تفسير قوله تعالى: (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاتّقوا اللّه وأطيعون (131) واتّقوا الّذي أمدّكم بما تعلمون (132) أمدّكم بأنعامٍ وبنين (133) وجنّاتٍ وعيونٍ (134) إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هودٍ لقومه من عادٍ: اتّقوا عقاب اللّه أيّها القوم بطاعتكم إيّاه فيما أمركم ونهاكم، وانتهوا عن اللّهو واللّعب وظلم النّاس وقهرهم بالغلبة والفساد في الأرض، واحذروا سخط الّذي أعطاكم من عنده ما تعلمون، وأعانكم به من بين المواشي والبنين والبساتين والأنهار). [جامع البيان: 17/613]
تفسير قوله تعالى: (أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاتّقوا اللّه وأطيعون (131) واتّقوا الّذي أمدّكم بما تعلمون (132) أمدّكم بأنعامٍ وبنين (133) وجنّاتٍ وعيونٍ (134) إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هودٍ لقومه من عادٍ: اتّقوا عقاب اللّه أيّها القوم بطاعتكم إيّاه فيما أمركم ونهاكم، وانتهوا عن اللّهو واللّعب وظلم النّاس وقهرهم بالغلبة والفساد في الأرض، واحذروا سخط الّذي أعطاكم من عنده ما تعلمون، وأعانكم به من بين المواشي والبنين والبساتين والأنهار). [جامع البيان: 17/613] (م)
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: واتّقوا الّذي أمدّكم بما تعلمون (132) أمدّكم بأنعامٍ وبنين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ أنعامٍ قال: الرّاعية). [تفسير القرآن العظيم: 8/2796]
تفسير قوله تعالى: (وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (134) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاتّقوا اللّه وأطيعون (131) واتّقوا الّذي أمدّكم بما تعلمون (132) أمدّكم بأنعامٍ وبنين (133) وجنّاتٍ وعيونٍ (134) إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هودٍ لقومه من عادٍ: اتّقوا عقاب اللّه أيّها القوم بطاعتكم إيّاه فيما أمركم ونهاكم، وانتهوا عن اللّهو واللّعب وظلم النّاس وقهرهم بالغلبة والفساد في الأرض، واحذروا سخط الّذي أعطاكم من عنده ما تعلمون، وأعانكم به من بين المواشي والبنين والبساتين والأنهار). [جامع البيان: 17/613] (م)
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: جنّاتٍ وعيونٍ
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: جنّاتٍ قال: حوائط.
- حدّثنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن المفضّل، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ جنّاتٍ قال: البساتين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2796]
تفسير قوله تعالى: (إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (135) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ} من اللّه {عظيمٍ}). [جامع البيان: 17/613]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: إنّي أخاف عليكم عذاب يومٍ عظيمٍ
والعذاب النّكال قد مرّ ذكره.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه حدّثني ابن لهيعة حدّثني عطاءٌ، عن سعيد بن جبيرٍ عظيمٍ يعني وافرًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/2796]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ (136) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا سواءٌ علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين (136) إن هذا إلاّ خلق الأوّلين (137) وما نحن بمعذّبين}.
يقول تعالى ذكره: قالت عادٌ لنبيّهم هودٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: معتدلٌ عندنا وعظك إيّانا وتركك الوعظ، فلن نؤمن لك ولن نصدّقك على ما جئتنا به). [جامع البيان: 17/614]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: قالوا سواءٌ علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق قال: بعث اللّه إليهم هودًا يعني إلى عادٍ فأمرهم أن يوحّدوا اللّه عزّ وجلّ، ولا يجعلوا معه إلهًا غيره، وأن يكفّوا، عن ظلم النّاس لم يأمرهم فيما يذكر واللّه أعلم غير ذلك فأبوا عليه وكذّبوا وقالوا من أشدّ منّا قوّةً واتّبعه منهم إناسٌ وهم يسيرٌ مكتتمون بإيمانهم وكان من آمن به وصدّقه رجلٌ من عادٍ يقال له يزيد بن سعد ابن غفيرٍ وكان يكتم إيمانه فلمّا عتوا على اللّه وكذّبوا نبيّهم وأكثروا في الأرض الفساد قالوا يا هود: ما جئتنا ببيّنةٍ وما نحن بتاركي آلهتنا، عن قولك وما نحن لك بمؤمنين). [تفسير القرآن العظيم: 9/2796]
تفسير قوله تعالى: (إِنْ هَذَا إِلَّا خُلُقُ الْأَوَّلِينَ (137) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إن هذا إلا خلق الأولين قال يقول هكذا خلقت الأولون وهكذا كانوا يحييون ويموتون). [تفسير عبد الرزاق: 2/75]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إن هذا إلاّ خلق الأوّلين} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك؛ فقرأته عامّة قرّاء المدينة سوى أبي جعفرٍ، وعامّة قرّاء الكوفة المتأخّرين منهم: {إن هذا إلاّ خلق الأوّلين} من قبلنا.
وقرأ ذلك أبو جعفرٍ، وأبو عمرو بن العلاء: (إن هذا إلاّ خلق الأوّلين)، بفتح الخاء وتسكين اللاّم، بمعنى: ما هذا الّذي جئتنا به إلاّ كذب الأوّلين وأحاديثهم.
واختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك نحو اختلاف القرّاء في قراءته، فقال بعضهم: معناه: ما هذا إلاّ دين الأوّلين وعادتهم وأخلاقهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إن هذا إلاّ خلق الأوّلين} يقول: دين الأوّلين.
- حدّثنا الحسن، قال: أخبرنا عبد الرّزّاق، قال: أخبرنا معمرٌ، عن قتادة، قوله: {إن هذا إلاّ خلق الأوّلين} يقول: هكذا خلقة الأوّلين، وهكذا كانوا يحيون ويموتون.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ما هذا إلاّ كذب الأوّلين وأساطيرهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ: {إن هذا إلاّ خلق الأوّلين} قال: أساطير الأوّلين.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {إلاّ خلق الأوّلين} قال: كذبهم.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إن هذا إلاّ خلق الأوّلين} قال: إن هذا إلاّ أمر الأوّلين وأساطير الأوّلين اكتتبها فهي تملى عليه بكرةً وأصيلاً.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن عامرٍ، عن علقمة، عن ابن مسعودٍ: {إن هذا إلاّ خلق الأوّلين} يقول: إن هذا إلاّ اختلاقٌ الأوّلين.
- قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا داود، عن الشّعبيّ، عن علقمة، عن عبد اللّه، أنّه كان يقرأ {إن هذا إلاّ خلق الأوّلين} ويقول شيءٌ اختلقوه.
- حدّثني يعقوب، قال: حدّثنا ابن عليّة، عن داود، عن الشّعبيّ، قال: قال علقمة: {إن هذا إلاّ خلق الأوّلين} قال: اختلاقٌ الأوّلين.
وأولى القراءتين في ذلك بالصّواب: قراءة من قرأ {إن هذا إلاّ خلق الأوّلين} بضمّ الخاء واللاّم، بمعنى: إن هذا إلاّ عادة الأوّلين ودينهم، كما قال ابن عبّاسٍ، لأنّهم إنّما عوتبوا على البنيان الّذي كانوا يتّخذونه، وبطشهم بالنّاس بطش الجبابرة، وقلّة شكرهم ربّهم فيما أنعم عليهم، فأجابوا نبيّهم بأنّهم يفعلون ما يفعلون من ذلك احتذاءً منهم سنّة من قبلهم من الأمم، واقتفاءً منهم آثارهم، فقالوا: ما هذا الّذي نفعله إلاّ خلق الأوّلين، يعنون بالخلق: عادة الأوّلين. ويزيد ذلك بيانًا وتصحيحًا لما اخترنا من القراءة والتّأويل، قولهم: {وما نحن بمعذّبين} لأنّهم لو كانوا لا يقرّون بأنّ لهم ربًّا يقدر على تعذيبهم ما قالوا: {وما نحن بمعذّبين} ). [جامع البيان: 17/614-616]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إن هذا إلّا خلق الأوّلين (137)
قوله تعالى: إن هذا إلا خلق الأوّلين
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: خلق الأوّلين يقول: دين الأوّلين.
- حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا مسدّدٌ، ثنا يزيد بن هارون، ثنا داود بن أبي هند، عن الشّعبيّ، عن علقمة في قوله: إن هذا إلا خلق الأوّلين قال اختلاف الأوّلين.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: خلق الأوّلين قال: كذبهم.
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ أنبأ محمّد بن شعيبٍ حدّثنا عثمان بن عطاءٍ، عن أبيه عطاءٍ أمّا خلق الأوّلين فأمر الأوّلين.
وروي، عن عكرمة وعبد الرّحمن بن زيدٍ مثل ذلك
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: خلق الأوّلين أي هكذا كان النّاس قبلنا يعيشون ما عاشوا ثمّ يموتون فلا بعث عليهم ولا حساب.
- أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ أنبأ عبد الرّزّاق أنبأ معمرٌ، عن قتادة في قوله: إن هذا إلا خلق الأوّلين قال: يقول هكذا خلقت الأوّلين وهكذا كانوا يحيون ويموتون.
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، ثنا أبي، ثنا عمّي، ثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ إن هذا إلا خلق الأوّلين يقول: أساطير الأوّلين). [تفسير القرآن العظيم: 8/2797]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إن هذا إلا خلق الأولين يعني كذب الأولين). [تفسير مجاهد: 464]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {إن هذا إلّا خلق الأوّلين} [الشعراء: 137].
- عن ابن مسعودٍ أنّه كان يقرأ: إن هذا إلّا خلق الأوّلين كلّ شيءٍ خلقوه، يقول: كلّ شيءٍ اختلقوه.
رواه الطّبرانيّ، ورجاله رجال الصّحيح). [مجمع الزوائد: 7/85]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إن هذا إلا خلق الأولين} قال: دين الأولين). [الدر المنثور: 11/282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إن هذا إلا خلق الأولين} قال: أساطير الأولين). [الدر المنثور: 11/282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر والطبراني عن ابن مسعود انه كان يقرأ {إن هذا إلا خلق الأولين} يقول شيء اختلقوه وفي لفظ يقول (اختلاق الاولين) ). [الدر المنثور: 11/282-283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {إن هذا إلا خلق الأولين} قال: كذبهم). [الدر المنثور: 11/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن علقمة {إن هذا إلا خلق الأولين} قال: اختلاقهم). [الدر المنثور: 11/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عاصم انه قرأ {إن هذا إلا خلق الأولين} مرفوعة الخاء مثقلة). [الدر المنثور: 11/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إن هذا إلا خلق الأولين} قال: هكذا خلقت الاولون وهكذا كان الناس يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ولا بعث عليهم ولا حساب {وما نحن بمعذبين} أي إنما نحن مثل الاولين نعيش كما عاشوا ثم نموت لا حساب ولا عذاب علينا ولا بعث). [الدر المنثور: 11/283]
تفسير قوله تعالى: (وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ (138) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ويزيد ذلك بيانًا وتصحيحًا لما اخترنا من القراءة والتّأويل، قولهم: {وما نحن بمعذّبين} لأنّهم لو كانوا لا يقرّون بأنّ لهم ربًّا يقدر على تعذيبهم ما قالوا: {وما نحن بمعذّبين} بل كانوا يقولون: إن هذا الّذي جئتنا به يا هود إلاّ خلق الأوّلين، وما لنا من معذّبٍ يعذّبنا، ولكنّهم كانوا مقرّين بالصّانع، ويعبدون الآلهة، على نحو ما كان مشركو العرب يعبدونها، ويقولون: إنّها تقرّبنا إلى اللّه زلفى، فلذلك قالوا لهودٍ وهم منكرون نبوّته: {سواءٌ علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين} ثمّ قالوا له: ما هذا الّذي نفعله إلاّ عادة من قبلنا وأخلاقهم، وما اللّه معذّبنا عليه، كما أخبرنا تعالى ذكره عن الأمم الخالية قبلنا أنّهم كانوا يقولون لرسلهم: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّةٍ وإنّا على آثارهم مقتدون} ). [جامع البيان: 17/616-617]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: وما نحن بمعذّبين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالحٍ، ثنا الوليد، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن قتادة يعني قوله: وما نحن بمعذّبين قال: قالوا إنّما نحن مثل الأوّلين نعيش كما عاش الأوّلون ثمّ نموت ولا بعث ولا حساب.
- حدّثنا عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة فيما كتب إليّ أخبرنا أبو الجماهر، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: إن هذا إلا خلق الأوّلين وما نحن بمعذّبين أي إنّما نحن مثل الأوّلين نعيش كما عاشوا ثمّ نموت لا حساب ولا عذاب علينا ولا بعث). [تفسير القرآن العظيم: 8/2797-2798]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {إن هذا إلا خلق الأولين} قال: هكذا خلقت الاولون وهكذا كان الناس يعيشون ما عاشوا ثم يموتون ولا بعث عليهم ولا حساب {وما نحن بمعذبين} أي إنما نحن مثل الاولين نعيش كما عاشوا ثم نموت لا حساب ولا عذاب علينا ولا بعث). [الدر المنثور: 11/283] (م)
تفسير قوله تعالى: (فَكَذَّبُوهُ فَأَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (139) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {فكذّبوه فأهلكناهم، إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين (139) وإنّ ربّك لهو العزيز الرّحيم}.
يقول تعالى ذكره: فكذّبت عادٌ رسول ربّهم هودًا، والهاء في قوله {فكذّبوه} من ذكر هودٍ. {فأهلكناهم} يقول: فأهلكنا عادًا بتكذيبهم رسولنا. {إنّ في ذلك لآيةً} يقول تعالى ذكره: إنّ في إهلاكنا عادًا بتكذيبها رسولها لعبرةً وموعظةً لقومك يا محمّد المكذّبيك فيما أتيتهم به من عند ربّك. {وما كان أكثرهم مؤمنين} يقول: وما كان أكثر من أهلكنا بالّذين يؤمنون في سابق علم اللّه). [جامع البيان: 17/617]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فكذّبوه فأهلكناهم إنّ في ذلك لآيةً وما كان أكثرهم مؤمنين (139)
قوله تعالى: فأهلكناهم
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عقبة بن خالدٍ، ثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: نصرت بالصّبا وأهلكت عادٌ بالدّبور.
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ أنبأ نوح بن قيسٍ، ثنا أشعث بن جابرٍ الحداني، عن شهر بن بن حوشبٍ، عن أبي هريرة قال: كان الرّجل من قوم عادٍ ليتّخذ المصراع لو اجتمع عليه خمسمائةٍ من هذه الأمّة لم يستطيعوا أن ينقلوه وإن كان أحدهم ليدخل قدمه في الأرض فتدخل فيها.
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ أنبأ نوح بن قيسٍ، عن أبي رجاء محمد ابن سيفٍ الحدّانيّ، عن الحسن قال: لمّا جاءت الرّيح إلى قوم عادٍ ركّزوا أقدامهم في الأرض وأخذوا بيد بعضهم، وقالوا: من يزيل أقدامنا، عن أماكنها إن كنت صادقً، فأرسل اللّه عليهم الرّيح تنزع أقدامهم من الأرض وكأنّهم أعجاز نخلٍ منقعرٍ.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، ثنا محمّد بن إسحاق قال: فبعث اللّه عليهم هودًا فأبوا عليه وكذّبوه وقالوا: من أشدّ منّا قوّةً؟ قال: فلمّا فعلوا ذلك أمسك اللّه عنهم المطر من السّماء ثلاث سنين فيما يزعمون حتّى جهدهم ذلك، كان النّاس في ذلك الزّمان إذا نزل بهم بلاءٌ أو جهدٌ طلبوا إلى اللّه عزّ وجلّ الفرج منه، كانت طلبتهم إلى اللّه بمكّة عند بيته الحرام مسلمة وكافرهم فيجتمع بمكّة أناسٌ كثيرون شتّى مختلفةٌ أديانهم وكلّهم معظّمٌ لمكّة يعرف حرمتها ومكانها من اللّه وكانت أمّ معاوية بن بكرٍ كلهدة بنت الخبيريّ رجلٌ من عادٍ فلمّا قحط المطر وجهد، قالوا جهّزوا منكم وفدًا إلى مكّة فليستسقوا لكم فإنّكم قد هلكتم، فبعثوا قبل بن عثر ولقيم ابن هزالٍ وهذيل بن عتيك بن ضدّ بن عاد الأكبر ومربد بن سعد بن عفيرٍ وكان مسلما يكتم إيمانه وجلهمة بن الخيبري خلّ معاوية بن بكرٍ أخا أمّه ثمّ بعثوا أثمن بن عادٍ بن فلان بن ملان بن ضد ابن عادٍ الأكبر، فانطلق كلّ رجلٍ منهم من هؤلاء القوم معه برهطٍ من قومه حتّى بلغ عدّة وفدهم سبعين رجلا فلمّا قدموا مكّة نزلوا على معاوية بن بكرٍ وهو بظاهر مكّة خارجًا من الحرم، فأنزلهم وأكرمهم فكانوا أخواله وصهره وكانت هزيلة بنت بكرٍ أخت معاوية لأبيه وأمّه فلمّا نزل وفد عادٍ على معاوية بن بكرٍ أقاموا عنده شهرًا يشربون الخمر وتغنّيهم الجرادتان قينتان لمعاوية بن بكرٍ وكان مسيرهم شهرًا ومقامهم شهرًا، فلمّا رأى معاوية مقامهم وقد بعثهم قومهم يتغوّثون من البلاء الّذي أصابهم فشقّ ذلك عليه وقال: هلك أخوالي وأصهاري وهؤلاء مقيمون عندي وهم ضيفي نازلون عليّ واللّه ما أدري كيف أصنع بهم؟ أستحيي أن آمرهم بالخروج إلى ما بعثوا له فيظنّون أنّه ضيقٌ منّي بمقامهم عندي قد هلك ما وراءهم من قومهم جهدًا وعطشًا ثمّ خرجوا إلى مكّة يستسقون لعادٍ فلمّا ولّوا إلى مكة أنشأ الله سحائب ثلاث بيضاء وحمراء وسوداء ثمّ نادى منادٍ من السّحاب يا قيل اختر لنفسك ولقومك من هذا السّحاب فقال قيل قد اخترت السّحابة السّوداء فإنّها أكثر السّحابة ماءًا فناداه منادٍي: اخترت رمادًا رمدًا لا يبقي من عادٍ أحدًا لا والدًا ولا يترك ولدًا إلا جعلته همدًا إلا بني اللّوذيّة المهدا، واعتزل هودٌ فيما ذكر لي ومن معه من المؤمنين في حظيرةٍ ما يصيبه ومن معه من المؤمنين إلا ما تلين عليه الجلود وتلتذّ الأنفس وإنّها لتمرّ من عادٍ بالظّعن ما بين السّماء والأرض وتدمغهم بالحجارة.
- حدّثنا أبي الحكم بن موسى، ثنا الوليد، ثنا ابن عجلان، ثنا عون بن عبد اللّه بن عتبة أنّ أبا الدّرداء لمّا رأى ما أحدث المسلمون في الغوطة من البنيان ونصب الشّجر، قام في مسجدهم فنادى: يا أهل دمشق فاجتمعوا إليه فحمد اللّه وأثنى عليه ثمّ قال: ألا تستحيون ألا تستحيون، تجمعون ما لا تأكلون، وتبنون ما لا تسكنون، وتأملون ما لا تدركون، قد كانت قبلكم قرونٌ يجمعون فيوعون ويبنون فيوثقون ويأمّلون فيطيلون فأصبح أملهم غرورًا وأصبح جمعهم بورًا وأصبحت مساكنهم قبورا إلا أن عادا ملكت ما بين عدن وعمان خيلا وركابًا من يشتري منّي ميراث عادٍ بدرهمين.
قوله تعالى إن في ذلك لآية- إلى: الرحيم
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/2798-2800]
تفسير قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (140) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وإنّ ربّك لهو العزيز} في انتقامه من أعدائه، {الرّحيم} بالمؤمنين به). [جامع البيان: 17/617]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى إن في ذلك لآية- إلى: الرحيم
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/2800] (م)