العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة فاطر

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 7 جمادى الأولى 1434هـ/18-03-2013م, 12:34 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة فاطر [ من الآية (19) إلى الآية (26) ]

تفسير سورة فاطر
[ من الآية (19) إلى الآية (26) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 12:52 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور قال هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول كما لا يستوي هذا كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن). [تفسير عبد الرزاق: 2/135]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظّلمات ولا النّور (20) ولا الظّلّ ولا الحرور (21) وما يستوي الأحياء ولا الأموات إنّ اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور (22) إن أنت إلاّ نذيرٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول تعالى ذكره: {وما يستوي الأعمى} عن دين اللّه الّذي ابتعث به نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم {والبصير} به، الّذي قد أبصر فيه رشده، فاتّبع محمّدًا وصدّقه، وقبل عن اللّه ما ابتعثه به). [جامع البيان: 19/356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وإن تدع مثقلة إلى حملها} أي إلى ذنوبها {لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى} قال: قرابة قريبة لا يحمل من ذنوبه شيئا ويحمل عليها غيرها من ذنوبها شيئا {إنما تنذر الذين يخشون ربهم بالغيب} أي يخشون النار والحساب، وفي قوله {ومن تزكى فإنما يتزكى لنفسه} أي من عمل عملا صالحا فإنما يعمل لنفسه، وفي قوله {وما يستوي}، قال: خلق فضل بعضه على بعض فأما المؤمن فعبد حي الأثر حي البصر حي النية حي العمل، والكافر عبد ميت الأثر ميت البصر ميت القلب ميت العمل). [الدر المنثور: 12/274-275] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول: كما لا يستوي هذا وهذا كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن). [الدر المنثور: 12/275]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: الكافر والمؤمن {ولا الظلمات} قال: الكفر {ولا النور} قال: الإيمان {ولا الظل} قال: الجنة {ولا الحرور} قال: النار {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} قال: المؤمن والكافر {إن الله يسمع من يشاء} قال: يهدي من يشاء). [الدر المنثور: 12/275]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور قال هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول كما لا يستوي هذا كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن). [تفسير عبد الرزاق: 2/135] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ولا الظّلمات ولا النّور} يقول: وما تستوي ظلمات الكفر، ونور الإيمان). [جامع البيان: 19/356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: الكافر والمؤمن {ولا الظلمات} قال: الكفر {ولا النور} قال: الإيمان {ولا الظل} قال: الجنة {ولا الحرور} قال: النار {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} قال: المؤمن والكافر {إن الله يسمع من يشاء} قال: يهدي من يشاء). [الدر المنثور: 12/275] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور قال هذا مثل ضربه الله للكافر والمؤمن يقول كما لا يستوي هذا كذلك لا يستوي الكافر والمؤمن). [تفسير عبد الرزاق: 2/135] (م)
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {الحرور} [فاطر: 21] : «بالنّهار مع الشّمس» وقال ابن عبّاسٍ: {الحرور} [فاطر: 21] : «باللّيل والسّموم بالنّهار»). [صحيح البخاري: 6/122]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال بن عبّاسٍ الحرور باللّيل والسّموم بالنّهار سقط هذا لأبي ذرٍّ هنا وتقدّم في كتاب بدء الخلق قوله وقال غيره الحرور بالنّهار مع الشّمس ثبت هذا هنا للنّسفيّ وحده وهو قول رؤبة كما تقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/540]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد القطمير لفافة النواة مثقلة مثقلة وقال ابن عبّاس الحرور باللّيل والسموم بالنّهار وغرابيب سود سواد الغربيب الشّديد السواد
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 13 فاطر {ما يملكون من قطمير} قال لفافة النواة
وفي قوله 18 فاطر {وإن تدع مثقلة إلى حملها لا يحمل منه شيء} قال إلى ذنوب لا تحمل منه شيء
أما قول ابن عبّاس في الحرور واللّيل فتقدم في بدء الخلق). [تغليق التعليق: 4/289-290]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: الحرور بالنّهار مع الشّمس
أي: قال غير مجاهد في قوله تعالى: {وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظّلمات ولا النّور (20) ولا الظل ولا الحرور} (فاطر: 19، 21) وقال: (الحرور بالنّهار مع الشّمس) وفي التّفسير: (وما يستوي الأعمى والبصير) (فاطر: 19) يعني: العالم والجاهل، ولا الظّلمات ولا النّور يعني: الكفر والإيمان، ولا الظل ولا الحرور يعني: الجنّة والنّار، والحرور بالنّهار مع الشّمس، وقيل: الحرور الرّيح الحارة باللّيل، والسموم بالنّهار مع الشّمس.
وقال ابن عبّاسٍ: الحرور باللّيل والسّموم بالنّهار
