العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الشورى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:43 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الشورى [ الآيات من 17-20]

تفسير سورة الشورى [ الآيات من 17-20]


{اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (18) اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19)مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20)}





رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:44 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان قال الميزان العدل). [تفسير عبد الرزاق: 2/191]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه الّذي أنزل الكتاب بالحقّ والميزان وما يدريك لعلّ السّاعة قريبٌ (17) يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها والّذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ ألا إنّ الّذين يمارون في السّاعة لفي ضلالٍ بعيدٍ}.
يقول تعالى ذكره: {اللّه الّذي أنزل} هذا {الكتاب} يعني القرآن {بالحقّ والميزان} يقول: وأنزل الميزان وهو العدل، ليقضي بين النّاس بالإنصاف، ويحكم فيهم بحكم اللّه الّذي أمر به في كتابه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثنا الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أنزل الكتاب بالحقّ والميزان} قال: العدل.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {الّذي أنزل الكتاب بالحقّ والميزان} قال: الميزان: العدل.
وقوله: {وما يدريك لعلّ السّاعة قريبٌ} يقول تعالى ذكره: وأيّ شيءٍ يدريك ويعلّمك، لعلّ السّاعة الّتي تقوم فيها القيامة قريبٌ). [جامع البيان: 20/489-490]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان قال الميزان هو العدل). [تفسير مجاهد: 574-575]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (وأخبرني أبو جعفرٍ محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ، ثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، ثنا إسماعيل بن عمر أبو المنذر، ثنا كثير بن زيدٍ، عن المطّلب بن عبد اللّه بن حنطبٍ، عن عبد اللّه بن عمر رضي اللّه عنهما، أنّه كان واقفًا بعرفاتٍ فنظر إلى الشّمس حين تدلّت مثل التّرس للغروب فبكى، واشتدّ بكاؤه وتلا قول اللّه عزّ وجلّ: {اللّه الّذي أنزل الكتاب بالحقّ والميزان وما يدريك لعلّ السّاعة قريبٌ} [الشورى: 17] إلى {القويّ العزيز} [هود: 66] فقال له عبده: يا أبا عبد الرّحمن، قد وقفت معك مرارًا لم تصنع هذا. فقال: ذكرت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم وهو واقفٌ بمكاني هذا فقال: «أيّها النّاس، لم يبق من دنياكم هذه فيما مضى إلّا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 17.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه {الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان} قال: العدل). [الدر المنثور: 13/140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر - رضي الله عنه - أنه كان واقفا بعرفة فنظر إلى الشمس حين تدلت مثل الترس للغروب فبكى واشتد بكاؤه وتلا قول الله تعالى {الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان} إلى {العزيز} فقيل له فقال: ذكرت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو واقف بمكاني هذا فقال: أيها الناس لم يبق من دنياكم هذه فيما مضى إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى). [الدر المنثور: 13/140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قد كان الرجل منا يدخل الخلاء فيحمل الإداوة من الماء فإذا خرج توضأ خشية من أن تقوم الساعة وأن يكون عنده الفصلة من الطعام فيقول لا آكلها حتى تقوم الساعة). [الدر المنثور: 13/140]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد وهناد بن السري والطبراني، وابن مردويه والضياء، عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بعثت أنا والساعة كهاتين). [الدر المنثور: 13/141]

تفسير قوله تعالى: (يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (18) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها} يقول: يستعجلك يا محمّد بمجيئها الّذين لا يوقنون بمجيئها، ظنًّا منهم أنّها غير جائيةٍ {والّذين آمنوا مشفقون منها} يقول: والّذين صدّقوا بمجيئها، ووعد اللّه إيّاهم الحشر فيها {مشفقون منها} يقول: وجلون من مجيئها، خائفون من قيامها، لأنّهم لا يدرون ما اللّه فاعلٌ بهم فيها {ويعلمون أنّها الحقّ} يقول: ويوقنون أنّ مجيئها الحقّ اليقين، لا يمترون في مجيئها {ألا إنّ الّذين يمارون في السّاعة} يقول تعالى ذكره: ألا إنّ الّذين يخاصمون في قيام السّاعة ويجادلون فيه {لفي ضلالٍ بعيدٍ} يقول: لفي جورٍ عن طريق الهدى، وزيغٍ عن سبيل الحقّ والرّشاد، بعيدًا من الصّواب). [جامع البيان: 20/490]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 18 - 19.
أخرج ابن المنذر عن ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: لا تقوم الساعة حتى يتمناها المتمنون فقيل له {يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها} قال: إنما يتمنونها خشية على إيمانهم). [الدر المنثور: 13/141]

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {اللّه لطيفٌ بعباده يرزق من يشاء وهو القويّ العزيز (19) من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نّصيبٍ}.
يقول تعالى ذكره: اللّه ذو لطفٍ بخلقه، يرزق من يشاء فيوسّع عليه ويقتّر على من يشاء منهم {وهو القويّ} الّذي لا يغلبه ذو أيدٍ لشدّته، ولا يمتنع عليه إذا أراد عقابه بقدرته {العزيز} في انتقامه إذا انتقم من أهل معاصيه). [جامع البيان: 20/490-491]

تفسير قوله تعالى: (مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} يقول تعالى ذكره: من كان يريد بعمله الآخرة نزد له في حرثه: يقول: نزد له في عمله الحسن، فنجعل له بالواحدة عشرًا، إلى ما شاء ربّنا من الزّيادة {ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها} يقول: ومن كان يريد بعمله الدّنيا ولها يسعى لا للآخرة، نؤته منها ما قسمنا له منها {وما له في الآخرة من نّصيبٍ} يقول: وليس لمن طلب بعمله الدّنيا ولم يرد اللّه به في ثواب اللّه لأهل الأعمال الّتي أرادوه في الدّنيا حظٌّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} إلى: {وما له في الآخرة من نصيبٍ} قال: يقول: من كان إنّما يعمل للدّنيا نؤته منها.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدّنيا} الآية، يقول: من آثر دنياه على آخرته، لم نجعل له نصيبًا في الآخرة إلاّ النّار، ولم نزده بذلك من الدّنيا شيئًا إلاّ رزقًا قد فرغ منه وقسم له.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} قال: من كان يريد الآخرة وعملها نزد له في عمله {ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها} إلى آخر الآية قال: من أراد الدّنيا وعملها آتيناه منها، ولم نجعل له في الآخرة من نصيبٍ، الحرث العمل، من عمل للآخرة أعطاه اللّه، ومن عمل للدّنيا أعطاه اللّه.
- حدّثني محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} قال: من كان يريد عمل الآخرة نزد له في عمله، ومن كان يريد عمل الدّنيا نؤته منها، {وما له في الآخرة من نصيبٍ} قال: للكافر عذابٌ أليمٌ). [جامع البيان: 20/491-492]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو أحمد بكر بن محمّدٍ الصّيرفيّ، ثنا أحمد بن عبيد اللّه النّرسيّ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، ثنا عمران بن زائدة بن نشيطٍ، عن أبيه، عن أبي خالدٍ الوالبيّ، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه، قال: تلا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه، ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيبٍ} [الشورى: 20] ، ثمّ قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: " يقول اللّه عزّ وجلّ: ابن آدم تفرّغ لعبادتي املأ صدرك غنًى، وأسدّ فقرك وإلّا تفعل ملأت صدرك شغلًا ولم أسدّ فقرك «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/481]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، أنبأ محمّد بن إسحاق الفقيه، أنبأ محمّد بن غالبٍ، ثنا سعيد بن سليمان الواسطيّ، ثنا أبو عقيلٍ يحيى بن المتوكّل، عن عمر بن محمّد بن زيدٍ، عن نافعٍ، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما، قال: قال رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم: «من جعل الهموم همًّا واحدًا كفاه اللّه همّ دنياه، ومن تشعّبت به الهموم لم يبال اللّه في أيّ أودية الدّنيا هلك» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/481]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 20.
أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {من كان يريد حرث الآخرة} قال: عيش الآخرة {نزد له في حرثه} {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها} الآية قال: من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل له نصيبا في الآخرة إلا النار ولم يزدد بذلك من الدنيا شيئا إلا رزقا قد فرغ منه وقسم له). [الدر المنثور: 13/141]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة {من كان يريد حرث الآخرة} قال: من كان يريد عيش الآخرة نزد له في حرثه {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب} قال: من يؤثر دنياه على آخرته لم يجعل الله له نصيبا في الآخرة إلا النار ولم يزدد بذلك من الدنيا شيئا إلا رزقا قد فرغ منه وقسم له). [الدر المنثور: 13/142]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه من طريق قتادة عن أنس - رضي الله عنه {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب} قال: نزلت في اليهود). [الدر المنثور: 13/142]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أحمد والحاكم وصححه، وابن مردويه، وابن حبان عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بشر هذه الأمة بالسنا والرفعة والنصر والتمكين في الأرض ما لم يطلبوا الدنيا بعمل الآخرة فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب). [الدر المنثور: 13/142]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} الآية، ثم قال: يقول الله: ابن آدم تفرغ لعبادتي أملأ صدرك غنى وأسد فقرك وإلا تفعل ملأت صدرك شغلا ولم أسد فقرك). [الدر المنثور: 13/142]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر - رضي الله عنهما - مرفوعا: من جعل الهم هما واحدا كفاه الله هم دنياه ومن تشعبته الهموم لم يبال الله في أي أودية الدنيا هلك). [الدر المنثور: 13/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي الدنيا، وابن عساكر عن علي - رضي الله عنه - قال: الحرث حرثان فحرث الدنيا المال والبنون وحرث الآخرة الباقيات الصالحات). [الدر المنثور: 13/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المبارك عن مرة - رضي الله عنه - قال: ذكر عند عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قوم قتلوا في سبيل الله فقال: إنه ليس على ما تذهبون وترون إنه إذا التقى الزحقان نزلت الملائكة فكتبت الناس على منازلهم فلان يقاتل للدنيا وفلان يقاتل للملك وفلان يقاتل للذكر ونحو هذا وفلان يقاتل يريد وجه الله فمن قتل يريد وجه الله فذلك في الجنة). [الدر المنثور: 13/143]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن النجار في تاريخه عن رزين بن حصين - رضي الله عنه - قال: قرأت القرآن من أوله إلى آخره على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فلما بلغت الحواميم قال لي: قد بلغت عرائس القرآن فلما بلغت اثنتين وعشرين آية من {حم عسق} بكى ثم قال: اللهم إني أسألك إخبات المخبتين وخلاص الموقنين ومرافقة الأبرار واستحقاق حقائق الإيمان والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم ورجوت رحمتك والفوز بالجنة والنجاة من النار ثم قال: يا رزين إذ ختمت فادع بهذه فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمرني أن أدعو بهن عند ختم القرآن). [الدر المنثور: 13/143-144]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:46 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وما يدريك لعلّ السّاعة قريبٌ}: لم يجئ مجازها على صفة التأنيث, فيقول إن الساعة قريبة, والعرب إذا وصفوها بعينها كذاك يصنعون, وإذ أرادوا ظرفاً لها, أو أرادوا بها الظرف جعلوها بغير الهاء, وجعلوا لفظها لفظاً واحداً في الواحد والاثنين والجميع من الذكر والأنثى تقول هما قريب , وهي قريب). [مجاز القرآن: 2/199-200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({اللّه الّذي أنزل الكتاب بالحقّ والميزان} أي: العدل). [تفسير غريب القرآن: 392]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {اللّه الّذي أنزل الكتاب بالحقّ والميزان وما يدريك لعلّ السّاعة قريب}
{الميزان}: العدل.
{وما يدريك لعلّ السّاعة قريب}: إنما جاز {قريب} لأن تأنيث الساعة غير تأنيث حقيقي، وهو بمعنى لعل البعث قريب، ويجوز أن يكون على معنى لعل مجيء السّاعة قريب). [معاني القرآن: 4/396-397]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (قوله جل وعز: {الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان}
قال قتادة: {الميزان}: العدل, ثم قال جل وعز: {وما يدريك لعل الساعة قريب}: لعل الساعة, أي: البعث قريب, أو لعل مجيء الساعة قريب). [معاني القرآن: 6/303-304]

تفسير قوله تعالى: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (18)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مشفقون منها}: أي: خائفون). [تفسير غريب القرآن: 392]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها والّذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنّها الحقّ ألا إنّ الّذين يمارون في السّاعة لفي ضلال بعيد}
أي: يستعجل بها من يظن أنه غير مبعوث.
وقوله: {والّذين آمنوا مشفقون منها}: لأنهم يعلمون أنهم مبعوثون, محاسبون.
{ألا إنّ الّذين يمارون في السّاعة لفي ضلال بعيد}: أي: الذين تدخلهم المرية والشك في الساعة، فيمارون فيها ويجحدون كونها {لفي ضلال بعيد}, لأنهم لو فكروا لعلموا أن الذي أنشاهم وخلقهم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة إلى أن بلغوا مبالغهم، قادر على إنشائهم وبعثهم). [معاني القرآن: 4/397]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق}
أي: يقولون متى تكون على وجه التكذيب بها, والذين آمنوا مشفقون منها, أي: خائفون؛ لأنهم قد أيقنوا بكونها.
{ألا إن الذين يمارون في الساعة}: أي: يجادلون فيها ليشككوا المؤمنين.
{لفي ضلال بعيد}: لأنهم لو أفكروا لعلموا أن الذي أنشأهم, وخلقهم أول مرة قادر على أن يبعثهم). [معاني القرآن: 6/304-305]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19)}


تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({من كان يريد حرث الآخرة}: أي , عمل الآخرة.
يقال: فلان يحرث للدنيا، أي يعمل لها ويجمع المال.
ومنه قول عبد اللّه بن عمرو : «احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا».
ومن هذا سمي الرجل: «حارثا».
وإنما أراد: من كان يريد بحرثه الآخرة، أي بعمله, {نزد له في حرثه}, أي: نضاعف له الحسنات, {ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها}، أي أراد بعمله الدنيا آتيناه منها). [تفسير غريب القرآن: 392]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله جلّ وعزّ: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}
جاء في التفسير: أن معناه من كان يريد عمل الآخرة.
فالمعنى -واللّه أعلم- أنه من كان يريد جزاء عمل الآخرة, نزد له في حرثه، أي نوفقه، ونضاعف له الحسنات.
ومن كان يريد حرث الدنيا، أي من كان إنما يقصد إلى الحظّ من الدنيا, وهو غير مؤمن بالآخرة, نؤته من الدنيا, أي: نرزقه من الدنيا لا أنه يعطى كل ما يريده, وإذا لم يؤمن بالآخرة , فلا نصيب له في الخير الذي يصل إليه من عمل الآخرة). [معاني القرآن: 4/397]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه} الحرث العمل , ومنه قول عبد الله بن عمر: احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا, واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا. ومنه سمي الرجل "حارثا".
والمعنى: من كان يريد بعمله الآخرة نزد له في حرثه, أي: نوفقه, ونضاعف له الحسنات
وقوله جل وعز: {ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها}
في معناه ثلاثة أقوال:
- منها أن المعنى نؤته منها ما نريد كما قال سبحانه: {من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد}.
- ومنها أن يكون المعنى ندفع عنه من آفات الدنيا.
- والقول الثالث: أن المعنى من كان يفعل الخير ليثنى عليه, تركناه وذلك, ولم يكن له في الآخرة نصيب). [معاني القرآن: 6/305-306]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:48 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]




تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) }

تفسير قوله تعالى: {يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (18) }

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) }

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20) }
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (أخبرنا محمد بن الحسن ثنا أبو العباس: في قوله عز وجل: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ} قال أبو العباس: أصل الحرث حرث الأرض، وهو ها هنا العمل). [مجالس ثعلب: 34]

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:43 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:43 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 12:48 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (18) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب * يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق ألا إن الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد * الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز * من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب}
لما أنهى الله تعالى القول على الذين يحاجون في توحيد الله ويرومون إخفاء نوره، صدع في هذه الآية بصفته تعالى من إنزال الكتاب الهادي للناس، و"الكتاب" هنا اسم جنس يعم جميع الكتب المنزلة، وقوله تعالى: "بالحق" يحتمل أن يكون المعنى: بأن كان ذلك حقا واجبا للمصلحة والهدى، ويحتمل أن يكون المعنى: مضمنا الحق، أي: بالحق في أحكامه وأوامره ونواهيه، و"الميزان" هنا: العدل، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، والناس، وحكى الثعلبي عن مجاهد أنه قال: هو هنا الميزان الذي بأيدي الناس.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ولا شك أنه داخل في العدل وجزء منه، وكل شيء من الأمور، فالعدل فيه إنما هو بتقدير ووزن مستقيم، فيحتاج في الأجرام إلى آلة، وهي العمود والكفتان التي بأيدي البشر، ويحتاج في المعاني إلى هيئات في النفوس وفهوم توازن بين الأشياء.
وقوله تعالى: {وما يدريك لعل الساعة قريب} وعيد للمشركين، أي: فانظر في أي غرر هم، وجاء لفظ "قريب" مذكرا من حيث تأنيث الساعة غير حقيقي، وإذ هي بمعنى الوقت،
ثم وصف تعالى حالة الجهلة الكاذبين بها، فهم لذلك يستعجلون بها، أي: يطلبون تعجيلها ليبين العجز ممن يحققها، فالمصدق بها مشفق خائف، والمكذب مستعجل مقيم لحجته على تكذيبه بذلك المستعجل به. ثم استفتح تعالى الإخبار عن الممارين في الساعة في أنهم في ضلال قد بعد بهم، فرجوعهم عنه صعب متعذر، وفي هذا الاستفتاح مبالغة وتأكيد وتهيئة لنفس السامع). [المحرر الوجيز: 7/ 508-509]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم رجى تبارك وتعالى عباده بقوله سبحانه: {الله لطيف بعباده}، و"لطيف" هنا بمعنى: رفيق متحف، والعباد هنا: المؤمنون ومن سبق له الخلود في الجنة، وذلك أن الأعمال بخواتمها، ولا لطف إلا ما آل إلى الرحمة، وأما الإنعام على الكافرين في الدنيا فليس بلطف بهم، بل هو إملاء واستدراج، وقال الجنيد: لطف بأوليائه حتى عرفوه، ولو لطف بالكفار لما جحدوه، وقيل: لطيف بأن نشر عنهم المناقب، وستر عليهم المثالب، وقيل: هو الذي لا يخاف إلا عدله، ولا يرجى إلا فضله). [المحرر الوجيز: 7/ 509]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {من كان يريد} معناه: إرادة مستعد عامل عارف لا إرادة متمن لم يدن نفسه، و"الحرث" هنا عبارة عن السعي والتكسب والإعداد، ولما كان حرث الأرض أصلا من أصول المكاسب استعير لكل تكسب، ومنه قول ابن عمر رضى الله عنهما: "احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا".
وقوله تعالى: {نزد له في حرثه} وعد منتجز. وقوله تعالى في حرث الدنيا: {نؤته منها} معناه: ما شئنا ولمن شئنا، فرب ممتحن مضيق عليه حريص على حرث الدنيا مريد له لا يحس بغيره، نعوذ بالله من ذلك، وهذا الذي لا يعقل غير الدنيا هو الذي نفى أن يكون له نصيب في الآخرة. وقرأ سلام: "نؤته" برفع الهاء، وهي لغة لأهل الحجاز، ومثله قراءة أهل الحجاز: "فخسفنا به وبداره الأرض" برفع الهاء فيهما). [المحرر الوجيز: 7/ 509-510]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:19 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:23 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {اللّه الّذي أنزل الكتاب بالحقّ} يعني: الكتب المنزّلة من عنده على أنبيائه {والميزان}، وهو: العدل والإنصاف، قاله مجاهدٌ، وقتادة. وهذه كقوله تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم النّاس بالقسط} [الحديد:25] وقوله: {والسّماء رفعها ووضع الميزان. ألا تطغوا في الميزان. وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان} [الرّحمن:7-9].
وقوله: {وما يدريك لعلّ السّاعة قريبٌ} فيه ترغيبٌ فيها، وترهيبٌ منها، وتزهيدٌ في الدّنيا.
وقوله: {يستعجل بها الّذين لا يؤمنون بها} أي: يقولون: {متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} [سبأٍ:29]، وإنّما يقولون ذلك تكذيبًا واستبعادًا، وكفرًا وعنادًا، {والّذين آمنوا مشفقون منها} أي: خائفون وجلون من وقوعها {ويعلمون أنّها الحقّ} أي: كائنةٌ لا محالة، فهم مستعدّون لها عاملون من أجلها.
وقد روي من طرقٍ تبلغ درجة التّواتر، في الصّحاح والحسان، والسّنن والمسانيد، وفي بعض ألفاظه؛ أنّ رجلًا سأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بصوتٍ جهوريّ، وهو في بعض أسفاره فناداه فقال: يا محمّد. فقال له النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نحوًا من صوته "هاؤم". فقال: متى السّاعة؟ فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "ويحك، إنّها كائنةٌ، فما أعددت لها؟ " فقال: حب اللّه ورسوله. فقال: "أنت مع من أحببت.
فقوله في الحديث: "المرء مع من أحبّ"، هذا متواترٌ لا محالة، والغرض أنّه لم يجبه عن وقت السّاعة، بل أمره بالاستعداد لها.
وقوله: {ألا إنّ الّذين يمارون في السّاعة} أي: يحاجّون في وجودها ويدفعون وقوعها، {لفي ضلالٍ بعيدٍ} أي: في جهلٍ بيّنٍ؛ لأنّ الّذي خلق السّموات والأرض قادرٌ على إحياء الموتى بطريق الأولى والأحرى، كما قال: {وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون عليه} [الرّوم:27] ). [تفسير ابن كثير: 7/ 196-197]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {اللّه لطيفٌ بعباده يرزق من يشاء وهو القويّ العزيز (19) من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيبٍ (20) أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم وإنّ الظّالمين لهم عذابٌ أليمٌ (21) ترى الظّالمين مشفقين ممّا كسبوا وهو واقعٌ بهم والّذين آمنوا وعملوا الصّالحات في روضات الجنّات لهم ما يشاءون عند ربّهم ذلك هو الفضل الكبير (22) }
يقول تعالى مخبرًا عن لطفه بخلقه في رزقه إيّاهم عن آخرهم، لا ينسى أحدًا منهم، سواءٌ في رزقه البرّ والفاجر، كقوله تعالى: {وما من دابّةٍ في الأرض إلا على اللّه رزقها ويعلم مستقرّها ومستودعها كلٌّ في كتابٍ مبينٍ} [هودٍ:6] ولها نظائر كثيرةٌ.
وقوله: {يرزق من يشاء} أي: يوسّع على من يشاء، {وهو القويّ العزيز} أي: لا يعجزه شيء).[تفسير ابن كثير: 7/ 197]

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآَخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآَخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {من كان يريد حرث الآخرة} أي: عمل الآخرة {نزد له في حرثه} أي: نقوّيه ونعينه على ما هو بصدده، ونكثر نماءه، ونجزيه بالحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ، إلى ما يشاء اللّه {ومن كان يريد حرث الدّنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيبٍ} أي: ومن كان إنّما سعيه ليحصل له شيءٌ من الدّنيا، وليس له إلى الآخرة همّة ألبتّة بالكلّيّة، حرمه اللّه الآخرة والدّنيا إن شاء أعطاه منها، وإن لم يشأ لم يحصل له لا هذه ولا هذه، وفاز هذا السّاعي بهذه النّيّة بالصّفقة الخاسرة في الدّنيا والآخرة.
والدّليل على هذا أنّ هذه الآية هاهنا مقيّدةٌ بالآية الّتي في "سبحان" وهي قوله تعالى: {من كان يريد العاجلة عجّلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثمّ جعلنا له جهنّم يصلاها مذمومًا مدحورًا ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمنٌ فأولئك كان سعيهم مشكورًا كلا نمدّ هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربّك وما كان عطاء ربّك محظورًا انظر كيف فضّلنا بعضهم على بعضٍ وللآخرة أكبر درجاتٍ وأكبر تفضيلا} [الإسراء:18-21].
وقال الثّوريّ، عن مغيرة، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعبٍ [رضي اللّه عنه] قال: قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "بشّر هذه الأمّة بالسّناء والرّفعة، والنّصر والتّمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدّنيا، لم يكن له في الآخرة من نصيبٍ"). [تفسير ابن كثير: 7/ 198]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة