تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا (7) أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها وقال الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا}.
ذكر أنّ هاتين الآيتين نزلتا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما كان مشركو قومه قالوا له ليلة اجتماع أشرافهم بظهر الكعبة، وعرضوا عليه أشياء، وسألوه الآيات.
فكان فيما كلّموه به حينئذٍ؛ فيما:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ مولى زيد بن ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، أو عكرمة مولى ابن عبّاسٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّهم قالوا له: فإن لم تفعل لنا هذا يعني ما سألوه من تسيير جبالهم عنهم، وإحياء آبائهم، والمجيء باللّه والملائكة قبيلاً، وما ذكره اللّه في سورة بني إسرائيل فخذ لنفسك، سل ربّك يبعث معك ملكًا يصدّقك بما تقول، ويراجعنا عنك، وسله فيجعل لك قصورًا، وجنانًا، وكنوزًا من ذهبٍ وفضّةٍ، تغنيك عمّا نراك تبتغي، فإنّك تقوم بالأسواق، وتلتمس المعاش كما نلتمسه، حتّى نعلم فضلك، ومنزلتك من ربّك إن كنت رسولاً كما تزعم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما أنا بفاعلٍ فأنزل اللّه في قولهم: أن خذ لنفسك ما سألوه أن يأخذ لها: أن يجعل له جنانًا وقصورًا وكنوزًا، أو يبعث معه ملكًا يصدّقه بما يقول، ويردّ عنه من خاصمه. {وقالوا ما لهذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا (7) أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها وقال الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا}.
فتأويل الكلام: وقال المشركون {ما لهذا الرّسول} يعنون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، الّذي يزعم أنّ اللّه بعثه إلينا، {يأكل الطّعام} كما نأكل، {ويمشي} في أسواقنا كما نمشي. {لولا أنزل إليه} يقول: هلاّ أنزل إليه {ملكٌ} إن كان صادقًا من السّماء، {فيكون معه} منذرًا للنّاسٍ، مصدّقًا له على ما يقول، أو يلقى إليه كنزٌ من فضّةٍ أو ذهبٍ، فلا يحتاج معه إلى التّصرّف في طلب المعاش، {أو تكون له جنّةٌ} يقول: أو يكون له بستانٌ {يأكل منها} ). [جامع البيان: 17/402-403]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وقالوا مال هذا الرّسول يأكل الطّعام
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد بن زربع، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وقالوا مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق عجب الكفّار من ذلك أن يكون رسولٌ يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.
قوله تعالى: ويمشي في الأسواق
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر ابن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق قال: هي الطّريق.
قوله تعالى: لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا محمّد بن عمرٍو، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: وأنزل اللّه جلّ وعزّ عليه في قولهم أن خذ لنفسك ما قالوا أن تأخذ لها أن تجعل لهم جنّاتٍ وقصورًا وكنوزًا، وأن تبعث معه ملكًا يصدّق ما يقول ويردّ عنك من خاصمك: وقالوا مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها). [تفسير القرآن العظيم: 8/2664-2665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} قال: هو القرآن فيه حلال الله وحرامه وشرائعه ودينه فرق الله به بين الحق والباطل {ليكون للعالمين نذيرا} قال: بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم نذير من الله لينذر الناس بأس الله ووقائعه بمن خلا قبلكم {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} قال: بين لكل شيء من خلقه صلاحه وجعل ذلك بقدر معلوم، {واتخذوا من دونه آلهة} قال: هي هذه الأوثان التي تعبد من دون الله {لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} وهو الله الخالق الرازق وهذه الأوثان تخلق ولا تخلق شيئا ولا تضر ولا تنفع ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا يعني بعثا {وقال الذين كفروا إن هذا} هذا قول مشركي العرب {إلا إفك} هو الكذب {افتراه وأعانه عليه} أي على حديثه هذا وأمره {قوم آخرون فقد جاؤوا} فقد أتوا {ظلما وزورا} {وقالوا أساطير الأولين} قال: كذب الأولين وأحاديثهم {وقالوا ما لهذا الرسول} قال: عجب الكفار من ذلك أن يكون رسول {يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها} قال الله يرد عليهم {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} يقول: خيرا مما قال الكفار من الكنز والجنة {جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} قال: وإنه والله من دخل