التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) )
تفسير قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم جنّات النّعيم {8} خالدين فيها} [لقمان: 8-9] لا يموتون ولا يخرجون منها.
{وعد اللّه حقًّا} [لقمان: 9] أنّ لهم الجنّة.
{وهو العزيز} في ملكه وفي نقمته.
{الحكيم} في أمره). [تفسير القرآن العظيم: 2/671]
تفسير قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {خلق السّموات بغير عمدٍ ترونها} [لقمان: 10] وفيها تقديمٌ في تفسير الحسن قال: خلق السّموات ترونها بغير عمدٍ.
سعيدٌ، عن قتادة أنّ ابن عبّاسٍ، قال: لها عمدٌ، ولكن لا ترونها.
يقول: {بغير عمدٍ ترونها} [لقمان: 10]، أي: لها عمدٌ ولكن لا ترونها.
قال: {وألقى في الأرض رواسي} [لقمان: 10]، يعني: الجبال أثبت بها الأرض.
{أن تميد بكم}، أي: لئلا تحرّك بكم.
وحدّثني أبو الأشهب، عن الحسن، قال: لمّا خلق اللّه تبارك وتعالى الأرض جعلت تميع، فلمّا رأت ذلك ملائكة اللّه، قالوا: يا ربّنا هذه لا يقرّ لك على ظهرها خلقٌ، فأصبح قد وقطها بالجبال، فلمّا رأت ملائكة اللّه ما قد أرسيت به الأرض، عجبوا فقالوا: يا ربّنا، هل خلقت خلقًا هو
[تفسير القرآن العظيم: 2/671]
أشدّ من الجبال؟ قال: نعم الحديد، قالوا: يا ربّنا هل خلقت خلقًا هو أشدّ من الحديد؟ قال: نعم
النّار، قالوا: يا ربّنا، هل خلقت خلقًا هو أشدّ من النّار؟ قال: نعم الماء، قالوا: يا ربّنا هل خلقت خلقًا هو أشدّ من الماء؟ قال: نعم، الرّيح، قالوا: يا ربّنا هل خلقت خلقًا هو أشدّ من الرّيح؟ قال: نعم ابن آدم.
قوله عزّ وجلّ: {وبثّ فيها} [لقمان: 10] خلق فيها، في الأرض.
{من كلّ دابّةٍ} [لقمان: 10] قال: {وأنزلنا من السّماء ماءً فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ} [لقمان: 10] أي: من كلّ لونٍ.
{كريمٍ}، أي: حسنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/672]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم...}: لئلاّ تميد بكم, و(أن) في هذا الموضع تكفى من (لا) , كما قال الشاعر:
= والمهر يأبى أن يزال ملهبا
معناه: يأبى أن لا يزال.). [معاني القرآن: 2/327]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وألقى في الأرض رواسي }: مجازه: وجعل فيها رواسي , أي : جبالاً قد رست , أي: ثبتت.
{ أن تميد بكم }: أي : أن تحرك بكم يميناً , شمالاً.
{وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ }: أي: فرق في الأرض من الدواب , وكل ما أكل , وشرب , فهو دابة.). [مجاز القرآن: 2/126]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله:{خلق السّماوات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبثّ فيها من كلّ دابّة وأنزلنا من السّماء ماء فأنبتنا فيها من كلّ زوج كريم (10)}
وصف اللّه عزّ وجلّ خلقه الذي يعجز المخلوقون عن أن يأتوا بمثله، أو يقدروا على نوع منه , ثم قال: {هذا خلق اللّه فأروني ماذا خلق الّذين من دونه}.
وقوله: {بغير عمد ترونها}, قيل في التفسير : إنها بعمد لا ترونها.
أي : لا ترون تلك العمد، وقيل خلقها بغير عمد , وكذلك ترونها.
والمعنى في التفسير : يؤول إلى شيء واحد، ويكون تأويل :{غير عمد ترونها}: الذي فسّر بعمد لا ترونها.
يكون معنى : العمد: قدرته عزّ وجل التي يمسك بها السماوات والأرض.
{وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم}:{رواسي}: جبال ثوابت، كما قال - عزّ وجلّ: {ألم نجعل الأرض مهادا (6) والجبال أوتادا (7)}:فمعننى{أن تميد بكم}: كراهة أن تميد بكم, ومعنى { تميد }: تتحرك حركة شديدة.). [معاني القرآن: 4/194-195]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم}
أي : جبالا ثابتة , وقد رسا , أي: ثبت .
أن تميد بكم: أي : كراهة أن تميد بكم , يقال : ماد يميد, إذا اشتدت حركته.). [معاني القرآن: 5/281]
تفسير قوله تعالى: {هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ثمّ قال: {هذا خلق اللّه فأروني} [لقمان: 11]، يعني: المشركين.
{ماذا خلق الّذين من دونه} [لقمان: 11]، يعني: الأوثان الّتي يعبدونها فلم تكن لهم حجّةٌ فقال: {بل الظّالمون} [لقمان: 11] المشركين.
{في ضلالٍ مبينٍ} بيّنٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/672]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {هذا خلق اللّه...}
من ذكره السموات , والأرض , وإنزاله الماء من السماء , وإنباته : {فأروني ماذا خلق الّذين} تعبدون {من دونه} : يعني: آلهتهم. ثمّ أكذبهم , فقال: {بل الظّالمون في ضلالٍ مّبينٍ} .). [معاني القرآن: 2/327]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ماذا خلق الذّين من دونه }: أي : الذين جعلتم معه تبارك وتعالى عن ذلك.). [مجاز القرآن: 2/126]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه} : هذا خلق الله , يعني : ما ذكر من خلق السموات , وغيرها , {فأروني ماذا خلق الذين من دونه }: أي: مما تعبدونه.). [معاني القرآن: 5/282]