تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ اللّه يدافع عن الّذين آمنوا إنّ اللّه لا يحبّ كلّ خوانٍ كفورٍ}.
يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه يدفع غائلة المشركين عن الّذين آمنوا باللّه وبرسوله، إنّ اللّه لا يحبّ كلّ خوانٍ، يخون اللّه فيخالف أمره ونهيه، ويعصيه، ويطيع الشّيطان؛ {كفورٍ} يقول: جحودٍ لنعمه عنده، لا يعرف لمنعمها حقّه فيشكره عليها.
وقيل: إنّه عنى بذلك دفع اللّه كفّار قريشٍ عمّن كان بين أظهرهم من المؤمنين قبل هجرتهم). [جامع البيان: 16/571]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور). [الدر المنثور: 10/497]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد بن حميد عز عاصم أنه قرأ {إن الله يدافع} بالألف ورفع الياء). [الدر المنثور: 10/497]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {إن الله يدافع عن الذين آمنوا} قال: والله ما يضيع الله رجلا قط حفظ له دينه). [الدر المنثور: 10/497]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله: إن الله لا يحب، قال: لا يقرب). [الدر المنثور: 10/497]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كل شيء في القرآن كفور يعني به الكفار). [الدر المنثور: 10/497]
تفسير قوله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة أذن للذين يقاتلون قال هي أول آية نزلت في القتال وأذن لهم أن يقاتلوا). [تفسير عبد الرزاق: 2/39]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الأعمش عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان يقرأ أذن للذين يقتلون قال وهي أول آية نزلت في القتال). [تفسير عبد الرزاق: 2/39]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش في قوله: {أذن للذين يقاتلون} قال: هي أوّل آيةٍ نزلت في القتال [الآية: 39]). [تفسير الثوري: 214]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا سفيان بن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، وإسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا أخرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة، قال أبو بكرٍ: أخرجوا نبيّهم ليهلكنّ فأنزل اللّه تعالى {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ} الآية فقال أبو بكرٍ: لقد علمت أنّه سيكون قتالٌ.
هذا حديثٌ حسنٌ.
وقد رواه غير واحدٍ عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ مرسلاً، وليس فيه عن ابن عبّاسٍ.
حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: لمّا أخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم من مكّة قال رجلٌ: أخرجوا نبيّهم، فنزلت: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا، وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ (39) الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ} النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
- قال بشار: وهذان النصان ليسا من "سنن الترمذي"، إذ لم نجدهما في النسخ، أو الشروح، التي بين أيدينا، كما لم يذكرهما المزي في "تحفة الأشراف"، ولا استدركهما عليه المستدركون كالحافظين: العراقي، وابن حجر). [سنن الترمذي: 5/177]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا}
- أخبرنا عبد الرّحمن بن محمّد بن سلامٍ، حدّثنا إسحاق الأزرق، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " خرج النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم من مكّة، قال أبو بكرٍ: أخرجوا نبيّهم، إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، لنهلكنّ، فنزلت {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ الله على نصرهم لقديرٌ} [الحج: 39]، فعرفت أنّه سيكون قتالٌ "، قال: قال ابن عبّاسٍ: فهي أوّل آيةٍ نزلت في القتال
- أخبرني زكريّا بن يحيى، حدّثنا محمّد بن يحيى، حدّثنا محمّد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، حدّثنا سلمويه أبو صالحٍ، أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزّهريّ، قال: فكان أوّل آيةٍ نزلت في القتال كما أخبرني عروة، عن عائشة: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ الله على نصرهم لقديرٌ} [الحج: 39] إلى قوله {إنّ الله لقويٌّ عزيزٌ} [الحج: 40] ثمّ أذن بالقتال في آيٍ كثيرٍ من القرآن). [السنن الكبرى للنسائي: 10/191-192]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ}.
يقول تعالى ذكره: أذن اللّه للمؤمنين الّذين يقاتلون المشركين في سبيله بأنّ المشركين ظلموهم بقتالهم.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة، " أذن " بضمّ الألف، يقاتلون بفتح التّاء بترك تسمية الفاعل في {أذن} و{يقاتلون} جميعًا.
وقرأ ذلك بعض الكوفيّين، وعامّة قرّاء البصرة: ( أذن ) بترك تسمية الفاعل، و( يقاتلون ) بكسر التّاء، بمعنى يقاتل المأذون لهم في القتال المشركين.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفيّين، وبعض المكّيّين: ( أذن ) بفتح الألف، بمعنى: أذن اللّه، و( يقاتلون ) بكسر التّاء، بمعنى: إنّ الّذين أذن اللّه لهم بالقتال يقاتلون المشركين.
وهذه القراءات الثّلاث متقاربات المعنى؛ لأنّ الّذين قرءوا {أذن} على وجه ما لم يسمّ فاعله، يرجع معناه في التّأويل إلى معنى قراءة من قرأه على وجه ما سمّي فاعله. وإنّ من قرأ {يقاتلون}، و( يقاتلون ) بالكسر، أو الفتح، فقريبٌ معنى أحدهما من معنى الآخر، وذلك أنّ من قاتل إنسانًا، فالّذي قاتله له مقاتلٌ، وكلّ واحدٍ منهما مقاتلٌ.
فإذ كان ذلك كذلك، فبأيّة هذه القراءات قرأ القارئ فمصيبٌ الصّواب. غير أنّ أحبّ ذلك إليّ أن أقرأ به: ( أذن ) بفتح الألف، بمعنى: أذن اللّه، لقرب ذلك من قوله: {إنّ اللّه لا يحبّ كلّ خوانٍ كفورٍ} إذن اللّه في الّذين لا يحبّهم للّذين يقاتلونهم بقتالهم، فيردّ ( أذن ) على قوله: {إنّ اللّه لا يحبّ} وكذلك أحبّ القراءات إليّ في ( يقاتلون ) كسر التّاء، بمعنى: الّذين يقاتلون من قد أخبر اللّه عنهم أنّه لا يحبّهم، فيكون الكلام متّصلاً معنى بعضه ببعضٍ.
وقد اختلف في الّذين عنوا بالإذن لهم بهذه الآية في القتال، فقال بعضهم: عني به: نبيّ اللّه وأصحابه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ} " يعني محمّدًا وأصحابه إذ أخرجوا من مكّة إلى المدينة؛ يقول اللّه: {وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ} وقد فعل ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو أحمد، قال: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: " لمّا خرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة قال رجلٌ: أخرجوا نبيّهم فنزلت: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا} الآية، {الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ} النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه ".
- حدّثنا يحيى بن داود الواسطيّ، قال: حدّثنا إسحاق بن يوسف، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " لمّا خرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة قال أبو بكرٍ: أخرجوا نبيّهم، إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، ليهلكنّ قال ابن عبّاسٍ: فأنزل اللّه: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ} قال أبو بكرٍ: فعرفت أنّه سيكون قتالٌ. وهي أوّل آيةٍ نزلت " قال ابن داود: قال ابن إسحاق: كانوا يقرءون: {" أذن "} ونحن نقرأ: " أذن ".
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا إسحاق، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: " لمّا خرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ ذكر نحوه، إلاّ أنّه قال: فقال أبو بكرٍ: قد علمت أنّه يكون قتالٌ. وإلى هذا الموضع انتهى حديثه، ولم يزد عليه ".
- حدّثني محمّد بن خلفٍ العسقلانيّ قال: حدّثنا محمّد بن يوسف قال: حدّثنا قيس بن الرّبيع، عن الأعمش، عن مسلمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: " لمّا خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة قال أبو بكرٍ: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون، أخرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، واللّه ليهلكنّ جميعًا فلمّا نزلت: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا}. إلى قوله: {الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ} عرف أبو بكرٍ أنّه سيكون قتالٌ ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا} قال: " أذن لهم في قتالهم بعد ما عفا عنهم عشر سنين. وقرأ: {الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ} وقال: هؤلاء المؤمنون ".
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ}.
وقال آخرون: بل عني بهذه الآية قومٌ بأعيانهم كانوا خرجوا من دار الحرب يريدون الهجرة، فمنعوا من ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا} قال: " ناسٌ مؤمنون خرجوا مهاجرين من مكّة إلى المدينة، فكانوا يمنعون، فأذن اللّه للمؤمنين بقتال الكفّار، فقاتلوهم ".
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا} قال: " ناسٌ من المؤمنين خرجوا مهاجرين من مكّة إلى المدينة، وكانوا يمنعون، فأدركهم الكفّار، فأذن للمؤمنين بقتال الكفّار، فقاتلوهم. قال ابن جريجٍ: يقول: أوّل قتالٍ أذن اللّه به للمؤمنين ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: " في حرف ابن مسعودٍ: (أذن للّذين يقاتلون في سبيل اللّه) قال قتادة: وهي أوّل آيةٍ نزلت في القتال، فأذن لهم أن يقاتلوا ".
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا} قال: " هي أوّل آيةٍ أنزلت في القتال، فأذن لهم أن يقاتلوا ".
وقد كان بعضهم يزعم أنّ اللّه إنّما قال: أذن للّذين يقاتلون بالقتال من أجل أنّ أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، كانوا استأذنوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في قتل الكفّار إذ آذوهم واشتدّوا عليهم بمكّة قبل الهجرة غيلةً سرًّا؛ فأنزل اللّه في ذلك: {إنّ اللّه لا يحبّ كلّ خوانٍ كفورٍ} فلمّا هاجر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه إلى المدينة، أطلق لهم قتلهم وقتالهم، فقال: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا}. وهذا قولٌ ذكر عن الضّحّاك بن مزاحمٍ من وجه غير ثبتٍ.
وقوله: {وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ} يقول جلّ ثناؤه: وإنّ اللّه على نصر المؤمنين الّذين يقاتلون في سبيل اللّه لقادرٌ، وقد نصرهم فأعزّهم، ورفعهم، وأهلك عدوّهم، وأذلّهم بأيديهم). [جامع البيان: 16/571-577]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أذن للذين يقاتلون قال خرج ناس مؤمنون مهاجرون من مكة إلى المدينة فاتبعهم كفار قريش فأذن الله لهم في قتالهم فأنزل الله عز وجل أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا فقاتلوهم). [تفسير مجاهد: 426]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، أنّه كان يقرؤها: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ} [الحج: 39] قال: «هي أوّل آيةٍ نزلت في القتال» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/422]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت س) ابن عباس - رضي الله عنهما -: قال: لمّا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكّة، قال أبو بكر: آذوا نبيّهم حتى خرج، ليهلكنّ فأنزل الله تعالى {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ} [الحج: 39] فقال أبو بكرٍ: لقد علمت أنه سيكون قتالٌ. هذه رواية الترمذي.
وفي رواية النسائي قال: لمّا أخرج النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة، قال أبو بكر: أخرجوا نبيّهم، إنّا لله وإنا إليه راجعون، فنزلت {أذن للّذين يقاتلون... } الآية. فعرفت أنه سيكون قتالٌ. قال ابن عباسٍ: هي أوّل آيةٍ نزلت في القتال). [جامع الأصول: 2/243-244]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير.
أخرج عبد الرزاق وأحمد، وعبد بن حميد والترمذي وحسنه والنسائي، وابن ماجة والبزار، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن ابن عباس قال: لما خرج النّبيّ - صلى الله عليه وسلم - من مكة قال أبو بكر: أخرجوا نبيهم إنا لله وإنا إليه راجعون ليهلكن القوم فنزلت {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} الآية، وكان ابن عباس يقرأها {آذن} قال أبو بكر: فعملت أنه سيكون قتال، قال ابن عباس: وهي أول آية نزلت في القتال). [الدر المنثور: 10/497-498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الدلائل عن مجاهد قال: خرج ناس مؤمنون مهاجرين من مكة إلى المدينة فاتبعهم كفار قريش فأذن لهم في قتالهم فأنزل الله {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} الآية، فقاتلوهم). [الدر المنثور: 10/498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير أن أول آية أنزلت في القتال حين ابتلى المسلمون بمكة وسطت بهم عشائرهم ليفتنوهم عن الإسلام وأخرجوهم من ديارهم وتظاهروا عليهم فأنزل الله {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} الآية، وذلك حين أذن الله لرسوله بالخروج وأذن لهم بالقتال). [الدر المنثور: 10/498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن أبي هريرة قال: كانت أول آية نزلت في القتال {أذن للذين يقاتلون} ). [الدر المنثور: 10/498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {أذن للذين يقاتلون} قال: أذن لهم في قتالهم بعدما عفى عنهم عشر سنين). [الدر المنثور: 10/498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في قوله {أذن للذين يقاتلون} قال النّبيّ: صلى الله عليه وسلم - وأصحابه {بأنهم ظلموا} يعني ظلمهم أهل مكة حين أخرجوهم من ديارهم). [الدر المنثور: 10/498-499]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن سيرين قال: أشرف عليهم عثمان من القصر فقال: ائتوني برجل قارئ كتاب الله فأتوه بصعصعة بن صوحان فتكلم بكلام فقال: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير} فقال له عثمان: كذبت ليست لك ولا لأصحابك ولكنها لي ولأصحابي). [الدر المنثور: 10/499]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله لهدمت صوامع قال هي للصابئين وبيع للنصارى وصلوات قال كنائس اليهود والمساجد مساجد المسلمين يذكر فيها اسم الله كثيرا). [تفسير عبد الرزاق: 2/39]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا سفيان بن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، وإسحاق بن يوسف الأزرق، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا أخرج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم من مكّة، قال أبو بكرٍ: أخرجوا نبيّهم ليهلكنّ فأنزل اللّه تعالى {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ} الآية فقال أبو بكرٍ: لقد علمت أنّه سيكون قتالٌ.
هذا حديثٌ حسنٌ.
وقد رواه غير واحدٍ عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ مرسلاً، وليس فيه عن ابن عبّاسٍ.
حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبيرٍ، قال: لمّا أخرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم من مكّة قال رجلٌ: أخرجوا نبيّهم، فنزلت: {أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا، وإنّ اللّه على نصرهم لقديرٌ (39) الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ} النّبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
- قال بشار: وهذان النصان ليسا من "سنن الترمذي"، إذ لم نجدهما في النسخ، أو الشروح، التي بين أيدينا، كما لم يذكرهما المزي في "تحفة الأشراف"، ولا استدركهما عليه المستدركون كالحافظين: العراقي، وابن حجر). [سنن الترمذي: 5/177] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ إلاّ أن يقولوا ربّنا اللّه ولولا دفع اللّه النّاس بعضهم ببعضٍ لّهدّمت صوامع وبيعٌ وصلواتٌ ومساجد يذكر فيها اسم اللّه كثيرًا ولينصرنّ اللّه من ينصره إنّ اللّه لقويٌّ عزيزٌ}.
يقول تعالى ذكره: أذن للّذين يقاتلون {الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ} فـ ( الّذين ) الثّانية ردٌّ على ( الّذين ) الأولى. وعنى بالمخرجين من دورهم: المؤمنين الّذين أخرجهم كفّار قريشٍ من مكّة. وكان إخراجهم إيّاهم من دورهم وتعذيبهم بعضهم على الإيمان باللّه ورسوله، وسبّهم بعضهم بألسنتهم، ووعيدهم إيّاهم، حتّى اضطرّوهم إلى الخروج عنهم. وكان فعلهم ذلك بهم غير حقٍّ؛ لأنّهم كانوا على باطلٍ، والمؤمنون على الحقّ، فلذلك قال جلّ ثناؤه: {الّذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ}.
وقوله: {إلاّ أن يقولوا ربّنا اللّه} يقول تعالى ذكره: لم يخرجوا من ديارهم إلاّ بقولهم: ربّنا اللّه وحده لا شريك له فـ ( أن ) في موضع خفضٍ ردًّا على الباء في قوله: {بغير حقٍّ} وقد يجوز أن تكون في موضع نصبٍ على وجه الاستثناء.
وقوله: {ولولا دفع اللّه النّاس بعضهم ببعضٍ} اختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: ولولا دفع اللّه المشركين بالمسلمين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {ولولا دفع اللّه النّاس بعضهم ببعضٍ} " دفع المشركين بالمسلمين ".
وقال آخرون: معنى ذلك: ولولا القتال والجهاد في سبيل اللّه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولولا دفع اللّه النّاس بعضهم ببعضٍ} قال " لولا القتال والجهاد ".
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ولولا دفع اللّه بأصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عمّن بعدهم من التّابعين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ، قال: حدّثنا يعقوب بن إبراهيم، عن سيف بن عمرٍ، عن أبي روقٍ، عن ثابت بن عوسجة الحضرميّ، قال: حدّثني سبعةٌ وعشرون من أصحاب عليٍّ، وعبد اللّه، منهم لاحق بن الأقمر، والعيزار بن جرولٍ، وعطيّة القرظيّ، أنّ عليًّا رضي اللّه عنه قال: " إنّما أنزلت هذه الآية في أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {ولولا دفع اللّه النّاس بعضهم ببعضٍ} لولا دفاع اللّه بأصحاب محمّدٍ عن التّابعين {لهدّمت صوامع وبيعٌ} ".
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لولا أنّ اللّه يدفع بمن أوجب قبول شهادته في الحقوق تكون لبعض النّاس على بعضٍ عمّن لا يجوز قبول شهادته وغيره، فأحيا بذلك مال هذا، ويوقى بسبب ذلك هذا إراقة دم هذا، وتركوا المظالم من أجله، لتظالم النّاس فهدّمت صوامع.
ذكر من قال ذلك
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ولولا دفع اللّه النّاس بعضهم ببعضٍ} يقول: " دفع بعضهم بعضًا في الشّهادة، وفي الحقّ، وفيما يكون من قبل هذا. يقول: لولاهم لأهلكت هذه الصّوامع وما ذكر معها ".
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب أن يقال: إنّ اللّه تعالى ذكره أخبر أنّه لولا دفاعه النّاس بعضهم ببعضٍ، لهدّم ما ذكر، من دفعه تعالى ذكره بعضهم ببعضٍ، وكفّه المشركين بالمسلمين عن ذلك؛ ومنه كفّه ببعضهم التّظالم، كالسّلطان الّذي كفّ به رعيّته عن التّظالم بينهم؛ ومنه كفّه لمن أجاز شهادته بينهم ببعضهم عن الذّهاب بحقّ من له قبله حقٌّ، ونحو ذلك. وكلّ ذلك دفعٌ منه النّاس بعضهم عن بعضٍ، ولولا ذلك لتظالموا، فهدّم القاهرون صوامع المقهورين، وبيعهم، وما سمّى جلّ ثناؤه. ولم يضع اللّه تعالى دلالةً في عقلٍ على أنّه عنى من ذلك بعضًا دون بعضٍ، ولا جاء بأنّ ذلك كذلك خبرٌ يجب التّسليم له، فذلك على الظّاهر والعموم، على ما قد بيّنته قبل، لعموم ظاهر ذلك جميع ما ذكرنا.
وقوله: {لهدّمت صوامع} اختلف أهل التّأويل في المعنيّ بالصّوامع، فقال بعضهم: عني بها صوامع الرّهبان.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: حدّثنا داود، عن رفيعٍ، في هذه الآية: {لهدّمت صوامع} قال: " صوامع الرّهبان ".
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لهدّمت صوامع} قال: " صوامع الرّهبان ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {لهدّمت صوامع} قال: " صوامع الرّهبان ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {لهدّمت صوامع} قال: " صوامع الرّهبان ".
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: في قوله: {لهدّمت صوامع} " وهي صوامع الصّغار، يبنونها ".
وقال آخرون: بل هي صوامع الصّابئين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {صوامع} قال: " هي للصّابئين ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، مثله.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {لهدّمت}. فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة: ( لهدمت ) خفيفةً.
وقرأته عامّة قرّاء أهل الكوفة والبصرة: {لهدّمت} بالتّشديد، بمعنى تكرير الهدم فيها مرّةً بعد مرّةٍ.
والتّشديد في ذلك أعجب القراءتين إليّ. لأنّ ذلك من أفعال أهل الكفر كذلك.
وأمّا قوله {وبيعٌ} فإنّه يعني بها: بيع النّصارى.
وقد اختلف أهل التّأويل في ذلك، فقال بعضهم مثل الّذي قلنا في ذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن رفيعٍ: {وبيعٌ} قال: " بيع النّصارى ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وبيعٌ} " للنّصارى ".
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، مثله.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول: " البيع: بيع النّصارى ".
وقال آخرون: عني بالبيع في هذا الموضع: كنائس اليهود.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث،. قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قال: {وبيعٌ} قال: " وكنائس ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- وحدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وبيعٌ} قال: " البيع للكنائس ".
قوله: {وصلواتٌ} اختلف أهل التّأويل في معناه، فقال بعضهم: عني بالصّلوات الكنائس.
ذكر من قال ذلك:
- وحدّثنا محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وصلواتٌ} قال: " يعني بالصّلوات: الكنائس ".
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وصلواتٌ "} كنائس اليهود، ويسمّون الكنيسة صلوتا ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: " {وصلواتٌ} كنائس اليهود ".
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، مثله.
وقال آخرون: عنى بالصّلوات مساجد الصّابئين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، قال: سألت أبا العالية عن الصّلوات،، قال: " هي مساجد الصّابئين ".
- قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: حدّثنا داود، عن رفيعٍ، نحوه.
وقال آخرون: هي مساجد للمسلمين، ولأهل الكتاب بالطّرق.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وصلواتٌ} قال: " مساجد لأهل الكتاب، ولأهل الإسلام بالطّرق ".
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، نحوه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وصلواتٌ} قال: " الصّلوات صلوات أهل الإسلام، تنقطع إذا دخل العدوّ عليهم، انقطعت العبادة، والمساجد تهدّم، كما صنع بختنصّر ".
وقوله: {ومساجد يذكر فيها اسم اللّه كثيرًا} اختلف في المساجد الّتي أريدت بهذا القول، فقال بعضهم: أريد بذلك مساجد المسلمين.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، قال: حدّثنا داود، عن رفيعٍ، قوله: {ومساجد} قال: " مساجد المسلمين ".
- حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا ابن ثورٍ، قال: حدّثنا معمرٌ، عن قتادة: {ومساجد يذكر فيها اسم اللّه كثيرًا} قال: " المساجد: مساجد المسلمين، يذكر فيها اسم اللّه كثيرًا ".
- حدّثنا الحسن قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة، نحوه.
وقال آخرون: عني بقوله: {ومساجد} الصوامع والبيع والصّلوات.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {ومساجد} " يقول في كلّ هذا يذكر اسم اللّه كثيرًا، ولم يخصّ المساجد ".
وكان بعض أهل العربيّة من أهل البصرة يقول: الصّلوات لا تهدّم، ولكن حمله على فعلٍ آخر، كأنّه قال: وتركت صلواتٌ.
وقال بعضهم: إنّما يعني: مواضع الصّلوات.
وقال بعضهم: إنّما هي صلواتٌ، وهي كنائس اليهود، تدعى بالعبرانيّة: صلوتا.
وأولى هذه الأقوال في ذلك بالصّواب قول من قال: معنى ذلك: لهدّمت صوامع الرّهبان، وبيع النّصارى، وصلوات اليهود، وهي كنائسهم، ومساجد المسلمين الّتي يذكر فيها اسم اللّه كثيرًا.
وإنّما قلنا هذا القول أولى بتأويل ذلك؛ لأنّ ذلك هو المعروف في كلام العرب المستفيض فيهم، وما خالفه من القول وإن كان له وجهٌ فغير مستعملٍ فيما وجّهه إليه من وجّهه إليه.
وقوله: {ولينصرنّ اللّه من ينصره} يقول تعالى ذكره: وليعيننّ اللّه من يقاتل في سبيله، لتكون كلمته العليا على عدوّه؛ فنصر اللّه عبده: معونته إيّاه، ونصر العبد ربّه: جهاده في سبيله، لتكون كلمته العليا.
وقوله: {إنّ اللّه لقويّ عزيزٌ} يقول تعالى ذكره: إنّ اللّه لقويّ على نصر من جاهد في سبيله من أهل ولايته وطاعته، عزيزٌ في ملكه، يقول: منيعٌ في سلطانه، لا يقهره قاهرٌ، ولا يغلبه غالبٌ). [جامع البيان: 16/577-587]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض يقول يدفع بعضهم بعضا في الشهادة وفي الحق وفي مثل هذا يقول لولا هذا لأهلكت هذه الصوامع وما ذكر معها). [تفسير مجاهد: 426-427]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الصوامع صوامع الرهبان والبيع والكنائس والصلوات والمساجد لأهل الكتاب وأهل الإسلام بالطريق). [تفسير مجاهد: 427]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز * الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور * وإن يكذبوك فقد كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وثمود * وقوم إبراهيم وقوم لوط * وأصحاب مدين وكذب موسى فأمليت للكافرين ثم أخذتهم فكيف كان نكير.
أخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس {الذين أخرجوا من ديارهم} أي من مكة إلى المدينة {بغير حق} يعني محمدا - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه). [الدر المنثور: 10/499]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن عثمان بن عفان قال: فينا نزلت هذه الآية {الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق} والآية بعدها أخرجنا من ديارنا {بغير حق} ثم مكنا في الأرض فأقمنا الصلاة وآتينا الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر فهي لي ولأصحابي). [الدر المنثور: 10/499]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ثابت بن عوسجة الخضيري قال: حدثني سبعة وعشرون من أصحاب علي وعبد الله منهم لاحق بن الأقمر والعيزار بن جرول وعطية القرظي أن عليا قال: إنما نزلت هذه الآية في أصحاب محمد {ولولا دفع الله الناس} قال: لولا دفع الله بأصحاب محمد عن التابعين لهدمت صوامع). [الدر المنثور: 10/499-500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ {ولولا دفع الله الناس} بغير الألف). [الدر المنثور: 10/500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد {ولولا دفع الله الناس}، قال: لولا القتال والجهاد). [الدر المنثور: 10/500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن مجاهد في الآية، قال: دفع المشركون بالمسلمين). [الدر المنثور: 10/500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية قال: منع بعضهم ببعض في الشهادة وفي الحق وفيما يكون مثل هذا يقول: لولا هذا لهلكت هذه الصوامع وما ذكر معها). [الدر المنثور: 10/500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {لهدمت صوامع}، قال: الصوامع التي تكون فيها الرهبان والبيع مساجد اليهود وصلوات كنائس النصارى والمساجد مساجد المسلمين). [الدر المنثور: 10/500-501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن ابن عباس قال: البيع بيع النصارى وصلوات كنائس اليهود). [الدر المنثور: 10/501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: صلوات كنائس اليهود يسمون الكنيسة صلاة). [الدر المنثور: 10/501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عاصم الجحدري أنه قرأ {وصلوات} قال: الصلوات دون الصوامع، قال: وكيف تهدم الصلاة). [الدر المنثور: 10/501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية قال: البيع بيع النصارى والصلوات: بيع صغار للنصارى). [الدر المنثور: 10/501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية قال: صوامع الرهبان وبيع النصارى وصلوات مساجد الصابئين: يسمونها بصلوات). [الدر المنثور: 10/501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {صوامع} قال: هي للصابئين وبيع للنصارى وصلوات كنائس اليهود ومساجد للمسلمين). [الدر المنثور: 10/501-502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن مجاهد في الآية، قال: الصوامع صوامع الرهبان وبيع كنائس وصلوات ومساجد لأهل الكتاب ولأهل الإسلام بالطرق). [الدر المنثور: 10/502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: وصلوات أهل الإسلام تنقطع إذا دخل عليهم العدو، تنقطع العبادة من المساجد). [الدر المنثور: 10/502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله: {يذكر فيها اسم الله كثيرا} يعني في كل مما ذكر من الصوامع، والصلوات والمساجد يقول: في كل هذا يذكر اسم الله ولم يخص المساجد). [الدر المنثور: 10/502]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (41) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن الحسن في قوله تعالى الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة الآية قال هذه الأمة). [تفسير عبد الرزاق: 2/38]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وللّه عاقبة الأمور}.
يقول تعالى ذكره: أذن للّذين يقاتلون بأنّهم ظلموا، الّذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصّلاة. و{الّذين} هاهنا ردٌّ على {الّذين يقاتلون}
ويعني بقوله: {إن مكّنّاهم في الأرض} إن وطّأنّا لهم في البلاد، فقهروا المشركين، وغلبوهم عليها، وهم أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. يقول: إن نصرناهم على أعدائهم، وقهروا مشركي مكّة، أطاعوا اللّه، فأقاموا الصّلاة بحدودها. {وآتوا الزّكاة} يقول: وأعطوا زكاة أموالهم من جعلها اللّه له. {وأمروا بالمعروف} يقول: ودعوا النّاس إلى توحيد اللّه والعمل بطاعته وما يعرفه أهل الإيمان باللّه {ونهوا عن المنكر} يقول: ونهوا عن الشّرك باللّه والعمل بمعاصيه، الّذي ينكره أهل الحقّ والإيمان باللّه. {وللّه عاقبة الأمور} يقول: وللّه آخر أمور الخلق، يعني: أنّ إليه مصيرها في الثّواب عليها، والعقاب في الدّار الآخرة.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسين الأشيب، قال: حدّثنا أبو جعفرٍ عيسى بن ماهان الّذي يقال له الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، في قوله: {الّذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر} قال: " كان أمرهم بالمعروف أنّهم دعوا إلى الإخلاص للّه وحده لا شريك له؛ ونهيهم عن المنكر أنّهم نهوا عن عبادة الأوثان، وعبادة الشّيطان " قال: " فمن دعا إلى اللّه من النّاس كلّهم فقد أمر بالمعروف، ومن نهى عن عبادة الأوثان، وعبادة الشّيطان، فقد نهى عن المنكر "). [جامع البيان: 16/587-588]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله {الذين إن مكناهم في الأرض} قال: أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 10/502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب {الذين إن مكناهم في الأرض} قال: هم الولاة). [الدر المنثور: 10/502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله: {الذين إن مكناهم في الأرض} قال: أرض المدينة {أقاموا الصلاة} قال: المكتوبة، {وآتوا الزكاة} قال: المفروضة {وأمروا بالمعروف} بلا اله إلا الله {ونهوا عن المنكر} قال: الشرك بالله {ولله عاقبة الأمور} قال: وعند الله ثواب ما صنعوا). [الدر المنثور: 10/502-503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي العالية في الآية، قال: كان أمرهم بالمعروف أنهم دعوا إلى الله وحده وعبادته لا شريك له وكان نهيهم أنهم نهوا عن عبادة الشيطان، وعبادة الأوثان). [الدر المنثور: 10/503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {الذين إن مكناهم في الأرض} قال: هذا شرط الله على هذه الأمة والله أعلم). [الدر المنثور: 10/503]