جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (ويذكر عن ابن عبّاسٍ: {ألم نشرح لك صدرك}: «شرح اللّه صدره للإسلام»). [صحيح البخاري: 6/ 172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (ويُذْكَرُ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ للإسلامِ)، وصَلَهُ ابنُ مَرْدَوَيْهِ مِن طَرِيقِ ابنِ جُرَيجٍ عن عَطَاءٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ، وفي إسنادِهِ رَاوٍ ضَعِيفٌ). [فتح الباري: 8/ 712]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ والحَاكِمُ في تَفْسِيرِهِمَا قِصَّةَ شَرْحِ صَدْرِهِ صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ لَيْلَةَ الإسراءِ)، وقد مَضَى الكلامُ عليه في أوائِلِ السيرةِ النبويةِ). [فتح الباري: 8/ 712]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس: فقال ابن مردويه في تفسيره: حدثني محمّد بن الحسين، ثنا محمّد بن العبّاس بن أيّوب، ثنا إسحاق بن الضّيف، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عبّاس: {ألم نشرح}؛ قال: شرح الله صدره للإسلام إسحاق ضعيف). [تغليق التعليق: 4/ 373]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قَوْلُهُ: {أَلَمْ نَشْرَحْ} يَعْنِي: أَلَمْ نَفْتَحْ وَنُوَسِّعْ وَنُلَيِّنْ لَكَ قَلْبَكَ بِالإِيمَانِ وَالنُّبُوَّةِ وَالْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ ؟ وَالْهَمْزَةُ فِيهِ لَيْسَ عَلَى الاسْتِفْهَامِ الْحَقِيقِيِّ، وَمَعْنَاهُ: شَرَحْنَا لَكَ صَدْرَكَ وَلِهَذَا عَطَفَ {وَوَضْعنَا} عَلَيْهِ). [عمدة القاري: 19/ 300]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ.
رَوَاهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَفِي إِسْنَادِهِ رَاوٍ ضَعِيفٌ، وَعَنِ الْحَسَنِ: مَلأنَاهُ حِلْمًا وَعِلْمًا. قَالَ مُقَاتِلٌ: وَسَّعْنَاهُ بَعْدَ ضِيقِهِ). [عمدة القاري: 19 / 301]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَيُذْكَرُ عن ابْنِ عَبَّاسٍ مما وَصَلَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ بِإِسْنَادٍ فيه رَاوٍ ضَعِيفٌ في قَوْلِهِ تَعَالَى:{أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}: شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ، وقِيلَ: أَلَمْ نَفْتَحْ قَلْبَكَ وَنُوَسِّعْهُ لِلإِيمَانِ وَالنُّبُوَّةِ وَالْعِلْمِ وَالْحِكْمَةِ؟ وَالاسْتِفْهَامُ إِذَا دَخَلَ على النَّفْيِ قَرَّرَهُ، فَصَارَ الْمَعْنَى: قَدْ شَرَحْنَا. وَسَقَطَ لِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ: لَكَ صَدْرَكَ). [إرشاد الساري: 7/ 424]
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ): (حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، وابن أبي عديٍّ، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن مالك بن صعصعة، رجلٌ من قومه، أنّ النّبيّ [صلّى اللّه عليه وسلّم] قال: «بينما أنا عند البيت بين النّائم واليقظان، إذ سمعت قائلاً يقول: أحدٌ بين الثّلاثة، فأتيت بطستٍ من ذهبٍ فيها ماء زمزم، فشرح صدري إلى كذا وكذا»، قال قتادة: قلت لأنس بن مالكٍ: ما يعني؟، قال: إلى أسفل بطني، فاستخرج قلبي، فغسل قلبي بماء زمزم، ثمّ أعيد مكانه، ثمّ حشي إيمانًا وحكمةً وفي الحديث قصّةٌ طويلةٌ.
هذا حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وقد رواه هشامٌ الدّستوائيّ، وهمّامٌ، عن قتادة وفيه عن أبي ذرٍّ). [سنن الترمذي: 5/ 299]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يَقُولُ تعالى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُذَكِّرَهُ آلاءَهُ عِنْدَهُ، وَإِحسانَهُ إِليهِ، حَاضًّا لهُ بذلكَ على شكرِهِ على ما أَنْعَمَ عَلَيْهِ، لِيَسْتَوْجِبَ بذلكَ المزيدَ منهُ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ} يا مُحَمَّدُ لِلْهُدَى وَالإِيمانِ باللَّهِ وَمعرفةِ الحقِّ {صَدْرَكَ}، فَنُلِينُ لَكَ قَلْبَكَ، وَنَجْعَلُهُ وعاءً للحكمةِ). [جامع البيان: 24 / 492]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم «قد اتّفق الشّيخان على حديث قتادة، عن أنس بن مالكٍ، عن مالك بن صعصعة في حديث المعراج في شقّ بطن رسول اللّه [صلّى الله عليه وسلّم] واستخراج ما أخرج منه، وقد أتى به ثابتٌ البنانيّ، عن أنسٍ دون ذكر مالك بن صعصعة خارج المعراج بزيادات ألفاظٍ كما»
- حدّثناه عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا أبو مسلمٍ، ومحمّد بن يحيى القزّاز، قالا: ثنا حجّاج بن المنهال، ثنا حمّاد بن سلمة، أنبأ ثابتٌ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه:«أنّ رسول اللّه [صلّى الله عليه وسلّم]، أتاه جبريل وهو يلعب مع الصّبيان، فأخذه فصرعه، فشقّ عن قلبه، فاستخرج منه علقةً، فقال: هذا حظّ الشّيطان منك، قال: فغسله في طستٍ من ذهبٍ بماء زمزم ثمّ لأمه ثمّ أعاده في مكانه» قال: «وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه، يعني ظئره، فقالوا: إنّ محمّدًا قد قتل، فأقبلت ظئره تريده فاستقبلها راجعًا وهو منتقع اللّون» قال أنسٌ: «وقد كنّا نرى أثر المخيط في صدره» «صحيح الإسناد ولم يخرّجاه». " وقد صحّت الرّواية عن عمر بن الخطّاب، وعليّ بن أبي طالبٍ: «لن يغلب عسرٌ يسرين» وقد روي بإسنادٍ مرسلٍ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم "
- أخبرناه محمّد بن عليٍّ الصّنعانيّ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الصّنعانيّ، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن أيّوب، عن الحسن في قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّ مع العسر يسرًا}، قال: خرج النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] يومًا مسرورًا فرحًا وهو يضحك وهو يقول: «لن يغلب عسرٌ يسرين {فإنّ مع العسر يسرًا (5) إنّ مع العسر يسرًا}» ). [المستدرك: 2/ 575]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ قالَ: شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَه للإسلامِ). [الدر المنثور: 15 / 495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن الحَسَنِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ قالَ: مُلِئَ حِلْماً وعِلْماً، {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قالَ: الذي أَثْقَلَ الحِمْلَ، {وَرَفَعْنَا لكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: إذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي). [الدر المنثور: 15 / 495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في "الدلائلِ"، عن إبراهيمَ بنِ طِهْمَانَ، قالَ: سَأَلْتُ سعيداً عن قولِه: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ فحَدَّثَنِي به عن قتادةَ، عن أنسٍ، قالَ: «شُقَّ بَطْنُهُ مِنْ عِنْدَ صَدْرِهِ إِلَى أَسْفَلِ بَطْنِهِ، فَاسْتُخْرِجَ مِنْ قَلْبِهِ، فَغُسِلَ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ مُلِئَ إِيْمَاناً وحِكْمَةً، ثُمَّ أُعِيدَ مَكَانَه»). [الدر المنثور: 15 / 495-496]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ اللَّهِ بنُ أحمدَ في زَوَائِدِ "الْمُسْنَدِ"، عن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، أن أبا هريرةَ قالَ: يا رسولَ اللَّهِ، ما أولُ ما رَأَيْتَ مِن أمرِ النبوَّةِ؟ فاسْتَوَى رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] جالساً، وقالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَ أَبَا هُرَيْرَةَ, إِنِّي لَفِي صَحَرَاءَ ابْنُ عِشْرِ سِنِينَ وأَشْهُرٍ، إِذَا بِكَلاَمٍ فَوْقَ رَأْسِي، وَإِذَا رَجُلٌ يَقُولُ لِرَجُلٍ: أَهُوَ هُوَ؟ فَاسْتَقْبَلاَنِي بِوُجُوهٍ لَمْ أَرَهَا لِخَلْقٍ قَطُّ وأَرْوَاحٍ لَمْ أَجِدْهَا فِي خَلْقٍ قَطُّ، وَثِيَابٍ لَمْ أَجِدْهَا عَلَى أَحَدٍ قَطُّ، فَأَقْبَلاَ إِلَيَّ يَمْشِيَانِ، حَتَّى أَخَذَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِعَضُدِي، لاَ أَجِدُ لأَخْذِهِمَا مَسًّا، فَقَالَ أحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: أَضْجِعْهُ. فَأَضْجَعْنِي بِلاَ قَصْرٍ وَلاَ هَصْرٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: افْلِقْ صَدْرَهُ.فَحَوَّى أَحَدُهُمَا إِلَى صَدْرِي، فَفَلَقَهُ فِيمَا أَرَى بِلاَ دَمٍ وَلاَ وَجَعٍ، فَقَالَ لَهُ: أَخْرِجِ الْغِلَّ وَالْحَسَدَ. فَأَخْرَجَ شَيْئاً كَهَيْئَةِ الْعَلَقَةِ، ثُمَّ نَبَذَهَا، فَطَرَحَهَا، فَقَالَ لَهُ: أَدْخِلِ الرَّأْفَةَ وَالرَّحْمَةَ. فَإِذَا مَثَلُ الَّذِي أَخْرَجَ شِبْهُ الْفِضَّةِ، ثُمَّ هَزَّ إِبْهَامَ رِجْلِي الْيُمْنَى وَقَالَ: اغْدُ وَاسْلَمْ. فَرَجَعْتُ بِهَا أَغْدُو بِهَا رِقَّةً عَلَى الصَّغِيرِ وَرَحْمَةً لِلْكَبِيرِ»). [الدر المنثور: 15 / 496]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أحمدُ، عن عُتْبَةَ بنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ، أن رجلاً سَأَلَ رسولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، فقالَ: كيفَ كانَ أوَّلُ شَأْنِكَ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ:«كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بنِ بَكْرٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 497]
تفسير قوله تعالى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2)}
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {وزرك}: «في الجاهليّة»). [صحيح البخاري: 6/ 172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: وقَالَ مُجَاهِدٌ: {وِزْرَكَ} في الجاهليةِ، وصَلَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِهِ، وفي الجاهليةِ مُتَعَلِّقٌ بالوِزْرِ أي: الكائنَ في الجاهليةِ، وليسَ مُتَعَلِّقًا بوَضَعَ). [فتح الباري: 8 / 711]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ: وِزْرَكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
أَيْ قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ} رَوَاهُ ابْنُ جَرِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، أَخْبَرَنَا أَبُو عَاصِمٍ، أَخْبَرَنَا عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْهُ وَقَرَأَ عَبْدُ اللَّهِ: وَحَلَلْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ: فِي الْجَاهِلِيَّةِ، صِفَةٌ لِلْوِزْرِ لاَ مُتَعَلِّقَ بِالْوَضْعِ وَأَرَادَ بِهِ الْوِزْرَ الْكَائِنَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ تَرْكِ الأَفْضَلِ وَالذَّهَابِ إِلَى الْفَاضِلِ. وَعَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ يَعْنِي الْخَطَأَ وَالسَّهْوَ. وَقِيلَ: ذُنُوبَ أُمَّتِكَ. فَأَضَافَهَا إِلَيْهِ لاشْتِغَالِ قَلْبِهِ بِهَا وَاهْتِمَامِهِ لَهَا). [عمدة القاري: 19 / 300-301]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( وَقَالَ مُجَاهِدٌ فيما وَصَلَهُ الْفِرْيَابِيُّ: وِزْرَكَ أيِ: الْكَائِنَ في الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ تَرْكِ الأفْضَلِ والذَّهَابِ إلى الْفَاضِلِ). [إرشاد الساري: 7 / 424]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: وزرك في الجاهلية؛ أي: الكائن فيها من ترك الأفضل، والذهاب إلى الفاضل. وقيل: الوزر الخطأ والسهو، وقيل: ذنوب أمته، وأضيفت إليه لاشتغال قلبه بها واهتمامه لها اهـ شيخ الإسلام). [حاشية السندي على البخاري: 3/ 80]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ يَقُولُ: وَغَفَرْنَا لَكَ ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِكَ، وَحَطَطْنَا عنكَ ثقلَ أيَّامِ الجاهليَّةِ التي كُنْتَ فِيها؛ وَهيَ في قراءةِ عَبْدِ اللَّهِ فيما ذُكِرَ: (وَحَلَلْنَا عَنْكَ وِقْرَكَ) ). [جامع البيان: 24/ 492]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {ووضعنا عنك وزرك}؛ قال: ذنبك في الجاهلية). [تفسير مجاهد: 2/ 767]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قالَ: ذَنْبَكَ، {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قالَ: أَثْقَلَ). [الدر المنثور: 15/ 497]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن شُرَيْحِ بنِ عُبَيْدٍ الحَضْرَمِيِّ: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قالَ: وغَفَرْنَا لكَ ذَنْبَكَ). [الدر المنثور: 15/ 497]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ، قالَ: في قِراءَةِ عبدِ اللَّهِ: (وَحَلَلْنَا عَنْكَ وِقْرَكَ) ). [الدر المنثور: 15/ 497]
تفسير قوله تعالى: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {أنقض ظهرك}؛ قال: كانت للنبي ذنوب قد أثقلته فغفرها الله له). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({أنقض}: «أثقل»). [صحيح البخاري: 6/ 172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {أَنْقَضَ}: أَتْقَنَ. قَالَ عِيَاضٌ: كذا في جميعِ النُّسَخِ: أَتْقَنَ بمُثَنَّاةٍ وقافٍ ونونٍ، وهُو وَهَمٌ والصوابُ: أَثْقَلَ، بمُثَلَّثَةٍ، وآخِرُهَا لامٌ. وقَالَ الأُصَيْلِيُّ: هَذَا وَهَمٌ في رِوَايَةِ الفَرَبْرِيِّ، وَوَقَعَ عِندَ ابنِ السَّمَّاكِ: أَثْقَلَ؛ بالمُثَلَّثَةِ هُو أَصَحُّ. قَالَ عِياضٌ: وهذا لا يُعْرَفُ في كلامِ العربِ، وَوَقَعَ عِندَ ابنِ السَّكَنِ: ويُرْوَى أَثْقَلَ، وهُو الصَّوَابُ.
قولُهُ: ويُرْوَى أَثْقَلَ وهُو أَصَحُّ مِنْ أَتْقَنَ، كذا وَقَعَ في رِوَايَةِ المُسْتَمْلِيِّ، وَزَادَ فيه: قَالَ الفَرَبْرِيُّ: سَمِعْتُ أبا مَعْشَرٍ يَقُولُ: {أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}: أَثْقَلَ، وَوَقَعَ في الكتابِ خَطَأً، قُلْتُ: أَبُو معشر هُو حَمْدَوَيْهِ بنُ الخَطَّابِ بنِ إبرَاهِيمَ البُخارِيُّ كان يَسْتَمْلِي على البُخارِيِّ ويُشَارِكُهُ في بَعْضِ شُيُوخِهِ، وكانَ صَدُوقًا وأَضَرَّ بأَخَرَةٍ، وقد أَخْرَجَهُ الفِرْيَابِيُّ من طَرِيقِ مُجَاهِدٍ بِلَفظِ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ، قَالَ: أَثْقَلَ، قَالَ: وهذا هُو الصَّوَابُ، تَقُولُ العَرَبُ: أَنْقَضَ الحِمْلُ ظَهْرَ النَّاقَةِ إذا أَثْقَلَ، وهُو مَأْخُوذٌُ مِنَ النَّقِيضِ وهُو الصَّوْتُ ومنه: سَمِعْتُ نَقِيضَ الرَّحْلِ أي صَرِيرَهُ). [فتح الباري: 8/ 711-712]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({أَنْقَضَ}: أَثْقَلَ أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {وِزْرَكَ الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ وَفَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ أَثْقَلَ بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ وَالْقَافِ وَاللاَّمِ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَبْدِ الأَعْلَى، حَدَّثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قَتَادَةَ، وَقَالَ عِيَاضٌ: كَذَا فِي جَمِيعِ النُّسَخِ أَتْقَنَ بِمُثَنَّاةٍ وَقَافٍ وَنُونٍ وَهُوَ وَهَمٌ، وَالصَّوَابُ أَثْقَلَ مِثْلَ مَا ضَبَطْنَاهُ. تَقُولُ الْعَرَبُ أَنْقَضَ الْجَمَلُ ظَهْرَ النَّاقَةِ إِذَا أَثْقَلَهَا، وَعَنِ الْفَرَّاءِ: كَسَرَ ظَهْرَكَ حَتَّى سُمِعَ نَقِيضُهُ وَهُوَ صَوْتُهُ). [عمدة القاري: 19/ 301]
قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {أَنْقَضَ} أي: أَثْقَلَ بِمُثُلَّثَةٍ فَقَافٍ فَلاَمٍ كذا في الْفَرْعِ كَأَصْلِهِ، وَعَزَاهَا في الْفَتْحِ لابْنِ السَّكَنِ، وفي نُسْخَةٍ: أَتْقَنَ، وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ: إنها كذا في جميعِ النُّسَخِ بِفَوْقِيَّةٍ وبعْدَ الْقَافِ نونٌ وهو وَهَمٌ، والصَّوَابُ الأوَّلُ، وأَصْلُهُ الصَّوْتُ، والنَّقِيضُ صَوْتُ الْمَحَامِلِ والرِّحَالِ بالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ). [إرشاد الساري: 7 / 424]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ يَقُولُ: الذي أَثْقَلَ ظَهْرَكَ فَأَوْهَنَهُ، وَهوَ مِنْ قولِهِم للبعيرِ إِذا كانَ رَجِيعَ سَفَرٍ، قدْ أَوْهَنَهُ السفرُ، وَأَذْهَبَ لَحْمَهُ: هوَ نِقْضُ سَفَرٍ.
وَبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو، قَالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الحَارِثُ، قَالَ: ثنا الحسنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عَنِ ابنِ أبي نجيحٍ، عَنْ مجاهدٍ في قولِ اللَّهِ: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قَالَ: ذَنْبَكَ.
وقولُهُ: {أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قَالَ: أَثْقَلَ ظَهْرَكَ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يزيدُ، قَالَ: ثنا سعيدٌ، عَنْ قتادةَ، قولُهُ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ كانتْ لِلنَّبِيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ذنوبٌ قدْ أَثْقَلَتْهُ، فَغَفَرَهَا اللَّهُ لهُ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادةَ، فِي قَوْلِهِ: {أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قَالَ: كَانَتْ للنَّبِيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ذُنُوبٌ قدْ أَثْقَلَتْهُ، فَغَفَرَهَا اللَّهُ لهُ.
- حُدِّثْتُ عَنِ الحسينِ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ يعني: الشِّرْكَ الذي كَانَ فيهِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زيدٍ، فِي قَوْلِهِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قَالَ: شَرَحَ لهُ صدرَهُ، وَغَفَرَ لهُ ذَنْبَهُ الذي كانَ قبلَ أنْ يُنَبَّأَ، فَوَضَعَهُ.
وفِي قَوْلِهِ: {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قَالَ: أَثْقَلَهُ وَجَهَدَهُ، كما يُنْقِضُ البعيرَ حِمْلُهُ الثقيلُ، حتَّى يَصِيرَ نِقْضاً بَعْدَ أَنْ كَانَ سَمِيناً، {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قَالَ: ذَنْبَكَ، {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ} أَثْقَلَ ظَهْرَكَ، وَوَضَعْنَاهُ عَنْكَ، وَخَفَّفْنَا عنكَ ما أَثْقَلَ ظَهْرَكَ). [جامع البيان: 24/ 492-493]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {الذي أنقض ظهرك}؛ أثقل ظهرك). [تفسير مجاهد: 2/ 767]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن الحَسَنِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ قالَ: مُلِئَ حِلْماً وعِلْماً، {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قالَ: الذي أَثْقَلَ الحِمْلَ، {وَرَفَعْنَا لكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: إذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي). [الدر المنثور: 15/ 495] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ}؛ قالَ: ذَنْبَكَ، {الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قالَ: أَثْقَلَ). [الدر المنثور: 15 / 497] (م)
تفسير قوله تعالى: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك}؛ أن النبي قال:«بدآ بالعبودية وثنوا بالرسالة»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة، عن ابن نجيح، عن مجاهد، في قوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك}؛ قال: لا أذكر إلا ذكرت معي أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهر أن محمدا رسول الله). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس، عن عمر ابن الخطاب، أن النبي قال: «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم فإنما أنا عبد فقولوا عبده ورسوله»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ يَقُولُ: وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ، فلا أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي، وَذلكَ قولُهم: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ.
وَبِنَحْوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ وَعمرُو بنُ مَالِكٍ، قَالا: ثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابنِ أبي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قَالَ: لا أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي: أَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادةَ، فِي قَوْلِهِ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قَالَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:«ابْدَؤُوا بِالْعُبُودَةِ، وَثَنُّوا بِالرِّسَالَةِ». فَقُلْتُ لِمَعْمَرٍ، قَالَ: أَشْهَدُ أنَّ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ، فهوَ العُبُودَةُ، وَرَسُولُهُ أنْ تَقُولَ: عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
- حَدَّثَنَا بشرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}: رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَهُ في الدنيا وَالآخرةِ، فَلَيْسَ خَطِيبٌ، وَلا مُتَشَهِّدٌ، وَلا صَاحِبُ صَلاةٍ، إِلاَّ يُنَادِي بها: أَشْهَدُ أنَّ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عمرُو بنُ الحارثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أبي الهَيْثَمِ، عَنْ أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، أَنَّهُ قَالَ:«أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ رَبِّي وَرَبَّكَ يَقُولُ: كَيْفَ رَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ؟ قَالَ: اللَّهُ أَعْلَمُ، قَالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي» ). [جامع البيان: 24 / 494-495]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (تَنْبِيهٌ
لم يَذْكُرْ في سُورَةِ أَلَمْ نَشْرَحْ حَدِيثًا مَرْفُوعًا، ويَدْخُلُ فيها حَدِيثٌ أَخْرَجَهُ الطَّبَرِيُّ وصَحَّحَهُ ابنُ حِبَّانَ مِن حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَفَعَهُ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: يَقُولُ رَبُّكَ: أَتَدْرِي كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ؟ قَالَ: اللهُ أَعْلَمُ. قَالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي». وهذا أَخْرَجَهُ الشَّافِعِيُّ وسَعِيدُ بنُ مَنصورٍ، وعبدُ الرَّزَّاقِ مِن طَرِيقِ مُجاهِدٍ). [فتح الباري: 8/ 712]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن سلمٍ، حدّثنا حرملة بن يحيى، حدّثنا ابن وهبٍ، أخبرني عمرو بن الحارث، أنّ درّاجًا حدّثه، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، أن رسول الله [صلّى الله عليه وسلّم] قال: «أتاني جبريل فقال إنّ ربّي وربّك يقول لك كيف رفعت ذكرك قال اللّه أعلم قال إذا ذكرت ذكرت معي»). [موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان: 1/ 439]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن الحَسَنِ: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ}؛ قالَ: مُلِئَ حِلْماً وعِلْماً، {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}؛ قالَ: الذي أَثْقَلَ الحِمْلَ، {وَرَفَعْنَا لكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: إذا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي). [الدر المنثور: 15/ 495] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ الشافعيُّ في الرِّسَالَةِ وعبدُ الرَّزَّاقِ والفِرْيَابِيُّ وسعيدُ بنُ منصورٍ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ في "الدلائلِ"، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: لا أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي؛ أشهدُ أنَّ لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ وَأشْهَدُ أنَّ محمداً رسولُ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 497-498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، والبَيْهَقِيُّ، وَابْنُ عَسَاكِِرَ ، عن قتَادَةَ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: رَفَعَ اللَّهُ ذِكْرَه في الدنيا والآخِرَةِ، فليسَ خَطِيبٌ ولاَ مُتَشَهِّدٌ ولا صاحبُ صلاةٍ إلا يُنَادِي: أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللَّهُ وأشهدُ أن محمداً رسولُ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15 / 498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ عساكِرَ ، عن محمدِ بنِ كعبٍ في الآيةِ، قالَ: إذَا ذُكِرَ اللَّهُ ذُكِرَ معَه؛ أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللَّهُ، وأشْهَدُ أن محمداً رسولُ اللَّهِ). [الدر المنثور: 15/ 498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن الضَّحَّاكِ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي، ولاَ تَجُوزُ خُطْبَةٌ ولا نِكَاحٌ إلا بذكرِك معِي). [الدر المنثور: 15 / 498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ عساكِرَ، عن الحسَنِ في قَوْلِهِ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: ألاَ تَرَى أن اللَّهَ لا يُذْكَرُ في موضِعٍ إلا ذُكِرَ معَه نَبِيُّه). [الدر المنثور: 15 / 498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في "سُنَنِه" عن الحسنِ: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: إذَا ذُكِرَ اللَّهُ ذُكِرَ رسولُه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15 / 498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو يَعْلَى، وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ حِبَّانَ وابنُ مَرْدُويَهْ وأبو نُعَيْمٍ في الدلائلِ، عن أبي سعيدٍ الخُدْرِيِّ، عن رسولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] قالَ: «أَتَانِي جِبْرِيلُ فَقَالَ: إِنَّ رَبَّكَ يَقُولُ: تَدْرِي كَيْفَ رَفَعْتُ ذِكْرَكَ؟ قُلْتُ: اللَّهُ أَعْلَمُ. قالَ: إِذَا ذُكِرْتُ ذُكِرْتَ مَعِي» ). [الدر المنثور: 15 / 498-499]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عَدِيِّ بنِ ثابِتٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «سَأَلْتُ رَبِّي مَسْأَلَةً وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ؛ قُلْتُ: أَيْ رَبِّ، اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَكَلَّمْتَ مُوسَى تَكْلِيماً. فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَيْتُ، وَضَالاًّ فَهَدَيْتُ، وَعَائِلاً فَأَغْنَيْتُ، وَشَرَحْتُ لَكَ صَدْرَكَ، وَحَطَطْتُ عَنْكَ وِزْرَكَ، وَرَفَعْتُ لَكَ ذِكْرَكَ، فَلاَ أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي، وَاتَّخَذْتُكَ خَلِيلاً؟»). [الدر المنثور: 15 / 499]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ أبو نُعَيْمٍ في "الدلائلِ" عن أنسٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «لَمَّا فَرَغْتُ مِنْ أَمْرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْتُ: يَا رَبِّ، إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ وَقَدْ كَرَّمْتَهُ، اتَّخَذْتَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً، وَمُوسَى كَلِيماً، وَسَخَّرْتَ لِدَاودَ الْجِبَالَ، وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ وَالشَّيَاطِينَ، وَأَحْيَيْتَ بِعِيسَى الْمَوْتَى، فَمَا جَعَلْتَ لِي؟ قالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتُكَ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ أَنْ لاَ أُذْكَرُ إِلاَّ ذُكِرْتَ مَعِي، وَجَعَلْتُ صُدُورَ أُمَّتِكَ أَنَاجِيلَ يَقْرؤُونَ الْقُرَآنَ ظَاهِراً، وَلَمْ أُعْطِهَا أُمَّةً، وَأَعْطَيْتُكَ كَنْزاً مِنْ كُنُوزِ عَرْشِي: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العلِيِّ العظيمِ» ). [الدر المنثور: 15 / 499-500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ عَسَاكِرَ، مِن طريقِ الكَلْبِيِّ، عن أبي صالحٍ، عن ابنِ عبَّاسٍ في قولِه: {وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}؛ قالَ: لا يُذْكَرُ اللَّهُ إلا ذُكِرْتَ معَه). [الدر المنثور: 15 / 500]
تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)}
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا شعبة، عن معاوية بن قرة، قال: سمعت رجلًا يحدث عن عبد الله ابن مسعود: لو دخل العسر جحرًا لجاء اليسر حتى يدخل عليه، لأن الله تبارك وتعالى يقول: {فإن مع العسر يسرا * إن مع العسر يسرا} [سورة الشرح: 5 - 6] ).[الزهد لابن المبارك: 2/ 270]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن الحسن، في قوله تعالى: {إن مع العسر يسرا}؛ قال: خرج النبي مسرورا فرحا وهو يضحك، وهو يقول: «لن يغلب عسر يسرين، لن يغلب عسر يسرين، إن مع العسر يسرا، إن مع العسر يسرا»). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن جعفر بن سليمان، عن ميمون أبي حمزة، قال: سمعت إبراهيم النخعي يقول: قال ابن مسعود: لو كان العسر في جحر لتبعه اليسر حتى يستخرجه لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 380-381]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({مع العسر يسرًا}؛ قال ابن عيينة: " أي مع ذلك العسر يسرًا آخر كقوله: {هل تربّصون بنا إلّا إحدى الحسنيين} [التوبة: 52] : ولن يغلب عسرٌ يسرين "). [صحيح البخاري: 6/ 172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: {مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}؛ قَالَ ابنُ عُيَيْنَةَ: أي: إنَّ مَعَ ذلك العُسْرِ يُسْرًا آخَرَ، كقَوْلِهِ: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}؛ وهذا مَصِيرٌ منِ ابنِ عُيَيْنَةَ إلى اتِّبَاعِ النُّحَاةِ في قَوْلِهِمْ: إِنَّ النَّكِرَةَ إذا أُعِيدَتْ نَكِرَةً كانَتْ غَيْرَ الأُولَى، ومَوْقِعُ التشبيهِ أنه كما ثَبَتَ للمُؤْمِنِينَ تَعَدُّدُ الحُسْنَى؛ كذا ثَبَتَ لهم تَعَدُّدُ اليُسْرُ، أو أنه ذَهَبَ إلى أنَّ المرادَ بأَحَدِ اليُسْرَيْنِ الظَّفَرُ، وبالآخَرِ الثَّوَابُ، فلا بُدَّ للمُؤْمِنِ مِنْ أَحَدِهِمَا.
قولُهُ: (وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ) ورُوِيَ هَذَا مَرْفُوعًا مَوْصُولاً ومُرْسَلاً، ورُوِيَ أيضًا مَوْقُوفًا، أما المرفوعُ فأَخْرَجَهُ ابنُ مَرْدَوَيْهِ مِن حَدِيثِ جابرٍ بإسنادٍ ضَعِيفٍ، ولَفْظُهُ: أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّ مَعَ اليُسْرِ يُسْرًا، إنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْرًا، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ. وأَخرَجَ سَعِيدُ بنُ مَنصورٍ، وعبدُ الرَّزَّاقِ مِن حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قالَ رَسُول اللهِ [صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ]: «لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ حتَّى يُخْرِجَهُ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا» وإسنادُهُ ضعيفٌ. وأَخرَجَهُ عَبدُ الرَّزَّاقِ والطَّبَرِيُّ من طَرِيقِ الحَسَنِ عنِ النَّبِيِّ [صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ]، وأَخرَجَهُ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عنِ ابنِ مَسْعُودٍ بإسنادٍ جَيِّدٍ مِن طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أنَّ رَسُولَ اللهِ [صَلَّى اللهُ عَليَهِ وسَلَّمَ] بَشَّرَ أَصْحَابَهُ بهذه الآيةِ فقالَ: «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ إِنْ شاءَ اللهُ» وأَمَّا الموقوفُ فأَخْرَجَهُ مَالِكٌ عن زيدِ بنِ أَسْلَمَ، عن أَبِيهِ، عن عُمَرَ أنه كَتَبَ إلى أَبِي عُبَيْدَةَ يَقُولُ: مَهْمَا يَنْزِلْ بِامْرِئٍ مِنْ شِدَّةٍ يَجْعَلِ اللهُ لَهُ بَعْدَهَا فَرَجًا، وإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ. وقَالَ الحَاكِمُ: صَحَّ ذلك عن عُمَرَ وعَلِيٍّ، وهُو في المُوَطَّأِ عن عُمَرَ لكنْ مِن طَرِيقٍ مُنْقَطِعٍ، وأَخرَجَهُ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عنِ ابنِ مَسْعُودٍ بإسنادٍ جَيِّدٍ، وأَخرَجَهُ الفَرَّاءُ بإسنادٍ ضَعِيفٍ عنِ ابنِ عَبَّاسٍ). [فتح الباري: 8 / 712]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد: وزرك في الجاهليّة، أنقض أثقل مع العسر يسرا، قال ابن عيينة: أي إن مع ذلك العسر يسرا آخر كقوله: {هل تربصون بنا إلّا إحدى الحسنيين}، ولن يغلب عسر يسرين.
وقال مجاهد فانصب في حاجتك إلى ربك ويذكر، عن ابن عبّاس {ألم نشرح}؛ شرح الله صدره للإسلام
أما قول مجاهد: فقال الفريابيّ: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {ألم نشرح لك صدرك (1) ووضعنا عنك وزرك} قال: ذنبك {الّذي أنقض ظهرك}؛ قال: أثقل، {إن مع العسر يسرا}؛ قال: يتبع العسر يسرا.
وأما قول ابن عيينة وقد روي قوله: لن يغلب عسر يسرين موقوفا على عمرو وعبد الله مرفوعا عن النّبي [صلّى اللّه عليه وسلّم].
أما الموقوف فرواه ابن أبي الدّنيا في كتاب الفرج بعد الشدّة، قال: ثنا خالد ابن خداش، ثنا عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أسلم، أن أبا عبيدة حضر فكتب إليه عمر يقول: «مهما ينزل بامرئ شدّة يجعل الله له بعدها فرجا وإنّه لن يغلب عسر يسرين». هذا إسناد حسن
ورواه عبد بن حميد من حديث ابن مسعود موقوفا بسند جيد
وأما المرفوع فرواه ابن مردويه في تفسيره من طريق عطيّة عن جابر في حديث آخره فإن الله قد أوحى إليّ: {إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا}، ولن يغلب عسر يسرين وإسناده ضعيف
ورواه عبد الرّزّاق وعبد بن حميد وابن جرير من حديث الحسن عن النّبي [صلّى اللّه عليه وسلّم] مرسلا وإسناده إلى الحسن صحيح.
وقال عبد بن حميد في تفسيره أخبرني يونس عن شيبان عن قتادة في قوله: {فإن مع العسر يسرا}؛ قال: ذكر لنا أن رسول الله -صلّى اللّه عليه وسلّم- بشر بهذه الآية أصحابه فقال: «لن يغلب عسر إن شاء الله يسرين» وهذا صحيح أيضا إلى قتادة). [تغليق التعليق: 4 / 371-372]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَيْ: مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا آخَرَ كَقَوْلِهِ: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ}، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ.
أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} وَابْنُ عُيَيْنَةَ هُوَ سُفْيَانُ وَقَدْ فَسَّرَ قَوْلَهُ: {مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} بِقَوْلِهِ: إِنَّ مَعَ ذَلِكَ الْعُسْرِ يُسْرًا آخَرَ، وَأَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْلِ النُّحَاةِ: إِنَّ الْمَعْرِفَةَ إِذَا أُعِيدَتْ مَعْرِفَةً تَكُونُ الثَّانِيَةُ عَيْنَ الأُولَى، وَالنَّكِرَةُ إِذَا أُعِيدَتْ نَكِرَةً تَكُونُ غَيْرَهَا.
قَوْلُهُ: كَقَوْلِهِ: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} وَجْهُ التَّشْبِيهِ أَنَّهُ كَمَا ثَبَتَ لِلْمُؤْمِنِينَ تَعَدُّدُ الْحُسْنَى كَذَا ثَبَتَ لَهُمْ تَعَدُّدُ الْيُسْرِ.
قَوْلُهُ: (وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ). وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ هَذَا حَدِيثٌ أَوْ أَثَرٌ وَعَلَى كِلاَ التَّقْدِيرَيْنِ لاَ يَصِحُّ عَطْفُهُ عَلَى مَقُولِهِ. قُلْتُ: لَمْ يُبَيِّنْ أَنَّهُ حَدِيثٌ وَأَثَرٌ بَلْ تَرَدَّدَ فِيهِ، وَقَدْ رُوِيَ هَذَا مَرْفُوعًا مَوْصُولاً وَمُرْسَلاً، وَرُوِيَ مَوْقُوفًا، أَمَّا الْمَرْفُوعُ فَقَدْ أَخْرَجَهُ ابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ وَلَفْظُهُ: أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ. وَأَخْرَجَ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ]: «لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ حَتَّى يُخْرِجَهُ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ»وَقَالَ: «إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا». وَإِسْنَادَهُ ضَعِيفٌ. وَأَمَّا الْمُرْسَلُ فَأَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ قَتَادَةَ قَالَ: ذُكِرَ لَنَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] بَشَّرَ أَصْحَابَهُ بِهَذِهِ الآيَةِ وَقَالَ: «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»وَأَمَّا الْمَوْقُوفُ فَأَخْرَجَهُ مَالِكٌ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- أَنَّهُ كَتَبَ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ- يَقُولُ: مَهْمَا تَنْزِلْ بِامْرِئٍ شِدَّةٌ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ بَعْدَهَا فَرَجًا، وَإِنَّهُ لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ. وَقَالَ الْحَاكِمُ: صَحَّ ذَلِكَ عَنْ عُمَرَ وَعَلِيٍّ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا- وَهُوَ فِي الْمُوَطَّأِ، عَنْ عُمَرَ لَكِنَّهُ مُنْقَطِعٌ). [عمدة القاري: 19 / 301]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( {مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}؛ قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ سُفْيَانُ: أَيْ مَعَ ذَلِكَ الْعُسْرِ يُسْرًا آخَرَ؛ لأنَّ النَّكِرَةَ إذا أُعِيدَتْ نَكِرَةً فهي غَيْرُ الأولَى، فَالْيُسْرُ هُنَا اثْنَانِ، والْعُسْرُ وَاحِدٌ قَالَ الْفَرَّاءُ: إذا ذَكَرَتِ الْعَرَبُ نَكِرَةً ثُمَّ أَعَادَتْهَا مُنَكَّرَةً مِثْلَهَا صَارَتَا اثْنَتَيْنِ كَقَوْلِكَ: إِذَا كَسَبْتَ دِرْهَمًا فَأَنْفِقْ دِرْهَمًا فإنَّ الثَّانِيَ غَيْرُ الأوَّلِ، فإذا أَعَادَتْهَا مَعْرِفَةً فهي هي؛ أي: نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}.
وَذَكَرَ الزَّجَّاجُ نَحْوَهُ، وَقَالَ السَّيِّدُ في الأَمَالِي: وإنَّمَا كَانَ الْعُسْرُ مُعَرَّفًا وَالْيُسْرُ مُنَكَّرًا؛ لأنَّ الاسمَ إذا تَكَرَّرَ مُنَكَّرًا فَالثَّانِي غَيْرُ الأوَّلِ كَقَوْلِكَ: جَاءَنِي رَجُلٌ فَقُلْتُ لِرَجُلٍ كَذَا وكذا، وكذلك إن كَانَ الأَوَّلُ مَعْرِفَةً والثَّانِي نَكِرَةً نحوُ: حَضَرَ الرَّجُلُ فَأَكْرَمْتُ رَجُلاً. كَقَوْلِهِ جَلَّ وَعَلاَ: {هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ} أي: كما ثَبَتَ لِلْمُؤْمِنِينَ تَعَدُّدُ الْحُسْنَى، كَذَا ثَبَتَ لَهُمْ تَعَدُّدُ الْيُسْرِ ولَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِلَفْظِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ حَتَّى يُخْرِجَهُ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» ثُمَّ قَالَ: «{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}» وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ. وعن جَابِرٍ عند ابْنِ مَرْدَوَيْهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ») ). [إرشاد الساري: 7/ 424]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ لِنَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فإِنَّ معَ الشدَّةِ التي أَنْتَ فيها، مِنْ جهادِ هؤلاءِ المشركينَ، وَمِن أَوَّلِهِ: ما أَنْتَ بِسَبِيلِهِ رَجَاءً وَفَرَجاً بِأَنْ يُظْفِرَكَ بهم، حتَّى يَنْقَادُوا للحَقِّ الذي جِئْتَهُمْ بِهِ طَوْعاً وَكَرْهاً.
وَرُوِيَ عَنِ النبيِّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أنَّ هذهِ الآيةَ لَمَّا أُنْزِلَتْ، بَشَّرَ بها أصحابَهُ وَقالَ: «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ».
ذِكْرُ الخبرِ بذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثَنَا المُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ يونسَ، قَالَ: قَالَ الحسنُ: لَمَّا نَزَلَتْ هذهِ الآيةُ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «أَبْشِرُوا أَتَاكُمُ الْيُسْرُ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ».
- حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ، قَالَ: ثَنَا ابنُ عُلَيَّةَ، عَنْ يونسَ، عَنِ الحسنِ، مِثْلَهُ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
- حَدَّثَنَا محمدُ بنُ المُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بنُ جعفرٍ، قَالَ: ثنا عَوْفٌ، عَنِ الحسنِ، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنحوِهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عبدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ الحسنِ، قَالَ: خَرَجَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَوْماً مَسْرُوراً فَرِحاً وَهُوَ يَضْحَكُ، وَهوَ يَقُولُ: «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}».
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ، قولُهُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ ذُكِرَ لنا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بَشَّرَ أَصْحَابَهُ بهذهِ الآيةِ، فَقَالَ: «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ».
- حَدَّثَنَا ابنُ المُثَنَّى، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ معاويةَ بنِ قُرَّةَ أبي إِيَاسٍ، عَنْ رجلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ، قَالَ: لَوْ دَخَلَ العسرُ في جُحْرٍ، لَجَاءَ اليُسْرُ حتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ؛ لأنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، حدَّثَنا شعبةُ، عَنْ رجلٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بِنَحْوِهِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عمرٍو، قَالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الحَارِثُ، قَالَ: ثنا الحسنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جَمِيعاً عَنِ ابنِ أبي نجيحٍ، عَنْ مجاهدٍ، قولُهُ: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ قَالَ: يَتْبَعُ اليسرُ العُسْرَ). [جامع البيان: 24/ 496-497]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فإن مع العسر يسرا}؛ يقول: اتبع العسر يسرا اتبع العسر يسرا). [تفسير مجاهد: 2/ 767]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم «قد اتّفق الشّيخان على حديث قتادة، عن أنس بن مالكٍ عن مالك بن صعصعة في حديث المعراج في شقّ بطن رسول اللّه [صلّى الله عليه وسلّم] واستخراج ما أخرج منه، وقد أتى به ثابتٌ البنانيّ، عن أنسٍ دون ذكر مالك بن صعصعة خارج المعراج بزيادات ألفاظٍ كما»
- حدّثناه عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا أبو مسلمٍ، ومحمّد بن يحيى القزّاز، قالا: ثنا حجّاج بن المنهال، ثنا حمّاد بن سلمة، أنبأ ثابتٌ البنانيّ، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، أنّ رسول اللّه [صلّى الله عليه وسلّم]، " أتاه جبريل وهو يلعب مع الصّبيان، فأخذه فصرعه، فشقّ عن قلبه، فاستخرج منه علقةً، فقال: هذا حظّ الشّيطان منك، قال: فغسله في طستٍ من ذهبٍ بماء زمزم ثمّ لأمه ثمّ أعاده في مكانه " قال: وجاء الغلمان يسعون إلى أمّه، يعني ظئره، فقالوا: إنّ محمّدًا قد قتل، فأقبلت ظئره تريده فاستقبلها راجعًا وهو منتقع اللّون قال أنسٌ: وقد كنّا نرى أثر المخيط في صدره «صحيح الإسناد ولم يخرّجاه». " وقد صحّت الرّواية عن عمر بن الخطّاب، وعليّ بن أبي طالبٍ: «لن يغلب عسرٌ يسرين» وقد روي بإسنادٍ مرسلٍ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم "
- أخبرناه محمّد بن عليٍّ الصّنعانيّ، ثنا إسحاق بن إبراهيم الصّنعانيّ، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن أيّوب، عن الحسن في قول اللّه عزّ وجلّ: {إنّ مع العسر يسرًا} قال: خرج النّبيّ [صلّى الله عليه وسلّم] يومًا مسرورًا فرحًا وهو يضحك وهو يقول: «لن يغلب عسرٌ يسرين {فإنّ مع العسر يسرًا (5) إنّ مع العسر يسرًا}»). [المستدرك: 2 / 575] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن عبدِ اللهِ - يعني: ابنَ مسعودٍ - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ]: «لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي جُحْرٍ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ حَتَّى يُخْرِجَهُ». ثم قرَأَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}.
رَوَاه الطبرانيُّ، وفيه إبراهيمُ النَّخَعِيُّ وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 139]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن أَنَسِ بنِ مالِكٍ قالَ: رَأَيْتُ رسولَ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] جالِساً، فنَظَرَ إلى جُحْرٍ بِحِيالِ وَجْهِهِ فقالَ:«لَوْ كَانَتِ الْعُسْرَةُ تَجِيءُ حَتَّى تَدْخُلَ هَذَا الْجُحْرَ لَجَاءَتِ الْيُسْرَةُ حَتَّى تُخْرِجَها». ثم تلا رسولُ اللهِ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ]: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}.
رَوَاه الطبرانيُّ في الأوْسَطِ، والبَزَّارُ بنحْوِه، وفيه عائِذُ بنُ شُرَيْحٍ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/ 139]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْمَرٍ، ثَنَا حُمَيْدُ بْنُ حَمَّادٍ، ثَنَا عَائِذُ بْنُ شُرَيْحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] جَالِسًا، فَنَظَرَ إِلَى جُحْرٍ، فَقَالَ: «لَوْ جَاءَ الْعُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ هَذَا الْجُحْرَ، لَجَاءَ الْيُسْرُ حَتَّى يُخْرِجَهُ»، ثُمَّ قَالَ:«{إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}».
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ أَنَسٍ إِلاَّ عَائِذًا). [كشف الأستار: 3 / 81]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ قالَ: أُتْبَعُ العُسْرَ يُسْراً). [الدر المنثور: 15 / 500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، عن قتادةَ في قَوْلِهِ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ قالَ: ذُكِرَ لنا أن رسولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] بَشَّرَ بهذه الآيةِ أصحابَه فقالَ:«لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ يُسْرَيْنِ» ). [الدر المنثور: 15/ 500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، عن الحَسَنِ، قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هذه الآيةُ: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}؛ قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]:«أَبْشِرُوا، أَتَاكُمُ الْيُسْرُ، لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» ). [الدر المنثور: 15/ 500]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن جابِرِ بنِ عبدِ اللَّهِ، قالَ: بَعَثَنَا رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] ونحن ثَلاثُمِائَةٍ أو يَزيدُونَ، علينا أبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَرَّاحِ، ليسَ معَنا مِنَ الحَمُولَةِ إلاَّ ما نَرْكَبُ، فَزَوَّدَنا رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] جِرَابَيْنِ مِن تَمْرٍ، فقالَ بعضُنا لبعضٍ: قد عَلِمَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] أينَ تُرِيدُونَ, وَقَدْ عَلِمْتُمْ ما معَكم مِن الزادِ، فلو رَجَعْتُم إلى رسولِ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]، فسَأَلْتُمُوه أن يُزَوِّدَكُم؟ فرَجَعْنَا إليه، فقالَ: «إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي جِئْتُمْ لَهُ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي غَيْرُ الَّذِي زَوَّدْتُكُمْ لَزَوَّدْتُكُمُوهُ». فانْصَرَفْنَا، ونَزَلَتْ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}، فأَرْسَلَ نبيُّ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] إلى بعضِنا، فدَعَاه، فقالَ: «أَبْشِرُوا؛ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَى إلَيَّ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}، ولن يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ» ). [الدر المنثور: 15/ 500-501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ البَزَّارُ وابنُ أبي حَاتِمٍ والطبرانيُّ في الأوسطِ والحاكِمُ وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في "شُّعَبِ الإيمان"، عن أنسِ بنِ مالكٍ، قالَ: كانَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] جالساً وحِيالَه حَجَرٌ، فقالَ:«لَوْ جَاءَ الْعُسْرُ فَدَخَلَ هَذَا الْحَجَرَ، لَجَاءَ الْيُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ فُيُخْرِجَهُ»، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}، ولَفْظُ الطبرانيِّ: وتَلاَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} ). [الدر المنثور: 15/ 501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ النجَّارِ، مِن طريقِ حُمَيْدِ بنِ حَمَّادٍ، عن عائِذٍ، عن أنسٍ، أن رسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كانَ قاعِداً بِبَقِيعِ الغَرْقَدِ، فَنَزَلَ إلى حائطٍ فقالَ:«يَا مَعْشَرَ مَنْ حَضَرَ، واللَّهِ لَوْ كَانَتِ الْعُسْرُ جَاءَتْ تَدْخُلُ الْحَجَرَ، لَجَاءَتِ الْيُسْرُ حَتَّى تُخْرِجَهَا»، فأَنْزَلَ اللَّهُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} ). [الدر المنثور: 15/ 502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الطبرانيُّ، وابنُ مَرْدُويَهْ بِسَنَدٍ ضعيفٍ، عن ابنِ مسعودٍ، قالَ: قالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: «لَوْ كَانَ الْعُسْرُ فِي حَجَرٍ لَدَخَلَ عَلَيْهِ الْيُسْرُ حَتَّى يُخْرِجَهُ»، ثُمَّ قَرَأَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} ). [الدر المنثور: 15 / 502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وسعيدُ بنُ منصورٍ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ أبي الدنيا في "الصَّبْرِ"، وابنُ المُنْذِرِ، والبَيْهَقِيُّ في "شُعَبِ الإيمانِ"، عن ابنِ مسعودٍ، قالَ: لو كانَ الْعُسْرُ فِي حَجَرٍ لَتَبِعَهُ الْيُسْرُ حَتَّى يَدْخُلَ عَلَيْهِ فِيُخْرِجَهُ، وَلَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً} ). [الدر المنثور: 15 / 502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وابنُ جَرِيرٍ والحاكمُ، والبَيْهَقِيُّ، عن الحَسَنِ، قالَ: خَرَجَ النبيُّ [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] يَوْماً فَرِحاً مَسْروراً، وهو يَضْحَكُ ويَقُولُ: «لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ؛ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}» ). [الدر المنثور: 15 / 502-503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن الحَسَنِ، قالَ: كانُوا يَقولونَ: لا يَغْلِبُ عُسْرٌ واحِدٌ يُسْرَيْنِ اثْنَيْنِ). [الدر المنثور: 15 / 503]
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7)}
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {فإذا فرغت فانصب}؛ قال: فإذا فرغت من صلاتك فانصب في الدعاء). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 381]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {فانصب}: «في حاجتك إلى ربّك»). [صحيح البخاري: 6 / 172]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قولُهُ: (وقَالَ مُجَاهِدٌ: فَانْصَبْ فِي حَاجَتِكَ إلى رَبِّكَ) وصَلَهُ ابنُ المُبَارَكِ في الزُّهْدِ عن سُفْيَانَ، عن مَنصورٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَولِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} في صَلاتِكَ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} قَالَ: اجْعَلْ نِيَّتَكَ ورَغْبَتَكَ إلى رَبِّكَ. وأَخرَجَ ابنُ أَبِي حَاتِمٍ من طَرِيقِ زَيْدِ بنِ أَسْلَمَ قَالَ: إذا فَرَغْتَ مِنَ الجِهَادِ فتَعَبَّدْ، ومِن طَرِيقِ الحَسَنِ نَحْوَهُ). [فتح الباري: 8 / 712]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول مجاهد فأخبرناه محمّد بن محمّد أنا إبراهيم بن علّي أنا النجيب أبو الفرج الحرّاني أنا أحمد بن محمّد اللبان في كتابه أنا أبو علّي الحداد أنا أبو نعيم ثنا عبد الله بن محمّد ثنا جعفر بن محمّد ثنا عثمان هو ابن أبي شيبة ثنا جرير عن منصور عن مجاهد في قول الله عزّ وجلّ: {فإذا فرغت} من دنياك، {فانصب} في صلاتك، {وإلى ربك فارغب}؛ قال: اجعل نيتك ورغبتك إلى ربك.
وهكذا رواه ابن المبارك في الزّهد عن سفيان عن منصور). [تغليق التعليق: 4 / 372-373]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {فَانْصَبْ} فِي حَاجَتِكَ إِلَى رَبِّكَ).
أَيْ: قَالَ مُجَاهِدٌ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ} يَعْنِي: انْصَبْ فِي حَاجَتِكَ يَعْنِي: إِذَا فَرَغْتَ عَنِ الْعِبَادَةِ فَاجْتَهِدْ فِي الدُّعَاءِ فِي قَضَاءِ الْحَوَائِجِ. وَرَوَى أَبُو جَعْفَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا عِيسَى، عَنِ ابْن أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ بِلَفْظِ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَانْصَبْ فِي حَاجَتِكَ إِلَى رَبِّكَ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: إِذَا فَرَغْتَ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنَ الصَّلاَةِ فَسَلِ اللَّهَ وَارْغَبْ إِلَيْهِ وَانْصَبْ لَهُ. وَقَالَ قَتَادَةُ: أَمَرَهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ أَنْ يُبَالِغَ فِي دُعَائِهِ. وَقَوْلُهُ: فَانْصَبْ مِنَ النَّصَبِ: وَهُوَ التَّعَبُ فِي الْعَمَلِ، وَهُوَ مِنْ نَصِبَ يَنْصَبُ مِنْ بَابِ عَلِمَ يَعْلَمُ). [عمدة القاري: 19 / 301]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وَقَالَ مُجَاهِدٌ فيما وَصَلَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ في الزُّهْدِ: {فَانْصَبْ} أي: فِي حَاجَتِكَ إِلَى رَبِّكَ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: إِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ فَانْصَبْ إلى رَبِّكَ في الدُّعَاءِ، وارْغَبْ إليه في الْمَسْأَلَةِ). [إرشاد الساري: 7 / 424]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ اخْتَلَفَ أهلُ التَأْوِيلِ في تَأْوِيلِ ذلكَ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: مَعْنَاهُ: فإِذا فَرَغْتَ مِنْ صَلاتِكَ، فَانْصَبْ إِلى رَبِّكَ في الدعاءِ، وَسَلْهُ حَاجَاتِكَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنِي عَلِيٌّ، قَالَ: ثنا أبو صالحٍ، قَالَ: ثني مُعَاوِيَةُ، عَنْ عَلِيٍّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}، يَقُولُ: في الدُّعَاءِ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ سعدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، قَالَ: ثني عَمِّي، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ يَقُولُ: فإِذَا فَرَغْتَ مِمَّا فُرِضَ عَلَيْكَ مِنَ الصلاةِ فَسَلِ اللَّهَ، وَارْغَبْ إِليهِ، وَانْصَبْ لَهُ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أبو عاصمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى، وَحَدَّثَنِي الحَارِثُ قَالَ: ثنا الحسنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جميعاً عَنِ ابنِ أبي نجيحٍ، عَنْ مجاهدٍ، قولُهُ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قَالَ: إِذا قُمْتَ إِلى الصلاةِ فَانْصَبْ في حَاجَتِكَ إِلى رَبِّكَ.
- حُدِّثْتُ عَنِ الحسينِ، قَالَ: سَمِعْتُ أبا مُعَاذٍ يَقُولُ: ثَنَا عُبَيْدٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ يَقُولُ: مِنَ الصلاةِ المكتوبةِ قبلَ أنْ تُسَلِّمَ، فَانْصَبْ.
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ، قولُهُ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قَالَ: أَمَرَهُ إِذا فَرَغَ مِنْ صلاتِهِ أنْ يُبَالِغَ في دُعَائِهِ.
- حَدَّثَنَا ابنُ عَبْدِ الأَعْلَى، قَالَ: ثنا ابنُ ثَوْرٍ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ قتادةَ، فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ} مِنْ صَلاتِكَ {فَانْصَبْ} فِي الدعاءِ.
وقالَ آخرونَ: بلْ مَعْنَى ذلكَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ} مِنْ جِهَادِ عَدُوِّكَ {فَانْصَبْ} فِي عِبَادَةِ رَبِّكَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا بِشْرٌ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ، قَالَ: ثنا سَعِيدٌ، عَنْ قتادةَ، قَالَ: قَالَ الحسنُ فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قَالَ: أَمَرَهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ غَزْوِهِ، أنْ يَجْتَهِدَ في الدعاءِ وَالعبادةِ.
- حَدَّثَنِي يُونُسُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابنُ وَهْبٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ زيدٍ، فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قَالَ عَنْ أَبِيهِ: فإِذا فَرَغْتَ مِنَ الجهادِ، جِهَادِ العربِ، وَانْقَطَعَ جِهَادُهُمْ، فَانْصَبْ لعبادةِ اللَّهِ {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}.
وقالَ آخرونَ: بلْ مَعْنَى ذلكَ: فإِذَا فَرَغْتَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ، فَانْصَبْ في عِبَادَةِ رَبِّكَ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا مَهْرَانُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قَالَ: إِذا فَرَغْتَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا فَانْصَبْ، قَالَ: فَصَلِّ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ منصورٍ، عَنْ مجاهدٍ {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قَالَ: إِذا فَرَغْتَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ فَانْصَبْ: فَصَلِّ.
حَدَّثَنَا ابنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، فِي قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ}؛ قَالَ: إِذا فَرَغْتَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا، وَقُمْتَ إِلى الصلاةِ، فَاجْعَلْ رَغْبَتَكَ وَنِيَّتَكَ لَهُ.
وأَوْلَى الأقوالِ في ذلكَ بالصوابِ قولُ مَنْ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى ذِكْرُهُ أَمَرَ نَبِيَّهُ أنْ يَجْعَلَ فَرَاغَهُ مِنْ كلِّ ما كَانَ بهِ مُشْتَغِلاً مِنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ مِمَّا أَدَّى لهُ الشغلَ بهِ، وَأَمَرَهُ بالشغلِ بهِ إِلى النصبِ في عبادتِهِ، وَالاشتغالِ فيما قَرَّبَهُ إِليهِ، وَمَسْأَلَتُهُ حَاجَاتُهُ، وَلم يُخَصِّصْ بذلكَ حَالاً مِنْ أحوالِ فراغِهِ دونَ حالٍ، فَسَوَاءٌ كلُّ أَحْوَالِ فَرَاغِهِ، مِنْ صلاةٍ كانَ فَرَاغُهُ، أَوْ جِهَادٍ، أَوْ أَمْرِ دُنْيَا كانَ بهِ مُشْتَغِلاً، لِعُمُومِ الشرطِ في ذلكَ، مِنْ غَيْرِ خُصُوصِ حالِ فَرَاغٍ دُونَ حَالٍ أُخْرَى). [جامع البيان: 24 / 497-499]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد {فإذا فرغت فانصب}؛ قال: يقول: إذا قمت إلى الصلاة فانصب في حاجتك إلى ربك). [تفسير مجاهد: 2/ 768]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، مِن طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ الآيةَ، قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن الصلاةِ فانْصَبْ في الدعاءِ، واسْأَلِ اللَّهَ وارْغَبْ إليه). [الدر المنثور: 15/ 503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ الآية.
قالَ: قالَ اللَّهُ لرسولِه -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إذا فَرَغْتَ مِن صلاتِكَ وتَشَهَّدْتَ فانْصَبْ إلى ربِّكَ واسْأَلْه حاجَتَكَ). [الدر المنثور: 15/ 503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي الدنيا في الذِّكْرِ عن ابنِ مسعودٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ إلى الدعاءِ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ في المسألةِ). [الدر المنثور: 15 / 503]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن الضَّحَّاكِ، قالَ: كانَ ابنُ مسعودٍ يقولُ: أَيُّمَا رَجُلٍ أَحْدَثَ في آخِرِ صلاتِه، فَقَدْ تَمَّتْ صلاتُه، وذلك قَوْلُه: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: فَراغُكَ مِن الركوعِ والسجودِ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: في المسألةِ وأنتَ جالسٌ). [الدر المنثور: 15 / 503-504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ مسعودٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا فَرَغْتَ مِنَ الفرائِضِ فانْصَبْ في قيامِ الليلِ). [الدر المنثور: 15 / 504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا صَلَّيْتَ فاجْتَهِدْ في الدعاءِ والمسألةِ). [الدر المنثور: 15 / 504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، [454ظ] وابنُ جَرِيرٍ وابنُ نَصْرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن أسبابِ نفسِكَ فَصَلِّ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: اجْعَلْ رَغْبَتَكَ إلى ربِّكَ). [الدر المنثور: 15 / 504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ النَّصْرِ،،عن قتادةَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا فرَغْتَ مِن صلاتِكَ فانْصَبْ في الدعاءِ). [الدر المنثور: 15 / 504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ نصرٍ، عن الضَّحَّاكِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ}؛ قالَ: مِن الصلاةِ المكتوبةِ فَانْصَبْ. {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: في المسألةِ والدعاءِ). [الدر المنثور: 15 / 504]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ النَّصْرِ، عن قتادةَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: أَمَرَه إذَا فَرَغَ مِن الصلاةِ أن يَرْغَبَ في الدعاءِ إلى ربِّه، وقالَ الحسَنُ: أَمَرَه إذا فَرَغَ مِن غزوةٍ أن يَجْتَهِدَ في العبادةِ). [الدر المنثور: 15 / 505]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن زيدِ بنِ أسلَمَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن الجهادِ فتَعَبَّدْ). [الدر المنثور: 15 / 505]
تفسير قوله تعالى: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، في قوله: {فإذا فرغت فانصب * وإلى ربك فارغب} [سورة الشرح: 7-8] قال: اجعل نيتك ورغبتكإلى ربك). [الزهد لابن المبارك: 2/ 714-715]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: وَإِلى رَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ فَاجْعَلْ رَغْبَتَكَ، دُونَ مَنْ سِوَاهُ مِنْ خَلْقِهِ، إِذْ كانَ هؤلاءِ المُشْرِكُونَ مِنْ قَوْمِكَ قدْ جَعَلُوا رَغْبَتَهُمْ في حَاجَاتِهِمْ إِلى الآلهةِ وَالأَنْدَادِ.
وبنحوِ الذي قُلْنَا في ذلكَ قَالَ أهلُ التَأْوِيلِ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذلكَ:
- حَدَّثَنَا ابنُ حميدٍ، قَالَ: ثنا مَهْرَانُ، عَنْ سفيانَ، عَنْ منصورٍ، عَنْ مجاهدٍ {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قَالَ: اجْعَلْ نِيَّتَكَ وَرَغْبَتَكَ إِلى اللَّهِ.
- حَدَّثَنَا أبو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا وَكِيعٌ، عَنْ سفيانَ، عَنْ منصورٍ، عَنْ مجاهدٍ {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قَالَ: اجْعَلْ رَغْبَتَكَ وَنِيَّتَكَ إِلَى رَبِّكَ.
- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بنُ عَمْرٍو، قَالَ: ثنا أبو عَاصِمٍ، قَالَ: ثنا عِيسَى؛ وَحَدَّثَنِي الحَارِثُ، قَالَ: ثنا الحسنُ، قَالَ: ثنا وَرْقَاءُ، جميعاً عَنِ ابنِ أبي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، قولُهُ: {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قَالَ: إِذا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ). [جامع البيان: 24 / 500]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم؟، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن منصور، عن مجاهد، قال: يقول: {إذا فرغت} من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة فاجعل رغبتك ونيتك إلى الله عز وجل). [تفسير مجاهد: 2/ 768]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول مجاهد: فأخبرناه محمّد بن محمّد أنا إبراهيم بن علّي، أنا النجيب أبو الفرج الحرّاني، أنا أحمد بن محمّد اللبان، في كتابه، أنا أبو علّي الحداد، أنا أبو نعيم، ثنا عبد الله بن محمّد، ثنا جعفر بن محمّد، ثنا عثمان هو ابن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، في قول الله عزّ وجلّ: {فإذا فرغت} من دنياك، {فانصب} في صلاتك، {وإلى ربك فارغب}؛ قال: اجعل نيتك ورغبتك إلى ربك.
وهكذا رواه ابن المبارك في الزّهد عن سفيان عن منصور). [تغليق التعليق: 4 / 372-373] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، وابنُ مَرْدُويَهْ، مِن طُرُقٍ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ الآيةَ، قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن الصلاةِ فانْصَبْ في الدعاءِ، واسْأَلِ اللَّهَ وارْغَبْ إليه). [الدر المنثور: 15 / 503] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ عن ابنِ عبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ الآية.
قالَ: قالَ اللَّهُ لرسولِه [صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]: إذا فَرَغْتَ مِن صلاتِكَ وتَشَهَّدْتَ فانْصَبْ إلى ربِّكَ واسْأَلْه حاجَتَكَ). [الدر المنثور: 15/ 503] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي الدنيا في الذِّكْرِ عن ابنِ مسعودٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ إلى الدعاءِ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ في المسألةِ). [الدر المنثور: 15 / 503] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ عن الضَّحَّاكِ، قالَ: كانَ ابنُ مسعودٍ يقولُ: أَيُّمَا رَجُلٍ أَحْدَثَ في آخِرِ صلاتِه، فَقَدْ تَمَّتْ صلاتُه، وذلك قَوْلُه: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: فَراغُكَ مِن الركوعِ والسجودِ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: في المسألةِ وأنتَ جالسٌ). [الدر المنثور: 15 / 503-504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ المُنْذِرِ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ مسعودٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا فَرَغْتَ مِنَ الفرائِضِ فانْصَبْ في قيامِ الليلِ). [الدر المنثور: 15 / 504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا صَلَّيْتَ فاجْتَهِدْ في الدعاءِ والمسألةِ). [الدر المنثور: 15 / 504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ وابنُ نَصْرٍ، وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن مُجَاهِدٍ في قَوْلِهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن أسبابِ نفسِكَ فَصَلِّ، {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: اجْعَلْ رَغْبَتَكَ إلى ربِّكَ). [الدر المنثور: 15 / 504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ الرَّزَّاقِ، وعبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ جَرِيرٍ، وابنُ المُنْذِرِ، وابنُ النَّصْرِ،،عن قتادةَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذا فرَغْتَ مِن صلاتِكَ فانْصَبْ في الدعاءِ). [الدر المنثور: 15 / 504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ نصرٍ، عن الضَّحَّاكِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ}؛ قالَ: مِن الصلاةِ المكتوبةِ فَانْصَبْ. {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: في المسألةِ والدعاءِ). [الدر المنثور: 15 / 504] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ، وابنُ النَّصْرِ، عن قتادةَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ}؛ قالَ: أَمَرَه إذَا فَرَغَ مِن الصلاةِ أن يَرْغَبَ في الدعاءِ إلى ربِّه، وقالَ الحسَنُ: أَمَرَه إذا فَرَغَ مِن غزوةٍ أن يَجْتَهِدَ في العبادةِ). [الدر المنثور: 15 / 505] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأَخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن زيدِ بنِ أسلَمَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ}؛ قالَ: إذَا فَرَغْتَ مِن الجهادِ فتَعَبَّدْ). [الدر المنثور: 15 / 505] (م)