{الصّافّات صفًّا}، {فالزّاجرات زجراً}، {فالتّاليات ذكراً}: (هم الملائكة).). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ:{والصّافّات صفّا (1)}
أكثر القراءة : تبيين التاء، وقد قرئت على إدغام: التاء في الصاد, وكذلك: {فالزّاجرات زجرا (2)}
فإن شئت : أدغمت التاء في الزاي، وإن شئت بيّنت، وكذلك: {فالتّاليات ذكرا (3)}
{إنّ إلهكم لواحد (4)}: أقسم بهذه الأشياء - عزّ وجلّ - أنّه واحد.
وقيل معناه : وربّ هذه الأشياء , إنه واحد.
وتفسير الصافات: أنها الملائكة، أي: هم مطيعون في السماء يسبحون اللّه عزّ وجلّ .
فالزاجرات، روي : أن الملائكة تزجر السحاب، وقيل:{فالزّاجرات زجرا}:كل ما زجر عن معصية اللّه.
{فالتّاليات ذكرا}: قيل : الملائكة، وجائز أن يكون الملائكة , وغيرهم أيضا ممن يتلون ذكر اللّه.). [معاني القرآن: 4/297]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( من ذلك قوله جل وعز: {والصافات صفا (1) فالزاجرات زجرا (2) فالتاليات تذكرا}
روى مسروق , عن عبد الله بن مسعود , وعكرمة , عن ابن عباس قالا في قوله تعالى: {والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا}: (هذه كلها الملائكة) .
قال أبو جعفر : الصافات : جمع صافة , كأنه جماعة .
صافة: أي : مصطفة , تذكر الله جل وعز , وتسبحه .
والزاجرات : جمع زاجرة , أي: التي تزجر السحاب على ما مضى .
وقال قتادة : (الزاجرات كل ما زجر عنه , كأنه يريد ذوات الزجر) .
ويجوز أن تكون الزاجرات : كل ما يزجر عن معاصي الله جل وعز , وأن تكون التاليات: كل ما يتلو ذكر الله جل وعز وكتبه.). [معاني القرآن: 6/7-8]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {وَالصَّافَّاتِ}, {الزَّاجِرَاتِ}, {التَّالِيَاتِ}: الملائكة.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({والصَّافَّاتِ}: الملائكة). [العمدة في غريب القرآن: 253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الزَّاجِرَاتِ}: الملائكة). [العمدة في غريب القرآن: 253]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({التَّالِيَاتِ}: ......... ). [العمدة في غريب القرآن: 253]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {والصّافّات صفّا (1)}
أكثر القراءة تبيين التاء، وقد قرئت على إدغام التاء في الصاد , وكذلك : {فالزّاجرات زجرا (2)}
فإن شئت أدغمت التاء في الزاي، وإن شئت بيّنت، وكذلك: {فالتّاليات ذكرا (3)}
{إنّ إلهكم لواحد (4)}: أقسم بهذه الأشياء - عزّ وجلّ - أنّه واحد.
وقيل : معناه : وربّ هذه الأشياء , إنه واحد.). [معاني القرآن: 4/297] (م)
تفسير قوله تعالى: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (ربّ السّموات والأرض وما بينهما وربّ المشارق {5}} [الصافات: 5] سعيدٌ، عن قتادة، قال: لها ثلاث مائةٍ وستّون مشرقًا وثلاث مائةٍ وستّون مغربًا.
وسمعت غير سعيدٍ يقول: هي ثمانون ومائة منزلةٍ، تطلع كلّ يومٍ في منزلةٍ حتّى تنتهي إلى آخرها، ثمّ ترجع في الثّمانين ومائةٍ، فتكون ثلاث مائةٍ وستّين، فهي كلّ يومٍ في منزلةٍ.
قال سعيدٌ: وقال قتادة: {ربّ المشرقين وربّ المغربين} [الرحمن: 17] قال: لها مشرقٌ في الشّتاء، ومشرقٌ في الصّيف، ومغربٌ في الشّتاء، ومغربٌ في الصّيف.
وقوله عزّ وجلّ: {ربّ المشرق والمغرب} [الشعراء: 28] المشرق كلّه والمغرب كلّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/823]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ)
: ({رّبّ السّماوات والأرض وما بينهما وربّ المشارق}
قال: {رّبّ السّماوات والأرض} , على "أنّ ألهكم ربّ" , ونصب بعضهم: {ربّ السّماوات} , {وربّ المشارق} : فجعله صفة للاسم الذي وقعت عليه "إنّ" , والأول أجود ؛ لأن الأول في هذا المعنى , وهو متناول بعيد في التفسير.). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّ السّماوات والأرض وما بينهما وربّ المشارق (5)}
قيل: المشارق : ثلاثمائة وستون مشرقا، ومثلها: من المغارب.).[معاني القرآن: 4/298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {رب السموات والأرض وما بينهما ورب المشارق}
روى أبو ظيبان , عن ابن عباس , قال: (للشمس كل يوم مشرق , وكل يوم مغرب , فتلك المشارق والمغارب).
وللصيف مشرق ومغرب , وللشتاء مشرق ومغرب , فذلك قوله جل وعز: {رب المشرقين ورب المغربين} .). [معاني القرآن: 6/9]
تفسير قوله تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (قوله: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب...}
تضاف الزينة إلى الكواكب, وهي قراءة العامّة...
- وحدثني قيس وأبو معاوية , عن الأعمش, عن أبي الضحى , عن مسروق أنه قرأ {بزينةٍ الكواكب} يخفض الكواكب بالتكرير , فيردّ معرفة على نكرة، كما قال :{لنسفعاً بالناصية ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ} , فردّ نكرة على معرفةٍ.
ولو نصبت {الكواكب} إذا نوّنت في الزينة كان وجهاً صواباً, تريد: بتزييننا الكواكب, ولو رفعت {الكواكب} تريد: زيّناها بتزيينها الكواكب , تجعل الكواكب هي التي زيّنت السّماء.). [معاني القرآن: 2/382]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({وحفظاً من كلّ شيطانٍ ماردٍ }: لم تعمل الباء فيها التي هي في : {بزينةٍ الكواكب}: فمجازها: وحفظناها , قال كعب بن زهير:
يسعى الوشاة جنابيها وقيلهم= إنك يابن أبي سلمى لمقتول
قيلهم بالنصب: ويقولون.). [مجاز القرآن: 2/166] (م)
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب}
وقال: {زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب} , فجعل {الكواكب} بدلا من{الزينة}, وبعضهم يقول {بزينة الكواكب} , وليس يعني بعضها , ولكن زينتها حسنها.). [معاني القرآن: 3/38]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينة الكواكب (6)}
{بزينة الكواكب}: على إضافة الزينة إلى الكواكب، وعلى هذا أكثر القراءة، وقد قرئت بالتنوين وخفض الكواكب، والمعنى : أن الكواكب بدل من الزينة.
المعنى : إنا زينا السماء الدنيا بالكواكب، ويجوز بزينة الكواكب.
وهي: أقل ما في القراءة على معنى بأن زينا الكواكب.
ويجوز أن يكون : الكواكب في النصب بدلا من قوله بزينة؛ لأن {بزينة }: في موضع نصب، ويجوز بزينة الكواكب.
ولا أعلم أحدا قرأ بها، فلا تقرأن بها إلا أن ثبتت بها رواية؛ لأن القراءة سنة.
ورفع الكواكب على معنى: أنا زينا السماء الدنيا , بأن زينتها الكواكب, وبأن زيّنت الكواكب). [معاني القرآن: 4/298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب} على البدل : وبزينة الكواكب .
قال أبو حاتم: أعني الكواكب.
قال أبو جعفر : وأجود مما قال : أن يكون بمعنى بأن زينا الكواكب فيها , ويجوز بزينة الكواكب : بمعنى بأن زينتها الكواكب أو بمعنى هي الكواكب). [معاني القرآن: 6/9-10]
تفسير قوله تعالى:{وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وحفظًا} [الصافات: 7]، أي: وجعلناها، يعني: الكواكب حفظًا للسّماء.
{من كلّ شيطانٍ ماردٍ} [الصافات: 7] مرد على المعصية، أي: اجترأ على المعصية، وهم سراة إبليس). [تفسير القرآن العظيم: 2/823]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({وحفظاً من كلّ شيطانٍ ماردٍ}: لم تعمل الباء فيها التي هي في { بزينةٍ الكواكب } : فمجازها: وحفظناها , قال كعب بن زهير:
يسعى الوشاة جنابيها وقيلهم = إنك يابن أبي سلمى لمقتول
قيلهم بالنصب: ويقولون.). [مجاز القرآن: 2/166]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وحفظاً مّن كلّ شيطان مّاردٍ}
وقال: {وحفظاً} : لأنه بدل من اللفظ بالفعل , كأنه قال: "وحفظناها حفظاً"). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({مارد}: خبيث). [غريب القرآن وتفسيره: 314]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وحفظا من كلّ شيطان مارد (7)}
وحفظناها من كل شيطان مارد: على معنى : وحفظناها حفظا من كل شيطان مارد.
يقذفون بها : إذا استرقوا السّمع.). [معاني القرآن: 4/298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وحفظا من كل شيطان مارد}
أي: وحفظناها حفظا من كل شيطان مارد.). [معاني القرآن: 6/10]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّارِدٍ}: خبيث.). [العمدة في غريب القرآن: 253]
تفسير قوله تعالى:{لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لا يسمعون} [الصافات: 8]، أي: لئلا يسمعوا.
{إلى الملإ الأعلى} [الصافات: 8] الملائكة في السّماء، وكانوا يسمعون قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أخبارًا من أخبار السّماء، فأمّا الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يسمعوه وكانوا يقعدون منها مقاعد للسّمع، فلمّا بعث اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم منعوا من تلك المقاعد.
[تفسير القرآن العظيم: 2/823]
قال: {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون} [الصافات: 8]، أي: يرمّون.
{من كلّ جانبٍ} [الصافات: 8] تفسير ابن مجاهدٍ، عن أبيه: من كلّ مكانٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/824]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {لاّ يسّمّعون...}
قرأها أصحاب عبد الله بالتّشديد على معنى يتسمعّون.
وقرأها الناس {يسمعون} , وكذلك قرأها ابن عباس؛ وقال: (هم يتسمّعون , ولا يسمعون).
ومعنى (لا) كقوله: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} , لو كان في موضع (لا) (أن) صلح ذلك، كما قال: {يبيّن الله لكم أن تضلّوا} , وكما قال: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} .
ويصلح في (لا) على هذا المعنى الجزم, العرب تقول: ربطت الفرس لا ينفلت، وأوثقت عبدي لا يفر, وأنشدني بعض بني عقيلٍ:
وحتّى رأينا أحسن الودّ بيننا = مساكتةً لا يقرف الشرّ قارف
وبعضهم يقول: لا يقرف الشّر .
والرفع لغة أهل الحجاز, وبذلك جاء القرآن.) [معاني القرآن: 2/382-383]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {لا يسّمّعون}: أي: لا يتسمعون, فأدغمت التاء في السين.
{إلى الملأ الأعلى}: ملائكة اللّه.). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانب (8)}
{لا يسمعون} : ويقرأ بالتشديد {يسّمّعون} : على معنى : يتسمّعون , {ويقذفون من كلّ جانب (8) } .). [معاني القرآن: 4/298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لا يستمعون إلى الملأ الأعلى}:يعني : الملائكة .
قال أبو حاتم : أي: لئلا يسمعوا , ثم حذف أن , فرفع الفعل , كما قال الشاعر:
ألا أيها اللائمي احضر الوغى = وأن أشهد اللذات هل أنت مخلدي). [معاني القرآن: 6/10-11]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ويقذفون} :أي: ويرجمون). [ياقوتة الصراط: 425]
تفسير قوله تعالى: {دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({دحورًا} [الصافات: 9] طردًا، يطردون عن السّماء.
وقال ابن مجاهدٍ، عن أبيه: مدحورين مطرودين.
حدّثنا عبيدٌ الصّيّد، قال: سمعت أبا رجاءٍ العطارديّ يقول: كنّا قبل أن يبعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ما نرى نجمًا يرمى به، فبينما نحن ذات ليلةٍ إذ النّجوم قد رمي بها، فقلنا: ما هذا؟ إنّ هذا لأمرٌ حدثٌ، فجاءنا أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعث، وأنزل اللّه هذه الآية في سورة الجنّ {وأنّا كنّا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له شهابًا رصدًا}
[الجن: 9] قوله عزّ وجلّ: {ولهم عذابٌ واصبٌ} [الصافات: 9] دائمٌ في تفسير مجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 2/824]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {من كلّ جانبٍ دحوراً...}
بضمّ الدال, ونصبها أبو عبد الرحمن السلمي. فمن ضمّها جعلها مصدراً؛ كقولك: دحرته دحوراً, ومن فتحها جعلها اسماً؛ كأنه قال: يقذفون بداحرٍ , وبما يدحر, ولست أشتهيها؛ لأنها لو وجّهت على ذلك على صحّةٍ , لكانت فيها الباء, كما تقول: يقذفون بالحجارة، ولا تقول : يقذفون الحجارة, وهو جائز؛ قال الشاعر:
نغالي اللحم للأضياف نيئاً = وترخصه إذا نضج القدور
والكلام: نغالي باللحم.
وقوله: {عذابٌ واصبٌ}, {وله الدّين واصباً}: دائم خالصٌ.). [معاني القرآن: 2/383]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ دحوراً }: مصدر " دحرت " , تقول العرب: ادحر عنك الشيطان: أبعد عنك الشيطان.
{عذابٌ واصبٌ } : أي: دائم , قال أبو الأسود الدؤلي:
لا أشتري الحمد القليل بقاؤه= يوماً بذمّ الدهر أجمع واصبا). [مجاز القرآن: 2/166-167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({واصب}: دائم وقالوا واجب. يقال وصب يصب وصوبا). [غريب القرآن وتفسيره: 314]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({دحوراً}: يعني : طردا.
يقال: دحرته دحرا ودحورا، أي : دفعته.
{ولهم عذابٌ واصبٌ}: أي :دائم). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {دحورا} : أي: يدحرون , أي: يباعدون.
{ولهم عذاب واصب (9)} : قيل: دائم , وقيل : موجع.). [معاني القرآن: 4/299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {ويقذفون من كل جانب دحورا}
قال مجاهد : (ويقذفون , أي : يرمون دحورا , أي : مطرودين) .
وقال قتادة : (دحورا , أي: رميا في النار) .
قال أبو جعفر : يقال دحره إذا طرده , وباعده : دحورا ودحرا
ويروى عن أبي عبد الرحمن أنه قرأ : دحورا , بفتح الدال , والمصادر على فعول قليلة .
وقال بعض النحويين : ليس بمصدر , ولكنه : بمعنى بما يدحرهم , ولو كان على ما قال : لكان بدحور , أي : بمباعد .
ثم قال جل وعز: {ولهم عذاب واصب}
قال مجاهد , وقتادة : (أي : دائم)). [معاني القرآن: 6/11-12]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {دحورا}: أي: ذلا, {واصب}: أي: دائم). [ياقوتة الصراط: 425]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({دُحُورًا}: طرداً, {وَاصِبٌ}: دائم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَاصِبٌ}: دائم). [العمدة في غريب القرآن: 253]
تفسير قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصافات: 10] رجع إلى أوّل الكلام {وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ {7} لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى} [الصافات: 7-8]...
{إلا من خطف الخطفة} [الصافات: 10] استمع الاستماعة كقوله: {إلا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبينٌ} [الحجر: 18].
قال: {فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} [الصافات: 10]، أي: مضيءٌ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: ثقوبه: ضوءه.
- يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: إذا رأيتم الكوكب قد رمي به فتوارى فإنّه لا يخطئ، وهو يحرق ما أصاب ولا يقتل.
وتفسير الحسن أنّه يقتله في أسرع من الطّرف.
[تفسير القرآن العظيم: 2/824]
يزيد بن إبراهيم، عن محمّد بن سيرين، عن رجلٍ قال: كنّا مع أبي قتادة على سطحٍ فانقضّ كوكبٌ، فنهانا أبو قتادة أن نتبعه أبصارنا.
أبو سهلٍ، عن عمرٍو قال: سأل حفصٌ الحسن: أأتبع بصري الكوكب؟ فقال: قال اللّه: {وجعلناها رجومًا للشّياطين} [الملك: 5] وقال: {أولم ينظروا في ملكوت السّموات} [الأعراف: 185] كيف نعلم إذا لم ينظر إليه؟ لأتبعنّه بصري). [تفسير القرآن العظيم: 2/825]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ ثاقبٌ } : الثاقب البين المضيء، يقال: أثقب نارك، وحسب ثاقب : أي كثير مضيء مشهور , وقال أبو الأسود:
أذاع به في الناس حتى كأنه= بعلياء نارٌ أوقدت بثقوب). [مجاز القرآن: 2/167]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({ثاقب}: مضيء يقال أثقب نارك). [غريب القرآن وتفسيره: 315]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({فأتبعه} : أي لحقه {شهابٌ ثاقبٌ}: كوكب مضيء بين.
يقال: أثقب نارك، أي أضئها. و«الثقوب»: ما تذكي به النار.). [تفسير غريب القرآن: 369]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {إلّا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب (10)}
{إلّا من خطف} :بفتح الطاء وكسرها، يقال خطفت أخطف.
وخطفت أخطف، إذا أخذت الشيء بسرعة، ويجوز إلا من خطّف بتشديد الطاء , وفتح الخاء.
ويجوز خطف بكسر الخاء , وفتح الطاء.
والمعنى : اختطف، فأدغمت التاء في الطاء , وسقطت الألف لحركة الخاء، فمن فتح الخاء ألقى عليها فتحة التاء التي كانت في اختطف.
ومن كسر فلسكونها وسكون الطاء.
فأما من روى خطف الخطفة بكسر الخاء والطاء فلا وجه له إلا وجها ضعيفا جدا يكون على اتباع الطاء كسر الخاء.
{فأتبعه شهاب ثاقب}:يقال : تبعته , وأتبعته، واتّبعته؛ إذا مضيت في أثره.
و{شهاب ثاقب} :كوكب مضيء.). [معاني القرآن: 4/299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ثم قال جل وعز: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب}
يقال: خطف الشيء إذا أخذه بسرعة , فأتبعه شهاب ثاقب .
قال الحسن , ومجاهد , وقتادة , وأبو مجلز : (ثاقب: أي : مضيء) .
قال أبو جعفر : وهذا مشهور في اللغة كما قال : وزندك أثقب أزنادها.). [معاني القرآن: 6/13]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {ثاقب}: أي: مضيء.). [ياقوتة الصراط: 426]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شِهَابٌ ثَاقِبٌ}: كوكب مضيء نير). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 205]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ثَاقِبٌ}: مضيء.). [العمدة في غريب القرآن: 254]