أي: قال ابن عبّاس في تفسير الحرور ما ذكره ولم يثبت هذا لأبي ذر). [عمدة القاري: 19/132]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) غير مجاهد في قوله: {وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظلمات ولا النور (20) ولا الظل ولا الحرور} [فاطر: 19 - 21] (الحرور بالنهار مع الشمس) عند شدة حرّها. (وقال ابن عباس) في تفسير الحرور (الحرور بالليل والسموم) بفتح المهملة (بالنهار) ونقله ابن عطية عن رؤبة وقال: ليس بصحيح بل الصحيح ما قاله الفرّاء وذكره في الكشاف الحرور السموم إلا أن السموم بالنهار والحرور فيه وفي الليل. قال في الدر: وهذا عجيب منه كيف يرد على أصحاب اللسان يقول من يأخذ عنهم، وسقط لأبي ذر من قوله مثقلة إلى آخره والسموم بالنهار). [إرشاد الساري: 7/311]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (الحرور بالنهار)، أي: هو الحر بالنهار، وقوله: مع الشمس، أي: عند شدة حرها، فالظل مقابله، وغيره فسر الظل بالجنة، والحرور بالنار). [حاشية السندي على البخاري: 3/66]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {ولا الظّلّ} قيل: ولا الجنّة {ولا الحرور} قيل: النّار، كأنّ معناه عندهم: وما تستوي الجنّة والنّار؛ والحرور بمنزلة السّموم، وهي الرّياح الحارّة.
وذكر أبو عبيدة معمر بن المثنّى، عن رؤبة بن العجّاج، أنّه كان يقول: الحرور باللّيل، والسّموم بالنّهار وأمّا أبو عبيدة فإنّه قال: الحرور في هذا الموضع والنّهار مع الشّمس وأمّا الفرّاء فإنّه كان يقول: الحرور يكون باللّيل والنّهار، والسّموم لا يكون باللّيل إنّما يكون بالنّهار.
والصّواب في ذلك عندنا، أنّ الحرور يكون باللّيل والنّهار، غير أنّه يكون في هذا الموضع بأن يكون كما قال أبو عبيدة: أشبه مع الشّمس، لأنّ الظّلّ إنّما يكون في يومٍ شمسٍ، فذلك يدلّ على أنّه أريد بالحرور: الّذي يوجد في حال وجود الظّلّ). [جامع البيان: 19/356-357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: الكافر والمؤمن {ولا الظلمات} قال: الكفر {ولا النور} قال: الإيمان {ولا الظل} قال: الجنة {ولا الحرور} قال: النار {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} قال: المؤمن والكافر {إن الله يسمع من يشاء} قال: يهدي من يشاء). [الدر المنثور: 12/275] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} يقول: وما يستوي الأحياء القلوب بالإيمان باللّه ورسوله، ومعرفة تنزيل اللّه، ولا الأموات القلوب لغلبة الكفر عليها، حتّى صارت لا تعقل عن اللّه أمره ونهيه، ولا تعرف الهدى من الضّلال؛ وكلّ هذه أمثالٌ ضربها اللّه للمؤمن والإيمان، والكافر والكفر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وما يستوي الأعمى والبصير} الآية، قال: هو مثلٌ ضربه اللّه لأهل الطّاعة وأهل المعصية. يقول: وما يستوي الأعمى والظّلمات والحرور، ولا الأموات، فهو مثل أهل المعصية ولا يستوي البصير ولا النّور، ولا الظّلّ والأحياء، فهو مثل أهل الطّاعة.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وما يستوي الأعمى} الآية: خلقًا فضّل بعضه على بعضٍ؛ فأمّا المؤمن فعبدٌ حيّ الأثر، حيّ البصر، حيّ النّيّة، حيّ العمل وأمّا الكافر فعبدٌ ميّتٌ، ميّت البصر، ميّت القلب، ميّت العمل.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظّلمات ولا النّور ولا الظّلّ ولا الحرور وما يستوي الأحياء ولا الأموات} قال: هذا مثلٌ ضربه اللّه؛ فالمؤمن بصيرٌ في دين اللّه، والكافر أعمى، كما لا يستوي الظّلّ ولا الحرور، ولا الأحياء ولا الأموات، فكذلك لا يستوي هذا المؤمن الّذي يبصر دينه، ولا هذا الأعمى، وقرأ: {أومن كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في النّاس} قال: الهدى الّذي هداه اللّه به ونوّره له هذا مثلٌ ضربه اللّه لهذا المؤمن الّذي يبصر دينه، وهذا الكافر الأعمى، فجعل المؤمن حيًّا، وجعل الكافر ميّتًا، ميّت القلب {أومن كان ميتًا فأحييناه} قال: هديناه إلى الإسلام كمن مثله في الظّلمات أعمى القلب، وهو في الظّلمات، أهذا وهذا سواءٌ؟
واختلف أهل العربيّة في وجه دخول لا مع حروف العطف في قوله: {ولا الظّلمات ولا النّور. ولا الظّلّ ولا الحرور} فقال بعض نحويّي البصرة: قال: ولا الظّلّ ولا الحرور، فيشبهّ أن تكون (لا) زائدةً، لأنّك لو قلت: لا يستوي عمرٌو ولا زيدٌ في هذا المعنى لم يكن إلاّ أن تكون زائدةً؛ وكان غيره يقول: إذا لم تدخل لا مع الواو، فإنّما لم تدخل اكتفاءً بدخولها في أوّل الكلام، فإذا أدخلت فإنّه يراد بالكلام أنّ كلّ واحدٍ منهما لا يساوي صاحبه، فكان معنى الكلام إذا أعيدت لا مع الواو عند صاحب هذا القول: لا يساوي الأعمى البصير ولا البصير الأعمى، فكلّ واحدٍ منهما لا يساوي صاحبه.
وقوله: {إنّ اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور} يقول تعالى ذكره: أنّ اللّه يعظ بكتابه وتنزيله من يشاء من خلقه؛ حتّى يتعظ به ويعتبر، وينقاد للحقّ ويؤمن به، وما أنت يا محمّد بمسمعٍ من في القبور كتاب اللّه، فيهديهم به إلى سبيل الرّشاد، فكذلك لا يقدر أن ينفع بمواعظ كتاب اللّه، وبينات حججه، من كان ميّت القلب من أحياء عباده، عن معرفة اللّه، وفهم كتابه وتنزيله، وواضح حججه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّ اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور} كما لا يسمع من في القبور، كذلك الكافر لا يسمع، ولا ينتفع بما يسمع). [جامع البيان: 19/357-359]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وما يستوي الأعمى والبصير} قال: الكافر والمؤمن {ولا الظلمات} قال: الكفر {ولا النور} قال: الإيمان {ولا الظل} قال: الجنة {ولا الحرور} قال: النار {وما يستوي الأحياء ولا الأموات} قال: المؤمن والكافر {إن الله يسمع من يشاء} قال: يهدي من يشاء). [الدر المنثور: 12/275] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو سهل السري بن سهل الجنديسابوري الخامس من حديثه من طريق عبد القدوس عن أبي صالح عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله (فإنك لا تسمع الموتى) (الروم 52) {وما أنت بمسمع من في القبور} قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يقف على القتلى يوم بدر ويقول: هل وجدتم ما وعد ربكم حقا يا فلان بن فلان، ألم تكفر بربك ألم تكذب نبيك ألم تقطع رحمك فقالوا: يا رسول الله أيسمعون ما نقول قال: ما أنتم بأسمع منهم لما أقول، فأنزل الله (فإنك لا تسمع الموتى) {وما أنت بمسمع من في القبور} ومثل ضربة الله للكفار أنهم لا يسمعون لقوله). [الدر المنثور: 12/275-276]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أنت بمسمع من في القبور} فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع، وفي قوله {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله، وفي قوله {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم} قال: يعزي نبيه {جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير} قال: شديد والله لقد عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 12/276]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إن أنت إلاّ نذيرٌ} يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما أنت إلاّ نذيرٌ تنذر هؤلاء المشركين باللّه، الّذين طبع اللّه على قلوبهم، ولم يرسلك ربّك إليهم إلاّ لتبلّغ رسالته، ولم يكلّفك من الأمر ما لا سبيل لك إليه؛ فأمّا اهتداؤهم وقبولهم منك ما جئتهم به، فإنّ ذلك بيد اللّه لا بيدك، ولا بيد غيرك من النّاس، فلا تذهب نفسك عليهم حسراتٍ إن هم لم يستجيبوا لك). [جامع البيان: 19/360]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّا أرسلناك بالحقّ بشيرًا ونذيرًا وإن من أمّةٍ إلاّ خلا فيها نذيرٌ (24) وإن يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات وبالزّبر وبالكتاب المنير (25) ثمّ أخذت الّذين كفروا فكيف كان نكير}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يقول جلّ ثناؤه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّا أرسلناك} يا محمّد {بالحقّ} يعني: بالدّين الحقّ وهو الإيمان باللّه وشرائع الدّين الّتي افترضها على عباده {بشيرًا} يقول: مبشّرًا بالجنّة من صدّقك وقبل منك ما جئته به من عند اللّه من النّصيحة {ونذيرًا} تنذر النّار من كذّبك وردّ عليك ما جئته به من عند اللّه من النّصيحة {وإن من أمّةٍ إلاّ خلا فيها نذيرٌ} يقول: وما من أمّةٍ من الأمم الخالية الدّائنة بملّةٍ إلاّ خلا فيها من قبلك نذيرٌ ينذرهم بأسنا على كفرهم باللّه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإن من أمّةٍ إلاّ خلا فيها نذيرٌ} كلّ أمّةٍ كان لها رسولٌ). [جامع البيان: 19/360-361]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أنت بمسمع من في القبور} فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع، وفي قوله {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله، وفي قوله {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم} قال: يعزي نبيه {جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير} قال: شديد والله لقد عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 12/276] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإنّ يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات وبالزّبر وبالكتاب المنير} يقول تعالى ذكره مسليًا نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما يلقى من مشركي قومه من التّكذيب: {وإن يكذّبك} يا محمّد مشركو قومك، {فقد كذّب الّذين من قبلهم} من الأمم الّذين {جاءتهم} رسلنا {بالبيّنات} يقول: بحججٍ من اللّه واضحةٍ {وبالزّبر} يقول: وجاءتهم بالكتب من عند اللّه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {بالبيّنات وبالزّبر} أي الكتب.
وقوله: {وبالكتاب المنير} يقول: وجاءهم من اللّه الكتاب المنير لمن تأمّله وتدبّره أنّه الحقّ.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وبالكتاب المنير} يضعّف الشّيء وهو واحدٌ). [جامع البيان: 19/361]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أنت بمسمع من في القبور} فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع، وفي قوله {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله، وفي قوله {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم} قال: يعزي نبيه {جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير (25) ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير} قال: شديد والله لقد عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 12/276] (م)

تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ثمّ أخذت الّذين كفروا فكيف كان نكير} يقول تعالى ذكره: ثمّ أهلكنا الّذين جحدوا رسالة رسلنا، وحقيقة ما دعوهم إليه من آياتنا، وأصرّوا على جحودهم {فكيف كان نكير} يقول: فانظر يا محمّد كيف كان تغييري لهم، وحلول عقوبتي بهم). [جامع البيان: 19/362]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وما أنت بمسمع من في القبور} فكذلك الكافر لا يسمع ولا ينتفع بما يسمع، وفي قوله {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} يقول كل أمة قد كان لها رسول جاءها من الله، وفي قوله {وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم} قال: يعزي نبيه {جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير (25) ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير} قال: شديد والله لقد عجل لهم عقوبة الدنيا ثم صيرهم إلى النار). [الدر المنثور: 12/276] (م)


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 01:03 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وما يستوي الأعمى والبصير} [فاطر: 19] وهذا تبعٌ للكلام الأوّل لقوله: {وما يستوي البحران هذا عذبٌ فراتٌ} [فاطر: 12]...
{وهذا ملحٌ أجاجٌ} [فاطر: 12].
{وما يستوي الأعمى والبصير} [فاطر: 19] قال السّدّيّ: يعني: بصر القلب بالإيمان وهو المؤمن). [تفسير القرآن العظيم: 2/784]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وما يستوي الأعمى والبصير...}

فالأعمى ها هنا : الكافر، والبصير : المؤمن.). [معاني القرآن: 2/369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وما يستوي الأعمى والبصير}: مثل للكافر , والمؤمن.). [تفسير غريب القرآن: 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظّلمات ولا النّور (20) ولا الظّلّ ولا الحرور (21)}
هذا مثل : ضربه اللّه للمؤمنين والكافرين، المعنى لا يستوي الأعمى عن الحق : وهو الكافر، والبصير بالحق : وهو المؤمن الذي يبصر رشده.). [معاني القرآن: 4/267]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وما يستوي الأعمى والبصير ولا الظلمات ولا النور ولا الظل ولا الحرور}
قال قتادة: (أي: كما لا يستوي الأعمى والبصير , لا يستوي المؤمن والكافر) .
وقال غيره :المعنى : وما يستوي الأعمى عن الحق وهو الكافر , ولا البصير بالهدى وهو المؤمن.). [معاني القرآن: 5/450]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}: مثل للكافر والمؤمن, كما قال عز وجل: {أو من كان ميتاً فأحييناه} : أي: كان كافرا فأحييناه بالإيمان.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 199]

تفسير قوله تعالى:{وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولا الظّلمات ولا النّور {20} ولا الظّلّ ولا الحرور {21} وما يستوي الأحياء ولا الأموات} [فاطر: 20-22] هذا كلّه مثلٌ للمؤمن والكافر، كما لا يستوي البحران العذب والمالح، وكما لا يستوي الأعمى والبصير، وكما لا تستوي الظّلمات والنّور فكذلك لا يستوي المؤمن والكافر.
وقال السّدّيّ: وهذا مثلٌ ضربه اللّه للكفّار والمؤمنين، فالأموات هم الكفّار، وهم بمنزلة الأموات.
{وما يستوي الأحياء} [فاطر: 22]، يعني: المؤمنين.
{ولا الأموات} [فاطر: 22]، يعني: الكفّار قال: بمنزلة الأموات). [تفسير القرآن العظيم: 2/784]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ولا الظّلمات ولا النّور...}

الظلمات: الكفر، والنور: الإيمان). [معاني القرآن: 2/369]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({ولا الظّلمات ولا النّور}: مثل للكفر والإيمان). [تفسير غريب القرآن: 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({ولا الظلمات ولا النّور}: الظلمات: الضلالات، والنور: الهدي). [معاني القرآن: 4/267]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( {ولا الظلمات}: وهي الضلالات ,{ولا النور}: وهو الهدى.). [معاني القرآن: 5/450]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولا الظّلمات ولا النّور {20} ولا الظّلّ ولا الحرور {21} وما يستوي الأحياء ولا الأموات} [فاطر: 20-22] هذا كلّه مثلٌ للمؤمن والكافر، كما لا يستوي البحران العذب والمالح، وكما لا يستوي الأعمى والبصير، وكما لا تستوي الظّلمات والنّور فكذلك لا يستوي المؤمن والكافر.
وقال السّدّيّ: وهذا مثلٌ ضربه اللّه للكفّار والمؤمنين، فالأموات هم الكفّار، وهم بمنزلة الأموات.
{وما يستوي الأحياء} [فاطر: 22]، يعني: المؤمنين.
{ولا الأموات} [فاطر: 22]، يعني: الكفّار قال: بمنزلة الأموات). [تفسير القرآن العظيم: 2/784] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ولا الظّلّ ولا الحرور} [فاطر: 21]، أي: ولا يستوي الظّلّ، ظلّ الجنّة، ولا
[تفسير القرآن العظيم: 2/784]
الحرور النّار كما لا يستوي الظّلّ في الدّنيا والشّمس). [تفسير القرآن العظيم: 2/785]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {ولا الظّلّ ولا الحرور...}

الظّل: الجنة، والحرور: النار). [معاني القرآن: 2/369]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ الظّلّ ولا الحرور }: الحرور بالنهار مع الشمس هاهنا , وكان رؤبة يقول: الحرور بالليل , والسموم بالنهار
ونسجت لوامع الحرور برقرقان آلهاً = المسجورسبائباً كسرق الحرير). [مجاز القرآن: 2/154]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ولا الظّلّ ولا الحرور}
وقال: {ولا الظّلّ ولا الحرور} : فيشبه أن تكون {لا} زائدة؛ لأنك لو قلت: "لا يستوي عمرٌو ولا زيدٌ" في هذا المعنى لم يكن إلا أن تكون {لا} زائدة). [معاني القرآن: 3/35-36]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({الحرور}: قال بعضهم: الحرور الريح الحارة بالليل والسموم بالنهار.
وقال آخرون: الحرور بالنهار مع الشمس، والحرور والسموم مؤنثان). [غريب القرآن وتفسيره: 309]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا الظّلّ ولا الحرور}: مثل للجنة والنار.). [تفسير غريب القرآن: 361]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولا الظّلّ ولا الحرور}: المعنى لا يستوي أصحاب الحق الذين هم في ظلّ من الحق، ولا أصحاب الباطل الذين هم في حرور , أي: في حرّ دائم ليلا , ونهارا.
والحرور: استيقاد الحرّ , ولفحه بالنهار وبالليل.
والسّموم : لا يكون إلّا بالنّهار.). [معاني القرآن: 4/267-268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ولا الظل ولا الحرور}
قال أبو عبيدة : الحرور في هذا الموضع إنما يكون بالنهار مع الشمس .
وقيل : يعني : الجنة والنار.
وقيل : لا يستوي من كان في ظل من الحق , ومن كان في الحرور .
وقال الفراء : الحرور : الحر الدائم ليلا أو نهارا , والسموم : بالنهار خاصة .
وقال رؤبة بن العجاج : الحرور بالليل خاصة , السموم بالنهار .
قال أبو جعفر : وقول أبي عبيدة أشبه ؛ لأن الظل إنما يستعمل في اليوم الشمس.). [معاني القرآن: 5/450-452]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْحَرُورُ}: الريح الحارة بالليل). [العمدة في غريب القرآن: 248]



تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({ولا الظّلمات ولا النّور {20} ولا الظّلّ ولا الحرور {21} وما يستوي الأحياء ولا الأموات} [فاطر: 20-22] هذا كلّه مثلٌ للمؤمن والكافر، كما لا يستوي البحران العذب والمالح، وكما لا يستوي الأعمى والبصير، وكما لا تستوي الظّلمات والنّور فكذلك لا يستوي المؤمن والكافر.
وقال السّدّيّ: وهذا مثلٌ ضربه اللّه للكفّار والمؤمنين، فالأموات هم الكفّار، وهم بمنزلة الأموات.
{وما يستوي الأحياء} [فاطر: 22]، يعني: المؤمنين.
{ولا الأموات} [فاطر: 22]، يعني: الكفّار قال: بمنزلة الأموات). [تفسير القرآن العظيم: 2/784] (م)
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وما يستوي الأحياء} [فاطر: 22] المؤمنون الأحياء في الدّين كقوله: {أومن كان ميتًا فأحييناه} [الأنعام: 122] بالإيمان.
{ولا الأموات} [فاطر: 22] في الدّين، الكفّار.
{إنّ اللّه يسمع من يشاء} [فاطر: 22] يهديه للإيمان.
{وما أنت بمسمعٍ من في القبور} [فاطر: 22]، أي: وما أنت بمسمعٍ الكفّار، هم بمنزلة الأموات لا يسمعون منك الهدى سمع قبولٍ، كما أنّ الّذين في القبور لا يسمعون). [تفسير القرآن العظيم: 2/785]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات...}: الأحياء: المؤمنون، والأموات: الكفّار).
[معاني القرآن: 2/369]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وما يستوي الأحياء ولا الأموات}: مثل للعقلاء , والجهال.).[تفسير غريب القرآن: 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وما يستوي الأحياء ولا الأموات إنّ اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور (22)}
الأحياء : هم المؤمنون، والأموات : الكافرون، ودليل ذلك قوله: {أموات غير أحياء}). [معاني القرآن: 4/268]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وما يستوي الأحياء ولا الأموات}
أي: العقلاء , والجهال.
والمراد : بالأحياء : الأحياء القلوب بالإيمان , والمعرفة .
والأموات : الأموات القلوب بغلبة الكفر عليها حتى صارت لا تعرف الهدى من الضلال.).[معاني القرآن: 5/452]


تفسير قوله تعالى: (إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {إن أنت إلا نذيرٌ} [فاطر: 23] تنذر النّاس واللّه يهدي من يشاء). [تفسير القرآن العظيم: 2/785]


تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّا أرسلناك بالحقّ} [فاطر: 24] بالقرآن.
{بشيرًا} بالجنّة.
{ونذيرًا} من النّار.
{وإنّ من أمّةٍ إلا خلا فيها نذيرٌ} [فاطر: 24]، يعني: الأمم الخالية كلّها قد خلت فيهم النّذر.
وتفسير السّدّيّ: أي: وإن من أمّةٍ ممّن أهلكنا إلا خلا فيها نذيرٌ، يعني: يحذّر المشركين أن ينزل بهم ما نزل بهم أن كذّبوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم كما كذّبت الأمم رسلها). [تفسير القرآن العظيم: 2/785]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
:( {وإن من أمّةٍ إلّا خلا فيها نذيرٌ}: أي: سلف فيها نبي.).
[تفسير غريب القرآن: 361]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} : أي: سلف فيها نبي.). [معاني القرآن: 5/452]


تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإن يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات وبالزّبر} [فاطر: 25] والزّبر الكتب على الجماعة، والبيّنات في تفسير الحسن ما جاءت به الأنبياء.
{وبالكتاب المنير} [فاطر: 25] البيّن، والكتاب الّذي كان يجيء به النّبيّ منهم إلى قومه.
وقال السّدّيّ: {بالبيّنات}، يعني: الآيات الّتي كانت تجيء بها الأنبياء إلى قومهم قال: {وبالزّبر}، يعني: وحديث الكتاب وما كان قبله من المواعظ.
والكتاب المنير، يعني: المضيء في أمره ونهيه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/785]
وتفسير الكلبيّ: البيّنات: الحلال والحرام). [تفسير القرآن العظيم: 2/786]


تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ثمّ أخذت الّذين كفروا} [فاطر: 26]، يعني: إهلاكهم إيّاهم بالعذاب حين كذّبوا رسلهم.
{فكيف كان نكير} [فاطر: 26] عقابي، على الاستفهام، أي: كان شديدًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/786]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ثمّ أخذت الّذين كفروا }: أي : فعاقبت, { فكيف كان نكير }: أي: تغيري, وعقوبتي.).
[مجاز القرآن: 2/154]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 جمادى الأولى 1434هـ/7-04-2013م, 01:18 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) }
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (و«السَّموم» و«الحَرور» أنثيان، وربما ذكرت «السَّموم» في الشعر. وقال الشاعر:
اليوم يوم باكز سمومه
من عجز اليوم فلا نلومه
ويروى: «بارد سَمُومه»، يعني ساكن). [المذكور والمؤنث: 90] (م)
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (يقال: قد أسمَّ يومنا، إذا جاءت فيه السَّموم. وهذا يوم مُسِم.
...
والسَّموم بالنهار. وقد تكون بالليل. وبعضهم يقول: لا تكون إلا بالنهار، والحَرور بالليل، وقد تكون بالنهار). [الأيام والليالي: 77] (م)
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (وقال: الحرُورُ: أشد هبوباً من السموم). [كتاب الجيم: 1/158]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (أبو عبيدة: السموم بالنهار، وقد تكون بالليل. والحرور بالليل وقد تكون بالنهار). [الغريب المصنف: 2/511] (م)
قالَ يعقوبُ بنُ إسحاقَ ابنِ السِّكِّيتِ البَغْدَادِيُّ (ت: 244هـ) : (وهي السموم والحرور قال أبو عبيدة السموم بالنهار وقد تكون بالليل والحرور بالليل وقد تكون بالنهار قال العجاج

(ونسجت لوامع الحرور) ). [إصلاح المنطق: 334] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (
في حرور ينضج اللحم بها = يأخذ السائر فيها كالصقع
الحرور: ريح حارة تكون بالنهار والسموم تكون بالليل والنهار جميعًا يقال قد سم يومنا وليلتنا.
ينضج اللحم بها من شدة حرها.
والصقع حرارة تصيب الرأس، وأصل الصقع الضرب على الشيء اليابس يقال صقعته صقعًا، غيره: الحرور أكثر ما تكون بالليل وقد تكون بالنهار وهي الريح الحارة). [شرح المفضليات: 387]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (ومسموم فيه سموم. وقال أبو عبيدة: السموم تكون بالنهار وقد تكون بالليل والحرور: بالليل وقد تكون بالنهار). [شرح المفضليات: 819] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والحرور الريح الحارة يقال الحرور بالليل والسموم بالنهار: وكان أبو عبيدة يقول الحرور بالنهار والسموم بالليل والنهار. وقال يعقوب: التعريس النزول بالليل وأكثره من آخره وقد يكون من أوله. تسفعني تغير لوني وتحرقني: وقال أبو عبيدة: الحرور بالليل وقد تكون بالنهار وهي الريح الحارة والسموم بالنهار وقد تكون بالليل). [شرح المفضليات: 835]

تفسير قوله تعالى: (وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) )
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): ( {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ} أي المؤمن والكافر). [مجالس ثعلب: 475]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) }

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) }

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 06:41 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 06:42 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 12:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما يستوي الأعمى والبصير * ولا الظلمات ولا النور * ولا الظل ولا الحرور * وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور * إن أنت إلا نذير * إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير * وإن يكذبوك فقد كذب الذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبينات وبالزبر وبالكتاب المنير * ثم أخذت الذين كفروا فكيف كان نكير}
مضمون هذه الآية طعن على الكفرة، وتمثيل لهم بالعمي والظلمات، وتمثيل المؤمنين - بإزائهم - بالبصراء والأنوار، وقوله تعالى: {ولا النور} ودخول "لا" فيها وفيما بعدها إنما هو على نية التكرار، كأنه قال: "ولا الظلمات والنور، ولا النور والظلمات"، فاستغنى بذكر الأوائل عن الثواني، ودل مذكور الآية على متروكه). [المحرر الوجيز: 7/ 213]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الحرور" شدة حر الشمس، وقال رؤبة بن العجاج: الحرور بالليل والسموم بالنهار، وليس كما قال، وإنما الأمر كما حكى الفراء وغيره: إن السموم يختص بالنهار، والحرور يقال في حر الليل وفي حر النهار، وتأول قوم الظل في هذه الآية: الجنة، والحرور: جهنم). [المحرر الوجيز: 7/ 213]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(وشبه المؤمنين بالأحياء، والكفرة بالأموات، من حيث لا يفهمون الذكر ولا يقبلون عليه، ثم رد الأمر إلى مشيئة الله تعالى بقوله: " إن الله يسمع من يشاء "، وقوله " وما أنت بمسمع من في القبور ". وهذا تمثيل بما يحسه البشر ويشاهدونه، فهم يرون أن الميت الذي في القبر لا يسمع، وأما الأرواح فلا ترد; إذ تتضمن الأحاديث أن أرواح المؤمنين في شجر عند العرش وفي قناديل وغير ذلك، وأن أرواح الكفرة في سجين ونحوه، وفي بعض الأخبار أن الأرواح عند القبور، فربما سمعت، وكذلك أهل قليب بدر إنما سمعت أرواحهم، وكذلك سماع الميت خفق النعال، إنما هو برد روحه عليه عند لقاء الملكين، فهذه الآية لا تعارض حديث القليب; لأن الله تبارك وتعالى رد على أولئك أرواحهم ليوبخهم، وهذا على قول عمر وابنه عبد الله رضي الله تعالى عنهما - وهو الصحيح -: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أنتم بأسمع منهم"، وأما عائشة رضي الله عنها فمذهبها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يسمعهم، وأنه إنما قصد توبيخ الأحياء من الكفرة، وجعلت هذه الآية أصلا، واحتجت بها، فمثل الله تعالى في هذه الآية الكفرة بالأشخاص التي في القبور، وقرأ الحسن بن أبي الحسن: "بمسمع من" على الإضافة). [المحرر الوجيز: 7/ 214]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) :(ثم سلى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: {إن أنت إلا نذير}، أي: ليس عليك غير ذلك، والهداية والإضلال إلى الله تعالى). [المحرر الوجيز: 7/ 215]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"بشيرا" معناه: بالنعيم الدائم لمن آمن، و"نذيرا" معناه: من العذاب الأليم لمن كفر. وقوله تعالى: {وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} معناه: إن دعوة الله تعالى قد عمت جميع الخلق، وإن كان فيهم من لم تباشره النذارة فهو ممن بلغته; لأن آدم عليه السلام بعث إلى بنيه، ثم لم تنقطع إلى وقت محمد صلى الله عليه وسلم، والآيات التي تتضمن أن قريشا لم يأتهم نذير معناه: نذير مباشر، وما ذكره المتكلمون من فرض أصحاب الفترات ونحوهم فإنما ذلك بالفرض لا أنه توجد أمة لم تعلم أن في الأرض دعوة إلى عبادة الله). [المحرر الوجيز: 7/ 215]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم سلى نبيه صلى الله عليه وسلم بما سلف من الأمم لأنبيائهم، و"البينات" و"الزبر" و"الكتاب المنير" شيء واحد، لكنه أكد أوصافه بعضها ببعض، وذكره بجهاته. و"الزبر" من: زبرت الكتاب إذا كتبته).[المحرر الوجيز: 7/ 215]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم توعد قريشا بذكره أخذ الأمم الكافرة). [المحرر الوجيز: 7/ 215]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 08:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 صفر 1440هـ/14-10-2018م, 08:07 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وما يستوي الأعمى والبصير (19) ولا الظّلمات ولا النّور (20) ولا الظّلّ ولا الحرور (21) وما يستوي الأحياء ولا الأموات إنّ اللّه يسمع من يشاء وما أنت بمسمعٍ من في القبور (22) إن أنت إلّا نذيرٌ (23) إنّا أرسلناك بالحقّ بشيرًا ونذيرًا وإن من أمّةٍ إلّا خلا فيها نذيرٌ (24) وإن يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات وبالزّبر وبالكتاب المنير (25) ثمّ أخذت الّذين كفروا فكيف كان نكير (26) }
يقول تعالى: كما لا تستوي هذه الأشياء المتباينة المختلفة، كالأعمى والبصير لا يستويان، بل بينهما فرقٌ وبونٌ كثيرٌ، وكما لا تستوي الظّلمات ولا النّور ولا الظّلّ ولا الحرور، كذلك لا تستوي الأحياء ولا الأموات، وهذا مثلٌ ضربه اللّه للمؤمنين وهم الأحياء، وللكافرين وهم الأموات، كقوله تعالى: {أومن كان ميتًا فأحييناه وجعلنا له نورًا يمشي به في النّاس كمن مثله في الظّلمات ليس بخارجٍ منها} [الأنعام: 122]، وقال تعالى: {مثل الفريقين كالأعمى والأصمّ والبصير والسّميع هل يستويان مثلا} [هودٍ: 24] فالمؤمن سميعٌ بصيرٌ في نورٍ يمشي، على صراطٍ مستقيمٍ في الدّنيا والآخرة، حتّى يستقرّ به الحال في الجنّات ذات الظّلال والعيون، والكافر أعمى أصمّ، في ظلماتٍ يمشي، لا خروج له منها، بل هو يتيه في غيّه وضلاله في الدّنيا والآخرة، حتّى يفضي به ذلك إلى الحرور والسّموم والحميم، {وظلٍّ من يحمومٍ لا باردٍ ولا كريمٍ} [الواقعة: 43، 44].
وقوله: {إنّ اللّه يسمع من يشاء} أي: يهديهم إلى سماع الحجّة وقبولها والانقياد لها {وما أنت بمسمعٍ من في القبور} أي: كما لا [يسمع و] ينتفع الأموات بعد موتهم وصيرورتهم إلى قبورهم، وهم كفّارٌ بالهداية والدّعوة إليها، كذلك هؤلاء المشركون الّذين كتب عليهم الشّقاوة لا حيلة لك فيهم، ولا تستطيع هدايتهم). [تفسير ابن كثير: 6/ 542-543]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :({إن أنت إلا نذيرٌ} أي: إنّما عليك البلاغ والإنذار، واللّه يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء). [تفسير ابن كثير: 6/ 543]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّا أرسلناك بالحقّ بشيرًا ونذيرًا} أي: بشيرًا للمؤمنين ونذيرًا للكافرين، {وإن من أمّةٍ إلا خلا فيها نذيرٌ} أي: وما من أمّةٍ خلت من بني آدم إلّا وقد بعث اللّه إليهم النّذر، وأزاح عنهم العلل، كما قال تعالى: {إنّما أنت منذرٌ ولكلّ قومٍ هادٍ} [الرّعد: 7]، وكما قال تعالى: {ولقد بعثنا في كلّ أمّةٍ رسولا أن اعبدوا اللّه واجتنبوا الطّاغوت فمنهم من هدى اللّه ومنهم من حقّت عليه الضّلالة} الآية [النّحل:136]، والآيات في هذا كثيرةٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 543]

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله تبارك وتعالى: {وإن يكذّبوك فقد كذّب الّذين من قبلهم جاءتهم رسلهم بالبيّنات} وهي: المعجزات الباهرات، والأدلّة القاطعات، {وبالزّبر} وهي الكتب، {وبالكتاب المنير} أي: الواضح البيّن). [تفسير ابن كثير: 6/ 543]

تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ أخذت الّذين كفروا} أي: ومع هذا كلّه كذّب أولئك رسلهم فيما جاؤوهم به، فأخذتهم، أي: بالعقاب والنّكال، {فكيف كان نكير} أي: فكيف رأيت إنكاري عليهم عظيمًا شديدًا بليغًا؟). [تفسير ابن كثير: 6/ 543]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:16 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة