العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة القصص

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 11:49 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة القصص [ من الآية (36) إلى الآية (42) ]

{فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 11:13 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فلمّا جاءهم موسى بآياتنا بيّناتٍ قالوا ما هذا إلاّ سحرٌ مفترًى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين}.
يقول تعالى ذكره: فلمّا جاء موسى فرعون وملأه بأدلّتنا وحججنا بيّناتٍ أنّها حججٌ شاهدةٌ بحقيقة ما جاء به موسى من عند ربّه، قالوا لموسى: ما هذا الّذي جئتنا به إلاّ سحرًا افتريته من قبلك وتخرّصته كذبًا وباطلاً {وما سمعنا بهذا} الّذي تدعونا إليه من عبادة من تدعونا إلى عبادته في أسلافنا وآبائنا الأوّلين الّذين مضوا قبلنا). [جامع البيان: 18/253]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فلمّا جاءهم موسى بآياتنا بيّناتٍ قالوا ما هذا إلّا سحرٌ مفترًى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين (36)
قوله تعالى: فلمّا جاءهم موسى
- وبإسناده، عن عبد اللّه بن مسلمٍ، عن عبد اللّه بن عبير بن عمريٍّ قال:
كان يغلق دون فرعون ثمانون بابًا فما يأتي موسى بابًا منها إلا انفتح، وكان لا يكلّم أحدًا حتّى يقوم بين يديه.
تقدّم تفسيره). [تفسير القرآن العظيم: 9/2978]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال موسى ربّي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدّار إنّه لا يفلح الظّالمون}.
يقول تعالى ذكره: {وقال موسى} مجيبًا لفرعون: ربّي أعلم بالمحقّ منّا يا فرعون من المبطل، ومن الّذي جاء بالرّشاد إلى سبيل الصّواب والبيان عن واضح الحجّة من عنده، ومن الّذي له العقبى المحمودة في الدّار الآخرة منّا. وهذه معارضةٌ من نبيّ اللّه موسى عليه السّلام لفرعون، وجميل مخاطبةٍ، إذ ترك أن يقول له: بل الّذي غرّ قومه وأهلك جنوده، وأضلّ أتباعه أنت لا أنا، ولكنّه قال: {ربّي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده، ومن تكون له عاقبة الدّار} ثمّ بالغ في ذمّ عدوّ اللّه بأجمل من الخطّاب، فقال: {إنّه لا يفلح الظّالمون} يقول: إنّه لا ينجح ولا يدرك طلبته الكافرون باللّه تعالى، يعني بذلك فرعون إنّه لا يفلح ولا ينجح لكفره به). [جامع البيان: 18/253-254]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وقال موسى ربّي أعلم بمن جاء بالهدى إلى قوله: عاقبة الدار
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: عاقبة الدّار أي الجنّة.
قوله تعالى: إنّه لا يفلح الظّالمون
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، أنبأ بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: الظّالمون يقول: الكافرون). [تفسير القرآن العظيم: 9/2978]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى فأوقد لي يا هامان على الطين قال بلغني أنه أول من طبخ الآجر). [تفسير عبد الرزاق: 2/91]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري فأوقد لي يا هامان على الطّين فاجعل لي صرحًا لعلّي أطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه من الكاذبين}.
يقول تعالى ذكره: وقال فرعون لأشراف قومه وسادتهم: {يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري} فتعبدوه، وتصدّقوا قول موسى فيما جاءكم به من أنّ لكم وله ربًّا غيري ومعبودًا سواي. {فأوقد لي يا هامان على الطّين} يقول: فاعمل لي آجرًّا، وذكر أنّه أوّل من طبخ الآجرّ وبنى به.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: {فأوقد لي يا هامان على الطّين} قال: على المدر يكون لبنًا مطبوخًا.
قال ابن جريجٍ: أوّل من أمر بصنعة الآجرّ وبنى به فرعون.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فأوقد لي يا هامان على الطّين} قال: فكان أوّل من طبخ الآجرّ يبني به الصّرح.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قول اللّه: {فأوقد لي يا هامان على الطّين} قال: المطبوخ الّذي يوقد عليه هو من طينٍ يبنون به البنيان.
وقوله: {فاجعل لي صرحًا} يقول: ابن لي الآجرّ بناءً، وكلّ بناءٍ مسطحٍ فهو صرحٌ كالقصر. ومنه قول الشّاعر:
بهنّ نعامٌ بناها الرّجا = ل يحسب أعلامهنّ الصّروحا
يعني بالصّروح: جمع صرحٍ.
وقوله: {لعلّي أطّلع إلى إله موسى} يقول: انظر إلى معبود موسى، الّذي يعبده، ويدعو إلى عبادته {وإنّي لأظنّه} فيما يقول من أنّ له معبودًا يعبده في السّماء، وأنّه هو الّذي يؤيّده وينصره، وهو الّذي أرسله إلينا {من الكاذبين}.
فذكر لنا أنّ هامان بنى له الصّرح، فارتقى فوقه فكان من قصّته وقصّة ارتقائه ما:
- حدّثنا موسى، قال: حدّثنا عمرٌو، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: قال فرعون لقومه: {يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري، فأوقد لي يا هامان على الطّين، فاجعل لي صرحًا} لعلّي أذهب في السّماء، فأنظر إلى إله موسى؛ فلمّا بني له الصّرح، ارتقى فوقه، فأمر بنشّابةٍ فرمى بها نحو السّماء، فردّت إليه وهي متلطّخةٌ دمًا، فقال: قد قتلت إله موسى، تعالى اللّه عمّا يقولون). [جامع البيان: 18/254-256]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري
تقدم تفسير الملأ
- حدثنا أبي، ثنا محمد بن عمران ابن أبي ليلى، ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك عن ابن عبّاسٍ، قال: لمّا قال فرعون: ما علمت لكم من إلهٍ غيري قال جبريل عليه السّلام: يا ربّ، طغى عبدك، فأذن لي في هلاكه قال: يا جبريل، هو عبدي ولن يبقني، له أجلٌ قد أجّلته يجيء ذلك الأجل، فلمّا قال: أنا ربّكم الأعلى قال: يا جبريل.. سبقت دعوتك فأوقد لي يا هامان على الطّين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا إبراهيم بن موسى، أنبأ ابن أبي زائدة، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ قوله: فأوقد لي يا هامان على الطّين قال: على المدر، يكون لبنًا مطبوخًا.
- حدّثنا في قوله: فأوقد لي يا هامان على الطّين قال: بلغني أنّ أوّل من طبّخ الآجرّ فرعون.
قوله تعالى: فاجعل لي صرحًا
- حدّثنا أحمد بن مالكٍ السّوسيّ بسامرّاء، ثنا عبد الوهّاب الخفّاف عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: فأوقد لي يا هامان على الطّين إلى قوله: من الكاذبين قال: وكان أوّل من طبّخ الآجرّ وصنع له الصّرح.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج أنبأ عبد الرّحمن بن زيدٍ في قول اللّه فأوقد لي يا هامان على الطّين قال: الطّين المطبوخ الّذي يوقد عليه هو من طينٍ يبنون به البنيان فاجعل لي صرحًا قال: الصّرح البنيان فأمره أن يرفعه.
قوله تعالى: لعلّي أطّلع إلى إله موسى
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري فأوقد لي يا هامان على الطّين فاجعل لي صرحًا أذهب في السماء فانظر إلى إله موسى. فلمّا بنى له الصّرح ارتقى فوقه فأمر بنشابه، فرمى بها نحو السّماء فردّت إليه وهي متلطّخةٌ دماءً قال: قتلت إله موسى). [تفسير القرآن العظيم: 9/2978-2979]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن المبارك عن ابن جريج في قوله فأوقد لي يا هامان على الطين قال يعني على المدر يقول اطبخه يعني الآجر). [تفسير مجاهد: 486]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطين فاجعل لي صرحا لعلي أطلع إلى إله موسى وإني لأظنه من الكاذبين * واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق وظنوا أنهم إلينا لا يرجعون.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما قال فرعون {يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري} قال جبريل عليه السلام: يا رب طغى عبدك فائذن لي في هلاكه قال: يا جبريل هو عبدي ولن يسبقني له اجل قد اجلته حتى يجييء ذلك الأجل، فلما قال {أنا ربكم الأعلى} النازعات الآية 24 قال: يا جبريل قد سكنت روعتك، بغى عبدي وقد جاء أوان هلاكه). [الدر المنثور: 11/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمتان قالهما فرعون {ما علمت لكم من إله غيري} وقوله {أنا ربكم الأعلى} قال: كان بينهما أربعون عاما {فأخذه الله نكال الآخرة والأولى} النازعات الآية 26، أما قوله تعالى {فأوقد لي يا هامان} الآية). [الدر المنثور: 11/468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر قال: حدثنا أسد عن خالد بن عبد الله عن محدث حدثه قال: كان هامان نبطيا). [الدر المنثور: 11/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {فأوقد لي يا هامان على الطين} قال على المدر يكون لبنا مطبوخا). [الدر المنثور: 11/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة قال: بلغني ان فرعون أول من طبخ الآجر). [الدر المنثور: 11/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: كان فرعون أول من طبخ الآجر وصنع له الصرح). [الدر المنثور: 11/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال: فرعون أول من صنع الآجر وبنى به). [الدر المنثور: 11/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله {فأوقد لي يا هامان على الطين} قال: أوقد على الطين حتى يكون آجرا). [الدر المنثور: 11/469]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: لما بنوا له الصرح ارتقى فوقه فامر بنشابة فرمى بها نحو السماء فردت اليه وهي متلطخة دما فقال: قتلت اله موسى). [الدر المنثور: 11/469-470]

تفسير قوله تعالى: (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحقّ وظنّوا أنّهم إلينا لا يرجعون (39) فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ فانظر كيف كان عاقبة الظّالمين}.
يقول تعالى ذكره: واستكبر فرعون وجنوده في أرض مصر عن تصديق موسى، واتّباعه على ما دعاهم إليه من توحيد اللّه، والإقرار بالعبوديّة له {بغير الحقّ} يعني تعدّيًا وعتوًّا على ربّهم {وظنّوا أنّهم إلينا لا يرجعون} يقول: وحسبوا أنّهم بعد مماتهم لا يبعثون، ولا ثواب، ولا عقاب، فركبوا أهواءهم، ولم يعلموا أنّ اللّه لهم بالمرصاد، وأنّه لهم مجازٍ على أعمالهم الخبيثة). [جامع البيان: 18/256]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحقّ وظنّوا أنّهم إلينا لا يرجعون (39)
قوله تعالى: واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحقّ وظنّوا أنّهم إلينا لا يرجعون
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ حدّثني عقبة، عن إسرائيل، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ قال: ما كان من ظنٍّ في القرآن فهو يقينٌ). [تفسير القرآن العظيم: 9/2980]

تفسير قوله تعالى: (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فأخذناه وجنوده} يقول تعالى ذكره: فجمعنا فرعون وجنوده من القبط {فنبذناهم في اليمّ} يقول: فألقينا جميعهم في البحر، فغرّقناهم فيه، كما قال أبو الأسود الدّؤليّ:
نظرت إلى عنوانه فنبذته = كنبذك نعلاً أخلقت من نعالكا
وذكر أنّ ذلك بحرٌ من وراء مصر كما:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فنبذناهم في اليمّ} قال: كان اليمّ بحرًا يقال له إساف من وراء مصر، غرّقهم اللّه فيه.
وقوله: {فانظر كيف كان عاقبة الظّالمين} يقول تعالى ذكره: فانظر يا محمّد بعين قلبك: كيف كان أمر هؤلاء الّذين ظلموا أنفسهم، فكفروا بربّهم وردّوا على رسوله نصيحته، ألم نهلكهم فنورّث ديارهم وأموالهم أولياءنا، ونخوّلهم ما كان لهم من جنّاتٍ وعيونٍ، وكنوزٍ ومقامٍ كريمٍ، بعد أن كانوا مستضعفين، تقتّل أبناؤهم، وتستحيا نساؤهم، فإنّا كذلك بك وبمن آمن بك وصدّقك فاعلون مخوّلوك وإيّاهم ديار من كذّبك وردّ عليك ما أتيتهم به من الحقّ وأموالهم، ومهلكوهم قتلاً بالسّيف، سنّة اللّه في الّذين خلوا من قبل). [جامع البيان: 18/256-257]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ، ثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ الخفّاف، عن سعيدٍ، عن قتادة قوله: فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ اليمّ: بحرٌ يقال له إساف من وراء مصر، ففرّقهم اللّه فيه.
قوله تعالى: فانظر كيف كان عاقبة الظالمين
تقدّم تفسيره وكيفيّة غرق فرعون في البحر). [تفسير القرآن العظيم: 9/2980]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين * وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون * وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين.
أخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فنبذناهم في اليم} قال: في البحر، بحر يقال له ساف من وراء مصر غرقهم الله فيه). [الدر المنثور: 11/470]

تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجعلناهم أئمّةً يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون (41) وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة هم من المقبوحين}.
يقول تعالى ذكره: وجعلنا فرعون وقومه أئمّةً يأتمّ بهم أهل العتوّ على اللّه، والكفر به، يدعون النّاس إلى أعمال أهل النّار، {ويوم القيامة لا ينصرون} يقول جلّ ثناؤه: ويوم القيامة لا ينصرهم إذا عذّبهم اللّه ناصرٌ، وقد كانوا في الدّنيا يتناصرون، فاضمحلّت تلك النّصرة يومئذٍ). [جامع البيان: 18/257]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وجعلناهم أئمّةً يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا بقيّة حدّثني مبشّرٌ حدّثني زيد بن أسلم والحجّاج بن أرطاة، عن مجاهدٍ في قول اللّه: وجعلناهم أئمّةً يدعون إلى النار قال: جعلهم اللّه أئمّةً يدعون إلى المعاصي.
- حد، ثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ ولا تجعلنا أئمّة ضلالةٍ، لأنّه قال لأهل السّعادة: وجعلناهم أئمّةً يهدون بأمرنا وقال لأهل الشّقاوة: وجعلناهم أئمّةً يدعون إلى النار). [تفسير القرآن العظيم: 9/2980]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار} قال: جعلهم الله أئمة يدعون إلى المعاصي). [الدر المنثور: 11/470]

تفسير قوله تعالى: (وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (مقبوحين: مهلكين "). [صحيح البخاري: 6/113]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله مقبوحين مهلكين هو قول أبي عبيدة أيضا). [فتح الباري: 8/509]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مقبوحين: مهلكين
أشار به إلى قوله تعالى: {ويوم القيامة هم من المقبوحين} (القصص: 42) وفسره بقوله: (مهلكين) ، وهكذا فسره أبو عبيدة، وقال غيره: أي من المتعدين الملعونين من القبح وهو الإبعاد. وقال ابن زيد: يقال: قبح الله فلانا قبحاً وقبوحاً، أي: أبعده من كل خير، وقال الكلبيّ: يعني سواد الوجه وزرقة العين، وعلى هذا يكون بمعنى المقبحين). [عمدة القاري: 19/107]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (مقبوحين) أي (مهلكين) ومراده قوله: {ويوم القيامة هم من المقبوحين} [القصص: 42]. وهذا تفسير أبي عبيدة وقال غيره: من المطرودين ويسمى ضد الحسن قبيحًا لأن العين تنبو عنه فكأنها تطرده). [إرشاد الساري: 7/284]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة} يقول تعالى ذكره: وألزمنا فرعون وقومه في هذه الدّنيا خزيًا وغضبًا منّا عليهم، فحتّمنا لهم فيها بالهلاك والبوار والثّناء السّيّئ، ونحن متبعوهم لعنةً أخرى يوم القيامة، فمخزوهم بها الخزي الدّائم، ومهينوهم بها الهوان اللاّزم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة} قال: لعنوا في الدّنيا والآخرة، قال: هو كقوله {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود}.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قوله: {وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة} لعنةً أخرى، ثمّ استقبل فقال: {هم من المقبوحين}.
وقوله: {هم من المقبوحين} يقول تعالى ذكره: هم من القوم الّذين قبّحهم اللّه، فأهلكهم بكفرهم بربّهم، وتكذيبهم رسوله موسى عليه السّلام، فجعلهم عبرةً للمعتبرين، وعظةً للمتّعظين). [جامع البيان: 18/258]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة هم من المقبوحين
- قال: لعنوا في الدّنيا والآخرة، وهو كقوله: وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود.
قوله تعالى: ويوم القيامة هم من المقبوحين
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليّ بن مهران، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قوله: وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً قال: لم يبعث نبيّ بعد فرعون إلا لعن على لسانه، ويوم القيامة ترفد لعنة أخرى في النّار). [تفسير القرآن العظيم: 9/2980-2981]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة} لعنة أخرى ثم استقبل فقال {هم من المقبوحين} ). [الدر المنثور: 11/470]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة} قال: لعنوا في الدنيا والآخرة هو كقوله {وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة} ). [الدر المنثور: 11/470]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 08:49 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي


تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({إن هذا إلّا سحرٌ مفترىً } مجازه: ما هذا إلا سحر مفترى , يقال : إذا افتعل الرجل من قبله شيئاً: افتريته ).
[مجاز القرآن: 2/105]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {فلمّا جاءهم موسى بآياتنا بيّنات قالوا ما هذا إلّا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين}
لم يأتوا بحجة يدفعون بها ما ظهر من الآيات إلا أن قالوا إنها سحر , فلما جمع السّحرة بينوا : أن آيات موسى عليه السلام ليست بسحر، فغلب موسى بآيات اللّه وبحجته , كما قال عزّ وجلّ به). [معاني القرآن: 4/145]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فلمّا جاءهم موسى بآياتنا بيّناتٍ قالوا ما هذا إلا سحرٌ مفترًى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين {36} وقال موسى ربّي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده} [القصص: 36-37] أي: أنّي أنا جئت بالهدى من عنده.
{ومن تكون له عاقبة الدّار} [القصص: 37] دار الآخرة الجنّة.
{إنّه لا يفلح الظّالمون} [القصص: 37] المشركون لا يدخلون الجنّة، والمفلحون هم أهل الجنّة). [تفسير القرآن العظيم: 2/593]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ):
({ عاقبة الدّار }: وعاقبة الأمر , أي : آخره).
[مجاز القرآن: 2/105]


تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري} [القصص: 38] تعمّد الكذب، في تفسير الحسن.
{فأوقد لي يا هامان على الطّين} [القصص: 38]، أي: فاطبخ لي آجرًّا فكان أوّل ما عمل الآجرّ.
[تفسير القرآن العظيم: 2/593]
{فاجعل لي صرحًا} [القصص: 38]، أي: فابن لي صرحًا.
{لعلّي أطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه من الكاذبين} [القصص: 38] فبنى له صرحًا عاليًا، وقد علم فرعون أنّ موسى رسول اللّه، وهذا القول منه كذبٌ.
قال اللّه عزّ وجلّ: {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلمًا وعلوًّا} [النمل: 14] قال قتادة: والجحد لا يكون إلا من بعد المعرفة). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فأوقد لي يا هامان على الطّين...}

يقول: اطبخ لي الآجر , وهو الأجور والآجرّ, وأنشد:
كأنّ عينيه من الغؤور = قلتان في جوف صفاً منقور
= عولي بالطين وبالأجور = ). [معاني القرآن: 2/306]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (الصرح " صرحاً " : البناء والقصر، قال الشاعر:
بهن نعام بناها الرجا= ل تحسب أعلامهن الصّروحا). [مجاز القرآن: 2/105]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فأوقد لي يا هامان على الطّين}: أي : اصنع لي الآجرّ, {فاجعل لي} منه {صرحاً} أي :قصراً عالياً ).
[تفسير غريب القرآن: 333]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إله غيري فأوقد لي يا هامان على الطّين فاجعل لي صرحا لعلّي أطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه من الكاذبين}
{فأوقد لي يا هامان على الطّين}:أي: اعمل آجرّا، ويقال: إنّ فرعون أول من عمل الآجرّ.
{فاجعل لي صرحاً}: لصرح كل بناء متسع مرتفع.
وقوله: {لعلّي أطّلع إلى إله موسى}: وظنّ فرعون أنه يتهيأ له أن يبلغ بصرحه نحو السماء، فيرى السماء وما فيها.
{وإنّي لأظنّه من الكاذبين}:الظن في اللغة ضرب يكون شكاً، يقيناً.
وقول فرعون: وإني لأظنه اعتراف بأنه شاك، وأنّه لم يتيقن أن موسى كاذب، ففي هذا بيان أنه قد كفر بموسى على غير يقين أنه ليس بنبيّ، وقد وقع في نفسه أنه نبيّ ؛
لأن الآيات التي هي النبوة لا يجهلها ذو فطرة، وقوله في غير هذا الموضع: {لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلّا ربّ السّماوات والأرض بصائر}:
دليل على أنه قد ألزم فرعون الحجة القاطعة).[معاني القرآن: 4/145]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فأوقد لي يا هامان على الطين}
روى سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال : حتى يصير آجراً.
قال قتادة : بلغني أنه أول من صنع الآجر .
ثم قال تعالى: {فاجعل لي صرحا}
قيل :بنيانا ًمرتفعاً.). [معاني القرآن: 5/180-181]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {صرحاً}: أي: قصراً). [ياقوتة الصراط: 399]

تفسير قوله تعالى: (وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه تعالى: {واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحقّ وظنّوا أنّهم إلينا لا يرجعون} [القصص: 39] يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) }

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال اللّه: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ} [القصص: 40] في البحر.
وقد فسّرنا ذلك في غير هذه السّورة.
قال: {فانظر} [القصص: 40] يا محمّد.
{كيف كان عاقبة الظّالمين} [القصص: 40]، أي: دمّر اللّه عليهم ثمّ صيّرهم إلى النّار). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({فأخذناه وجنوده}: أي : فجمعناه , وجنوده.

{فنبذناهم في اليمّ }: أي: فألقيناهم في البحر , فأهلكناهم وغرقناهم , قال العجاج:
= كبازخ اليمّ زهاه اليمّ
وقال أبو الأسود الدؤلي:
نظرت إلى عنوانه فنبذته= كنبذك نعلاً أطلقت من نعالكا).
[مجاز القرآن: 2/106]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ فانظر كيف كان عاقبة الظّالمين}
اليمّ: البحر, وهو الذي يقال له " إيساف " , وهو الذي غرق فيه فرعون , وجنوده بناحية مصر). [معاني القرآن: 4/146]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال عزّ وجلّ: {وجعلناهم أئمّةً يدعون إلى النّار} [القصص: 41] يتّبعهم من بعدهم من الكفّار.
{ويوم القيامة لا ينصرون} [القصص: 41] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/594]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({ أئمّةً يدعون إلى النّار}:والإمام يكون في الخير , وفي الشر , { أتبعناهم}: مجازه: ألزمناهم).
[مجاز القرآن: 2/106]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وجعلناهم أئمّة يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون}أي : من اتبعهم، فهو في النار.
{ويوم القيامة لا ينصرون} أي : لا ناصر لهم, ولا عاصم من عذاب اللّه). [معاني القرآن: 4/146]

تفسير قوله تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً} [القصص: 42] العذاب الّذي عذّبهم اللّه به: الغرق.
قال: {ويوم القيامة هم من المقبوحين} [القصص: 42] في النّار، وأهل النّار مقبوحون مشوّهون، سودٌ، زرقٌ، حبنٌ، كأنّ رءوسهم آجام القصب،
[تفسير القرآن العظيم: 2/594]
كالحون، شفة أحدهم السّفلى ساقطةٌ على صدره، وشفته العليا قالصةٌ قد غطّت وجهه، رأس أحدهم مثل الجبل العظيم، وضرسه مثل أحدٍ، وأنيابه كالصّياصيّ، وهي الجبال , وغلظ جلده سبعون ذراعًا، وبعضهم يقول أربعون، يشتدّ الدّود ما بين جلده
ولحمه كما يشتدّ الوحوش في البرّيّة، وفخذه مسيرة يومين.
وقال عبد اللّه بن مسعودٍ: وإنّي أراه يشغل من جهنّم مثل ما بيني وبين المدينة، وهو بالكوفة). [تفسير القرآن العظيم: 2/595]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ)
: ({من المقبوحين }:مجازه: المهليكن.).
[مجاز القرآن: 2/106]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 25 رجب 1434هـ/3-06-2013م, 08:54 PM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) }

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) }

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) }

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) }

تفسير قوله تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 محرم 1440هـ/3-10-2018م, 09:30 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 04:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ولما كذبوه ورموه بالسحر قارب موسى عليه السلام في احتجاجه، وراعه تكذيبهم، فرد الأمر إلى الله، وعول على ما يظهره الله تعالى في شأنهم، وتوعدهم بنقمة الله تعالى منهم. وقرأ ابن كثير: "قال موسى" بغير واو، وقرأ غيره وجميع السبعة: "وقال موسى" بواو، وقرأ الجمهور: "تكون له" بالتاء، وقرأ حمزة والكسائي: "يكون" بالياء على التذكير; إذ هي بمنزلة العاقب). [المحرر الوجيز: 6/ 593]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (واستمر فرعون على طريق مخرقته على قومه، وأمر هامان بأن يطبخ له الآجر، وأن يبني له صرحا، أي سطحا في أعلى الهواء، وليس الصرح إلا ما له سطح، ويحتمل أن يكون الإيقاد على الطين كالبراني، وترجى بزعمه أن يطلع في السماء، فروي عن السدي أنه بناه أعلى ما يمكن، ثم صعد فيه، ورمى بالنبل فردها الله تعالى إليه مخضوبة بالدم ليزيدهم عمى وفتنة، فقال فرعون حينئذ: إني قتلت إله موسى. ثم قال: {وإني لأظنه من الكاذبين} يريد في أن موسى أرسله راسله، فالظن على بابه، وهو معنى إيجاب الكفر بمنزلة المصمم على التكذيب). [المحرر الوجيز: 6/ 593]

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ حمزة، والكسائي، ونافع: "لا يرجعون"، وقرأ الباقون والحسن: "لا يرجعون" بضم الياء وفتح الجيم).[المحرر الوجيز: 6/ 593]

تفسير قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لا ينصرون وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون}
"نبذناهم" معناه: طرحناهم، ومنه نبذ النواة، ومنه قول الشاعر:
نظرت إلى عنوانه فنبذته كنبذك نعلا من نعالك باليا
وقوم فرعون وإن كانوا ساروا إلى البحر ودخلوه باختيارهم فإن ما ضمهم من القدر السابق [وإغراقهم في البحر] هو نبذ الله تعالى إياهم فيه. و"اليم" هو بحر القلزم في قول أكثر الناس، وقالت فرقة: كان غرقهم في نيل مصر. والأول أشهر). [المحرر الوجيز: 6/ 594]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار} وهم أئمة من حيث اشتهروا وبقوا قدوة لكل كافر وعات إلى يوم القيامة).[المحرر الوجيز: 6/ 594]

تفسير قوله تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"المقبوحين": الذين يقبح كل أمرهم، قولا لهم وفعلا، قال ابن عباس رضي الله عنهما: هم الذين قبحوا بسواد الوجوه وزرقة العيون. و"يوم" ظرف مقدم). [المحرر الوجيز: 6/ 594]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 06:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 محرم 1440هـ/5-10-2018م, 06:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآَيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى وَمَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آَبَائِنَا الْأَوَّلِينَ (36) وَقَالَ مُوسَى رَبِّي أَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلمّا جاءهم موسى بآياتنا بيّناتٍ قالوا ما هذا إلا سحرٌ مفترًى وما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين (36) وقال موسى ربّي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده ومن تكون له عاقبة الدّار إنّه لا يفلح الظّالمون (37)}.
يخبر تعالى عن مجيء موسى وأخيه هارون إلى فرعون وملئه، وعرضه ما آتاهما اللّه من المعجزات الباهرة والدّلالات القاهرة، على صدقهما فيما أخبر عن اللّه عزّ وجلّ من توحيده واتّباع أوامره. فلمّا عاين فرعون وملؤه ذلك وشاهدوه وتحقّقوه، وأيقنوا أنّه من اللّه، عدلوا بكفرهم وبغيهم إلى العناد والمباهتة، وذلك لطغيانهم وتكبّرهم عن اتّباع الحقّ، فقالوا: {ما هذا إلا سحرٌ مفترًى} أي: مفتعلٌ مصنوعٌ. وأرادوا معارضته بالحيلة والجاه، فما صعد معهم ذلك.
وقوله: {وما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين} يعنون: عبادة اللّه وحده لا شريك له، يقولون: ما رأينا أحدًا من آبائنا على هذا الدّين، ولم نر النّاس إلّا يشركون مع اللّه آلهةً أخرى. فقال موسى، عليه السّلام، مجيبًا لهم: {ربّي أعلم بمن جاء بالهدى من عنده} يعني: منّي ومنكم، وسيفصل بيني وبينكم. ولهذا قال: {ومن تكون له عاقبة الدّار} أي: النّصرة والظّفر والتّأييد، {إنّه لا يفلح الظّالمون} أي: المشركون باللّه). [تفسير ابن كثير: 6/ 237]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ (38) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقال فرعون يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري فأوقد لي يا هامان على الطّين فاجعل لي صرحًا لعلّي أطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه من الكاذبين (38) واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحقّ وظنّوا أنّهم إلينا لا يرجعون (39) فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ فانظر كيف كان عاقبة الظّالمين (40) وجعلناهم أئمّةً يدعون إلى النّار ويوم القيامة لا ينصرون (41) وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً ويوم القيامة هم من المقبوحين (42)}.
يخبر تعالى عن كفر فرعون وطغيانه وافترائه في دعوى الإلهيّة لنفسه القبيحة -لعنه اللّه -كما قال تعالى: {فاستخفّ قومه فأطاعوه إنّهم كانوا قومًا فاسقين} [الزّخرف: 54]، وذلك لأنّه دعاهم إلى الاعتراف له بالإلهيّة، فأجابوه إلى ذلك بقلّة عقولهم وسخافة أذهانهم؛ ولهذا قال: {يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري}، [و] قال تعالى إخبارًا عنه: {فحشر فنادى * فقال أنا ربّكم الأعلى * فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى * إنّ في ذلك لعبرةً لمن يخشى} [النّازعات: 23 -26] يعني: أنّه جمع قومه ونادى فيهم بصوته العالي مصرّحا لهم بذلك، فأجابوه سامعين مطيعين. ولهذا انتقم اللّه تعالى منه، فجعله عبرةً لغيره في الدّنيا والآخرة، وحتّى إنّه واجه موسى الكليم بذلك فقال: {لئن اتّخذت إلهًا غيري لأجعلنّك من المسجونين} [الشعراء: 29].
وقوله: {فأوقد لي ياهامان على الطّين فاجعل لي صرحًا لعلّي أطّلع إلى إله موسى} أي: أمر وزيره هامان ومدبّر رعيّته ومشير دولته أن يوقد له على الطّين، ليتّخذ له آجرّا لبناء الصّرح، وهو القصر المنيف الرّفيع -كما قال في الآية الأخرى: {وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحًا لعلّي أبلغ الأسباب. أسباب السّموات فأطّلع إلى إله موسى وإنّي لأظنّه كاذبًا وكذلك زيّن لفرعون سوء عمله وصدّ عن السّبيل وما كيد فرعون إلا في تبابٍ} [غافرٍ: 36، 37]، وذلك لأنّ فرعون بنى هذا الصّرح الّذي لم ير في الدّنيا بناءٌ أعلى منه، إنّما أراد بهذا أن يظهر لرعيّته تكذيب موسى فيما زعمه من دعوى إلهٍ غير فرعون؛ ولهذا قال: {وإنّي لأظنّه من الكاذبين} أي: في قوله إنّ ثمّ ربًّا غيري، لا أنّه كذّبه في أنّ اللّه أرسله؛ لأنّه لم يكن يعترف بوجود الصّانع، فإنّه قال: {وما ربّ العالمين} [الشّعراء: 23] وقال: {لئن اتّخذت إلهًا غيري لأجعلنّك من المسجونين} [الشّعراء: 29] وقال: {يا أيّها الملأ ما علمت لكم من إلهٍ غيري} وهذا قول ابن جريرٍ). [تفسير ابن كثير: 6/ 237-238]

تفسير قوله تعالى: {وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحقّ وظنّوا أنّهم إلينا لا يرجعون} أي: طغوا وتجبّروا، وأكثروا في الأرض الفساد، واعتقدوا أنّه لا معاد ولا قيامة، {فصبّ عليهم ربّك سوط عذابٍ.إنّ ربّك لبالمرصاد} [الفجر: 13، 14]، ولهذا قال ها هنا: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ} أي: أغرقناهم في البحر في صبيحةٍ واحدةٍ، فلم يبق منهم أحدٌ {فانظر كيف كان عاقبة الظّالمين}). [تفسير ابن كثير: 6/ 238]

تفسير قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجعلناهم أئمّةً يدعون إلى النّار} أي: لمن سلك وراءهم وأخذ بطريقتهم، في تكذيب الرّسل وتعطيل الصّانع، {ويوم القيامة لا ينصرون} أي: فاجتمع عليهم خزي الدّنيا موصولًا بذلّ الآخرة، كما قال تعالى: {أهلكناهم فلا ناصر لهم} [محمّدٍ: 13]). [تفسير ابن كثير: 6/ 238]

تفسير قوله تعالى: {وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وأتبعناهم في هذه الدّنيا لعنةً} أي: وشرع اللّه لعنتهم ولعنة ملكهم فرعون على ألسنة المؤمنين من عباده المتّبعين رسله، وكما أنّهم في الدّنيا ملعونون على ألسنة الأنبياء وأتباعهم كذلك، {ويوم القيامة هم من المقبوحين}. قال قتادة: وهذه الآية كقوله تعالى: {وأتبعوا في هذه لعنةً ويوم القيامة بئس الرّفد المرفود} [هود: 99] ).[تفسير ابن كثير: 6/ 238]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة