العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > نزول القرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 ذو القعدة 1431هـ/17-10-2010م, 06:04 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي نزول سورة المائدة

نزول سورة المائدة

هل سورة المائدة مكية أو مدنية؟
...من حكى الإجماع على أنها مدنية
...من نصَّ على أنها مدنية
...أدلة من قال بأنها مدنية
...من ذكر أنها مدنية إلا آيات منها
...من ذكر الخلاف في مكيتها ومدنيتها
...من نصَّ على أنها مكية
ترتيب نزول سورة المائدة
...تاريخ نزول سورة المائدة
...مكان نزول سورة المائدة


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 ذو الحجة 1431هـ/5-12-2010م, 10:08 PM
الصورة الرمزية ساجدة فاروق
ساجدة فاروق ساجدة فاروق غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 1,137
افتراضي

من حكى الإجماع على أنها مدنية:
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (هذه السورة مدنية بإجماع). [المحرر الوجيز: 6/80]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (قال القرطبيّ: هي مدنيّةٌ بالإجماع.
وأخرج ابن جريرٍ وابن المنذر عن قتادة قال: المائدة مدنيّةٌ). [فتح القدير: 2/5]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وهي مدنيّةٌ باتّفاقٍ، روي أنّها نزلت منصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الحديبية، بعد سورة الممتحنة، فيكون نزولها بعد الحديبية بمدّةٍ؛ لأنّ سورة الممتحنة نزلت بعد رجوع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة من صلح الحديبية، وقد جاءته المؤمنات مهاجراتٌ، وطلب منه المشركون إرجاعهنّ إليهم عملًا بشروط الصّلح، فأذن اللّه للمؤمنين بعدم إرجاعهنّ بعد امتحانهنّ.
روى ابن أبي حاتمٍ عن مقاتلٍ (أنّ آية {يا أيّها الّذين آمنوا ليبلونّكم اللّه بشيءٍ من الصّيد} - إلى- {عذابٌ أليمٌ} [المائدة: 94] نزلت عام الحديبية)، فلعلّ ذلك الباعث للّذين قالوا: إنّ سورة العقود نزلت عام الحديبية. وليس وجود تلك الآية في هذه السّورة بمقتضٍ أن يكون ابتداء نزول السّورة سابقًا على نزول الآية إذ قد تلحق الآية بسورةٍ نزلت متأخّرةٍ عنها.
وفي "الإتقان": إنّها نزلت قبل سورة النّساء، ولكن صحّ أنّ آية {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] نزلت يوم عرفة في عام حجّة الوداع.
ولذلك اختلفوا في أنّ هذه السّورة نزلت متتابعةً أو متفرّقةً، ولا ينبغي التّردّد في أنّها نزلت منجّمةً.
وقد روي عن عبد اللّه بن عمرٍو وعائشة أنّها (آخر سورةٍ نزلت).
وقد قيل إنّها (نزلت بعد النّساء، وما نزل بعدها إلّا سورة براءةٌ)، بناءً على أنّ براءةٌ آخر سورةٍ نزلت، وهو قول البراء بن عازبٍ في "صحيح البخاريّ"، وفي "مسند أحمد" عن عبد اللّه بن عمرٍو، وأسماء بنت يزيد أنّها (نزلت ورسول اللّه في سفرٍ، وهو على ناقته العضباء، وأنّها نزلت عليه كلّها).
قال الرّبيع بن أنسٍ: (نزلت سورة المائدة في مسير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى حجّة الوداع).
وفي "شعب الإيمان"، عن أسماء بنت يزيد أنّها (نزلت بمنًى).
وعن محمّد بن كعبٍ: (أنّها نزلت في حجّة الوداع بين مكّة والمدينة).
وعن أبي هريرة: (نزلت مرجع رسول اللّه من حجّة الوداع في اليوم الثّامن عشر من ذي الحجّة). وضعّف هذا الحديث.
وقد قيل: إنّ قوله تعالى: {ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ أن صدّوكم عن المسجد الحرام} [المائدة: 2] أنزل يوم فتح مكّة.
ومن النّاس من روى عن عمر بن الخطّاب: (أنّ سورة المائدة نزلت بالمدينة في يوم اثنين).
وهنالك رواياتٌ كثيرةٌ أنّها نزلت عام حجّة الوداع فيكون ابتداء نزولها بالمدينة قبل الخروج إلى حجّة الوداع.
وقد روي عن مجاهدٍ: أنّه قال: ({اليوم يئس الّذين كفروا من دينكم} - إلى- {غفورٌ رحيمٌ} [المائدة: 3] نزل يوم فتح مكّة). ومثله عن الضّحّاك، فيقتضي قولهما أن تكون هذه السّورة نزلت في فتح مكّة وما بعده.
وعن محمّد بن كعبٍ القرظيّ: (أنّ أوّل ما نزل من هذه السّورة قوله تعالى: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم كثيراً ممّا كنتم تخفون من الكتاب} - إلى قوله- {صراطٍ مستقيمٍ} [المائدة: 15، 16] ثمّ نزلت بقيّة السّورة في عرفة في حجّة الوداع).
ويظهر عندي أنّ هذه السّورة نزل بعضها بعد بعض سورة النّساء، وفي ذلك ما يدلّ على أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد استقام له أمر العرب وأمر المنافقين ولم يبق في عناد الإسلام إلّا اليهود والنّصارى.
أمّا اليهود فلأنّهم مختلطون بالمسلمين في المدينة وما حولها، وأمّا النّصارى فلأنّ فتوح الإسلام قد بلغت تخوم ملكهم في حدود الشّام. وفي حديث عمر في "صحيح البخاريّ": (وكان من حول رسول اللّه قد استقام له ولم يبق إلّا ملك غسّان بالشّام كنّا نخاف أن يأتينا)). [التحرير والتنوير: 6/69-71]


من نص على أنها مدنية :

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير عبد الرزاق: 1/181]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : (مدنية كلها). [تفسير غريب القرآن: 138]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (مدنيّةٌ). [جامع البيان: 8/5]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (مدنية). [معاني القرآن: 2/245]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وهي مدنية، روي عن علقمة أنه قال: كل ما كان في القرآن {يا أيها الذين آمنوا} فنزل بالمدينة وكل ما كان في القرآن {يا أيها الناس} فنزل بمكة). [معاني القرآن: 2/247]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (مدينة). [الكشف والبيان: 4/5]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (مدنية). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 255]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):
(مدنية). [الوسيط: 2/147]
قال أبو عبدِ الله محمدُ بنُ طَيْفُورَ الغزنويُّ السَّجَاوَنْدِيُّ (ت:560هـ): (وهي مدنية) . [علل الوقوف: 2/444]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (قال ابن عباس والضحاك: (هي مدنية).
وقال مقاتل: (نزلت نهارا وكلها مدنية).
وقال أبو سليمان الدمشقي: فيها من المكي {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3].
قال: وقيل: فيها من المكي {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله} الآية [المائدة: 2]، والصحيح أن قوله {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] نزلت بعرفة يوم عرفة فلهذا نسبت إلى مكة). [زاد المسير: 2/267]
قالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ البَيْضَاوِيُّ (ت: 691هـ): (مدنية). [أنوار التنزيل: 2/113]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وهي مدنيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 3/5]

قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وقال مقاتل: هي مدنيّة كلها نزلت بالنّهار. وقال عطاء بن أبي مسلم: نزلت سورة المائدة ثمّ سورة التّوبة،
وقال أبو العبّاس في (مقامات التّنزيل) هي آخر ما نزل وفيها اختلاف في ستّ آيات آية منها نزلت في عرفات لم أسمع أحدا اختلف فيها. وهي: {اليوم أكلمت لكم دينكم} [المائدة: 3] وآية التّيمّم نزلت بالأبواء، وآية: {والله يعصمك} [المائدة: 67] نزلت بذات الرّقاع وآيتان فيهما دلالة على أقاويل، بعضهم: أنّها نزلت قبل الهجرة وهي: {ذلك بأن منهم قسّيسين ورهبانًا} [المائدة: 82] إلى قوله: {مع الشّاهدين} وآية اختلفوا فيها، فقيل: إنّها نزلت بنخلة في الغزوة السّابعة. وقيل: إنّها نزلت بالمدينة في شأن كعب بن الأشرف وهي: {اذكروا نعمة الله عليكم} [المائدة: 7]
وذكر أبو عبيدة عن محمّد بن كعب القرظيّ قال: نزلت سورة المائدة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع فيما بين مكّة والمدينة وهو على ناقته، فابتدر ركبتها فنزل عنها صلى الله عليه وسلم). [عمدة القاري: 18/263]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (أَخْرَج ابن جرير، وَابن المنذر عن قتادة قال: المائدة مدنية). [الدر المنثور: 5/156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (مدنية). [لباب النقول: 90]

أدلة من قال بأنها مدنية :

قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا عمر بن حبيب عن ابن أبي نجيح عن عكرمة أن عمر ابن الخطاب قال نزلت يوم عرفة سورة المائدة ووافق يوم الجمعة). [تفسير عبد الرزاق: 1/181]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن ليث عن شهر بن حوشب قال نزلت سورة المائدة على رسول الله وهو واقف بعرفة على راحلته فتنوخت لأن لا تدق ذراعها). [تفسير عبد الرزاق: 1/182] )
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (روي عن علقمة أنه قال: كل ما كان في القرآن {يا أيها الذين آمنوا} فنزل بالمدينة وكل ما كان في القرآن {يا أيها الناس} فنزل بمكة). [معاني القرآن: 2/247]م
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وروي أنها نزلت عند منصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية. وذكر النقاش عن أبي سلمة أنه قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية قال: ((يا عليّ أشعرت أنه نزلت علي سورة المائدة ونعمت الفائدة)).قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا عندي لا يشبه كلام النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن هذه السورة ما نزل في حجة الوداع. ومنها ما نزل عام الفتح وهو قوله تعالى: {ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ} [المائدة: 2] الآية. وكل ما نزل من القرآن بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم فهو مدني سواء ما نزل بالمدينة أو في سفر من الأسفار أو بمكة. وإنما يرسم بالمكي ما نزل قبل الهجرة). [المحرر الوجيز: 6/80]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا أبو معاوية شيبان، عن ليث، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد قالت: (إنّي لآخذةٌ بزمام العضباء ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، إذ نزلت عليه المائدة كلّها، وكادت من ثقلها تدقّ عضد الناقة)). [تفسير القرآن العظيم: 3/5]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وروى ابن مردويه من حديث صالح بن سهيل، عن عاصمٍ الأحول قال: حدّثتني أمّ عمرٍو، عن عمّها؛ (أنّه كان في مسير مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزلت عليه سورة المائدة، فاندقّ عنق الرّاحلة من ثقلها)). [تفسير القرآن العظيم: 3/5]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقال أحمد أيضًا: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، حدّثني حييّ بن عبد اللّه، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (أنزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سورة المائدة وهو راكبٌ على راحلته، فلم تستطع أن تحمله، فنزل عنها). تفرّد به أحمد). [تفسير القرآن العظيم: 3/5]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: (أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المائدة وهو راكب على راحلته فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها)). [الدر المنثور: 5/156]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أحمد، وعَبد بن حُمَيد، وَابن جَرِير ومحمد بن نصر في "الصلاة" والطبراني وأبو نعيم في "الدلائل" والبيهيقي في "شعب الإيمان" عن أسماء بنت يزيد قالت: (إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت المائدة كلها فكادت من ثقلها تدق عضد الناقة)). [الدر المنثور: 5/156-157]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن أبي شيبة في "مسنده" والبغوي في "معجمه"، وَابن مردويه والبيهقي في "دلائل النبوة" عن أم عمرو بنت عبس عن عمها (أنه كان في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه سورة المائدة فاندق كتف راحلته العضباء من ثقل السورة)). [الدر المنثور: 5/157]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أبو عبيد عن محمد بن كعب القرظي قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته فانصدعت كتفها فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 5/157]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج ابن جرير عن الربيع بن أنس قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسير في حجة الوداع وهو راكب راحلته فبركت به راحلته من ثقلها). [الدر المنثور: 5/157]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (وقد روى الإمام أحمد عن أسماء بنت يزيد قالت: " إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- إذ نزلت عليه المائدة كلها وكادت من ثقلها تدق عضد الناقة" ). [إرشاد الساري: 7/100]

من ذكر أنها مدنية إلا آيات منها:
قَالَ هِبَةُ اللهِ بنُ سَلامَةَ بنِ نَصْرٍ المُقْرِي (ت: 410 هـ): (نزلت بالمدينة إلّا آية منها فإنّها نزلت بمكّة أو غيرها). [الناسخ والمنسوخ لابن سلامة: 79]
قَالَ أبو عمرو عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ الدَّانِيُّ (ت: 444هـ): (مدنية إلا آية منها نزلت بعرفة وهي قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} إلى قوله تعالى: {ورضيت لكم الإسلام دينا} حدثنا عبد الرحمن بن خالد قال أنا أحمد بن جعفر قال أنا عبد الله بن أحمد قال أنا أبي قال أنا جعفر بن عون قال أنا أبو عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: قال عمر نزلت هذه الآية اليوم {أكملت لكم دينكم} على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة في يوم جمعة). [البيان: 149]
قالَ الحُسَيْنُ بنُ مَسْعُودٍ البَغَوِيُّ (ت: 516هـ):
(نزلت بالمدنية كلّها إلّا قوله: {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية[المائدة: 3]، فإنّها نزلت بعرفاتٍ).
[معالم التنزيل: 3/5]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (مدنية [إلا آية 3 فنزلت بعرفات في حجة الوداع]). [الكشاف: 2/190]
قَالَ أبو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلِيٍّ ابْنُ الجَوْزِيِّ (ت: 597هـ): (وقال أبو سليمان الدمشقي: فيها من المكي {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3].
قال: وقيل: فيها من المكي {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله} الآية [المائدة: 2]، والصحيح أن قوله {اليوم أكملت لكم دينكم} الآية [المائدة: 3] نزلت بعرفة يوم عرفة فلهذا نسبت إلى مكة). [زاد المسير: 2/267]م
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (ونزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم} في يوم عرفة، في يوم جمعة، وعاش النبي صلى الله عليه وسلم بعدها إحدى وثمانين ليلة ) [جمال القراء :1/11]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (مدنية إلا آية [المائدة: 3] فنزلت بعرفات في حجة الوداع). [التسهيل: 1/219]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): ( وقال أبو العبّاس في (مقامات التّنزيل) [...] وفيها اختلاف في ستّ آيات آية منها نزلت في عرفات لم أسمع أحدا اختلف فيها. وهي: {اليوم أكلمت لكم دينكم} [المائدة: 3] ، وآية التّيمّم نزلت بالأبواء، وآية: {والله يعصمك} [المائدة: 67] نزلت بذات الرّقاع ، وآيتان فيهما دلالة على أقاويل، بعضهم: أنّها نزلت قبل الهجرة وهي: {ذلك بأن منهم قسّيسين ورهبانًا} [المائدة: 82] إلى قوله: {مع الشّاهدين} ، وآية اختلفوا فيها، فقيل: إنّها نزلت بنخلة في الغزوة السّابعة. وقيل: إنّها نزلت بالمدينة في شأن كعب بن الأشرف وهي: {اذكروا نعمة الله عليكم} [المائدة: 7] ). [عمدة القاري: 18/263]م
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (وهي مدنية إلا {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] فبعرفة عشيتها. قال في الينبوع: ومن نسب هذه السورة إلى عرفة فقدسها بل نزلت بالمدينة سوى الآيات من أوّلها فإنهن نزلن في حجة الوداع وهو على راحلته بعرفة بعد العصر انتهى). [إرشاد الساري: 7/100]
قال أحمدُ بنُ عبد الكريمِ بنِ محمَّدٍ الأَشْمُونِيُّ (ت:ق11هـ): (مدنية إلاَّ بعض آية منها نزلت عشية عرفة يوم الجمعة وهو قوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم إلى دينا ) . [منار الهدى: 114]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (مدنية في أكثر الأقاويل، وقيل: إلا قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) فإنها نزلت بعرفات(1) في حجة الوداع). [القول الوجيز: 185]
- قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَلِيّ مُوسَى (ت: 1429هـ): ( (1) قال صاحب غيث النفع صفحة 198: إنها مدنية اتفاقًا وهذه الآية مكية إن اعتبرنا موضع النزول وقد تقدم أن الصحيح خلافه انتهى بتصرف). [التعليق على القول الوجيز: 185]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 شعبان 1433هـ/30-06-2012م, 09:27 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي أسباب النزول

ترتيب نزول سورة المائدة :
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ الخراسانيُّ: (ت:227هـ):
(حدّثنا سعيدٌ، قال: نا حديج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن أبي ميسرة، قال: آخر سورةٍ أنزلت في القرآن سورة المائدة، وإنّ فيها لسبع عشرة فريضة).
[سنن سعيد بن منصور: 4/1435]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا قتيبة، قال: حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، عن حييٍّ، عن أبي عبد الرّحمن الحبليّ، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: (آخر سورةٍ أنزلت المائدة والفتح). هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ.
وروي عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال: (آخر سورةٍ أنزلت {إذا جاء نصر الله والفتح} [النصر: 1])). [سنن الترمذي: 5/111]

قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصرٍ الخولانيّ، قال: قرئ على عبد اللّه بن وهبٍ، أخبرك معاوية بن صالحٍ عن أبي الزّاهريّة، عن جبير بن نفيرٍ قال: حججت فدخلت على عائشة رضي اللّه عنها، فقالت لي: يا جبير تقرأ المائدة؟ فقلت: نعم، قالت: «أما إنّها آخر سورةٍ نزلت فما وجدتم فيها من حلالٍ، فاستحلّوه، وما وجدتم من حرامٍ فحرّموه» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/340]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (وحدّثنا أبو العبّاس، ثنا بحر بن نصرٍ، قال: قرئ على ابن وهبٍ، أخبرك حييّ بن عبد اللّه المعافريّ، قال: سمعت أبا عبد الرّحمن الحبليّ، حدّث عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ «آخر سورةٍ نزلت سورةٍ المائدة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/340]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الثَّعْلَبيُّ (ت: 427هـ): (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته يوم حجة الوداع قال: ((يا أيها الناس إن سورة المائدة من آخر القرآن نزولا فأحلوا حلالها وحرموا حرامها)) ). [الكشف والبيان: 4/5]
قَالَ مَكِّيُّ بنُ أبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): (قال جماعة من العلماء: لا منسوخ في المائدة لأنها من آخر ما نزل). [الإيضاح لناسخ القرآن ومنسوخه: 255]
قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ):
([نزلت بعد الفتح]). [الكشاف: 2/190]

قالَ مَحْمُودُ بْنُ عُمَرَ الزَّمَخْشَرِيُّ (ت: 538هـ): (وعن النبي صلى اللَّه عليه وسلم: (( المائدة من آخر القرآن نزولا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها )) ). [الكشاف: 2/192]
- قالَ عبدُ اللهِ بنُ يوسُفَ الزَّيلعيُّ (ت: 762هـ) : ( الحديث الأول
عن النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم: ((المائدة من آخر القرآن نزولا فأحلوا حلالها وحرموا حرامها)).
قلت: لم أجده مرفوعا وإنّما وجدته موقوفا على عبد الله بن عمرو بن العاص وعلى عائشة.
فحديث ابن العاص رواه التّرمذيّ في جامعه ثنا قتيبة ثنا عبد الله بن وهب عن حييّ عن أبي عبد الرّحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو قال: " آخر سورة أنزلت سورة المائدة والفتح " انتهى. وقال حديث حسن غريب وقد روي عن ابن عبّاس أنه قال " آخر سورة أنزلت {إذا جاء نصر الله}" انتهى كلامه.
ورواه الحاكم في مستدركه ولم يقل فيه وسورة الفتح وقال على شرط الشّيخين ولم يخرجاه.
وأما حديث عائشة فرواه الحاكم أيضا من حديث جبير بن نفير قال حججت فدخلت على عائشة فقالت لي : " يا جبير، تقرأ المائدة؟ " ، فقلت: نعم ، فقالت: " أما إنّها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فأحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه" انتهى وقال حديث صحيح على شرط الشّيخين ولم يخرجاه انتهى). [الإسعاف: 1/377-378]
- قالَ أَحْمَدُ بنُ علِيٍّ ابنُ حَجَرٍ العَسْقَلانِيُّ (ت:852هـ) : (حديث (( المائدة من آخر القرآن نزولا، فأحلوا حلالها وحرموا حرامها )) الحاكم من طريق جبير بن نفير. قال: دخلت على عائشة فقالت لي: "يا جبير، تقرأ المائدة؟ " ، فقلت: نعم. فقالت: " أما إنها آخر سورة نزلت : سورة المائدة والفتح " وأشار الترمذي إلى أن المراد بقولها "والفتح" : {إذا جاء نصر الله} قال: وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما). [الكافي الشاف: 51]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بْنِ جُزَيءٍ الكَلْبِيُّ (ت: 741هـ): (نزلت بعد الفتح). [التسهيل: 1/219]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (وقد روى التّرمذيّ عن قتيبة، عن عبد اللّه بن وهب، عن حييٍّ، عن أبي عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: (آخر سورةٍ أنزلت: سورة المائدة والفتح)، ثمّ قال التّرمذيّ: هذا حديثٌ غريبٌ حسنٌ.
وقد روي عن ابن عبّاسٍ أنّه قال: (آخر سورةٍ أنزلت: {إذا جاء نصر اللّه والفتح} [سورة النّصر: 1]).
وقد روى الحاكم في "مستدركه"، من طريق عبد اللّه بن وهبٍ بإسناده نحو رواية التّرمذيّ، ثمّ قال: صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه).
صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه.
ورواه الإمام أحمد، عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن معاوية بن صالحٍ، وزاد: (وسألتها عن خلق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالت: القرآن). وراوه النّسائيّ من حديث ابن مهديٍّ). [تفسير القرآن العظيم: 3/5-6]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (قال ابن وهب: سمعت حييّ بن عبد اللّه يحدّث، عن أبي عبد الرّحمن الحبلي، عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورة أنزلت سورة المائدة)). [تفسير القرآن العظيم: 3/236]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ): (وقال عطاء بن أبي مسلم: نزلت سورة المائدة ثمّ سورة التّوبة، وقال أبو العبّاس في (مقامات التّنزيل) هي آخر ما نزل [...]
وذكر أبو عبيدة عن محمّد بن كعب القرظيّ قال: " نزلت سورة المائدة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع فيما بين مكّة والمدينة وهو على ناقته، فابتدر ركبتها فنزل عنها صلى الله عليه وسلم" ). [عمدة القاري: 18/263]م
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أحمد والترمذي وحسنه والحاكم وصححه، وَابن مردويه والبيهقي في "سُنَنِه" عن عبد الله بن عمرو قال: آخر سورة نزلت سورة المائدة والفتح). [الدر المنثور: 5/156]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج أبو عبيد عن ضمرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم المائدة من آخر القرآن تنزيلا فاحلوا حلالها وحرموا حرامها). [الدر المنثور: 5/157-158]
قالَ جَلالُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (وأخرج سعيد بن منصور، وَابن المنذر عن أبي ميسرة قال: آخر سورة أنزلت سورة المائدة وان فيها لسبع عشرة فريضة). [الدر المنثور: 5/158]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي، وابن المنذر والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن جبير بن نفير قال: حججت فدخلت على عائشة فقالت لي: يا جبير تقرأ المائدة فقلت: نعم، فقالت: أما إنها آخر سورة نزلت فما وجدتم فيها من حلال فاستحلوه وما وجدتم من حرام فحرموه). [الدر المنثور: 5/156]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ): (وعن ابن عمر " آخر سورة أنزلت المائدة والفتح" ، قال الترمذي حسن غريب، وثبتت البسملة بعد قوله المائدة لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/100]
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أحمد والنّسائيّ وابن المنذر والحاكم وصحّحه، وابن مردويه، والبيهقيّ في سننه، عن جبير بن نفيرٍ، قال: حججت فدخلت على عائشة، فقالت لي: (يا جبير تقرأ المائدة؟) فقلت: نعم، فقالت: (أما إنّها آخر سورةٍ نزلت، فما وجدتم فيها من حلالٍ فاستحلّوه، وما وجدتم من حرامٍ فحرّموه). وأخرج أحمد والتّرمذيّ وحسّنه، والحاكم وصحّحه، وابن مردويه، والبيهقيّ في "سننه" عن عبد الله بن عمرو قال: (آخر سورةٍ نزلت سورة المائدة والفتح).
وأخرج أحمد عنه قال: (أنزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سورة المائدة وهو راكبٌ على راحلته فلم تستطع أن تحمله، فنزل عنها).
قال ابن كثيرٍ: تفرّد به أحمد. قلت: وفي إسناده ابن لهيعة.
وأخرج أحمد وعبد بن حميدٍ وابن جريرٍ ومحمّد بن نصرٍ في "كتاب الصّلاة"، والطّبرانيّ وأبو نعيمٍ في "الدّلائل"، والبيهقيّ في "شعب الإيمان" عن أسماء بنت يزيد نحوه.
وأخرج ابن أبي شيبة في "مسنده"، والبغويّ في "معجمه"، وابن مردويه، والبيهقيّ في "دلائل النّبوّة" عن أمّ عمرٍو بنت عيسى عن عمّها نحوه أيضًا.
وأخرج أبو عبيدٍ عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ نحوه. وزاد: أنّها نزلت في حجّة الوداع فيما بين مكّة والمدينة.
وهكذا أخرج ابن جريرٍ عن الرّبيع بن أنسٍ بهذه الزّيادة، وأخرج أبو عبيدٍ عن ضمرة بن حبيبٍ وعطيّة بن قيسٍ قالا: (قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ((المائدة من آخر القرآن تنزيلًا، فأحلّوا حلالها وحرّموا حرامها)))). [فتح القدير: 2/5]
قَالَ رِضْوانُ بنُ مُحَمَّدٍ المُخَلِّلاتِيُّ (ت: 1311هـ): (ونزلت بعد سورة الأحزاب ونزلت بعدها سورة التوبة). [القول الوجيز: 185]
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ):
( روي أنّها نزلت منصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الحديبية، بعد سورة الممتحنة، فيكون نزولها بعد الحديبية بمدّةٍ؛ لأنّ سورة الممتحنة نزلت بعد رجوع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة من صلح الحديبية، وقد جاءته المؤمنات مهاجراتٌ، وطلب منه المشركون إرجاعهنّ إليهم عملًا بشروط الصّلح، فأذن اللّه للمؤمنين بعدم إرجاعهنّ بعد امتحانهنّ.

روى ابن أبي حاتمٍ عن مقاتلٍ (أنّ آية {يا أيّها الّذين آمنوا ليبلونّكم اللّه بشيءٍ من الصّيد} - إلى- {عذابٌ أليمٌ} [المائدة: 94] نزلت عام الحديبية)، فلعلّ ذلك الباعث للّذين قالوا: إنّ سورة العقود نزلت عام الحديبية. وليس وجود تلك الآية في هذه السّورة بمقتضٍ أن يكون ابتداء نزول السّورة سابقًا على نزول الآية إذ قد تلحق الآية بسورةٍ نزلت متأخّرةٍ عنها.
وفي "الإتقان": إنّها نزلت قبل سورة النّساء، ولكن صحّ أنّ آية {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] نزلت يوم عرفة في عام حجّة الوداع.
ولذلك اختلفوا في أنّ هذه السّورة نزلت متتابعةً أو متفرّقةً، ولا ينبغي التّردّد في أنّها نزلت منجّمةً.
وقد روي عن عبد اللّه بن عمرٍو وعائشة أنّها (آخر سورةٍ نزلت).
وقد قيل إنّها (نزلت بعد النّساء، وما نزل بعدها إلّا سورة براءةٌ)، بناءً على أنّ براءةٌ آخر سورةٍ نزلت، وهو قول البراء بن عازبٍ في "صحيح البخاريّ"، وفي "مسند أحمد" عن عبد اللّه بن عمرٍو، وأسماء بنت يزيد أنّها (نزلت ورسول اللّه في سفرٍ، وهو على ناقته العضباء، وأنّها نزلت عليه كلّها).
قال الرّبيع بن أنسٍ: (نزلت سورة المائدة في مسير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى حجّة الوداع).
وفي "شعب الإيمان"، عن أسماء بنت يزيد أنّها (نزلت بمنًى).
وعن محمّد بن كعبٍ: (أنّها نزلت في حجّة الوداع بين مكّة والمدينة).
وعن أبي هريرة: (نزلت مرجع رسول اللّه من حجّة الوداع في اليوم الثّامن عشر من ذي الحجّة). وضعّف هذا الحديث.
وقد قيل: إنّ قوله تعالى: {ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ أن صدّوكم عن المسجد الحرام} [المائدة: 2] أنزل يوم فتح مكّة.
ومن النّاس من روى عن عمر بن الخطّاب: (أنّ سورة المائدة نزلت بالمدينة في يوم اثنين).
وهنالك رواياتٌ كثيرةٌ أنّها نزلت عام حجّة الوداع فيكون ابتداء نزولها بالمدينة قبل الخروج إلى حجّة الوداع.
وقد روي عن مجاهدٍ: أنّه قال: ({اليوم يئس الّذين كفروا من دينكم} - إلى- {غفورٌ رحيمٌ} [المائدة: 3] نزل يوم فتح مكّة). ومثله عن الضّحّاك، فيقتضي قولهما أن تكون هذه السّورة نزلت في فتح مكّة وما بعده.
وعن محمّد بن كعبٍ القرظيّ: (أنّ أوّل ما نزل من هذه السّورة قوله تعالى: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم كثيراً ممّا كنتم تخفون من الكتاب} - إلى قوله- {صراطٍ مستقيمٍ} [المائدة: 15، 16] ثمّ نزلت بقيّة السّورة في عرفة في حجّة الوداع).
ويظهر عندي أنّ هذه السّورة نزل بعضها بعد بعض سورة النّساء، وفي ذلك ما يدلّ على أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد استقام له أمر العرب وأمر المنافقين ولم يبق في عناد الإسلام إلّا اليهود والنّصارى.
أمّا اليهود فلأنّهم مختلطون بالمسلمين في المدينة وما حولها، وأمّا النّصارى فلأنّ فتوح الإسلام قد بلغت تخوم ملكهم في حدود الشّام. وفي حديث عمر في "صحيح البخاريّ": (وكان من حول رسول اللّه قد استقام له ولم يبق إلّا ملك غسّان بالشّام كنّا نخاف أن يأتينا)). [التحرير والتنوير: 6/69-71]م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): (وقد عدّت السّورة الحادية والتسعين في عدد السّور على ترتيب النّزول، عن جابر بن زيدٍ: (نزلت بعد سورة الأحزاب وقبل سورة الممتحنة)). [التحرير والتنوير: 6/72]

مكان نزول سورة المائدة:

قالَ أبو عُبيدٍ القاسمُ بن سلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت:224هـ) : ( حدثنا عمرو بن طارق، عن يحيى بن أيوب، عن أبي صخر، عن محمد بن كعب القرظي قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته فانصدع كتفها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم) [فضائل القران]م
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): (أبو عبيد عن محمد بن كعب القرظي قال: نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته، فانصدع كتفها، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم). [جمال القراء:1/60 ]
م
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ):
(وقال عطاء بن أبي مسلم: نزلت سورة المائدة ثمّ سورة التّوبة، وقال أبو العبّاس في (مقامات التّنزيل) هي آخر ما نزل [...]

وذكر أبو عبيدة عن محمّد بن كعب القرظيّ قال: " نزلت سورة المائدة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع فيما بين مكّة والمدينة وهو على ناقته، فابتدر ركبتها فنزل عنها صلى الله عليه وسلم" ). [عمدة القاري: 18/263]م
قالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّوْكَانِيُّ (ت: 1250هـ): (وأخرج أحمد عنه قال: (أنزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سورة المائدة وهو راكبٌ على راحلته فلم تستطع أن تحمله، فنزل عنها).
قال ابن كثيرٍ: تفرّد به أحمد. قلت: وفي إسناده ابن لهيعة.
وأخرج أحمد وعبد بن حميدٍ وابن جريرٍ ومحمّد بن نصرٍ في "كتاب الصّلاة"، والطّبرانيّ وأبو نعيمٍ في "الدّلائل"، والبيهقيّ في "شعب الإيمان" عن أسماء بنت يزيد نحوه.
وأخرج ابن أبي شيبة في "مسنده"، والبغويّ في "معجمه"، وابن مردويه، والبيهقيّ في "دلائل النّبوّة" عن أمّ عمرٍو بنت عيسى عن عمّها نحوه أيضًا.
وأخرج أبو عبيدٍ عن محمّد بن كعبٍ القرظيّ نحوه. وزاد: أنّها نزلت في حجّة الوداع فيما بين مكّة والمدينة.
وهكذا أخرج ابن جريرٍ عن الرّبيع بن أنسٍ بهذه الزّيادة). [فتح القدير: 2/5]م
قالَ مُحَمَّد الطَّاهِرُ بْنُ عَاشُورٍ (ت: 1393هـ): ( روي أنّها نزلت منصرف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الحديبية، بعد سورة الممتحنة، فيكون نزولها بعد الحديبية بمدّةٍ؛ لأنّ سورة الممتحنة نزلت بعد رجوع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى المدينة من صلح الحديبية، وقد جاءته المؤمنات مهاجراتٌ، وطلب منه المشركون إرجاعهنّ إليهم عملًا بشروط الصّلح، فأذن اللّه للمؤمنين بعدم إرجاعهنّ بعد امتحانهنّ.
روى ابن أبي حاتمٍ عن مقاتلٍ (أنّ آية {يا أيّها الّذين آمنوا ليبلونّكم اللّه بشيءٍ من الصّيد} - إلى- {عذابٌ أليمٌ} [المائدة: 94] نزلت عام الحديبية)، فلعلّ ذلك الباعث للّذين قالوا: إنّ سورة العقود نزلت عام الحديبية. وليس وجود تلك الآية في هذه السّورة بمقتضٍ أن يكون ابتداء نزول السّورة سابقًا على نزول الآية إذ قد تلحق الآية بسورةٍ نزلت متأخّرةٍ عنها.
وفي "الإتقان": إنّها نزلت قبل سورة النّساء، ولكن صحّ أنّ آية {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة: 3] نزلت يوم عرفة في عام حجّة الوداع.
ولذلك اختلفوا في أنّ هذه السّورة نزلت متتابعةً أو متفرّقةً، ولا ينبغي التّردّد في أنّها نزلت منجّمةً.
وقد روي عن عبد اللّه بن عمرٍو وعائشة أنّها (آخر سورةٍ نزلت).
وقد قيل إنّها (نزلت بعد النّساء، وما نزل بعدها إلّا سورة براءةٌ)، بناءً على أنّ براءةٌ آخر سورةٍ نزلت، وهو قول البراء بن عازبٍ في "صحيح البخاريّ"، وفي "مسند أحمد" عن عبد اللّه بن عمرٍو، وأسماء بنت يزيد أنّها (نزلت ورسول اللّه في سفرٍ، وهو على ناقته العضباء، وأنّها نزلت عليه كلّها).
قال الرّبيع بن أنسٍ: (نزلت سورة المائدة في مسير رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى حجّة الوداع).
وفي "شعب الإيمان"، عن أسماء بنت يزيد أنّها (نزلت بمنًى).
وعن محمّد بن كعبٍ: (أنّها نزلت في حجّة الوداع بين مكّة والمدينة).
وعن أبي هريرة: (نزلت مرجع رسول اللّه من حجّة الوداع في اليوم الثّامن عشر من ذي الحجّة). وضعّف هذا الحديث.
وقد قيل: إنّ قوله تعالى: {ولا يجرمنّكم شنآن قومٍ أن صدّوكم عن المسجد الحرام} [المائدة: 2] أنزل يوم فتح مكّة.
ومن النّاس من روى عن عمر بن الخطّاب: (أنّ سورة المائدة نزلت بالمدينة في يوم اثنين).
وهنالك رواياتٌ كثيرةٌ أنّها نزلت عام حجّة الوداع فيكون ابتداء نزولها بالمدينة قبل الخروج إلى حجّة الوداع.
وقد روي عن مجاهدٍ: أنّه قال: ({اليوم يئس الّذين كفروا من دينكم} - إلى- {غفورٌ رحيمٌ} [المائدة: 3] نزل يوم فتح مكّة). ومثله عن الضّحّاك، فيقتضي قولهما أن تكون هذه السّورة نزلت في فتح مكّة وما بعده.
وعن محمّد بن كعبٍ القرظيّ: (أنّ أوّل ما نزل من هذه السّورة قوله تعالى: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبيّن لكم كثيراً ممّا كنتم تخفون من الكتاب} - إلى قوله- {صراطٍ مستقيمٍ} [المائدة: 15، 16] ثمّ نزلت بقيّة السّورة في عرفة في حجّة الوداع).
ويظهر عندي أنّ هذه السّورة نزل بعضها بعد بعض سورة النّساء، وفي ذلك ما يدلّ على أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد استقام له أمر العرب وأمر المنافقين ولم يبق في عناد الإسلام إلّا اليهود والنّصارى.
أمّا اليهود فلأنّهم مختلطون بالمسلمين في المدينة وما حولها، وأمّا النّصارى فلأنّ فتوح الإسلام قد بلغت تخوم ملكهم في حدود الشّام. وفي حديث عمر في "صحيح البخاريّ": (وكان من حول رسول اللّه قد استقام له ولم يبق إلّا ملك غسّان بالشّام كنّا نخاف أن يأتينا)). [التحرير والتنوير: 6/69-71]م

وقت نزولها
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مقاتل: هي مدنيّة كلها نزلت بالنّهار). [عمدة القاري: 18/195]

ما حدث عند نزولها
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن عبد اللّه بن عمرٍو قال: «أنزلت على رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - سورة المائدة، وهو راكبٌ على راحلته فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها».
رواه أحمد، وفيه ابن لهيعة، والأكثر على ضعفه، وقد يحسّن حديثه، وبقيّة رجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/13]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن أسماء بنت يزيد قالت: «إنّي لآخذةٌ بزمام العضباء، ناقة رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - إذ نزلت المائدة كلّها، فكادت من ثقلها تدقّ عضد النّاقة».
- وفي روايةٍ: ليكسر النّاقة، رواه أحمد والطّبرانيّ بنحوه، وفيه شهر بن حوشبٍ، وهو ضعيفٌ، وقد وثّق). [مجمع الزوائد: 7/13]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو بكر بن أبي شيبة: ثنا محمّد بن الحسن الأسديّ، حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن عاصم بن سليمان، عن أمّ عمرٍو ابنة عيسى، حدّثني عمّي: "أنّه كان مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في مسيرٍ، فأنزلت عليه سورة المائدة فعرفنا أنّه ينزل عليه، فاندقّت كتف، راحلته العضباء من ثقل السّورة".
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لجهالة بعض رواته.
- قال: وثنا الحسن بن موسى، ثنا شيبان، عن ليثٍ، عن شهرٍ، عن أسماء بنت يزيد- رضي اللّه عنها- أنها قالت: "إني لآخذة بزمام ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم العضباء إذ نزلت عليه المائدة، فكادت من ثقلها تدقّ عنق النّاقة".
- رواه أبو يعلى الموصليّ: ثنا أبو خيثمة، ثنا جرير، عن ليثٍ، عن شهرٍ، عن أسماء بنت يزيد قالت: "نزلت المائدة جميعًا وأنا آخذةٌ بزمام ناقة رسول العضباء، وكادت من ثقلها أن تدقّ عضد النّاقة".
- ورواه أحمد بن حنبلٍ: ثنا أبو النّضر، ثنا أبو معاوية- يعني: شيبان ... فذكره.
- قال: وأبنا إسحاق بن يوسف، أبنا سفيان، عن ليثٍ ... فذكره. قلت: هكذا وقع هنا أنّ سورة المائدة نزلت جميعًا
- وخالف ذلك أحمد بن منيعٍ: فقال: ثنا إسحاق بن يوسف، ثنا سفيان، عن ليثٍ، عن شهر بن حوشبٍ، عن أسماء بنت يزيد قالت: "نزلت سورة الأنعام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جملةً ... " الحديث، وسيأتي بتمامه في سورة الأنعام.
فيحتمل أنه وهم من بعض الرواة، ويحتمل أن كل واحدة من السّورتين نزلت جملةً، فاللّه أعلم). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/202-203]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال أبو يعلى الموصليّ: ثنا سفيان بن وكيع، ثنا أبي، ثنا عبد اللّه بن أبي حميدٍ، عن أبي مليحٍ، حدّثني معقل بن يسارٍ قال: "كنّا نسير مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأنزلت سورة المائدة، وهي السّورة الّتي يذكر فيها (إذا جاءك المنافقون) فركب ناقته ساعةً حتّى ربع الوحي ثمّ بعثها فقرأها علينا، فما نزلنا- حتّى أخذ كلّ واحدٍ منّا طائفةً منها". هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لضعف سفيان بن وكيع). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/203]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أبو بكرٍ: حدثنا محمّد بن الحسن الأسديّ، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن عاصم بن سليمان، عن أمّ عمرٍو بنت عيسى قالت: حدّثني عمّي (رضي الله عنه): أنّه كان مع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في منزله، فأنزلت عليه سورة المائدة. فعرفنا أنّه نزل عليه، فاندقّت كتف (راحلته) العضباء من ثقل السّورة). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة المائدة وهو راكب على راحلته فلم تستطع أن تحمله فنزل عنها). [الدر المنثور: 5/156]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، وابن جرير ومحمد بن نصر في الصلاة والطبراني وأبو نعيم في الدلائل والبيهقي في شعب الإيمان عن أسماء بنت يزيد قالت: إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نزلت المائدة كلها فكادت من ثقلها تدق عضد الناقة). [الدر المنثور: 5/156-157]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده والبغوي في معجمه، وابن مردويه والبيهقي في دلائل النبوة عن أم عمرو بنت عبس عن عمها أنه كان في مسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلت عليه سورة المائدة فاندق كتف راحلته العضباء من ثقل السورة). [الدر المنثور: 5/157]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11 رمضان 1433هـ/29-07-2012م, 09:06 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ ...} الآية.
قال ابن عباس: نزلت في الحطم واسمه شريح بن ضبيعة الكندي أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم من اليمامة إلى المدينة فخلف خيله خارج المدينة ودخل وحده على النبي عليه السلام فقال: إلام تدعو الناس؟ قال: ((إلى شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة)) فقال: حسن إلا أن لي أمراء لا أقطع أمرًا دونهم ولعلي أسلم وآتي بهم وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لأصحابه: ((يدخل عليكم رجل يتكلم بلسان شيطان)) ثم خرج من عنده فلما خرج قال رسول الله عليه السلام: ((لقد دخل بوجه كافر وخرج بعقبى غادر وما الرجل مسلم)) فمر بسرح المدينة فاستاقه فطلبوه فعجزوا عنه فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عام القضية سمع تلبية حجاج اليمامة فقال لأصحابه: ((هذا الحطم وأصحابه)) وكان قد قلد ما نهب من سرح المدينة وأهداه إلى الكعبة فلما توجهوا في طلبه أنزل الله تعالى: {يا أَيُّها الَذينَ آَمَنوا لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ} يريد ما أشعر لله وإن كانوا على غير دين الإسلام.
وقال زيد بن أسلم: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه بالحديبية حين صدهم المشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم فمر بهم ناس من المشركين يريدون العمرة فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصد
[أسباب النزول: 181]
هؤلاء كما صدنا أصحابهم فأنزل الله تعالى: {لا تُحِلّوا شَعائِرَ اللهِ وَلا الشَهرَ الحَرامَ وَلا الهَديَ وَلا القَلائِدَ وَلا آَمّينَ البَيتَ الحَرامَ} أي: ولا تعتدوا على هؤلاء العمار أن صدكم أصحابهم). [أسباب النزول: 182]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلَائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)}
أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: قدم الحطم بن هند البكري المدينة في عير له يحمل طعاما فباعه ثم دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه وأسلم فلما ولى خارجا نظر إليه فقال لمن عنده: ((لقد دخل علي بوجه فاجر وولى بقفا غادر)) فلما قدم اليمامة ارتد عن الإسلام وخرج في عير له تحمل الطعام في ذي القعدة يريد مكة فلما سمع به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم تهيأ للخروج إليه نفر من المهاجرين والأنصار ليقتطعوه في عيره فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله} الآية فانتهى القوم
وأخرج عن السدي نحوه
قوله تعالى: {ولا يجرمنكم}
أخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية وأصحابه حين صدهم المشركون عن البيت وقد اشتد ذلك عليهم فمر بهم أناس من المشركين من أهل المشرق يريدون العمرة فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: نصد هؤلاء كما صدوا أصحابنا فأنزل الله: {ولا يجرمنكم} الآية). [لباب النقول: 97]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 12:43 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم ...} الآية.
نزلت هذه الآية يوم الجمعة وكان يوم عرفة بعد العصر في حجة الوداع سنة عشر والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعرفات على ناقته العضباء.
أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان العدل قال: أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثنا جعفر بن عون قال: أخبرني أبو عميس عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: جاء رجل من اليهود إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: يا أمير المؤمنين إنكم تقرءون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا فقال: أي آية هي؟ قال: {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي} فقال عمر: والله إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والساعة التي نزلت فيها على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية
[أسباب النزول: 182]
يوم عرفة في يوم جمعة.
رواه البخاري عن الحسن بن صباح. ورواه مسلم عن عبد بن حميد كلاهما عن جعفر بن عون.
أخبرنا الحاكم أبو عبد الرحمن الشاذياخي قال: أخبرنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا الحسين بن محمد بن مصعب قال: حدثنا يحيى بن حكيم قال: حدثنا أبو قتيبة قال: حدثنا حماد عن عمار بن أبي عمار قال: قرأ ابن عباس هذه الآية ومعه يهودي: {اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دينَكُم وَأَتمَمتُ عَلَيكُم نِعمَتي وَرَضيتُ لَكُمُ الِإسلامَ دينًا} فقال اليهودي: لو نزلت هذه الآية علينا في يوم لاتخذناه عيدًا فقال ابن عباس: فإنها نزلت في عيدين اتفقا في يوم واحد يوم جمعة وافق يوم عرفة). [أسباب النزول: 183]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (3)}
أخرج ابن منده في كتاب الصحابة من طريق عبد الله بن جبلة بن حيان بن أبجر عن أبيه عن جده حيان قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أوقد تحت قدر فيها لحم ميتة فأنزل تحريم الميتة فأكفأت القدر). [لباب النقول: 97]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 12:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يَسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُم ...} الآية.
أخبرنا أبو بكر الحارثي قال: أخبرنا أبو الشيخ الحافظ قال: حدثنا أبو يحيى قال: حدثنا سهل بن عثمان قال: حدثني يحيى بن أبي زائدة عن موسى بن عبيدة عن أبان بن صالح عن القعقاع بن الحكيم عن سلمى أم رافع عن أبي رافع قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب فقال الناس: يا رسول الله ما أحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها فأنزل الله تعالى هذه الآية وهي: {يَسأَلونَكَ ماذا أُحلَِّ لَهُم قُل أُحِلَّ لَكُمُ الطَيِّباتُ وَما عَلَمتُم مِّنَ الجَوارِحِ
[أسباب النزول: 183]
مُكَلِّبينَ} رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر بن بالويه عن محمد بن شاذان عن معلى بن منصور عن ابن أبي زائدة.
وذكر المفسرون شرح هذه القصة قالوا: قال أبو رافع جاء جبريل عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم واستأذن عليه فأذن له فلم يدخل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((قد أذنا لك يا جبريل)) فقال: أجل يا رسول الله ولكنا لا ندخل بيتًا فيه صورة ولا كلب فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جرو قال أبو رافع: فأمرني أن لا أدع كلبًا بالمدينة إلا قتلته حتى بلغت العوالي فإذا امرأة عندها كلب يحرسها فرحمتها فتركته فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته فأمرني بقتله فرجعت إلى الكلب فقتلته فلما أمر رسول الله بقتل الكلاب جاء ناس فقالوا: يا رسول الله ماذا يحل لنا من هذه الأمة التي تقتلها فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى هذه الآية فلما نزلت أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في اقتناء الكلاب التي ينتفع بها ونهى عن إمساك ما لا نفع فيه منها وأمر بقتل الكلب الكلب والعقور وما يضر ويؤذي ورفع القتل عما سواهما وما لا ضرر فيه.
وقال سعيد بن جبير: نزلت هذه الآية في عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل
[أسباب النزول: 184]
الطائيين وهو زيد الخيل الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم زيد الخير وذلك أنهما جاءا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة وإن كلاب آل ذرح وآل أبي جويرية تأخذ البقر والحمر والظباء والضب فمنه ما ندرك ذكاته ومنه ما يقتل فلا ندرك ذكاته وقد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا منها؟ فنزلت: {يَسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُم قُل أُحِلَّ لَكُم الطَيِّباتُ} يعني الذبائح: {وَما عَلَّمتُم مِّنَ الجَوارِحِ} يعني وصيد ما علمتم من الجوارح وهي الكواسب من الكلاب وسباع الطير). [أسباب النزول: 185]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (4)}
[لباب النقول: 97]
روى الطبراني والحاكم والبيهقي وغيرهم عن أبي رافع قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن عليه فأذن له فأبطأ فأخذ رداءه فخرج إليه وهو قائم بالباب فقال: ((قد أذنا لك)) قال: أجل ولكنا لا ندخل بيتا فيه صورة ولا كلب فنظروا فإذا في بعض بيوتهم جرو فأمر أبا رافع ((لا تدع كلبا بالمدينة إلا قتلته)) فأتاه ناس فقالوا: يا رسول الله ماذا يحل لنا من هذه الأمة التي أمرت بقتلها فنزلت: {يسألونك ماذا أحل لهم} الآية
وروى ابن جرير عن عكرمة أن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث أبا رافع في قتل الكلاب حتى بلغ العوالي فدخل عاصم بن عدي وسعد بن خيثمة وعويمر بن ساعدة فقالوا: ماذا أحل لنا يا رسول الله فنزلت: {يسألونك ماذا أحل لهم} الآية
وأخرج عن محمد بن كعب القرظي قال: لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الكلاب قالوا: يا رسول الله ماذا يحل لنا من هذه الأمة؟ فنزلت
وأخرج من طريق الشعبي أن عدي بن حاتم الطائي قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن صيد الكلاب فلم يدر ما يقول له حتى نزلت هذه الآية {تعلمونهن مما عملكم الله}
وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير أن عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل الطائيين سألا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله إنا قوم نصيد بالكلاب والبزاة وإن كلاب آل ذريح تصيد البقر والحمير والظباء وقد حرم الله الميتة فماذا يحل لنا منها؟ فنزلت: {يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات}). [لباب النقول: 98]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 12:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (6)}
روى البخاري من طريق عمرو بن الحارث عن عبد الرحمن بن
[لباب النقول: 98]
القاسم عن أبيه عن عائشة قالت: سقطت قلادة لي بالبيداء ونحن داخلون المدينة فأناخ رسول الله ونزل فثنى رأسه في حجري راقدا وأقبل أبو بكر فلكزني لكزة شديدة وقال: حبست الناس في قلادة ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم استيقظ وحضرت الصبح فالتمس الماء فلم يوجد فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة} إلى قوله: {لعلكم تشكرون} فقال أسيد بن حضير: لقد بارك الله للناس فيكم يا آل أبي بكر
وروى الطبراني من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير عن عائشة قالت: لما كان من أمر عقدي ما كان وقال أهل الإفك ما قالوا خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة أخرى فسقط أيضا عقدي حتى حبس الناس على التماسه فقال لي أبو بكر: بنية في كل سفر تكونين عناء وبلاء على الناس فأنزل الله الرخصة في التيمم فقال أبو بكر: إنك لمباركة
تنبيهان:
الأول: ساق البخاري هذا الحديث من رواية عمرو بن الحارث وفيه التصريح بأن آية التيمم المذكورة في رواية غيره هي آية المائدة وأكثر الرواة قالوا فنزلت آية التيمم ولم يبينوها وقد قال أبو بكر بن العربي: هذه معضلة ما وجدت لدائها دواء لأنا لا نعلم أي الآيتين عنت عائشة وقد قال ابن بطال: هي آية النساء وآية المائدة وقال القرطبي: هي آية النساء.
ووجهه بأن آية المائدة تسمى آية الوضوء وآية النساء لا ذكر للوضوء بها فيتجه تخصيصها بآية التيمم وأورد الواحدي هذا الحديث في أسباب النزول عند ذكر آية النساء أيضا ولا شك أن الذي مال إليه البخاري من أنها آية المائدة هو الصواب للتصريح بها في الطريق المذكور
الثاني: دل الحديث على أن الوضوء كان واجبا عليهم قبل نزول الآية ولهذا استعظموا نزولهم على غير ماء ووقع من أبي بكر في حق عائشة ما وقع
قال ابن عبد البر: معلوم عند جميع أهل المغازي أنه صلى الله عليه وسلم لم يصل منذ فرضت عليه الصلاة إلا بوضوء ولا يدفع ذلك إلا جاهل أو معاند
قال والحكمة في نزول آية الوضوء ما تقدم العمل به ليكون فرضه متلوا بالتنزيل
وقال غيره: يحتمل أن يكون أول الآية نزل مقدما مع فرض الوضوء ثم نزل بقيتها وهو ذكر التيمم في هذه القصة
[لباب النقول: 99]
قلت: الأول أصوب فإن فرض الوضوء كان مع فرض الصلاة بمكة والآية مدنية). [لباب النقول: 100]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} [الآية: 6].
البخاري [1 /448]: حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فأتى الناس إلى أبي بكر الصديق ألا ترى ما صنعت عائشة أقامت برسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبالناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فخذي فقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليها فأصبنا العقد تحته.
الحديث أخرجه البخاري في مواضع منها [9 /321] وفيه هلكت قلادة لأسماء فبعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طلبها رجالا، الحديث وفيه نزلت آية التيمم و[341-342] وفيه تعيين الآية النازلة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 95]
إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} الآية. و[11 /135] وفيه أنها استعارت من أسماء قلادة فظهر بحمد الله ما تقدم من قولها: هلكت قلادة لأسماء، وهذا من فوائد جمع طرق الحديث و[15 /189] وأخرجه مسلم [4 /58 -59] وأبو داود [1 /145]، والنسائي [1 /133]، وابن ماجه رقم 565، وأحمد [6 /57 ،179] والإمام مالك في [الموطأ: 1 /75]، وعبد الرزاق في [المصنف: 1 /228] وابن جرير [5 /106، 108] وفي التصريح الآية ونزلت {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} والحاكم من حديث ابن عباس وصححه وسكت عليه الذهبي بنحو حديث عائشة [4 /9] ). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 96]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 12:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا اُذكُروا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم ...} الآية.
أخبرنا سعيد بن محمد بن أحمد بن جعفر المؤذن قال: أخبرنا أبو علي الفقيه قال: أخبرنا أبو لبابة محمد بن المهدي الميهني قال: حدثنا عمار بن الحسن قال: حدثنا سلمة بن الفضل قال: حدثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن عبيد عن الحسن البصري عن جابر بن عبد الله الأنصاري أن رجلاً من محارب يقال له: غورث بن الحارث قال لقومه من غطفان ومحارب: ألا أقتل لكم محمدًا؟ قالوا: نعم وكيف تقتله؟ قال: أفتك به قال: فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره فقال: يا محمد أنظر إلى سيفك؟ هذا قال: ((نعم)) فأخذه فاستله ثم جعل يهزه ويهم به فيكبته الله عز وجل ثم قال: يا محمد أما تخافني؟ قال: ((لا)) قال: ألا تخافني وفي يدي
[أسباب النزول: 185]
السيف؟ قال: ((يمنعني الله منك)) ثم أغمد السيف ورده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى: {اُذكُروا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ هَمَّ قَومٌ أَن يَبسُطوا إِلَيكُم أَيدِيَهُم}.
أخبرنا أحمد بن إبراهيم الثعلبي قال: أخبرنا عبد الله بن حامد قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن أبي سلمة عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل منزلاً وتفرق الناس في العضاه يستظلون تحتها فعلق النبي صلى الله عليه وسلم سلاحه على شجرة فجاء عرابي إلى سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أقبل عليه فقال: من يمنعك مني؟ قال: ((الله)) قال الأعرابي مرتين أو ثلاثًا: من يمنعك مني؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((الله)) فشام الأعرابي السيف فدعا النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه فأخبرهم خبر الأعرابي وهو جالس إلى جنبه لم يعاقبه.
وقال مجاهد والكلبي وعكرمة: قتل رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين من بني سليم وبين النبي عليه السلام وبين قومهما موادعة فجاء قومهما يطلبون الدية فأتى النبي عليه السلام ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمن بن عوف فدخلوا على كعب بن الأشرف وبني النضير يستعينهم في عقلهما فقالوا: نعم يا أبا القاسم قد آن لك أن تأتينا
[أسباب النزول: 186]
وتسألنا حاجة اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا فجلس هو وأصحابه فخلا بعضهم ببعض وقالوا: إنكم لم تجدوا محمدًا أقرب منه الآن فمن يظهر على هذا البيت فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه فقال عمر بن جحاش بن كعب: أنا فجاء إلى رحا عظيمة ليطرحها عليه فأمسك الله تعالى يده وجاء جبريل عليه السلام وأخبره بذلك فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنزل الله تعالى هذه الآية). [أسباب النزول: 187]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (11)}
أخرج ابن جرير عن عكرمة ويزيد بن أبي زياد واللفظ له أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة وعبد الرحمن بن عوف حتى دخلوا على كعب بن الأشرف ويهود بني النضير يستعينهم في عقل أصابه فقالوا: نعم اجلس حتى نطعمك ونعطيك الذي تسألنا فجلس فقال حيي بن أخطب لأصحابه: لا ترونه أقرب منه الآن اطرحوا عليه حجارة فاقتلوه ولا ترون شرا أبدا فجاءوا إلى رحى عظيمة ليطرحوها عليه فأمسك الله عنها أيديهم حتى جاءه جبريل فأقامه من ثمت فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ هم قوم} الآية
وأخرج نحوه عن عبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمر بن قتادة ومجاهد وعبد الله بن كثير وأبي مالك
وأخرج عن قتادة قال: ذكر لنا أن هذه الآية أنزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ببطن نخل في الغزوة السابعة فأراد بنو ثعلبة وبنو محارب أن يفتكوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فأرسلوا إليه الأعرابي يعني الذي جاءه وهو نائم في بعض المنازل فأخذ سلاحه وقال: من يحول بيني وبينك فقال: ((الله)) فشام السيف ولم يعاقبه.
وأخرج أبو نعيم في دلائل النبوة من طريق الحسن عن جابر بن عبد الله أن رجلا من محارب يقال له غورث بن الحارث قال لقومه: أقتل لكم محمدا فأقبل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو جالس وسيفه في حجره فقال: يا محمد أنظر إلى سيفك هذا؟ قال: ((نعم)) فأخذه فاستله وجعل يهزه ويهم به فيكبته الله تعالى فقال: يا محمد أما تخافني قال: ((لا)) قال: أما تخافني والسيف في يدي قال: ((لا يمنعني الله منك)) ثم أغمد السيف ورده إلى رسول الله فأنزل الله الآية). [لباب النقول: 100]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 12:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15)}
[لباب النقول: 100]
أخرج ابن جرير عن عكرمة قال: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أتاه اليهود يسألونه عن الرجم فقال: ((أيكم أعلم)) فأشاروا إلى ابن صوريا فناشده بالذي أنزل التوراة على موسى والذي رفع الطور بالمواثيق التي أخذت عليهم حتى أخذه أفكل فقال لما كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرؤوس فحكم عليهم بالرجم فأنزل الله: {يا أهل الكتاب} إلى قوله: {صراط مستقيم} ). [لباب النقول: 101]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 12:44 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18)}
روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمان بن أضاء وبحر بن عمرو وشاس بن عدي فكلموه وكلمهم ودعاهم إلى الله وحذرهم نقمته فقالوا: ما تخوفنا يا محمد نحن والله أبناء الله وأحباؤه كقول النصارى فأنزل الله: {وقالت اليهود والنصارى} الآية
وروي عنه قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود إلى الإسلام ورغبهم فيه فأبوا عليه فقال لهم معاذ بن جبل وسعد بن عبادة: يا معشر يهود اتقوا الله فوالله إنكم لتعلمون أنه رسول الله لقد كنتم تذكرونه لنا قبل مبعثه وتصفونه لنا بصفته فقال رافع بن حريملة ووهب بن يهوذا: ما قلنا لكم هذا وما أنزل الله من كتاب من بعد موسى ولا أرسل بشيرا ولا نذيرا بعده فأنزل الله: {يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبن} الآية). [لباب النقول: 101]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 12:45 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِنَّما جَزَاءُ الَّذينَ يُحارِبونَ اللهَ وَرَسولَهُ ...}
أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبيد الله المخلدي قال: حدثنا أبو عمرو بن نجيد قال: أخبرنا مسلم قال: حدثنا عبد الرحمن بن حماد قال: حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أن رهطًا من عكل وعرينة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا كنا أهل ضرع ولم نكن أهل ريف فاستوخمنا المدينة فأمر لهم رسول الله عليه السلام بذود وراع وأمرهم أن يخرجوا فيها فيشربوا من ألبانها وأبوالها فلما صحوا وكانوا بناحية الحرة قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود فبعث رسول الله عليه السلام في آثارهم فأتى بهم فقطع أيديهم وأرجلهم وثمل أعينهم فتركوا في الحرة حتى ماتوا على حالهم.
قال قتادة: ذكر لنا أن هذه الآية نزلت فيهم: {إِنَّما جَزَاءُ الَّذينَ يُحارِبونَ
[أسباب النزول: 187]
اللهَ وَرَسولَهُ وَيَسعَونَ في الأَرضِ فَسادًا} إلى آخر الآية. رواه مسلم عن محمد بن المثنى عن عبد الأعلى عن سعيد إلى قول قتادة). [أسباب النزول: 188]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (33)}
أخرج ابن جرير عن يزيد بن أبي حبيب أن عبد الملك بن مروان كتب إلى أنس يسأله عن هذه الآية: {إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله} فكتب إليه أنس يخبره أن هذه الآية نزلت في العرنيين ارتدوا عن الإسلام وقتلوا الراعي واستاقوا الإبل الحديث
ثم أخرج عن جرير مثله
وأخرج عبد الرزاق نحوه عن أبي هريرة). [لباب النقول: 101]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [الآية: 33].
أبو داود [4 /228] حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان أنا ح ونا عمرو بن عثمان حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى يعني ابن أبي كثير عن أبي قلابة عن أنس بن مالك بهذا الحديث –يعني حديث العرنيين- قال فيه فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طلبهم قافلة فأتي بهم فأنزل الله في ذلك {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} الآية.
الحديث رجاله رجال الصحيح وأصله في صحيح البخاري من حديث قتادة بلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم. وحديث أبي قلابة أخرجه النسائي [7 /92] وابن جرير [6 /208] وفيه تصريح الوليد بن مسلم بالتحديث.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 96]
وهذا الحديث مروي عن جماعة من الصحابة كما في تفسير ابن كثير رحمه الله). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 97]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 12:45 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَالسارِقُ وَالسارِقَةُ فَاِقطَعوا أَيدِيَهُما ...}
قال الكلبي: نزلت في طعمة بن أبيرق سارق الدرع وقد مضت قصته). [أسباب النزول: 188]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38)}
(ك) أخرج أحمد وغيره عن عبد الله بن عمرو أن امرأة سرقت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقطعت يدها اليمنى فقالت: هل لي من توبة يا رسول الله فأنزل الله في سورة المائدة: {فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح} الآية). [لباب النقول: 102]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41) )

قَالَ أبو عمرو عثمانُ بنُ سَعيدٍ الدانيُّ (ت: 444هـ): (أخبرنا سلمون بن داود المقرئ قال: أنا ابن عباد، قال: أنا إسماعيل ابن إسحاق، قال: أنا سلمون، قال: أنا الحارث بن عبيد، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُـحْرَس حتى نزلت هذه الآية: {والله يعصمك من الناس}
فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة؛ فقال: (( يا أيها الناس انصرفوا؛ فقد عصمني الله عز وجل )) ).
[البيان:؟؟] (م)
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ):
(قوله تعالى: {يا أَيُّها الرَسولُ لا يُحزُنكَ الَّذينَ يُسارِعونَ في الكُفرِ ...} الآيات.
حدثنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري إملاء قال: أخبرنا أبو محمد حاجب بن أحمد الطوسي قال: حدثنا محمد بن حماد الأبيوردي قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب قال: مر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيهودي محممًا مجلودًا فدعاهم فقال: ((أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟)) قالوا: نعم قال: فدعا رجلا من علمائهم فقال: ((أنشدك الله الذي أنزل التوراة على موسى عليه السلام هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟)) قال: لا ولولا أنك نشدتني لم أخبرك نجد حد الزاني في كتابنا الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الوضيع أقمنا عليه الحد فقلنا: تعالوا نجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع فاجتمعنا على التحميم والجلد مكان الرجم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه)) فأمر به فرجم فأنزل الله تعالى: {يا أَيُّها الرَسولُ لا يَحزُنكَ الَّذينَ يُسارِعونَ في الكُفرِ} إلى قوله:
[أسباب النزول: 188]
{إِن أُوتِيتُم هَذا فَخُذوهُ} يقولون: ائتوا محمدًا فإن أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوا به وإن أفتاكم بالرجم {فَاِحذَروا} إلى قوله تعالى: {وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُم ُالكَافِرونَ}قال في اليهود إلى قوله: {وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهَ فَأَولَئِكَ هُمُ الظَالِمونَ} قال في النصارى إلى قوله: {وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفاسِقونَ} قال في الكفار كلها رواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن أبي معاوية.
أخبرنا أبو عبد الله بن أبي إسحاق قال: أخبرنا أبو الهيثم أحمد بن محمد بن غوث الكندي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رجم يهوديًا ويهودية ثم قال: (({وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الكافِرونَ} {وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظالِمونَ} {وَمَن لَّم يَحكُم بِما أَنزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الفاسِقونَ})) قال: نزلت كلها في الكفار رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة). [أسباب النزول: 189]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آَمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آَخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (41)}
(ك) روى أحمد وأبو داود عن ابن عباس قال: أنزلها الله في طائفتين من اليهود قهرت إحداهما الأخرى في الجاهلية حتى ارتضوا فاصطلحوا على أن كل قتيل قتلته العزيزة من الذليلة فديته خمسون وسقا وكل قتيل قتلته الذليلة من العزيزة فديته مائة وسق فكانوا على ذلك حتى قدم الرسول صلى الله عليه وسلم فقتلت الذليلة من العزيزة قتيلا فأرسلت العزيزة أن ابعثوا إلينا بمائة وسق فقالت الذليلة: وهل كان ذلك في حيين قط دينهما واحد ونسبتهما واحدة وبلدهما واحد دية بعضهم نصف دية بعض إنا أعطيناكم هذا ضيما منكم لنا وخوفا وفرقا فأما إذ قدم محمد فلا نعطيكم فكادت الحرب تهيج بينهما ثم ارتضوا على أن جعلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما فأرسلوا إليه أناسا من المنافقين ليختبروا رأيه فأنزل الله: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} الآية
وروى أحمد ومسلم وغيرهما عن البراء بن عازب قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمم مجلود فدعاهم فقال: ((هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟)) فقالوا: نعم فدعا رجلا من علمائهم فقال: ((أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟)) فقال: لا والله ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك نجد حد الزاني في كتابنا الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا زنى الشريف تركناه وإذا زنى الضعيف أقمنا عليه الحد فقلنا: تعالوا حتى نجعل شيئا نقيمه على الشريف والوضيع فاجتمعنا على التحميم والجلد فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
[لباب النقول: 102]
((اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه)) فأمر به فرجم فأنزل الله: {يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر} إلى قوله: :{إن أوتيتم هذا فخذوه} يقولون: ائتوا محمدا فإن أفتاكم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا إلى قوله: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}
(ك) وأخرج الحميدي في مسنده عن جابر بن عبد الله قال: زنى رجل من أهل فدك فكتب أهل فدك إلى ناس من اليهود بالمدينة أن اسألوا محمدا عن ذلك فإن أمركم بالجلد فخذوه عنه وإن أمركم بالرجم فلا تأخذوه عنه فسألوه عن ذلك فذكر نحو ما تقدم فأمر به فرجم فنزلت {فإن جاءوك فاحكم بينهم} الآية.
وأخرج البيهقي في الدلائل من حديث أبي هريرة نحوه). [لباب النقول: 103]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} [الآيات: 41 إلى 45].
مسلم [11 /209] حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهما عن أبي معاوية قال يحيى: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب قال: مر على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يهودي محمما مجلودا فدعاهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ((هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم))؟ قالوا: نعم فدعا رجلا من علمائهم فقال: ((أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم)) قال: لا ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه)). فأمر به فرجم فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} إلى قوله: {إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} يقول: ائتوا محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 97]
الحديث أخرجه أبو داود [4 /263] وفيه بيهودي محمم مجلود على الوصفية والإمام أحمد [4 /286]، والبيهقي [8 /246]، وابن جرير [6 /233 ،254] وابن أبي حاتم [3 /3].

سبب آخر في نزول الآيات:

أخرج أبو داود بسند رجاله رجال الصحيح [4 /286] عن ابن عباس قال: كانت قريظة والنضير: وكان النضير أشرف من قريظة فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلا من النضير قتل به وإذا قتل رجل من النضير نودي بمائة وسق من التمر فلما بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قتل رجل من النضر رجلا من قريظة فقالوا ادفعوه إلينا نقتله فقالوا بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأتوه فنزلت {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} والقسط النفس بالنفس ثم نزلت {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}.
الحديث أخرجه أيضا أبو داود [3 /330] والنسائي [8 /17] وابن حبان كما في [موارد الظمآن:340] وابن الجارود [261] والدارقطني [3 /198] وابن جرير [6 /243] وابن أبي حاتم [3 /4] وابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام [1 /566] وفيها تصريح ابن إسحاق بالتحديث والحاكم [4 /367] وقال: صحيح الإسناد وسكت عليه الذهبي.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله [2 /61]: وقد يكون اجتمع هذان السببان في وقت واحد فنزلت هذه الآيات في ذلك كله والله أعلم. ا.هـ. وأقول ثم ظهر أن حديث ابن عباس ضعيف لأنه من رواية سماك عن عكرمة وهي مضطربة ومن رواية داود بن الحصين عن عكرمة وهي منكرة كما في الميزان عن ابن المديني وأبي داود). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 98]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآَيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِنّا أَنزَلنا التَوراةَ فيها هُدىً وَنورٌ ...}
أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد الفارسي قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن حمدون قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن الزهري قال: حدثني رجل من مزينة ونحن عند سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال:
[أسباب النزول: 189]
زنى رجل من اليهود وامرأة فقال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى هذا النبي فإنه نبي مبعوث للتخفيف فإن أفتانا بفتيا دون الرجم قبلناها واحتججنا بها عند الله وقلنا: فتيا نبي من أنبيائك فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في المسجد مع أصحابه فقالوا: يا أبا القاسم ما ترى في رجل وامرأة زنيا فلم يكلمهم حتى أتى بيت مدراسهم فقام على الباب فقال: ((أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى ما تجدون في التوراة على من زنى إذا أحصن؟)) قالوا: يحمم وجهه ويجبه ويجلد والتجبيه: أن يحمل الزانيان على الحمار ويقابل أقفيتهما ويطاف بهما قال: وسكت شاب منهم فلما رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم سكت ألظ به في النشدة فقال: اللهم إذ أنشدتنا فإنا نجد في التوراة الرجم فقال النبي عليه السلام: ((فما أول ما أرخصتم أمر الله عز وجل؟)) قال: زنى رجل ذو قرابة من ملك من ملوكنا فأخر عنه الرجم ثم زنى رجل من سراة الناس فأراد رجمه فحال قومه دونه فقالوا: لا ترجم صاحبنا حتى تجيء بصاحبك فترجمه فاصطلحوا على هذه العقوبة بينهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فإني أحكم بما في التوراة)) فأمر بهما فرجما.
قال الزهري: فبلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم {إِنّا أَنزَلنا التَوراةَ فيها هُدىً وَنورٌ يَحكُمُ بِها النَبِيّونَ الَّذينَ أَسلَموا} فكان النبي صلى الله عليه وسلم منهم.
قال معمر: أخبرني الزهري عن سالم عن ابن عمر قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمر برجمهما فلما رجما رأيته يجنأ بيده عنها ليقيها الحجارة). [أسباب النزول: 190]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله عز وجل: {وَأَنِ اِحكُم بَينَهُم بِما أَنزَلَ اللهُ ...} الآية.
قال ابن عباس: إن جماعة من اليهود منهم كعب بن أسد وعبد الله بن صوريا وشأس بن قيس قال بعضهم لبعض: اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه فأتوه فقالوا: يا محمد قد عرفت أنا أحبار اليهود وأشرافهم وأنا إن اتبعناك اتبعنا اليهود ولن يخالفونا وإن بيننا وبين قوم خصومة ونحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ونحن نؤمن بك ونصدقك فأبى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى فيهم: {واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك}). [أسباب النزول: 191]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)}
روى ابن إسحاق عن ابن عباس قال: قال كعب بن أسيد وعبد الله بن صوريا وشاس بن قيس اذهبوا بنا إلى محمد لعلنا نفتنه عن دينه فأتوه فقالوا: يا محمد إنك قد عرفت أنا أحبار يهود وأشرافهم وساداتهم وإنا إن اتبعناك اتبعتنا يهود ولم يخالفونا وإن بيننا وبين قومنا خصومة فنحاكمهم إليك فتقضي لنا عليهم ونؤمن لك فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وأنزل الله فيهم: {وأن احكم بينهم بما أنزل الله} إلى قوله: {لقوم يوقنون}). [لباب النقول: 103]



روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:31 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا اليَهودَ وَالنَصارى أَولِياءَ ...} الآية
قال عطية العوفي: جاء عبادة بن الصامت فقال: يا رسول الله إن لي موالي من اليهود كثير عددهم حاضر نصرهم وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية اليهود وآوي إلى الله ورسوله فقال عبد الله بن أبي: إني رجل أخاف الدوائر ولا أبرأ من ولاية اليهود فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا أبا الحباب ما بخلت به من ولاية اليهود على عبادة بن الصامت فهو لك دونه)) فقال: قد قبلت فأنزل الله تعالى فيهما: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا اليَهودَ وَالنَصارى أَولِياءَ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ} إلى قوله تعالى: {فَتَرى الَّذينَ في قُلوبِهِم مَّرَضٌ} يعني عبد الله بن أبي {يُسارِعونَ فيهِم} وفي ولايتهم {يَقولونَ نَخشى أَن تُصيبنا دائِرةٌ ...} الآية). [أسباب النزول: 192]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)}
أخرج ابن إسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال: لما حاربت بنو قينقاع تشبث بأمرهم عبد الله بن أبي بن سلول وقام دونهم ومشى عبادة بن الصامت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ إلى الله وإلى رسوله من حلفهم وكان أحد بني عوف من الخزرج وله من حلفهم مثل الذي لهم من
[لباب النقول: 103]
عبد الله بن أبي فخلعهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبرأ من حلف الكفار وولايتهم قال: ففيه وفي عبد الله بن أبي نزلت القصة في المائدة {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء} الآية). [لباب النقول: 104]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #17  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آَمَنوا}
قال جابر بن عبد الله: جاء عبد الله بن سلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن قومًا من قريظة والنضير قد هاجرونا وفارقونا وأقسموا أن لا يجالسونا ولا نستطيع مجالسة أصحابك لبعد المنازل وشكى ما يلقى من اليهود فنزلت هذه الآية فقرأها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين أولياء.
ونحو هذا قال الكلبي وزاد بأن آخر الآية نزلت في علي بن أبي طالب رضوان الله عليه لأنه أعطى خاتمه سائلاً وهو راكع في الصلاة.
أخبرنا أبو بكر التميمي قال: أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: حدثنا الحسين بن محمد بن أبي هريرة قال: حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب قال: حدثنا محمد بن الأسود عن محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال: أقبل عبد الله بن سلام ومعه نفر من قومه قد آمنوا فقالوا: يا رسول الله إن منازلنا بعيدة وليس لنا مجلس ولا متحدث وإن قومنا لما رأونا آمنا بالله ورسوله وصدقناه رفضونا وآلوا على أنفسهم أن لا يجالسونا ولا يناكحونا ولا يكلمونا فشق ذلك علينا فقال لهم النبي عليه السلام: {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسولُهُ وَالَّذينَ آَمَنوا} الآية.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المسجد والناس بين قائم وراكع فنظر سائلاً فقال: ((هل أعطاك أحد شيئًا؟)) قال: نعم خاتم من ذهب قال: ((من أعطاكه؟)) قال: ذلك القائم وأومأ بيده إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال: ((على أي حال أعطاك؟)) قال: أعطاني وهو راكع فكبر النبي صلى الله عليه وسلم ثم قرأ:
[أسباب النزول: 192]
{وَمَن يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسولَهُ وَالَّذينَ آَمَنوا فَإِنَّ حِزبَ اللهِ هُمُ الغالِبونَ}). [أسباب النزول: 193]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}
أخرج الطبراني في الأوسط بسند فيه مجاهيل عن عمار بن ياسر قال: وقف بعلي بن
أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فنزلت: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية وله شاهد
قال عبد الرزاق: حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد عن أبيه عن ابن عباس في قوله: {إنما وليكم الله ورسوله} الآية قال: نزلت في علي بن أبي طالب
وروى ابن مردويه من وجه آخر عن ابن عباس مثله
وأخرج أيضا عن علي مثله
وأخرج ابن جرير عن مجاهد
وابن أبي حاتم عن سلمة بن كهيل مثله
فهذه شواهد يقوي بعضها بعضا). [لباب النقول: 104]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #18  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تَتَّخِذوا الَّذينَ اِتَّخَذوا دينَكُم هُزُوًا وَلَعِبًا}
قال ابن عباس: كان رفاعة بن زيد وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ثم نافقا وكان رجال من المسلمين يوادونهما فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى: {وَإِذا نادَيتُم إِلى الصَلاةِ اِتَّخَذوها هُزُوًا وَلَعِبًا}
قال الكلبي: كان منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نادى إلى الصلاة فقام المسلمون إليها قالت اليهود: قوموا لا قاموا صلوا لا صلوا ركعوا لا ركعوا على طريق الاستهزاء والضحك فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقال السدي: نزلت في رجل من نصارى المدينة كان إذا سمع المؤذن يقول: أشهد أن محمدًا رسول الله قال: حرق الكاذب فدخل خادمه بنار ذات ليلة وهو نائم وأهله نيام فتطايرت منها شرارة فأحرق البيت فاحترق هو وأهله.
وقال آخرون: إن الكفار لما سمعوا الأذان حسدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين على ذلك فدخلوا علاى رسول الله وقالوا: يا محمد لقد أبدعت شيئًا لم نسمع به فيما مضى من الأمم الخالية فإن كنت تدعي النبوة فقد خالفت فيما أحدثت من هذا الأذان الأنبياء من قبلك ولو كان في هذا الأمر خير كان أولى الناس به الأنبياء والرسل من قبلك فمن أين لك صياح كصياح العير فما
[أسباب النزول: 193]
أقبح من صوت ولا أسمج من كفر فأنزل الله تعالى هذه الآية وأنزل: {وَمَن أَحسَنُ قَولاً مِّمَّن دَعا إِلى اللهِ وَعَمِلَ صَالِحًا} الآية). [أسباب النزول: 194]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (57)}
روى أبو الشيخ وابن حيان عن ابن عباس قال: كان رفاعة بن زيد بن التابوت وسويد بن الحارث قد أظهرا الإسلام ونافقا وكان رجال من المسلمين يوادنهما فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم} إلى
[لباب النقول: 104]
قوله: {بما كانوا يكتمون}
وبه قال أتى النبي صلى الله عليه وسلم نفر من يهود فيهم أبو ياسر بن أخطب ورافع بن أبي رافع وعازر بن عمرو فسألوه عمن يؤمن به من الرسل قال: أؤمن: {بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)} الآية، فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا: لا نؤمن بعيسى ولا بمن آمن به، فأنزل الله فيهم: {قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا} الآية). [لباب النقول: 105]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #19  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ (59) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ}.
قال ابن عباس: أتى نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألوه عمن يؤمن به من الرسل فقال: ((أومن {بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} إلى قوله: {وَنَحنُ لَهُ مُسلِمون} فلما ذكر عيسى جحدوا نبوته وقالوا: والله ما نعلم أهل دين أقل حظًا في الدنيا والآخرة منكم ولا دينًا شرًا من دينكم فأنزل الله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ} إلى قوله: {فَاسِقُونَ}). [أسباب النزول: 194]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #20  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:32 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ (64)}
أخرج الطبراني عن ابن عباس قال: قال رجل من اليهود يقال له النباش بن قيس: إن ربك بخيل لا ينفق فأنزل الله: {وقالت اليهود يد الله مغلولة} الآية
وأخرج أبو الشيخ من وجه آخر عنه قال: نزلت: {وقالت اليهود يد الله مغلولة} في فنحاص رأس يهود قينقاع). [لباب النقول: 105]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #21  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:33 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أُيُّها الرَسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِليكَ مِن رَّبِّكَ}
قال الحسن: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما بعثني الله تعالى برسالته
[أسباب النزول: 194]
ضقت بها ذرعًا وعرفت أن من الناس من يكذبني وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهاب قريشًا واليهود والنصارى فأنزل الله تعالى هذه الآية.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن علي الصفار قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي قال: أخبرنا محمد بن حمدون بن خالد قال: حدثنا محمد بن إبراهيم الحلواني قال: حدثنا الحسن بن حماد سجادة قال: أخبرنا علي بن عابس عن الأعمش وأبي الحجاب عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال: نزلت هذه الآية: {يا أَيُّها الرَسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ مِن رَّبِّكَ} يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي الله عنه). [أسباب النزول: 195]
قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ الناسِ ...} الآية.
قالت عائشة رضي الله عنها: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فقلت: يا رسول الله ما شأنك قال: ((ألا رجل صالح يحرسنا الليلة)) فقالت: بينما نحن في ذلك سمعت صوت السلاح فقال: ((من هذا)) قال: سعد وحذيفة جئنا نحرسك فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعت غطيطه ونزلت هذه الآية فأخرج
[أسباب النزول: 195]
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من قبة أدم وقال: ((انصرفوا يا أيها الناس فَقَد عَصَمَني الله)).
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الواعظ قال: حدثنا إسماعيل بن نجيد قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الخليل قال: حدثنا محمد بن العلاء قال: حدثنا الحماني قال: حدثنا النضر عن عكرمة عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس وكان يرسل معه أبو طالب كل يوم رجالاً من بني هاشم يحرسونه حتى نزلت عليه هذه الآية: {يا أَيُّها الرَسولُ بَلِّغ ما أُنزِلَ إِلَيكَ} إلى قوله: {وَاللهُ يَعصِمُكَ مِنَ الناسِ} قال: فأراد عمه أن يرسل معه من يحرسه فقال: ((يا عم إن الله تعالى قد عصمني من الجن والإنس)) ). [أسباب النزول: 196]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (67)}
أخرج أبو الشيخ عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله بعثني برسالة فضقت بها ذرعا وعرفت أن الناس مكذبي فوعدني لأبلغن أو ليعذبني فأنزلت {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} ))
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال لما نزلت: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} قال: يا رب كيف أصنع وأنا وحدي يجتمعون علي فنزلت: {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}.
وأخرج الحاكم والترمذي عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية: {والله يعصمك من الناس} فأخرج رأسه من القبة فقال:
[لباب النقول: 105]
((يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله))
في هذا الحديث دليل على أنها أي الآية ليلية نزلت ليلا فراشية والرسول في فراشه
وأخرج الطبراني عن أبي سعيد الخدري قال: كان العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يحرسه فلما نزلت: {والله يعصمك من الناس} ترك الحرس
(ك) وأخرج أيضا عن عصمة بن مالك الخطمي قال: كنا نحرس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل حتى نزلت: {والله يعصمك من الناس} فترك الحرس
(ك) واخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة قال: كنا إذا أصبحنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر تركنا له أعظم شجرة وأظلها فينزل تحتها فنزل ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه فيها فجاء رجل فأخذه وقال: يا محمد من يمنعك مني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الله يمنعني منك ضع السيف)) فوضعه فنزلت: {والله يعصمك من الناس}
(ك) وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أنمار نزل ذات الرقاع بأعلى نخل فبينا هو جالس على رأس بئر قد دلى رجليه فقال غورث بن الحارث: لأقتلن محمدا فقال له أصحابه: كيف تقتله قال: أقول له أعطني سيفك فإذا أعطانيه قتله به فأتاه فقال له: يا محمد أعطني سيفك أشمه فأعطاه إياه فرعدت يده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حال الله بينك وبين ما تريد)) فأنزل الله: {يا أيها الرسول بلغ} الآية
(ك) ومن غريب ما ورد في سبب نزولها ما أخرجه ابن مردويه والطبراني عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس وكان يرسل معه أبو طالب كل يوم رجالا من بني هاشم يحرسونه حتى نزلت هذه الآية: {والله يعصمك من الناس} فأراد أن يرسل معه من يحرسه فقال: ((يا عم إن الله عصمني من الجن
[لباب النقول: 106]
والإنس)).
وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد الله نحوه
وهذا يقتضي أن الآية مكية والظاهر خلافه). [لباب النقول: 107]
قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [الآية: 67].
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 98]
ابن حبان [الموارد :430]: أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنبأنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا نزل منزلا نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينزل تحتها وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجرة فبينما هو نازل تحت شجرة وقد علق السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة ثم دنا من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو نائم فأيقظه فقال: يا محمد من يمنعك مني؟ فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((الله)) فأنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} الآية.
هذا حديث حسن فإن محمد بن عمرو قال فيه الحافظ الذهبي في الميزان: إنه حسن الحديث ومؤمل بن إسماعيل تكلموا في حفظه ولكن قد توبع كما في تفسير ابن كثير [2 /79] فقد تابعه آدم وهو ابن أبي إياس ذكره ابن كثير بسند ابن مردويه). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 99]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #22  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68) )

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (68)}
قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب} الآية
(ك) روى ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: جاء رافع وسلام بن مشكم ومالك بن الصيف فقالوا: يا محمد ألست تزعم أنك على ملة إبراهيم ودينه وتؤمن بما عندنا؟ قال: ((بلى ولكنكم أحدثتم وجحدتم بما فيها وكتمتم ما أمرتم أن تبينوه للناس)) قالوا: فإنا نأخذ بما في أيدينا فإنا على الهدى والحق فأنزل الله: {قل يا أهل الكتاب لستم على شيء} الآية). [لباب النقول: 107]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #23  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ الناسِ عَداوَةً لِّلَّذينَ آَمَنوا اليَهودَ} الآيات إلى قوله: {وَالَّذينَ كَفَروا وَكَذَبوا}
نزلت في النجاشي وأصحابه.
قال ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يخاف على أصحابه من المشركين فبعث جعفر بن أبي طالب وابن مسعود في رهط من أصحابه إلى النجاشي وقال إنه ملك صالح لا يظلم ولا يظلم عنده أحد فاخرجوا إليه حتى يجعل الله للمسلمين فرجًا فلما وردوا عليه أكرمهم وقال لهم: تعرفون شيئًا مما أنزل عليكم؟ قالوا: نعم قال: اقرءوا فقرءوا وحوله القسيسون والرهبان فكلما
[أسباب النزول: 196]
قرءوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنهُم قِسّيسينَ وَرُهبانًا وَأَنَّهُم لا يَستَكبِرونَ وَإِذا سَمِعوا ما أُنزِلَ إِلى الرَسولِ تَرى أَعيُنَهُم تَفيضُ مِنَ الدَمعِ} الآية.
أخبرنا الحسن بن محمد الفارسي قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن حمدون بن الفضل قال: حدثنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا أبو صالح كاتب الليث قال: حدثني الليث قال: حدثني يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وغيرهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري وكتب معه كتابا إلى النجاشي فقدم على النجاشي فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه فأرسل إلى الرهبان والقسيسين فجمعهم ثم أمر جعفرا أن يقرأ عليهم القرآن فقرأ سورة مريم عليها السلام فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع وهم الذين أنزل فيهم: {وَلَتَجِدَنَّ أَقرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذينَ آَمَنوا الَّذينَ قالُوا إِنّا نَصارى} إلى قوله: {فَاِكتُبنا مَعَ الشاهِدينَ}.
وقال آخرون: قدم جعفر بن أبي طالب من الحبشة هو وأصحابه ومعهم سبعون رجلاً بعثهم النجاشي وفدًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم ثياب الصوف اثنان وستون من الحبشة وثمانية من أهل الشام وهم بحيرا الراهب وأبرهة وإدريس وأشرف وتمام وقثيم ودريد وأيمن. فقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة يس إلى آخرها فبكوا حين سمعوا القرآن
[أسباب النزول: 197]
وآمنوا وقالوا: ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآيات.
أخبرنا أحمد بن محمد العدل قال: حدثنا زاهر بن أحمد قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا علي بن الجعد قال: حدثنا شريك بن سالم عن سعيد بن جبير في قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ مِنهُم قِسّيسينَ وَرُهبانًا} قال: بعث النجاشي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيار أصحابه ثلاثين رجلاً فقرأ عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سورة يس فبكوا فنزلت هذه الآية). [أسباب النزول: 198]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82)}
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب وأبي بكر بن عبد الرحمن وعروة بن الزبير قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن أمية الضمري وكتب معه كتابا إلى النجاشي فقدم على النجاشي فقرأ كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم دعا جعفر بن أبي طالب والمهاجرين معه وأرسل النجاشي إلى الرهبان والقسسين ثم أمر جعفر بن أبي طالب فقرأ عليهم سورة مريم فآمنوا بالقرآن وفاضت أعينهم من الدمع فهم الذين أنزل الله فيهم: {ولتجدن أقربهم مودة} إلى قوله: {فاكتبنا مع الشاهدين}
وروى ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال: بعث النجاشي
[لباب النقول: 107]
ثلاثين رجلا من خيار أصحابه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليهم سورة يس فبكوا فنزلت فيهم الآية
وأخرج النسائي عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه: {وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع}
وروى الطبراني عن ابن عباس نحوه أبسط منه). [لباب النقول: 108]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #24  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آَمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) )

قَالَ مُقْبِلُ بنِ هَادِي الوَادِعِيُّ (ت: 1423هـ): (قوله تعالى:{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} [الآية: 83].
ابن أبي حاتم [3 /23] حدثنا أبي حدثنا عمرو بن علي حدثنا عمر بن علي المقدمي قال: سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} الآية.
الحديث رجاله رجال الصحيح إلا محمد بن إدريس والد ابن أبي حاتم وهو حافظ كبير وقد ساقه الحافظ ابن كثير بهذا السند عازيا له للنسائي وقال الهيثمي في [مجمع الزوائد: 9 /419]: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عثمان بن بحر وهو ثقة.
[الصحيح المسند في أسباب النزول: 99]
وأخرجه ابن جرير [7 /5] بهذا السند عن شيخه عمرو بن علي وهو الفلاس). [الصحيح المسند في أسباب النزول: 100]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #25  
قديم 27 رجب 1434هـ/5-06-2013م, 01:34 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

ما ورد في نزول قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) )

قالَ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ الوَاحِدِيُّ (ت: 468هـ): (قوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تُحَرِّموا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُم}
أخبرنا أبو عثمان بن أبي عمرو المؤذن قال: حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان قال: حدثنا الحسن بن نصر بن سفيان قال: أخبرنا إسحاق بن منصور قال: أخبرنا أبو عاصم عن عثمان بن سعد قال: أخبرني عكرمة عن ابن عباس أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: إني إذا أكلت هذا اللحم انتشرت إلى النساء وإني حرمت علي اللحم فنزلت: {يا أَيُّها الَّذينَ آَمَنوا لا تُحَرِّموا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُم} ونزلت: {وَكُلوا مِمّا رَزَقَكُمُ اللهُ حَلالاً طَيِّبًا} الآية.
وقال المفسرون: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا فذكر الناس
[أسباب النزول: 198]
ووصف القيامة ولم يزدهم على التخويف فرق الناس وبكوا فاجتمع عشرة من الصحابة في بيت عثمان بن مظعون الجمحي وهم: أبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عمرو وأبو ذر الغفاري وسالم مولى أبي حذيفة والمقداد بن الأسود وسلمان الفارسي ومعقل بن مقرن واتفقوا على أن يصوموا النهار ويقوموا الليل ولا يناموا على الفرش ولا يأكلوا اللحم ولا الودك ولا يقربوا النساء والطيب ويلبسوا المسوح ويرفضوا الدنيا ويسيحوا في الأرض ويترهبوا ويجبو المذاكير فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعهم فقال: ((ألم أنبأ أنكم اتفقتم على كذا وكذا؟)) فقالوا: بلى يا رسول الله وما أردنا إلا الخير فقال: ((إني لم أومر بذلك إن لأنفسكم عليكم حقًا فصوموا وأفطروا وقوموا وناموا فإني أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم ومن رغب عن سنتي فليس مني)) ثم خرج إلى الناس وخطبهم فقال: ((ما بال أقوام حرموا النساء والطعام والطيب والنوم وشهوات الدنيا أما إني لست آمركم أن تكونوا قسيسين ولا رهبانًا فإنه ليس في ديني ترك اللحم والنساء ولا اتخاذ الصوامع وإن سياحة أمتي الصوم ورهبانيتها الجهاد واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا وحجوا واعتمروا وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وصوموا رمضان فإنما هلك من كان قبلكم بالتشديد شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم فأولئك بقاياهم في الديارات والصوامع)) فأنزل الله تعالى هذه الآية فقالوا: يا رسول الله كيف نصنع بأيماننا التي حلفنا عليها؟ وكانوا حلفوا على ما عليه اتفقوا فأنزل الله تعالى: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} الآية). [أسباب النزول: 199]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أبي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ): (قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87)}
روى الترمذي وغيره عن ابن عباس أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني إذا أصبت اللحم انتشرت للنساء وأخذتني شهوتي فحرمت علي اللحم فأنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} الآية
وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن أن عباس ابن رجالا من الصحابة منهم عثمان بن مظعون حرموا النساء واللحم على أنفسهم وأخذوا الشفار ليقطعوا مذاكيرهم لكي تنقطع الشهوة عنهم ويتفرغوا للعبادة فنزلت
وأخرج نحوه ذلك من مرسل عكرمة وأبي قلابة ومجاهد وأبي مالك والنخعي والسدي وغيرهم
وفي رواية السدي أنهم كانوا عشرة منهم: ابن مظعون وعلي بن أبي طالب
وفي رواية عكرمة منهم ابن مظعون وعلي وابن مسعود والمقداد بن الأسود وسالم مولى أبي حذيفة
وفي رواية مجاهد منهم: ابن مظعون وعبد الله بن عمرو
وأخرج ابن عساكر في تاريخه من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في رهط من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وعلي
وابن مسعود وعثمان بن مظعون والمقداد بن الأسود وسالم مولى أبي حذيفة توافقوا أن يجبوا أنفسهم ويعتزلوا النساء ولا يأكلوا لحما ولا دسما ويلبسوا المسوح ولا يأكلوا من الطعام إلا قوتا وأن يسيحوا في الأرض كهيئة الرهبان فنزلت
[لباب النقول: 108]
وروى ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم أن عبد الله بن رواحة أضافه ضيف من أهله وهو عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع إلى أهله فوجدهم لم يطعموا ضيفه انتظارا له فقال لامرأته: حبست ضيوفي من أجلي هو حرام علي فقالت امرأته: هو علي حرام فقال الضيف: هو علي حرام فلما رأى ذلك وضع يده وقال: كلوا بسم الله ثم ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الذي كان منهم ثم أنزل الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم} الآية). [لباب النقول: 109]


روابط ذات صلة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة