وَقَالَ علي بن نصر سَمِعت أَبَا عمر يقْرَأ {القارعة} (وَمَا أدْرك ماهيه) يقف عِنْدهَا وَكَذَلِكَ قَالَ عبيد عَن أَبي عَمْرو يقف عِنْد الْهَاء). [السبعة في القراءات: 695] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (قرأ حمزة: {ما هي} (10): بغير هاء في الوصل.
والباقون: بإثباتها في الحالين). [التيسير في القراءات السبع: 531]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (قرأ حمزة ويعقوب: (ما هي) بغير هاء في الوصل، والباقون بإثباتها في الحالين). [تحبير التيسير: 617]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (1079- .... .... مَالِيَهْ مَاهِيَهْ فَصِلْ = وَسُلْطَانِيَهْ مِنْ دُونِ هَاءٍ فَتُوصلاَ). [الشاطبية: 86] (م)
قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([1079] ويخفى (شـ)ـفاء ماليه ماهيه فصل = وسلطانيه من دون هاء (فـ)ـتوصلا
...
و{ماليه} و{سلطنيه} و {ماهيه}، في سورة القارعة قد سبق الكلام عليه في {يتسنه} و{اقتده} ). [فتح الوصيد: 2/1284] (م)
قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ( [1079] ويخفى شفاءٌ ماليه ماهيه فصل = وسلطانيه من دون هاءٍ فتوصلا
ح: (يخفى شفاءٌ): مبتدأ وخبر، (ماليه): مفعول (صل)، والفاء: زائدة، (ماهية): عطف بحذف العاطف، وكذلك: (وسلطانيه)، (فتوصلا): نصب على جواب الأمر.
ص: قرأ حمزة والكسائي: (لا يخفى منكم خافية) [18] بالتذكير على أن تأنيث (خافية) غير حققي، والباقون: بالتأنيث على الأصل.
وقرأ حمزة: {ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه} هنا [28- 29]، وفي القارعة: {وما أدراك ما هية) [10] بحذف هاء السكت من
[كنز المعاني: 2/675]
الألفاظ الثلاثة في حالة الوصل، لأنها لبيان الحركة فلا يحتاج إليها في الوصل، لكن ... إذا وقف عليها أتى بالهاء ليبين حركة ما قبلها، والباقون: بالهاء في حالة الوصل والوقف، لأنها رسمت في المصاحف، وأجمعوا على: {اقرءوا كتابيه، إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه} [19- 20]، إلا أن يعقوب – من القراء العشرة – حذفها منهما في الموضعين وصلًا). [كنز المعاني: 2/676] (م)
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وحذف حمزة هاء السكت من قوله: {مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ، هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ، خُذُوهُ} إذا وصل الكلام بعض ببعض وكذلك: {مَا هِيَهْ، نَارٌ حَامِيَةٌ} في سورة القارعة وهذا نظير ما فعل هو والكسائي في: {يَتَسَنَّهْ} واقتده أو أثبتها الباقون لثباتها في خط المصحف فهو وصل بنية الوقف وكلهم أثبتها وقفا وفي سورة الحاقة أربع أخر كتابيه مرتين وحسابيه مرتين أثبت حمزة هاء هن كالجماعة جمعا بين الأمرين ويعقوب الحضرمي حذف الجميع وصلا وحذف الكسائي في يتسنه واقتده لخفاء هاء السكت فيهما؛ لأنهما فعلا جزم وقد قيل: ليسا للسكت وترك الحذف هنا لوضوح الأمر). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 4/217] (م)
قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (1079 - .... .... ماليه ماهيه فصل = وسلطانيه من دون هاء فتوصلا
....
وقرأ حمزة: ما أغنى عنّي ما لي (28) هّلك عنّى سلطاني في هذه السورة، وما أدراك ما هي في سورة القارعة بحذف هاء السكت من الكلمات الثلاث في حال الوصل؛ فتكون قراءته بإثباتها في حال الوقف وقرأ غيره بإثباتها في الحالين). [الوافي في شرح الشاطبية: 372] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وتَقَدَّمَ (مَا هِيَهْ نَارٌ) في الوَقْفِ على الرَّسْمِ). [النشر في القراءات العشر: 2/403]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ({مَا هِيَهْ} ذُكِرَ في الوَقْفِ على المَرْسُومِ). [تقريب النشر في القراءات العشر: 744]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (تتمة: تقدم ما هيه [10] في الوقف على المرسوم). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/623]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وَقَرَأَ {مَا هِيَهْ} بِحَذْفِ الْهَاءِ وَصْلاً، وَإِثْبَاتِهَا وَقْفًا، حَمْزَةُ وَيَعْقُوبُ وَالْبَاقُونَ بِإِثْبَاتِهَا فِي الْحَالَيْنِ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/625]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {ما هيه} قرأ حمزة بحذف الهاء الثانية الساكنة في الوصل، وأثبتها في الوقف، والباقون بإثبات الهاء وقفًا ووصلاً). [غيث النفع: 1322]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}
{أَدْرَاكَ}
- تقدمت الإمالة فيه، وانظر الآية/ 2 من سورة القدر). [معجم القراءات: 10/554]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ({مَا هِيَهْ (10) نَارٌ}
- قرأ بحذف الهاء في الوصل وإثباتها في الوقف حمزة ويعقوب وابن إسحاق والأعمش وابن محيصن (ما هي)، كذا في الوصل بغير هاء.
- وذكر العكبري قراءتها بالياء الساكنة مطلقًا، وذكر أنها لغة.
- وقرأ الباقون بإثباتها في الحالين (ما هيه) اتباعًا لخط المصحف.
قال ابن مجاهد: (قال علي بن نصر: سمعت أبا عمرو يقرأ القارعة، وما أدراك ما هيه) يقف عندها، وكذلك قال عبيد عن أبي عمرو: يقف عند الهاء).
وقال الزمخشري: (والهاء للسكت، وإذا وصل القارئ حذفها، وقيل: حقه أن لا يدرج لئلا يسقطها الإدراج؛ لأنها ثابتة في المصحف، وقد أجيز إثباتها في الوصل).
وقال الزجاج: (الوقف (هيه)، والوصل (هي نار حامية)، إلا أن الهاء دخلت في الوقف تبين فتحة الياء، والذي يجب اتباع المصحف فيوقف عليه ولا توصل فيقرأ (وما أدراك ما هيه، نار حامية)؛ لأن السنة اتباع المصحف، والهاء ثابتة فيه).
[معجم القراءات: 10/555]
وهنا نص لابن خالويه، أحب ألا يفوت القارئ خبره، قال في إعراب ثلاثين سورة:
(ما هية: ما: استفهام لفظًا، ومعناه التعجب، و(هيه) رفع بخبر الابتداء، ودخلت الهاء للسكت لتتبين بها حركة ما قبلها، وهي في القرآن في سبعة مواضع…
والقراء كلهم يقفون عليها بالهاء إن وقفوا اتباعًا للمصحف، فإذا أدرجوا اختلفوا، فكان حمزة يسقطها درجًا، والكسائي يسقط بعضًا، ويثبت بعضًا، وسائرهم يثبتها وصلًا ووقفًا.
فمن أثبت كره خلاف المصحف، وبنى الوصل على الوقف.
ومن حذفها في الدرج -وهو الاختيار عند النحويين- قال: إنما هذه الهاء للوقف، فمتى وصلت حذفت، والعرب تقول: ارم يا زيد، وارمه، واقتد يا زيد واقتده.
- ومن أثبت بعضًا دون بعض أعلمك أن القراءتين جائزتان) انتهى النص، وفيه -كما ترى- تفصيل لطيف، وبيان جيد للمسألة.
وقال أبو جعفر النحاس: (جيء بالهاء لأن من العرب من يقول: هي، بإسكان الياء، فتثبت الهاء على لغة من حركها ليفرق بينها وبين لغة من أسكن، فإن وصلت لم يجز إثبات الهاء؛ لأن الحركة قد تثبت، والصواب: أن يوقف عليه، يتبع السواد ولا يلحن.
وسمعت علي بن سليمان يقول: من قال: أصل، وأريد الوقوف فقد أخطأ؛ لأنه يلزمه أن لا يعرب الأسماء في الإدراج ويريد الوقوف.
قال أبو جعفر: وهذه حجة بينةٌ صحيحة).
[معجم القراءات: 10/556]
- وقرأ أبو مزاحم الخاقاني والكسائي (ما هيه) بإمالة الهاء وما قبلها.
قال السيوطي: (فإن كانت الهاء للسكت نحو (ما هيه) فذهب ثعلب وابن الأنباري إلى جواز ذلك [أي الإمالة]، وقد قرأ به أبو مزاحم الخاقاني في قراءة الكسائي.
قال أبو الحسن بن الباذش: ووجه إمالة ذلك الشبه اللفظي الذي بينها وبين هاء التأنيث).
وقال في شرح التصريح: (وعن الكسائي إمالة الفتحة قبل هاء السكت أيضًا لشبهها بهاء التأنيث في الوقف والخط…).
والصحيح عند ابن هشام المنع.
وفي النشر: (وقال الداني في كتاب الإمالة والنص عن الكسائي والسماع من العرب إنما ورد في هاء التأنيث خاصة، قال: وقد بلغني أن قومًا من أهل الأداء منهم أبو مزاحم الخاقاني كانوا يجرونها مجرى هاء التأنيث في الإمالة، وبلغ ذلك ابن مجاهد فأنكره أشد النكير، وقال فيه أبلغ قول، وهو خطأ بين، والله أعلم) ). [معجم القراءات: 10/557] (م)