العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الكهف

توجيه القراءات في سورة الكهف


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:19 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الكهف

مقدمات توجيه القراءات في سورة الكهف

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الكهف). [معاني القراءات وعللها: 2/105]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (ومن سورة الكهف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/386]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الكهف). [الحجة للقراء السبعة: 5/124]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الكهف). [المحتسب: 2/24]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (18 - سورة الكهف). [حجة القراءات: 412]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الكهف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/54]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الكهف). [الموضح: 772]
نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/54]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي مائة وخمس في المدني، وعشر في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/54]

الياءات المحذوفة
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وحذف من الكهف ست ياءات (فهو المهتد)، (أن يهدين) (24)،
(إن ترن) (39) " (أن يؤتين (40))، (أن تعلّمن (66) (ما كنّا نبغ (64))، قال: فوصلهن ابن كثير ونافع وأبو عمرو بياء، ووقفوا بغير ياء، إلا ابن كثير حذف الياء من " المهتد " ولم يصلها بياء، ووقف على الخمس آيات بياء ووصل الكسائي (ما كنّا نبغي)، بياء، ووصلهن كلهن يعقوب بياء، ووقف عليهن بياء). [معاني القراءات وعللها: 2/128]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله: {أن يهدين} [24]. و{أن ترن} [39] و{أن يؤتين} [40] و{ما كنا نبغ} [64] و{أن تعلمن} [66] كل ذلك أثبت الياء فيهن ابن كثير وصلا ووقفًا على أصل الكلمة.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/392]
وقرأ نافع وأبو عمرو بإثباتهن وصلاً وحذفهن وقفًا اتباعًا للمصحف.
وقرأهن الباقون بحذفهن وصلاً ووقفًا.
فأما الكسائي فإنه أثبت الياء في {نبغي} فقط وصلاً، فأما قوله تعالى: {فهو المهتدي} [17] فإن نافعًا وأبا عمرو أثبتا الياء فيه وصلاً وحذفاه وقفًا.
والباقون يحذفونه وصلاً ووقفًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/393]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها ست ياءات حذفن من الخط وهن:
{فَهُوَ المُهْتَدِي}، {أَن يَهْدِيَنِي}، {إن تَرَنِ}، {أَن يُؤْتِيَنِي}، {مَا كُنَّا نَبْغِ}، {عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ}.
فأثبتهن كلهن يعقوب في الوصل والوقف.
وكذلك ابن كثير إلا قوله {فَهُوَ المُهْتَدِي}فإنه لم يثبتها في الحالين.
وأثبتهن نافع إلا برواية- ش-، وأبو عمرو في الوصل دون الوقف.
وأثبت الكسائي {مَا كُنَّا نَبْغِ}فحسب في الوصل دون الوقف.
ولم يثبت ابن عامر وعاصم وحمزة منهن شيئًا في الحالين.
والوجه أن الأصل في هذه الياءات الإثبات، وحذفها إنما هو للتخفيف والاكتفاء بالكسرة عن الياء.
وأما حذفها في الوقف؛ فلأن الوقف موضع تغيير، وللتشبيه بالفاصلة، وقد سبق مثل ذلك). [الموضح: 807]

الياءات المختلف فيها:
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (وفي هذه السورة من الياءات المختلفة تسع ياءات.
قوله: {ربي أعلم} [22] و{بربي أحدا} [22]، {فعسى ربي أن} [40] فتحهن نافع وأبو عمرو وابن كثير.
وأسكنهن الباقون.
و {من دوني أولياء} [102] فتحها نافع وأبو عمرو.
وقوله تعالى: {ستجدني} [69] فتحها نافع فقط.
وقوله تعالى: {معي صبرا} [67، 72، 75] في ثلاث مواضع، فتحها حفص عن عاصم وأسكنها الباقون). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/423]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير: (إن ترني أنا) [الكهف/ 39] و (يؤتيني خيرا) [40] و (نبغي فارتدا) [64]، و (إن تعلمني مما) [66] و (يهديني ربّي) [24] يثبت الياء في الوصل والوقف.
وقرأ نافع وأبو عمرو بياء في الوصل في هذه الحروف، وزاد (فهو المهتدي) [17] بياء في الوصل، ويحذفها في الوقف.
الكسائي يحذفها ويثبت الياء في (نبغي) وحدها في الوصل.
ابن عامر وعاصم وحمزة يحذفون الياء في الوصل والوقف في كلّ ذلك.
إثبات ابن كثير الياء فيما أثبت من هذه الحروف في الوصل والوقف هو الأصل والقياس، وإثبات نافع وأبي عمرو الياء في هذه الحروف التي حكيت عنهما في الوصل هو القياس والأصل، وحذفهما لها في الوقف أنه فواصل، أو قد أشبهت الفواصل، فحذفاها كما تحذف في القوافي لأنه موضع وقف، والوقف مما يعبّر فيه الكلم عن حالها في الوصل.
وأما حذف ابن عامر وعاصم وحمزة الياء في هذه الحروف في الوصل والوقف فإن حذفهم لها في الوقف كحذف من تقدم ذكره، لأنها كالفواصل، وأما حذفها في الوصل، فلأنهم قد يحذفون مما ليس بفاصلة في الوصل نحو: يوم يأت لا تكلم [هود/ 105] ). [الحجة للقراء السبعة: 5/148]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (74- فيها تسع ياءات إضافة قوله: {ربي أعلم} «22»، {بربي أحدا} «38»، {فعسى ربي أن يؤتين} «40»، {بربي أحدا} «42» قرأ الحرميان وأبو عمرو بالفتح في الأربعة.
قوله: {ستجدني إن شاء الله} «69» قرأها نافع بالفتح.
قوله: {معي صبرا} في ثلاثة مواضع «67، 72، 75» قرأهن حفص بالفتح.
قوله: {من دوني أولياء} «102» قرأها نافع وأبو عمرو بالفتح). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/82]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها تسع ياءات للإضافة:
{قُل رَّبِّي}، {بِرَبِّي}، {فَعَسَى رَبِّي}، {سَتَجِدُنِي}، {بِرَبِّي}، {مِن دُونِي}، {مَّعِيَ}، و{مَّعِيَ} و{مَّعِيَ}.
ففتح نافع ستا وأسكن {مَّعِيَ}ثلاثهن.
وفتح أبو عمرو خمسًا وأسكن {سَتَجِدُنِي} و{مَّعِيَ ثلاثهن.
وفتح ابن كثير أربعًا {رَّبِّي} و{بِرَبِّي}{فَعَسَى رَبِّي}{بِرَبِّي أَحَدًا}، وأسكن الباقي.
وفتح- ص- عن عاصم {مَعِيَ صَبْرًا}ثلاثهن، وأسكن الباقي
وأسكنهن كلهن ابن عامر وحمزة والكسائي و- ياش- عن عاصم ويعقوب.
والوجه أن الفتح هو الأصل في هذه الياءات؛ لأن أصلها أن تكون مفتوحة، كالكاف في غلامك، وزاد فتحها حسنًا ههنا مجاورتها للهمزة، وقد مضى ذكر العلة.
والإسكان تخفيف، وقد تقدم ذكر ذلك). [الموضح: 806]

الياءات الزوائد:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (75- فيها ست ياءات زوائد، قوله: {فهو المهتد} «17» قرأها نافع وأبو عمرو بياء في الوصل.
قوله: {أن يهدين} «24»، {على أن تعلمن} «66»، {أن يؤتين} «40» قرأ ابن كثير بياء في الوصل والوقف في الثلاثة، وقرأهن نافع وأبو عمرو بياء في الوصل خاصة.
قوله: {إن ترن} «39» قرأها ابن كثير بياء في الوصل والوقف، وقرأها نافع وأبو عمرو بياء في الوصل خاصة.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/82]
والسادسة {ما كنا نبغ} «64» قرأها ابن كثير بياء في الوصل والوقف، وقرأها نافع وأبو عمرو والكسائي بياء في الوصل خاصة.
{فلا تسألني} «70» حذفها في الحالين ابن ذكوان، بخلاف عن الأخفش عنه، وأثبتها الباقون في الحالين، وكذلك رسمها). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/83]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:20 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (1) إلى الآية (5) ]

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}

قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَىٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1)}
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {عوجا} وقوله: {من مرقدنا} «يس 52» كان حفص يقف على {عوجا} وقفة خفيفة في وصله، وكذلك كان يقف على {مرقدنا} في يس، وعلى {من} من قوله: {من راق} «القيامة 27» وعلى {بل} من قوله: {بل ران} «المطففين 14» وحجته في ذلك أنه اختار للقارئ أن يبين بوقفه على {عوجا} أنه وقف تام، فإنما «قيما» ليس بتابع في إعرابه لـ {عوجا} إنما هو منصوب بإضمار فعل تقديره: أنزله قيما، وكذلك وقف على {مرقدنا} ليبين أن هذا ليس بصفة لـ «المرقد» وأنه مبتدأ، وليبين أنه ليس من قول الكفار، وأنه من قول الملائكة مستأنف، وقيل: هو من قول المؤمنين للكفار، وكذلك وقف على {من} في: {من راق}، وعلى {بل} في {بل ران} ليبين إظهار اللام والنون، لأنهما ينقلبان في الوصل راء، فتصير مدغمة في الراء بعدها، ويذهب لفظ اللام
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/55]
والنون، وقرأ الباقون ذلك كله بغير وقف مروي عنهم، وحجتهم في ذلك أنه كلام متصل في الخط، وأن الإدغام فرع، فلا كراهية فيه، ولو لزم الوقف على اللام والنون ليظهر للزم ذلك في كل مدغم، ولو اختار متعقب الوقف على {عوجا} وعلى {مرقدنا} لجميع القراء لكان ذلك حسنا؛ لأنه يفرق بالوقف بين معنيين، فهو تمام مختار الوقف عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/56]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {عِوَجا * قَيِّمًا} [آية/ 1 و2]:
روى ص- عن عاصم سكتة خفيفة على قوله {عِوَجا}، ولا ينونها.
والوجه أنه أراد أن يُبين أن {قيّما} ليس بتابع لعوجٍ من حيث المعنى، وأن الكلام على التقديم والتأخير، كأنه قال أنزل على عبده الكتاب قيمًا ولم يجعل له عوجًا، فلهذا سكت على قوله {عِوَجا} ليتبين انفصاله عما بعده، ثم قال {قيّمًا} فجعله حالًا من {الكِتَابَ}، ونصب {عوجًا} على أنه مفعول {يَجْعَلْ}.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {عِوَجًا قيّمًا} بالوصل والتنوين.
والوجه أنه هو القياس في نحو هذا؛ لأن الكلمة معربةٌ منصرفةٌ لا ألف ولام فيه، فالأصل أن تكون منونةً حال الدرج). [الموضح: 772]

قوله تعالى: {قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا (2)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (من لّدنه ويبشّر المؤمنين)
قرأ عاصم في رواية يحيى عن أبي بكر عنه (من لدنهي) بفتح اللام، وإشمام الدال الضم، وكسر النون والهاء، ما روى هذا غير يحيى عن أبي بكر عن عاصم وقرأ الباقون (من لّدنه) بفتح اللام، وضم الدال، وتسكين النون، وضم الهاء.
قال أبو منصور: الذي روي عن عاصم - رواية يحيى - لغة، وروى أبو زيد وعن الكلابيين أجمعين هذا (من لدنه) ضموا الدال، وفتحوا اللام، وكسروا النون.
قال أبو منصور: والقراءة المختارة (من لدنه)، وعليها القراءة). [معاني القراءات وعللها: 2/105]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {من لدنه ويبشر} [2].
قرأ عاصم وحده في رواية أبي بكر {لدنهى} بإسكان الدال وإشمام الضم، وكسر النون والهاء وإيصالها بياء.
وقرأ الباقون {لدنه} بضم الدال وجزم النون وضم الهاء من غير واو، إلا ابن كثير فإنه كان يصل الهاء بالواو {من لدنهو} وذلك أن «لدن» معناه «عند» وهو اسم غير متمكن، قال الله تعالى: {من لدن حكيم خبير} فالنون ساكنة في كل، والهاء إذا أتت بعد حرف ساكن لم يجز فيها إلا الضم نحو منه، والأصل منهو ولدنهو كقراءة ابن كثير غير أنهم حذفوا الواو اختصارًا.
وأما قراءة عاصم فإنه أسكن الدال استثقالاً للضمة كما يقال: في كرم زيد كرم زيد، فلما أسكن الدال التقى ساكنان النون والدال، وكسروا النون لالتقاء الساكنين، وكسروا الهاء لمجاورة حرف مكسور، ووصلها بياء كما يقال: مررت بهو يا فتى.
وما أعلم أن أحدًا احتج لهذه القراءة، فاعرفه فإنه حسن. ولو فتح النون لالتقاء الساكنين لجاز بعد أن أسكن الدال كما قال:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/386]
عجبت لمولود وليس له أب = ومن ولد لم يلده أبوان
يعني: آدم وعيسى عليهما السلام.
وإنما ذكرت هذا الحرف لئلا يتوهم متوهم أن عاصما كسر النون علامة للجر، لأن «لدن» لا يعرب. و{من لدنه} في صلة قوله: {الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا * قيما لينذر بأسا شديدا} أي: لينذركم بالبأس كما قال تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه} أي: يخوفكم بأوليائه. و{شديدًا}: نعت للبأس. {من لدنه}: أي: من عنده، و{يبشر المؤمنين} نصب بلام «كي» نسق على «لينذر»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/387]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ عاصم في رواية أبي بكر (من لدنه) [الكهف/ 2] بفتح اللام وإشمام الدّال الضّمّة، وكسر النون والهاء، ولم يقرأ بذلك غيره، ووصل الهاء بياء في الوصل.
وقرأ الباقون من لدنه بفتح اللام وضمّ الدال وتسكين النون وضمّ الهاء من غير بلوغ واو، حفص عن عاصم مثلهم.
في لدن ثلاث لغات: لدن مثل سبع، وتخفّف الدال، فإذا خفّفت كان على ضربين: أحدهما أن تحذف الضمّة من الدال، وتنقل إلى اللام فيقال: لدن، مثل: عضد، وفي كلا الوجهين يجتمع في الكلمة ساكنان: الدال المنقول عنها الحركة والمحذوفة منها.
[الحجة للقراء السبعة: 5/124]
ويلحق الكلمة حذف النون، فإن حذفت أمكن أن يقدّر حذف النون منها، وقد أسكنت، وأن يقدّر الحذف منها غير مسكّن الأوسط، فإذا قدّر حذفها وقد أسكنت وردّ فيها النون بعد الحذف، جاز أن تحرّك بالفتح فيقال: لدن. قال سيبويه: شبّهوه بالخفيفة مع الفعل ففتحوها كفتحهم لام الفعل مع الخفيفة. وقال أبو زيد: جئت فلانا لدن غدوة، ففتحوا الدال، ويجوز أن تحرّك بالكسر في نحو (من لدنك)، و (لدنه) لأن من الساكنين ما إذا التقيا ما يحرّك أحدهما بالكسر كما يحرّك بالفتح، وربما تعاقب الأمران على الكلمة الواحدة، فأما حذف النون في قوله:
من لدشولا...
فينبغي أن يكون أجري في الحذف، ولم يلتق مع ساكن آخر مجراه في حذفهم لها لالتقاء الساكنين، وذلك أنه في قولهم: من لد الصلاة، حذفت لالتقاء الساكنين من حيث كثر، كما حذفت من الأسماء الأعلام نحو: زيد بن فلان. واستجازوا حذفها كما استجازوه في نحو:
ولك اسقني...
[الحجة للقراء السبعة: 5/125]
وكما حذفوها من عمرو العلى ونحو ذلك، والدليل على أنه حذف كما كان حذف لالتقاء الساكنين أنه لا يخلو من أن يكون الحذف على ما كان عليه لالتقاء الساكنين، أو على حدّ الحذف في دد، وددن، فلا يجوز أن يكون على حدّ دد، وددن لأنه لو كان كذلك لوجب أن يسكن للبناء كما أنك لما حذفت النون من المعرب الذي هو لام في ددن أجريت على العين ما كان يجري على اللام من الإعراب، وكذلك لد لو كان الحذف فيه على حدّ الحذف في ددن لوجب أن تسكن الدّال من لد بعد حذف النون، ألا ترى أنهم قالوا: لهي أبوك، فبنوا الاسم لما تضمّن معنى لام المعرفة، وحرك بالفتح لالتقاء الساكنين، ثم لمّا حذفوا الياء التي في موضع اللام قالوا: له أبوك، فبنوه على السكون، فكذلك الحذف في لدن لو كان على حدّ الحذف في لهي، والنون في ددن لوجب أن تسكن الدال في لد ولا تحرك، فبقاؤها على الحركة دلالة على أن حذفها ليس على حدّ الحذف في ددن، ولهي أبوك، ولكن حذفت كما كانت حذفت لالتقاء الساكنين لأن الحذف لالتقاء الساكنين كأنه في تقديره الثبات، كما أن
[الحجة للقراء السبعة: 5/126]
التحريك لهما في تقدير السكون، فالذي قال: «من لد شولا... »
إنما استعمل المحذوف لالتقاء الساكنين بالدلالة التي ذكرنا، وأنشد أبو زيد:
لد غدوة حتّى أغاث شريدهم... جوّ العشارة فالعيون فزنقب
فالدّال متحرّكة بالضم فمن قال: لدن غدوة، على ما حكاه أبو زيد وسيبويه شبّهها بالخفيفة مع الفعل كما شبّهها مع التنوين في قوله:
لدن غدوة، وإنّما شبّهوه بالزيادة في الموضعين جميعا أعني: لدن، لدن، لأنه لم يكن حقّها أن تحذف النون منها لمشابهتها الحروف وهذا الحذف إنما يكون في الأسماء المتمكنة فلما أشبهت الحروف لم يلزم الحذف فيها فاستنكروه وجعلوا النون بمنزلة الزائد في لدن، وفي لدن غدوة، وكذلك قد يستقيم أن تقول في الذي قال «لد شولا» أنه تركها على الضمة لأنه قدر أن تلك زائدة، وأنشد عن خالد بن كلثوم:
من عن لدن قرّعت نفس الصّلاة إلى... أن ولّت الشمس في علّي وفي نهل
وقد أضيفت فيه إلى الفعل، ويمكن أن تكون إضافتها إلى الفعل
[الحجة للقراء السبعة: 5/127]
كإضافة حيث إليه لأنها في الإيهام مثلها في الإبهام، وكإضافة ذي إلى تسلم. وريث إلى الفعل في مواضع، ويمكن أن يكون المعنى: لدن أن قرّعت، فحذف أن، ويقوي ذلك ثباتها في قول الأعشى:
أراني لدن أن غاب أهلي كأنما... يراني فيكم طالب الضيم أرنبا
وقد جاءت أيضا مضافة إلى الفعل في قول بعض عبد القيس:
وإنّ لكيزا لم تكن ربّ عكّة... لدن صرّحت حجّاجهم فتفرّقوا
وجاء مضافا إلى الفعل في غير هذه المواضع.
فأما ما روي عن عاصم من قراءته: (من لدنه) [الكهف/ 2] فالكسرة ليست فيه بجرّ إنما هي كسرة لالتقاء الساكنين وذاك أن الدال أسكنت كما أسكنت في سبع، والنون ساكنة، فلما التقيا كسرت الثاني منهما. فإن قلت: فكيف حركت الأول من الساكنين فيمن قال: لدن، وحرك في قراءة عاصم الثاني منهما، قيل: حرّك الأولان لدن لأنه نزّل أن النون ليست من نفس الكلمة، كما نزّل في لدن غدوة كذلك، وليس يخرج الكلمة هذا التنزيل فيها من أن تكون النون من أصلها، بدلالة ردّها في المضمر نحو: من لدنك، ومن لدنه ومن لدنّي، ولدني، حكاه أبو زيد، والساكنان، إذا التقيا في كلمة حرّك الثاني منهما، فكذلك حرك الثاني في لدنه، وليس يخرج ما عرّض من
[الحجة للقراء السبعة: 5/128]
شبه النّون بالزيادة عن أن يكون من نفس الكلمة، وأن يراعي فيها الأصل، ألا ترى أن نحو الترامي والتعادي روعي فيه التفاعل فصرف كما صرف، ولم يجعل بمنزلة جواري وحضاجر، وكذلك قولهم:
المريض عدته، روعي فيه التعدي الذي في الفعل في الأصل، وكذلك هذه النون جعلت في التحريك لالتقاء الساكنين بمنزلة قوله:
انطلق، و:
لم يلده...
لمّا أسكن اللامان من الكلمتين حرّك الآخر منهما لالتقاء الساكنين، فكذلك في قوله: من لدنه، حرك الثاني من الساكنين لما أسكن الحرف الذي قبل النون.
وأما إشمام الضم الدال في قراءة عاصم في قوله: (من لدنه) فليعلم أن الأصل كان في الكلمة الضمّة، ومثل ذلك قولهم: أنت تغزين، وقولهم: قيل، أشمّت الكسرة فيها الضمّة، لتدلّ أن الأصل فيها التحريك بالضم وإن كان إشمام عاصم ليس في حركة خرجت إلى اللفظ، وإنّما هو تهيئة العضو لإخراج الضمة، ولو كانت مثل الحركة في تغزين لم يلتق ساكنان ولم تكسر النون لاجتماعهما، ولكن يجتمعان في أن أصل الحرف التحريك بالضم وإن اختلفا في أنّ الحركة في تغزين قد خرجت إلى اللفظ، ولم تخرج في قوله: (من
[الحجة للقراء السبعة: 5/129]
لدنه) وأمّا وصله الهاء بياء في الوصل فحسن، ألا ترى أنك لو قلت: بابه وبعبده، فلم توصل الهاء بياء لم يحسن، ولكان ذلك مما يجوز في الشعر كقوله:
له زجل كأنّه صوت حاد وأما قراءة الباقين من لدنه فعلى أصل الكلمة، والنون في موضع جرّ وضم الهاء من غير بلوغ ياء حسن، لسكون ما قبل الهاء، فلو بلغوا به الياء لم يجز لأن هذا ليس من المواضع التي تلحق هاء الضمير فيه الياء لأنه لا ياء قبلها، ولا كسرة ولكن لو بلغوا بها الواو فقال: (من لدنهو)، لم يكن يحسن الضم بلا واو، لأن الهاء خفية فإذا سكن ما قبلها وما بعدها أشبه التقاء الساكنين، ولو كان ما قبل الهاء حرف لين كان أقبح، وأما الجار في قوله: من لدنه فيحتمل ضربين، أحدهما: أن يكون متعلقا بشديد، والآخر: أن يكون صفة للنكرة وفيها ذكر الموصوف). [الحجة للقراء السبعة: 5/130]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قيمًا لينذر بأسا شديدا من لدنه}
قرأ أبو بكر (من لدنهي) بإسكان الدّال وإشمام الضّم وكسر والنّون والهاء ووصل الهاء بالياء الأصل لدن بضم الدّال ثمّ إنّه أسكن الدّال استثقالا للضمة كما تقول عضد فلمّا أسكن الدّال التقى ساكنان النّون والدّال فكسر النّون لالتقاء الساكنين وكسر الهاء لمجاورة حرف مكسور ووصلها بياء كما تقول مررت به ي يا فتى وأما إشمام الضمة في الدّال ف ليعلم أن الأصل كان في الكلمة الضمة ومثل ذلك قيل وجيء فاعرفه فإنّه حسن
وقرأ الباقون {من لدنه} بضم الدّال وسكون النّون وضم الهاء على أصل الكلمة كقوله {من لدن حكيم عليم} ). [حجة القراءات: 412]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {من لدنه} قرأ أبو بكر بإسكان الدال، ويشمها الضم، ويكسر النون والهاء، وقرأ الباقون بضم الدال، وإسكان النون، وضم الهاء.
وحجة من أسكن الدال أنها لغة للعرب يسكنون الدال، ومنهم من ينقل حركة الدال إلى اللام فيقولون «لدن» فيجتمع ساكنان الدال والنون، فيكسر النون فيقول: «لدن غدوة» وبعضهم يحرك الدال لالتقاء الساكنين مع فتح اللام فيقول: «لدن» فيتبع الفتح الفتح، فأما الإشمام فإنه أشم الدال الضم، ليدل بذلك على أن أصلها الضم، والإشمام في هذا بغير صوت يُسمع، إنما هو ضم الشفتين لا غير كالإشمام في الوقف على: زيد وعمرو، المرفوعين، فكل إشمام في حرف ساكن لا يُسمع، إنما هو ضم الشفتين لا غير، وكل إشمام في متحرك يُسمع كالإشمام في: قيل وحيل وسيء، وقد مضى الكلام على هذا في بابه، فأما كسر النون فإنه لما أسكن الدال كسر النون، لالتقاء الساكنين، فلما انكسرت النون كسرت الهاء لملاصقتها الكسرة، كما تكسر في «به» وصاحبيه، ووصلت بياء على الأصل، إذ ليس قبل الهاء ساكن.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/54]
2- وحجة من ضم الدال أنه أتى بها على الأصل، وأسكن النون على الأصل؛ إذ لا ضرورة تدعو إلى حركتها، وفي «لدن» لغات غير ما ذكرنا، وهي ظرف غير متمكن بمعنى «عند» وهو مبني على أصل البناء، وهو السكون كـ «كم، ومذ، وإذ» ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/55]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {مِنْ لَدُنْه} [آية/ 2]:
قرأ عاصم ياش- {من لَدْنِهِي} يسكن الدال ثم يشمها الضم، ويكسر النون، ويصل الهاء بياء إذا وصل.
والوجه أن أصله لَدُنْ مثل سَبُع، فأسكن الدال كما يسكن الباء في سبع، والنون بعدها ساكنة، فالتقى ساكنان، فحُرّك الثاني منهما بالكسر.
وأما إشمام الدال الضمة فليعلم أنها كانت مضمومةً.
وأما إلحاق الياء بالهاء في لدنهي فلكسرة ما قبل الهاء، كما تقول مررت بهي، ولا يحسن ترك هذه الياء في هذه الصورة إلا في ضرورة الشعر.
وقرأ الباقون و-ص- عن عاصم {مِنْ لَدُنْهُ} مضمومة الدال، ساكنة النون، مضمومة الهاء غير مشبعةٍ.
والوجه أنه على أصل الكلمة؛ لأن الكلمة لدن مثل سبع، وإنما ضمت الهاء من غير واو بعدها لسكون ما قبل الهاء، كما تقول اضربه، فتضم الهاء ضمة غير مشبعة لسكون ما قبل الهاء.
وقرأ ابن كثير {لَدُنْهُو} فوصل الهاء بواو، وهي مثل قراءة ص- إلا في إلحاق الواو.
والوجه في إلحاق الواو انه على الأصل؛ لأن الأصل في هاء ضمير الواحد أن يكون بعدها واوٌ، إلا أنه إذا سكن ما قبل الهاء، فإنهم يحذفون الواو التي بعد الهاء؛ لأن الهاء حرفٌ خفي وليس بحاجز حصين، فيكون الساكن كأنه
[الموضح: 773]
التقى مع الواو الساكنة، وهو يجانبون التقاء الساكنين، فكذلك ما يقرب منه، إلا أن ابن كثير قد أجرى الهاء على الأصل وعد الهاء حاجزًا حصينًا). [الموضح: 774]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَيَبْشُرَ الْمُؤْمِنِينَ} [آية/ 2] بفتح الياء وضم الشين مخففة:
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {وَيُبَشِّرَ} بضم الياء وفتح الباء وكسر الشين وتشديدها.
وقد سبق القول في هذه الكلمة فيما تقدم). [الموضح: 774]

قوله تعالى: {مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3)}

قوله تعالى: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4)}

قوله تعالى: {مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا (5)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرأ [كَبُرَتْ كَلِمَةٌ] رفعا يحيى بن يعمر والحسن وابن محيصن وابن أبي إسحاق والثقفي والأعرج -بخلاف- وعمرو بن عبيد.
قال أبو الفتح: أخلص الفعل "لكَلِمَةٍ" هذه الظاهرة، فرفعها، وسَمَّى قولهم: {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا}، - كما سمَّوا القصيدة وإن كانت مائة بيت -"كلمةً". وهذا كوضعهم الاسم الواحد على جنسه، كقولهم: أهلك الناسَ الدرهمُ والدينارُ، وذهب الناسُ بالشاة والبعير.
ولله فصاحة الحجاج، وكثرة قوله على منبره: يأيها الرجل، وكلكم ذلك الرجل! ألا تراه لما أشفق أن يظن به أنه يريد رجلا واحدا بعينه قال: وكلكم ذلك الرجل؟). [المحتسب: 2/24]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (6) إلى الآية (8) ]

{فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)}

قوله تعالى: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6)}

قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7)}

قوله تعالى: {وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:36 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (9) إلى الآية (12) ]

{أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}

قوله تعالى: {أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)}

قوله تعالى: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)}

قوله تعالى: {فَضَرَبْنَا عَلَىٰ آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11)}

قوله تعالى: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَىٰ لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (13) إلى الآية (15) ]

{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13) وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}

قوله تعالى: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى (13)}

قوله تعالى: {وَرَبَطْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14)}

قوله تعالى: {هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (16) إلى الآية (18) ]
{وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}

قوله تعالى: {وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من أمركم مّرفقًا)
قرأ نافع وان عامر والأعشى عن أبي بكر (مرفقًا) بفتح الميم، وكسر الفاء - وقرأ الباقون بكسر الميم وفتح الفاء (مرفقًا).
وروى الكسائي عن أبي بكر مثل ما قال الأعشى.
قال أبو منصور: أكثر كلام العرب أن يقولوا: (مرفق) لمرفق اليد، بكسر الميم.
ويقال لما يرتفق به: مرفق.
ويجوز هذا في ذاك، وذاك في هذا، قاله أحمد بن يحيى). [معاني القراءات وعللها: 2/106]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {مرفقا} [16].
فقرأ نافع وابن عامر {مرفقا} بفتح الميم وكسر الفاء.
وقرأ الباقون: {مرفقًا} بكسر الميم.
فاختلف النحويون في ذلك، فقال بعضهم: هما لغتان.
وقال آخرون: المرفق: ما ارتفقت به، والمِرفق مرفق اليد، والاختيار في اليد وفي كل ما ارتفقت له (المِرفق) بكسر الميم، والجَمعُ المَرَافقُ مِنْ
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/394]
قوله: {وأيديكم إلى المرافق} فرأس المرفق يقال له: إبرة، وعن يمين الإبرة كسر حسن، وعن يساره كسر قبيح). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/395]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في [فتح الميم و] كسر الفاء وكسر الميم وفتح الفاء من قوله: (مرفقا) [الكهف/ 16].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي: مرفقا بكسر الميم وفتح الفاء.
وقرأ نافع وابن عامر: (مرفقا) بفتح الميم وكسر الفاء.
الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: (مرفقا) بفتح الميم [وكسر الفاء مثلهما].
[الحجة للقراء السبعة: 5/130]
أبو عبيدة: المرفق: ما ارتفقت به، وبعضهم يقول: المرفق.
فأما فى اليدين فهو مرفق. وقال أبو زيد: رفق الله عليك أهون المرفق والرّفق.
قال أبو علي: المرفق فيما حكاه أبو زيد مصدر، ألا ترى أنه جعله كالرفق، وكان القياس الفتح لأنه ليس من يرفق، ولكنه كقوله: إلي مرجعكم [آل عمران/ 55]. ويسألونك عن المحيض [البقرة/ 222].
وقال أبو الحسن: مرفقا، أي: شيئا يرتفقون به مثل المقطع، ومرفقا: جعله اسما مثل المسجد، أو تكون لغة.
وقوله: جعله اسما، أي: جعل المرفق اسما، ولم يجعله اسم المكان ولا المصدر من رفق يرفق، كما أن المسجد ليس باسم الموضع من سجد يسجد. وقوله: أو يكون لغة، أي: لغة في اسم المصدر، كما جاء المطلع ونحوه، ولو كان على القياس لفتحت اللام.
قال أبو الحسن أيضا: مرفقا ومرفقا: لغتان لا فرق بينهما أيضا، هما اسمان مثل المسجد والمطبخ). [الحجة للقراء السبعة: 5/131]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأووا إلى الكهف ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقا}
قرأ نافع وابن عامر {من أمركم مرفقا} بفتح الميم وكسر الفاء وقرأ الباقون {مرفقا} بكسر الميم وفتح الفاء
قال أبو عمرو مرفق اليد بكسر الميم وفتح الفاء وكذلك مرفق الأمر مثل مرفق اليد سواء وكذا قال أيضا أبو الحسن الأخفش
[حجة القراءات: 412]
قال هما لغتان لا فرق بينهما وقال الفراء فكأن الّذين فتحوا الميم أرادوا أن يفرقوا بين المرفق من الأمر والمرفق من الإنسان وأكثر العرب على كسر الميم في الأمر وفي المرفق من الإنسان وقد تفتح العرب أيضا الميم من مرفق الإنسان وهما لغتان في هذا وفي هذا). [حجة القراءات: 413]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {مرفقا} قرأ نافع وابن عامر بفتح الميم، وكسر الفاء، وقرأ الباقون بكسر الميم، وفتح الفاء، وهما لغتان، حكى أبو عبيد: المرفق ما ارتفقت به، قال: وبعضهم يقول: المرفق، فأما في اليدين فهو مرفق، بكسر الميم وفتح الفاء، وقد قيل: إن المرفق بكسر الميم، المصدر، كالمرفق، وكان القياس فتح الميم في المصدر، لأنه فعل يفعل، ولكنه جرى نادرًا كالمرجع والمحيض، وقال الأخفش: مرفقا، بالكسر، هو شيء يرتفقون به، و{مرفقا} بالفتح اسم كالمسجد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/56]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {مَرْفِقًا} [آية/ 16] بفتح الميم وكسر الفاء:
قرأها نافعٌ وابن عامر.
والوجه أن المرفق مصدرٌ كالرفق، وحكة أبو زيدٍ: رفق الله عليك أهون المرفق، والرفق، والقياس: المرفق بالفتح لكونه مصدرًا، إلا أنه قد جاء شاذًا كالمرجع والمحيض.
وقال أبو الحسن: هو اسم ما يُرتفق به، وجوّز أيضًا أن يكون اسمًا للمصدر.
وقرأ الباقون {مِرْفَقًا} بكسر الميم وفتح الفاء.
[الموضح: 774]
والوجه أنه اسمٌ لما يُرتفق به، هكذا ذكر أبو عبيدة، وجوّز في هذا المعنى المرفق بفتح الميم وكسر الفاء قال:
وأما في اليدين فهو مرفقٌ بالكسر لا غير.
ومثل المرفق الذي هو اسم ما يُرتفق به المحلب والمقطع). [الموضح: 775]

قوله تعالى: { وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ ۗ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تزاور عن كهفهم)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (تزّاور) بتشديد الزاي، وقرأ الكوفيون (تزاور) خفيفة الزاي.
وقرأ ابن عامر ويعقوب (تزورّ) ساكنة الزاي، مثل: تحمرّ.
قال أبو منصور: ويجوز (تزوارّ)، ولا أدرى أقرئ به أم لا؟ والمعنى في: تزّاور، وتزاور، وتزورّ، وتزوارّ واحد، أي: تميل فمن قرأ (تزاور) بالتخفيف فالأصل: تتزاور، فحذفت إحدى التاءين استثقالاً للجمع بينهما.
[معاني القراءات وعللها: 2/106]
ومن قرأ (تزاور) فالأصل فيه أيضًا: تتزاور، فأدغمت التاء في الزاي وشددت.
ومن قرأ (تزورّ) فهو من: ازورّ تزورّ. وكذلك ازوارّ). [معاني القراءات وعللها: 2/107]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {تزاور عن كهفهم} [17].
قرأ ابن عامر {تزور} مثل تحمر وتصفر، ومعناه: تعدل وتميل، قال عنترة:
فازور من وقع القنا بلبانه
وشكا إلى بعبرة وتحمحم
وقد قرأ إن شاء الله الجحدري {تزور} مثل تحمار وتصفار.
وقرأ أهل الكوفة: {تزاور} مخففة الزاي.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/387]
وقرأ الباقون: {تزاور} أرادوا: تتزاور فأدغموا التاء في الزاي. ومن خفف أيضًا أراد: تتزاور فحذف إحدى التاءين، وهو كقوله: {تساقط} و{تساقط} و{تظاهرون} و{تظهرون} وقال أبو الزخرف:
ودون ليلى بلد سمهدر
جدب المندى عن هواها أزور
يقال: هو أزور عن كذا، أي: مائل عنه، وفي فلان زور أي: عوج. وأما الزور بجزم الواو فالصدر، يقال للصدر الزور والجوش والجؤشوش والجؤجؤ والجوشن والكلكل والكلكال كل ذلك يراد به الصدر. والزور أيضًا: جمع زائر، هؤلاء زور فلان أي: زواره). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/388]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: تزاور عن كهفهم [الكهف/ 17].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (تزاور) بتشديد الزّاي.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: (تزاور) خفيفة.
[الحجة للقراء السبعة: 5/131]
وقرأ ابن عامر: (تزور) مثل تحمرّ.
قال أبو عبيدة: (تزاور عن كهفهم) تميل عنه، وهو من الزّور والأزور منه، وأنشد ابن مقبل:
فينا كراكر أجواز مضبّرة... فيها دروء إذا شئنا من الزّور
قال أبو علي: تزاور، تزّاور، من قال: تزاور حذف التاء الثانية، وخفف الكلمة بالحذف، كما تخفف بالإدغام، وقول ابن عامر: تزور. قال أبو الحسن: لا يوضع في هذا المعنى إنما يقال: هو مزورّ عني، أي: منقبض. قال أبو علي: ويدلّ على أن ازورّ في المعنى انقبض كما قاله أبو الحسن، قوله:
وازورّ من وقع القنا بلبانه والذي حسّن القراءة به قول جرير:
[الحجة للقراء السبعة: 5/132]
عسفن على الأواعس من قفيل وفي الأظعان عن طلح ازورار فظاهر استعمال هذا في الأظعان مثل استعماله في الشمس، فإن قلت: كيف جاز أن يقال: تزاور، ولا يكاد يستعمل هذا البناء في هذا النحو، فإن هذا حسن لمّا كان معناه الميل عن الموضع، وقد استعملوا تمايل، فأجروا تزاور مجرى تمايل، قال:
كلون الحصان الأنبط البطن قائما... تمايل عنه الجلّ واللون أشقر
وقال:
تجانف عن خلّ اليمامة ناقتي... وما قصدت من أهلها لسوائكا
[الحجة للقراء السبعة: 5/133]
والزور في بيت ابن مقبل هو الميل والعدول للكبر والصّعر، فمعنى العدول فيه حاصل للكبر كان أو لغيره، وكما أنّ تقرضهم تجاوزهم وتتركهم عن شمالها، كذلك تزاور عنهم: تميل عنهم ذات اليمين، فإذا مالت عنهم إذا طلعت، وتجاوزتهم إذا غربت، وكانوا في فجوة من الكهف، دلّ أن الشمس لا تصيبهم البتّة، أو في أكثر الأمر، فتكون صورهم محفوظة). [الحجة للقراء السبعة: 5/134]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الجحدري: [تَزْوارُّ].
قال أبو الفتح: هذا افْعالَّ وتَزَاوَرُ تَفَاعَلُ وقلما جاءت افعالّ إلا في الألوان، نحو: اسوادّ وابياضّ واحمارّ واصفارّ، أو العيوب الظاهرة، نحو: احولّ واحوالّ واعورّ واعوارّ واصيدّ واصيادّ. وقد جاءت افعالّ وافعلّ، وهي مقصورة من افعالّ- في غير الألوان، قالوا: ارعوى وهو افعلّ، وافتوى أي: خدم، وساس. قال يزيد بن الحكم:
تبدَّل خليلا بي كشكلك شكلُه ... فإني خليلا صالحا بك مُقْتَوِي
فمقتو مفتعل من الفتو، وهو الخدمة. قال:
إني امرؤ من بني خُزَيمة لا ... أحسن قتوَ الملوكِ والحفَدَا
[المحتسب: 2/25]
وخليلا عندنا منصوب بفعل مضمر يدل عليه [مُقْتَوٍ]، وذلك أن افعلّ لا يتعدى إلى المفعول به، فكأنه قال: فإني أخدم، أو أسوس، أو أتعهد، أو استبدل بك خليلا صالحا. ودل مقتوٍ على ذلك الفعل. وقالوا: اضرابّ الشيء أي: املسّ، وقالوا: اشعانّ رأسه، أي: تفرق شعره، في أحرف غير هذه). [المحتسب: 2/26]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وترى الشّمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين}
قرأ ابن عامر (تزور عن كهفهم) مثل تحمر وتصفر ومعناه تعدل وتميل
وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {تزاور} بالتّشديد وقرأ أهل الكوفة بالتّخفيف من شدد أراد تتزاور فأدغمت التّاء في الزّاي ومن خفف حذف إحدى التّاءين وهي الثّانية). [حجة القراءات: 413]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {تزاور عن} قرأه الكوفيون بالتخفيف، وقرأ ابن عامر بتشديد الراء من غير ألف «تزو» على وزن «تحمر» وقرأ الباقون بألف مشددا.
وحجة من قرأ بالألف والتخفيف أنه بناه على «تزاورت» فهي تزاور وأصله تتزاور، فحذف إحدى التاءين تخفيفًا وعلته كالعلة في «تساءلون وتظاهرون».
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/56]
6- وحجة من شدد وقرأ بألف أنه بناه على «تزاورت» أيضًا كالأول، ثم أدغم إحدى التاءين في الزاي، وحسن الإدغام؛ لأنه ينقل التاء إلى لفظ الزاي، فالزاي أقوى من التاء بكثير، لأن الزاي من حروف الصفير، ومن الحروف المجهورة، وهو الاختيار، لأنه الأصل، وعليه الحرميان.
7- وحجة من قرأه بغير ألف على وزن «تحمر» أنه بناه على «ازورت» فهي «تزور»، كـ «احمرت» فهي «تحمر»، والمعنى: وترى الشمس إذا طلعت تنقبض عنهم، ومعنى «تزاور وتزّاور» تميل، فمعناه مثل الأول؛ لأنها إذا مالت فقد انقبضت، فإذا انقبضت فقد مالت). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/57]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {تَزْوَرُّ} [آية/ 17] بغير ألف، ساكنة الزاي، مشددة الراء:
قرأها أبو عامر ويعقوب في وزن تحمر.
والوجه أن ازْوَرَّ قد جاء في معنى الميل، وإن كان المشهور فيه معنى الانقباض، وفي معنى الميل قول جرير:
80- عسفن على الأواعن من قفيلٍ = وفي الأظعان عن طلح ازورار
أي: ميلٌ، فمعنى تزور: تميل.
[الموضح: 775]
وقرأ ابن كثير ونافعٌ وأبو عمرو {تزَّاوَرُ} بالألف، مشددة الزاي.
والوجه أن أصله تتزاور، فأُدغمت التاء الثانية في الزاي، فبقي {تَزَّاوَرُ}، والإدغام إنما هو لاستثقالهم اجتماع التاءين.
وقرأ الكوفيون {تَزَاوَرُ} بالألف، مخففة الزاي.
والوجه أن أصله تتزاور بتاءين أيضًا، فحُذفت التاء الثانية تخفيفًا.
والتزاور: التمايل). [الموضح: 776]

قوله تعالى: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ ۚ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ ۖ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ ۚ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ولملئت منهم رعبًا)
قرأ ابن كثير ونافع (ولملّئت) بتشديد اللام، وقرأ الباقون خفيفة.
وكذلك روى إسماعيل بن مسلم عن ابن كثيرٍ بالتخفيف.
قال أبو منصور: أكثر الكلام (ولملئت) بالتخفيف، وإذا شددت اللام ففيه تأكيد للمبالغة). [معاني القراءات وعللها: 2/107]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {ولملئت منهم رعبا} [18].
قرأ ابن كثير ونافع {ولملئت} مشددًا مهموزًا.
وقرأ الباقون خفيفًا {ولملئت} يقال ملىء فلان رعبا وفزعا فهو مملوء وملىء فهو مملأ، وكأن التشديد للتكثير وملأت الإناء فهو ملآن، وامتلأ
[إعراب القراءات السبع وعللها: 1/388]
الحوض يمتلىء امتلاء وأما قولهم: تمليت طويلاً وعانقت حبيبًا ومت شهيدًا وأبليت جديدًا فغير مهموز). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/389]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في تشديد اللام وتخفيفها من قوله تعالى: ولملئت [الكهف/ 18].
فقرأ ابن كثير ونافع: (ولملّئت): مشدّدة مهموزة.
وقرأ ابن عامر وعاصم وأبو عمرو وحمزة والكسائي: ولملئت خفيفة مهموزة، وروى إسماعيل بن مسلم عن ابن كثير: ولملئت خفيفة.
قال أبو الحسن: الخفيفة أجود في كلامهم، تقول: ملأتني رعبا، ولا يكادون يعرفون: ملأتني. قال أبو علي: مما يدلّ على ما قاله أبو الحسن من أن التخفيف أكثر في كلامهم قوله:
فيملأ بيتنا أقطا وسمنا وقول الأعشى:
وقد ملأت بكر ومن لفّ لفّها
[الحجة للقراء السبعة: 5/134]
وقول الآخر:
ومن مالئ عينيه من شيء غيره وقول الآخر:
لا تملأ الدّلو وعرّق فيها وقولهم: امتلأت، يدلّ على ملأ، لأنّ مطاوع فعلت افتعلت، قال:
امتلأ الحوض، وقال قطني وقد جاء التثقيل أيضا، أنشدوا للمخبّل السعدي:
وإذ فتك النعمان بالناس محرما فملّئ من كعب بن عوف سلاسله). [الحجة للقراء السبعة: 5/135]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [وَتَقَلُّبَهُمْ]، بفتح التاء والقاف، وضم اللام، وفتح الباء.
قال أبو الفتح: هذا منصوب بفعل دل عليه ما قبله من قوله تعالى: {وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ}، وقوله: {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ} : فهذه أحوال مشاهدة، فكذلك [تَقَلُّبَهُمْ] داخل في معناه، فكأنه قال: ونرى أو نشاهد تقلبهم ذات اليمين وذات الشمال. فإن قيل: إن التقلب حركة، والحركة غير مرئية، قيل: هذا غَوْر آخر ليس من القراءة في شيء إلا أنك تراهم يتقلبون، والمعنى مفهوم. وليس كل أحد يقول: إن الحركة لا ترى ولا غرض في الإطالة هنا، لكن ما أوردناه قد مضى على الغرض فيه والمراد منه). [المحتسب: 2/26]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لو اطّلعت عليهم لولّيت منهم فرارًا ولملئت منهم رعبًا}
قرأ نافع وابن كثير {ولملئت منهم} بالتّشديد وقرأ الباقون بالتّخفيف وهما لغتان يقال ملئ فلان رعبًا فهو مملوء وملئ فهو مملأ). [حجة القراءات: 413]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {ولملئت منهم} قرأه الحرميان بالتشديد، وخفف الباقون، وهما لغتان، والتخفيف أكثر، قال الأخفش: تقول ملأتني رعبا ولا يكادون يقولون ملأتني رعبا، وقوله: {هل امتلأت} «ق 30» يدل على التخفيف لأن {امتلأت} مطاوع «ملأت» وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، ولأنه اللغة المشهورة المستعملة، وقد ذكرنا {رعبا} في آل عمران أن الكسائي وابن عامر على التثقيل، والباقون على التخفيف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/57]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {وَلَمُلِّئْتَ مِنْهُمْ} [آية/ 18] مشددة اللام:
قرأها ابن كثير ونافعٌ.
والوجه أن مُلِّئ بالتشديد لغة في مُلِئ بالتخفيف وإن كانت لغة قليلة، قال المخيل السعدي:
81- وإذا فتك النعمان بالناس محرمًا = فملئ من كعب بن عوفٍ سلاسله
وقرأ الباقون {وَلَمُلِئْتَ} مخففة اللام.
[الموضح: 776]
والوجه أنها هي اللغة الجيدة، وهي المشهورة عندهم.
ويمكن أن يقال إن المشددة لكثرة الفعل فيكون المراد منه ملءٌ بعد ملءٍ، وعلى هذا يُحمل ما في البيت؛ لأن السلاسل جمعٌ). [الموضح: 777]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {رُعُبًا} [آية/ 18] بتحريك العين:
قرأها ابن عامر والكسائي ويعقوب.
وقرأ الباقون {رُعْبًا} بتسكين العين.
والوجه أنهما لغتان: الرعْب والرعُب كالشغْل والشغُل.
ويجوز أن يكون الرعب بالتسكين مخففًا من الرعب بالتحريك). [الموضح: 777]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 14 صفر 1440هـ/24-10-2018م, 09:43 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

تفسير سورة الكهف
[ من الآية (19) إلى الآية (20) ]

{ وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}

قوله تعالى: {وَكَذَٰلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ ۚ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ ۖ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ۚ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَٰذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَىٰ طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (بورقكم)
قرأ أبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، وحمزة (بورقكم) ساكنة الراء خفيفة.
وقرأ الباقون (بورقكم) بكسر الراء والقاف.
قال أبو منصور: اللغتان اللتان قرئ بهما: ورق، وورق.
وفيه لغتان أخريان: (بورقكم) بكسر الواو، وسكون الراء.
و (بورقكم) بفتح الواو، وكسر الراء، وإدغام القاف في الكاف.
حتى يصير كأنهما كافًا خالصة.
[معاني القراءات وعللها: 2/107]
الدراهم المضروبة: الورق وهي الرقّة، وقال أبو عبيدة للفضة وإن كانت غير مضروبة: رقّة وورق). [معاني القراءات وعللها: 2/108]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {بورقكم هذه إلى المدينة} [19].
قرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر عن عاصم {بورقكم} ساكنة الراء.
وقرأ الباقون {بورقكم} وهو الأصل، ومن أسكن الراء فتخفيف، كما يُقال في فخذ فخد، وفي كبد كبد، ولو قرأ قارىء بورقكم لكان صوابا. حدثني ابن مجاهد عن السمر يعن الفراء قال: يقال: الورق والورق والورق ثلاث لغات، ومثله كلمة وكلمة وكلمة. والورق: الدراهم، وقد يقال لها: الورق بفتح الراء وتجمع أوراقًا، ويقال: رجل وراق أي: كثير الدراهم، فأما الورق الذي يكتب فيه فبالفتح لا غير، والورق أيضًا: الغلمان الملاح.
وروى اللؤلؤى عن أبي عمرو {بورقكم هذه} مدغمًا لقرب القاف من الكاف، كما قرأ: {خلقكم} و{رزقكم} والاختيار: الإظهار، لسكون الراء؛ لأن الحرفين غير متجانسين وإن كانا قرينين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 1/389]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر الراء، وإسكانها من قوله عز وجل: بورقكم [الكهف/ 19].
فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر والكسائي وحفص عن عاصم بورقكم مكسورة الراء.
وقرأ أبو عمرو وحمزة وأبو بكر عن عاصم (بورقكم) ساكنة
[الحجة للقراء السبعة: 5/135]
الراء خفيفة. وروى روح عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو: (بورقكم) مدغمة، قال: وكان يشمها شيئا من التثقيل.
ورق وورق: كنبد ونبد وكتف وكتف، والتخفيف في هذا النحو سائغ مطرد. وأما إدغام القاف في الكاف فحسن، وذلك نحو قولك:
الحق كلدة، فلمّا كان إدغام الكاف في القاف في قولك: انهك قطنا كذلك، ولإدغام القاف في الكاف من المزيّة في الحسن أن القاف أدخل في الحلق، وهي أول مخارج الفم، والكاف أخرج إلى الفم، والإدغام فيما كان أقرب إلى الفم أحسن، ألا ترى أن الإدغام إنّما هو في حروف الفم، وأن حروف الطرفين ليس بأصول في الإدغام). [الحجة للقراء السبعة: 5/136]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء: [بِوِرْقكُّمْ]، مكسورة الواو، مدغمة.
قال أبو الفتح: هذا ونحوه عند أصحابنا مخفي غير مدغم، لكنه أخفى كسرة القاف، فظنها القراء مدغمة. ومعاذ الله لو كانت مدغمة لوجب نقل كسرة القاف إلى الراء، كقولهم: يَرُدّ ويَفِرّ ويَصُبّ. ألا ترى أن الأصل يرْدُدُ ويفْرِرُ ويَصْبُبُ، فلما أسكن الأول ليدغمه نقل حركته إلى الساكن قبله؟
وللقراء في نحو هذا عادة: أن يعبروا عن المخفي بالمدغم؛ وذلك للطف ذلك عليهم. منه قولهم في قوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ} : إنه أدغم نون "نحنُ" في نون "نَزلنا"
[المحتسب: 2/24]
حتى كأنهم لم يسمعوا أن هذا ونحوه مما لا يجوز مع الانفصال، وأنه أمر يختص به المتصل. فاستدل صاحب الكتاب على أنه إخفاء بقولهم: اسمُ مُوسى وابنُ نُوح، قال: فلو كان إدغام لوجب تحريك سين "اسم" وباء "ابن"، ولو تحركتا لإدغام ما بعدهما لسقطت ألف الوصل من أولهما، وهذا واضح.
وإذا جاز مثل هذا على قطرب مع تخصصه حتى جرى في بعض ألفاظه فالقراء بذلك أولى، وهم فيه أظهر عذرًا. وقد ذكرنا ذلك فيما مضى، وإنما هي [بِوِرقِكُم]، بإخفاء كسرة القاف، كأنه يريد الإدغام تخفيفا ولا ويبلغه.
وحكى أبو حاتم -فيما روينا عنه- أن ابن محيصن قرأ: [بِوَرِقكُّمْ] مدغمة، ولم يحك قراءة أبي رجاء بالإدغام، وهذا لا نظر في جوازه). [المحتسب: 2/25]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة}
قرأ أبو بكر وحمزة وأبو عمرو {بورقكم} ساكنة الرّاء وقرأ الباقون بكسر الرّاء على أصل الكلمة من سكن الرّاء طلب التّخفيف بإسكان الرّاء لأن الرّاء ب تكررها بمنزلة حرفين). [حجة القراءات: 413]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {بورقكم} قرأ أبو بكر وأبو عمرو وحمزة بإسكان الراء تخفيفًا، كما قالوا في: كَبِد كَبْد، وفي كَتَف كتْف، وهو مطّرد، وقرأ
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/57]
الباقون بكسر الراء على الأصل، وهو الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/58]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {بَوَرْقِكُمْ} [آية/ 19] ساكنة الراء:
قرأها أبو عمرو وحمزة وعاصم ياش- ويعقوب ح-.
والوجه أنه مخفف من ورق، حُذفت الكسرة منه كما حُذفت من كتفٍ وكبدٍ وفخذٍ.
وقرأ الباقون ويعقوب يس- {بِوَرِقِكُمْ} مكسورة الراء.
والوجه أنه هو الأصل الذي لم يخفف، كما يقال: كبدٌ وفخذٌ وكتفٌ بالكسر على الأصل من غير تخفيف). [الموضح: 777]

قوله تعالى: {إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة