العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الكهف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 03:33 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي تفسير سورة الكهف [من الآية (107) إلى الآية (110)]

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (107) إلى الآية (110) ]

{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 16 جمادى الآخرة 1434هـ/26-04-2013م, 03:34 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 1,049
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلاً (107) خالدين فيها لا يبغون عنها حولاً}.
يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين صدّقوا باللّه ورسوله، وأقرّوا بتوحيد اللّه وما أنزل من كتبه وعملوا بطاعته، كانت لهم بساتين الفردوس.
والفردوس: معظم الجنّة، كما قال أميّة:
كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرةً = فيها الفراديس والفومان والبصل
واختلف أهل التّأويل في معنى الفردوس، فقال بعضهم: عنى به أفضل الجنّة وأوسطها
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا عبّاس بن الوليد، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيدٍ، عن قتادة، قال: الفردوس: ربوة الجنّة وأوسطها وأفضلها.
- حدّثنا أحمد بن أبي سريجٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا الهيثم أبو بشرٍ، قال: أخبرنا الفرج بن فضالة، عن لقمان بن عامرٍ، قال: سئل أبو أمامة عن الفردوس، فقال: هي سرّة الجنّة.
- حدّثنا أحمد بن أبي سريجٍ، قال: حدّثنا حمّاد بن عمرو النّصيبيّ، عن أبي عليٍّ، عن كعبٍ، قال: ليس في الجنان جنّةٌ أعلى من جنّة الفردوس، وفيها الآمرون بالمعروف، والنّاهون عن المنكر.
وقال آخرون: هو البستان بالرّوميّة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن سهلٍ الرّمليّ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عبد اللّه بن كثيرٍ، عن مجاهدٍ، قال: الفردوس: بستانٌ بالرّوميّة.
- حدّثنا العبّاس بن محمّدٍ، قال: حدّثنا حجّاجٌ، قال: ابن جريجٍ: أخبرني عبد اللّه، عن مجاهدٍ، مثله.
وقال آخرون: هو البستان الّذي فيه الأعناب.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عبّاس بن محمّدٍ، قال: حدّثنا محمّد بن عبيدٍ، عن الأعمش، عن يزيد بن أبي زيادٍ، عن عبد اللّه بن الحارث، عن كعبٍ، قال: جنّات الفردوس الّتي فيها الأعناب.
والصّواب من القول في ذلك عندنا، ما تظاهرت به الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم. وذلك ما؛
- حدّثنا به، أحمد بن أبي سريجٍ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا همّام بن يحيى، قال: حدّثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن عبادة بن الصّامت، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " الجنّة مائة درجةٍ، ما بين كلّ درجة مسيرة مائة عامٍ والفردوس أعلاها درجةً، ومنها الأنهار الأربعة، والفردوس من فوقها، فإذا سألتم اللّه فسلوه الفردوس ".
- حدّثنا موسى بن سهلٍ، قال: حدّثنا موسى بن داود، قال: حدّثنا همّام بن يحيى، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن عبادة بن الصّامت، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " الجنّة مائة درجةٍ ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض، أعلاها الفردوس، ومنها تفجّر أنهار الجنّة الأربعة، فإذا سألتم اللّه فاسألوا الفردوس ".
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: حدّثني أبو يحيى بن سليمان، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي هريرة، أو أبي سعيدٍ الخدريّ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: " إذا سألتم اللّه فسلوه الفردوس، فإنّها أوسط الجنّة وأعلى الجنّة، وفوقها عرش الرّحمن تبارك وتعالى، ومنه تفجّر أنهار الجنّة ".
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا فليحٌ، عن هلالٍ، عن عبد الرّحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم مثله، إلاّ أنّه قال: " وسط الجنّة " وقال أيضًا: " ومنه تفجّر أو تتفجّر ".
- حدّثني عمران بن بكّارٍ الكلاعيّ، قال: حدّثنا يحيى بن صالحٍ، قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمّدٍ، قال: حدّثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن معاذ بن جبلٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " إنّ في الجنّة مائة درجةٍ، ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض، والفردوس أعلى الجنّة وأوسطها، وفوقها عرش الرّحمن، ومنها تفجّر أنهار الجنّة، فإذا سألتم اللّه فسلوه الفردوس ".
- حدّثنا أحمد بن منصورٍ، قال: حدّثنا عبد الصّمد بن عبد الوارث، قال: حدّثنا الحارث بن عبيد، قال: حدّثنا أبو عمران الجونى، عن أبى بكر بن أبى موسى، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " جنّات الفردوس أربعًا، اثنتان من ذهبٍ حليتهما وآنيتهما وما فيهما من شيءٍ، واثنتان من فضّةٍ حليتهما وآنيتهما، وما فيهما من شيءٍ ".
- حدّثنا أحمد بن أبي سريجٍ، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، قال: حدّثنا أبو قدامة، عن أبي عمران الجونيّ، عن أبي بكر بن عبد اللّه بن قيسٍ، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " جنّات الفردوس أربعٌ: ثنتان من ذهبٍ حليتهما وآنيتهما وما فيهما، وثنتان من فضّةٍ حليتهما وآنيتهما وما فيهما ".
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، عن حفصٍ، عن شمرٍ، قال: خلق اللّه جنّة الفردوس بيده، فهو يفتحها في كلّ يوم خميسٍ، فيقول: ازدادي طيبًا لأوليائي، ازدادي حسنًا لأوليائي.
- حدّثنا ابن البرقيّ، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا محمّد بن جعفرٍ وابن الدّراورديّ، قالا: حدّثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن معاذ بن جبلٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّ للجنّة مائة درجةٍ، كلّ درجةٍ كما بين السّماء والأرض، أعلى درجةٍ منها الفردوس، وهو أوسط الجنه، ومنها تفجر أنهار الجنة، وعليها يكون العرش فإذا سألتم الله فسلوه الفردوس ".
- حدّثني أحمد بن يحيى الصّوفيّ، قال: حدّثنا أحمد بن الفرج الطّائيّ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلمٍ، عن سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندبٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " الفردوس من ربوة الجنّة، هي أوسطها وأحسنها ".
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، قال: أنبأنا إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، عن سمرة بن جندبٍ، قال: أخبرنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أنّ الفردوس هي أعلى الجنّة وأحسنها وأرفعها ".
- حدّثني محمّد بن مرزوقٍ، قال: حدّثنا روح بن عبادة، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، قال للرّبيّع ابنة النّضر: " يا أمّ حارثة، إنّها جنانٌ، وإنّ ابنك أصاب الفردوس الأعلى ". والفردوس: ربوة الجنّة وأوسطها وأفضلها.
وقوله: {نزلاً} يقول: منازل ومساكن، والنزل: من النّزول، وهو من نزول بعض النّاس على بعضٍ. وأمّا النّزل: فهو الرّيع، يقال: ما لطعامكم هذا نزلٌ، يراد به الرّيع، وما وجدنا عندكم نزلاً: أي نزولاً). [جامع البيان: 15/430-436]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا أبو فضالة عن لقمان بن عامر عن أبي أمامة الباهلي قال الفردوس هي سرة الجنة). [تفسير مجاهد: 381-382]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو أحمد محمّد بن إسحاق الصّفّار، ثنا أحمد بن نصرٍ، ثنا عمرو بن طلحة، وتلا قول اللّه عزّ وجلّ: {كانت لهم جنّات الفردوس نزلًا} [الكهف: 107] قال عمرٌو: أنبأ إسرائيل بن يونس، عن جعفر بن الزّبير، عن القاسم، عن أبي أمامة قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «سلوا اللّه الفردوس فإنّها سرّة الجنّة» هذا حديثٌ لم نكتبه إلّا من هذا الإسناد ولم نجد بدًّا من إخراجه "). [المستدرك: 2/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني، وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سلوا الله الفردوس فإنها سرة الجنة وإن أهل الفردوس يسمعون أطيط العرش). [الدر المنثور: 9/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري ومسلم، وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه وسط الجنة وأعلى الجنة وفوقه عرش الرحمن ومنه تفجر أنهار الجنة). [الدر المنثور: 9/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد والترمذي، وابن جرير والحاكم والبيهقي في البعث، وابن مردويه عن عبادة بن الصامت أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين كما بين السماء والأرض والفردوس أعلاها درجة ومن فوقها يكون العرش ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس). [الدر المنثور: 9/693]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والترمذي، وابن ماجة، وابن جرير، وابن مردويه والبيهقي في البعث عن معاذ بن جبل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الجنة مائة درجة كل منها ما بين السماء والأرض وأعلاها الفردوس وعليها يكون العرش وهي أوسط شيء في الجنة ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس). [الدر المنثور: 9/693-694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني عن سمرة بن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جنة الفردوس هي ربوة الجنة العليا التي هي أوسطها وأحسنها). [الدر المنثور: 9/694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار عن العرباض بن سارية: إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس فإنه أعلى الجنة). [الدر المنثور: 9/694]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن أنس عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم: الفردوس أعلى درجة في الجنة وفيها يكون عرش الرحمن ومنها تفجر أنهار الجنة الأربعة، وجنة عدن قصبة الجنة وفيها مقصورة الرحمن ومنها يسمع أطيط العرش فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الفردوس مقصورة الرحمن فيها خيار الأنهار والأثمار). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد قال: الفردوس بستان بالرومية). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: الفردوس هو الكرم بالنبطية وأصله فرداسا). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر عن عبد الله بن الحارث أن ابن عباس سأل كعبا عن الفردوس قال: هي جنات الأعناب بالسريانية). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير: الفردوس يعني الجنة، قال: والجنة بلسان الرومية الفردوس). [الدر المنثور: 9/695]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج النجاد في جزء التزاحم عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلى الجنة فإذا سألتم الله عز وجل فسلوه الفردوس). [الدر المنثور: 9/696]

