العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:33 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (25) إلى الآية (27) ]

{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25) وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26) وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)}


قوله تعالى: {وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا (25)}
قوله تعالى: {وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا (26)}
قوله تعالى: {وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (27)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:34 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (28) إلى الآية (31) ]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29) يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (28)}
قوله تعالى: {وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)}
قوله تعالى: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعز (يضاعف لها العذاب ضعفين (30)
قرأ ابن كثير وابن عامر (نضعّف لها)، بالنون وكسر العين وتشديدها، (العذاب) نصبا.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب: (يضعّف لها) بالياء وتشديد العين بغير ألف، (العذاب) رفعا.
وقرأ الباقون (يضاعف) بألف، (العذاب) رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (نضعّف) فالفعل للّه، أي: نضعّف نحن لها العذاب، نصب (العذاب) لأنه مفعول به -
ومن قرأ (يضعّف) أو ((يضاعف) فهو على ما لم يسم فاعله.
والمعنى فيهما واحد، وهما مجزومان على جواب الجزاء.
وروى الأصمعي عن أبي عمرو أنه كان يقرأ كل شيء في القرآن (يضاعف) إلا التي في الأحزاب قرأها (يضعّف) من أجل أنه قال جلّ وعزّ (ضعفين).
قال أبو عمرو: ومضاعفة أكثر من مضعّفة). [معاني القراءات وعللها: 2/281]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- [وقوله تعالى: {يضاعف لها العذاب ضعفين} [30]].
[..........................................................................................................] تعالى يخبر عن نفسه، ومن شدد قال: العرب تقول أضعفت لك الدراهم، وضعفتها إذا جعلتها مثليها، وكان أبو عمرو يقول: إنما اخترت التشديد في هذا الحرف فقط لقوله مرتين، ومن قرأ بألف فكأنه ضاعف لها العذاب أضعافًا مضاعفه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/198]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله جلّ وعزّ: يضاعف لها العذاب ضعفين
[الحجة للقراء السبعة: 5/472]
[الأحزاب/ 30] فقرأ ابن كثير وابن عامر: (نضعّف) بالنّون (العذاب) نصبا. وقرأ أبو عمرو: (يضعّف) بالياء (العذاب) رفعا. وقرأ نافع وعاصم وحمزة والكسائي: يضاعف بألف لها العذاب رفعا، على ما لم يسمّ فاعله.
[قال أبو علي]: ضاعف وضعّف، بمعنى فيما حكاه سيبويه.
وقال أبو الحسن: الخفيفة لغة أهل الحجاز، والثقيلة لغة بني تميم، ومن قال: (نضعّف) فالفعل مسند إلى ضمير اسم الله تعالى، ومن قال: يضاعف فلم يسمّ الفاعل أسند الفعل إلى العذاب، ومعنى يضاعف لها العذاب ضعفين أنّها لما تشاهد من الزّواجر، وما يردع عن مواقعة الذنوب ينبغي أن تمتنع أكثر مما يمتنع من لا يشاهد ذلك ولا يحضره، وقال: يضاعف لها العذاب فعاد الضمير على معنى (من) دون لفظ (من)، ولو عاد على لفظ (من) لذكر. ومثل يضاعف لها العذاب ضعفين، فزيد في العذاب ضعف كما زيد في الثواب ضعف في قوله تعالى: نؤتها أجرها مرتين [الأحزاب/ 31] فكما ضوعف الأجر كذلك [ضوعف العذاب]). [الحجة للقراء السبعة: 5/473]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عمرو بن فائد الأسواري، ورويت عن يعقوب: [يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ تأْتِ مِنْكُنَّ] بالتاء.
قال أبو الفتح: هذا حمل على المعنى، كأن [مَن] هنا امرأة في المعنى، فكأنه قال: أية امرأة أتت منكن بفاحشة، أو تأت بفاحشة. وهو كثير في الكلام، معناه للبيان كقول الله سبحانه: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ}، وقول الفرزدق:
تَعَشَّ فإنْ عاهدتَني لا تخونُني ... نَكُنْ مِثْلَ مَن يا ذِيبُ يصْطَحِبان
[المحتسب: 2/179]
أي: مثل اللذين يصطحبان، أو مثل اثنين يصطحبان، وأن يكون على الصلة أولى من أن يكون على الصفة، فكأن الموضع في هذا الحمل على المعنى إنما بابه الصلة، ثم شُبهت بها الصفة، ثم شُبهت الحال بالصفة، ثم شُبه الخبر بالحال، كذا ينبغي أن يرتب هذا الباب من تنزيل، ولا ينبغي أن يؤخذ بابا سرْدًا وطرْحًا واحدًا؛ وذلك أن الصلة أذهب في باب التخصيص من الصفة لإبهام الموصول، فلما قويت الحاجة إلى البيان في الصلة جاء ضميرها من الصلة على معناها، لأنه أشد إفصاحا بالغرض، وأذهب في البيان المعتمد.
فأما ما أنشدَناه أبو علي عن الكسائي من قول الشاعر:
أخو الذيبِ يعوِي والغرابِ ومَن يكنْ ... شريكَيْهِ تطمعْ نفسُهُ كلَّ مَطْمَعِ
ففيه نظر. وكان قياسه: ومن يكن شريكيهما، أو من يكونا شريكيه، وقد كان أبو علي يتعسف هذا، وأقرب ما فيه أن يكون تقديره: وأي إنسان يكونا شريكيه، إلا أنه أعاد إليهما معا ضميرا واحدا، وهو الضمير في "يكن" وساغ ذلك إذ كانت الذيب والغراب في أكثر الأحوال مصطحبين، فجريا مجرى الشيء الواحد، فعاد الضمير كذلك. ومثله قوله:
لمن زحلوقة زل ... بها العينان تنهلّ
ولم يقل: تنهلان؛ لكونهما كالعضو الواحد. ومثله للفرزدق:
[المحتسب: 2/180]
ولو رضيَتْ يداي بها وضنَّتْ ... لكانَ علي للقدرِ الخيارُ
ولم يقل رضيتا). [المحتسب: 2/181]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يضاعف لها العذاب ضعفين} 30
قرأ أبو عمرو (يضعف لها العذاب) بالياء والتّشديد {العذاب} رفع على ما لم يسم فاعله وكان أبو عمرو يقول إنّما اخترت التّشديد في هذا الحرف فقط لقوله ضعفين
وقرأ ابن عامر وابن كثير (نضعف) بالنّون وتشديد العين وكسرها الله عز وجل يخبر عن نفسه {العذاب} نصب لأنّه مفعول به
وقرأ نافع وأهل الكوفة {يضاعف} بالياء والألف {العذاب} بالرّفع العرب تقول ضاعفت وضعفت لغتان). [حجة القراءات: 575]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {يضاعف لها العذاب} قرأه ابن كثير وابن عامر، بالنون والتشديد، وكسر العين، ونصب «العذاب» على الإخبار من الله جل ذكره عن نفسه بذلك، فانتصب «العذاب» بوقوع الفعل عليه، وقرأ الباقون بالياء والتخفيف، وبألف ورفع «العذاب» غير أن أبا عمرو قرأ بالياء والتشديد، وحذف الألف، قرأ ذلك على أن الفعل لم يسم فاعله، والفاعل في المعنى هو الله جل ذكره، فأقاموا «العذاب» مقام الفاعل، فرفعوا، والتشديد وحذف الألف والتخفيف لغتان: ضعف وضاعف، بمعنى، قال الأخفش: والتخفيف لغة أهل الحجاز، والتشديد لغة تميم، وقيل: إن في التشديد معنى التكثير). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/196]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {نُضَعِّفْ} [آية/ 30] بالنون من غير ألف، وبكسر العين وتشديدها:
قرأها ابن كثير وابن عامر.
والوجه أنه على الإخبار عن النفس بلفظ الجمع تعظيمًا، والفعل لله تعالى، والمعنى نحن نُضعِّف لها العذاب، ونصب {الْعَذَابَ} بوقوع الفعل عليه.
وقرأ أبو عمرو ويعقوب {يُضَعَّفْ} بالياء من غير ألفٍ، وبفتح العين وتشديدها، و{الْعَذَابُ} رفعٌ.
والوجه أنه على ما لم يسمّ فاعله، و{الْعَذَابُ} مرفوعٌ بإسناد الفعل إليه.
وقرأ نافع والكوفيون {يُضَاعَفْ} بالياء والألف، وفتح العين، ورفع {العَذَاب}.
[الموضح: 1032]
والوجه أنه كما تقدم في بناء الفعل لما لم يسمّ فاعله، وإسناده إلى {العذاب}، إلا أنه من ضاعف الذي على وزن فاعل، وهو مثل ضعَّف بالتشديد في المعنى نحو باعد وبعَّد). [الموضح: 1033]

قوله تعالى: {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومن يقنت منكنّ... وتعمل صالحًا نؤتها (31)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم ويعقوب (ومن يقنت) بالياء، و(وتعمل) بالتاء، (نؤتها) بالنون.
وقرأ حمزة والكسائي (ومن
[معاني القراءات وعللها: 2/281]
يقنت... ويعمل... يؤتها) ثلاثهن بالياء، واتفقوا كلهم على الياء في قوله (من يأت منكن)، (ومن يقنت) إنهما بالياء.
قال أبو منصور: من قرأهن بالياء فللفظ (من) لأن لفظه لفظ واحد مذكر ومن قرأ (وتعمل) بالتاء فلأن (من) وإن كان لفظه لفظ المذكر فإنه للتأنيث، أو للجمع، فذهب به إلى المعنى، ومما يقوى التاء في (وتعمل) الفاصل بين الفعلين وهو قوله (منكن للّه ورسوله) وهذه حجة ابن كثير ونافع ومن قرأ بقراءتهما وحجة من اختار الياء في (ويعمل) أنه أتبع بعض الفعل بعضًا بالياء إذ لم يختلفوا في الياء من (يقنت)
وقوله: (يؤتها) أي: يؤتها الله، ومن قرأ (نؤتها) فالفعل لله أيضًا). [معاني القراءات وعللها: 2/282]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {ومن يقنت منكن لله} [31]. اتفق القراء على الياء. قال ابن مجاهد: وهي قراءة الناس كلهم لأن «من» وإن كان كناية عن مؤنث ها هنا فإن لفظها لفظ واحد مذكر. فقيل: {ومن يقنت} على اللفظ. ولو رد على المعنى لقيل: ومن تقنت بالتاء، وإنما ذكرت هذا الحرف لأن أبا حاتم السجستاني روي في الشذوذ عن أبي جعفر. وشيبة، ونافع بالتاء {ومن تقنت} وهو صواب في العربية خطأ في الرواية، فأما:
3- قوله [تعالى]: {تعمل صالحًا نؤتها} [31].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/198]
وقرأ الباقون: {وتعمل} بالتاء؛ لأنه لما قيل: {منكن} فظهر التأنيث كان الاختيار و{تعمل} لأن اللفظة إذا نسقت على شكلها وما قرب منها أحرى وأولي من أن تنسق على ما بعدها، {نؤتها} بالنون، الله تعالى يخبر عن نفسه، وهو الاختيار، لقوله بعد الآية: {وأعتدنا لها رزقًا} ولم يقل ويعتد لها وهذا واضح.
فإن قيل لك: ما المصدر من اعتدي ومن اعتدنا، ومن اعدوا؟
فالجواب في ذلك: أن اعتدي التاء زائدة، وألفها وصل، والمصدر: اعتدي يعتدي اعتداء فهو معتد، والأمر: اعتديا هذا، وهو افتعل من العدوان والظلم، وألف اعتدنا ألف قطع والتاء أصلية، وكذلك: {وأعتدت لهن متكئًا} المصدر من أعتد يعتد إعتادًا. فهو معتد مثل أكرم يكرم إكرامًا فهو مكرم والأمر: أعتد مثل أكرم، ومثله: {هذا ما لدي عتيد} أي: معه معتد، وعتيد: فعيل بمعنى مفعول، فعلى هذا يقال: عتد يعتد، وأعتد يعتد. والأمر: أعتد يا هذا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/199]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: ومن يقنت... وتعمل صالحا نؤتها أجرها [الأحزاب/ 31].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم وأبو عمرو وابن عامر (يقنت) بالياء، وتعمل بالتاء، نؤتها بالنون. وقرأ حمزة والكسائي كل ذلك بالياء، ولم يختلف الناس في: يقنت أنه بالياء وكذلك من يأت بالياء.
[قال أبو علي]: أمّا من قرأ: (يقنت) بالياء، فلأنّ الفعل مسند إلى ضمير (من) ولم يبيّن فاعل الفعل بعد، فلمّا ذكر ما دلّ على أنّ الفعل لمؤنث حمل على المعنى فأنّث، وذلك كقوله: من آمن بالله [المائدة/ 69] ثمّ قال: فلا خوف عليهم [المائدة/ 69]، وقال: ومنهم من يستمع إليك [الأنعام/ 25]، وفي أخرى:
يستمعون إليك [يونس/ 42]، وأمّا من قرأ كلّ ذلك بالياء، فإنّه حمل على اللفظ دون المعنى، واللّفظ (من) وهو مذكر، وممّا يقوّي قول من حمل على المعنى فأنّث، اتفاق حمزة والكسائي معهم في قولهم: (نؤتها) فحملا على المعنى، فكذلك قوله: (وتعمل) كان ينبغي على هذا القياس أن يحملا على المعنى، وإنّما لم يختلف الناس في (يقنت) و (يأت)، لأنّه إنّما جرى ذكر (من)، ولم يجر ذكر ما يدلّ على التأنيث فيحمل الكلام على المعنى). [الحجة للقراء السبعة: 5/474]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرّتين وأعتدنا لها رزقا كريمًا} 31
قرأ حمزة والكسائيّ (ويعمل صالحا يؤتها) بالياء فيهما وقرأ الباقون بالتّاء {نؤتها} بالنّون وحجتهم في قوله {تعمل} بالتّاء هي أن الفعل لما تقدمه قوله {منكن} أجروه بلفظ التّأنيث لأن تأنيث {منكن} أقرب إليه من لفظ {من} وحجّة من قرأ {يعمل} بالياء إجماع الجميع على الياء في قوله {من يأت منكن} {ومن يقنت} فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه
وأما من قرأ بالياء فإنّه حمل الكلام على لفظ {من} دون المعنى ومن قرأ بالتّاء فإنّه حمل على المعنى دون اللّفظ لأن معنى {من} التّأنيث والجمع وممّا يقوي قول من حمل على المعنى فأنث اتّفاق حمزة والكسائيّ معهم في قوله نؤتها فحملا أيضا على المعنى ولو كان على اللّفظ لقالوا {نؤته} فكذلك قوله وتعمل كان ينبغي أن يحمل على المعنى وحجّة من قرأ {نؤتها} بالنّون هي أن الكلام جرى عقيبه بلفظ الجمع وهو قوله {وأعتدنا لها رزقا كريمًا} فأجراه على لفظ ما أتى عقيبه ليأتلف الكلام على نظام واحد
وحجّة من قرأ (يؤتها) بالياء هي أن الكلام جرى عقيب الخبر من الله في قوله {ومن يقنت منكن لله ورسوله} فكان قوله (يؤتها) بمعنى يؤتها الله لمجيء الفعل بعد ذكره). [حجة القراءات: 576]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {وتعمل صالحًا نؤتها} قرأهما حمزة والكسائي بالياء، وقرأ الباقون بالتاء في «تعمل» وبالنون في «نؤتها».
وحجة من قرأهما بالياء أنه حمل الفعل الأول على تذكير لفظ «من» لأن لفظه مذكر، وحمل الثاني على الإخبار عن الله جل ذكره، لتقدم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/196]
ذكره في قوله: {لله}، وقوله: {على الله} «30».
13- وحجة من قرأ بالتاء في «تعمل» أنه حمل الفعل على معنى «من» لأن «من» يُراد به المؤنث، وهو خطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم وايضًا فإنه أتى بعد قوله: {منكن} «30» الذي يدل على التأنيث، فجرى على تأنيث «منكن».
14- وحجة من قرأ «نؤتها» بالنون أنه حمله على الإخبار عن الله جل ذكره عن نفسه، بإعطائهن الأجر مرتين، لتقدم ذكره، فهو خروج من خطاب إلى الإخبار عن النفس، والاختيار التاء، لأن الأكثر عليه، والمعنى عليه، فأما قوله: «ومن يقنت» فكل القراء الذين قرأنا بقراءتهم على التاء.
15- والحجة في ذلك أنهم أسندوا الفعل إلى «من» ولفظه مذكر فسبق التذكير إلى الفعل، قبل إتيان ما يدل على التأنيث، من قوله «منكن» وقوله: {نؤتها أجرها} ولما أتى {وتعمل} بعد إتيان ما يدل على التأنيث وهو {منكن} حسن التأنيث فيه حملًا على لفظ {منكن}، وعلى معنى {من} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/197]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُؤْتِهَا} [آية/ 31]:
لم يختلفوا في {يَقْنُتْ} أنها بالياء المنقوطة من تحت، حملًا على لفظ {مَنْ}؛ لأن لفظه مذكَّر.
وأما {يَعْمَلْ} فمختلفٌ فيه، وكذلك {يُؤْتِهَا}.
فقرأ حمزة والكسائي بالياء أيضًا في {يَعْمَلْ} و{يُؤْتِهَا} جميعًا.
والوجه أن {يَعْمَلْ} أيضًا محمول على لفظ {مَنْ} دون معناها، إذ كان معطوفًا على {يَقْنُتْ}، فأُريد المناسبة بين المعطوف والمعطوف عليه، و{يُؤْتِهَا} راجع ضميره إلى الله تعالى، والتقدير: يُؤتها الله، وقفد تقدم ذكره في قوله {لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}.
وقرأ الباقون {وَتَعْمَلْ} بالتاء فوقها نقطتان، {نُؤْتِهَا} بالنون.
والوجه أن {تَعْمَلْ} محمولٌ على معنى {مَنْ} دون لفظها؛ لأنه لما ذُكر بعد {يَقْنُتْ} ما دل على أن فاعل الفعل مؤنثٌ، وهو قوله {مِنْكُنَّ} أُنث {تَعْمَلْ} وإن كان معطوفًا على {يَقْنُتْ} إعلامًا بأن الفعل لمؤنثٍ من جهة المعنى.
وأما {نُؤْتِهَا} بالنون فهو من الرجوع عن لفظ الغيبة إلى الإخبار عن النفس بالنون كقوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ} ثم قال {وَآَتَيْنَا
[الموضح: 1033]
مُوسَى الْكِتَابَ} ). [الموضح: 1034]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:36 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (32) إلى الآية (34) ]

{يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}


قوله تعالى: {يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج وأبان بن عثمان [فَيَطْمَعِ الَّذِي] بكسر العين.
قال أبو الفتح: هو معطوف على قول الله تعالى: {فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ}، أي: فلا يطمعِ الذي في قلبه مرض، فكلاهما منهي عنه، إلا أن النصب أقوى معنى، وأشد إصابة للعذر؛ وذلك أنه إذا نصب كان معناه أن طمعه إنما هو مسبَّبٌ عن خضوعهن بالقول. فالأصل في ذلك منهي عنه، والمنهي مسبَّبٌ عن فعلهن، وإذا عطفه كان نهيا لهن وله، وليس فيه دليل على أن الطمع راجعٌ في الأصل إليهن، وواقع من أجلهن. وعليه بيت امرئ القيس:
فقلْتُ له صَوِّبْ ولا تُجْهِدَنَّه ... فيَذُرِكَ من أُخْرَى القطاة فتزلَقِ
فهذا نهي بعد نهي، كالقراءة الشاذة). [المحتسب: 2/181]

قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقرن في بيوتكنّ (33)
قرأ نافع وعاصم": (وقرن في بيوتكنّ) بفتح القات.
وقرأ الباقون (وقرن) بكسر القاف.
قال الأزهري: من قرأ (وقرن في بيوتكنّ) بفتح القاف فهو من - قررت بالمكان أقرّ (وقرن) كان في الأصل (واقررن) بإظهار الراءين، فلما خفف الحرف حذفت الراء الأولى؛ لثقل التضعيف، وألقيت حركتها على القاف فقيل (وقرن) ونظير هذا من كلامهم قولهم: حست لفلان، أي: رققت له والأصل: حسست له، ومما جاء في القرآن من هذا قوله تعالى: (فظلتم تفكّهون (65).
وكان في الأصل: فظللتم.
[معاني القراءات وعللها: 2/282]
ومن قرأ (وقرن في بيوتكن) ففيه وجهان:
أحدهما: أنه من الوقار، يقال: وقر يقر، والأمر: قر، وللنساء قرن، كما يقال من وصل: يحمل صلن.
والوجه الثاني. أن يكون قوله (وقرن) بكسر القاف من قولك: قررت بالمكان أقر - وهي لغة جيده - حذف إحدى الراءين على أنه في الأصل (واقررن) بكسر الراء الأولى، فالكسر من وجهين: من الوقار، أو من القرار.
والفتح من القرار لا غير - وهذا قول الحذاق من النحويين). [معاني القراءات وعللها: 2/283]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {وقرن في بيوتكن} [33].
قرأ عاصم ونافع بفتح القاف جعلاه من الاستقرار، لا من الوقار، والأصل: واقررن براءين مثل اقررن يا نسوة، واغضضن فحذف إحدى الراءين تخفيفًا كما قال: {فظلتم تفكهون} والأصل: فظللتم، تقول العرب:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/199]
حسيت بالشيء وأحسست وأحست ومسست الثوب ومسيته، كأنهم يكرهون اجتماع حرفين فيحذفون واحدًا، قال الشاعر:
خلا أن العتاق من المطايا = أحسن به فهن إليه شوس
وقرأ الباقون: {وقرن في بيوتكن} بكسر القاف جعلوه من الوقار، والأصل أن تقول: وقر يقر مثل وزر يزر، ووعد يعد، والأمر: قر، مثل عد وزن، وقروا للرجال مثل زنوا وقرن يا نسوه مثل عدن.
وفيه قول آخر ما علمت أحدًا ذكره وهو: أن يكون من قر بكسر القاف، أراد: الاستقرار؛ لأن الكسائي حكي أن من العرب من يقول: قررت في المكان أقر، والأمر من هذا قر في بيتك يا في، واقرر، وقروا، وأقررن، ثم نقل كسرة الراء إلى القاف، وحذف إحدى الراءين تخفيفًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/200]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {ولا تبرجن} [33].
قرأ ابن كثير بالتشديد برواية الزي.
والباقون بتخفيفها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/200]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح القاف وكسرها من قوله سبحانه: وقرن في
[الحجة للقراء السبعة: 5/474]
بيوتكن [الأحزاب/ 33] فقرأ عاصم ونافع: وقرن في بيوتكن بالفتح، وقرأ الباقون: وقرن بالكسر.
قال أبو علي: من قال: قرن بكسر القاف احتمل أمرين:
أحدهما أن يكون من التوقّر في بيوتكن، وأن لا يخرجن منها. وقرن مثل عدن، وزن، ونحو ذلك، ممّا تحذف منه الفاء، وهي واو، فيبقى من الكلمة علن. ويحتمل أن يكون من قرّ في مكانه يقرّ، فإذا أمر من هذا قال: اقرر فيبدل من العين الياء كراهية التضعيف كما أبدل من قيراط ودينار، فيصير لها حركة الحرف المبدل منه، ثم لا تلقى الحركة على الفاء، فتسقط همزة الوصل لتحرّك ما بعدها فتقول: (قرن) لأنّ حركة الراء كانت كسرة في يقرّ، ألا ترى أنّ القاف متحركة بها؟ فأمّا من فتح قرن فإنّ من لم يجز قررت في المكان أقرّ، وإنّما يقول في المكان قررت أقرّ وقررت به عينا أقرّ، ولا يجوز قررت في المكان، أقرّ، فإنّ فتح الفاء عنده لا يجوز، وذلك لأنّه حرّك القاف بالفتحة من غير أن يلقي عليها الفتحة، ألا ترى أنّ الفتحة إذا لم تجز في قولهم: أنا أقرّ في المكان، لم يثبت في الكلمة، وإذا لم يثبت فيها لم يجز أن يلقى على ما قبلها، ومن جاز عنده قررت في المكان جاز على قوله: قرن كما جاز قرن، حيث لم يختلف في قررت في المكان أقرّ. وأبو عثمان يزعم أن قررت في المكان لا يجوز، وقد حكى ذلك بعض البغداذيين، فيجوز الفتح في القاف على هذه اللّغة إذا ثبتت، والوجه
[الحجة للقراء السبعة: 5/475]
في القراءة الكسر (وقرن)، لأنّه يجوز من وجهين لا إشكال في جوازه منهما، وهما من القرار، والوقار، وفتح القاف على ما ذكرت لك من الخلاف. قال أبو عثمان يقال: قررت به عينا [وأنا أقرّ به عينا] قال: ولا يقال: قررت في هذا المعنى قال: ويقال: قررت في المكان فأنا أقرّ فيه، ويأمره فيقول: قرّ في مكانك. انتهت الحكاية عن أبي عثمان). [الحجة للقراء السبعة: 5/476]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقرن في بيوتكن}
قرأ نافع وعاصم {وقرن في بيوتكن} بفتح القاف وهذا لا يكون من الوقار إنّما هو من الاستقرار قال الكسائي العرب تقول قررت بالمكان أقرّ فيه لغتان بكسر الرّاء وفتحها
واصله واقررن مثل اعضضن فحذفوا الرّاء الأولى لثقل التّضعيف وحولوا فتحتها إلى القاف وحذفوا الألف أيضا لأن القاف تحركت فصار {وقرن} كما قال هل أحست صاحبك أي هل رأيت والأصل هل أحسست
وقرأ الباقون {وقرن} بكسر القاف احتمل أن يكون من الوقار تقول وقر يقر والأمر منه قروا وللنساء قرن مثل عدن وكلن ممّا تحذف منه الفاء وهي واو فيبقى من الكلمة علن وإن كان من القرار فيكون الأمر اقررن فيبدل من العين الياء كراهة التّضعيف كما أبدل في قيراط ودينار فتضمر لها حركة الحرف المبدل منه ثمّ تلقى الحركة على الفاء فيسقط همزة الوصل لتحرك ما قبلها فتقول {قرن} كما يقال من وصل يصل صلن والأصل اوقرن فحذفت الواو لأنّها وقعت بين كسرتين واستغنيت عن الألف لتحرك القاف فصار قرن على وزن علن ويحتمل أن يكون من قررت في المكان أقرّ
[حجة القراءات: 577]
وإذا أمرت من هذا قلت واقررن بكسر الرّاء الأولى فالكسر من وجهين على أنه من الوقار ومن القرار جميعًا). [حجة القراءات: 578]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (16- قوله: {وقرن} قرأ عاصم ونافع بفتح القاف، وقرأ الباقون بالكسر.
وحجة من كسر أنه جعله من الوقار، فهو مثل «عدن وزن» لأنه محذوف الفاء واصله واو، قرن من وقر يقر، مثل وعد يعد، وأصل يقر يوقر، كما أن أصل يعد يوعد، فلما وقعت الواو بين ياء وكسرة حذفت، لغة مسموعة لا يستعمل غيرها، وجرت التاء والنون والألف مجرى الياء في الحذف معهن، لئلا يختلف الفعل، وأصل «وقرن» «وأوقرن» فحذفت الواو، على ما عللناه،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/197]
واستغنى عن ألف الوصل لتحرك القاف، فصار الابتداء بقاف مكسورة، ويجوز أن تكون هذه القراءة مشتقة من القرار، وهو السكون، يقال: قر في المكان يقر، على «فعل يفعل» فهي اللغة المشهورة المستعملة الفاشية، فيكون الأصل في «وقرن» «واقررن» فتحذف الراء الأولى استثقالًا للتضعيف، بعد أن تلقى حركتها على القاف، فتنكسر القاف، فيستغنى بحركتها عن ألف الوصل، فيصير اللفظ «قرن» وقيل: إنهم أبدلوا من الراء الأولى ياء، كما فعلوا في «قيراط ودينار» فصارت الياء مكسورة، كما كانت الراء مكسورة، واستثقلت الكسرة عليها فألقيت على القاف، وحذفت الياء لسكونها وسكون الراء بعدها، واستغني عن ألف الوصل لتحرك القاف.
17- وحجة من قرأ بفتح القاف أنها لغة من «قررن في المكان» يقال فيها: قررت في المكان أقر، حكاها الكسائي، وأنكرها المازني وغيره، فيكون الأصل «وأقررن في بيوتكن» ثم نقل ما ذكرنا قبل هذا في الوجهين جميعًا، وقيل: إن هذه القراءة مشتقة من «قررت به عينًا أقر» وليس المعنى على هذا، لم يؤمرن بأن تقر أعينهن في بيوتهن، إنما أمرن بالقرار والسكون في بيوتهن، وترك التبرج، أو بالوقار في بيوتهن، فهذا هو المعنى الذي عليه التفسير، وهو المفهوم في الآية، والاختيار كسر القاف؛ لأن عليه المعنى الصحيح، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/198]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [آية/ 33] بفتح القاف:
قرأها نافع وعاصم.
والوجه أن أصله: اقرَرْن بفتح الراء الأولى، وهو افعلن بالفتح منم قررت بالمكان بكسر الراء أقر بالفتح، لغةٌ في قررت بالفتح، فاستثقل التضعيف في الكلمة فحذفت الراء الأولى من اقررن، ونُقلت فتحتها إلى القاف، فاستُغني عن ألف الوصل فبقي: قرن، كما قيل: ظلتُ ومست بكسر الظاء والميم، والأصل ظللت ومسست، فاستثقل التضعيف فيهما، فنقلت حركة عين فعلت إلى الفاء، فحذفت العين فبقي ظلت ومست، وقد قالوا في أحسست بالشيء أحست به، وهو مثله، قال الشاعر:
129- خلا أن العتاق من المطايا = أحسن به فهن إليه شوس
أراد: أحسسن.
وقرأ الباقون {وَقِرْنَ} بكسر القاف.
[الموضح: 1034]
والوجه أن أصله: اقرِرْن بكسر الراء الأولى، وهو من قرَرْت بالمكان بالفتح أقر بالكسر، وهذه هي اللغة المشهورة، فخفف التضعيف من اقررن بحذف الراء الأولى، ونقل كسرتها إلى القاف، وترك ألف الوصل، فبقي: قِرْنَ بكسر القاف، كما ذكرنا في ظلت وأحسن.
ويجوز عند أبي علي أن يكون الراء الأولى من اقرِرْن قُلبت ياء كدينارٍ ونحوه، ثم نقلت كسرة الياء إلى القاف، فحُذفت الياء لالتقاء الساكنين، واستُغني عن ألف الوصل فبقي: قِرْن بكسر القاف.
ويجوز أن يكون الفعل من الوقار، يقال وَقَرَ يَقِرُ كوَعَدَ يَعِدُ، والأمرُ: قِرْ مثل عِدْ، وقوله {قِرْنَ} كَعِدْنَ، فهو أمرٌ لجماعة النساء). [الموضح: 1035]

قوله تعالى: {وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:37 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (35) إلى الآية (36) ]

{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35) وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)}


قوله تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (35)}
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أن تكون لهم الخيرة من أمرهم (36)
قرأ عاصم وحمزة والكسائي (أن يكون لهم) بالياء وقرأ الباقون (أن تكون) بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ بالياء فلأن معنى الخيرة: الاختيار مع تقديم الفعل.
ومن قرأ بالتاء فلأن لفظ (الخيرة) مؤنث). [معاني القراءات وعللها: 2/283]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {أن يكون لهم الخيرة} [36].
قرأ أهل الكوفة وهشام عن ابن عامر بالياء، لأن تأنيث الخيرة غير حقيقي.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/200]
وقرأ الباقون بالتاء لتأنيث: {الخيرة} ومن العرب من يسكن الياء، فيقول: خيرة. فأما الخير فجمع خيرة، والخير بتسكين الياء: الكرم، والأصل [أن] يقال: فلان كريم الخير والخيم، قال المنخل:
إن كنت عاذلتي فسيري = نحو العراق ولا تحوري
لاتسألي عن جل مالي = وانظري حسبي وخيري
فأما قوله: {فيهن خيرت حسان} فالواحدة خير بسكون الياء وفتح الخاء. وروي: {فيهن خيرت حسان} فالواحدة خيرة، والمذكر خير مثل سيد. فأما الخير فجمعه خيور مثل بحر وبحور. وأما قوله تعالى: {وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار} فجمع خير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/201]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التاء والياء من قوله تعالى: (أن تكون لهم الخيرة) [الأحزاب/ 36] فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر (أن تكون) بالتاء. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي أن يكون بالياء.
[قال أبو علي]: التأنيث والتذكير: حسنان، وقد مضى نحو ذلك وهذه الآية تدلّ على أنّ ما في قوله: وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة [القصص/ 68] يقوّي قول من قال: أن يكون لهم بالياء. ألا ترى أنّه لم تثبت علامة التأنيث في كان؟). [الحجة للقراء السبعة: 5/476]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {أن يكون لهم الخيرة} بالياء لأن تأنيث {الخيرة} غير حقيقيّ وهي معنى الخيار وحجتهم إجماع الجميع على قوله {ما كان لهم الخيرة} ولم يثبتوا علامة التّأنيث في {كان}
وقرأ الباقون (أن تكون لهم) بالتّاء لتأنيث {الخيرة} وقد سقط السّؤال والكلام محمول على اللّفظ لا على لمعنى). [حجة القراءات: 578]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (18- قوله: {أن يكون لهم الخيرة} قرأ الكوفيون وهشام بالياء، للتفريق بين المؤنث وفعله، بـ «لهم»، ولأنه تأنيث غير حقيقي، ولأن الخيرة والاختيار سواء، فحمل على المعنى، وقرأ الباقون بالتاء، لتأنيث لفظ «الخيرة»
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/198]
وهو الاختيار؛ لأنه على ظاهر اللفظ، وقد مضى له نظائر وعلل بأشبع من هذا). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [آية/ 36] بالياء:
قرأها الكوفيون.
والوجه أن الفعل مسندٌ إلى {الْخِيَرَة}، وهي فاعل مؤنثٌ غير حقيقيٌ التأنيث؛ لأنه مصدرٌ، فذُكِّرَ فعله لذلك، وحسن تذكيره للفصل، لقوله {لهم}. و{الْخِيَرَةُ}: الاختيار.
وقرأ الباقون {أَنْ تَكُونَ} بالتاء.
والوجه أن فاعل الفعل مؤنثٌ، فأُنث الفعل لذلك، والمؤنث وإنْ لم يكن
[الموضح: 1035]
حقيقيًا يحسن تأنيث فعله، إيذانًا بأن فاعله مؤنثٌ). [الموضح: 1036]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (37) إلى الآية (40) ]

{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37) مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38) الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39) مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)}


قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا (37)}
قوله تعالى: {مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا (39)}
قوله تعالى: {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (40)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وخاتم النّبيئين.. (40)
قرأ عاصم وحده (وخاتم النّبيّين) بفتح التاء وقرأ الباقون (وخاتم النّبيّين) بكسر التاء.
[معاني القراءات وعللها: 2/283]
قال أبو منصور: من قرأ (وخاتم النّبيّين) بالكسر فمعناه: أنه ختم النبيين بنفسه.
ومن قرأ (وخاتم النّبيّين) فمعناه: آخر النبيين، لا نبي بعده.
واجتمع القراء على نصب: (رسول اللّه وخاتم (40)
لأن المعنى: ولكن كان رسول اللّه). [معاني القراءات وعللها: 2/284]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} [40].
قرأ عاصم وحده: {وخائم}بفتح التاء، واحتج بأن عليا رضي الله عنه مر بأبي عبد الرحمن السلمى، وهو يقرئ الحسن والحسين عليهما السلام {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} فقال عبد الله بن حبيب أقرئهما: {وخاتم النبين} بفتح التاء.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/201]
وقرأ الباقون: {وخاتم} بالكسر، وهو الاختيار؛ لأنه فاعل من ختم الأنبياء، فهو خاتمهم صلى الله عليه وسلم مثل جمعهم فهو جامعهم. والحجة في ذلك: أن ابن مسعود قرأ: {ولكن [نبيا] ختم النبيين} إلا أن يصح الخبر عن على رضي الله عنه، وإنكاره على أبي عبد الرحمن فيصير الاختيار الفتحة كما قال على رضي الله عنه فأما الخاتم الذي يلبس في الأصبع فيقال له: الخاتم، والخاتم، مثل الدانق والدانق والطابق والطابق وسمعت ابن حبان يقول: فيه أربع لغات، خاتم وخاتم، وخاتام وخيتام، وينشد:
يا خدل ذات الجورب المنشق = أخذت خاتامي بغير حق
ويقال: تختم: إذا تعمم، وجاء فلان متختما أي: متعمما، ويقال لخاتم الملك خاصة: الحلق، وينشد:
وأعطي منا الحلق أبيض ما جد = ربيب ملوك ما تغب نوافله
فإن قيل: بما انتصب {رسول الله وخاتم}؟
فقل: بإضمار «كان» إذ كان نسقًا على «كان» والتقدير: ولكن كان رسول الله وخاتم النبيين.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/202]
وروي عبد الوارث عن أبي عمرو {ولكن رسول الله} بتشديد النون. فـ{رسول الله} في هذه القراءة ينتصب بـ«لكن» المشددة.
وسمعت ابن مجاهد يقول: لو قرأ قارئ: {ولكن رسول الله وخاتم النبيين} بالرفع لكان صوابًا، على تقدير: ما كان محمدًا أبا أحد من رجالكم ولكن هو رسول الله وخاتم النبيين). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح التاء وكسرها من قوله جلّ وعزّ: وخاتم النبيين الأحزاب/ 40] فقرأ عاصم وحده: وخاتم بفتح التاء، وقرأ الباقون بالكسر.
[الحجة للقراء السبعة: 5/476]
[قال أبو علي]: من كسر قال: لأنّه ختمهم، فهو خاتمهم.
وزعموا أنّ الحسن قال: خاتم: هو الذي ختم به). [الحجة للقراء السبعة: 5/477]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك ما رواه عبد الوهاب عن أبي عمرو: [وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ]، نصب.
قال أبو الفتح: "رسول الله" منصوب على اسم "لكن"، والخبر محذوف، أي: ولكن رسول الله محمد. وعليه قول الفرزدق:
[المحتسب: 2/181]
فلو كنت ضبيا عرفت فرابتي ... ولكن زنجيا غليظ المشافر
أي: ولكن زنجيا غليظ المشافر لا يعرف قرابتي، فحذف الخبر لدلالة ما قبله عليه، وهو قوله: عرفت قرابتي، كما أن قوله: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} يدل على أنه مخالف لهذا الضرب من الناس، ونحو من ذلك قول طرفة:
وتبسِمُ عن أَلْمَى كان مُنَوِّرًا ... تخلل حُرَّ الرملِ دعصٌ له نَدِي
قال أبو الحسن علي بن سليمان: لم يأت لكأن بخبر، علما بمعرفة موضعه، أي: كأن ذلك المنور ثغرها، فحذفه للعلم به، ولطول الكلام). [المحتسب: 2/182]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولكن رسول الله وخاتم النّبيين}
قرأ عاصم {وخاتم النّبيين} بفتح التّاء أي آخر النّبيين لأنّه لا نبي بعده صلى الله عليه
وقرأ الباقون {وخاتم النّبيين} بكسر التّاء أي ختم النّبيين فهو خاتم). [حجة القراءات: 578]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {وخاتم النبيين} قرأ عاصم بفتح التاء، على معنى أن النبي عليه السلام خُتم به النبيون، لا نبي بعده، فلا فعل له في ذلك فمعناه آخر النبيين، وقرأ الباقون بالكسر، على أن النبي عليه السلام فاعل من «ختم» فهو ختم النبيين، لا نبي بعده، فالنبي فاعل، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ} [آية/ 40] بفتح التاء:
قرأها عاصم وحده.
والوجه أن المعنى: آخر النبيين.
وعن الحسن أنه قال: خاتمٌ هو الذي يُختم به.
والمعنى أن خُتم به النبيون، والذي يُختم به يقال فيه: خاتَمٌ وخاتِمٌ بالفتح والكسر جميعًا.
وقرأ الباقون {وَخَاتِمَ} بكسر التاء.
والوجه أنه فاعلٌ من خَتَمَ يختم، والمراد أنه يختِم النبيين). [الموضح: 1036]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41)}
قوله تعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42)}
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43)}
قوله تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا (44)}
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (45) إلى الآية (48) ]

{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46) وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47) وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45)}
قوله تعالى: {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا (46)}
قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا (47)}
قوله تعالى: {وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (48)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:56 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (49) إلى الآية (52) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50) تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا (49)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (من عدّةٍ تعتدّونها (49)
روى أبو حبيب البزي عن ابن أبي بزّة بإسناده عن ابن كثير (تعتدونها) خفيفة، وروى غيره عن ابن كثير مثل قراءة جميع القراء (تعتدّونها) بتشديد الدال.
قال أبو منصور: القراءة بالتشديد لا غير، من: اعتّدت المرأة، فهي معتدّة. والتخفيف: وهمٌ، واللّه أعلم). [معاني القراءات وعللها: 2/284]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {من قبل أن تمسوهن} [49].
قرأ حمزة والكسائي: {تمسوهن} بألف.
والباقون بغير ألف. وقد ذكرت علته في (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {تعتدونها} [49].
روي ابن أبي بزة عن ابن كثير {تعتدونها} خفيفًا.
قال ابن مجاهد: وهو غلط.
وقرأ الباقون بالتشديد، وهو الصواب؛ لأن وزنه تفتعلونها فأدغمت التاء في الدال، فالتشيدد من جلل ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: (تماسوهن) [الأحزاب/ 49] بألف، وقرأ الباقون تمسوهن بغير ألف والتاء مفتوحة.
[قال أبو علي]: وجه من قال: تمسوهن [بغير ألف] ولم يمسسني بشر [مريم/ 20] وقال: لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان [الرحمن/ 74] (وما كان) من هذا النحو جاء على فعل دون فاعل، وقد حكى أبو عبيدة أن اللّماس: الجماع، فيمكن أن يكون ذلك مصدر فاعل وإذا جاء ذلك في اللّمس أمكن أن يكون المسّ مثله، وقد تقدّم القول في ذلك فيما سلف من الكتاب). [الحجة للقراء السبعة: 5/477]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ ابن أبي بزّة عن ابن كثير (تعتدونها) خفيفة الدال وروى القواس عنه تعتدونها مشددة. وقال لي قنبل: كان ابن أبي بزّة قد أوهم في (تعتدونها) فكان يخفّفها فقال لي القواس: صر إلى أبي الحسن فقل له ما هذه القراءة التي قرأتها لا نعرفها فصرت إليه فقال: قد رجعت عنها. قال قد كان غلط أيضا في ثلاثة مواضع هذا
[الحجة للقراء السبعة: 5/477]
أحدها، وهو قوله: (وما هو بميت) [إبراهيم/ 17] خفيفة (وإذا العشار عطلت) [التكوير/ 4].
تعتدّونها: تفتعلون من العدّة ولا وجه للتخفيف في نحو تشتدّونها ترتدّونها من الشّدّ والرّدّ، وليس كلّ المضاعف يبدل من حروف التضعيف فيه، وإنّما يبدل فيما سمع، وإن شئت قلت: قد جاء في التنزيل في هذا النحو الأمران قال سبحانه: فليملل وليه [البقرة/ 282] وقال: فهي تملى عليه بكرة وأصيلا [الفرقان/ 5].
وأنشد أبو زيد:
ولا أملاه حتّى يفارقا وإن شئت جعلته افتعل من عدوت الشيء إذا جاوزته، أي: ما لكم عليهنّ من وقت عدّة تلزمكم أن تجاوزوا عدده، فلا تنكحوا أختها ولا أربعا سواها حتى تنقضي العدّة). [الحجة للقراء السبعة: 5/478]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {أَنْ تُمَاسُّوهُنَّ} [آية/ 49] بالألف وضم التاء:
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {تَمَسُّوهُنَّ} بفتح التاء من غير ألفٍ.
والوجه فيهما قد تقدم في سورة البقرة). [الموضح: 1036]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {تَعْتَدُونَهَا} [آية/ 49] بتخفيف الدال:
رواها أبو بزة عن ابن كثير.
والوجه أنه يجوز أن يكون أصله: تعتدونها بالتشديد من العدة، كقراءة الجماعة، إلا أن إحدى الدالين وهي الثانية قد أُبدل منها الياءُ، فقيل في اعتد بالتشديد اعتدى بالياء، كما قالوا في تقضض تقضي وفي تظنن تظني، قال العجاج:
130- تقضي البازي إذا البازي كسر
وقال الآخر:
[الموضح: 1037]
131- وهذا إذ سمعت تجيب عنه = ولم تمض الحكومة بالتظني
وقال الله تعالى {فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ}، وقال أيضًا {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ}.
فقوله تعتدون بالتخفيف من ذلك.
ويجوز أن يكون تفتعلون من عدوت الشيء إذا جاوزته، أي ما لكم عليهن من وقت عدةٍ يلزمكم أن تجاوزوا عددها فلا تنكحوا أختها ولا أربعًا سواها حتى تنقضي العدة ذكره أبو علي.
وقرأ الباقون {تَعْتَدُّونَهَا} بالتشديد.
والوجه أنه تفتعلون من العدة، كما يقالب تشتدون من الشدة، والمعنى تستوفون عددها، وليس يلزم في كل المضاعف أن يبدل من حروف التضعيف فيه حروف العلة، بل يكون ذلك مقصورًا على السماع، فلهذا كانت هذه القراءة أكثر وأشهر، وهي الأصل). [الموضح: 1038]

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي بن كعب والحسن والثقفي وسلام: [أَنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ]، بفتح الألف.
قال أبو الفتح: تقديره لأن وهبت نفسها، أي أنها تحل له من أجل أن وهبت نفسها له، إلا أن حل ذلك لذلك عند هبتها نفسها له وإن هي وهبت نفسها له. وليس يعني بذلك امرأة بعينها قد كانت وهبت نفسها له، وإنما محصوله أنها إن وهبت امرأة نفسها للنبي صلى الله عليه وسلم حلت له من أجل هبتها إياها له عليه السلام، فالحل إذا إنما هو مسبب عن الهبة متى كانت، فلهذا لم يعتزم به واحدة معينة قد كانت وهبت نفسها له، ويؤكد ذلك القراءة بالكسر، فصح به الشرط). [المحتسب: 2/182]

قوله تعالى: {تُرْجِي مَن تَشَاء مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاء وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {ترجي من تشاء} [51].
قرأ نافع وحمزة والكسائي وحفص بترك الهمزة. ومعناه: تؤخر.
وقرأ الباقون بالهمز، وهما لغتان: أرجأت، وأرجيت ويجوز لمن ترك الهمز أن يكون أراد الهمز فلين، كما يقال: أقرأت الكتاب، وأقريته، فيحولون الهمزة ياء.
فإن سأل سائل عن قوله تعالى: {وتؤوي إليك من تشاء} فقال أبو عمرو: تلين الهمزة الساكنة نحو: {يؤتون} و{يؤمنون} و{تؤثرون} فهل يجوز ترك الهمزة ها هنا؟
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/203]
فقل: إن أبا عمرو ترك الهمز في {يؤمنون} و{يؤثرون} تخفيفًا، فإذا كان ترك الهمز أثقل من الهمز لم يدع الهمزة ألا ترى أنك لو لينت {وتؤوي} لالتقي واوان قبلهما ضمة، فثقلت. فترك الهمز فيه خطأ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/204]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقال: قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وعاصم وفي رواية أبي بكر (ترجئ) [الأحزاب/ 51] مهموزا، وقرأ عاصم في رواية حفص ونافع وحمزة والكسائي بغير همز.
[قال أبو علي]: قد جاء في هذا الحرف الهمز وغيره،
[الحجة للقراء السبعة: 5/478]
وكذلك (أرجئه) [الأعراف/ 11، الشعراء/ 36] وأرجه (وآخرون مرجئون) [التوبة/ 106] ومرجون.
فإذا جاء فيه الهمز وغير الهمز كانت القراءة بكلّ واحد من الأمرين حسنة). [الحجة للقراء السبعة: 5/479]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي إياس جوية بن عائذ: [بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلَّهُنَّ]، بنصب اللام.
[المحتسب: 2/182]
قال أبو الفتح: نصبه على أنه توكيد لـ"هن" من قوله: {آتَيْتَهُنَّ}، وهو راجع إلى معنى قراءة العامة: {كُلُّهُنَّ}، بضم اللام؛ وذلك أن رضاهن كلهن بما أوتين كلهن على انفرادهن واجتماعهن، فالمعنيان إذًا واحد، إلا أن الرفع أقوى معنى وذلك أن فيه إصراحا من اللفظ با، يرضين كلهن، والإصراح في القراءة الشاذة -أعني النصب- إنما هو بإيتائهن كلهن، وإن كان محصول الحال فيهما مع التأويل واحدا). [المحتسب: 2/183]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ترجي من تشاء منهنّ وتؤوي إليك من تشاء}
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر (ترجيء من تشاء) بالهمز وقرأ الباقون بغير همز وهما لغتان أرجأت وأرجيت
[حجة القراءات: 578]
قرأ نافع في رواية ورش (تووي) بترك الهمزة وقرأ الباقون بالهمز فإن سأل سائل فقال أبو عمرو ترك الهمزة الساكنة نحو (يومنون) فهلا ترك الهمزة في (تووي) فقل إن أبا عمرو ترك الهمزة في (يومنون) تخفيفًا فإذا كان ترك الهمزة أثقل من الهمزة لم يدع الهمزة ألا ترى أنّك لو لينت تووي لالتقى واوان قبلهما ضمة فثقلت). [حجة القراءات: 579]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ} [آية/ 51] بالتاء، غير مهموز:
قرأها نافع وحمزة والكسائي و-ص- عن عاصم.
[الموضح: 1036]
وقرأ الباقون {تُرْجِئ} مهموزًا.
والوجه فيهما قد تقدم، وذكرنا أن أرجيت بالياء وأرجأت بالهمز لغتان، وكلتاهما فاشيةٌ في كلام العرب). [الموضح: 1037]

قوله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لا يحلّ لك النّساء من بعد (52)
قرأ أبو عمرو ويعقوب (لا تحلّ) بالتاء.
وقرأ الباقون (لا يحلّ لك النّساء) بالياء.
قال الفراء: من قرأ (لا يحلّ) فالمعنى: لا يحل لك شيء من النساء،
[معاني القراءات وعللها: 2/284]
ولذلك اختير تذكير الفعل، قال: ولو كان المعنى للنساء جميعًا لكان التأنيث أجود في العربية.
قال: والتاء جائزة لظهور النساء.
وقال الزجاج:: من قرأ بالياء فلأن المعنى جمع النساء.
ومن قرأ بالتاء أراد: جماعة النساء). [معاني القراءات وعللها: 2/285]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {لا يحل لك النساء من بعد} [52].
قرأ أبو عمرو وحده بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء. فمن ذكره قال: شاهده: {وقال نسوة} ولم يقل: وقالت ومن أنث قال: النسوة جمع قليل والعرب تقول: قام الجواري إّ كن قليلات، وقامت؛ إذا كن كثيرات. وهذا مذهب الكوفيين، فقيل لتلعلب: لم ذكر إذا كان قيلاً؟
فقال: لأن القليل قبل الكثير، كما أن المذكر قبل المؤنث فجعلوه الأول للأول. وهذا لطيف حسن، قال الشاعر:
فإن تكن النساء مخبآت = فحق لكل محصنة هداء
........................ = ........................ و(فداء)
وقال البصريون: النساء، والنسوة، والرجال في الجمع سواء، والتذكير والتأنيث سواء. فتقول العرب: قام الرجال وقامت الرجال، وقال النساء وقالت
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/204]
النساء، إنما يريد قامت جماعة الرجال، وجماعة النساء، وتأنيث الجماعة غير حقيقي فتؤنث على اللفظ تارة، وتذكر على المعنى أخرى.
فيه جواب رابع: قال بعض المشيخة: الاختيار الياء في: {لا يحل لك النساء} لأنه أراد: لا يحل لك شيء من النساء كما قال: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها} وإنما التقدير: لم ينال الله شيئًا من لحومها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/205]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {ولا أن تبدل بهن} [52].
قرأ ابن كثير بالتشديد برواية البزي.
والباقون بالتخفيف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/205]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم قرأ: لا يحل لك النساء [الأحزاب/ 52] بالياء، غير أبي عمرو فإنّه قرأ: (تحلّ) بالتاء. وروى القطعيّ عن محبوب عن أبي عمرو: لا يحل بالياء.
[قال أبو علي]: التاء والياء جميعا حسنان، لأنّ النساء تأنيثه ليس بحقيقي، إنّما هو تأنيث الجمع، نحو الجمال والجذوع فالتذكير حسن، والتأنيث حسن). [الحجة للقراء السبعة: 5/479]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لا يحل لك النّساء من بعد}
قرأ أبو عمرو (لا تحل لك النّساء) بالتّاء أي جماعة النّساء
وقرأ الباقون {لا يحل} بالياء أي جمع النّساء والنّساء تدل على التّأنيث فيستغنى عن تأنيث {يحل} ). [حجة القراءات: 579]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (20- قوله: {لا يحل لك النساء} قرأه أبو عمرو بالتاء، لتأنيث الجماعة، ولتأنيث معنى النساء، وقرأ الباقون بالياء لتذكير الجمع، وللتفريق بين الجمع وفعله، وهو الاختيار؛ لأن الجماعة عليه، وقد ذكرنا {تمسوهن} «البقرة 236» وإمالة {إناه} وغير ذلك، فأغنى عن الإعادة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/199]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {لَا تَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ} [آية/ 52] بالتاء:
قرأها أبو عمرو ويعقوب.
والوجه أن الفاعل مؤنثٌ، فلذلك أُنث فعله.
[الموضح: 1038]
وقرأ الباقون {لَا يَحِلُّ} بالياء.
والوجه أن الفاعل وإن كان مؤنثًا، فإنه جمعٌ، وتأنيث الجمع تأنيثٌ غير حقيقيٍ، وكونه جمعًا لامرأةٍ لا يؤثر في تحقيق التأنيث؛ لأن الحكم لتأنيث الجمع، فإنه مقدم من جهة أنه لفظيٌ، فالحكم له، فلذلك ذُكّر فعله، وزاد في حسن التذكير أنه فصل بين الفعل وفاعله بالجار والمجرور). [الموضح: 1039]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 11:58 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الأحزاب
[ من الآية (53) إلى الآية (55) ]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54) لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)}

قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (غير ناظرين إناه (53)
قرأ حمزة والكسائي (إناه) بإمالة النون، وفتحها الباقون.
معنى إناه: بلوغه ونضجه.
يقال: أنى يأنى إنًى، إذا انتهى نضجه.
ومن اختار إمالة النون فلكسرة ما قبلها، والتفخيم جيد.
ونصب (غير) على الحال.
ناظرين: بمعنى: منتظرك). [معاني القراءات وعللها: 2/285]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالىي: {غير ناظرين إناه} [53].
قرأ حمزة والكسائي وهشام: {إناه} بالإمالة، لأنه من أني يأني: إذا انتهي نضجه، وبلوغ غايته. فالهاء كناية عن الطعام، وكان ابن كثير يلحق الهاء واوًا على ما شرط. فيقول {انهو}.
وقرأ الباقون بالتفخيم، لأن الياء قد انقلبت ألفًا والأصل: أنية و{غير ناظرين} نصب على الحال، أي: غير منتظرين نضجه، تقول العرب: أني لك أن تفعل ذلك يأني أي: حان وقرب من قوله: {ألم يأن للذين ءامنوا} ووني زيد يني: ضعف من قوله: {ولا تنيا} والمر: نِ يا زيد، بنون
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/205]
مكسورة فقط مثل ع كلامي، وش ثوبك، من وعي يعي ووشي يشي فإذا وقفت قلت في هذا كله: نه وعه وشه. والأمر من أني يأني إئن يا زيد مثل ايت، لأن يأني مثل يأتي). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/206]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وكلّهم فتح النون من قوله سبحانه: إناه [الأحزاب/ 53] غير حمزة والكسائي فإنّهما أمالا النون فيها.
[قال أبو علي]: من لم يمل فلأنّ الكثير من الناس لا يميلون هذه الألفات، ومن أمال فلأنّ الألف منقلبة عن الياء. يدلّ على ذلك أنّهم قالوا في المصدر: إني، وإنا، مثل: حي وحسا، وإذا صحّ انقلاب الألف عن الياء، لم يكن في إمالته إشكال عند من أمال.
[الحجة للقراء السبعة: 5/479]
والأنى: هو إدراك الشيء وبلوغه ما يراد أن يبلغه، ومنه: ألم يأن للذين آمنوا [الحديد/ 16] وقالوا للمتثبت في الأمور: متأنّ، ومن ذلك قولهم لما يرتفق به: إناء، وفي جمعه: آنية، مثل إزار وآزرة). [الحجة للقراء السبعة: 5/480]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إلّا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه} 53
قرأ حمزة والكسائيّ {غير ناظرين إناه} بالإمالة وحجتهما أنه من ذوات الياء من أنى يأني إذا انتهى نضجه والهاء كناية عن الطّعام وقرأ الباقون بالتفخيم لأن الياء قد انقلبت ألفا والأصل إنيه فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها و{غير ناظرين} نصب على الحال أي غير منتظرين نضجه). [حجة القراءات: 579]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} [آية/ 53] بالإمالة:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الألف من {إِنَاهُ} منقلبة على الياء؛ بدلالة قولهم من المصدر:
إنيٌ وإنىً مثل حسيٍ وحسىً، والفعل منه أنى يأني، فلانقلابها عن الياء حسنت فيها الإمالة.
وأما نافع فإنه يُضجعها قليلًا على عادته في أنه كره أن يعود إلى ما منه هرب، وهو الياء، ففزع إلى الإضجاع.
وقرأ الباقون {إِنَاهُ} بالفتح.
[الموضح: 1039]
والوجه أنه هو الأصل، وكثيرٌ من العرب لا يأخذون بمذهب الإمالة). [الموضح: 1040]

قوله تعالى: {إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)}
قوله تعالى: {لَّا جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَلَا أَبْنَائِهِنَّ وَلَا إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء إِخْوَانِهِنَّ وَلَا أَبْنَاء أَخَوَاتِهِنَّ وَلَا نِسَائِهِنَّ وَلَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ وَاتَّقِينَ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا (55)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:17 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة