العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:26 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (47) إلى الآية (50) ]
{وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47) فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48) قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(50)}


قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا رَسُولًا فَنَتَّبِعَ آَيَاتِكَ وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (47)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا لَوْلَا أُوتِيَ مِثْلَ مَا أُوتِيَ مُوسَى أَوَلَمْ يَكْفُرُوا بِمَا أُوتِيَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ قَالُوا سِحْرَانِ تَظَاهَرَا وَقَالُوا إِنَّا بِكُلٍّ كَافِرُونَ (48)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ساحران تظاهرا (48)
[معاني القراءات وعللها: 2/253]
قرأ عاصم وحمزة والكسائي (سحران) بغير ألف -
وقرأ الباقون (ساحران) بألف.
قال الفراء: من قرأ (سحران تظاهرا) عنوا: التوراة والقرآن.
ومن قرأ (ساحران تظاهرا) عنوا: محمدًا وموسى عليهما السلام.
وقيل في قوله (ساحران) إنهما موسى وهارون.
وقيل: موسى وعيسى.
ودليل من قرأ (سحران) قوله جلّ وعزّ: (فأتوا بكتابٍ من عند اللّه هو أهدى منهما) ). [معاني القراءات وعللها: 2/254]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {قالوا سحران} [48].
قرأ أهل الكوفة: {سحران} يريدون كتابيه؛ التوراة والفرقان، تظاهر أي: تعاونا.
وقرأ الباقون: {سحران} بألف يريدون محمدًا وموسى صلى الله عليهما. ولا يجوز التشديد في {تظهرا} لأنه فعل ماض، ولو كان مستقبلا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/177]
لكان تظاهران بالنون؛ لأن الفعل المضارع لابد له من نون في تثنيته وجمعه إذا استتر فيه الاسم، كقولك: الرجلان يقومان، والرجال يقومون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/178]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: (قالوا ساحران تظاهرا) [القصص/ 48] في الألف وإسقاطها، فقرأ عاصم وحمزة والكسائي: قالوا سحران ليس قبل الحاء ألف، وقرأ الباقون: (ساحران) بألف قبل الحاء.
[قال أبو علي]: حجّة من قال: (ساحران) أنّه قال: تظاهرا، والمظاهرة: المعاونة، وفي التنزيل: وإن تظاهرا عليه [التحريم/ 4]، والمعاونة إنّما تكون في الحقيقة للساحرين لا للساحرين.
ووجه من قال: سحران أنّه نسب المعاوية إلى السحرين على الاتساع، كأنّ المعنى: كلّ سحر منهما يقوّي الآخر. [لأنّهما تشابها واتفقا ونحو ذلك].
وممّا يقوّي ذلك قوله سبحانه: قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما [القصص/ 49] على الكتابين اللّذين قالوا فيهما سحران.
ومن قال: (ساحران) قال: المعنى هو أهدى من كتابيهما، فحذف المضاف، وزعموا أن سحران قراءة الأعمش). [الحجة للقراء السبعة: 5/423]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قالوا لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا}
[حجة القراءات: 546]
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {قالوا سحران} بغير ألف وقرأ الباقون (ساحران) بالألف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال السحران كيف يتظاهران إنّما يعني موسى وهارون وقيل عنوا موسى وعيسى وقيل عنوا موسى ومحمدا صلى الله عليها وسلم ومن قرأ {سحران} يعني الكتابين فالكتابان كيف يتظاهران إنّما يعني الرجلين فكان تأويل قوله إن التظاهر بالنّاس وأفعالهم أشبه منه بالكتب كما قال عز وجل {وإن تظاهرا عليه} {وظاهروا على إخراجكم} فأسند التظاهر إلى النّاس فكذلك أسندوه ها هنا إلى الرجلين وحجّة من قرأ {سحران} ما روي عن ابن عبّاس وعكرمة وقتادة أنهم تأولوا ذلك بمعنى الكتابين التّوراة والقرآن وإنّما نسب المعاونة إلى السحرين على الاتساع كأن المعنى أن كل سحر منهما يقوي الآخر
وقول أهل الكوفة أولى بالصّواب لأن الكلام جرى عقيب ذكر الكتاب في قوله تعالى {لولا أوتي مثل ما أوتي موسى} فجرت القصّة بعد ذلك بذكر الكتاب وهو قوله {فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما} فهذا على الكتابين اللّذين قالوا فيهما {سحران} فلأن يكون ما بينهما داخلا في قصتهما أولى به). [حجة القراءات: 547]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {قالوا سحران} قرأه الكوفيون بغير ألف بعد السين،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/174]
تثنية «سحر» جعلوه إشارة إلى الكتابين، ودل ذلك قوله تعالى: {قل فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتبعه} «49» أي: أهدى من هذين الكتابين، وإنما جاز أن تنسب المظاهرة للكتابين، لأنه على معنى يقوي أحدهما الآخر بالتصديق، فهو على الاتساع، وقرأ الباقون بألف بعد السين، تثنية «ساحر» يريدون به أن موسى وهارون تعاونا، وقيل: لموسى ومحمد عليهما السلام، ويقوي ذلك أن بعده «تظاهرا» بمعنى تعاونا، ولا تأتي المعاونة على الحقيقة من السحرين إنما تأتي من الساحرين، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/175]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {قَالُوا سِحْرَانِ} [آية/ 48] بكسر السين من غير ألف:
قرأها الكوفيون.
والوجه أن التظاهر قد نُسب إلى السحرين على الاتساع؛ كأن كل واحد من السحرين يقوي الآخر؛ لأنه إذا تعاون الساحران تعاون سحراهما.
وقرأ الباقون {سَاحِرَانِ} بالألف.
والوجه ظاهر، وذلك لأن تعاون الساحرين حقيقةٌ، وتعاون السحرين
[الموضح: 985]
مجاز.
ولم يختلف القراء المشهورون في {تَظَاهَرَا} من هذه السورة أنه على تخفيف الظاء، بل اتفقوا عليه). [الموضح: 986]

قوله تعالى: {قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49)}
قوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (50)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:37 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (51) إلى الآية (56) ]
{وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51) الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52) وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53) أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54) وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55) إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (51)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِهِ هُمْ بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)}
قوله تعالى: {وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آَمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)}
قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (54)}
قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ (55)}
قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (57) إلى الآية (61) ]
{ وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58) وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59) وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60) أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)}


قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آَمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (57)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يجبى إليه ثمرات كلّ شيءٍ (57)
قرأ نافع ويعقوب وحده (تجبى إليه) بالتاء.
وقرأ الباقون (يجبى إليه) بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (تجبى) بالتاء فلتأنيث الثمرات.
ومن قرأ (يجبى) فللتفريق بين الفعل والأسماء بقوله (إليه)
قال الشاعر:
[معاني القراءات وعللها: 2/254]
لقد ولد الأخيطل أمّ سوءٍ ... على قمع استها صلبٌ وشام). [معاني القراءات وعللها: 2/255]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {يجبى إليه ثمرات كل شيء} [57].
قرأ نافع: {تجبى} بالتاء لتأنيث الثمرات.
وقرأ الباقون بالياء لثلاث علل:
إحداهن: أنه فعل مقدم فشبه بمقام النسوة.
والعلة الثانية أنك قد حجزت بين الاسم والفعل بحاجز.
والعلة الثالثة: إن كان علم التأنيث في الثمرات التاء فإن تأنيثها غير حقيقي.
فإن قيل لك: قد قال الله تعالى: {يجبى إليه ثمرات كل شيء} وقد رأينا بعضًا من الثمرات لا يجبي إليه كفواكه الجبل، وخراسان؟
ففي ذلك جوابان:
أحدهما: أن «كل» بمعنى «بعض»، كما قال: {يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان} أي: من بعض الأمكنة.
وقال آخرون: إن الثمرات تصل إليه من كل مكان، ومن كل قطر من أقطار الأرض ما يشاء، إما يابسا، وإما رطبا، وإما مقددًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/178]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والتاء من قوله جلّ وعزّ: (تجبى إليه ثمرات) [القصص/ 57].
[الحجة للقراء السبعة: 5/423]
فقرأ نافع وحده: (تجبى إليه) بالتاء، [وقرأ الباقون بالياء].
قال أبو علي: تأنيث ثمرات تأنيث جمع، وليس بتأنيث حقيقي، فإذا كان كذلك كان بمنزلة الوعظ، والموعظة والصوت، والصيحة إذا ذكّرت كان حسنا، وكذلك إذا أنّثت). [الحجة للقراء السبعة: 5/424]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءَة أبان بن تغلب: [ثُمُرَات]، بضمتين.
قال أبو الفتح: الواحدة ثَمَرَة، كخَشَبَة. وثُمُر، كخُشُب. ومثله أَكَمَة وأُكُم، ثم ضمت الميم إشباعا وتمكينا، كقولهم، في بُرْد: بُرُد، وفي قُفْل قُفُل. ثم جمع ثُمُر على ثُمُرات جمع التأنيث؛ لأنه لمّا لم يَعقل جرى مجرى المؤنث. وذلك عندنا لِتَخَضُّع ما لا عقل له، فلحق بذلك بِضَعْفَة التأنيث، فعليه قالوا: يا لثارات فلان: جمع ثأر لما لم يكن من ذوي العلم. ونحو قول أبي طالب:
أُسْدٌ تَهُدُّ بِالزَّئِيراتِ الصَّفَا
جمع زئير، والعلة واحدة. وقد ذكرنا هذا مستقصى في تفسير ديوان المتنبي عند قوله:
ففِي الناسِ بُوقَاتٌ لَهَا وَطُبُولٌ
ومنه ما أنشده الأصمعي من قول الراجز:
وارْدُدْ إلَى حُورَاتِ حُور شِقَّه
فجمع حُورًا على حُورات لما ذكرنا). [المحتسب: 2/153]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو لم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء} 57
قرأ نافع (تجبى إليه) بالتّاء لتأنيث الثمرات وقرأ الباقون بالياء لأن تأنيث الثمرات غير حقيقيّ فإذا كان كذلك كان بمنزلة الوعظ والموعظة إذا ذكرت جاز وكذلك إذا أنثت). [حجة القراءات: 548]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {يُجبى إليه} قرأه نافع بالتاء لتأنيث الثمرات، وقرأ الباقون بالياء، لأنه قد فرق بين المؤنث وفعله، بـ «إليه» لأنه تأنيث غير حقيقي، ولأن معنى الثمرات الرزق فحمل على المعنى فذكر، وقد مضى له نظائر، وعللت بأشبع من هذا، والياء الاختيار لأن الجماعة على ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/175]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {تُجْبَى إِلَيْهِ} [آية/ 57] بالتاء:
قرأها نافع ويعقوب يس- و-ان-.
والوجه أنه إنما أنث الفعل لتأنيث الفاعل وهو الثمرات، وأنها جماعة ثمرة.
وقرأ الباقون {يُجْبَى} بالياء، وكذلك ح- عن يعقوب.
والوجه أن الثمرات وإن كانت جمعًا لثمرة، فليس تأنيثها بحقيقي؛ لأنه تأنيث جمع، فيجوز فيه التذكير حملًا على الجمع، والتأنيث حملًا على الجماعة، وقد ازداد التركيز ههنا حسنًا؛ لمكان الفصل بالجار والمجرور). [الموضح: 986]

قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ (58)}
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ (59)}
قوله تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ (60)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ أبو عمرو وحده: (أفلا يعقلون) وتعقلون بالتاء والياء [القصص/ 60] وقرأ الباقون: بالتاء.
[قال أبو علي]: حجّة التاء قوله: وما أوتيتم من شيء أفلا تعقلون [القصص/ 60] ليكون الكلام وجها واحدا.
والياء: أفلا يعقلون يا محمّد). [الحجة للقراء السبعة: 5/424]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدّنيا وزينتها} {أفلا تعقلون}
قرأ أبو عمرو {أفلا يعقلون} بالياء على أنه قل لهم يا محمّد وما أوتيتم من شيء ثمّ قال {أفلا يعقلون}
وقرأ الباقون {أفلا تعقلون} بالتّاء لقوله {وما أوتيتم من شيء} ثمّ قال {أفلا تعقلون} فأجروا على ما تقدمه من الخطاب). [حجة القراءات: 548]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {أفلا تعقلون} قرأه أبو عمرو بالياء على لفظ الغائب، رده على ما قبله من لفظ الغيبة في قوله: {ولكن أكثرهم لا يعلمون} «57» وقوله: {فتلك مساكنهم} «58» وقوله: {من بعدهم} وقوله: {عليهم} «59» وقوله: {وأهلها ظالمون}، وقرأ الباقون بالتاء، وهو الاختيار، ردوه على ما هو أقرب إليه من الخطاب في قوله: {وما أوتيتم من شيء}، وروي عن أبي عمرو أنه خيّر فيه، والمشهور عنه الياء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/175]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {أَفَلَا يَعْقِلُونَ} [آية/ 60] بالياء:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه على الغيبة، فإن هذا ليس بخطاب النبي (صلى الله عليه وسلم)، كأنه قال: أفلا يعقل هؤلاء يا محمد؟ أي ألا يعلمون أن الباقي
[الموضح: 986]
خير من الفاني.
وقرأ الباقون {تَعْقِلُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على موافقة ما قبله، وهو قوله تعالى {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}، ليكون الكلام على نسق واحد من حيث الخطاب). [الموضح: 987]

قوله تعالى: {أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (61)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ثمّ هو يوم القيامة من المحضرين}
قرأ الحلواني وإسماعيل عن نافع والكسائيّ {ثمّ هو يوم القيامة} بتخفيف الهاء وقرأ أبو عمرو بضم الهاء وكذلك الباقون وحجّة أبي عمرو في ضم الهاء أن {ثمّ} تنفصل من الكتابة ويحسن الوقف عليها وكأن هو مبتدأة في المعنى وإذا كانت مبتدأة لم يجز فيها غير الضّم وحجّة من سكن الهاء أنّها إذا اتّصلت بفاء أو واو كانت في قولهم أجمعين ساكنة و{ثمّ} أخت الفاء والواو فجرت مجراهما في حكم ما بعدها). [حجة القراءات: 548]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {ثُمَّ هُوَ} [آية/ 61] بسكون الهاء:
قرأها نافع ن- والكسائي.
والوجه أنه على إجراء المنفصل مجرى المتصل؛ لأنه أجرى مهو من: {ثُمَّ هُوَ} مجرى عضد، فأُسكن الأوسط كما أسكن من عضدٍ فقيل: عضدٌ، وهذا لاستثقالهم توالي الحركات المختلفة، وقد سبق مثله.
وقرأ الباقون {ثُمَّ هُوَ} بتحريك الهاء. وهو الأصل). [الموضح: 987]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 07:45 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (62) إلى الآية (70) ]
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62) قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63) وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65) فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66) فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67) وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68) وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69) وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70) }


قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (62)}
قوله تعالى: {قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (63)}
قوله تعالى: {وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ (64)}
قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ (65)}
قوله تعالى: {فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لَا يَتَسَاءَلُونَ (66)}
قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنَ الْمُفْلِحِينَ (67)}
قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (68)}
قوله تعالى: {وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ (69)}
قوله تعالى: {وَهُوَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآَخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (70)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 08:49 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (71) إلى الآية (75) ]
{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73) وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75)}


قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن كثير: (بضئاء) [القصص/ 71] بهمزتين، كذا قرأت على قنبل، وهو غلط.
وروى ابن فليح والبزيّ عن ابن كثير بغير همز، وهو الصواب.
وقد ذكرنا القول [فيما تقدّم فيه] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/425]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {يَأْتِيكُمْ بِضِئَاءٍ} [آية/ 71] بهمزتين:
قرأها ابن كثير وحده ل-، وقد اختُلف عنه فيه.
وقرأ الباقون {بِضِيَاءٍ} بهمزة واحدة بعد الألف.
وقد تقدم الكلام في هذه الكلمة، وأن ما كان بهمزتين فإنه مقلوب عن الأصل، ومضى ذلك مبينًا في سورة يونس). [الموضح: 987]

قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72)}
قوله تعالى: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73)}
قوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74)}
قوله تعالى: {وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 08:51 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (76) إلى الآية (78) ]
{إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76) وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77) قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) }


قوله تعالى: {إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة بديل بن ميسرة: [مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَيَنُوءُ]، بالياء.
قال أبو الفتح: ذهب في التذكير إلى ذلك القدر والمبلغ، فلاحظ معنى الواحد فحمل عليه، فقال: [لَيَنُوءُ]. ونحوه قول الراجز:
مِثْلَ الفِراخِ نُتفَتْ حواصلُه
[المحتسب: 2/153]
أي: حواصل ذلك، أو حواصل ما ذكرنا. وأخبرنا شيخنا أبو علي قال: قال أبو عبيدة لرؤبة في قوله:
فِيها خُطُوطٌ من سوادٍ وَبَلَقْ ... كأنَّهُ فِي الجِلْدِ تَوْلِيعُ الْبَهَقْ
إن كنت أردت الخطوط فقل: كأنها، وإن كنت أردت السواد والبَلَق فقل: كأنهما، فقال رؤبة: أردت: كأن ذاك، ويلك! هذا مجموع الحكاية، وهي مُتَلَقّاة مقبولة، كما يجب في "ذلك".
ولو قال قائل: إن الهاء في "كأنه" عائدة على "البَلَق" وحده لكان مصيبا؛ لأن في "البلق" ما يُحتاج إليه من تشبيهه بالبَهَق، فلا ضرورة هناك إلى إدخال السواد معه. ونحو القراءة قول الآخر:
ألّا إنَّ جِيرَانِي العَشِيَّة رَائِحٌ
فأخبر عنه بلفظ الواحد، لأنه أجراه مجراه. وتجاوزوا هذا إلى أن أضافوا إلى لفظ الجماعة، فقالوا: أنصاريٌ؛ لأنه جعل الأنصار جاريا مجرى الأب، أو الأم، أو البلد.
وقال الآخر:
مُشَوَّه الْخَلْقِ كِلَابِيّ الخُلُقْ
فنسب إلى جنس الكلاب، ولولا ذلك لقال: كَلْبِيّ، وفي الأنصاري: ناصريّ، كما تقول في الإضافة إلى الفرائض: فَرَضِيٌّ، وإلى السفائن: سَفَنيٌّ). [المحتسب: 2/154]

قوله تعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (77)}
قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 08:52 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (79) إلى الآية (84) ]
{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82) تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84)}


قوله تعالى: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79)}
قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80)}
قوله تعالى: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81)}
قوله تعالى: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لخسف بنا (82)
قرأ حفص ويعقوب (لخسف بنا) بفتح الخاء والسين، وروي ذلك عن عاصم.
وقرأ الباقون (لخسف بنا) بضم الخاء وكسر السين.
قال أبو منصور: من قرأ (لخسف بنا) فالمعنى: لخسف الله بنا.
ومن قرأ (لخسف بنا) فلأنه جاء على ما لم يسم فاعله.
وروى أبو عبيد عن أبي زيد والأصمعي: خسف المكان يخسف، وقد خسفه الله.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي: الخسف: إلحاق الأرض الأولى بالثانية. وخسفت الشّمس، وكسفت: بمعنىً واحد.
وخسف بفلان، إذا أخذته الأرض فدخل فيها). [معاني القراءات وعللها: 2/255]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {لخسف بنا ويكأنه} [82].
قرأ عاصم في رواية حفص: {لخسف بنا} كأنه أضمر الفاعل لخسف الله بهم.
وقرأ الباقون: {لخسف} على ما لم يسم فاعله وحجتهم ما حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد، قال: في حرف عبد الله {لا نخسف بنا} والخسف في اللغة: أن تنقلب الأرض عليه، أو تبتلعه الأرض. من ذلك قوله تعالى: {فخسفنا به وبداره الأرض} [81].
هذه الهاء كناية عن قارون. وكان ابن عم موسى، وعالما بالتوراة فحسد موسى وبغي عليه لكثرة مالة لأنه أوتي من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أي: لتثقل العصبة، والعصبة الأربعون. وكذلك بلغ من بغيه أن امرأة كانت فيذلك الزمان وكانت بغيا فاجرة بذل لها مالاً ورغبها وقال لها: صيري إلى موسى في يوم مجلسه، وقولي أن موسى راودني عن نفسي فبلغ ذلك موسى عليه السلام، وأمر الله الأرض أن تطيع موسى ، فلما صارت إلى المجلس وجدت قارون في المجلس، فأدركتها العصمة وهابت موسى ، وقالت في نفسها ليس لي يوم توبة أشرف من هذا فقالت: إن قارون حملني على أن أدعى على موسى ذيت وذيت فقال موسى للأرض: خذيه، فأخذته إلى ساقه، فقال يا موسى سألتك بالله والرحم، فقال للأرض: خذيه، فابتلعته فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة. فذلك قوله: {فخسفنا به وبداره الأرض} وقرأ شيبة: {فخسفنا به} بضم الهاء. وقد أنبات بعلة ذلك فيما سلف من الكتاب.
فأما قوله: {ويكأنه} [82]، ففيه قولان؛ يكون متصلا، ومنفصلاً،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/179]
فاختار أهل البصرة أن تقف على «وي» ثم تبتدء: كأنه، و«وي» كلمة حزن عندهم. قال الشاعر:
سألتاني الطلاق أن رأتاني = قل مالي قد جئتماني بنكر
وي كأن من يكن له نشب يحـ = ـبب ومن يفتقريعش عيش ضر
واختار الكوفيون أن يجعلوا «ويكأنه» كلمة واحدة؛ لأنهم وجدوه كذلك في المصحف مكتوبًا، ومعنى «ويكأنه»: ألم ترأنه.
وقال آخرون: «ويكأنه» معناه: ويلك إنه فحذف اللام تخفيفًا.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/180]
حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: سألت امرأة من الأعراب زوجها عن ابنه فقال: ويأنه وراء الحائط، ومعناه: ألا ترينه، وألم ترى أنه وراء الحائط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/181]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ عاصم في رواية حفص: (لخسف بنا) نصبا [القصص/ 82] وكذلك روى علي بن نصر عن أبان عن عاصم مثله، وقرأ الباقون، وأبو بكر عن عاصم (لخسف بنا) بضم الخاء.
قال أبو علي [من قال]: لخسف بفتح الخاء فلتقدم [ذكر الله تعالى]: لولا أن من الله علينا لخسف بنا [القصص/ 82]،
[الحجة للقراء السبعة: 5/424]
ومن قال: (لخسف بنا) فبنى الفعل للمفعول، فإنّه يول إلى الخسف في المعنى). [الحجة للقراء السبعة: 5/425]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة يعقوب: "وَيْكَ"، يقف عليها، ثم يبتدئ فيقول: "أنه"، وكذلك الحرف الآخر مثله.
قال أبو الفتح: في {وَيْكأَنَّهُ} ثلاثة أقوال:
منهم من جعلها كلمة واحدة، فقال: {وَيْكَأَنَّهُ}، فلم يقف على "وَيْ".
ومنهم من يقف على "وَيْ".
ويعقوب. على ما مضى -يقول: ""وَيْكَ""، وهو مذهب أبي الحسن.
والوجه فيه عندنا الخليل وسيبويه، وهو أن "وَيْ" على قياس مذهبهما اسم سمي به الفعل في الخبر، فكأنه اسم أعجب، ثم ابتدأ فقال: {كَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُون}، و {وَيْ كَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ}. فـ"كأن" هنا إخبارٌ عارٍ من معنى التشبيه، ومعناه: أن الله يبسط الرزق لمن يشاء. و"وَيْ" منفصلة من "كَأَنَّ" وعليه بيت الكتاب:
وَيْ كَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحـ ... ـبَبْ ومَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ
ومما جاءت فيه "كأن" عارية من معنى التشبيه ما أنشدَناه أبو علي:
كَأَنني حينَ أُمْسِي لا تُكَلِّمُنِي ... مُتَيَّمٌ يَشْتَهِي ما لَيْسَ مَوْجُودَا
أي: أنا حين أمسي "متيم" من حالي كذا وكذا.
ومن قال: إنها "وَيْكَ" فكأنه قال أعجب لأنه لا يفلح الكافرون، وأعجب لأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده، وهو قول أبي الحسن. وينبغي أن تكون الكاف هنا حرف
[المحتسب: 2/155]
خطاب لا اسما، بل هي بمنزلة الكاف في ذلك وأولئك؛ وذلك أن "وي" ليست مما يضاف ومن وقف على "ويك"، ثم استأنف فينبغي أن يكون أراد أن يعلم أن الكاف من جملة "وي"، وليست بالتي في صدر "كأن"، فوقف شيئا لبيان هذا المعنى. ويشهد لهذا المذهب قول عنترة:
وَلَقَدْ شَفَى نَفْسِي وَأَبْرَأَ سُقْمَهَا ... قِيلُ الفَوَارْسُ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْدِمِ
وقال الكسائي -فيما أظن: أراد: ويلك، ثم حذف اللام، وهذا يحتاج إلى خبر نبي ليقبل.
وقول من قال: إن {وَيْكَأنَّه} كلمة واحدة إنما يريد به أنه لا يفصل بعضه عن بعض). [المحتسب: 2/156]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج وشيبة ومجاهد وعاصم في رواية أبان والحجاج بن أرطاة والحسن وأبي رجاء وسلام ويعقوب وحسن بن حيّ وعطية بن سعد وعبد الله بن يزيد {لَخَسَفَ بِنَا}.
[المحتسب: 2/156]
قال أبو الفتح: الفاعل اسم الله، والمفعول محذوف، أي: لخسف الله بنا الأرض، وقد كررنا ذِكر حُسن حذف المفعول به.
وقرأ: [لانْخُسِف بنا] الأعمش وطلحة، وكذلك في قراءة ابن مسعود.
قال أبو الفتح: "بنا" من هذه القراءة مرفوعة الموضع؛ لإقامتها مقام الفاعل، فهو كقولك: انْقُطِع بالرجل، وانْجُذِب إلى ما يريد، وانْقِيد له إلى هواه. وانفعل -وإن لم يتعد إلى مفعول به- فإنه يتعدى إلى حرف الجر، فيقام حرف الجر مقام الفاعل، كقولهم: سِيرَ بزيد.
وإن شئت أضمرت المصدر، لدلالة فعله عليه، فكأنه قال: لَانْخُسِف الانْخِسَافُ بنا، "فَبِنَا" على هذا منصوبة الموضع؛ لقيام غيرها وهو المصدر مقام الفاعل ولا يكون للفعل الواحد فاعلان قائمان مقامه إلا على وجه الإشراك). [المحتسب: 2/157]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لولا أن من الله علينا لخسف بنا}
قرأ حفص {لخسف بنا} بفتح الخاء والسّين أي لخسف الله بنا
وقرأ الباقون {لخسف بنا} بضم الخاء على ما لم يسم فاعله). [حجة القراءات: 549]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (14- قوله: {لخسف بنا} قرأه حفص بفتح الخاء والسين، بناه للفاعل، لتقدم ذكره في قوله: {لولا أن منَّ الله علينا لخسف بنا}،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/175]
وقرأ الباقون بضم الفاء وكسر السين، على ما لم يسم فاعله، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه، والاختيار في الوقف على {ويكأن} بالوصل غير مقطوعة اتباعًا للمصحف، وقد روي عن أبي عمرو أنه يقف «ويك» على معنى «أعلمك» فتعمل «أعلمك» في «أنه» وتبتدئ «أنه» وروي عن الكسائي أنه يقف «وي» على معنى التنبيه، على التعجب مما عاينوا من خسف الله لقارون، ويبتدئ «كأنه» والمشهور عنهما مثل الجماعة، ومعنى «ويكأن»: أما ترى، ألم تعلم وقيل معناها: ويلك، قال الفراء: هي كلمة استعملت للتقرير غير مفصولة، بمعنى «أما ترى» وقال أبو عمرو معناها أعلمك، وقال الأخفش: معناها «أولا ترى، ألم تر» وأصلها عند الخليل «وي» منفصلة من «كأن» كأنهم كانوا في غفلة فانتبهوا، فقالوا: ويك أن الله، قال قطرب: العرب تقول: وي ما أعقله، والصواب فيها اتباع الخط، وأن لا يُفصل بعضها من بعض). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/176]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {لَخَسَفَ بِنَا} [آية/ 82] بفتح الخاء والسين:
قرأها عاصم ص- ويعقوب.
والوجه أنه فعل سُمي فاعله، وفاعله هو الله تعالى، وتقدم ذكر الله في قوله {لَوْلَا أَنْ مَنَّ الله عَلَيْنَا}، فإسناده إلى فاعله الذي تقدم ذكره أولى. وخسف متعدٍ يقال: خسف الله الأرض، وهي مخسوفة.
وقرأ الباقون {لَخُسِفَ} بضم الخاء وكسر السين.
والوجه أنه على بناء الفعل لما لم يسمّ فاعله، والمعنى في القراءتين واحد؛ لأنه معلوم أن فاعل الخسف هو الله تعالى، والخسف على هذا أيضًا متعدٍ.
وعن أبي زيد الأصمعي خسف المكان يخسف، لازم، وخسفه الله، متعدٍ، فعلى هذا تحمل الأولى على اللزوم، والثانية على التعدي). [الموضح: 988]

قوله تعالى: {تِلْكَ الدَّارُ الْآَخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (83)}
قوله تعالى: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (84)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 صفر 1440هـ/27-10-2018م, 08:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة القصص

[ من الآية (85) إلى الآية (88) ]
{ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85) وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86) وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)}


قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (85)}
قوله تعالى: {وَمَا كُنْتَ تَرْجُو أَنْ يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِلْكَافِرِينَ (86)}
قوله تعالى: {وَلَا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آَيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنْزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87)}
قوله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88)}
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {وَإِلَيْهِ تَرْجِعُونَ} [آية/ 88] بفتح التاء وكسر الجيم:
قرأها يعقوب وحده.
وقرأ الباقون {تُرْجَعُونَ} بضم التاء وفتح الجيم.
وقد تقدم القول في مثله، وأن رجع لازم ومتعد، فعند مَنْ فتح التاء وكسر الجيم فهو لازم، والفعل مضارع مسند إلى فاعله، وعند مَنْ ضم التاء وفتح الجيم فهو متعد، والفعل مضارع مسند إلى المفعول به، والمعنى: تردون،
[الموضح: 988]
أراد أن الحكم له يوم القيامة لا حاكم فيه سواه، وإلى ثوابه وعقابه تُرجعون فيجازيكم جزاءً وفاقًا). [الموضح: 989]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة