العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الوقف والابتداء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 جمادى الآخرة 1434هـ/29-04-2013م, 11:40 AM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي الوقوف على الواوات

الوقوف على الواوات

قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):(
اعلم أن الياءات والواوات [والألفات] يحذفن في الأمر والنهي وجواب الأمر والجزاء وجواب الجزاء، وما ينسق على الجزاء وجوابه، وما جاء بعد «لم وألما وأفلم وأفلما».
فمن ذلك قوله تعالى: {وليتق الله ربه} [البقرة: 283] تقف عليه (وليتق) بلا ياء لأنه في موضع جزم بلام الأمر، وكذلك: {يا أيها النبي اتق الله} [الأحزاب: 1]، تقف عليه (اتق) بلا ياء لأنه في موضع جزم بتأويل لام ساقطة،
كان الأصل فيه «ليتق» فحذفت اللام والياء لكثرة استعمالهم لأمر المواجه ثم أدخلوا ألفًا يقع بها الابتداء، والدليل على أن أصل قوله «اتق» «ليتق» قوله (وليتق الله ربه) فأمر المخاطب بمنزلة أمر الغائب إلا أن اللام تحذف من أمر المخاطب لكثرة الاستعمال وتثبت في أمر الغائب لقلة الاستعمال.
وكذلك قوله: (اهدنا الصراط) موضع (اهدنا الصراط) جزم بتأويل لام ساقطة كأنه قال: «لتهدنا» فحذفت اللام والتاء لكثرة الاستعمال. وكذلك تقف على قوله: {واتق الله} [الأحزاب: 37] بلا ياء لما ذكرنا. وكذلك: {وأن ألق عصاك} [القصص: 31] (ألق). وكذلك: {ولتأت طائفة أخرى} [النساء: 102] (ولتأت). {فليأت مستمعهم بسلطان} [الطور: 38] (فليأت). {وصل عليهم} [التوبة: 103] (وصل). {فول وجهك} [البقرة: 144] (فول). {فأوف لنا الكيل} [يوسف: 88] (فأوف) {تول عنهم حتى حين} [الصافات: 174] (فتول). {فاقض ما أنت قاض} [طه: 72] (فاقض). هذا كله وما يشبهه يوقف عليه بغير ياء لأنه في موضع جزم باللام الساقطة، كان الأصل فيه «لتقض، لتصل» فحذفت اللام والياء لكثرة الاستعمال والدليل على أن أمر المخاطب ينجزم بلام ساقطة قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بن كعب {فبذلك فلتفرحوا} [يونس: 58] وقول النبي صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته: «لتأخذوا مصافكم».

ومما حذفت منه الواو للجزم قوله تعالى: {قالوا ادع لنا ربك} [البقرة: 68] تقف عليه (ادع) لأنه في موضع جزم باللام الساقطة علامة الجزم فيه سقوط الواو. وكذلك:
{فليدع نادية} [العلق: 17] تقف عليه بلا واو لأنه في موضع جزم باللام. وكذلك: {واتل عليهم نبأ ابني آدم} [المائدة: 27] تقف عليه (واتل عليهم) بلا واو. وكذلك: {فاعف عنهم} [آل عمران: 159ي تقف عليه بلا واو للعلة التي تقدمت.
ومما حذفت منه الياء في النهي قوله: {ولا تبغ الفساد في الأرض} [القصص: 77] تقف عليه (ولا تبغ) بلا ياء لأنه في موضع جزم بـ«لا» وكذلك: {ولا تصل على أحد منهم} [التوبة: 84] تقف عليه (ولا تصل) بلا ياء. وكذلك: {ولا يأب الشهداء} [البقرة: 28] {ولا يأب}. {ولا يأب كاتب} [البقرة: 282] (ولا يأب).
وحذفت الواو من قوله: {فلا تدع مع الله إلها آخر} [الشعراء: 213] تقف عليه (ولا تدع). وكذلك:
{ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك} [يونس: 106] تقف عليه (ولا تدع) لأنه في موضع جزم بـ«لا» علامة الجزم فيه سقوط الواو.
وحذفت الياء من جواب الأمر في قوله: {فألقوه على وجه أبى يأت بصيرا} [يوسف: 93] تقف عليه (يأت) بلا ياء لأنه في موضع جزم على الجواب للأمر. وكذلك: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} [البقرة: 40] تقف عليه (أوف) بلا ياء. وكذلك: {ويؤت كل ذي فضل فضله} [هود: 3] نقف عليه (ويؤت) بلا ياء لأنه في موضع جزم على النسق على (يمتعكم) و(يبتعكم) هو جواب الأمر.
وحذفت الواو من قوله: {قل تعالوا أتل} [الأنعام: 151]
تقف عليه (أتل) بلا واو لأنه جواب الأمر. وكذلك: {اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخل لكم} [يوسف: 9] تقف عليه (يخل) بلا واو. وكذلك: {فقل تعالوا ندع أبناءنا} [آل عمران: 61] تقف عليه (ندع) بلا واو.
وحذفت الياء من الجزاء في قوله: {وإن يأت الأحزاب} [الأحزاب: 20] تقف عليه (يأت) بلا ياء لأنه في موضع جزم بـ(إن) وكذلك: {إن نعف عن طائفة منكم} [التوبة: 66] تق فعليه (نعف) بغير واو. وكذلك {إنه من يتق ويصبر} [يوسف: 90] تقف عليه (يتق) بلا ياء. {ومن يبتغ غير الإسلام} [آل عمران: 85] (يبتغ) بلا ياء. {ومن تق السيئات} [غافر: 9] تقف عليه (تق) بلا ياء. وكذلك: {ومن يعص الله ورسوله} [الأحزاب: 36] تقف عليه (يعص). {ومن يؤت الحكمة} [البقرة: 269] تقف عليه (يؤت). {ومن يتول الله ورسوله} [المائدة: 56] [تقف عليه] (يتول). {ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد} [الحديد: 24] تقف عليه (يتول).
وحذفت الواو من قوله: {وإن تدع مثقلة إلى حملها} [فاطر: 18] تقف عليه (تدع) بلا واو لأنه في موضع جزم بـ(إن). وكذلك: {ومن يعش عن ذكر الرحمن} [الزخرف: 26] تقف على (يعش) بلا واو. وكذلك: {ومن يدع مع الله إلها آخر} [المؤمنون: 117] الوقف عليه (يدع) بلا واو. وتقف على قوله {ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه} [النور: 52] تقف عليه (ويخش)
بلا ياء لأنه في موضع جزم على النسق على (يطع) و(يطع) مجزوم بـ(من).
وحذفت الياء من جواب الجزاء في قوله: {وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته} [النساء: 130] تقف عليه بغير ياء لأنه في موضع جزم على الجواب للجزاء.

فإن قال قائل: لم صار جواب الجزاء مجزومًا؟ فقل: لمجاورته الفعل الأول وذلك أنه قال: (وإن يتفرقا) فموضع (يتفرقا) جزم بـ(إن)، علامة الجزم فيه سقوط النون، وموضع (يغن) جزم على المجاورة لـ (يتفرقا).
وكذلك: {أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا} [البقرة: 148] تقف عليه (يأت) بلا ياء لأنه جواب الجزاء. وكذلك قوله: {وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم} [الأنفال: 60] تقف عليه (يوف) بلا ياء لأنه جواب الجزاء.
وكذلك: {أينما يوجهه لا يأت بخير} [النحل: 76] تقف عليه (لا يأت) بغير ياء. وكذلك: {في السماوات أو في الأرض يأت بها الله} [لقمان: 16] تقف عليه (يأت) بغير ياء. وكذلك: {ومن يؤمن بالله يهد قلبه} [التغابن: 11] تقف عليه (يهد) بلا ياء لما ذكرنا. وكذلك: {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} [الفرقان: 168] تقف عليه (يلق أثاما) [الفرقان: 68] تقف عليه (يلق أثاما) بلا ياء. وكذلك: {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت} [البقرة: 106] تقف عليه (نأت) بلا ياء. وكذلك: {إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين} [النساء: 133] تقف عليه (ويأت) بلا ياء لأنه في موضع جزم على النسق على (يذهبكم). وكذلك: {إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد} [إبراهيم: 19] تقف عليه (ويأت) بلا ياء لأنه نسق على جواب الجزاء.

وحذفت الواو من قوله: {أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير} [الشورى: 34] تقف عليه (ويعف) بلا واو لأنه في موضع جزم على النسق على جواب الجزاء.
ومما جزم بـ«لم» قوله عز وجل: {ولم يؤت سعة من المال} [البقرة: 247] تقف عليه (يؤت) بلا ياء لأنه في موضع جزم بـ«لم». ومثله: {ما لم يؤت أحدا من العالمين} [المائدة: 20] تقف عليه (يؤت) بلا ياء. ومثله: {ما لم يأت آباءهم} [المؤمنون: 68] تقف عليه (يأت). {فلم تغن عنكم} [التوبة: 25] تقف عليه (تغن). وكذلك: {كأن لم تغن بالأمس} [يونس: 24] تقف عليه (تغن).
ومثله: {أولم ير الذين كفروا} [الأنبياء: 30] تقف عليه {ير}. وكذلك: {كلا لما يقض ما أمره} [عبس: 23] تقف عليه (يقض) بلا ياء لأنه في موضع جزم بـ(لما)، علامة الجزم فيه سقوط الياء.
). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/222-232]


قَالَ أبو بكر محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بشَّار ابن الأَنباريِّ (ت:328هـ):( وقال السجستاني: لا بد من إثبات الواو في الوقف في قوله: {ويدع الإنسان} [الإسراء: 11] {سندع الزبانية} [العلق: 18]، {ويمح الله الباطل} [الشورى: 24]
وهذا غلط منه لأن العرب حذفت واو الجمع، فحذف واو الجمع أغلظ من حذف لام الفعل فإذا جاز حذف ما يدل في الجمع كان حذف ما لا يدل على معنى أسهل. ويدل على بطلان قوله اجتماع المصاحف على حذف اللام. يقاس على منا إن شاء الله
). [إيضاح الوقف والابتداء: 1/246-280]
قالَ عَلَمُ الدِّينِ عليُّ بنُ محمَّدٍ السَّخَاوِيُّ (ت:643هـ): ( القول في الواو
(وهي على قسمين: ما ثبت في الوقف دون الوصل، وما حذف في الحالين؛ فما ثبت في الوقف دون الوصل ينقسم إلى ما هو لام الفعل، ومنها ما هو متصل بالفعل أو باسم الفاعل على أنه فاعل وهو للجماعة.
- فالذي هو لام الفعل: {يمحو الله ما يشاء} في الرعد، {و (تتلو الشياطين}، و{لمن كان يرجو الله} وما كان مثله و{ملاقو الله} و{لن تنالوا البر}، {وما قدروا الله}، {وأسروا النجوى} و{يقيموا الصلاة} و{يقولوا التي هي أحسن}، {ولا تسبوا الذين}، {فيسبوا الله}، {وذروا الذين} {اتخذوا} و{أساءوا السوءى} و{نسوا الله} و{نسوا الذكر} و{لا تدعوا اليوم ثبورا واحدا} و{لصالوا الجحيم} و{إنا كاشفو العذاب} و{إنا مرسلو الناقة} و{جابوا الصخر} ونحو ذلك، كل هذا ثابت الواو في الرسم والوقف عليه كذلك، إلا أربعة مواضع جاءت الواو فيها محذوفة في الخط، وذلك قوله عز وجل: {ويدع الإنسان} في "بني إسرائيل"، {ويمح الله الباطل} في الشورى، و{يدع الداع} في القمر، و{سندع الزبانية}.
قالوا: ومحذوفة في هذه الأربعة لأنها محذوفة في اللفظ الساكن، فهذه رسمت على حكم الوصل، وتلك رسمت على حكم الوقف.
وفي ذلك تنبيه على جواز الرسم على الوجهين، فالوقف على هذه بالحذف اتباعا للرسم، وعلى تلك بإلإثبات اتباعا له أيضا.

* واتفق أهل التفسير على أن قوله: {ويمح الله الباطل} مرفوع وليس بمعطوف على قوله {يختم}.
* وقال أبو حاتم وجماعة من النحاة: الوقف على ذلك كله بالواو، وكذلك قال في قوله عز وجل: {وصالح المؤمنين}، وهذا القول مردود عند العلماء لما فيه من مخالفة الخط.

*وأما قوله: (وصالح المؤمنين): فيجوز أن يراد به الجنس كقولك: لا يصحبني إلا قارئ القرآن، وأنت تريد الجنس، وهو قول الطبري.
- وقال مجاهد: هو عمر.
- وقيل: هو علي رضي الله عنه.
وعلى هذه الوجوه الوقف بغير واو لا يجوز غيره.
- وقيل: أراد: وصالحو المؤمنين، والوقف على هذا الوجه أيضا بغير واو اتباعا للرسم.

* وتقف عند الضرورة وانقطاع الصوت على الواو من قوله عز وجل {أو أمن أهل القرى} و{أو آباؤنا الأولون} في الموضعين على قراءة من أسكن الواو، لأن (أو) كلمة مستقلة.
وأما من فتح الواو فلا يقف عليها لأنها واو العطف فلا يفصل بينها وبين المعطوف بحال.
ولا يقف على الواو من {كالوهم} ولا من {وزنوهم} لأن الضمير المنصوب مع ناصبه كالكلمة الواحدة. قال أبو عبيد: الاختيار أن يكون {كالوهم} و{وزنوهم} حرفا واحدا، لأن المصاحف اجتمعت على طرح الألف فيها – يعني بعد الواو، قال: ولو كان منفصلا من (هم) لكتبوا الألف كما كتبوا في {جاءوا} و{ذهبوا}.
ويروي عن عيسى بن عمر وحمزة: (كالوا) و(وزنوا) على أنهما كلمتان، وكانا يقفان عند الواوين وقفة لطيفة لبيان هذا المعنى، يجعلان الضمير للمطففين، وليس ذلك بوجه الكلام، ولا يجوز موافقتهما على ذلك لأن المعنى في قوله عز وجل: {إذا اكتالوا على الناس يستوفون} إذا أخذوا منهم. وفي قوله: {وإذا كالوهم} أي أعطوهم يخسرون، والضمير المرفوع في (كالوا) و(وزنوا) راجع إلى الناس، وهذا نظم متطابق، وإذا جعل الضمير للمطففين كما حكي عن عيسى وحمزة لم يتطابق النظم، وصار المعنى إذا أخذوا من الناس استوفوا، وإذا كالوهم على الخصوص أو وزنوهم على الخصوص أخسروا، وهذا غير الأول.
قال أبو القاسم الزمخشري: والتعلق بأن الألف التي تكتب بعد واو الجمع غير ثابتة ركيك، لأن خط المصحف لم يراع في كثير منه حد المصطلح عليه في علم الخط. قال: على أني رأيت في الكتب المخطوطة بأيدي الأئمة المتقنين هذه الألف مرفوضة، لكونها غير ثابتة في اللفظ والمعنى جميعا، لأن الواو وحدها معطية معنى الجمع، وإنما كتبت هذه الألف تفرقة بين واو الجمع وغيرها في نحو قولك هم لم يدعوا، وهو يدعو، فمن لم يثبتها. قال: المعنى كاف في التفرقة بينهما، انتهى كلامه.
ولا يوقف على هذين الواوين فلا يلتفت إلى ما حكي عن المذكورين). [جمال القراء:2/632-634]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة