سورة التين
[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2) وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4) ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)}
قوله تعالى: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: اختلف الناس في تفسير هذه السورة وأقسام الله تعالى أقسم فقال قائلون هو تينكم هذا، وزيتونكم هذا.
وقال آخرون: التين: جبل ينبت التين، والزيتون: جبل ينبت الزيتون.
وقال آخرون: هما جبلان بالشام.
وقال آخرون: مدينتان بالشام دمشق وفلسطين.
وقيل في قوله تعالى: {وءاوينهما إلى ربوة ذات قرار ومعين} قال: دمشق.
وحدثني أحمد بن العباس عن محمد بن هارون بن يحيى بن زياد في قوله تعالى: {والتين والزيتون} قال: هي جبال ما بين حلوان وهمذان.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/504]
فأقسم الله بهما، والاختيار أن يكون الإقسام يقع على اسمه تعالى، والتقدير: ورب التين والزيتون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/505]
قوله تعالى: {وَطُورِ سِينِينَ (2)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرحمن الرحيم
اتفقوا كلهم على كسر السين من قوله: (وطور سينين (2).
وقد روى عن عمر (وطور سيناء).
وقيل " سينين " نعته بالحسنى.
ويقال: هو جبل بين حلوان وهمذان.
قال أبو منصور: ما روي عن عمر فهو شاذ، وهو خلاف المصحف.
وسينا معناه: الحسن.
وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه - أنه تكلم به). [معاني القراءات وعللها: 3/153]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وطور سينين: وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام والسلام وسينين: وهو الحسن، وكل حسن عندهم: سينين.
وقال آخرون: كل جبل مثمر يقال له: سينين.
واجتمع القراء السبعة على كسر السين من {سينين} وكان أبو عمرو يحتج بأن سينين وسيناء واحد، وإنما زادوا النون لرؤوس الآي.
وقرأ: {وطور سينين} [2] عبد الله بن أبي إسحاق، وعيسى الثقفي.
وفيها قراءة ثالثة: {وطور سينا * وهذا البلد الأمين} [2، 3] يؤثر ذلك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/505]
قوله تعالى: {وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (3)}
قوله تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({لقد خلقنا الإنسان} [4] جواب القسم، والإنسان –ها هنا- محمد عليه السلام، وقيل آدم عليه السلام وقيل: كل إنسان لأن الله تعالى خلق الجماد والحيوان من طائر وبهيمة فأحسن ما خلق الإنسان في أحسن صورة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/505]
قوله تعالى: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({ثم رددناه أسفل سافلين} [5] قيل: الكفار، وقيل: أبو جهل بن هشام وقيل: كل إنسان إذا هرم وشاخ فقد رد إلى أرذل العمر، وهو تفسير أسفل سافلين، ويقال: كل مسلم وإن رد إلى
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/505]
أرذل العمر فنقص عمله من أعمال البر كتب له ذلك مثل ما كان يعمل في شبيبته؛ لأنه أسير الله في أرضه، فلذلك استثني، فقال: {إلا الذين آمنوا وعملوا الصلحت فلهم أجر غير ممنون} [6]، أي: لا يمن عليهم، والكافر إذا شاخ وختم له بالشرك ولج النار؛ لأنه يموت والله عليه غضبان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/506]
قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({إلا الذين آمنوا وعملوا الصلحت فلهم أجر غير ممنون} [6]، أي: لا يمن عليهم، والكافر إذا شاخ وختم له بالشرك ولج النار؛ لأنه يموت والله عليه غضبان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/506] (م)
قوله تعالى: {فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7)}
قوله تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8)} قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ({أليس الله بأحكم الحاكمين} [8] بأن يحكم بينك يا محمد وبين كفار أهل مكة حين آذوك حتى أخرجوك من وطنك. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية: {أليس الله بأحكم الحكمين} قال: سبحانك اللهم بلى). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/506]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين