تفسير قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)}
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن عثمان بن أبي زرعة الثّقفيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {أن أفيضوا علينا من الماء} قال: ينادي الرّجل معرفته من أهل الجنّة أن أغثني يا فلان فقد احترقت فيقول اللّه تعالى ذكره: {إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين}). [تفسير الثوري: 113]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن عثمان الثّقفيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {ونادى أصحاب النّار أصحاب الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء} الآية، قال: ينادي الرّجل أخاه، وينادي الرّجل الرّجل فيقول: إنّي قد احترقت فأفض عليّ من الماء، قال: فيقال له: أجبه، فيقول: إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 241]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ونادى أصحاب النّار أصحاب الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه قالوا إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين}.
وهذا خبرٌ من اللّه تعالى ذكره عن استغاثة أهل النّار بأهل الجنّة عند نزول عظيم البلاء بهم من شدّة العطش والجوع، عقوبةً من اللّه لهم على ما سلف منهم في الدّنيا من ترك طاعة اللّه وأداء ما كان فرض عليهم فيها في أموالهم من حقوق المساكين من الزّكاة والصّدقة. يقول تعالى ذكره: ونادى أصحاب النّار بعدما دخلوها أصحاب الجنّة بعدما سكنوها أن يا أهل الجنّة: {أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه}: أي أطعمونا ممّا رزقكم اللّه من الطّعام.
- كما حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {أن أفيضوا، علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه}، قال: من الطّعام.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أن أفيضوا، علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه}، قال: يستطعمونهم ويستسقونهم.
فأجابهم أهل الجنّة: إنّ اللّه تبارك وتعالى حرّم الماء والطّعام على الّذين جحدوا توحيده وكذّبوا في الدّنيا رسله.
والهاء والميم في قوله: {إنّ اللّه حرّمهما} عائدتان على الماء، وعلى (ما) الّتي في قوله: {أو ممّا رزقكم اللّه}.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن عثمان الثّقفيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {ونادى أصحاب النّار أصحاب الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه}، قال: ينادي الرّجل أخاه أو أباه، فيقول: قد احترقت، أفض عليّ من الماء، فيقال لهم: أجيبوهم، فيقولون: {إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين}.
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا ابن دكينٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن عثمان، عن سعيد بن جبيرٍ: {ونادى أصحاب النّار أصحاب الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه}، قال: ينادي الرّجل أخاه: يا أخي، قد احترقت فأغثني، فيقول: {إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين}.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {قالوا إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين}، قال: طعام أهل الجنّة وشرابها). [جامع البيان: 10/ 235-236]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({ونادى أصحاب النّار أصحاب الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه قالوا إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين (50)}
قوله تعالى: {ونادى أصحاب النّار أصحاب الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء}
- حدّثنا أبي، ثنا أبو نعيمٍ، ثنا سفيان ، عن عثمان بن المغيرة الثّقفيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ قوله: {ونادى أصحاب النّار أصحاب الجنّة أن أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه}، قال: ينادي الرّجل أخاه فيقول: يا أخي إنّي قد احترقت فأغثني فيقول: إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين.
- حدّثنا أبي، ثنا نصر بن عليٍّ أنبأ موسى بن المغيرة، ثنا أبو موسى الصّغار في دار عمرو بن مسلمٍ قال: سألت ابن عبّاسٍ: أو سئل أيّ الصّدقة أفضل؟ فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:«أفضل الصّدقة الماء، ألم تسمع إلى أهل النّار لمّا استغاثوا بأهل الجنّة قالوا: {أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه}»
قوله تعالى: {أو ممّا رزقكم اللّه}
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: {أفيضوا علينا من الماء أو ممّا رزقكم اللّه}؛ قال: من الطّعام.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قول اللّه: {أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله}؛ قال: يستطعمونهم ويستسقونهم.
قوله تعالى: {قالوا إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين}
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش عن أبي صالحٍ قال: لمّا مرض أبو طالبٍ فقالوا له: لو أرسلت إلى ابن أخيك هذا فيرسل إليك بعنقودٍ من جنّته لعلّه أن يشفيك به.
فجاءه الرّسول وأبو بكرٍ عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال أبو بكرٍ رضي اللّه عنه:«إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين»
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، ثنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم يقول في قوله تعالى: {إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين}؛ قال: طعام الجنّة وشرابها.
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا زيد بن الحباب، أخبرني سفيان الثّوريّ، عن عثمان الثّقفيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: قال: ينادي الرّجل من أهل النّار الرّجل من أهل الجنّة: يا فلان أدركني قد احترقت فيقول: إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1490-1491]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عباس، أنه سئل أي الصدقة أفضل فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة سقي الماء ألم تسمع إلى أهل النار لما استغاثوا بأهل الجنة قالوا: أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله».
- وأخرج أحمد عن سعد بن عبادة أن أمة ماتت فقال: يا رسول الله أتصدق عليها قال: نعم، قال: فأي الصدقة أفضل قال: سقي الماء.
- وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله: {ونادى أصحاب الجنة} الآية، قال: ينادي الرجل أخاه فيقول: يا أخي أغثني فإني قد احترقت فأفض علي من الماء، فيقال: أجبه، فيقول {إن الله حرمهما على الكافرين}.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله} قال: من الطعام.
- وأخرج ابن أبي شيبة، وابن أبي حاتم عن أبي صالح قال: لما مرض أبو طالب قالوا له: لو أرسلت إلى ابن أخيك فيرسل إليك بعنقود من جنة لعله يشفيك فجاءه الرسول وأبو بكر عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر: إن الله حرمهما على الكافرين.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله: {أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله} قال: يستسقونهم ويستطعمونهم، وفي قوله: {إن الله حرمهما على الكافرين} قال: طعام الجنة وشرابها.
- وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد والبيهقي في شعب الإيمان عن عقيل بن شهر الرياحي قال: شرب عبد الله بن عمر ماء باردا فبكى فاشتد بكاؤه فقيل له: ما يبكيك قال: ذكرت آية في كتاب الله: {وحيل بينهم وبين ما يشتهون} [سبأ: 54] فعرفت أن أهل النار لا يشتهون إلا الماء البارد وقد قال الله عز وجل: {أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله}.
- وأخرج البخاري، وابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يلقى إبراهيم أباه يوم القيامة وعلى وجهه قترة وغبرة فيقول: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني فأي خزي أخزى من أبي إلا بعد في النار فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرينٍ»). [الدر المنثور: 6/ 412-414]
تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآَيَاتِنَا يَجْحَدُونَ (51)}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {الّذين اتّخذوا دينهم لهوًا ولعبًا وغرّتهم الحياة الدّنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون}.
وهذا خبرٌ من اللّه عن قيل أهل الجنّة للكافرين، يقول تعالى ذكره: فأجاب أهل الجنّة أهل النّار: {إنّ اللّه حرّمهما على الكافرين} الّذين كفروا باللّه ورسله، {الّذين اتّخذوا دينهم} الّذي أمرهم اللّه به {لهوًا ولعبًا}، يقول: سخريةً ولعبًا.
وروي عن ابن عبّاسٍ في ذلك ما:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {الّذين اتّخذوا دينهم لهوًا ولعبًا} الآية. قال: وذلك أنّهم كانوا إذا دعوا إلى الإيمان سخروا ممّن دعاهم إليه وهزءوا به اغترارًا باللّه.
{وغرّتهم الحياة الدّنيا} يقول: وخدعهم عاجل ما هم فيه من العيش والخفض والدّعة عن الأخذ بنصيبهم من الآخرة حتّى أتتهم المنيّة، يقول اللّه جلّ ثناؤه: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا}: أي ففي هذا اليوم، وذلك يوم القيامة، ننساهم، يقول: نتركهم في العذاب المبين جياعًا عطاشًا بغير طعامٍ ولا شرابٍ، كما تركوا العمل للقاء يومهم هذا ورفضوا الاستعداد له بإتعاب أبدانهم في طاعة اللّه.
وقد بيّنّا معنى قوله: {ننساهم} بشواهده فيما مضى بما أغنى عن إعادته.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: {فاليوم ننساهم}، قال: نسوا في العذاب.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فاليوم ننساهم}، قال: نتركهم كما تركوا لقاء يومهم هذا.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه: {ننساهم} قال: نتركهم في النّار.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا}، قال: نتركهم من الرّحمة كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا}.
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي قال: حدّثني عمّي قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} الآية: يقول: نسيهم اللّه من الخير، ولم ينسهم من الشّرّ.
- حدّثني الحرث قال: حدّثنا عبد العزيز قال: حدّثنا أبو سعدٍ قال: سمعت مجاهدًا في قوله: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} قال: نؤخّرهم في النّار.
وأمّا قوله: {وما كانوا بآياتنا يجحدون}، فإنّ معناه: اليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا، وكما كانوا بآياتنا يجحدون.
فـ (ما) الّتي في قوله: {وما كانوا} معطوفةٌ على (ما) الّتي في قوله: {كما نسوا}.
وتأويل الكلام: فاليوم نتركهم في العذاب، كما تركوا العمل في الدّنيا للقاء اللّه يوم القيامة، وكما كانوا بآيات اللّه يجحدون، وهي حججه الّتي احتجّ بها عليهم من الأنبياء والرّسل والكتب وغير ذلك. يجحدون: يكذّبون ولا يصدّقون بشيءٍ من ذلك). [جامع البيان: 10/ 237-239]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): ({الّذين اتّخذوا دينهم لهوًا ولعبًا وغرّتهم الحياة الدّنيا فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون (51)}
قوله تعالى: {الّذين اتّخذوا دينهم لهوًا ولعبًا}
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: قال الّذين اتّخذوا دينهم لهوًا يقول: لعبًا.
- حدّثنا عبد الرّحمن بن محمّد بن منصورٍ البصريّ، ثنا أبي، ثنا جعفر بن سليمان، عن عمر بن نبهان، عن قتادة: قوله: {اتّخذوا دينهم لهوًا ولعبًا} قال: أكلًا وشربًا.
- حدّثنا أبي، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان، عن عبد الكريم، عن مجاهدٍ قال: كلّ لعبٍ لهوٌ.
قوله تعالى: {وغرّتهم الحياة الدّنيا}
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن عبد الرّحمن، ثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه عن الرّبيع قال: {غرّهم ما كانوا يفترون}.
قوله تعالى: {فاليوم ننساهم}
الوجه الأول:
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: {فاليوم ننساهم} كما نسوا لقاء يومهم هذا يقول: نتركهم في النّار كما تركوا لقاء يومهم هذا.
وروي عن مجاهدٍ: أنّه قال: نسوا في العذاب.
- حدّثنا الحسين بن الحسن، ثنا إبراهيم بن عبد اللّه، ثنا حجّاجٌ عن ابن جريجٍ عن مجاهدٍ: ننساهم نؤخّرهم في النّار.
- أخبرنا أحمد بن عثمان بن حكيمٍ الأوديّ فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: {فاليوم ننساهم} كما نسوا لقاء يومهم هذا نتركهم من الرّحمة.
الوجه الثّاني:
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ حدّثني أبي، حدّثني عمّي عن أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: {فاليوم ننساهم} كما نسوا لقاء يومهم هذا يقول: نسيهم اللّه من الخير ولم ينسهم من الشّرّ.
قوله تعالى: {كما نسوا لقاء يومهم هذا}
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا محمّد بن عبيدٍ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا قال: كما تركتم أمري.
- أخبرنا أحمد بن عثمان فيما كتب إليّ، ثنا أحمد بن مفضّلٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا قال: كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا. وروي عن مجاهدٍ نحو ذلك.
قوله تعالى: {وما كانوا بآياتنا يجحدون}
- حدّثنا أبي، ثنا عليّ بن نصرٍ، ثنا عمرو بن عاصمٍ، ثنا أبو الأشهب قال: قال الحسن يعني بقوله: يجحدون قال: جحدوا بعد المعرفة). [تفسير القرآن العظيم: 5/ 1491-1493]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {فاليوم ننساهم} يقول نتركهم في النار كما نسوا يقول كما تركوا أن يعملوا ليومهم هذا).[تفسير مجاهد: 238]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات عن ابن عباس في قوله: {فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا} يقول: نتركهم في النار كما تركوا لقاء يومهم هذا.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال: نسيهم الله من الخير ولم ينسهم من الشر.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله: {فاليوم ننساهم} قال: نؤخرهم في النار.
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله: {فاليوم ننساهم} قال: نتركهم من الرحمة {كما نسوا لقاء يومهم هذا} قال: كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا.
- وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن أبي مالك قال: إن في جهنم لآبارا من ألقي فيها نسي يتردى فيها سبعين عاما قبل أن يبلغ القرار). [الدر المنثور: 6/ 414-415]