٍ والبَيْهَقِيُّ، عن عائشةَ، قالَت: لو عَرَفْتُ أيٌّ ليلةٍ ليلةُ القدرُ ما سألتُ اللَّهَ فيها إلا العافيةَ). [الدر المنثور: 15 / 567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن عائشةَ، قالَتْ: لو عَلِمْتُ أيٌّ ليلةُ لَيْلَةُ القدرِ كانَ أكثرُ دعائي فيها: أسأَلُ اللَّهَ العفوَ والعافيةَ). [الدر المنثور: 15 / 567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في "شعَبِ الإيمانِ"، عن أبي يَحْيَى بنِ أبي مُرَّةَ، قالَ: طُفْتُ ليلةَ السابعِ والعشرين مِن شهرِ رمضانَ فأُريتُ الملائكةَ تَطُوفُ في الهواء حَوَالَيِ البيتِ). [الدر المنثور: 15 / 567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، من طريقِ الأوزاعيِّ، عن عَبْدَةَ بنِ أبي لُبَابَةَ، قالَ: ذُقْتُ ماءَ البحرِ ليلةَ سبعٍ وعشرين من شهرِ رمضانَ، فإذا هو عذْبٌ). [الدر المنثور: 15 / 567]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن أيوبَ بنِ خالدٍ، قالَ: كنتُ في البحرِ فأَجْنَبْتُ ليلةَ ثلاثٍ وعشرين مِن شهرِ رمضانَ، فاغْتَسَلْتُ من ماءِ البحرِ، فوَجَدْتُه عذْباً فُراتاً). [الدر المنثور: 15 / 567-568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ زَنْجُويَهْ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، عن كعبِ الأحبارِ، قالَ: نَجِدُ هذه الليلةَ في الكتبِ حَطُوطاً تَحُطُّ الذنوبَ. يريدُ ليلةَ القدرِ). [الدر المنثور: 15 / 568]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ عن أنسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْقَدْرِ نَزَلَ جِبْرِيلُ فِي كَبْكَبَةٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ يُصَلُّونَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ قَائِمٍ أَوْ قَاعِدٍ يَذْكُرُ اللَّهَ تعالى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدِهِمْ بَاهَى بِهِمُ مَلاَئِكَتَهُ فقالَ: يَا مَلاَئِكَتِي، مَا جَزَاءُ أَجِيرٍ وَفَّى عَمَلَهُ؟ قَالُوا: رَبَّنَا، جَزَاؤُهُ أَنْ يُوفَّى أَجْرَهُ. قالَ: يا مَلاَئِكَتِي عَبِيدِي وَإِمَائِي قَضَوْا فَرِيضَتِي عليهم، ثم خَرَجُوا يَعُجُّونَ إِلَيَّ بِالدُّعَاءِ، وَعِزَّتِي وَجَلاَلِي وَكَرَمِي وَعَلُوِّي وارْتِفَاعِ مَكَانَي لأُجِيبَنَّهُمْ، فَيَقُولُ: ارْجِعُوا فَقَدْ غَفَرْتُ لَكُمْ وَبَدَّلْتُ سَيِّئَاتِكُمْ حَسَنَاتٍ، فَيَرْجِعُونَ مَغْفُوراً لَهُمْ» ). [الدر المنثور: 15 / 568]
تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) }
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدّثني مسلمة بن عليٍّ عن عليّ بن عروة قال: ذكر رسول اللّه يومًا أربعةً من بني إسرائيل فقال: عبدوا، والله، ثمانين عامًا لم يعصوه طرفة عينٍ، فذكر أيوب، وزكرياء، وحزقيل، وابن العجوز، ويوشع ابن نونٍ؛ قال: فعجب أصحاب النّبيّ من ذلك، فأتاه جبريل فقال: يا محمّد، عجبت أمّتك من عبادة هؤلاء النّفر ثمانين سنةً لم يعصوا اللّه طرفة عينٍ، فقد أنزل اللّه عليك خيرًا من ذلك، ثمّ قرأ عليه: {إنا أنزلناه في ليلة القدر (1) وأما أدراك ما ليلة القدر}، هذا أفضل ممّا عجبت أنت وأمّتك منه؛ فسرّ بذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم والنّاس معه). [الجامع في علوم القرآن: 1/ 109-110]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}. يَقُولُ: وَمَا أَشْعَرَكَ يا مُحَمَّدُ أيُّ شَيْءٍ لَيْلَةُ القَدْرِ؟). [جامع البيان: 24 / 545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ في المُصَنَّفِ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: ليلةُ الحُكْمِ، {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}. قالَ: ليلةُ الحكمِ). [الدر المنثور: 15 / 537] (م)
تفسير قوله تعالى: { لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: {خير من ألف شهر} قال: خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال الثوري: وقال مجاهد: صيامها وقيامها أفضل من صيام ألف شهر وقيامه ليس فيه ليلة القدر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا محمود بن غيلان، قال: حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، قال: حدّثنا القاسم بن الفضل الحدّانيّ، عن يوسف بن سعدٍ، قال: قام رجلٌ إلى الحسن بن عليٍّ، بعد ما بايع معاوية، فقال: سوّدت وجوه المؤمنين، أو يا مسوّد وجوه المؤمنين فقال: لا تؤنّبني رحمك اللّه، فإنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أري بني أميّة على منبره فساءه ذلك، فنزلت: {إنّا أعطيناك الكوثر} يا محمّد، يعني نهرًا في الجنّة، ونزلت: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر (1) وما أدراك ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ} يملكها بعدك بنو أميّة يا محمّد قال القاسم، فعددناها فإذا هي ألف شهرٍ لا تزيد يومًا ولا تنقص.
هذا حديثٌ غريبٌ، لا نعرفه إلاّ من هذا الوجه من حديث القاسم بن الفضل.
وقد قيل عن القاسم بن الفضل، عن يوسف بن مازنٍ، والقاسم بن الفضل الحدّانيّ هو ثقةٌ؛ وثّقه يحيى بن سعيدٍ وعبد الرّحمن بن مهديٍّ، ويوسف بن سعدٍ رجلٌ مجهولٌ ولا نعرف هذا الحديث على هذا اللّفظ إلاّ من هذا الوجه). [سنن الترمذي: 5 / 301-302]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ذكر رجلا من بني إسرائيل لبس السّلاح في سبيل اللّه ألف شهرٍ، قال: فعجب المسلمون من ذلك، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر (1) وما أدراك ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ} للّذي لبس السّلاح فيه ذلك الرّجل). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 68]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (خيرٌ مِنْ ألفِ شَهْرٍ.
اخْتَلَفَ أهلُ التَأْوِيلِ في معنَى ذلكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: معنى ذلكَ: العملُ في ليلةِ القدرِ بِمَا يُرْضِي اللَّهَ خَيْرٌ مِنَ العملِ في غَيْرِهَا أَلْفَ شَهْرٍ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ حميدٍ، قَالَ: ثنا مَهْرَانُ، عَنْ سفيانَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ مجاهدٍ {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قَالَ: عَمَلُهَا وَصِيَامُهَا وَقِيَامُهَا خَيْرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ.
قَالَ: ثنا الحَكَمُ بنُ بشيرٍ، قَالَ: ثنا عَمْرُو بنُ قيسٍ المُلائِيُّ، قولُهُ: {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قَالَ: عَمَلٌ فيها خيرٌ مِنْ عَمَلِ أَلْفِ شَهْرٍ.
وقالَ آخرونَ: معنى ذلكَ أنَّ ليلةَ القدرِ خَيْرٌ مِنْ ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القدرِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادةَ {خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}: ليسَ فيها ليلةُ القدرِ.
وقالَ آخرونَ في ذلكَ ما حَدَّثَنَا ابنُ حميدٍ، قَالَ: ثنا حَكَّامُ بنُ سَلْمٍ، عَنِ المُثَنَّى بنِ الصَّبَّاحِ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كانَ في بَنِي إِسرائيلَ رَجُلٌ يقومُ الليلَ حتَّى يُصْبِحَ، ثمَّ يُجَاهِدُ العدوَّ بالنهارِ حتَّى يُمْسِيَ، فَفَعَل ذلكَ ألفَ شهرٍ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هذهِ الآيةَ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قِيَامُ تلكَ الليلةِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِ ذلكَ الرجلِ.
وقالَ آخرونَ في ذلكَ ما حَدَّثَنِي أبو الخطَّابِ الجَارُودِيُّ سُهَيْلٌ، قَالَ: ثنا سَلْمُ بنُ قُتَيْبَةَ، قَالَ: ثنا القاسمُ بنُ الفضلِ، عَنْ عِيسَى ابنِ مَازِنٍ، قَالَ: قُلْتُ للحسنِ بْنِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: يا مُسَوِّدَ وُجُوهِ المُؤْمِنِينَ، عَمَدْتَ إِلى هذا الرجلِ، فَبَايَعْتَ لهُ، يعني: مُعَاوِيَةَ بنَ أبي سُفْيَانَ! فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ في منامِهِ بَنِي أُمَيَّةَ يَعْلُونَ منبرَهُ خليفةً خليفةً، فَشَقَّ ذلكَ عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} وَ {إِنَّ أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. يعني مُلْكَ بَنِي أُمَيَّةَ؛ قَالَ القاسمُ: فَحَسَبْنَا مُلْكَ بَنِي أُمَيَّةَ، فإِذا هوَ ألفُ شهرٍ.
وَأَشْبَهُِ الأقوالِ في ذلكَ بظاهرِ التنزيلِ قولُ مَنْ قَالَ: عَمَلٌ في ليلةِ القدرِ خَيْرٌ مِنْ عملِ ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القدرِ. وَأمَّا الأقوالُ الأُخَرُ، فَدَعَاوَى مَعَانٍ بَاطِلَةٍ، لا دَلالَةَ عليها مِنْ خَبَرٍ وَلا عَقْلٍ، وَلا هيَ موجودةٌ في التنزيلِ). [جامع البيان: 24 / 545-547]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا الزنجي بن خالد، قال: ثنا ابن أبي نجيح ،عن مجاهد قال: بلغني أنه كان في بني إسرائيل رجل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر فلم يضعه عنه فذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه فعجبوا من قوله فأنزل الله عز وجل ليلة القدر خير من ألف شهر يقول الله ليلة القدر خير لكم من تلك الألف شهر التي لبس ذلك الرجل فيها السلاح في سبيل الله فلم يضعه عنه). [تفسير مجاهد: 773]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) يوسف بن سعد -رحمه الله-: قال: قام رجلٌ إلى الحسن بن علي، بعد ما بايع معاوية، فقال: سوّدت وجوه المؤمنين، أو يا مسوّد وجوه المؤمنين، فقال: لا تؤنّبني - رحمك الله - فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم أري بني أميّة على منبره، فساءه ذلك، فنزلت: {إنا أعطيناك الكوثر} [الكوثر: 1] يا محمد، يعني نهراً في الجنة، ونزلت: {إنا أنزلناه في ليلة القدر (1) وما أدراك ما ليلة القدر (2) ليلة القدر خير من ألف شهر} [القدر: 1 - 3] يملكها بعدك بنو أميّة يا محمد، قال القاسم بن الفضل: فعددنا، فإذا هي ألف شهرٍ، لا تزيد يوماً ولا تنقص. أخرجه الترمذي.
[شرح الغريب]
(تؤنبني) التأنيب: اللوم والتعنيف.
{خير من ألف شهر} قد جاء في متن الحديث «أن مدة ولاية بني أمية كانت ألف شهر»، وألف شهر هي: ثلاث وثمانون سنة، وأربعة أشهر، وكان أول ولاية بني أمية منذ بيعة الحسن بن علي-رضي الله عنهما - لمعاوية بن أبي سفيان، وذلك على رأس ثلاثين سنة من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وهو في آخر سنة أربعين من الهجرة وكان انقضاء دولتهم على يد أبي مسلم الخراساني في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، فيكون ذلك اثنتين وتسعين سنة، يسقط منها مدة خلافة عبد الله بن الزبير، وهي ثماني سنين وثمانية أشهر، يبقى ثلاث وثمانون سنة، وأربعة أشهر، وهي ألف شهر). [جامع الأصول: 2 / 432-433]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الربيعِ بنِ أنَسٍ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}. قالَ: أَنْزَلَ اللَّهُ القرآنَ جُمْلةً في ليلةِ القدْرِ كلَّه، {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. يقولُ: خَيْرٌ مِن عَمَلِ ألفِ شَهْرٍ). [الدر المنثور: 15 / 533] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن أنسٍ، قالَ: العملُ في ليلةِ القدرِ، والصدقةُ والصلاةُ والزكاةُ أفضلُ مِن ألفِ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن عمرِو بنِ قَيْسٍ المُلاَئِيِّ في قَوْلِهِ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قالَ: عَمَلٌ فيها خيرٌ مِن عَمَلٍ في ألفِ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ ومحمدُ بنُ نصرٍ وابنُ المُنْذِرٍ، عن قتادةَ في قَوْلِهِ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قالَ: خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القدرِ). [الدر المنثور: 15 / 534] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ مالِكٌ في المُوَطَّأِ، والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ عنه، أنَّه بَلَغَه أن رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ أعمالَ الناسِ قبلَه، أو ما شاءَ اللَّهُ مِن ذلك، فكأنَّه تَقَاصَرَ أعمارَ أُمَّتِه ألاَّ يَبْلُغُوا من العملِ مثلَ ما بلَغَ غيرُهم في طولِ العمُرِ، فأعطاهُ اللَّهُ ليلةَ القَدْرِ خيراً مِن ألفِ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 534-535]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ عن مُجَاهِدٍ، قالَ: كانَ في بني إسرائيلَ رجلٌ يَقُومُ الليلَ حتى يُصْبِحَ، ثم يُجَاهِدُ العدوَّ بالنهارِ حتى يُمْسِيَ، ففَعَلَ ذلك ألفَ شهرٍ، فأنزلَ اللَّهُ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}: قيامُ تلكَ الليلةِ خيرٌ مِن عملِ ذلك الرجلِ ألفَ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 535]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في سُنَنِهِ، عن مُجَاهِدٍ، أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رجلاً مِن بني إسرائيلَ لَبِسَ السلاحَ في سبيلِ اللَّهِ ألفَ شهرٍ، فعَجِبَ المسلمونَ مِن ذلك، فأنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. التي لَبِسَ فيها ذلك الرجلُ السلاحَ في سبيلِ اللَّهِ ألفَ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 535]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في "سُنَنِهِ"، عن مُجَاهِدٍ، أن النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رجلاً مِن بني إسرائيلَ لَبِسَ السلاحَ في سبيلِ اللَّهِ ألفَ شهرٍ، فعَجِبَ المسلمونَ مِن ذَلِكَ، فأنْزَلَ اللَّهُ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. التي لَبِسَ فيها ذلك الرجلُ السلاحَ في سبيلِ اللَّهِ ألفَ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 535]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عليِّ بنِ عُرْوَةَ، قالَ: ذَكَرَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوماً أربعةً مِن بني إسرائيلَ عَبَدُوا اللَّهَ ثَمَانِينَ عاماً، لَمْ يَعْصُوهُ طَرْفَةَ عينٍ، فذَكَرَ أيوبَ وزكريَّا وحِزْقِيلَ بنَ العَجُوزِ ويُوشَعَ بنَ نُونٍ، فعَجِبَ أصحابُ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من ذلك، فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: يَا مُحَمدُ، عَجِبَتْ أُمَّتُك مِن عبادةِ هؤلاء النفَرِ ثمانينَ سنةً، فقد أَنْزَلَ اللَّهُ خيراً مِنْ ذَلِكَ، فقَرَأَ عَلَيْهِ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. هَذَا أَفْضَلُ مِمَّا عَجِبْتَ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ. فسُرَّ بِذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والناسُ معَهُ). [الدر المنثور: 15 / 535-536]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وَأَخْرَجَ الْخَطِيبُ فِي "تاريخِه"، عَنِ ابنِ عبَّاسٍ، قالَ: رأَى رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بني أميَّةَ عَلَى مِنْبَرِه، فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَأَوْحَى اللَّهُ إليه إِنَّمَا هُوَ مُلْكٌ يُصِيبُونَهُ، وَنَزَلَتْ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} ). [الدر المنثور: 15 / 536]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الترمذيُّ وضَعَّفه وابنُ جَرِيرٍ والطبرانيُّ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في "الدلائلِ"، عن يُوسُفَ بنِ سَعَدِ، قالَ: قامَ رجلٌ إلى الحسنِ بنِ عليٍّ بعدَمَا بايَعَ معاويةَ، فقالَ: سَوَّدْتَ وجوهَ المؤمنينَ، فقالَ: لا تُؤَنِّبْنِي رَحِمَكَ اللَّهُ؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُرِيَ بني أميةَ على مِنْبَرِه فساءَه ذلك، فنَزَلَتْ: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}. يا محمدُ، يعني: نَهراً في الجنةِ، ونَزَلَتْ: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. يَمْلِكُها بعدُكَ بنو أميةَ، يا محمدُ. قالَ القاسِمُ: فعَدَدْنَا فإذا هي ألفُ شهرٍ لا تَزِيدُ يوماً ولا تَنْقُصُ يوماً). [الدر المنثور: 15 / 536-537]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وابنُ المُنْذِرِ ومحمدُ بنُ نصرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قالَ: خَيْرٌ مِن ألفِ شهرٍ عَمَلِها وصيامِها وقيامِها، ليسَ في تلكَ الشهورِ ليلةُ القَدْرِ). [الدر المنثور: 15 / 537]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي شيبةَ، عن الحسَنِ، قالَ: ما أَعْلَمُ ليومٍ فضلاً على يومٍ ولا ليلةٍ إلا ليلةَ القدرِ؛ فإنَّها خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ). [الدر المنثور: 15 / 537]
تفسير قوله تعالى: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) }
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن عبد الأعلى، حدّثنا خالدٌ، حدّثنا شعبة، قال: أنبأني قتادة، عن مطرّفٍ، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في ركوعه: «سبّوحٌ قدّوسٌ، ربّ الملائكة والرّوح»). [السنن الكبرى للنسائي: 10/ 340]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}. اخْتَلَفَ أهلُ التَأْوِيلِ في تَأْوِيلِ ذلكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَى ذلكَ: تَنَزَّلُ الملائكةُ وَجِبْرِيلُ مَعَهُم، وَهوَ الروحُ، في ليلةِ القدرِ {بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}. يَعْنِي بأَمرِ رَبِّهِمْ، مِنْ كلِّ أمرٍ قَضَاهُ اللَّهُ في تلكَ السنةِ، مِنْ رزقٍ وَأجلٍ وَغيرِ ذلكَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادةَ، فِي قَوْلِهِ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}. قَالَ: يُقْضَى فيها ما يَكُونُ في السَّنَةِ إِلى مِثْلِهَا، فَعَلَى هذا القَوْلِ مُنْتَهَى الخبرِ، وَمَوْضِعُ الوقفِ مِنْ كلِّ أَمْرٍ.
وقالَ آخرونَ: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ}. لا يَلْقَوْنَ مُؤْمِناً وَلا مُؤْمِنَةً إِلاَّ سَلَّمُوا عَلَيْهِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حُدِّثْتُ عَنْ يَحْيَى بنِ زِيَادٍ الفَرَّاءِ، قَالَ: ثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْكَلْبِيِّ، عَنْ أبي صَالِحٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ كانَ يَقْرَأُ: (مِنْ كُلِّ امْرِئٍ سَلامٌ). وَهذهِ القراءةُ مَنْ قَرَأَ بها وَجَّهَ مَعْنَى (مِنْ كُلِّ امْرِئٍ): مِنْ كلِّ مَلَكٍ، كانَ مَعْنَاهُ عِنْدَهُ: تَنَزَّلُ الملائكةُ وَالروحُ فيها بإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كلِّ مَلَكٍ تَسْلِيمٌ على المؤمنينَ وَالمؤمناتِ؛ وَلا أَرَى القراءةَ بها جَائِزَةً؛ لإِجماعِ الحُجَّةِ مِنَ القرأةِ على خِلافِهَا، وَأنَّها خِلافٌ لِمَا فِي مَصَاحِفِ المسلمينَ، وَذلكَ أَنَّهُ ليسَ في مصحفٍ مِنْ مصاحفِ المُسْلِمِينَ فِي قَوْلِهِ: "أَمْرٍ" يَاءٌ، وَإِذا قُرِئَتْ: (مِنْ كُلِّ امْرِئٍ) لَحِقَتْهَا هَمْزَةٌ، تَصِيرُ في الخطِّ يَاءً.
والصوابُ مِنَ القَوْلِ في ذلكَ: القَوْلُ الأوَّلُ الذي ذَكَرْنَاهُ قبلُ، على ما تَأَوَّلَهُ قتادةُ). [جامع البيان: 24 / 547-548]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكر بن إسحاق، أنبأ إسماعيل بن قتيبة، ثنا يحيى بن يحيى، أنبأ ابن أبي زائدة، عن داود بن أبي هندٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: " قالت قريشٌ لليهود: أعطونا شيئًا نسأل عنه هذا الرّجل. فقالوا: سلوه عن الرّوح. فنزلت {ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلّا قليلًا} [الإسراء: 85] قالوا: نحن لم نؤت من العلم إلّا قليلًا وقد أوتينا التّوراة فيها حكم اللّه ومن أوتي التّوراة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، قال: فنزلت {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} [الكهف: 109] «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2 / 579]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ ومحمدُ بنُ نصرٍ وابنُ المُنْذِرٍ، عن قتادةَ في قَوْلِهِ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قالَ: خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القدرِ، وفي قَوْلِهِ: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}. قالَ: يَقْضِي فيها ما يكونُ في السنَةِ إلى مِثْلِها). [الدر المنثور: 15 / 534] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن الضَّحَّاكِ في قَوْلِهِ: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}. قالَ: الرُّوحُ: جبريلُ، {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلاَمٌ}. قالَ: لا يَحِلُّ لكوكبٍ أن يَرْجُمَ به فيها حتى يُصْبِحَ). [الدر المنثور: 15 / 538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن منصورِ بنِ زَاذَانَ، قالَ: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ}. تلكَ الليلةَ مِن حينِ تَغِيبُ الشمسُ إلى أن يَطْلُعَ الفجرُ، يَمُرُّونَ على كلِّ مؤمنٍ يَقُولُونَ: السلامُ عليكَ يا مُؤْمِنُ). [الدر المنثور: 15 / 539]
تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى:{من كل أمر سلام هي} قال: تقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة في قوله: {سلام هي} قال: خير هي حتى مطلع الفجر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 386]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (يقال: المطلع: هو الطّلوع، والمطلع: الموضع الّذي يطلع منه). [صحيح البخاري: 6 / 175]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (يُقَالُ: المَطْلَعُ هُو الطُّلُوعُ، والمَطْلِعُ المَوْضِعُ الذي يُطْلَعُ مِنْهُ) قَالَ الفَرَّاءُ: المَطْلَعُ بفَتْحِ اللامِ وبِكَسْرِهَا؛ قَرَأَ يَحْيَى بنُ وَثَّابٍ، والأَوَّلُ أَوْلَى؛ لأنَّ المَطْلَعَ بالفَتْحِ هُو الطُّلُوعُ، وبالكَسْرِ المَوْضِعُ، والمرادُ هنا الأوَّلُ انتَهَى. وقَرَأَ بالكَسْرِ أيضًا الكِسَائِيُّ والأَعْمَشُ وخَلَفٌ، وقَالَ الجَوْهَرِيُّ: طَلَعَتِ الشَّمْسُ مَطْلَعًا ومَطْلِعًا أي: بالوَجْهَيْنِ). [فتح الباري: 8 / 725]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (يُقَالُ: الْمَطْلَعُ هُوَ الطُّلُوعُ، وَالْمَطْلِعُ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُطْلَعُ مِنْهُ).
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} وَفِيهِ قِرَاءَتَانِ: إِحْدَاهُمَا بِفَتْحِ اللاَّمِ أَشَارَ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ (الْمَطْلَعُ) يَعْنِي: بِفَتْحِ اللاَّمِ (هُوَ الطُّلُوعُ) وَهُوَ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ وَهِيَ قِرَاءَةُ الْجُمْهُورِ، وَالثَّانِيَةُ بِكَسْرِ اللاَّمِ أَشَارَ إِلَيْهِ بِقَوْلِهِ: (وَالْمَطْلِعُ) يَعْنِي: بِكَسْرِ اللاَّمِ (الْمَوْضِعُ الَّذِي يُطْلَعُ مِنْهُ، وَأَرَادَ بِهِ اسْمَ الْمَوْضِعِ، وَهِيَ قِرَاءَةُ الْكِسَائِيِّ وَخَلَفٍ). [عمدة القاري: 19 / 309]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (يُقَالُ الْمْطَلَعُ) بِفَتْحِ اللاَّمِ (هو الطُّلُوعُ، وَالْمَطْلِعِ) بِكَسْرِهَا وهي قراءَةُ الْكِسَائِيِّ (الْمَوْضِعُ الَّذِي يُطْلَعُ منه) ). [إرشاد الساري: 7 / 429]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. سلامٌ ليلةُ القدرِ مِنَ الشرِّ كُلِّهِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلى طُلُوعِ الفجرِ مِنْ لَيْلَتِهَا.
وبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأعلى، قَالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عَنْ معمرٍ، عَنْ قتادةَ {سَلامٌ هِيَ}. قَالَ: خَيْرٌ {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ}. أيْ: هيَ خَيْرٌ كُلُّهَا إِلى مطلعِ الفجرِ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ إِسرائيلَ، عَنْ جابرٍ، عَنْ مجاهدٍ {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. قَالَ: مِنْ كلِّ أمرٍ سَلامٌ.
- حَدَّثَنِي يونسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زيدٍ في قولِ اللَّهِ: {سَلامٌ هِيَ}. قَالَ: لَيْسَ فيها شرٌّ، هيَ خَيْرٌ كُلُّهَا {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}.
- حَدَّثَنِي موسى بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ المَسْرُوقِيُّ، قَالَ: ثنا عبدُ الحميدِ الحِمَّانِيُّ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ المِنْهَالِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، فِي قَوْلِهِ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ}. قَالَ: لا يَحْدُثُ فيها أَمْرٌ.
وعُنِيَ بقولِهِ: {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} إِلى مطلعِ الفجرِ.
واخْتَلَفَتِ القرأةُ في قراءةِ قولِهِ: {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. فَقَرَأَتْ ذَلِكَ عَامَّةُ قرأةِ الأمصارِ سِوَى يَحْيَى بنِ وَثَّابٍ وَالأعمشِ وَالكسائِيِّ {مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. بفتحِ اللامِ، بمعنَى: حتَّى طُلُوعِ الفجرِ؛ تَقُولُ العربُ: طَلَعَت الشمسُ طُلُوعاً وَمَطْلَعاً. وَقَرَأَ ذلكَ يحيَى بنُ وَثَّابٍ وَالأعمشُ وَالكسائيُّ: (حَتَّى مَطْلِعِ الْفَجْرِ) بكسرِ اللامِ، تَوْجِيهاً مِنْهُمْ ذلكَ إِلى الاكتفاءِ بالاسمِ مِنَ المصدرِ، وَهم يَنْوُونَ بذلكَ المصدرَ.
والصوابُ مِنَ القراءةِ في ذلكَ عِنْدَنَا: فتحُ اللامِ لِصِحَّةِ مَعْنَاهُ في العربيَّةِ، وَذلكَ أنَّ المطلَعَ بالفَتْحِ هوَ الطلوعُ، وَالمَطْلِعُ بالكسرِ: هوَ الموضعُ الذي تَطْلُعُ منهُ، وَلا معنَى للموضعِ الذي يطْلُعُ منهُ في هذا الموضعِ). [جامع البيان: 24 / 548-550]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ ومحمدُ بنُ نصرٍ وابنُ المُنْذِرٍ، عن قتادةَ في قَوْلِهِ: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}. قالَ: خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ ليسَ فيها ليلةُ القدرِ، وفي قَوْلِهِ: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}. قالَ: يَقْضِي فيها ما يكونُ في السنَةِ إلى مِثْلِها، {سَلاَمٌ هِيَ}. قالَ: إنما هي بركةٌ كلُّها وخيرٌ، {حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. يقولُ: إلى مطلَعِ الفجرِ). [الدر المنثور: 15 / 534]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ عن الضَّحَّاكِ في قَوْلِهِ: {تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا}. قالَ: الرُّوحُ: جبريلُ، {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلاَمٌ}. قالَ: لا يَحِلُّ لكوكبٍ أن يَرْجُمَ به فيها حتى يُصْبِحَ). [الدر المنثور: 15 / 538] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، ومحمدُ بنُ نصرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيمانِ"، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {سَلاَمٌ هِيَ}. قالَ: سالمةٌ، لا يَسْتَطِيعُ الشيطانُ أنْ يَعْمَلَ فيها سُوءاً أو يعملُ فيها أذًى). [الدر المنثور: 15 / 538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، وَابْنُ الْمُنْذِر، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى فِي قَوْلِهِ: {مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلاَمٌ} قَالَ: لَنْ يُصِيبَ أَحَدًا فِيهَا الأَذَى. وَلفظُ ابنِ جَرِيرٍ: لا يَحْدُثُ فِيهَا أَمْرٌ). [الدر المنثور: 15 / 538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ، أنَّه كانَ يَقْرَأُ: {مِنْ كُلَِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ} ). [الدر المنثور: 15 / 538]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وابنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإِيمَانِ"، عَنْ الشَّعْبِيِّ فِي قَوْلِهِ {سَلامٌ} قَالَ: تُسَلِّمُ الْمَلائَكِةُ لَيْلَةَ الْقدرِ عَلَى أَهْلِ الْمَسَاجِدِ حَتَى يَطْلُعَ الْفَجْرُ). [الدر المنثور: 15 / 539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، عن الحسَنِ في قَوْلِهِ: {سَلاَمٌ}. قالَ: إذَا كانَ ليلةُ القدرِ لم تَزَلِ الملائكةُ تَخْفِقُ بأَجْنِحَتِها بالسلامِ مِن اللَّهِ والرحمةِ مِن لَدُنْ صلاةِ المغربِ إلى طلوعِ الفجرِ). [الدر المنثور: 15 / 539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ محمدُ بنُ نصرٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {سَلاَمٌ}. قالَ: تلكَ الليلةُ تُصَفَّدُ مَرَدَةُ الشياطينُ وتُغَلُّ عفاريتُ الجِنِّ، وتُفَتَّحُ فيها أبوابُ السماءِ كلُّها، ويَقْبَلُ اللَّهُ فيها التوبةَ لكلِّ تائبٍ، فلذا قالَ: {سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}. قالَ: وذلك مِن غروبِ الشمسِ إلى أن يَطْلُعَ الفجرُ). [الدر المنثور: 15 / 539-540]