العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يونس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:48 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يونس [ الآيتين (57) ، (58) ]

تفسير سورة يونس
[ الآيتين (57) ، (58) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:49 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {يا أيّها النّاس قد جاءتكم موعظةٌ من ربّكم وشفاءٌ لما في الصّدور وهدًى ورحمةٌ للمؤمنين}.
يقول تعالى ذكره لخلقه: {يا أيّها النّاس قد جاءتكم موعظةٌ من ربّكم} يعني ذكرى تذكّركم عقاب اللّه وتخوّفكم وعيده من ربّكم. يقول: من عند ربّكم لم يختلقها محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ولم يفتعلها أحدٌ، فتقولوا: لا نأمن أن تكون لا صحّة لها. وإنّما يعني بذلك جلّ ثناؤه القرآن، وهو الموعظة من اللّه.
وقوله: {وشفاءً لما في الصّدور} يقول: ودواءً لما في الصّدور من الجهل، يشفي به اللّه جهل الجهّال، فيبرئ به داءهم ويهدي به من خلقه من أراد هدايته به. {وهدًى} يقول: وهو بيانٌ لحلال اللّه وحرامه، ودليلٌ على طاعته ومعصيته. {ورحمةٌ} يرحم بها من شاء من خلقه، فينقذه به من الضّلالة إلى الهدى، وينجيه به من الهلاك والرّدى. وجعله تبارك وتعالى رحمةً للمؤمنين به دون الكافرين به، لأنّ من كفر به فهو عليه عمًّى، وفي الآخرة جزاؤه على الكفر به الخلود في لظًى). [جامع البيان: 12/193]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (يا أيّها النّاس قد جاءتكم موعظةٌ من ربّكم وشفاءٌ لما في الصّدور وهدًى ورحمةٌ للمؤمنين (57)
قوله تعالى: يا أيّها النّاس قد جاءتكم موعظةٌ من ربّكم
- حدّثنا الحسن بن الرّبيع أنبأ عبد الرّزّاق، ثنا الثّوريّ، عن بيانٍ، عن الشّعبيّ، قوله: موعظةٌ قال: موعظةً من الجهل.
قوله تعالى: وشفاءٌ لما في الصّدور
- ذكره أبو زرعة، ثنا الحسن بن عطيّة، ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق عن أبي خوصٍ، عن عبد اللّه أنّه قال في القرآن شفاءان القرآن والعسل. فالقرآن شفاءٌ لما في الصّدور، والعسل شفاءٌ من كلّ داءٍ.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا المحاربيّ، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ شفاءٌ قال: الشّفاء: القرآن
قوله تعالى: وهدًى ورحمةٌ
[الوجه الأول]
- حدّثنا الحسن بن أبي الرّبيع، ثنا عبد الرّزّاق، ثنا الثّوريّ، عن بيانٍ، عن الشّعبيّ هدًى قال: هدًى من الضّلالة.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا الحسن بن أحمد، ثنا موسى بن محلّمٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا عبّاد بن منصورٍ قال: سألت الحسن عن قوله: وهدًى قال: هو القرآن.
الوجه الثّالث:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمر بن حمّاد، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ هدًى قال: نورٌ.
الوجه الرّابع:
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا يحيى بن عبد اللّه بن بكيرٍ، حدّثني عبد اللّه بن لهيعة، حدّثني عطاء بن دينارٍ، عن سعيد بن جبيرٍ هدًى يعني: تبيانًا.
قوله تعالى: ورحمةٌ للمؤمنين
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ عن أبي العالية، قوله: ورحمةٌ قال: رحمة القرآن). [تفسير القرآن العظيم: 6/1957-1958]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 57.
أخرج الطبراني وأبو الشيخ عن أبي الأحوص قال: جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إن أخي يشتكي بطنه، فوصف له الخمر فقال: سبحان الله، ما جعل الله في رجس شفاء إنما الشفاء في شيئين: القرآن والعسل فيهما شفاء لما في الصدور وشفاء للناس.
وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي الله عنه قال: إن الله سبحانه وتعالى جعل القرآن شفاء لما في الصدور ولم يجعله شفاء لأمراضكم.
وأخرج ابن المنذر، وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتكي صدري، فقال: اقرأ القرآن يقول الله تعالى: شفاء لما في الصدور.
وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن وائلة بن الأسقع رضي الله عنه، أن رجلا شكا إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم وجع حلقه، فقال: عليك بقراءة القرآن.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: في القرآن شفاءان القرآن والعسل فالقرآن شفاء لما في الصدور والعسل شفاء من كل داء
وأخرج البيهقي عن طلحة بن مصرف كان يقال: إن المريض إذا قرئ عنده القرآن وجد له خفة، فدخلت على خيثمة وهو مريض فقلت: إني أراك اليوم صالحا، قال: إنه قرئ عندي القرآن). [الدر المنثور: 7/664-665]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلمة بن علي عن معاوية، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ في قول الله: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون}، قال: فضل اللّه القرآن، ورحمته أن جعلهم من أهل القرآن.
قال: وأخبرنا مسلمة بن عليٍّ، عن معاوية، عن القاسم عن مجاهدٍ مثله). [الجامع في علوم القرآن: 1/9-10]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال الحسن في قول الله: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}، فالفضل الإسلام، والرحمة القرآن). [الجامع في علوم القرآن: 2/52]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الحسن في قوله تعالى قل بفضل الله وبرحمته قال فضله الإسلام ورحمته القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 1/296]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن هلال بن يساف {قل بفضل الله وبرحمته} قال: هو الإسلام والقرآن [الآية: 58]). [تفسير الثوري: 128]

قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (58) : قوله تعالى: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا عبد اللّه بن المبارك، قال: نا الأجلح، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعبٍ، قال: قال لي رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: ((أمرت أن أقرأ عليك القرآن))، قال: قلت: سمّاني لك ربّي؟ قال: نعم، فتلا: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} قال: بكتاب اللّه وبالإسلام خيرٌ مما يجمعون.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا جريرٌ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ - في قوله: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} -، قال: بكتاب اللّه، وبالإسلام خيرٌ ممّا يجمعون.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا أبو معاوية، قال: نا حجّاج بن أرطأة، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ الخدري، قال: بفضل اللّه وبرحمته إذ جعلهم من أهله .
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيمٌ، عن جويبر، عن الضّحّاك، قال: بفضل الله: قال: القرآن، وبرحمته: الإسلام). [سنن سعيد بن منصور: 5/313-318]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {قل} يا محمّد لهؤلاء المشركين بك وبما أنزل إليك من عند ربّك: {بفضل اللّه} أيّها النّاس الّذي تفضّل به عليكم، وهو الإسلام، فبيّنه لكم ودعاكم إليه، {وبرحمته} الّتي رحمكم بها، فأنزلها إليكم، فعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون من كتابه، وبصّركم بها معالم دينكم؛ وذلك القرآن. {فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} يقول: فإنّ الإسلام الّذي دعاهم إليه، والقرآن الّذي أنزله عليهم، خيرٌ ممّا يجمعون من حطام الدّنيا، وأموالها وكنوزها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ بن الحسن الأزديّ، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الحجّاج، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، في قوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا} قال: بفضل اللّه القرآن وبرحمته أن جعلكم من أهله.
- حدّثني يحيى بن طلحة اليربوعيّ، قال: حدّثنا فضيلٌ، عن منصورٍ، عن هلال بن يسافٍ: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا} قال: بالإسلام الّذي هداكم، وبالقرآن الّذي علّمكم.
- حدّثنا أبو هشامٍ الرّفاعيّ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن هلال بن يسافٍ: {قل بفضل اللّه وبرحمته} قال: بالإسلام والقرآن: {فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} من الذّهب والفضّة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن هلال بن يسافٍ، في قوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته} قال: فضل اللّه: الإسلام، ورحمته: القرآن.
- حدّثني عليّ بن سهلٍ، قال: حدّثنا زيدٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن هلال بن يسافٍ، في قوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته} قال: الإسلام والقرآن.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو نعيمٍ وقبيصة، قالا: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن هلال بن يساف مثله.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن هلالٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا} أمّا فضله: فالإسلام، وأمّا رحمته: فالقرآن.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن: {قل بفضل اللّه وبرحمته} قال: فضله: الإسلام، ورحمته: القرآن.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {قل بفضل اللّه وبرحمته} قال: القرآن.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {وبرحمته} قال: القرآن.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ، قوله: {هو خيرٌ ممّا يجمعون} قال: الأموال وغيرها.
- حدّثنا عليّ بن داود، قال: ثني أبو صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ: {قل بفضل اللّه وبرحمته} يقول: فضله: الإسلام، ورحمته: القرآن.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن هلالٍ: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا} قال: بكتاب اللّه وبالإسلام. {هو خيرٌ ممّا يجمعون}.
وقال آخرون: بل الفضل: القرآن، والرّحمة: الإسلام.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} قال: بفضل اللّه: القرآن، وبرحمته: حين جعلهم من أهل القرآن.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا جعفر بن عونٍ، قال: حدّثنا هشام بن سعدٍ، عن زيد بن أسلم، قال: فضل اللّه: القرآن، ورحمته: الإسلام.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته} قال: بفضل اللّه: القرآن، وبرحمته، الإسلام.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا} قال: كان أبي يقول: فضله: القرآن، ورحمته: الإسلام.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {فبذلك فليفرحوا}.
فقرأ ذلك عامّة قرّاء الأمصار: {فليفرحوا} بالياء، {هو خيرٌ ممّا يجمعون} بالياء أيضًا على التّأويل الّذي تأوّلناه من أنّه خبرٌ عن أهل الشّرك باللّه. يقول: فبالإسلام والقرآن الّذي دعاهم إليه فليفرح هؤلاء المشركون، لا بالمال الّذي يجمعون، فإنّ الإسلام والقرآن خيرٌ من المال الّذي يجمعون.
- وكذلك حدّثت عن عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن هارون، عن أبي التّيّاح، {فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} يعني الكفّار.
وروي عن أبيّ بن كعبٍ في ذلك ما:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن أسلم المنقريّ، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعبٍ: أنّه كان يقرأ: فبذلك فلتفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون بالتّاء.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عمرو بن عونٍ، قال: أخبرنا هشيمٌ عن الأجلح، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعبٍ مثل ذلك.
وكذلك كان الحسن البصريّ يقول: غير أنّه فيما ذكر عنه كان يقرأ قوله: {هو خيرٌ ممّا يجمعون} بالياء؛ الأوّل على وجه الخطّاب، والثّاني على وجه الخبر عن غائبٍ.
وكان أبو جعفرٍ القارئ فيما ذكر عنه يقرأ ذلك نحو قراءة أبيّ بالتّاء جميعًا.
قال أبو جعفرٍ: والصّواب من القراءة في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار من قراءة الحرفين جميعًا بالياء: {فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} لمعنيين:
أحدهما: إجماع الحجّة من القرّاء عليه.
والثّاني: صحّته في العربيّة. وذلك أنّ العرب لا تكاد تأمر المخاطب باللاّم والتّاء، وإنّما تأمره فتقول افعل، ولا تفعل.
وبعد: فإنّي لا أعلم أحدًا من أهل العربيّة إلاّ وهو يستردئ أمر المخاطب باللاّم، ويرى أنّها لغةٌ مرغوبٌ عنها غير الفرّاء، فإنّه كان يزعم أنّ اللاّم في ذي التّاء الّذي خلق له واجهت به أم لم تواجه، إلاّ أنّ العرب حذفت اللاّم من فعل المأمور المواجه لكثرة الأمر خاصّةً في كلامهم، كما حذفوا التّاء من الفعل.
قال: وأنت تعلم أنّ الجازم والنّاصب لا يقعان إلاّ على الفعل الّذي أوّله الياء والتّاء والنّون والألف، فلمّا حذفت التّاء ذهبت اللاّم وأحدثت الألف في قولك: اضرب وافرح، لأنّ الفاء ساكنةٌ، فلم يستقم أن يستأنف بحرفٍ ساكنٍ، فأدخلوا ألفًا خفيفةً يقع بها الابتداء، كما قال: {ادّاركوا} و{اثّاقلتم}.
وهذا الّذي اعتلّ به الفرّاء عليه لا له؛ وذلك أنّ العرب إن كانت قد حذفت اللاّم في المواجه وتركتها، فليس لغيرها إذا نطق بكلامها أن يدخل فيها ما ليس منه ما دام متكلّمًا بلغتها، فإن فعل ذلك كان خارجًا عن لغتها، وكلام اللّه الّذي أنزله على محمّدٍ بلسانها، فليس لأحدٍ أن يتلوه إلاّ بالأفصح من كلامها، وإن كان معروفًا بعض ذلك من لغة بعضها، فكيف بما ليس بمعروفٍ من لغة حيٍّ ولا قبيلةٍ منها؟ وإنّما هو دعوى لا ثبت بها ولا حجّةً). [جامع البيان: 12/194-200]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون (58)
قوله تعالى: قل بفضل الله
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو معاوية، عن حجّاجٍ، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ قال: بفضل الله وبرحمته قال: فضل اللّه: القرآن.
قال أبو محمّدٍ كذا وقال أبو معاوية، عن حجّاجٍ، عن عطيّة، عن أبي سعيدٍ ورواه عبد الواحد بن زيادٍ، عن حجّاجٍ، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو خالدٍ يعني: سليمان بن حيّان الأحمر، عن حجّاجٍ، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ، وحجاج، عن القسم، عن مجاهدٍ قالا: فضل اللّه الدّين.
وروي عن أبي العالية والحسن وهلال بن يسافٍ وعكرمة وقتادة والرّبيع بن أنسٍ نحو ذلك.
قوله تعالى: وبرحمته
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو معاوية، عن حجّاجٍ، عن عطاءٍ، عن أبي سعيدٍ وبرحمته قال: برحمته أن جعلكم من أهله.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو خالدٍ الأحمر، وأبو عبد الرّحمن الحارثيّ، عن حجّاجٍ، عن عطيّة، عن ابن عبّاسٍ، قوله: بفضل اللّه وبرحمته قال: فضل اللّه ورحمته أن جعلكم من أهل القرآن.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: قل بفضل اللّه وبرحمته قال: فضله: الإسلام، ورحمته القرآن.
- وروي عن الحسين وهلال بن يسافٍ وزيد بن أسلم وقتادة وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم مثله وروي عن أبي العالية وسالم بن أبي الجعد والضّحّاك، والرّبيع بن أنسٍ قالوا: الإسلام والقرآن.
الوجه الثّالث:
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قول اللّه: قل بفضل اللّه وبرحمته قال: كان أبي يقول: فضله: القرآن، ورحمته: الإسلام.
قوله تعالى: فبذلك فليفرحوا
- حدّثنا أبي، ثنا سعيد بن سليمان الواسطيّ، ثنا ابن المبارك، عن الأجلح، عن عبد اللّه بن عبد الرّحمن بن أبزيّ، عن أبيه، عن أبيّ بن كعبٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّي أمرت أن أقرأ عليك القرآن قال أبيٌّ: أو سماني لك؟ قال: نعم قال فقرأ: قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن جميلٍ المروزيّ، ثنا ابن المبارك، ثنا شريكٌ، عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن كعبٍ قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا قال: إذا عملت خيرًا حمدت اللّه عليه فافرح فهو خيرٌ ممّا تجمعون من الدّنيا.
وحدّثني أبي، ثنا قتيبة بن سعيدٍ، ثنا الوسم بن جميلٍ فبذلك عن أبي سهيلٍ يعني كثير بن زيادٍ، عن الحسن في قول اللّه: فبذلك فليفرحوا: بالإسلام والقرآن.
وروي عن القسم بن أبي بزّة قال: بالقرآن.
قوله تعالى: هو خيرٌ ممّا يجمعون
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو خالدٍ، عن جويبرٍ عن الضّحّاك قوله: هو خيرٌ ممّا يجمعون قال: خيرٌ ممّا تجمع الكفّار من الأموال وروي عن الحسن مثله.
- حدّثنا أحمد بن المروزيّ، ثنا ابن المبارك ثنا شريكٌ عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن كعبٍ فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون قال: من الدّنيا.
- ذكره عن بقيّة، عن صفوان بن عمرٍو قال: سمعت أيفع بن عبد الكلاعيّ يقول: لمّا قدم خراج العراق إلى عمر خرج عمر ومولى له فجعل عمر يعد الإبل فإذا هو أكثر من ذلك فجعل عمر يقول: الحمد للّه ويقول مولاه: يا أمير المؤمنين، هذا واللّه من فضل اللّه ورحمته فقال عمر: كذبت ليس هذا هو.
يقول اللّه: بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون وهذا ممّا تجمعون). [تفسير القرآن العظيم: 6/1958-1960]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قوله تعالى: {فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} [يونس: 58].
- عن ابن عمر «، عن النّبيّ - صلّى اللّه عليه وسلّم - أنّه كان يقرأ: {فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} [يونس: 58]».
رواه الطّبرانيّ، وفيه عطيّة العوفيّ، وهو ضعيفٌ.
- وعن البراء قال: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} [يونس: 58] قل بفضل اللّه: القرآن، ورحمته: أن جعلكم من أهله.
رواه الطّبرانيّ في الأوسط، وفيه عطيّة العوفيّ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/36]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال محمّد بن يحيى بن أبي عمر: ثنا بشر بن السري، ثنا ابن المبارك، عن الفضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم"أنّه كان يقرأ: (فبذلك فلتفرحوا هو خيرٌ ممّا تجمعون) ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/219]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال ابن أبي عمر: حدثنا بشر بن السّريّ، ثنا ابن المبارك، عن الفضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه كان يقرأ: فبذلك فلتفرحوا يعني: بالمثنّاة). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 14/722]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 58.
أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وأحمد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف وأبو الشيخ والحاكم وصححه، وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان من طرق عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقلت: أسماني لك قال: نعم، قيل لأبي رضي الله عنه: أفرحت بذلك قال: وما يمنعني والله تعالى يقول
قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما تجمعون هكذا قرأها بالتاء.
وأخرج الطيالسي وأبو داود والحاكم وصححه، وابن مردويه عن أبي رضي الله عنه قال: أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم فبذلك فلتفرحوا بالتاء.
وأخرج ابن جرير عن أبي رضي الله عنه أنه كان يقرأ فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون بالتاء.
وأخرج ابن أبي عمر العدني والطبراني، وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يقرأ فبذلك فلتفرحوا.
وأخرج أبو الشيخ، وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {قل بفضل الله وبرحمته} قال: فضل الله القرآن ورحمته أن جعلهم من أهله
وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قل بفضل الله وبرحمته} قال: بكتاب الله وبالإسلام.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {قل بفضل الله وبرحمته} قال: فضله الإسلام ورحمته القرآن.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما {قل بفضل الله} القرآن {وبرحمته} حين جعلهم من أهل القرآن.
وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما في الآية قال: فضل الله العلم ورحمته محمد صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) (الأنبياء الآية 107).
وأخرج ابن أبي شيبة عن سالم رضي الله عنه {قل بفضل الله} قال: الإسلام {وبرحمته} قال: القرآن.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {قل بفضل الله وبرحمته} قال: القرآن
وأخرج ابن جرير والبيهقي عن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال: فضل الله القرآن ورحمته الإسلام.
وأخرج ابن جرير والبيهقي عن هلال بن يسار رضي الله عنه في قوله {قل بفضل الله وبرحمته} قال: بالإسلام الذي هداكم وبالقرآن الذي علمكم.
وأخرج ابن جرير والبيهقي عن هلال بن يسار رضي الله عنه في قوله {قل بفضل الله وبرحمته} قال: فضل الله الإسلام ورحمته القرآن.
وأخرج ابن جرير عن الحسن وقتادة، مثله.
وأخرج الخطيب، وابن عساكر عن ابن عباس رضي الله عنهما {قل بفضل الله} قال: النّبيّ صلى الله عليه وسلم {وبرحمته} قال: علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأخرج أبو القاسم بن بشران في أماليه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هداه الله للإسلام وعلمه القرآن ثم شكا الفاقة كتب الله الفقر بين عينيه إلى يوم يلقاه ثم تلا النّبيّ صلى الله عليه وسلم {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} من عرض الدنيا من الأموال.
وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب رضي الله عنه في الآية قال: إذا عملت خيرا حمدت الله عليه فأفرح فهو خير مما يجمعون من الدنيا.
وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما خير {مما يجمعون} قال: من الأموال والحرث والأنعام.
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أيفع الكلاعي رضي الله عنه قال: لما قدم خراج العراق إلى عمر رضي الله عنه خرج عمر رضي الله عنه ومولى له فجعل يعد الإبل فإذا هو أكثر من ذلك فجعل عمر رضي الله عنه يقول: الحمد لله، وجعل مولاه يقول: هذا - والله - من فضل الله ورحمته، فقال عمر رضي الله عنه، كذبت ليس هذا الذي يقول {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}). [الدر المنثور: 7/665-670]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:50 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) }
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {يا أيّها النّاس قد جاءتكم موعظة من ربّكم وشفاء لما في الصّدور وهدى ورحمة للمؤمنين}
{قد جاءتكم موعظة من ربّكم} يعني القرآن). [معاني القرآن: 3/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم} يعني القرآن). [معاني القرآن: 3/300]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا...}
هذه قراءة العامة. وقد ذكر عن زيد بن ثابت أنه قرأ {فبذلك فلتفرحوا} أي يا أصحاب محمد، بالتاء.
وقوله: {هو خيرٌ مّمّا يجمعون}: يجمع الكفار. وقوّى قول زيد أنها في قراءة أبيّ {فبذلك فافرحوا} وهو البناء الذي خلق للأمر إذا واجهت به أو لم تواجه؛ إلا أن العرب حذفت اللام من فعل المأمور المواجه لكثرة الأمر خاصّة في كلامهم؛ فحذفوا؛ اللام كما حذفوا التاء من الفعل. وأنت تعلم أن الجازم أو الناصب لا يقعان إلا على الفعل الذي أوّله الياء والتاء والنون والألف. فلما حذفت التاء ذهبت باللام وأحدثت الألف في قولك: اضرب وافرح؛ لأن الضاد ساكنة فلم يستقم أن يستأنف بحرف ساكن، فأدخلوا ألفا خفيفة يقع بها الابتداء؛ كما قال: {ادّاركوا}. {واثّاقلتم}. وكان الكسائيّ يعيب قولهم (فلتفرحوا) لأنه وجده
قليلا فجعله عيبا، وهو الأصل. ولقد سمعت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في بعض المشاهد {لتأخذوا مصافّكم} يريد به خذوا مصافّكم). [معاني القرآن: 1/469-470]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مّمّا يجمعون}
وقال: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مّمّا يجمعون} وقال بعضهم (تجمعون) أي: تجمعون يا معشر الكفار. وقال بعضهم (فلتفرحوا) وهي لغة العرب ردية لأن هذه اللام إنما تدخل في الموضع الذي لا يقدر فيه على "أفعل"؛ يقولون: "ليقل زيدٌ" لأنك لا تقدر على "أفعل". ولا تدخل اللام إذا كلمت الرجل فقلت "قل" ولم تحتج إلى اللام. وقوله: {فبذلك} بدل من قوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته}). [معاني القرآن: 2/35]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو {فبذلك فليفرحوا} بكسر اللام وبالتاء؛ والأكثر في اللغة فافرحوا، خاطب كقولك: اضربوا، اذهبوا؛ لمن يخاطب.
وفي قراءة أبي "فبذلك فافرحوا" جاء بها على القياس، لولا مخالفة الكتاب.
قال أبو علي: وقد أنشدنا من نثق به، على قراءة الحسن:
لتبعد إذ نأت جدواك عني = فلا أسفي عليك ولا يحيط
قال: "لتبعد" لمن يخاطب.
قال أبو علي: وقد حكاها لنا يونس بن حبيب: أنهمي قولون "لتقل" على هذه القراءة.
[قال أبو الحسن الدمشقي: وأنشدني محمود النحوي، وأنشدني يعقوب بن السكيت:
لتقم أنت يا ابن خير قريش = فتقضي حوائج المسلمين]). [معاني القرآن لقطرب: 659]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قل بفضل اللّه وبرحمته} فضله: الإسلام. ورحمته: القرآن). [تفسير غريب القرآن: 197]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير ممّا يجمعون}
اللام أصلها الكسر. و {فبذلك} بدل من قوله.. {بفضل اللّه وبرحمته}.
وهو يدل على أنه يعني به القرآن أيضا). [معاني القرآن: 3/25]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قل بفضل الله وبرحمته فليفرحوا}
قال الحسن فضله الإسلام ورحمته القرآن
وقال أبو التياح بفضل الله يعني الإسلام وبرحمته يعني القرآن فبذلك فلتفرحوا يا أصحاب محمد هو خير مما يجمعون قال يعني الكفار
وروى عكرمة عن ابن عباس بفضل الله القرآن وبرحمته أن جعلنا من أهله). [معاني القرآن: 3/300-301]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {قُلْ بِفَضْلِ اللّه} أي بالإسلام، {وِبِرَحْمَتِهِ} أي بالقران). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 102]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:54 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) }


تفسير قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فاللام في الأمر للغائب ولكل من كان غير مخاطب، نحو قول القائل: قم ولأقم معك. فاللام جازمة لفعل المتكلم.
ولو كانت للمخاطب لكان جيداً على الأصل، وإن كان في ذلك أكثر،لاستغنائهم بقولهم: افعل عن لتفعل. وروي أن رسول الله قرأ: (فبذلك فلتفرحوا) بالتاء). [المقتضب: 2/43-44]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {فبذلك فلتفرحوا} فهذا مجزوم جزمته اللام وجاءت هذه القراءة على أصل الأمر، فإذا لم يكن الأمر للحاضر المخاطب فلا بد من إدخال اللام، تقول: ليقم زيد، وتقول: زر زيداً وليزرك. إذا كان الأمر لهما؛ لأن زيداً غائب، ولا يكون الأمر له إلا بإدخال اللام). [المقتضب: 2/129]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (هذا باب ما يكون حالاً
وفيه الألف واللام على خلاف ما تجري به الحال لعلةٍ دخلت
وذلك قولك: ادخلوا الأول فالأول، وادخلوا رجلاً رجلاً. تأويله: ادخلوا واحداً بعد واحد. فأما الأول فإنما انتصب على الحال وفيه الألف واللام؛ لأنه على غير معهود، فجريا مجرى سائر الزوائد. ألا ترى أنك لو قلت: الأول فالأول أتونا، لم يجز؛ لأنك لست تقصد إلى شيءٍ بعينه، ولو قلت: الرجال أتونا، كان جيداً. وإن شئت قلت: دخلوا الأول فالأول على البدل. كأنك قلت: دخل الأول فالأول. وكذلك لو قلت: دخلوا رجلٌ فرجلٌ، فأبدلت النكرة من المعرفة؛ كما قال الله عز وجل: {بالناصية * ناصيةٍ كاذبةٍ خاطئةٍ}. فإذا قلت: ادخلوا الأول فالأول، فلا سبيل عند أكثر النحويين إلى الرفع؛ لأن البدل لا يكون من المخاطب؛ لأنك لو قدرته بحذف الضمير لم يجز. فأما عيسى بن عمر فكان يجيزه، ويقول: معناه: ليدخل الأول فالأول، ولا أراه إلا جائزاً على المعنى؛ لأن قولك: ادخل إنما هو: لتدخل في المعنى.
وقرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (فبذلك فلتفرحوا) فإذا قلت: ادخلوا الأول والآخر، والصغير، والكبير، فالرفع؛ لأن معناه: ادخلوا كلكم). [المقتضب: 3/271-272] (م)

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:55 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 9 جمادى الأولى 1434هـ/20-03-2013م, 08:55 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:21 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: يا أيّها النّاس قد جاءتكم موعظةٌ من ربّكم وشفاءٌ لما في الصّدور وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين (57) قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون (58)
هذه آية خوطب بها جميع العالم، و «الموعظة»: القرآن لأن الوعظ إنما هو بقول يأمر بالمعروف ويزجر ويرقق ويوعد ويعد، وهذه صفة الكتاب العزيز، وقوله من ربّكم يريد لم يختلقها محمد صلى الله عليه وسلم بل هي من عند الله، وما في الصّدور يريد به الجهل والعتو عن النظر في آيات الله ونحو هذا مما يدفع الإيمان، وجعله موعظة بحسب الناس أجمع، وجعله هدىً ورحمةٌ بحسب المؤمنين فقط، وهذا تفسير صحيح المعنى إذا تؤمل بان وجهه). [المحرر الوجيز: 4/ 493]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله سبحانه قل بفضل اللّه وبرحمته، الباء متعلقة بمحذوف استغني عن ذكره يدل عليه قوله: وهدىً ورحمةٌ، قال بعض المتأولين وهو هلال بن يساف وقتادة والحسن وابن عباس: «الفضل»: الإسلام، و «الرحمة»: القرآن، وقال أبو سعيد الخدري:«الفضل»: القرآن، و «الرحمة» أن جعلهم من أهله، وقال زيد بن أسلم والضحاك «الفضل»: القرآن، و «الرحمة»: الإسلام، وقالت فرقة: «الفضل»: محمد صلى الله عليه وسلم، و «الرحمة»: القرآن.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ولا وجه عندي لشيء من هذا التخصيص إلا أن يستند منه شيء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما الذي يقتضيه اللفظ ويلزم منه، أن «الفضل» هو هداية الله تعالى إلى دينه والتوفيق إلى اتباع الشرع، و «الرحمة» هي عفوه وسكنى جنته التي جعلها جزاء على التشرع بالإسلام والإيمان به، ومعنى الآية: قل يا محمد لجميع الناس بفضل اللّه وبرحمته فليقع الفرح منكم، لا بأمور الدنيا وما جمع من حطامها، فالمؤمنون يقال لهم: فلتفرحوا، وهم متلبسون بعلة الفرح وسببه، ومحصلون لفضل الله منتظرون الرحمة، والكافرون يقال لهم: بفضل اللّه وبرحمته فلتفرحوا، على معنى أن لو اتفق لكم أو لو سعدتم بالهداية إلى تحصيل ذلك، وقرأ أبي بن كعب وابن القعقاع وابن عامر والحسن على ما زعم هارون ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم «فلتفرحوا»، و «تجمعون» بالتاء فيهما على المخاطبة، وهي قراءة جماعة من السلف كبيرة، وعن أكثرهم خلاف، وقرأ السبعة سوى ابن عامر وأهل المدينة والأعرج ومجاهد وابن أبي إسحاق وقتادة وطلحة والأعمش: بالياء فيهما على ذكر الغائب، ورويت عن الحسن بالتاء من فوق فيهما، وقرأ أبو التياح وأبو جعفر وقتادة: بخلاف عنهم وابن عامر بالياء في الأولى وبالتاء في الآخرة، وقرأ الحسن بن أبي الحسن وجماعة من السلف ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم بالياء في الأولى وفي الآخرة، ورويت عن أبي التياح، وإذا تأملت وجوه ذلك بانت على مهيع الفصيح من كلام العرب ولذلك كثر الخلاف من كل قارئ، وفي مصحف أبي بن كعب، «فبذلك فافرحوا»، وأما من قرأ «فلتفرحوا»، فأدخل اللام في أمر المخاطب فذلك على لغة قليلة، حكى ذلك أبو علي في الحجة، وقال أبو حاتم وغيره: الأصل في كل أمر إدخال اللام إذا كان النهي بحرف فكذلك الأمر، وإذا كان أمرا لغائب بلام، قال أبو الفتح: إلا أن العرب رفضت إدخال اللام في أمر المخاطب لكثرة ترداده، وقرأ أبو الفتوح والحسن: بكسر اللام من «فلتفرحوا»،
فإن قيل: كيف أمر الله بالفرح في هذه الآية؟ وقد ورد ذمه في قوله لفرحٌ فخورٌ [هود: 10]، وفي قوله لا تفرح إنّ اللّه لا يحبّ الفرحين [القصص: 76] قيل إن الفرح إذا ورد مقيدا في خير فليس بمذموم وكذلك هو في هذه الآية، وإذا ورد مقيدا في شر أو مطلقا لحقه ذم إذ ليس من أفعال الآخرة بل ينبغي أن يغلب على الإنسان حزنة على ذنبه وخوفه لربه، وقوله: ممّا يجمعون يريد من مال الدنيا وحطامها الفاني المؤذي في الآخرة). [المحرر الوجيز: 4/ 493-495]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:22 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:22 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يا أيّها النّاس قد جاءتكم موعظةٌ من ربّكم وشفاءٌ لما في الصّدور وهدًى ورحمةٌ للمؤمنين (57) قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون (58)}
يقول تعالى ممتنًّا على خلقه بما أنزل إليهم من القرآن العظيم على رسوله الكريم: {يا أيّها النّاس قد جاءتكم موعظةٌ من ربّكم} أي: زاجرٌ عن الفواحش، {وشفاءٌ لما في الصّدور} أي: من الشبه والشّكوك، وهو إزالة ما فيها من رجسٍ ودنس، {وهدًى ورحمةً} أي: محصلٌ لها الهداية والرّحمة من اللّه تعالى. وإنّما ذلك للمؤمنين به والمصدّقين الموقنين بما فيه، كما قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلا خسارًا} [الإسراء: 82]، وقال تعالى: {قل هو للّذين آمنوا هدًى وشفاءٌ والّذين لا يؤمنون في آذانهم وقرٌ وهو عليهم عمًى أولئك ينادون من مكانٍ بعيدٍ} [فصلت: 44]). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 274]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله تعالى: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} أي: بهذا الّذي جاءهم من اللّه من الهدى ودين الحقّ فليفرحوا، فإنّه أولى ما يفرحون به، {هو خيرٌ ممّا يجمعون} أي: من حطام الدّنيا وما فيها من الزّهرة الفانية الذّاهبة لا محالة، كما قال ابن أبي حاتمٍ، في تفسير هذه الآية: "وذكر عن بقيّة -يعني ابن الوليد -عن صفوان بن عمرٍو، سمعت أيفع بن عبدٍ الكلاعيّ يقول: لمّا قدم خراج العراق إلى عمر، رضي اللّه عنه، خرج عمر ومولًى له فجعل عمر يعدّ الإبل، فإذا هي أكثر من ذلك، فجعل عمر يقول: الحمد للّه تعالى، ويقول مولاه: هذا واللّه من فضل اللّه ورحمته. فقال عمر: كذبت. ليس هذا، هو الّذي يقول اللّه تعالى: {قل بفضل اللّه وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ ممّا يجمعون} وهذا ممّا يجمعون.
وقد أسنده الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ، فرواه عن أبي زرعة الدّمشقيّ، عن حيوة بن شريح، عن بقيّة، فذكره). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 275]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة