التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ (1)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {ص والقرآن...}جزمها القراء، إلاّ الحسن , فإنه خفضها بلا نون ؛ لاجتماع السّاكنين.
كانت بمنزلة من قرأ {نون والقلم} , و{ياسين والقرآن الحكيم} , جعلت بمنزلة الأداة كقول العرب: تركته (حاث باث) , و(خاز باز) يخفضان؛ لأن الذي يلي آخر الحرف ألف. فالخفض مع الألف، والنصب مع غير الألف. يقولون: تركته حيث بيث، ولأجعلنّك حيص بيص , إذا ضيّق عليه.
وقال الشاعر:
=لم يلتحصني حيص بيص الحاصي
يريد الحائص , فقلب كما قال: (عاق) , يريد: عائق.
و{ص} : في معناها كقولك: وجب والله، ونزل والله، وحقّ والله, فهي جواب لقوله: {والقرآن} كما تقول: نزل والله.
وقد زعم قوم أنّ جواب {والقرآن} : {إنّ ذلك لحقٌّ تخاصم أهل النار} , وذلك كلام قد تأخّر تأخّراً كثيراً عن قوله: {والقرآن} , جرت بينهما قصص مختلفة، فلا نجد ذلك مستقيماً في العربيّة , والله أعلم.
ويقال: إن قوله: {والقرآن} يمين اعترض كلام دون موقع جوابها، فصار جوابها جواباً للمعترض ولها، فكأنه أراد: والقرآن ذي الذكر لكم , أهلكنا، فلمّا اعترض قوله: {بل الذين كفروا في عزّة وشقاق}: صارت (كم) جواباً للعزّة ولليمين, ومثله قوله: {والشمس وضحاها} اعترض دون الجواب قوله: {ونفسٍ وما سوّاها فألهمها} , فصارت {قد أفلح} تابعةً لقوله: {فألهمها} , وكفى من جواب القسم، وكأنه كان: والشمس وضحاها , لقد أفلح). [معاني القرآن: 2/396-397]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (قوله {ص }: مجازها مجاز ابتداء فواتح السور). [مجاز القرآن: 2/176]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ص والقرآن ذي الذّكر}
قال: {ص والقرآن ذي الذّكر}: فيزعمون أن موضع القسم في قوله: {إن كلٌّ إلاّ كذّب الرٌّسل} ). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({والقرآن ذي الذّكر} : أي ذي الشرف, مثل قوله تعالى: {لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم} , ويقال: فيه ذكر ما قبله من الكتب.). ). [تفسير غريب القرآن: 376]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (9) أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (10) جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ}.
أخبر الله، سبحانه، عن عنادهم وتكبّرهم وتمسّكهم بآلهتهم في أول السورة، فقال: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ}، وحكى قولهم: {أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ}، أي اذهبوا ودعوه وتمسّكوا بآلهتكم فقال الله عز وجل: أعندهم بآلهتهم هذه خزائن الرحمة؟! {أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ}، أي في أبواب السماء، وأبواب السماء: أسبابها، قال الشاعر:
=ولو نال أسباب السّماء بسلّم
ويكون أيضا فليرتقوا في الأسباب، أي: في الحبال إلى السماء، كما سألوك أن ترقى في السماء وتأتيهم بكتاب. ويقال للرجل إذا تقدم في العلم وغيره وبرع: قد ارتقى في الأسباب، كما يقال: قد بلغ السماء.
ونحو هذا قوله في موضع آخر: {أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}.
وهذا كله توبيخ، وتقرير بالعجز.
ثم قال بعد: {جُنْدٌ مَا هُنَالِكَ مَهْزُومٌ مِنَ الْأَحْزَابِ}.
وجند بمعنى: حزب لهذه الآلهة. و(ما) زائدة. ومهزوم: مقموع ذليل. وأصل الهزم: الكسر، ومنه قيل للنّفرة في الأرض: هزمة، أي كسرة، وهزمت الجيش: أي كسرتهم، وتهزّمت القربة: أي انكسرت.
يقول: هم حزب عند ذلك مقموع ذليل من الأحزاب، أي عند هذه المحن، وعند هذا القول؛ لأنهم لا يقدرون أن يدّعوا لآلهتهم شيئا من هذا، ولا لأنفسهم.
والأحزاب: سائر من تقدّمهم من الكفار، سمّوا أحزابا لأنهم تحزّبوا على أنبيائهم.
يقول الله سبحانه على إثر هذا الكلام: {كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ} وكذا وكذا.
ثم قال: {أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ} فأعلمنا أن مشركي قريش حزب من هؤلاء الأحزاب.
وكان ابن عباس في رواية أبي صالح- يذهب إلى أن الله تعالى أخبر رسوله صلّى الله عليه وسلم أنه سيهزم المشركين يوم بدر). [تأويل مشكل القرآن: 350-352]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( ({ص والقرآن ذي الذّكر (1)}
قرئت بالفتح وبالكسر، وبتسكين الدال، وهي أكثر القراءة.
فمن أسكن " صاد " من حروف الهجاء، وتقدير الدال الوقف عليها, وقد فسرنا هذا في قوله {ألم}: أعني باب حروف الهجاء, ومعناه الصادق اللّه، وقيل: إنها قسم.
وقوله: (والقرآن ذي الذّكر): عطف عليها، المعنى: أقسم بصاد وبالقران ذي الذكر، ومن فتحها فعلى ضربين: يكون فتحا لالتقاء السّاكنين، ويكون على معنى : اتل صاد، ويكون صاد اسما للسورة لا ينصرف.
ومن كسر فعلى ضربين لالتقاء السّاكنين , وبكسرها على معنى : صاد القرآن بعملك، من قولك صادى , يصادي ؛ إذا قابل وعادل، يقال: صاديته : إذا قابلته.
وجواب قوله: صاد والقرآن : {إنّ ذلك لحقّ تخاصم أهل النّار }
وقال قوم: الجواب: {كم أهلكنا قبلهم من قرن} : ومعناه: لكم أهلكنا قبلهم من قرن , فلما طال الكلام بينهما , حذفت اللام.
ومعنى {والقرآن ذي الذّكر}: أي ذي الذكر والشرف، وقيل ذي الذكر: قد ذكرت فيه أقاصيص الأولين, والآخرين , وما يحتاج إليه في الحلال والحرام.). [معاني القرآن: 4/319]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (من ذلك قوله جل وعز: {ص} : بإسكان الدال؛ لأنها من حروف التهجي , وتقرأ : صاد , والأجود عند سيبويه فيها الإسكان , ولا تعرب لأن حكمها الوقوف عليها , فهي مثل حروف الهجاء : آلم , وآلمر .
و «ص» إذا جعلته اسما للسورة لم ينصرف.
قال مجاهد: (هو فاتحة السورة) .
وقال قتادة : (هو اسم من أسماء الرحمن).
وقال محمد بن كعب : (هو مفتاح أسماء الله تعالى: صمد , وصادق الوعد) .
وروي أن الضحاك قال: ( صاد: صدق الله) .
وقراءة الحسن : صاد بكسر الدال , معناها: صاد القرآن بعملك , يقال: صاديته , أي: قابلته , وهذا مشهور عند أهل اللغة.
ويجوز : أن يكون كسر لالتقاء الساكنين.
والفتح من ثلاث جهات :-
- قيل منها : أن يكون قسما الله , لأفعلن .
- ومنها : أن يكون بمعنى : اتل صاد والقرآن .
- ومنها : أن يكون فتح لالتقاء الساكنين .
والقراءة بكسر الدال والتنوين لحن عند أكثر النحويين , وإن كان ابن أبي إسحاق من كبراء النحويين إلا أن بعض النحويين قد أجازها على أن تخفض على القسم , أجاز ذلك سيبويه
وقوله جل وعز: {والقرآن ذي الذكر}
روى سفيان , عن إسماعيل بن أبي خالد , ومسعر , عن أبي حصين في قول الله جل وعز: {والقرآن ذي الذكر}: أي: ذي الشرف .
وهذا مثل قوله جل وعز: {وإنه لذكر لك ولقومك} , وقيل : معنى : ذي الذكر : فيه ذكر الأمم وغيرهم .
فأما جواب القسم فقيل إنه في قوله: {إن ذلك لحق تخاصم أهل النار} , وهذا بعيد جدا ؛ لأنه قد اعترضت أقاصيص وأخبار
وقيل الجواب: في وقوله تعالى: {كم أهلكنا من قبلهم من قرن}
والمعنى : لكم أهلكنا , وحذفت اللام , كما قال تعالى: {قد أفلح من زكاها} , وهو مذهب الفراء .
وقيل الجواب:{ إن كل إلا كذب الرسل }
وقيل الجواب محذوف : أي: ما الأمر كما يقول هؤلاء الكفار , ودل على هذا قوله تعالى: {بل الذين كفروا في عزة وشقاق} , وهو مذهب قتادة .
وهو أولى الأقوال ؛ لأن بل قد حلت محل الجواب, فاستغنى بها عنه.). [معاني القرآن: 6/73-77]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ص} , معناها عند ابن عباس: (صدق محمد فيما أتاكم به, {ذِي الذِّكْرِ}: أي: ذي الشرف).). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 209]
تفسير قوله تعالى: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (2) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( وشقاقٍ: عداوة ومباعدة.). [تفسير غريب القرآن: 376]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (بل
بل: تأتي لتدارك كلام غلطت فيه، تقول: رأيت زيدا بل عمرا.
ويكون لترك شيء من الكلام وأخذ في غيره. وهي في القرآن بهذا المعنى كثير:
قال الله تعالى: {ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ} ثم قال: {بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ} فترك الكلام الأول وأخذ ببل في كلام ثان. ثم قال حكاية عن المشركين: {أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا} ثم قال: {بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي} فترك الكلام وأخذ ببل في كلام آخر فقال: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} في أشباه لهذا كثيرة في القرآن.
قال الشاعر:
بل هل أريك حمول الحيِّ غاديةً = كالنَّخْلِ زَيَّنَهَا يَنْعٌ وإِفْضَاحُ
وقال آخر:
=بل من يرى البرق يَشْرِي بِتُّ أَرْقُبهُ
وإذا وليت اسما- وهي بهذا المعنى-: خفض بها، وشبّهت بربّ وبالواو.
وتأتي مبتدأة، قال أبو النّجم:
=بل منهل ناء من الغياض
وكذلك (الواو) إذا أتت مبتدأة غير ناسقة للكلام على كلام- كانت بمعنى ربّ.
وهي كذلك في الشعر، كقوله:
=وَمَهْمَهٍ مُغْبَرَّةٍ أَرْجَاؤُهُ
وقال آخر:
=وَدَوِّيَّةٍ قَفْرٍ تُمَشِّي نَعَامُها
وقال آخر:
=وهاجرةٍ نصبتُ لها جَبيني
يَدُلُّونَ بهذه الواو الخافضة: على ترك الكلام الأول، وائتناف كلام آخر). [تأويل مشكل القرآن: 536-537]قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم خبر الله جل وعز: {بعنادهم وانحرافهم عن الحق فقال بل الذين كفروا في عزة وشقاق} , أي : خلاف.). [معاني القرآن: 6/77]
تفسير قوله تعالى:{كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (3)}
قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ): (وقوله: {فنادوا وّلات حين مناصٍ...}
يقول: ليس بحين فرار, والنوص: التأخّر في الكلام العرب، والبوص: التقدم وقد بصته. وقال امرؤ القيس:
أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص = وتقصر عنها خطوةً وتبوص
فمناص مفعل؛ مثل مقامٍ. ومن العرب من يضيف لات فيخفض. أنشدوني:
=لات ساعة مندم
ولا أحفظ صدره, والكلام أن ينصب بها ؛ لأنها في معنى ليس, أنشدني المفضّل:
تذكّر حبّ ليلى لات حينا = وأضحى الشيب قد قطع القرينا
فهذا نصب, وأنشدني بعضهم:
طلبوا صلحنا ولات أوان= فأجبنا أن ليس حين بقاء
فخفض{أوان} فهذا خفض.
قال الفراء: أقف على {لات} بالتاء، والكسائيّ يقف بالهاء). [معاني القرآن للفراء: 2/398]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فنادوا ولات حين مناصٍ }: إنما هي " ولا "
وبعض العرب تزيد فيها الهاء , فتقول " لاه " , فتزيد فيها هاء الوقف , فإذا اتصلت صارت تاء , والمناص مصدر ناص ينوص , وهو المنجاة والفوت.
قال عمرو بن شأي الأسدي:
=تذكّرت ليلى لات حين تذكر
وقال أبو النجم:
=آساد غيلٍ حين لا مناص
أي : لا تحرك.). [مجاز القرآن: 2/176]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({كم أهلكنا من قبلهم مّن قرنٍ فنادوا وّلات حين مناصٍ}
وقال: {وّلات حين مناصٍ}, فشبهو {لات} بـ {ليس} , واضمروا فيها اسم الفاعل , ولا تكون {لات} إلاّ مع "حين" , ورفع بعضهم {ولات حين مناصٍ} , فجعله في قوله مثل {ليس} ؛ كأنه قال " ليس أحدٌ" , واضمر الخبر, وفي الشعر:
طلبوا صلحنا ولات أوان = فأجبنا أن ليس حين بقاء
فجرّ "أوان" , وحذف وأضمر "الحين" , وأضاف إلى "أوان" ؛ لأنّ {لات} لا تكون إلا مع "الحين"). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ولات حين مناص}: لات بمعنى ليس. والمناص المفر ويقال أيضا ناص في البلاد أي ذهب فيها، فيكون بمعنى ليس حين مطلب ولا مذهب). [غريب القرآن وتفسيره: 321]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ولات حين مناصٍ}: أي لات حين مهرب., والنوص: التأخر في كلام العرب.
و«البوص»: التقدم. قال امرؤ القيس:
أمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص = فتقصر عنها خطوة وتبوص؟!
وقال ابن عباس: ليس حين نزو، ولا فرار). [تفسير غريب القرآن: 376] قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (لات
لات. قال سيبويه: (لات) مشبّهة (بليس) في بعض المواضع، ولم تمكّن تمكّنها، ولم يستعملوها إلا مضمرا فيها؛ لأنها ليست كليس في المخاطبة والإخبار، عن غائب، ألا ترى أنك تقول: ليست وليسوا، وعبد الله ليس ذاهبا، فتبني عليها، و(لات) لا يكون فيها ذاك، قال الله تعالى: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}، أي ليس حين مهرب.
قال: وبعضهم يقول: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}. فيرفع؛ لأنها عنده بمنزلة: (ليس) وهي قليلة، والنصب بها لوجه. وقد خفض بها، قال أبو زبيد الطّائي:
طلبوا صلحنا ولاتَ أوانٍ = فأجَبْنَا أنْ ليسَ حينَ بقاء
وقال آخر:
فلمَّا علمتُ أَنَّنِي قد قتلته = نَدمت عليه لاتَ سَاعَةَ مَنْدَمِ
وإنما تكون (لات) مع الأحيان وتعمل فيها. فإذا جاوزتها فليس لها عمل.
وقال بعض البغداديين: (التاء) تزاد في أول (حين)، وفي أوّل (أوان)، وفي أول (الآن)، وإنّما هي (لا) ثم تبتدئ فتقول: تحين وتلان. والدليل على هذا أنهم يقولون:
تحين من غير أن يتقدمها (لا). واحتج بقول الشاعر:
العاطفون تحين ما من عاطف=والمطمعون زمان ما من مطعم
وبقول الآخر:
=وَصِلِينَا كَمَا زَعَمْتِ تَلانَا
وجرّ العرب بها يفسد عليه هذا المذهب، لأنهم إذا جرّوا ما بعدها جعلوها كالمضاف للزّيادة، وإنما هي (لا) زيدت عليها (الهاء) كما قالوا: ثمّ وثمّة.
وقال ابن الأعرابي في قوله الشاعر:
=العاطفون تحين ما من عاطف
إنما هو (العاطفونه) بالهاء، ثم تبتدئ فتقول: حين ما من عاطف فإذا وصلته صارت الهاء تاء. وكذلك قوله: «وصلينا كما زعمته» ثم تبتدئ فتقول: لاتا، فإذا وصلته صارت الهاء تاء، وذهبت همزة الآن.
قال: وسمعت الكلابيّ ينهى رجلا عن عمل، فقال: حسبك تلان، أراد: حسبكه الآن، فلما وصل صارت الهاء تاء.
وسنبيّن: كيف الوقوف عليها وعلى أمثالها من التاءات الزوائد، في كتاب «القراءات» إن شاء الله تعالى). [تأويل مشكل القرآن: 529-531]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (51) وَقَالُوا آَمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (52) وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (53) وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ}
كان الحسن- رضي الله عنه- يجعل الفزع يوم القيامة إذا بعثوا من القبور. يقول: (ولو ترى يا محمد فزعهم حين لا فوت، أي لا مهرب ولا ملجأ يفوتون به ويلجأون إليه. وهذا نحو قوله: {فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}، أي نادوا حين لا مهرب)). [تأويل مشكل القرآن: 330] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({كم اهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص (3)} جاء في التفسير : ولات حين نداء، وقال أهل اللغة: ولات حين منجى , ولا فوت، يقال : ناصه ينوصه ؛ إذا فاته.
وفي التفسير : لات حين نداء , معناه : لات حين نداء ينجي, ويجوز : لات حين مناص.
والرفع جيّد، والوقف عليها " لات " بالتاء، والكسائي يقف بالهاء (لاه) ؛ لأنه يجعلها هاء التأنيث. وحقيقة الوقف عليها بالتاء، وهذه التاء نظيرة التاء في الفعل في قولك : ذهبت , وجلست، وفي قولك: رأيت زيدا ثمت عمرا، فتاء الحروف بمنزلة تاء الأفعال؛ لأن التاء في الموضعين دخلت على ما لا يعرب، ولا هو في طريق الأسماء , فإن قال قائل: نجعلها بمنزلة قولهم: كان من الأمر ذيه , وذيه، فهذه هاء في الوقف , وهذه هاء دخلت على اسم لا يعرب، وقد أجازوا الخفض فقالوا: لات أوان.
وأنشدوا لأبي زبيد:
طلبوا صلحنا ولات أوان= فأجبنا أن ليس حين بقاء
والذي أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد ورواه:
=طلبوا صلحنا ولات أوان
وذكر أنه قد روي الكسر.
فأمّا النصب فعلى أنها عملت عمل ليس، المعنى : وليس الوقت حين مناص , ومن رفع بها : جعل حين اسم ليس , وأضمر الخبر على معنى : ليس حين منجى لنا , ومن خفض جعلها مبينة مكسورة لالتقاء السّاكنين، كما قالوا: قدلك فبنوه على الكسر.
والمعنى: ليس حين مناصنا , وحين منجانا، فلما قال: ولات أوان , جعله على معنى : ليس حين أواننا، فلما حذف المضاف بني على الوقف , ثم كسر لالتقاء السّاكنين، والكسر شاذ شبيه بالخطأ عند البصريين، ولم يرو سيبويه , والخليل الكسر، والذي عليه العمل : النصب والرفع.
وقال الأخفش: إن {لات حين مناص} نصبها بـ (لا) كما تقول: لا رجل في الدار، ودخلت التاء للتأنيث). [معاني القرآن: 4/319-321]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {كم أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولا ت حين مناص}
و«كم»: للتكثير في كلام العرب.
ثم قال جل وعز: {فنادوا } , أي: بالتوبة والاستغاثة ,{ولات حين مناص} .
روى أبو إسحاق عن التميمي , عن ابن عباس :{ ولات حين مناص }, قال : (ليس حين نزو , ولا فرار) .
وقال عكرمة : (ليس حين انقلاب) .
وقال قتادة : (نادوا حين لاحين نداء).
قال أبو جعفر : هذه الأقوال متقاربة , أي : ليس حين نداء منجي, والمعنى : ليس حين فوت , واصله من ناص ينوص إذا تأخر ,وباص يبوص تقدم , كما قال الشاعر:
أفمن ذكر ليلى إذ نأتك تنوص = فتقصر عنه تارة وتبوص). [معاني القرآن: 6/77-78]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}: أي لات حين مهرب, والنوص: التأخير في كلام العرب , والبوص: التقدم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 209]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {لَاتَ حِينَ}: بمعنى ليس , {مَنَاصٍ}: مفر.). [العمدة في غريب القرآن: 258]
تفسير قوله تعالى: {وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) }
تفسير قوله تعالى: {أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لشيءٌ عجابٌ...}
وقرأ أبو عبد الرّحمن السّلمي {لشيء عجّابٌ} , والعرب تقول: هذا رجل كريم , وكرّام , وكرام، والمعنى كله واحدٌ مثله قوله تعالى: {ومكروا مكراً كبّاراً} , معناه: كبيراً , فشدّد. وقال الشاعر: كحلفة من أبي رياح = يسمعها الهمّة الكبار
والهمّ , والهمة : الشيخ الفاني.
وأنشدني الكسائي:
=يسمعها الله والله كبار =
وقال الآخر:
وآثرت إدلاجي على ليل حرّة = هضيم الحشا حسّانة المتجرّد
وقال آخر:
نحن بذلنا دونها الضّرابا = إنا وجدنا ماءها طيّابا
يريد: طيّباً, وقال في طويل:
=طوال الساعدين أشمّ =
وقال الآخر:
جاء بصيد عجب من العجب = أزيرق العينين طوّال الذنب
فشدّ الواو على ذلك المجرى, فكلّ نعت نعتّ به اسماً ذكراً أو أنثى , أتاك على فعّال مشدّدا ومخفّفا , فهو صواب). [معاني القرآن: 2/398-399]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ إنّ هذا لشيء عجابٌ } : مجازه : مجاز عجيب , وقد تحول العرب " فعيلاً " إلى " فعال " , قال عباس بن مرداس:
إنّك عينٌ حذلت مضاعه= تبكي على جار بني جداعه
أين دريدٌ وهو ذو براعه=حتى تروه كاشفاً قناعه
= تعدو به سلهبةٌ سراعه
أي: سريعة, والحذل في العين سقوط الهدب واحتراق الأشفار، وقد قالوا للهدب أيضاً: " أشفار ".
وقال المعقر بن حمار البارقي وكان أعمى:
فأخلفها الذي ظنّت وقاظت= ومأقي عينها حذلٌ نطوف
جداعه : رهط الصمة , وهو من بني غزية , من بني جشم بن سعد بن بكر). [مجاز القرآن: 2/177]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({أجعل الآلهة إلهاً واحداً إنّ هذا لشيءٌ عجابٌ}, وقال: {أجعل الآلهة إلهاً واحداً} , كما تقول: "أتجعل مائة شاهدٍ شاهداً واحداً"). [معاني القرآن: 3/40]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({عجابٌ}, وعجيب واحد, مثل طوال وطويل، وعراض وعريض , وكبار وكبير.) [تفسير غريب القرآن: 376]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جل وعز: {وقال الكافرون هذا ساحر كذّاب (4) أجعل الآلهة إلها واحدا إنّ هذا لشيء عجاب (5)}
{عجاب}: في معنى عجيب، ويجوز{عجاب} في معنى عجيب يقال: رجل كريم وكرّام وكرام.
وهذه حكاية عن ملأ من قريش : لما مرض أبو طالب المرضة التي مات فيها , أتاه أبو جهل بن هشام وجماعة من قريش يعودونه , فشكوا إليه النبي صلى الله عليه وسلم, وقالوا : يشتم آلهتنا , ويفعل، فعاتبه أبو طالب.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :(( إني أدعوكم إلى كلمة يدين لكم العرب بها، وتؤدي بها إليكم العجم الجزية.)).
فقال أبو جهل: نعم , وعشرا , على طريق الاستهزاء , أي: نقولها , وعشرا معها.
فقال:(( لا إله إلا الله.)).
فقالوا: أجعل الآلهة إلها واحدا.). [معاني القرآن: 4/321]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إن هذا لشيء عجاب} : عجاب , وعجيب بمعنى واحد , كما تقول: طويل وطوال , وكذلك عجاب , قرأ به أبو عبد الرحمن). [معاني القرآن: 6/79]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({لَشَيْءٌ عُجَابٌ}
أخبرنا أبو عمر قال: أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي قال: ومما جاء على: فعيل، وفعال: عجيب وعجاب، وذفيف وذفاف، وهما واحد، وخفيف وخفاف، وطويل وطوال، وقريب وقراب. قال: وأنشدني المفضل:
ولما أن رأيت بني علي=ة عرفت الود والنسب القرابا). [ياقوتة الصراط: 436]
تفسير قوله تعالى:{وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آَلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا...}
انطلقوا بهذا القول, فأن في موضع نصب لفقدها الخافض. كأنك قلت: انطلقوا مشياً, ومضيّا على دينكم, وهي في قراءة عبد الله : {وانطلق الملأ منهم يمشون أن اصبروا على آلهتكم}, ولو لم تكن (أن) لكان صواباً؛ كما قال {والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا} ولم يقل: أن أخرجوا؛ لأنّ النّية مضمر فيها القول.). [معاني القرآن: 2/399] قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (ثم نهضوا , وانطلقوا من مجلسهم , يقول بعضهم لبعض :{ امشوا واصبروا على آلهتكم} , وقوله: {وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إنّ هذا لشيء يراد (6)}
معناه: أي : امشوا، وتأويله : يقولون: امشوا, ويجوز: وانطلق الملأ منهم بأن امشوا , أي: بهذا القول.). [معاني القرآن: 4/321]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وانطلق الملأ منهم أنا امشوا واصبروا على آلهتكم}
روى سفيان , عن إبراهيم بن مهاجر, عن مجاهد: { وانطلق الملأ منهم }, قال: (هو , وعقبة بن أبي معيط).
{أن امشوا} : أن تفسير , ويجوز أن يكون معناه : بأن امشوا , واصبروا على آلهتكم , فخبر الله جل وعز بإقامتهم على الكفر.). [معاني القرآن: 6/80]
تفسير قوله تعالى:{مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآَخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (7) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة...}: يعني : اليهوديّة والنصرانية.). [معاني القرآن: 2/399]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الخلق: التّخرّص، قال الله تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ} أي: خرصهم للكذب. وقال تعالى: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}، أي تخرصون كذبا.
وقال تعالى: {إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ} أي: افتعال للكذب.
والعرب تقول للخرافات: أحاديث الخلق). [تأويل مشكل القرآن: 506] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما سمعنا بهذا في الملّة الآخرة إن هذا إلّا اختلاق(7)}: حكاية عنهم أيضا، أي: ما سمعنا بهذا في النصرانية , ولا اليهودية, ولا فيما أدركنا عليه آباءنا.{إن هذا إلّا اختلاق}: أي : إلا تقوّل.). [معاني القرآن: 4/321-322]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق}
روى إبراهيم بن مهاجر , عن مجاهد وعلي بن أبي طلحة , عن ابن عباس قالا: { في الملة الآخرة } , (في النصرانية). وقال محمد بن كعب : (يعنون ملة عيسى صلى الله عليه وسلم).
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد : {في الملة الآخرة } , قال: (ملة قريش).
وقال قتادة : {في الملة الآخرة}: أي: ملتنا التي نحن عليها.). [معاني القرآن: 6/80-81]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {إلا اختلاق}, أي: كذب.). [ياقوتة الصراط: 436]
تفسير قوله تعالى:{أَؤُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (8)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {أأنزل عليه الذّكر...}
وهي في قراءة عبد الله : {أم أنزل عليه الذكر}: وهذا مما وصفت لك في صدر الكتاب: أن الاستفهام إذا توسّط الكلام ابتدئ بالألف وبأم, وإذا لم يسبقه كلام لم يكن إلاّ بالألف , أو بهل.). [معاني القرآن: 2/399] قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (لما
لمّا: تكون بمعنى (لم) في قوله: {بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ} أي: بل لم يذوقوا عذاب). [تأويل مشكل القرآن: 542] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({أأنزل عليه الذّكر من بيننا بل هم في شكّ من ذكري بل لمّا يذوقوا عذاب (8)}
أي: كيف أنزل الذكر عليه من بيننا؟!, أي: كيف أنزل على محمد القرآن من بيننا؟!.
{بل هم في شكّ من ذكري}: أي : ليس يقولون ما يعتقدونه إلا شاكّين.). [معاني القرآن: 4/322]