التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} [الصافات: 83] يقول إنّ من أهل ملّة نوحٍ لإبراهيم.
هذا تفسير السّدّيّ.
وقال مجاهدٌ: {وإنّ من شيعته لإبراهيم} [الصافات: 83] على منهاجه وسنّته). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإنّ من شيعته لإبراهيم...} يقول: إن من شيعة محمّدٍ لإبراهيم صلى الله عليه وسلم. يقول: على دينه , ومنهاجه، فهو من شيعته، وإن كان إبراهيم سابقاً له.
وهذا مثل قوله: {وآيةٌ لهم أنّا حملنا ذرّيّتهم}: أي ذرّيّة من {هو منهم} , فجعلها ذرّيّتهم , وقد سبقتهم.). [معاني القرآن: 2/388]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإنّ من شيعته لإبراهيم (83)}
أي: من شيعة نوح، من أهل ملّته :يعني :نوحاً.). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن من شيعته لإبراهيم}
قال مجاهد: (أي: على منهاجه وسنته) .
وقال قتادة : (على دينه) .
قال أبو جعفر : المعنى : وإن من شيعة نوح .
قال الفراء: المعنى : وإن من شيعة محمد صلى الله عليه وسلم , والأول أشبه؛ لأن ذكر نوح قد تقدم.). [معاني القرآن: 6/398-39]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ({وإن من شيعته لإبراهيم}: الهاء لمحمد صلى الله عليه وسلم أي: إبراهيم عليه السلام خبر بخبره، فاتبعه , ودعا له.). [ياقوتة الصراط: 431]
تفسير قوله تعالى: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (84)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إذ جاء ربّه بقلبٍ سليمٍ} [الصافات: 84] حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: من الشّرك). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ):
({إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا}
وما فيها من نجم وقمر وشمس والأرض وما فيها من بحر وجبل وحجر وصنم {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ومثل هذا: الحواريّ حين ورد على قوم يعبدون (بدّا) لهم فأظهر تعظيمه وترفيله، وأراهم الاجتهاد في دينهم، فأكرموه وفضّلوه وائتمنوه، وصدروا في كثير من الأمور عن رأيه. إلى أن دهمهم عدوّ لهم خافه الملك على مملكته، فشاور الحواريّ في أمره، فقال: الرأي أن ندعو إلهنا- يعني البدّ- حتى يكشف ما قد أظلّنا، فإنا لمثل هذا اليوم كنّا نرشّحه.
فاستكفّوا حوله يتضرّعون إليه ويجأرون، وأمر عدوّهم يستفحل، وشوكته تشتد يوما بعد يوم.
فلما تبين لهم من هذه الجهة أن (بدّهم) لا ينفع ولا يدفع، ولا يبصر ولا يسمع، قال: هاهنا إله آخر، أدعوه فيستجيب، وأستجيره فيجير، فهلموا فلندعه. فدعوا الله جميعا فصرف عنهم ما كانوا يحاذرون، وأسلموا.
ومن الناس من يذهب إلى أن إبراهيم صلّى الله عليه وسلم، كان في تلك الحال على ضلال وحيرة.
وكيف يتوهّم ذلك على من عصمه الله وطهّره في مستقرّه ومستودعه؟
والله سبحانه يقول: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}. أي: لم يشرك به قط، كذلك قال المفسرون، أو من قال منهم). [تأويل مشكل القرآن: 337-338] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({إذ جاء ربّه بقلب سليم (84)}
جاء في التفسير : سليم من الشرك، وهو سليم من الشرك , ومن كل دنس.). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وإذ جاء ربه بقلب سليم} قال قتادة: (أي : سليم من الشرك).
وقال عروة بن الزبير : (لم يلعن شيئا قط , فقال الله جل وعز: {إذ جاء ربه بقلب سليم}). ). [معاني القرآن: 6/39]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {بقلب سليم}: أي: ليس فيه غش, ولا غل.). [ياقوتة الصراط: 431]
تفسير قوله تعالى: {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ (85) }
تفسير قوله تعالى: {أَئِفْكًا آَلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ (86) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({أئفكًا} [الصافات: 86]، أي: كذبًا.
{آلهةً دون اللّه تريدون} [الصافات: 86] على الاستفهام، أي: قد فعلتم فعبدتموهم دونه). [تفسير القرآن العظيم: 2/835]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: ( وقوله جل وعز: {أئفكا آلهة دون الله تريدون}
قال قتادة : (أي: أكذبا).). [معاني القرآن: 6/39]
تفسير قوله تعالى: {فَمَا ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (87) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فما ظنّكم بربّ العالمين} [الصافات: 87]، أي: أنّه معذّبكم). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {فما ظنّكم بربّ العالمين (87)}
قال إبراهيم لقومه , وهم يعبدون الأصنام: أي شيء ظنكم بربّ العالمين , وأنتم تعبدون غيره؟!.
وموضع (ما) رفع بالابتداء، والخبر (ظنّكم) .). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فما ظنكم برب العالمين}
روى سعيد , عن قتادة قال : (أي : {فما ظنكم برب العالمين }, وقد عبدتم غيره إذا لقيتموه؟!).). [معاني القرآن: 6/39-40]
تفسير قوله تعالى: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فنظر نظرةً في النّجوم} [الصافات: 88]، يعني: في الكواكب، تفسير السّدّيّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ} , مفسر في كتاب «تأويل المشكل»).
[تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
كان العصر الذي بعث الله، عز وجل، فيه إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم، عصر نجوم وكهانة، وإنما أمر نمروذ بقتل الولدان في السنة التي ولد فيها إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم؛ لأن المنجمين والكهّان قالوا: إنه يولد في تلك السنة من يدعو إلى غير دينه، ويرغب عن سنّته.
وكان القوم يعظّمون النجوم، ويقضون بها على غائب الأمور، ولذلك نظر إبراهيم نظرة في النجوم فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ} وكان القوم يريدون الخروج إلى مجمع لهم، فأرادوه على أن يغدو معهم، وأراد كيد أصنامهم خلاف مخرجهم، فنظر نظرة في النجوم، يريد علم النجوم، أي في مقياس من مقاييسها، أو سبب من أسبابها، ولم ينظر إلى النجوم أنفسها. يدلك على ذلك قوله: {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88)}
ولم يقل: إلى النجوم. وهذا كما يقال: فلان ينظر في النجوم، إذا كان يعرف حسابها، وفلان ينظر في الفقه والحساب والنحو.
وإنما أراد بالنظر فيها: أن يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون، وذلك أبلغ في المحال، وألطف في المكيدة). [تأويل مشكل القرآن: 335-336] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فنظر نظرة في النجوم}
في معناه : ثلاثة أقوال :-
قال الحسن: (أي تفكر فيما يعمل ؛ إذا كلفوه الخروج). قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول فنظر فيما نجم له من الرأي, أي فيما طلع له , يقال: نجم القرن , والنبت إذا طلعا .
أي: فكر , فعلم أنه لبد لكل حي من أن يسقم {فقال إني سقيم}.
قال الخليل: يقال للرجل إذا فكر في الشيء كيف يدبره : نظر في النجوم. وكذلك قال أبو العباس في معنى هذه الآية.
والقول الثاني : أن يكون المعنى فنظر فيما نجم من الأشياء , فعلم أن لها خالقا ومدبرا , وأنها تتغير , وعلم أن ذلك يلحقه .
فقال : إني سقيم .
والقول الثالث : ما رواه سعيد, عن قتادة : (أن سعيد بن المسيب قال : نظر إلى نجم , فقال:{ إني سقيم }, فكايد عن دينه) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول فعمل ما يعلمون من النظر في النجوم , واستدلالهم بها.
قال سعيد بن جبير , والضحاك , فقال : ({ إني سقيم }: أي: مطعون, وكانوا يهربون من الطاعون) .
قال الله جل وعز: {فتولوا عنه مدبرين} .). [معاني القرآن: 6/42]
تفسير قوله تعالى: {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ (89) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فقال إنّي سقيمٌ} [الصافات: 89] تفسير الكلبيّ: أنّهم كانوا بقريةٍ بين البصرة والكوفة يقال لها: هرمزخرّد، وكانوا ينظرون في النّجوم قال: {فنظر نظرةً في النّجوم {88} فقال إنّي سقيمٌ {89}} [الصافات: 88-89].
{فقال إنّي سقيمٌ {89}} [الصافات: 89]، أي: مطعونٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {إنّي سقيمٌ...}
أي : مطعون من الطاعون.
ويقال: إنها كلمة فيها معراض، أي: إنه كلّ من كان في عنقه الموت , فهو سقيم، وإن لم يكن به حين قالها سقم ظاهر, وهو وجه حسن...
- حدثني يحيى بن المهلّب أبو كدينة , عن الحسن بن عمارة , عن المنهال بن عمرو , عن سعيد بن جبيرٍ, عن ابن عبّاس , عن أبيّ بن كعب الأنصاريّ في قوله: {لا تؤاخذني بما نسيت}, قال: (لم ينس , ولكنها من معاريض الكلام) .
وقد قال عمر في قوله: (إنّ في معاريض الكلام لما يغنينا عن الكذب.).). [معاني القرآن: 2/388]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فنظر نظرةً في النّجوم (88) فقال إنّي سقيمٌ}, مفسر في كتاب «تأويل المشكل».). [تفسير غريب القرآن: 372] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقد جاء في القرآن التعريض...ومنه قول إبراهيم صلّى الله عليه وسلم: {إِنِّي سَقِيمٌ} أي سأسقم؛ لأن من كتب عليه الموت، فلا بد من أن يسقم.
ومنه قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} أي: ستموت ويموتون.
فأوهمهم إبراهيم بمعاريض الكلام أنه سقيم عليل، ولم يكن عليلا سقيما، ولا كاذبا). [تأويل مشكل القرآن: 267-268]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} .
كان العصر الذي بعث الله، عز وجل، فيه إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم، عصر نجوم وكهانة، وإنما أمر نمروذ بقتل الولدان في السنة التي ولد فيها إبراهيم، صلّى الله عليه وسلم؛ لأن المنجمين والكهّان قالوا: إنه يولد في تلك السنة من يدعو إلى غير دينه، ويرغب عن سنّته.
وكان القوم يعظّمون النجوم، ويقضون بها على غائب الأمور، ولذلك نظر إبراهيم نظرة في النجوم فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ} وكان القوم يريدون الخروج إلى مجمع لهم، فأرادوه على أن يغدو معهم، وأراد كيد أصنامهم خلاف مخرجهم، فنظر نظرة في النجوم، يريد علم النجوم، أي في مقياس من مقاييسها، أو سبب من أسبابها، ولم ينظر إلى النجوم أنفسها. يدلك على ذلك قوله: { فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ (88)}
ولم يقل: إلى النجوم. وهذا كما يقال: فلان ينظر في النجوم، إذا كان يعرف حسابها، وفلان ينظر في الفقه والحساب والنحو.
وإنما أراد بالنظر فيها: أن يوهمهم أنه يعلم منها ما يعلمون، ويتعرف في الأمور من حيث يتعرفون، وذلك أبلغ في المحال، وألطف في المكيدة {فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ} أي سأسقم فلا أقدر على الغدوّ معكم.
هذا الذي أوهمهم بمعاريض الكلام، ونيّته أنه سقيم غدا لا محالة؛ لأن من كانت غايته الموت ومصيره إلى الفناء- فسيسقم. ومثله قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ} ولم يكن النبي، صلّى الله عليه وسلم، ميّتا في ذلك الوقت، وإنما أراد: أنك ستموت وسيموتون.
{فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى} الزّهرة {قَالَ هَذَا رَبِّي} يريد: أن يستدرجهم بهذا القول، ويعرّفهم خطأهم، وجهلهم في تعظيمهم شأن النجوم، وقضائهم على الأمور بدلالتها. فأراهم أنه معظّم ما عظّموا، وملتمس الهدى من حيث التمسوا. وكلّ من تابعك على هواك وشابعك على أمرك، كنت به أوثق، وإليه أسكن وأركن. فأنسوا واطمأنوا.
فلمّا أفل أراهم النقص الداخل على النجم بالأفول، لأنه ليس ينبغي لإله أن يزول ولا أن يغيب، فقال لا أحبّ الآفلين واعتبر مثل ذلك في الشمس والقمر، حتى تبين للقوم ما أراد، من غير جهة العناد والمبادأة بالتّنقص والعيب.
ثم قال: {إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا} وما فيها من نجم وقمر وشمس والأرض وما فيها من بحر وجبل وحجر وصنم {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} ومثل هذا: الحواريّ حين ورد على قوم يعبدون (بدّا) لهم فأظهر تعظيمه وترفيله، وأراهم الاجتهاد في دينهم، فأكرموه وفضّلوه وائتمنوه، وصدروا في كثير من الأمور عن رأيه. إلى أن دهمهم عدوّ لهم خافه الملك على مملكته، فشاور الحواريّ في أمره، فقال: الرأي أن ندعو إلهنا- يعني البدّ- حتى يكشف ما قد أظلّنا، فإنا لمثل هذا اليوم كنّا نرشّحه. فاستكفّوا حوله يتضرّعون إليه ويجأرون، وأمر عدوّهم يستفحل، وشوكته تشتد يوما بعد يوم. فلما تبين لهم من هذه الجهة أن (بدّهم) لا ينفع ولا يدفع، ولا يبصر ولا يسمع، قال: هاهنا إله آخر، أدعوه فيستجيب، وأستجيره فيجير، فهلموا فلندعه. فدعوا الله جميعا فصرف عنهم ما كانوا يحاذرون، وأسلموا.
ومن الناس من يذهب إلى أن إبراهيم صلّى الله عليه وسلم، كان في تلك الحال على ضلال وحيرة.
وكيف يتوهّم ذلك على من عصمه الله وطهّره في مستقرّه ومستودعه؟
والله سبحانه يقول: {إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}. أي: لم يشرك به قط، كذلك قال المفسرون، أو من قال منهم). [تأويل مشكل القرآن: 335-338] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :({فنظر نظرة في النّجوم (88) فقال إنّي سقيم (89)}
قال لقومه : وقد رأى نجما : إني سقيم، فأوهمهم أن الطاعون به). [معاني القرآن: 4/308]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فتولّوا عنه مدبرين (90)} فرارا من أن يعدى إليهم الطاعون، وإنما قال : إني سقيم: لأن كل واحد, وأن كان معافى , فلا بد من أن يسقم ويموت، قال اللّه تعالى:{إنّك ميّت وإنّهم ميّتون (30)}
أي: إنك ستموت فيما يستقبل، وكذلك قوله: {إنّي سقيم}:أي: سأسقم لا محالة.
وقد روي في الحديث: ((لم يكذب إبراهيم إلا في ثلاثة))، وقد فسّرنا ذلك، وأن هذه الثلاث وقعت فيها معارضة في قوله:
{بل فعله كبيرهم هذا}: على معنى: إن كانوا ينطقون فقد فعله كبيرهم .
وقوله: " سارّة أختي "، أي: أختي في الإسلام.
وقوله: {إنّي سقيم}: على ما فسّرنا.). [معاني القرآن: 4/309] (م)
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فنظر نظرة في النجوم}
في معناه ثلاثة أقوال :-
قال الحسن: (أي: تفكر فيما يعمل إذا كلفوه الخروج) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول: فنظر فيما نجم له من الرأي, أي: فيما طلع له .
يقال : نجم القرن, والنبت إذا طلعا .
أي: فكر فعلم أنه لبد لكل حي من أن يسقم {فقال إني سقيم}.
قال الخليل : يقال للرجل إذا فكر في الشيء كيف يدبره : نظر في النجوم , وكذلك قال أبو العباس في معنى هذه الآية .
والقول الثاني: أن يكون المعنى: فنظر فيما نجم من الأشياء , فعلم أن لها خالقا ومدبرا , وأنها تتغير , وعلم أن ذلك يلحقه , فقال : إني سقيم .
والقول الثالث: ما رواه سعيد , عن قتادة : أن سعيد بن المسيب , قال: (نظر إلى نجم , فقال: إني سقيم , فكايد عن دينه) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول, فعمل ما يعلمون من النظر في النجوم , واستدلالهم بها .
قال سعيد بن جبير , والضحاك : (فقال إني سقيم , أي: مطعون, وكانوا يهربون من الطاعون , قال الله جل وعز: {فتولوا عنه مدبرين}).). [معاني القرآن: 6/40-42] (م)
تفسير قوله تعالى:{فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ (90)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فتولّوا عنه مدبرين} [الصافات: 90] إلى عيدهم، وذلك أنّهم استتبعوه لعيدهم فعصب رأسه وقال: إنّي رأيت اللّيلة في النّجوم إنّي سأطعن غدًا، كراهية الذّهاب معهم، ولمّا أراد أن يفعل بآلهتهم، كادهم بذلك، وهي إحدى الخطايا الثّلاث، قال: {والّذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدّين} [الشعراء: 82] قوله: {إنّي سقيمٌ} [الصافات: 89] وقوله: {بل فعله كبيرهم هذا} [الأنبياء: 63] وقوله
لسارّة: إن سألوك فقولي إنّك أختي). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ)
: ( {فتولّوا عنه مدبرين (90)}
فرارا من أن يعدى إليهم الطاعون، وإنما قال: إني سقيم؛ لأن كل واحد , وأن كان معافى , فلا بد من أن يسقم ويموت، قال اللّه تعالى: {إنّك ميّت وإنّهم ميّتون (30)}
أي إنك ستموت فيما يستقبل، وكذلك قوله:{إنّي سقيم}: أي : سأسقم لا محالة.
وقد روي في الحديث: لم يكذب إبراهيم إلا في ثلاثة، وقد فسّرنا ذلك، وأن هذه الثلاث وقعت فيها معارضة في قوله:
{بل فعله كبيرهم هذا}: على معنى: إن كانوا ينطقون , فقد فعله كبيرهم .
وقوله: " سارّة أختي ": أي أختي في الإسلام.
وقوله:{إنّي سقيم}: على ما فسّرنا.). [معاني القرآن: 4/308-309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فنظر نظرة في النجوم}
في معناه ثلاثة أقوال :-
قال الحسن: (أي تفكر فيما يعمل إذا كلفوه الخروج) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول : فنظر فيما نجم له من الرأي , أي: فيما طلع له .
يقال: نجم القرن , والنبت إذا طلعا .
أي : فكر , فعلم أنه لبد لكل حي من أن يسقم : {فقال إني سقيم}.
قال الخليل : يقال للرجل إذا فكر في الشيء كيف يدبره : نظر في النجوم, وكذلك قال أبو العباس في معنى هذه الآي.ة
والقول الثاني : أن يكون المعنى فنظر فيما نجم من الأشياء , فعلم أن لها خالقا ومدبرا وأنها تتغير , وعلم أن ذلك يلحقه , فقال: إني سقيم .
والقول الثالث : ما رواه سعيد , عن قتادة : أن سعيد بن المسيب قال : (نظر إلى نجم , فقال: إني سقيم , فكايد عن دينه) .
قال أبو جعفر : والمعنى على هذا القول : فعمل ما يعلمون من النظر في النجوم , واستدلالهم بها .
قال سعيد بن جبير , والضحاك : (فقال إني سقيم , أي: مطعون , وكانوا يهربون من الطاعون, قال الله جل وعز: {فتولوا عنه مدبرين}). ). [معاني القرآن: 6/40-42] (م)
تفسير قوله تعالى: {فَرَاغَ إِلَى آَلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ (91) }
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({فراغ إلى آلهتهم}: انصرف إليها مستخفيا).[غريب القرآن وتفسيره: 317] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون}
أي: مال وعدل , ومنه الرواغ , ثم قال: {ألا تأكلون}
تعجبا , أي : فقرب إليها الطعام , فقال : ألا تأكلون ؟!, فلما لم يرها تأكل , قال: ألا تنطقون ؟!. وقال أبو مالك : جاء إلى آلهتهم , وكانوا قد جعلوا بين أيديها طعاما , فلما لم تكلمه , قال : مالكم لا تنطقون , فأخذ فأسا , فضرب به حافتيها , ثم علقه في عنق أكبرها.). [معاني القرآن: 6/43]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَرَاغَ}: أحال عليهم). [العمدة في غريب القرآن: 256]
تفسير قوله تعالى:{مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ (92)}
تفسير قوله تعالى:{فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ (93) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فراغ عليهم} [الصافات: 93] سعيدٌ، عن قتادة، قال: أي: فمال عليهم، على آلهتهم.
{ضربًا باليمين} [الصافات: 93] فكسّرها إلا كبيرهم، وقد فسّرناه في سورة الأنبياء). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {كنتم تأتوننا عن اليمين...}
يقول: كنتم تأتوننا من قبل الدّين، أي : تأتوننا تخدعوننا بأقوى الوجوه. واليمين: القدرة والقوّة.
وكذلك قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين}: أي : بالقوّة والقدرة.
وقال الشاعر:
إذا ما غاية رفعت لمجدٍ = تلقّاها عرابة باليمين
بالقدرة والقوّة, وقد جاء في قوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين}, يقول: ضربهم بيمينه التي قالها : {وتالله لأكيدنّ أصنامكم}.). [معاني القرآن: 2/385] (م)
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فراغ عليهم ضرباً باليمين...}
أي : مال عليهم ضرباً، واغتنم خلوتهم من أهل دينهم.
وفي قراءة عبد الله :{فراغ عليهم صفقا باليمين}, وكأنّ الروغ ها هنا : أنّه اعتلّ روغاً ليفعل بآلهتهم ما فعل.). [معاني القرآن: 2/388]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فراغ عليهم ضرباً باليمين }: أي: أجال عليهم ضرباً للآلهة.). [مجاز القرآن: 2/171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فراغ عليهم ضرباً} :أي : مال عليهم يضربهم {باليمين} , و«الرواغ» منه.). [تفسير غريب القرآن: 372]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقال تعالى: {فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ} [الصافات: 93] لأن في اليمين القوة وشدّة البطش، فأخبرنا عن شدة ضربه بها.
وقال الشّمّاخ:
إذا ما راية رفعت لِمَجْدٍ = تلقّاها عَرَابَةُ باليمين
أي أخذها بقوة ونشاط). [تأويل مشكل القرآن: 242]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فراغ عليهم ضربا باليمين (93)}
معنى راغ عليهم : مال عليهم، وضربا مصدر، المعنى : فمال على الأصنام يضربهم ضربا باليمين، يحتمل وجهين: بيمينه، وبالقوة , والمكانة.
وقال: {عليهم}: وهي الأصنام ؛ لأنهم جعلوها معبودة بمنزلة ما يميز كما قال: {وكلّ في فلك يسبحون}.). [معاني القرآن: 4/309] قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فراغ عليهم ضربا باليمين}
قال أبو جعفر : يجوز أن يكون معنى باليمين بالقوة كما تقدم .
ويجوز أن يريد اليد , وقيل بيمينه حين قال : {وتالله لأكيدن أصنامكم}.).[معاني القرآن: 6/43-44]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({فَرَاغَ عَلَيْهِمْ}: أي: مال.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
تفسير قوله تعالى: {فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأقبلوا إليه} [الصافات: 94] إلى إبراهيم.
{يزفّون} [الصافات: 94] تفسير الحسن: يبتدرونه.
وقال بعضهم: {يزفّون} [الصافات: 94] يرعدون غضبًا.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: الخيلاء). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]
قالَ مُحمدُ بنُ الجَهْمِ السُّمَّرِيُّ (ت: 277هـ):
(وقوله: {فأقبلوا إليه يزفّون...} قرأها الأعمش {يزفّون}:كأنها من أزففت, ولم نسمعها إلاّ زففت: تقول للرجل: جاءنا يزفّ.
ولعلّ قراءة الأعمش من قول العرب: قد أطردت الرجل , أي: صيّرته طريداً، وطردته إذا أنت قلت له: اذهب عنّا , فيكون {يزفّون}: أي : جاءوا على هذه الهيئة بمنزلة المزفوفة على هذه الحال , فتدخل الألف؛ كما تقول للرجل: هو محمودٌ إذا أظهرت حمده، وهو محمد: إذا رأيت أمره إلى الحمد , ولم تنشر حمده.
قال , وأنشدني المفضّل:
تمنّى حصين أن يسود جذاعه = فأمسى حصين قد أذلّ وأقهرا
فقال: أقهر, أي: صار إلى حال القهر , وإنما هو قهر.
وقرأ الناس بعد {يزفّون} بفتح الياء , وكسر الزاي , وقد قرأ بعض القراء {يزفون} بالتخفيف ؛ كأنها من وزف يزف , وزعم الكسائي أنه لا يعرفها.
وقال الفراء: لا أعرفها أيضاً إلاّ أن تكون لم تقع إلينا.). [معاني القرآن للفراء: 2/389]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({فأقبلوا إليه يزفّون } : تقول العرب للنعامة: تزف , وهو أول عدوها , وآخر مشيها , وجاءني الرجل يزف زفيف النعامة , أي: من سرعته.). [مجاز القرآن: 2/171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((يزفون ويزفون): يسرعون. تقول العرب للنعامة تزف وهو أول عدوها. وجاءني الرجل يزف زفيف النعامة من سرعته. وقرئت يزفون ويزفون وزف يزف). [غريب القرآن وتفسيره: 317-318]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فأقبلوا إليه يزفّون} :أي: يسرعون إليه في المشي, يقال: زفت النعامة.). [تفسير غريب القرآن: 372] قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فأقبلوا إليه يزفّون (94)}
يعني: قوم إبراهيم. {يزفّون}: يسرعون إليه, ويقرأ على ثلاثة أوجه:
{يزفّون}: بفتح الياء , ويزفّون بضمها، ويزفون بتخفيف الفاء.
وأعربها كلّها {يزفّون} بفتح الياء , وتشديد الفاء، وأصله : من زفيف النعام، وهو ابتداء عدوها، يقال : زفّ النعام يزفّ.
ويقرأ : {يزفّون }:أي: يصيرون إلى الزفيف.
ومثله قول الشاعر:
تمنّى حصين أن يسود جذاعه = فأمسى حصين قد أذلّ وأقهرا
معنى : أقهر صار إلى القهر, وكذلك يزفون.
فأما يزفون بالتخفيف فهو من وزف يزف، بمعنى: أسرع، ولم يعرفه الفرّاء، ولا الكسائي، وعرفه غيرهما). [معاني القرآن: 4/309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {فأقبلوا إليه يزفون}
قال قتادة : (أي : يمشون) .
قال أبو جعفر : يقال زف النعام يزف إذا أسرع , وذلك في أول عدوه .
ويقرأ يزفون بضم الياء , وأكثر أهل اللغة لا يعرفه .
وقد يجوز أن يكون أزف صادف الزفيف , فيكون هذا منه
وحكى الكسائي : أنه قرئ {يزفون} بتخفيف الفاء , وأكثر أهل اللغة لا يعرفه أيضاً.
وحكى بعضهم : أنه قال وزف يزف إذا أسرع.). [معاني القرآن: 6/44-45]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَزِفُّونَ}: أي : يسرعون في المشي.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (95) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قال} لهم إبراهيم.
{أتعبدون ما تنحتون} [الصافات: 95]، يعني: أصنامهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/836]
تفسير قوله تعالى:{وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (96) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({واللّه خلقكم وما تعملون} [الصافات: 96] بأيديكم، أي: خلقكم وخلق ذلك الّذي
[تفسير القرآن العظيم: 2/836]
تنحتون.
حدّثناه سعيدٌ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/837]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: ( ثم قال جل وعز: {والله خلقكم وما تعملون}
قال أبو عبيد : أي : وما تعملون منه الأصنام , وتنحتونه , وهو الخشب والحجارة , وغيرهما .
قال قتادة : (وما تعملون بأيديكم) .
ويجوز أن يكون ما نفيا , أي : وما تعملونه , ولكن الله خالقه .
ويجوز : أن يكون بمعنى المصدر , أي: وعملكم .
ويجوز أن يكون استفهاما فيه معنى التوبيخ.). [معاني القرآن: 6/45-46]
تفسير قوله تعالى: {قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ابنوا له بنيانًا} [الصافات: 97] يقوله بعضهم لبعضٍ.
{فألقوه في الجحيم} [الصافات: 97]، أي: في النّار.
قال الحسن: فجمعوا الحطب زمانًا حتّى إنّ الشّيخ الكبير الّذي لم يخرج من بيته قبل ذلك زمانًا كان يجيء بالحطب، فيلقيه يتقرّب به إلى آلهتهم فيما يزعم، ثمّ جاءوا بإبراهيم، فألقوه في تلك النّار.
قال يحيى: بلغني أنّهم رموا به في المنجنيق، فكان ذلك أوّل ما صنع المنجنيق.
فقال اللّه: {يا نار كوني بردًا} [الأنبياء: 69] سفيان، عن الأعمش، عن شيخٍ، عن عليٍّ، قال: فكادت تقتله من البرد، فقيل: {وسلامًا} لا تضرّه.
سعيدٌ، عن قتادة، أنّ كعبًا، قال: ما انتفع بها يومئذٍ أحدٌ من النّاس، وما أحرقت منه يومئذٍ إلا وثاقه.
عمّارٌ، عن أبي هلالٍ، عن بكر بن عبد اللّه المزنيّ أنّ إبراهيم لمّا أرادوا أن يلقوه في النّار جاءت عامّة الخليقة إلى ربّها فقالت: يا ربّ، خليلك يلقى في النّار، فأذن لنا نطفئ عنه، فقال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليلٌ غيره، وأنا إلهه ليس له إلهٌ غيري، فإن استغاثكم فأغيثوه وإلا فدعوه.
قال فجاء ملك القطر فقال: يا ربّ خليلك يلقى في النّار، فأذن لي أطفئ عنه بالقطر، قال: هو خليلي ليس لي في الأرض خليلٌ غيره، وأنا إلهه، ليس له إلهٌ غيري، فإن استغاثك فأغثه وإلا فدعه، قال: فألقي في النّار، فقال اللّه: {يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم} [الأنبياء: 69] قال: فبردت على أهل المشرق والمغرب، فما
[تفسير القرآن العظيم: 2/837]
أنضج بها يومئذٍ كراعٌ.
- سعيدٌ أبو أيّوب، عن نافعٍ، عن أمّ سيابة الأنصاريّة، عن عائشة، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حدّثنا، أنّ إبراهيم لمّا ألقي في النّار كانت الدّوابّ كلّها تطفئ عنه النّار غير الوزغة، فإنّها كانت تنفخ عليه، فأمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بقتلها). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ( {فألقوه في الجحيم}: أي في النار, و«الجحيم»: الجمر. قال عاصم بن ثابت:
= وضالة مثل الجحيم الموقد =
أراد: سهاما مثل الجمر, ويقال: «رأيت جحمة النار» : أي: تلهبها، و«للنار جاحم» : أي : توقد , وتلهب.). [تفسير غريب القرآن: 372-373]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم (97)}
كل نار بعضها فوق بعض، وهي : جحم.). [معاني القرآن: 4/09-310]
تفسير قوله تعالى:{فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فأرادوا به كيدًا} [الصافات: 98] تحريقهم إيّاه.
{فجعلناهم الأسفلين} [الصافات: 98] في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: ( وقوله جل وعز: {فأرادوا به كيدا فجعلنا هم الأسفلين}
الأسفلين : الأذلين حجة
قال قتادة : (ما ناظر هم بعد ذلك حتى أهلكهم).).[معاني القرآن: 6/46]