الجنة ليصيبن قصورا لا تبلى ولا تهدم). [الدر المنثور: 11/134-135] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس، أن عتبة وشيبة ابني ربيعة وأبا سفيان بن حرب وأبا سفيان بن حرب والنضر بن الحارث وأبا البختري والأسود بن المطلب وزمعة بن الأسود والوليد بن المغيرة وأبا جهل بن هشام وعبد الله بن أمية وأمية بن خلف والعاصي بن وائل ونبيه بن الحجاج، اجتمعوا فقال بعضهم لبعض: ابعثوا إلى محمد فكلموه وخاصموه حتى تعذروا منه فبعثوا إليه أن أشراف قومك قد اجتمعوا لك ليكلموك قال: فجاءهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: يا محمد إنا بعثنا إليك لنعذر منك، فإن كنت إنما جئت بهذا الحديث تطلب به مالا جمعنا لك من أموالنا وإن كنت تطلب الشرف فنحن نسودك وإن كنت تريد ملكا ملكناك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مالي مما تقولن: ما جئتكم به أطلب أموالكم ولا الشرف فيكم ولا الملك عليكم ولكن الله بعثني إليكم رسولا وأنزل علي كتابا وأمرني أن أكون لكم بشيرا ونذيرا فبلغتكم رسالة ربي ونصحت لكم فإن تقبلوا مني ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة وإن تردوه علي أصبر لأمر الله حتى يحكم الله بيني وبينكم، قالوا: يا محمد فإن كنت غير قابل منا شيئا مما عرضنا عليك قالوا: فإذا لم تقبل هذا فسل لنفسك وسل ربك أن يبعث معك ملكا يصدقك بما تقول ويراجعنا عنك وسله أن يجعل لك جنانا وقصورا من ذهب وفضة تغنيك عما تبتغي - فانك تقوم بالأسواق وتلتمس المعاش، كما نلتمسه - حتى نعرف فضلك ومنزلتك من ربك إن كنت رسولا كما تزعم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنا بفاعل، ما أنا بالذي يسأل ربه هذا، وما بعثت إليكم بهذا ولكن الله بعثني بشيرا ونذيرا فأنزل الله في قولهم ذلك {وقالوا ما لهذا الرسول يأكل الطعام} إلى قوله {وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا} أي جعلت بعضكم لبعض بلاء لتصبروا ولو شئت أن أجعل الدنيا مع رسولي فلا تخالفوه لفعلت). [الدر المنثور: 11/136-137]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الواحدي، وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة قالوا {ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فنزل جبريل فقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق} ثم أتاه رضوان خازن الجنان ومعه سفط من نور يتلألأ فقال: هذه مفاتيح خزائن الدنيا فنظر النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له فضرب جبريل إلى الأرض أن تواضع فقال: يا رضوان لا حاجة لي فيها فنودي: أن أرفع بصرك فرفع فإذا السموات فتحت أبوابها إلى العرش وبدت جنات عدن فرأى منازل الأنبياء وعرفهم وإذا منازله فوق منازل الأنبياء فقال: رضيت، ويرون أن هذه الآية أنزلها رضوان {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} ). [الدر المنثور: 11/138-139]
تفسير قوله تعالى: (أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا مال هذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا (7) أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها وقال الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا}.
ذكر أنّ هاتين الآيتين نزلتا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم فيما كان مشركو قومه قالوا له ليلة اجتماع أشرافهم بظهر الكعبة، وعرضوا عليه أشياء، وسألوه الآيات.
فكان فيما كلّموه به حينئذٍ؛ فيما:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن أبي محمّدٍ مولى زيد بن ثابتٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، أو عكرمة مولى ابن عبّاسٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّهم قالوا له: فإن لم تفعل لنا هذا يعني ما سألوه من تسيير جبالهم عنهم، وإحياء آبائهم، والمجيء باللّه والملائكة قبيلاً، وما ذكره اللّه في سورة بني إسرائيل فخذ لنفسك، سل ربّك يبعث معك ملكًا يصدّقك بما تقول، ويراجعنا عنك، وسله فيجعل لك قصورًا، وجنانًا، وكنوزًا من ذهبٍ وفضّةٍ، تغنيك عمّا نراك تبتغي، فإنّك تقوم بالأسواق، وتلتمس المعاش كما نلتمسه، حتّى نعلم فضلك، ومنزلتك من ربّك إن كنت رسولاً كما تزعم فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ما أنا بفاعلٍ فأنزل اللّه في قولهم: أن خذ لنفسك ما سألوه أن يأخذ لها: أن يجعل له جنانًا وقصورًا وكنوزًا، أو يبعث معه ملكًا يصدّقه بما يقول، ويردّ عنه من خاصمه. {وقالوا ما لهذا الرّسول يأكل الطّعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملكٌ فيكون معه نذيرًا (7) أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها وقال الظّالمون إن تتّبعون إلاّ رجلاً مسحورًا}.
فتأويل الكلام: وقال المشركون {ما لهذا الرّسول} يعنون محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، الّذي يزعم أنّ اللّه بعثه إلينا، {يأكل الطّعام} كما نأكل، {ويمشي} في أسواقنا كما نمشي. {لولا أنزل إليه} يقول: هلاّ أنزل إليه {ملكٌ} إن كان صادقًا من السّماء، {فيكون معه} منذرًا للنّاسٍ، مصدّقًا له على ما يقول، أو يلقى إليه كنزٌ من فضّةٍ أو ذهبٍ، فلا يحتاج معه إلى التّصرّف في طلب المعاش، {أو تكون له جنّةٌ} يقول: أو يكون له بستانٌ {يأكل منها} ). [جامع البيان: 17/402-403] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (واختلف القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: {يأكل} بالياء، بمعنى: يأكل منها الرّسول.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفيّين: (نأكل منها) بالنّون، بمعنى: نأكل من الجنّة.
وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصّواب قراءة من قرأه بالياء؛ وذلك للخبر الّذي ذكرنا قبل من أنّ مسألة من سأل من المشركين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يسأل ربّه هذه الخلال لنفسه لا لهم؛ فإذ كانت مسألتهم إيّاه ذلك كذلك، فغير جائزٍ أن يقولوا له: سل لنفسك ذلك لنأكل نحن.
وبعد، فإنّ في قوله تعالى ذكره: {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} دليلاً بيّنًا على أنّهم إنّما قالوا له: اطلب ذلك لنفسك، لتأكل أنت منه، لا نحن.
وقوله: {وقال الظّالمون} يقول: وقال المشركون للمؤمنين باللّه ورسوله: {إن تتّبعون} أيّها القوم، باتّباعكم محمّدًا {إلاّ رجلاً} به سحرٌ). [جامع البيان: 17/403-404]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أو يلقى إليه كنزٌ أو تكون له جنّةٌ يأكل منها وقال الظّالمون إن تتّبعون إلّا رجلًا مسحورًا (8)
قوله تعالى: وقال الظّالمون إن تتّبعون إلا رجلا مسحورًا
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عبد اللّه بن مرّة، عن البراء قوله: الظّالمون قال: اليهود). [تفسير القرآن العظيم: 8/2665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وقال الظالمون إن تتبعون} قاله الوليد بن المغيرة وأصحابه يوم دار الندوة). [الدر المنثور: 11/138]
تفسير قوله تعالى: (انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلاً (9) تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورًا}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: انظر يا محمّد إلى هؤلاء المشركين الّذين شبّهوا لك الأشباه بقولهم لك: هو مسحورٌ، فضلّوا بذلك عن قصد السّبيل، وأخطئوا طريق الهدى والرّشاد {فلا يستطيعون} يقول: فلا يجدون {سبيلاً} إلى الحقّ، إلاّ فيما بعثتك به، ومن الوجه الّذي ضلّوا عنه.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: حدّثني محمّد بن أبى محمّدٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، أو عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا فلا يستطيعون سبيلاً} أي التمسوا الهدى في غير ما بعثتك به إليهم فضلّوا، فلن يستطيعوا أن يصيبوا الهدى في غيره.
وقال آخرون في ذلك ما:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فلا يستطيعون سبيلاً} قال: مخرجًا يخرجهم من الأمثال الّتي ضربوا لك). [جامع البيان: 17/404-405]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلّوا
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة، عن محمد ابن إسحاق يقول اللّه سبحانه وبحمده: انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا أي التمسوا الهدى في غير ما بعثك به إليهم فضلّوا.
قوله تعالى: فلا يستطيعون سبيلا
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: فلا يستطيعون سبيلا مخرجًا يخرجهم من الأمثال الّتي ضربوا لك.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قوله: فلا يستطيعون سبيلا أي التمسوا الهدى في غير ما بعثتك فلن يستطيعوا أن يصيبوا الهدى في غيره). [تفسير القرآن العظيم: 8/2665]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أفلا يستطيعون سبيلا يقول لا يستطيعون مخرجا يخرجهم من الأمثال التي ضربوا لك). [تفسير مجاهد: 447]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا} قال: مخرجا يخرجهم من الأمثال التي ضربوا لك وفي قوله {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري} قال: حوائط {ويجعل لك قصورا} قال: بيوتا مبينة مشيدة، كانت قريش ترى البيت من حجارة قصرا كائنا ما كان). [الدر المنثور: 11/138]
تفسير قوله تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} يقول تعالى ذكره: تقدّس الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بـ {ذلك} الّتي في قوله: {جعل لك خيرًا من ذلك} فقال بعضهم: معنى ذلك: خيرًا ممّا قال هؤلاء المشركون لك يا محمّد، هلاّ أوتيته وأنت للّه رسولٌ ثمّ بيّن تعالى ذكره عن ذلك الّذي لو شاء جعل له من خيرٍ ممّا قالوا، فقال: {جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار}.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك} خيرًا ممّا قالوا.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك} قال: ممّا قالوا، وتمنّوا لك، فيجعل لك مكان ذلك جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار.
وقال آخرون: بل عني بقوله: {ذلك} المشي في الأسواق، والتماس المعاش.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، فيما يرى الطّبريّ عن سعيد بن جبيرٍ، أو عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: ثمّ قال: {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك} من أن تمشي في الأسواق وتلتمس المعاش كما يلتمسه النّاس، {جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورًا}.
قال أبو جعفرٍ: والقول الّذي ذكرناه عن مجاهدٍ في ذلك أشبه بتأويل الآية، لأنّ المشركين إنّما استعظموا أن لا تكون له جنّةٌ يأكل منها، وأن لا يلقى إليه كنزٌ، واستنكروا أن يمشي في الأسواق وهو للّه رسولٌ. فالّذي هو أولى بوعد اللّه إيّاه أن يكون وعدًا بما هو خير ما كان عند المشركين عظيمًا، لا ممّا كان منكرًا عندهم.
وعني بقوله: {جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار}. بساتين تجري في أصول أشجارها الأنهار.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار} قال: حوائط.
وقوله: {ويجعل لك قصورًا} يعني بالقصور: البيوت المبنيّة.
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: قال أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {ويجعل لك قصورًا} قال: بيوتًا مبنيّةً مشيدةً، كان ذلك في الدّنيا قال: كانت قريشٌ ترى البيت من الحجارة قصرًا كائنًا ما كان.
- حدّثنا القاسم قال: حدّثنا الحسين قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {ويجعل لك قصورًا} مشيّدةً في الدّنيا، كلّ هذا قالته قريشٌ. وكانت قريشٌ ترى البيت من حجارةٍ ما كان صغيرًا قصرًا.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن حبيبٍ، قال: قيل للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: إن شئت أن نعطيك من خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم يعط نبيّ قبلك ولا يعطى من بعدك، ولا ينقص ذلك ممّا لك عند اللّه تعالى؟ فقال: اجمعوها لي في الآخرة فأنزل اللّه في ذلك: {تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورًا} ). [جامع البيان: 17/405-408]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورًا (10)
قوله تعالى: تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو نعيمٍ، عن سفيان، عن حبيب بن أبي ثابتٍ، عن خيثمة قال: قيل: للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم نعطيك خزائن الأرض ومفاتيحها لم نعطها أحدًا قبلك لا ينقصك ذلك عند الله شيء قال: اجمعها لي في الآخرة فقال اللّه عزّ وجلّ: تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك جنّاتٍ الآية.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك ممّا قالوا.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك أي ممّا قال الكفّار من الكنز والجنّة جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا محمّد بن عمرٍو زنيجٌ، ثنا سلمة بن الفضل، ثنا محمّد بن إسحاق قال: ثمّ قال: تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرًا من ذلك أن تمشي في الأسواق وتلتمس المعاش كما يلتمسه النّاس جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورًا.
قوله تعالى: جنّاتٍ
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ : جنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار قال: حوائط تقدّم تفسيره غير مرّةٍ.
قوله تعالى: ويجعل لك قصورًا
- به عن مجاهدٍ قوله: ويجعل لك قصورًا بيوتًا مبنيّةً مشيّدةً كانت قريشٌ ترى البيت من حجارةٍ قصرًا كائنًا ما كان.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: ويجعل لك قصورا قال: جعل اللّه له في الآخرة الجنّات والقصور). [تفسير القرآن العظيم: 8/2666]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله إن شاء جعل لك خيرا من ذلك يعني خيرا مما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار قال الجنات حوائط). [تفسير مجاهد: 2/447-448]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ويجعل لك قصورا يعني بيوتا مبنية مشيدة وكانت قريش ترى البيت من الحجارة كائنا ما كان فتسميه قصرا). [تفسير مجاهد: 448]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} قال: هو القرآن فيه حلال الله وحرامه وشرائعه ودينه فرق الله به بين الحق والباطل {ليكون للعالمين نذيرا} قال: بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم نذير من الله لينذر الناس بأس الله ووقائعه بمن خلا قبلكم {وخلق كل شيء فقدره تقديرا} قال: بين لكل شيء من خلقه صلاحه وجعل ذلك بقدر معلوم، {واتخذوا من دونه آلهة} قال: هي هذه الأوثان التي تعبد من دون الله {لا يخلقون شيئا وهم يخلقون} وهو الله الخالق الرازق وهذه الأوثان تخلق ولا تخلق شيئا ولا تضر ولا تنفع ولا تملك موتا ولا حياة ولا نشورا يعني بعثا {وقال الذين كفروا إن هذا} هذا قول مشركي العرب {إلا إفك} هو الكذب {افتراه وأعانه عليه} أي على حديثه هذا وأمره {قوم آخرون فقد جاؤوا} فقد أتوا {ظلما وزورا} {وقالوا أساطير الأولين} قال: كذب الأولين وأحاديثهم {وقالوا ما لهذا الرسول} قال: عجب الكفار من ذلك أن يكون رسول {يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا أو يلقى إليه كنز أو تكون له جنة يأكل منها} قال الله يرد عليهم {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} يقول: خيرا مما قال الكفار من الكنز والجنة {جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} قال: وإنه والله من دخل الجنة ليصيبن قصورا لا تبلى ولا تهدم). [الدر المنثور: 11/134-135] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا} قال: مخرجا يخرجهم من الأمثال التي ضربوا لك وفي قوله {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري} قال: حوائط {ويجعل لك قصورا} قال: بيوتا مبينة مشيدة، كانت قريش ترى البيت من حجارة قصرا كائنا ما كان). [الدر المنثور: 11/138] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الواحدي، وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما عير المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفاقة قالوا {ما لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق} حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك فنزل جبريل فقال: إن ربك يقرئك السلام ويقول {وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق} ثم أتاه رضوان خازن الجنان ومعه سفط من نور يتلألأ فقال: هذه مفاتيح خزائن الدنيا فنظر النّبيّ صلى الله عليه وسلم إلى جبريل كالمستشير له فضرب جبريل إلى الأرض أن تواضع فقال: يا رضوان لا حاجة لي فيها فنودي: أن أرفع بصرك فرفع فإذا السموات فتحت أبوابها إلى العرش وبدت جنات عدن فرأى منازل الأنبياء وعرفهم وإذا منازله فوق منازل الأنبياء فقال: رضيت، ويرون أن هذه الآية أنزلها رضوان {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} ). [الدر المنثور: 11/138-139] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبة في المصنف، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن خيثمة قال: قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت أعطيناك خزائن الأرض ومفاتيحها ما لم يعط نبي قبلك ولا يعطاه أحد بعدك ولا ينقصك ذلك مما لك عند الله شيئا وإن شئت جمعتها لك في الآخرة قال: اجمعها لي في الآخرة فأنزل الله {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا} ). [الدر المنثور: 11/139]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبريل عند النّبيّ صلى الله عليه وسلم إذ قال هذا ملك تدلى من السماء إلى الأرض، ما نزل إلى الأرض قط قبلها استأذن ربه في زيارتك فأذن له فلم يلبث أن جاء فقال: السلام عليك يا رسول الله قال: وعليك السلام قال: إن الله يخبرك إن شئت أن يعطيك من خزائن كل شيء ومفاتيح كل شيء لم يعط أحد قبلك ولا يعطيه أحدا بعدك ولا ينقصك مما دخر لك عنده شيئا فقال: لا بل يجمعهما لي في الآخرة جميعا فنزلت {تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك} ). [الدر المنثور: 11/139-140]