تفسير قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({حولًا} [الكهف: 108] : «تحوّلًا»). [صحيح البخاري: 6/91]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (حولاً تحوّلاً
أشار به إلى قوله تعالى: {لا يبغون عنها حولا} (الكهف: 108) وفسّر حولا بقوله: تحولاً، والحول مصدر مثل الصغر والعوج، والمعنى: أصحاب الجنّة لا يطلبون عن الجنّة تحويلاً). [عمدة القاري: 19/47]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {خالدين} يقول: لابثين {فيها} أبدًا {لا يبغون عنها حولاً} يقول: لا يريدون عنها تحوّلاً، وهو مصدر تحوّلت، أخرج على أصله، كما يقال: صغر يصغر صغرًا، وعاج يعوجّ عوجًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {لا يبغون عنها حولاً} قال: متحوّلاً.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: سمعت مخلد بن الحسين، يقول: وسئل عنها، قال: سمعت بعض، أصحاب أنسٍ يقول: قال: " يقول أوّلهم دخولاً إنّما أدخلني اللّه أوّلهم، لأنّه ليس أحدٌ أفضل منّي، ويقول آخرهم دخولاً: إنّما أخّرني اللّه، لأنّه ليس أحدٌ أعطاه اللّه مثل الّذي أعطاني "). [جامع البيان: 15/437]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لا يبتغون عنها حولا قال يعني متحولا). [تفسير مجاهد: 382]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {لا يبغون عنها حولا} قال: متحولا). [الدر المنثور: 9/696]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا جعفر بن سليمان قال أخبرني عمرو بن مالك قال سمعت أبا الجوزاء يقول في قوله قل لو كان البحر مدادا لكلمت ربي قال لو كان كل شجرة في الأرض أقلاما والبحر يمده من بعده سبعة أبحر لو كان مدادا لنفد الماء وتكسرت الأقلام قبل أن تنفد كلمات ربي). [تفسير عبد الرزاق: 1/413-414]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (قوله تعالى: {لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي}
- أخبرنا قتيبة بن سعيدٍ، حدّثنا يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، عن داود، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: قالت قريشٌ لليهود: أعطونا شيئًا نسأل به هذا الرّجل، فقالوا: سلوه عن الرّوح، فسألوه فنزلت {يسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي وما أوتيتم من العلم إلّا قليلًا} [الإسراء: 85] قالوا: أوتينا علمًا كثيرًا، أوتينا التّوراة، ومن أوتي التّوراة فقد أوتي خيرًا كثيرًا، فأنزل الله {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر} [الكهف: 109]). [السنن الكبرى للنسائي: 10/167]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا}.
يقول عزّ ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد: لو كان ماء البحر {مدادًا} للقلم الّذي يكتب {كلمات ربّي لنفد} ماء {البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} يقول: ولو مددنا البحر بمثل ما فيه من الماء مددًا، من قول القائل: جئتك مددًا لك، وذلك من معنى الزّيادة.
وقد ذكر عن بعضهم: ولو جئنا بمثله مددًا، كأنّ قارئ ذلك كذلك أراد لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي، ولو زدنا مثل ما فيه من المداد الّذي يكتب به مدادًا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، ح وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {البحر مدادًا لكلمات ربّي} للقلم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي} يقول: إذًا لنفد ماء البحر قبل أن تنفد كلمات اللّه وحكمه). [جامع البيان: 15/437-438]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لو كان البحر مدادا قال يعني للقلم). [تفسير مجاهد: 382]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 109.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي} يقول: علم ربي). [الدر المنثور: 9/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي} يقول: ينفد ماء البحر قبل أن ينفد كلام الله وحكمته). [الدر المنثور: 9/696]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد في الزهد عن أبي البختري قال: صحب سلمان رجل ليتعلم منه فانتهى إلى دجلة وهي تطفح فقال له سلمان: انزل فاشرب، فشرب قال له: ازدد فازداد، قال: كم نقصت منها قال: ما عسى أن أنقص من هذه قال سلمان: فكذلك العلم تأخذ منه ولا تنقصه). [الدر المنثور: 9/696]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا كهمس، عن ابن مغيب المكي، أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أعطى الشيء من مالي فأحب أن أؤجر عليه وأحمد، فلم يرد عليه صلى الله عليه وسلم شيئًا حتى نزلت: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا} [سورة الكهف: 110] ). [الزهد لابن المبارك: 2/220]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر عن عبد الكريم الجزري عن طاوس قال جاء رجل فقال يا نبي الله إني أحب الجهاد في سبيل الله وأحب أن يرى موطني ويعرف مكاني فأنزل الله تعالى فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا). [تفسير عبد الرزاق: 1/414]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الرّبيع بن أبي راشدٍ عن سعيد بن جبيرٍ في قوله: {من كان يرجو لقاء ربه} قال: ثواب ربه [الآية: 110]). [تفسير الثوري: 179-180]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الرّبيع بن أبي راشدٍ عن سعيد بن جبير: {من كان يرجو لقاء ربه} قال: ثواب ربه {فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} قال: لا يرائي [الآية: 110]). [تفسير الثوري: 180]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا}.
يقول تعالى ذكره: قل لهؤلاء المشركين يا محمّد: إنّما أنا إنسان مثلكم من بني آدم لا علم لي إلاّ ما علّمني اللّه وإنّ اللّه يوحي إليّ أنّ معبودكم الّذي يجب عليكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، معبودٌ واحدٌ لا ثاني له، ولا شريك {فمن كان يرجو لقاء ربّه} يقول: فمن كان يخاف ربّه يوم لقائه، ويراقبه على معاصيه، ويرجو ثوابه على طاعته {فليعمل عملاً صالحًا} يقول: فليخلص له العبادة، وليفرد له الرّبوبيّة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن الرّبيع بن أبي راشدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {فمن كان يرجو لقاء ربّه} قال: ثواب ربّه.
وقوله: {ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} يقول: ولا يجعل لله شريكًا في عبادته إيّاه، وإنّما يكون جاعلاً له شريكًا بعبادته إذا راءى بعمله الّذي ظاهره أنّه للّه وهو مريدٌ به غيره.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عمر بن عبيدٍ، عن عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، {ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} قال: لا يرائي بعبادة ربّه أحدًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، {ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} قال: لا يرائي.
- حدّثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن عبد الكريم الجزريّ، عن طاوسٍ، قال: جاء رجلٌ، فقال: يا نبيّ اللّه إنّي أحبّ الجهاد في سبيل اللّه، وأحبّ أن يرى موطني ويرى مكاني، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، ومسلم بن خالدٍ الزّنجيّ، عن صدقة بن يسارٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فذكر نحوه، وزاد فيه: وإنّي أعمل العمل وأتصدّق وأحبّ أن يراني النّاس وسائر الحديث نحوه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، قال: حدّثنا حمزة أبو عمارة، مولى بني هاشمٍ، عن شهر بن حوشبٍ، قال: جاء رجلٌ إلى عبادة بن الصّامت، فسأله فقال: أنبئني عمّا أسألك عنه، أرأيت رجلاً يصلّي يبتغي وجه اللّه ويحبّ أن يحمد، ويصوم ويبتغي وجه اللّه ويحبّ أن يحمد؟ ويتصدق ويبتغي وجه اللّه ويحب أن يحمد، ويحج ويبتغي وجه اللّه ويحبّ أن يحمد؟ فقال عبادة: ليس له شيءٌ، إنّ اللّه عزّ وجلّ يقول: أنا خير شريكٍ، فمن كان له معي شريكٌ فهو له كلّه، لا حاجة لي فيه.
- حدّثنا أبو عامرٍ إسماعيل بن عمرٍو السّكونيّ، قال: حدّثنا هشام بن عمّارٍ، قال: حدّثنا ابن عيّاشٍ، قال: حدّثنا عمرو بن قيسٍ الكنديّ، أنّه سمع معاوية بن أبي سفيان، على المنبر تلا هذه الآية: {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} وقال: إنّها آخر آيةٍ أنزلت من القرآن). [جامع البيان: 15/439-441]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ النّضر بن شميلٍ، حدّثني أبو قرّة الأسديّ، قال: سمعت سعيد بن المسيّب، يحدّث عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «إنّه قد أوحي إليّ أنّه من كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا كان له نورًا من أبين إلى مكّة حشّه الملائكة» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/402]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ، ثنا سعيد بن مسعودٍ، أنبأ يزيد بن هارون، وتلا {فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} [الكهف: 110] فقال: أنبأ ابن أبي ذئبٍ، عن بكير بن عبد اللّه بن الأشجّ، عن الوليد بن مسلمٍ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، أنّ رجلًا قال: يا رسول اللّه الرّجل يجاهد في سبيل اللّه وهو يبتغي عرضًا من الدّنيا فقال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «لا أجر له» فأعظم النّاس ذلك فعاد الرّجل فقال: «لا أجر له» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/403]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (ت) أبو سعيد بن أبي فضالة - رضي الله عنه -: قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا جمع الله النّاس ليومٍ لا ريب فيه، نادى منادٍ: من كان يشرك في عملٍ عمله لله أحداً فليطلب ثوابه منه، فإنّ الله أغنى الشّركاء عن الشّرك». أخرجه الترمذي). [جامع الأصول: 2/236]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربّه} [الكهف: 110].
- عن أبي صالحٍ قال: «كان عبد الرّحمن بن غنمٍ في مسجد دمشق في نفرٍ من أصحاب النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - فيهم معاذ بن جبلٍ، فقال عبد الرّحمن بن غنمٍ: يا أيّها النّاس، إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الخفيّ، فقال معاذٌ: اللّهمّ غفرًا، فقال: يا معاذ، أما سمعت رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - يقول: " من صام رياءً فقد أشرك، ومن تصدّق رياءً فقد أشرك، ومن صلّى رياءً فقد أشرك "؟. قال: بلى، ولكنّ رسول اللّه - صلّى اللّه عليه وسلّم - تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربّه} [الكهف: 110]- الآية. فشقّ ذلك على القوم واشتدّ عليهم، فقال: ألا أفرّجها عنكم؟ قالوا: بلى، فرّج اللّه عنك الهمّ والأذى، فقال: هي مثل الآية الّتي في الرّوم وما آتيتم من ربًا ليربو في أموال النّاس فلا يربو عند اللّه - الآية من عمل عملًا رياءً لم يكتب لا له ولا عليه».
رواه البزّار، وفيه محمّد بن السّائب الكلبيّ وهو كذّابٌ). [مجمع الزوائد: 7/54]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (حدّثنا محمّد بن يحيى الأزديّ، ثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، ثنا محمّد بن السّائب، في قوله تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربّه} [الكهف: 110] الآية، قال: حدّثني أبو صالحٍ، قال: كان عبد الرّحمن بن غنمٍ في مسجد دمشق في نفرٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فيهم معاذ بن جبلٍ، فقال عبد الرّحمن بن غنمٍ: يأيّها النّاس إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الخفيّ.
فقال معاذٌ: اللّهمّ غفرًا، فقال: يا معاذ! أما سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، يقول: «من صام رياءً فقد أشرك، ومن تصدّق رياءً فقد أشرك، ومن صلّى رياءً فقد أشرك» قال: بلى، ولكنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تلا هذه الآية: {فمن كان يرجو لقاء ربّه} [الكهف: 110] الآية، فشقّ ذلك على القوم واشتدّ عليهم، فقال: ألا أفرّجها عنكم، قالوا: بلى فرّج اللّه عنك الهمّ والأذى، فقال: هي مثل الآية الّتي في الرّوم: {وما آتيتم من ربًا ليربو في أموال النّاس فلا يربو عند اللّه} [الروم: 39] الآية، من عمل عملًا رياءً لم يكتب لا له ولا عليه). [كشف الأستار عن زوائد البزار: 3/57]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (وقال إسحاق بن راهويه: أبنا النضر بن شميل، أبنا أبو قرّة الأسديّ ثمّ الصّيداويّ- رجلٌ من أهل البادية- سمعت سعيد بن المسيّب، يحدّث عن عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "إنّه قد أوحي إليّ آيةً منها قال (فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا) كان له نورٌا من عدنٍ أبين إلى مكّة حشوه الملائكة".
هذا إسنادٌ فيه أبو قرّة الأسديّ أخرج له ابن خزيمة في صحيحه وقال: لا أعرفه بعدالةٍ ولا جرحٍ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/233]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال إسحاق: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، أنا أبو قرّة الأسديّ. ثمّ الصّيداويّ، رجلٌ من أهل البادية. قال: سمعت سعيد بن المسيّب يحدّث عن عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " إنّه قد أوحي إليّ أنّه من قال: {فمن كان يرجوا لقاء ربّه فليعمل عملًا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا}، كان له نوراً من عدن أبين إلى مكّة، حشوه الملائكة "). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/26]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 110.
أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس في قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية، قال: نزلت في المشركين الذين عبدوا مع الله إلها غيره وليست هذه في المؤمنين). [الدر المنثور: 9/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي الدنيا في الإخلاص، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم، عن طاووس قال: قال رجل: يا نبي الله إني أقف مواقف أبتغي وجه الله وأحب أن يرى موطني، فلم يرد عليه شيئا حتى نزلت هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}.
وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي موصولا، عن طاووس عن ابن عباس). [الدر المنثور: 9/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: كان من المسلمين من يقاتل وهو يحب أن يرى مكانه فأنزل الله {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية). [الدر المنثور: 9/697]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن منده وأبو نعيم في الصحابة، وابن عساكر من طريق السدي الصغير عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصدق فذكر بخير ارتاح فزاد في ذلك لمقالة الناس فلامه الله فنزل في ذلك {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ). [الدر المنثور: 9/697-698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد في الزهد عن مجاهد قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أتصدق بالصدقة وألتمس بها ما عند الله وأحب أن يقال لي خيرا: فنزلت {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية). [الدر المنثور: 9/698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي عن سعيد في قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه} قال: ثواب ربه، {فليعمل عملا صالحا ولا يشرك} قال: لا يرائي {بعبادة ربه أحدا} ). [الدر المنثور: 9/698]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير في قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه} قال: من كان يخشى البعث في الآخرة {فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} من خلقه.
قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إن ربكم يقول: أنا خير شريك فمن أشرك معي في عمله أحدا من خلقي تركت العمل كله له ولم أقبل إلا ما كان لي خالصا، ثم قرأ النّبيّ صلى الله عليه وسلم {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ). [الدر المنثور: 9/698-699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن كثير بن زياد قال: قلت للحسن قول الله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} قال: في المؤمن نزلت، قلت: أشرك بالله قال: لا ولكن أشرك بذلك العمل عملا يريد الله به والناس فذلك يرد عليه). [الدر المنثور: 9/699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الواحد بن زيد قال: قلت للحسن: أخبرني عن الرياء أشرك هو قال: نعم يا بني وما تقرأ {فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ). [الدر المنثور: 9/699]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني عن شداد بن أوس قال: قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم: إذا جمع الله الأولين والآخريين ببقيع واحد ينفدهم البصر ويسمعهم الداعي قال: أنا خير شريك كل عمل عمل لي في دار الدنيا كان لي فيه شريك فأنا أدعه اليوم ولا أقبل اليوم إلا خالصا، ثم قرأ (إلا عباد الله المخلصين) (الصافات آية 40) {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} ). [الدر المنثور: 9/699-700]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد وأحمد والترمذي، وابن ماجة والبيهقي عن أبي سعد بن أبي فضالة الأنصاري - وكان من الصحابة -: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا جمع الله الأولين والآخرين ليوم لا ريب فيه نادى مناد: من كان أشرك في عمل عمله لله أحدا فليطلب ثوابه من عند غير الله فإن الله أغنى الشركاء عن الشرك). [الدر المنثور: 9/700]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله الرجل يجاهد في سبيل الله وهو يبتغي عرضا من الدنيا قال: لا أجر له، فأعظم الناس هذه فعاد الرجل فقال: لا أجر له). [الدر المنثور: 9/700]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا في الإخلاص، وابن مردويه والحالكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس قال: كنا نعد الرياء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم الشرك الأصغر). [الدر المنثور: 9/700-701]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن أبي الدنيا، وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى يرائي فقد أشرك ومن صام يرائي فقد أشرك ومن تصدق يرائي فقد أشرك، ثم قرأ {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية). [الدر المنثور: 9/701]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطيالسي وأحمد، وابن مردويه عن شداد بن أوس رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا خير قسيم لمن أشرك بي من أشرك بي شيئا فإن عمله قليله وكثيره لشريكه الذي أشرك به أنا عنه غني). [الدر المنثور: 9/701]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن منده والبيهقي، وابن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم أنه قيل له: أسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صام رياء فقد أشرك ومن صلى رياء فقد أشرك ومن تصدق رياء فقد أشرك فقال: بلى ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} فشق ذلك على القوم واشتد عليهم فقال: ألا أفرجها عنكم قالوا: بلى يا رسول الله فقال: هي مثل الآية في الروم (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله) (الروم آية 39) فمن عمل رياء لم يكتب لا له ولا عليه). [الدر المنثور: 9/701-702]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحكيم الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي لمكان رجل). [الدر المنثور: 9/702]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه والبيهقي عن شداد بن أوس: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أخاف على أمتي الشرك والشهوة الخفية، قلت: أتشرك أمتك من بعدك قال: نعم أما إنهم لا يعبدون شمسا ولا قمرا ولا حجر ولا وثنا ولكن يراؤون الناس بأعمالهم، قلت: يا رسول الله فالشهوة الخفية قال: يصبح أحدهم صائما فتعرض له شهوة من شهواته فيترك صومه ويواقع شهوته). [الدر المنثور: 9/702-703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد ومسلم، وابن أبي حاتم، وابن مدرويه والبيهقي عن أبي هريرة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم يرويه عن ربه قال: أنا خير الشركاء فمن عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا بريء منه وهو الذي أشرك). [الدر المنثور: 9/703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي عن محمود بن لبيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله قال: الرياء يقول الله يوم القيامة: إذا جزي الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم جزاء). [الدر المنثور: 9/703]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار والبيهقي عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعرض أعمال بني آدم بين يدي الله عز وجل يوم القيامة في صحف مختتمة فيقول الله: ألقوا هذا واقبلوا هذا، فتقول الملائكة: يا رب والله ما رأينا منه إلا خيرا، فيقول: إن عمله كان لغير وجهي ولا أقبل اليوم من العمل إلا ما أريد به وجهي). [الدر المنثور: 9/703-704]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البزار، وابن مردويه والبيهقي بسند لا بأس به عن الضحاك بن قيس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله: أنا خير شريك فمن أشرك معي أحدا فهو لشريكي، يا أيها الناس أخلصوا الأعمال لله فإن الله لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له ولا تقولوا هذا لله وللرحم فإنه للرحم وليس لله منه شيء). [الدر المنثور: 9/704]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن عبد الله بن عمرو أنه قال: يا رسول الله أخبرني عن الجهاد والغزو قال: يا عبد الله: إن قاتلت صابرا محتسبا بعثك الله صابرا محتسبا وإن قاتلت مرائيا مكاثرا على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك الله على تلك الحال). [الدر المنثور: 9/704]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والدارمي والنسائي والروياني، وابن حبان والطبراني والحاكم وصححه عن يحيى بن الوليد بن عبادة عن جده أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من غزا وهو لا ينوي في غزاته إلا عقالا فله ما نوى). [الدر المنثور: 9/704-705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم عن يعلى بن منبه قال: كان النّبيّ صلى الله عليه وسلم يبعثني في سراياه فبعثني ذات يوم وكان رجل يركب فقلت له: إرحل، قال: ما أنا بخارج معك، قلت: لم قال: حتى تجعل لي ثلاثة دنانير، قلت: الآن حين ودعت النّبيّ صلى الله عليه وسلم ما أنا براجع إليه إرحل ولك ثلاثة دنانير، فلما رجعت من غزاتي ذكرت ذلك للنبي فقال: أعطها إياه فإنها حظه من غزاته). [الدر المنثور: 9/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود والنسائي والطبراني بسند جيد عن أبي أمامة قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، فأعادها ثلاث مرات يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، ثم قال: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه). [الدر المنثور: 9/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني بسند لا بأس به عن أبي الدرداء عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما ابتغي به وجه الله عز وجل). [الدر المنثور: 9/705]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم، وابن ماجة والبيهقي في الأسماء والصفات عن جندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يسمع يسمع الله به ومن يرائي يرائي الله به). [الدر المنثور: 9/705-706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن عبد الله بن عمر: وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قام بخطبة لا يلتمس بها إلا رياء وسمعة أوقفه الله عز وجل يوم القيامة في موقف رياء وسمعة). [الدر المنثور: 9/706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي سعيد الخدري عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من يرائي يرائي الله به ومن يسمع يسمع الله به). [الدر المنثور: 9/706]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن محمود بن لبيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياكم وشرك السرائر، قالوا: وما شرك السرائر قال: أن يقوم أحدكم يريد صلاته جاهدا لينظر الناس إليه فذلك شرك السرائر). [الدر المنثور: 9/706-707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود قال: من صلى صلاة والناس يرونه فليصل إذا خلا مثلها وإلا فإنما هي استهانة يستهين بها ربه.
وأخرج ابن أبي شيبة عن حذيفة مثله). [الدر المنثور: 9/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن عمرو بن عبسة قال: إذا كان يوم القيامة جيء بالدنيا فيميز منها ما كان لله وما كان لغير الله رمي به في نار جهنم). [الدر المنثور: 9/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى الأشعري قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال: أيها الناس اتقوا الشرك فإنه أخفى من دبيب النمل، فقالوا: وكيف نتقيه وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله قال: قولوا: اللهم إنا نعوذ بك أن نشرك بك شيئا نعلمه ونستغفر لما لا نعلم). [الدر المنثور: 9/707]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر والبيهقي في شعب الإيمان عن عبادة بن الصامت قال: يجاء بالدنيا يوم القيامة فيقال: ميزوا ما كان لله فيميز ثم يقول: ألقوا سائرها في النار). [الدر المنثور: 9/708]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن معاذ بن جبل: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن يسيرا من الرياء شرك وإن من عادى أولياء الله فقد بارز الله بالمحاربة وإن الله يحب الأبرار الأخفياء الأتقياء الذين إن غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا قلوبهم مصابيح الدجى يخرجون من كل غبراء مظلمة). [الدر المنثور: 9/708]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي وضعفه عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الاتقاء على العمل أشد من العمل إن الرجل ليعمل فيكتب له عمل صالح معمول به في السر يضعف أجره سبعين ضعفا فلا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس فيكتب علانية ويمحى تضعيف أجره كله ثم لا يزال به الشيطان حتى يذكره للناس ثانية ويحب أن يذكر ويحمد عليه فيمحى من العلانية ويكتب رياء فاتقى الله امرؤ صان دينه فإن الرياء شرك). [الدر المنثور: 9/708-709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والبيهقي عن أبي أمامة عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: إن أحسن أوليائي عندي منزلة رجل ذو حظ من صلاة، أحسن عبادة ربه في السر وكان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع عجلت منيته وقل تراثه وقلت بواكيه). [الدر المنثور: 9/709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن سعد وأحمد والبيهقي عن أبي هند الداري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قام مقام رياء أو سمعة رايا الله به يوم القيامة وسمع به). [الدر المنثور: 9/709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن عمر بن النضر قال: بلغني أن في جهنم واديا تعوذ منه جهنم كل يوم أربعمائة مرة أعد ذلك للمرائين من القراء). [الدر المنثور: 9/709]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال: خرج النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: تعوذ بالله من جب الحزن قيل من يسكنه قال: المراؤون بأعمالهم). [الدر المنثور: 9/710]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: كل من عمل عملا أراد به غيري فأنا منه بريء). [الدر المنثور: 9/710]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اتقوا الشرك الأصغر قالوا: وما الشرك الأصغر قال: الرياء يوم يجازي الله العباد بأعمالهم يقول: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدنيا انظروا، هل تصيبون عندهم جزاء). [الدر المنثور: 9/710]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو نعيم في الحلية عن محمد بن الحنفية قال: كل ما لا يبتغى به وجه الله يضمحل). [الدر المنثور: 9/710]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي العالية قال: قال لي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: يا أبا العالية لا تعمل لغير الله فيكلك الله عز وجل إلى عملت له). [الدر المنثور: 9/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن ربيع بن خثيم قال: ما لم يرد به وجه الله عز وجل يضمحل). [الدر المنثور: 9/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن عن إسماعيل بن أبي رافع قال: بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ألا أخبركم بسورة ملأ عظمتها ما بين السماء والأرض شيعها سبعون ألف ملك سورة الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له بها إلى الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام من بعدها وأعطي نورا يبلغ السماء ووقي من فتنة الدجال، ومن قرأ الخمس آيات من خاتمتها حين يأخذ مضجعه من فراشه حفظ وبعث من أي الليل شاء). [الدر المنثور: 9/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن مردويه عن معاوية بن أبي سفيان أنه تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية، قال: إنها آخر آية نزلت من القرآن). [الدر المنثور: 9/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني، وابن مردويه عن أبي حكيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو لم ينزل على أمتي إلا خاتمة سورة الكهف لكفتهم). [الدر المنثور: 9/711]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن راهويه والبزار، وابن مردويه والحاكم وصححه والشيرازي في الألقاب عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ في ليلة {فمن كان يرجو لقاء ربه} الآية كان له نور من عدن أبين إلى مكة حشوه الملائكة). [الدر المنثور: 9/712]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الضريس عن أبي الدرداء قال: من حفظ خاتمة الكهف كان له نور يوم القيامة من لدن قرنه إلى قدمه، والله أعلم بالصواب). [الدر المنثور: 9/712]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 06:00 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلا} [الكهف: 107]
[تفسير القرآن العظيم: 1/210]
- إبراهيم بن محمّدٍ عن صالحٍ مولى التّوأمة عن أبي هريرة قال: الفردوس: جبلٌ في الجنّة يفجّر منه أنهار الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 1/211]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
(
{إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلاً}

وقال: {جنّات الفردوس نزلاً} فـ"النزل" من نزول بعض الناس على بعض. أما "النزل" فـ"الريع" تقول: "ما لطعامهم نزلٌ" و"ما وجدنا عندهم نزلا"). [معاني القرآن: 2/81]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما {جنات الفردوس} فكان يونس بن حبيب يزعم: أن جهنم والفردوس اسمان أعجميان.
والفردوس: البستان عند العرب؛ وقالوا أيضًا: أودية خصبة شبه البساتين؛ ويقال: فردس الشيء فردسةً: أي ركب بعضه بعضًا.
وقال ابن عباس الفردوس: البساتين؛ وهي الجنة أدنى الجنان؛ والفردوس بلغة الروم: البستان، ذكره حسان بن ثابت؛ ولعله أخذه من القرآن:
وإن ثواب الله كل موحد = جنان من الفردوس فيها يخلد
وقال أمية:
كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة = فيها الفراديس والفومان والبصل). [معاني القرآن لقطرب: 879]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عز وجلّ: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلا}
اختلف الناس في تفسير الفردوس، فقال قوم: الفردوس الأودية التي تنبت ضروبا من النبت، وقالوا: الفردوس البستان وقالوا: هو بالرومية منقول إلى لفظ العربية،
والفردوس أيضا - بالسريانية، كذا لفظة فردوس. ولم نجد في أشعار العرب إلا في بيت لحسان بن ثابت.
وإن ثواب الله كل موحد= جنان من الفردوس فيها يخلّد
وحقيقته أنه البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين لأنه عند أهل كل لغة كذلك، ولهذا قال حسان بن ثابت: " جنان من الفردوس ".
وقولهم: إنه البستان يحقق هذا.
والجنة أيضا في اللغة البستان، إلا أن الجنة التي يدخلها المؤمنون فيها ما يكون في البساتين، ويدل عليه قوله (وفيها ما تشتهيه الأنفس) ). [معاني القرآن: 3/315-314]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا} سئل أبو أمامة عن الفردوس فقال هي سرة الجنة وقال كعب هي التي فيها الأعناب
قال أبو إسحاق الفردوس البستان الذي يجمع كل ما يكون في البساتين وكذلك هو عند أهل اللغة ولم نسمعه إلا في بيت حسان:
وإن ثواب الله كل موحد = جنان من الفردوس فيها يخلد
قرئ على جعفر بن محمد الفريابي عن قتيبة بن سعيد قال حدثنا عبد العزيز بن محمد عن زيد بن أسلم قال إن في الجنة مائة درجة بين كل درجتين ما بين السماء والأرض والفردوس أعلى الجنة وفوقها عرش الرحمن ومنها تفجر أنهار الجنة فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس). [معاني القرآن: 4/301-300]

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {خالدين فيها} [الكهف: 108] لا يموتون ولا يخرجون منها.
{لا يبغون عنها حولا} [الكهف: 108] متحوّلا، في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 1/211]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(قوله: {عنها حولاً...}
تحوّلا).
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {لا يبغون عنها حولاً} أي لا يريدون ولا يحبّون عنها تحويلاً). [مجاز القرآن: 1/416]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {لا يبغون عنها حولا} أي تحولاً؛ صار مصدرًا، مثل: عادني عود على فعل؛ وهو في المصدر قليل؛ وقالوا ايضًا الحول: الحيلة؛ ما له حول ولا حويل ولا محالة ولا محتال؛ كل هذا في الحيلة.
وقال سويد:
لا يريد الدهر عنها حولاً = جرع الموت وللموت جرع
فقال عنها: حولاً؛ يريد: تحولاً، على الآية.
قال النابغة الجعدي:
لو كنت أقرع أو شيخا فتعذرني = أو ضارعًا من ضنا لم أستطع حولا
[وروى العبدي]:
لو كنت أعرج .......... = ............
يجوز أن يكون أراد أحد المعنيين: الحيلة، أو التحول.
وقال الراجز:
إنا إذا ما أعيت القوم الحول = ننسل في ظلمة ليل ودغل
[وروى العبدي]:
ننسل.
[وزاد محمد بن صالح]:
وقال المتلمس:
زعم العمومة أن حولته = كالطبن لم يعلم لها حول
[قال محمد]
الطبن: لعبة يلعب بها الصبيان، والحول في معنى الحيلة). [معاني القرآن لقطرب: 880]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {حولا}: تحولا). [غريب القرآن وتفسيره: 235]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يبغون عنها حولًا} أي تحوّلا). [تفسير غريب القرآن: 271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا}منصوب على الحال.
{لا يبغون عنها حولا} أي لا يريدون عنها تحولا،
يقال: قد حال في مكانه حولا، كما قالوا في المصادر صغر صغرا، وعظم عظما، وعادني حبها عودا.
وقد قيل أيضا: إنّ الحوال الحيلة، فيكون على هذا المعنى، لا يحتالون منزلا غيرها). [معاني القرآن: 3/315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {خالدين فيها لا يبغون عنها حولا}
روى ابن نجيح عن مجاهد قال متحولا
وقال غيره هو من الحيلة أي لا يحتالون في غيرها). [معاني القرآن: 4/301]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {لا يبغون عنها حولا} أي: لا يطلبون عنها تحويلا إلى غيرها). [ياقوتة الصراط: 332]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حولا} تحويلا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {حِوَلاً}: تحويلاً). [العمدة في غريب القرآن: 193]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي} [الكهف: 109] قال مجاهدٌ: للقلم يستمدّ منه للكتاب.
{لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا} [الكهف: 109] آخر مثله من باب المدّ.
وهي تقرأ على وجهٍ آخر: ولو جئنا بمثله مدادًا يستمدّ منه للقلم.
{لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي} [الكهف: 109] علمه الّذي خلق الأشياء كلّها.
وقال السّدّيّ: {لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي} [الكهف: 109] يعني: لعلم ربّي وعجائبه، {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي} [الكهف: 109]، يعني: علم ربّي وعجائبه). [تفسير القرآن العظيم: 1/211]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) :
(
{قل لّو كان البحر مداداً لّكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً}

وقال: {قل لّو كان البحر مداداً لّكلمات ربّي} يقول "مداداً يكتب به" {لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مدداً} يقول: "مددٌ لكم"
وقال بعضهم {مدادا} تكتب به. ويعني بالمداد أنه مدد للمداد يمد به ليكون معه). [معاني القرآن: 2/81]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة مجاهد {البحر مدادا}.
الأعرج {ولو جئنا بمثله مددا} وكأن مدادًا من مددت الدواة، وقال رجل من تميم: أمددت الدواة؛ والاسم المداد؛ وسنذكر كل ما في هذا اللفظ إن شاء الله.
وقال الأسود:
وإن قلت خيرا قال شرا خلافه = وإن قلت شرا مده بمداد). [معاني القرآن لقطرب: 863]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {لكلمات ربي لنفد البحر} فلم يرد التقليل لكلمات؛ لأنه أكده بقوله {لنفد البحر} ولكنه شبيه بقوله {وفيها ما تشتهيه الأنفس}؛ يريد: النفوس؛ وقوله {من قرة أعين} العيون.
ومثل ذلك قول حسان بن ثابت:
لنا الجفنات .............. = ................
يريد: الجفان؛ فقال: الجفنات، ولا يريد التقليل.
لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى = وأسيافنا يقطرن من نجدة دما). [معاني القرآن لقطرب: 881]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددا}
{ولو جئنا بمثله مددا}.
{مددا} منصوب على التمييز، تقول: لي ملء هذا عسلا، ومثل هذا ذهبا، أي مثله من الذهب.
وقد فسرنا نصب التمييز فيما سلف من الكتاب). [معاني القرآن: 3/316-315]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل ذكره: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي}
قال مجاهد يعني العلم). [معاني القرآن: 4/302-301]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال تعالى: {ولو جئنا بمثله مددا} قيل مددا يمعنى مدادا
وقيل هو من قولهم نحن مدد له وقرأ ابن عباس ولو جئنا بمثله مدادا). [معاني القرآن: 4/302]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ} [الكهف: 110] وذلك أنّ المشركين قالوا له: ما أنت إلا بشرٌ مثلنا.
فقال اللّه: {قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم} [الكهف: 110] ولكن: {يوحى إليّ} [الكهف: 110] وأنتم لا يوحى إليكم.
{يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فمن كان يرجو لقاء ربّه} [الكهف: 110] تفسير السّدّيّ يعني: فمن كان يخشى البعث.
{فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} [الكهف: 110] يقول: لا يريد بذلك غير اللّه.
تفسير السّدّيّ.
قال يحيى: يخلص له العمل، فإنّه لا يقبل إلا ما أخلص له.
حدّثني الفرات، عن سلمان، عن عبد الكريم الجزريّ، عن طاوس أنّ رجلا قال:
[تفسير القرآن العظيم: 1/211]
يا رسول اللّه إنّي رجلٌ أقف المواقف أريد وجه اللّه وأحبّ أن يرى مكاني.
فلم يردّ عليه رسول اللّه شيئًا فنزلت هذه الآية: {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} [الكهف: 110].
- همّامٌ وهشامٌ، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدّرداء قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «من حفظ عشر آياتٍ من أوّل سورة الكهف عصم من فتنة الدّجّال».
همّامٌ عن قتادة قال: حدّثنا رجلٌ من فقهاء أهل الشّام قال: من حفظ خاتمة سورة الكهف كانت له نورًا يوم القيامة من لدن قرنه إلى قدمه). [تفسير القرآن العظيم: 1/212]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {فمن كان يرجو لقاء ربّه} أي يخاف لقاء ربه. قال الهذلي:

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وحالفها في بيت نوب عوامل
أي لم يخف لسعها). [تفسير غريب القرآن: 271]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدا}
(فمن كان يرجو لقاء ربّه).
فيها قولان: قال بعضهم معناه فمن كان يخاف لقاء ربّه.
ومثله: {ما لكم لا ترجون للّه وقارا}
قالوا: معناه ما لكم لا تخافون للّه عظمة.
وقد قيل أيضا فمن كان يرجو صلاح المنقلب عند ربّه، فإذا رجاه خاف أيضا عذاب ربّه.
(فليعمل عملا صالحا).
وتجوز " فليعمل " بكسر اللام، وهو الأصل، ولكنه يثقل في اللفظ، ولا يكاد يقرأ به، ولو ابتدئ بغير الفاء لكانت اللام مكسورة.
تقول: ليعمل زيد بخير، فلما خالطتها الفاء، وكان بعد اللام الياء ثقلت الكسرة مع الياء.
وهي وحدها ثقيلة، ألا تراهم يقولون في فخذ فخذ). [معاني القرآن: 3/316]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فمن كان يرجو لقاء ربه} قيل يرجو بمعنى يخاف كما قال الشاعر:
إذا لسعته النحل لم يرج لسعها = وحالفها في بيت نوب عوامل
وقال سعيد بن جبير لقاء ربه أي ثواب ربه قال أبو جعفر وعلى هذا يكون يرجو على بابه وإذا رجا ثواب ربه خاف عقابه). [معاني القرآن: 4/303-302]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ولا يشرك بعبادة ربه أحدا} قال مجاهد يعني الرياء وقال سعيد بن جبير أي لا يرائي
وقال كثير بن زياد سألت الحسن عن قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا} فيمن نزلت فقال نزلت في المؤمن قلت أيكون مشركا فقال يشرك في العمل إذا عمل عملا أراد الله له والناس وذلك الذي يرد عليه). [معاني القرآن: 4/303]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {يرجو لقاء ربه} أي يخاف). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 145]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 رجب 1434هـ/31-05-2013م, 06:03 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) }

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (هذا باب إنما وأنما
اعلم أن كل موضع تقع فيه أن تقع فيه أنما وما ابتدئ بعدها صلةٌ لها كما أن الذي ابتدئ بعد الذي صلة له ولا تكون هي عاملةً فيما بعدها كما لا يكون الذي عاملاً فيما بعده.
فمن ذلك قوله عز وجل: {قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد} ). [الكتاب: 3/129]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ولو قلت: أي الرجلين هندٌ ضاربها أبوها، لم يكن كلاماً؛ لأن أيّاً ابتداءٌ ولم تأت له بخبر.
فإن قلت: هند ضاربها أبوها في موضع خبره لم يجز؛ لأن الخبر إذا كان غير الابتداء فلا بد من راجع إليه.
ولو قلت: أي من في الدار إن يأتيا نأته، كان جيد. كأنك قلت: أي القوم إن يأتنا نأته؛ لأن من تكون جمعاً على لفظ الواحد وكذلك الاثنان. قال الله عز وجل: {ومنهم من يستمع إليك} وقال: {ومنهم من يستمعون إليك} وقال: {ومنهم من يؤمن به} فحمل على اللفظ. وقال: {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسنٌ فله أجره عند ربه ولا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} فحمل مرة على اللفظ، ومرة على المعنى. وقال الشاعر، فحمل على المعنى:
تعش، فإن عاهدتني لا تخونني = نكن مثل من يا ذئب يصطحبان
فهذا مجاز هذه الحروف.
فأما من فإنه لا يعنى بها في خبرٍ ولا استفهام ولا جزاءٍ إلا ما يعقل. لا تقول في جواب من عندك?: فرسٌ ولا متاع، إنما تقول: زيدٌ أو هند. قال الله عز وجل: {فمن كان يرجو لقاء ربه} وقال عز وجل يعني الملائكة: {ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته} وقال جل اسمه: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض}.
فأما ما فتكون لذوات غير الآدميين، ولنعوت الآدميين. إذا قال: ما عندك? قلت: فرسٌ، أو بعيرٌ، أو متاع أو نحو ذلك. ولا يكون جوابه زيدٌ ولا عمرو. ولكن يجوز أن يقول: ما زيدٌ? فتقول: طويلٌ أو قصير أو عاقل أو جاهل.
فإن جعلت الصفة في موضع الموصوف على العموم جاز أن تقع على ما يعقل.
ومن كلام العرب: سبحان ما سبح الرعد بحمده، وسبحان ما سخركن لنا.
وقال عز وجل: {والسماء وما بناها}. فقال قوم: معناه: ومن بناها. وقال آخرون: إنما هو: والسماء وبنائها. كما تقول: بلغني ما صنعت، أي صنيعك؛ لأن ما إذا وصلت بالفعل كانت مصدراً.
وكذلك قوله عز وجل: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} قال قوم: معناه: أو ملك أيمانهم. وقال آخرون: بل هو: أو من.
فأما أي والذي فعامتان، تقعان على كل شيءٍ على ما شرحته لك في أي خاصةً). [المقتضب: 2/294-295] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وقال بعض أهل اللغة: رجوت حرف من الأضداد. يكون بمعنى الشك والطمع، ويكون بمعنى اليقين؛ فأما معنى الشك والطمع فكثير لا يحاط به؛ ومنه قول كعب بن زهير:

أرجو وآمل أن تدنو مودتها = وما إخال لدينا منك تنويل
معناه: وما لدينا منك تنويل، وإخال لغو.
وأما معنى العلم فقوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا}. بمعناه: فمن كان يعلم لقاء ربه فليعمل عملا صالحا.
وقولهم عندي غير صحيح؛ لأن الرجاء لا يخرج أبدا من معنى الشك، أنشدنا أبو العباس:
فوا حزني ما أشبه اليأس بالرجا = وإن لم يكونا عندنا بسواء.
والآية التي احتجوا بها لا حجة لهم فيها؛ لأن معناها: فمن كان يرجو لقاء ثواب ربه، أي يطمع في ذلك ولا يتيقنه.
وقال سهل السجستاني: معنى قوله: {فمن كان يرجو لقاء ربه}: فمن كان يخاف لقاء ربه.
وهذا عندنا غلط؛ لأن العرب لا تذهب بالرجاء مذهب الخوف إلا مع حروف الجحد؛ وقد استقصينا الشواهد لهذا. ويقال: ارتجيت ورجيت بمعنى؛ قال الشاعر:

فرجي الخير وانتظري إيابي = إذا ما القارظ العنزي آبا
وجاء في الحديث: (( لو وزن رجاء المؤمن وخوفه بميزان تريص لاعتدلا))، معناه بميزان مقوم، يقال: قد ترص الميزان إذا قومه، قال الشاعر:
قوم أفواقها وترصها = أنبل عدوان كلها صنعا
أنبل عدوان، معناه: أحذقهم بصنعة النبل. وقال النابغة الذبياني:
مجلتهم ذات الإله ودينهم = قويم فما يرجون غير العواقب
يقال: معناه فما يطمعون في غيرها. ويقال: معناه فما يخافون غيرها، ومجلتهم: كتابهم، ويروى: «محلتهم»، بالحاء:
وكنانة وخزاعة ونضر وهذيل يقولون: لم أرج، يريدون «لم أبال».
فإن قال قائل: إن معنى قول الله عز وجل: {قال
الذين يظنون أنهم ملاقو الله}، يظنون أنهم ملاقو ثواب الله، كان ذلك جائزا. والظن بمعنى الشك.
ولا يبطل بهذا التأويل قول من جعل الظن يقينا، لأن قوله: {أنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض}، لا يحتمل معنى الشك، والظنة عند العرب الشك، ولا تجعل في الموضع الذي يراد به اليقين، قال الشاعر:

إن الحماة أولعت بالكنه = وأبت الكنة إلا ظنه
والظنون أيضا لا يستعمل إلا في معنى التهمة والضعف، قال الشاعر:
ألا أبلغ لديك بني تميم = وقد يأتيك بالرأي الظنون
أي المتهم أو الضعيف. ويقال في جمع الظنة الظنائن، قال الشاعر:
تفرق منا من نحب اجتماعه = وتجمع منا بين أهل الظنائن
ويروى:
تباعد منا من نحب اجتماعه = وتجمع منا ... ... ...
ولا يجمع من هذا الباب على «فعائل» إلا ما كان فيه إدغام أو اعتلال؛ كقولهم: حاجة وحوائج؛ قال الشاعر، أنشده الفراء:
بدأن بنا لا راجيات لرجعة = ولا يائسات من قضاء الحوائج
وأنشد أبو العباس:
إن الحوائج ربما أزرى بها = عند الذي تقضي به تطويلها
وأكثر ما تقول العرب في جمع الحاجة: حاجات وحاج وحوج، أنشد الفراء:

إلا ليت سوقا بالكناسة لم يكن = إليها لحاج المسلمين طريق
أراد لحوائج المسلمين. وأنشد أبو عبيدة:
ومرسل ورسول غير متهم = وحاجة غير مزجاة من الحاج
أراد غير ناقصة من الحوائج، والمزجاة المسوقة، تقول: أزجيت مطيتي أي سقتها، قال الله عز وجل: {ببضاعة مزجاة}. وقال الآخر: يهجو عبد الله بن الزبير:
أرى الحاجات عند أبي خبيب = نكدن ولا أمية بالبلاد
وقال الآخر:
تموت مع المرء حاجاته = وتبقى له حاجة ما بقي
وأنشد الفراء:

لقد طال ما ثبطتني عن صحابتي = وعن حوج قضاؤها من شفائيا
قضاؤها مصدر، من القضاء، بمنزلة الكذاب من الكذب). [كتاب الأضداد: 16-21]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 12:21 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 12:22 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 16 ذو القعدة 1439هـ/28-07-2018م, 12:24 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا خالدين فيها لا يبغون عنها حولا قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا}
لما فرغ من ذكر الكفرة والأخسرين أعمالا عقب بذكر حالة المؤمنين ليظهر التباين، وفي هذا بعث النفوس على اتباع الحسن القويم.
واختلف المفسرون في "الفردوس"، فقال قتادة: إنه أعلى الجنة وربوتها، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: إنه جبل تنفجر منه أنهار الجنة، وقال أبو أمامة: إنه سرة الجنة ووسطها، وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه يتفجر منه أنهار الجنة، وقال عبد الله بن الحارث بن كعب: إنه جنات الكروم والأعناب خاصة من الثمار، وقاله كعب الأحبار، واستشهد قوم لذلك بقول أمية بن أبي الصلت:
كانت منازلهم إذ ذاك ظاهرة ... فيها الفراديس والفومان والبصل
[المحرر الوجيز: 5/667]
وقال الزجاج: قيل: إن الفردوس سريانية، وقيل: رومية، ولم يسمع بالفردوس في كلام العرب إلا في بيت حسان بن ثابت:
وإن ثواب الله كل موحد ... جنان من الفردوس فيها يخلد
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس"، وقالت فرقة: الفردوس: البستان بالرومية. وهذا اقتضاب القول في "الفردوس" وعيون ما قيل فيه.
وقوله تعالى: "نزلا" يحتمل الوجهين اللذين قدمناهما قبل). [المحرر الوجيز: 5/668]

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الحول" بمعنى: التحول. قال مجاهد: متحولا، ومنه قول الشاعر:
لكل دولة أجل ... ثم يتاح لها حول
وكأنه اسم جمع، وكأن واحده حوالة، وفي هذا نظر. وقال الزجاج عن قوم: هو بمعنى الحيلة في الشغل.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا ضعيف متكلف). [المحرر الوجيز: 5/668]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وأما قوله تعالى: {قل لو كان البحر مدادا} الآية، فروي أن سبب الآية أن اليهود قالت للنبي صلى الله عليه وسلم كيف تزعم أنك نبي الأمم كلها ومبعوث إليها، وأنك أعطيت ما يحتاجه الناس من العلم، وأنت مقصر قد سئلت في الروح ولم تجب فيه، ونحو هذا من القول، فنزلت الآية معلمة باتساع معلومات الله عز وجل، وأنها غير متناهية، وأن
[المحرر الوجيز: 5/668]
الوقوف دونها ليس ببدع ولا نكر، فعبر عن هذا بتمثيل ما يستكثرونه وهو قوله: {قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي}. و"الكلمات" هي المعاني القائمة بالنفس، وهي المعلومات، ومعلومات الله سبحانه لا تتناهى، والبحر متناه ضرورة.
وقرأ الجمهور: "تنفد" بالتاء من فوق، وقرأ عمرو بن عبيد: "ينفد" بالياء، وقرأ عبد الله بن مسعود، وطلحة بن مصرف: "قبل أن تقضى كلمات ربي".
وقوله: "مدادا" أي: زيادة، وقرأ الجمهور: "مدادا"، وقرأ ابن عباس، وابن مسعود، والأعمش، ومجاهد، والأعرج: "مدادا"، فالمعنى: لو كان البحر مدادا تكتب به معلومات الله عز وجل لنفد قبل أن يستوفيها، وكذلك إلى ما شئت من العدد؛ وإنما أنا بشر مثلكم لم أعط إلا ما أوحي إلي وكشف لي، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: (ينفد) بالياء من تحت، وقرأ الباقون بالتاء من فوق). [المحرر الوجيز: 5/669]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قل إنما أنا بشر مثلكم} الآية. المعنى: إنما أنا بشر ينتهي علمي إلى حيث يوحى إلي، ومهم ما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد، وكان كفرهم بعبادة الأصنام فلذلك خصص هذا الفصل مما أوحي إليه، ثم أخذ في الموعظة والوصايا البينة الرشد. و"يرجوا" على بابها، وقالت فرقة: "يرجو": يخاف، وقد تقدم القول في هذا إذ المقصد: ممن كان يؤمن بلقاء ربه، وكل مؤمن بلقاء ربه فلا محالة أنه بحالتي خوف ورجاء، فلو عبر بالخوف كان المعنى تاما على جهة التخويف والتحذير، وإذا عبر بالرجاء فعلى جهة الإطماع وبسط النفوس إلى إحسان الله سبحانه وتعالى، أي: من كان يرجوا النعيم المؤبد من ربه فليعمل عملا صالحا، وباقي الآية بين في الشرك بالله تبارك وتعالى. وقال سعيد بن جبير في تفسيرها: لا يرائي في عمله، وقد روي حديث أنها نزلت في الرياء حين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن يجاهد ويحمده الناس. وقال
[المحرر الوجيز: 5/669]
معاوية بن أبي سفيان: هذه آخر آية نزلت من القرآن). [المحرر الوجيز: 5/670]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 07:28 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 محرم 1440هـ/12-09-2018م, 07:32 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات كانت لهم جنّات الفردوس نزلًا (107) خالدين فيها لا يبغون عنها حولا (108)}
يخبر تعالى عن عباده السعداء، وهم الذين آمنوا بالله ورسوله، وصدقوهم فيما جاؤوا به بأنّ لهم جنّات الفردوس.
قال مجاهدٌ: الفردوس هو: البستان بالرّوميّة.
وقال كعبٌ، والسّدّيّ، والضّحّاك: هو البستان الّذي فيه شجر الأعناب.
وقال أبو أمامة الفردوس: سرّة الجنّة.
وقال قتادة: الفردوس: ربوة الجنّة وأوسطها وأفضلها.
وقد روي هذا مرفوعًا من حديث سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: "الفردوس ربوة الجنة، أوسطها وأحسنها"
وهكذا رواه إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، عن سمرة مرفوعًا. وروي عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ مرفوعًا بنحوه. وقد نقله ابن جريرٍ، رحمه اللّه
وفي الصّحيحين: "إذا سألتم اللّه الجنّة فاسألوه الفردوس، فإنّه أعلى الجنّة وأوسط الجنّة، ومنه تفجّر أنهار الجنّة"
وقوله: {نزلًا} أي ضيافةً، فإنّ النّزل هو الضّيافة).[تفسير القرآن العظيم: 5/ 203-204]

تفسير قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا (108)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {خالدين فيها} أي: مقيمين ساكنين فيها، لا يظعنون عنها أبدًا، {لا يبغون عنها حولا} أي: لا يختارون غيرها، ولا يحبّون سواها، كما قال الشّاعر
فحّلت سويدا القلب لا أنا باغيًا = سواها ولا عن حبّها أتحوّل
وفي قوله: {لا يبغون عنها حولا} تنبيهٌ على رغبتهم فيها، وحبّهم لها، مع أنّه قد يتوهّم فيمن هو مقيمٌ في المكان دائمًا أنّه يسأمه أو يملّه، فأخبر أنّهم مع هذا الدّوام والخلود السّرمديّ، لا يختارون عن مقامهم ذلك متحوّلًا ولا انتقالًا ولا ظعنًا ولا رحلةً ولا بدلًا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 204]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا (109)}.
يقول تعالى: قل يا محمّد: لو كان ماء البحر مدادًا للقلم الّذي تكتب به كلمات ربّى وحكمه وآياته الدّالّة عليه، {لنفد البحر} أي: [لفرغ البحر] قبل أن يفرغ من كتابة ذلك {ولو جئنا بمثله} أي: بمثل البحر آخر، ثمّ آخر، وهلمّ جرًّا، بحورٌ تمدّه ويكتب بها، لما نفدت كلمات اللّه، كما قال تعالى: {ولو أنّما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيزٌ حكيمٌ} [لقمان: 27].
قال الرّبيع بن أنسٍ: إنّ مثل علم العباد كلّهم في علم اللّه كقطرةٍ من ماء البحور كلّها، وقد أنزل اللّه ذلك: {قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربّي ولو جئنا بمثله مددًا}.يقول: لو كان البحر مدادًا [لكلمات اللّه]، والشّجر كلّه أقلامٌ، لانكسرت الأقلام وفني ماء البحر، وبقيت كلمات اللّه قائمةً لا يفنيها شيءٌ؛ لأنّ أحدًا لا يستطيع أن يقدر قدره ولا يثني عليه كما ينبغي، حتّى يكون هو الّذي يثني على نفسه، إنّ ربّنا كما يقول وفوق ما نقول، إنّ مثل نعيم الدّنيا أوّلها وآخرها في نعيم الآخرة، كحبّةٍ من خردلٍ في خلال الأرض [كلّها]). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 204-205]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل إنّما أنا بشرٌ مثلكم يوحى إليّ أنّما إلهكم إلهٌ واحدٌ فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا (110)}.
روى الطّبرانيّ من طريق هشام بن عمّارٍ، عن إسماعيل بن عيّاشٍ، عن عمرو بن قيسٍ الكوفيّ، أنّه سمع معاوية بن أبي سفيان أنّه قال: هذه آخر آيةٍ أنزلت.
يقول لرسوله محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} لهؤلاء المشركين المكذّبين برسالتك إليهم: {إنّما أنا بشرٌ مثلكم} فمن زعم أنّي كاذبٌ، فليأت بمثل ما جئت به، فإنّي لا أعلم الغيب فيما أخبرتكم به من الماضي، عمّا سألتم من قصّة أصحاب الكهف، وخبر ذي القرنين، ممّا هو مطابقٌ في نفس الأمر، لولا ما أطلعني اللّه عليه، وأنا أخبركم {أنّما إلهكم} الّذي أدعوكم إلى عبادته، {إلهٌ واحدٌ} لا شريك له، {فمن كان يرجو لقاء ربّه} أي: ثوابه وجزاءه الصّالح، {فليعمل عملا صالحًا}، ما كان موافقًا لشرع اللّه {ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} وهو الّذي يراد به وجه اللّه وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبّل. لا بدّ أن يكون خالصًا للّه، صوابا على شريعة رسول اللّه [صلّى اللّه عليه وسلّم]. وقد روى ابن أبي حاتمٍ من حديث معمرٍ، عن عبد الكريم الجزري، عن طاوسٍ قال: قال رجلٌ: يا رسول اللّه، إنّي أقف المواقف أريد وجه اللّه، وأحبّ أن يرى موطني. فلم يردّ عليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم شيئًا. حتّى نزلت هذه الآية: {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا}.
وهكذا أرسل هذا مجاهدٌ، وغير واحدٍ.
وقال الأعمش: حدّثنا حمزة أبو عمارة مولى بني هاشمٍ، عن شهر بن حوشب قال: جاء رجلٌ إلى عبادة بن الصّامت فقال: أنبئني عمّا أسألك عنه: أرأيت رجلًا يصلّي، يبتغي وجه اللّه، ويحبّ أن يحمد، ويصوم ويبتغي وجه اللّه، ويحبّ أن يحمد، ويتصدّق ويبتغي وجه اللّه، ويحبّ أن يحمد، ويحجّ ويبتغي وجه اللّه، ويحبّ أن يحمد، فقال عبادة: ليس له شيءٌ، إنّ اللّه تعالى يقول: "أنا خير شريكٍ، فمن كان له معي شريكٌ فهو له كله، لا حاجة لي فيه".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن الزّبير، ثنا كثير بن زيدٍ، عن ربيح بن عبد الرّحمن بن أبي سعيدٍ الخدريّ، عن أبيه، عن جدّه قال: كنّا نتناوب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فنبيت عنده، تكون له الحاجة، أو يطرقه أمرٌ من اللّيل، فيبعثنا. فكثر المحتسبون وأهل النّوب، فكنّا نتحدّث، فخرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: "ما هذه النّجوى؟ [ألم أنهكم عن النّجوى]. قال: فقلنا: تبنا إلى اللّه، أي نبيّ اللّه، إنّما كنّا في ذكر المسيح، وفرقنا منه، فقال: "ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم من المسيح عندي؟ " قال: قلنا: بلى. قال: "الشّرك الخفيّ، أن يقوم الرّجل يصلّي لمكان الرّجل".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو النّضر، حدّثنا عبد الحميد -يعني ابن بهرام-قال: قال شهر بن حوشب: قال ابن غنمٍ: لمّا دخلنا مسجد الجابية أنا وأبو الدّرداء، لقينا عبادة بن الصّامت، فأخذ يميني بشماله، وشمال أبي الدّرداء بيمينه، فخرج يمشي بيننا ونحن نتناجى، واللّه أعلم بما نتناجى به، فقال عبادة بن الصّامت: إن طال بكما عمر أحدكما أو كليكما، لتوشكان أن تريا الرّجل من ثبج المسلمين -يعني من وسط-قرأ القرآن على لسان محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فأعاده وأبدأه، وأحلّ حلاله وحرّم حرامه، ونزل عند منازله، لا يحور فيكم إلّا كما يحور رأس الحمار الميّت. قال: فبينما نحن كذلك، إذ طلع شدّاد بن أوسٍ، رضي اللّه عنه، وعوف بن مالكٍ، فجلسا إلينا، فقال شدّادٌ: إنّ أخوف ما أخاف عليكم أيّها النّاس لما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من الشّهوة الخفيّة والشّرك". فقال عبادة بن الصّامت، وأبو الدرداء: اللهم غفرًا. أو لم يكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد حدّثنا أنّ الشّيطان قد يئس أن يعبد في جزيرة العرب. وأمّا الشّهوة الخفيّة فقد عرفناها، هي شهوات الدّنيا من نسائها وشهواتها، فما هذا الشّرك الّذي تخوّفنا به يا شدّاد؟ فقال شدّادٌ: أرأيتكم لو رأيتم رجلًا يصلّي لرجلٍ، أو يصوم لرجلٍ، [أو تصدّق له، أترون أنّه قد أشرك؟ قالوا: نعم، واللّه إنّه من صلّى لرجلٍ أو صام له] أو تصدّق له، لقد أشرك. فقال شدّادٌ: فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم [يقول]: من صلّى يرائي فقد أشرك، ومن صام يرائي فقد أشرك، ومن تصدّق يرائي فقد أشرك؟ " فقال عوف بن مالكٍ عند ذلك: أفلا يعمد اللّه إلى ما ابتغي به وجهه من ذلك العمل كلّه، فيقبل ما خلص له ويدع ما أشرك به؟ فقال شدّادٌ عن ذلك: فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إنّ اللّه يقول: أنا خير قسيمٍ لمن أشرك بي، من أشرك بي شيئًا فإنّ [حشده] عمله قليله وكثيره لشريكه الّذي أشرك به، وأنا عنه غنيٌّ".
طريقٌ [أخرى] لبعضه: قال الإمام أحمد: حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثني عبد الواحد بن زيادٍ، أخبرنا عبادة بن نسيّ، عن شدّاد بن أوسٍ، رضي اللّه عنه، أنّه بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال: شيءٌ سمعته عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقوله [فذكرته] فأبكاني، سمعت رسول اللّه يقول: "أتخوّف على أمّتي الشّرك والشّهوة الخفيّة". قلت: يا رسول اللّه، أتشرك أمّتك [من بعدك؟] قال: "نعم،
أما إنّهم لا يعبدون شمسًا ولا قمرًا، ولا حجرًا ولا وثنًا، ولكن يراؤون بأعمالهم، والشّهوة الخفيّة أن يصبح أحدهم صائمًا فتعرض له شهوةٌ من شهواته فيترك صومه.
ورواه ابن ماجه من حديث الحسن بن ذكوان، عن عبادة بن نسيّ، به. وعبادة فيه ضعفٌ وفي سماعه من شدّادٍ نظرٌ.
حديثٌ آخر: قال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا الحسين بن عليّ بن جعفرٍ الأحمر، حدّثنا عليّ بن ثابتٍ، حدّثنا قيس بن أبي حصينٍ، عن أبي صالحٍ، عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "يقول اللّه يوم القيامة: أنا خير شريكٍ، من أشرك بي أحدًا فهو له كلّه".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، سمعت العلاء يحدّث عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، يرويه عن ربّه، عزّ وجلّ، أنّه قال: "أنا خير الشّركاء، فمن عمل عملًا أشرك فيه غيري، فأنا منه برئ، وهو للّذي أشرك". تفرّد به من هذا الوجه.
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا يونس، حدّثنا ليث، عن يزيد -يعني ابن الهاد-عن عمرٍو، عن محمود بن لبيدٍ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ أخوف ما أخاف عليكم الشّرك الأصغر". قالوا: وما الشّرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: "الرياء، يقول الله يوم القيامة إذا جزى الناس بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤون في الدّنيا، فانظروا هل تجدون عندهم جزاءً"
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا محمّد بن بكرٍ أخبرنا عبد الحميد -يعني ابن جعفرٍ-أخبرني أبي، عن زياد بن ميناء، عن أبي سعيد بن أبي فضالة الأنصاريّ -وكان من الصّحابة-أنّه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "إذا جمع اللّه الأوّلين والآخرين ليوم القيامة ليومٍ لا ريب فيه، نادى منادٍ: من كان أشرك في عملٍ عمله للّه أحدًا، فليطلب ثوابه من عند غير اللّه، فإنّ اللّه أغنى الشّركاء عن الشّرك".
وأخرجه التّرمذيّ وابن ماجه، [من حديث محمّد بن] بكرٍ وهو البرساني، به
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا أحمد بن عبد الملك، حدّثنا بكّارٌ، حدّثني أبي -يعني عبد العزيز بن أبي بكرة -عن أبي بكرة، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من سمّع سمّع اللّه به، ومن راءى راءى اللّه به".
وقال الإمام أحمد: حدّثنا معاوية، حدّثنا شيبان، عن فراسٍ، عن عطيّة، عن أبي سعيد الخدريّ، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "من يرائي يرائي اللّه به، ومن يسمّع يسمّع اللّه به".
حديثٌ آخر: قال الإمام أحمد: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن شعبة، حدّثني عمرو بن مرّة، قال: سمعت رجلًا في بيت أبي عبيدة؛ أنّه سمع عبد اللّه بن عمرٍو يحدّث ابن عمر، أنّه سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: "من سمّع النّاس بعمله سمّع اللّه به، سامع خلقه وصغّره وحقّره" [قال]: فذرفت عينا عبد اللّه.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا عمرو بن يحيى الأيليّ، حدّثنا الحارث بن غسّان، حدّثنا أبو عمران الجونيّ، عن أنسٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "تعرض أعمال بني آدم بين يدي اللّه، عزّ وجلّ، يوم القيامة في صحفٍ مختومةٍ، فيقول اللّه: ألقوا هذا، واقبلوا هذا، فتقول الملائكة: يا ربّ، واللّه ما رأينا منه إلّا خيرًا. فيقول: إنّ عمله كان لغير وجهي، ولا أقبل اليوم من العمل إلّا ما أريد به وجهي".
ثمّ قال الحارث بن غسّان: روى عنه جماعةٌ وهو بصريٌّ ليس به بأسٌ
وقال ابن وهبٍ: حدّثني يزيد بن عياضٍ، عن عبد الرّحمن الأعرج، عن عبد اللّه بن قيسٍ الخزاعيّ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قام رياءً وسمعةً، لم يزل في مقت اللّه حتّى يجلس".
وقال أبو يعلى: حدّثنا محمّد بن أبي بكرٍ، حدّثنا محمّد بن دينارٍ، عن إبراهيم الهجريّ عن أبي الأحوص، عن عوف بن مالكٍ، عن ابن مسعودٍ، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من أحسن الصّلاة حيث يراه النّاس وأساءها حيث يخلو، فتلك استهانةٌ استهان بها ربّه، عزّ وجلّ".
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا أبو عامرٍ إسماعيل بن عمرٍو السّكوني، حدّثنا هشام بن عمّارٍ، حدّثنا ابن عيّاشٍ، حدّثنا عمرو بن قيسٍ الكنديّ؛ أنّه سمع معاوية بن أبي سفيان تلا هذه الآية {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا} وقال: إنّها آخر آيةٍ نزلت من القرآن.
وهذا أثرٌ مشكلٌ، فإنّ هذه الآية [هي] آخر سورة الكهف. والكهف كلّها مكّيّةٌ، ولعلّ معاوية أراد أنّه لم ينزل بعدها ما تنسخها ولا يغيّر حكمها بل هي مثبتةٌ محكمةٌ، فاشتبه ذلك على بعض الرّواة، فروى بالمعنى على ما فهمه، واللّه أعلم.
وقال الحافظ أبو بكرٍ البزّار: حدّثنا محمّد بن عليّ بن الحسن بن شقيقٍ، حدّثنا النّضر بن شميل، حدثنا أبو قرّرة، عن سعيد بن المسيّب، عن عمر بن الخطّاب، رضي اللّه عنه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من قرأ في ليلةٍ: {فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحًا ولا يشرك بعبادة ربّه أحدًا}، كان له من نورٍ، من عدن أبين إلى [مكّة] حشوه الملائكة غريبٌ جدًّا). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 205-209]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة