العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:18 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (35) إلى الآية (40) ]
{وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35) فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39) وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}


قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا (35)}
قوله تعالى: {فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا (36)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي بن أبي طالب "كرم الله وجهه" ومسلمة بن محارب: [فَدَمِّرانِّهمْ تدْمِيرًا]. حكى أبو عمرو عن علي أنه قرأ: [فَدَمِرْناهم]، بكسر الميم مخففة، وحكى عنه أيضا: [فَدَمِّرا بهم]، بالباء على وجه الأمر.
قال أبو الفتح: الذي رويناه عن أبي حاتم أنه حكاها قراءة غيرَ معزُوَّة إلى أحد: [فَدَمِّرانِّهمْ تدْمِيرًا]، وقال: كأنه أمر موسى وهارون عليهما السلام أن يدمّراهم.
[المحتسب: 2/122]
قال أبو الفتح: ألحقَ نون التوكيد ألف التثنية، كما تقول: اضربانَّ زيدا، ولا تقتلانَّ جعفرا). [المحتسب: 2/123]

قوله تعالى: {وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37)}
قوله تعالى: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38)}
قوله تعالى: {وَكُلًّا ضَرَبْنَا لَهُ الْأَمْثَالَ وَكُلًّا تَبَّرْنَا تَتْبِيرًا (39)}
قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ نُشُورًا (40)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:20 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (41) إلى الآية (44) ]
{وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41) إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42) أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) }


قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا (41)}
قوله تعالى: {إِنْ كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آَلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلًا (42)}
قوله تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج: [مَنِ اتَّخَذَ إِلَاهَةً هَوَاهُ].
قال أبو الفتح: ذكر أبو حاتم أنها قراءة لبعض أهل مكة، ولم ينص على أحد. والإلاهةُ: الشمس، ويقال: إلاهةُ بالضم غير مصروفة، روينا عن أبي علي:
تَرَوَّحْنا مِنَ اللَّعْبَاء قَصْرًا ... فَأَعجَلْنا الإلاهة أنْ تَئُوبا
ويروى: فأعجلنا إلاهة، فتكون إلاهة هذه المقروءة منزوعا عنها حرف التعريف الذي في الإلاهة، فتنكرت، فانصرفت.
فأما قراءة من قرأ: [وَيَذَرَكَ وَإلِاهَتَكَ] فمعناه: وعبادتك، كذا قالوا عنه. وقد يجوز أن يكون أراد: إلاهة هذه المقروءة، فأضافها إليه لعبادته لها، فيكون كقوله: وَيَذَرَكَ وَشَمْسَكَ، أي الشمس التي تعبدها). [المحتسب: 2/123]

قوله تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:50 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (45) إلى الآية (50) ]

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45) ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47) وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48) لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49) وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50) }


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45)}
قوله تعالى: { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا (48)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله تعالى: {يرسل الرياح بشرًا} [48].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/122]
قد ذكرت العلل والقراءة في (البقرة) و(الأعراف) بما أغني عن الإعادة ها هنا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (عبيد عن هارون عن أبي عمرو: (نشرا) و (نشرا) [الفرقان/ 48] بالتثقيل والتخفيف عاصم: بشرا بالباء ساكنة الشين والباء مضمومة. وقرأ نافع وأبو عمرو وابن كثير (نشرا) بضم النون والشين- وقرأ حمزة والكسائي: (نشرا) بفتح النون وسكون الشين.
[الحجة للقراء السبعة: 5/344]
(وهو الذي يرسل الرياح نشرا)، [الفرقان/ 48] فنشرا جمع ريح نشور، فالتخفيف في نشر، على قول من قال في كتب:
كتب، والتثقيل على قول من جاء به على الأصل، ولم يخفّف، ومعنى النشور: التي تحيا، من نشر الميّت. كأنّها تثير الغيم فيمطر فتجيء به البلاد الميتة، ويدلّ على وصفها بالحياة قول المرّار:
وهبت له ريح الجنوب وأحييت... له ريدة يحيي المياه نسيمها
وقول عاصم: بشرا بالباء كأنّها جمع ريح (بشور) أي تبشّر بالغياث في قوله: الرياح مبشرات أي: مبشرات بالغيث المحيي البلاد، وبشرا قد مرّ. وقول حمزة والكسائي: (نشرا) نشرا: مصدر واقع موقع الحال، تقديره: يرسل الرّياح حياة، أي: تحيا بها البلاد الميتة). [الحجة للقراء السبعة: 5/345]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن السميفع: [الرِّيَاحَ بُشْرَى]، مثل حبلى.
قال أبو الفتح: [بُشْرَى]، مصدر وقع موقع الحال، أي: مُبَشِّرَةً، فهو كقولهم: جاء زيد ركضا، أي: راكضا. وهلم جرا، أي جارا أو منجرا. ومنه قول الله تعالى: {ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا}، أي: ساعيات. ومثله قوله:
[المحتسب: 2/123]
فأقبلْتُ زَحْفًا علَى الركبَتَيْنِ ... فَثَوْبًا نَسِيتُ وَثَوْبًا أَجُرُّ
أي: أقبلت زاحفا وما أكثر نظائره! ). [المحتسب: 2/124]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ( (وهو الّذي أرسل الرّيح بشرا بين يدي رحمته 48)
قرأ ابن كثير (وهو الّذي يرسل الرّيح) بغير ألف وقرأ الباقون بالألف وقد ذكرنا الحجّة في سورة البقرة نشرا أيضا قد ذكرنا القراءات والحجج في الأعراف). [حجة القراءات: 511]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {أَرْسَلَ الرِّيحَ} [آية/ 48] على الوحدة:
قرأها ابن كثير وحده.
وقرأ الباقون {الرِّيَاحَ} على الجمع.
والوجه فيهما قد تقدم). [الموضح: 930]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {بُشْرًا} [آية/ 48] بالباء مضمومةً، والشين ساكنةً:
قرأها عاصم وحده.
وقرأ ابن عامر {نُشْرًا} بالنون مضمومةً، والشين ساكنةً.
وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب {نُشُرًا} بضم النون والشين جميعًا.
وقرأ حمزة والكسائي {نَشْرًا} بفتح النون وسكون الشين.
وقد سبق الكلام على هذه الكلمة في سورة الأعراف). [الموضح: 930]

قوله تعالى: {لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا (49)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفُورًا (50)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {ولقد صرفناه بينهم ليذكروا} [50].
قرأ حمزة والكسائي {ليذكروا} خفيفًا.
وقرأ الباقون {ليذكروا} مشددًا، أرادوا: ليتذكروا فأدغموا، وهو الاختيار؛ لأن التذكر والإدكار في معنى الاتعاظ وليس الذكر كذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة والكسائي (ولقد صرفناه بينهم ليذكروا) [الفرقان/ 50] خفيفة ساكنة الذّال، وقرأ الباقون: ليذكروا مشدّدة الذال.
قال أبو علي: (ليذكروا) أي: ليتفكّروا في قدرة الله تعالى، وموضع نعمته عليهم: بما أحيا به بلادهم من الغيث. وقول حمزة:
[الحجة للقراء السبعة: 5/345]
يذكر في معنى يتذكر وقد جاء إنها تذكرة، فمن شاء ذكره، [عبس/ 11/ 12] وهما بمعنى، إلّا أنّ التفعل في التذكر والنظر أكثر، ويدلّك على أنّهما بمعنى قوله تعالى: خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه [البقرة/ 63] وزعموا أن في حرف عبد الله: (وتذكّروا ما فيه) ). [الحجة للقراء السبعة: 5/346]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولقد صرفناه بينهم ليذكروا}
قرأ حمزة والكسائيّ {ليذكروا} ساكنة الذّال من ذكر يذكر أي ليذكروا نعم الله عليهم
وقرأ الباقون {ليذكروا} بالتّشديد أرادوا ليتذكروا فأدغموا التّاء في الذّال والمعنى ليتعظوا). [حجة القراءات: 511]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {لِيَذْكُرُوا} [آية/ 50] بسكون الذال وضم الكاف مخففة:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه مضارع ذكر يذكر بمعنى تذكَّر وهو من معنى التدبر، قال الله تعالى {كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ} أي تذكّره.
[الموضح: 930]
وقرأ الباقون {لِيَذَّكَّرُوا} بفتح الذال والكاف مشددة.
والوجه أن أصله ليتذكروا، فأُدغمت التاء في الذال، والمعنى ليتفكروا ويتدبروا، والتذكر أصلٌ في معنى التفكر والتدبر، وهو تكلف الذكر، والذكر يأتي بمعناه، قال الله تعالى {خُذُوا مَا آَتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ} أي تدبروا. وقد مضى الكلام فيه). [الموضح: 931]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:51 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان
[ من الآية (51) إلى الآية (55) ]
{ وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51) فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52) وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55) }

قوله تعالى: {وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (51)}
قوله تعالى: {فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (52)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن مصرف: [وَهَذَا مَلْحٌ أُجَاجٌ].
قال أبو الفتح: قال أبو حاتم: هذا منكر في القراءة، فقوله: هو منكر في القراءة يجوز أن يريد به أنه لم يُسمع في اللغة، وإن كان سُمِعَ فقليلٌ وخبيث، ويجوز أن يكون ذهب فيه إلى أنه أراد مالح، فحذف الألف تخفيفا كما ذكرنا قبل من قوله:
إلا عَرَادًا عَرِدَا ... وصلِّيَانًا بَرِدَا
وهو يريد عارِدا وبارِدا، وقد تقدم القول على هذا. وعلى أن "مالحا" ليست فصيحة صريحة؛ لأن الأقوى في ذلك: ماءٌ ملحٌ. ومثله من الأوصاف على فِعْل: نِضْوٌ، ونِقْضٌ، وهِرْطٌ، وحِلْفٌ. وقد أجاز ابن الأعرابي مالح، وأنشد:
وأنِّي لا أعِيجُ بِمَالِحٍ
وأنشدوا أيضا فيه:
بَصْرِيّةٌ تزوجَتْ بَصْرِيّا ... يطعمُها المالحَ والطريّا
[المحتسب: 2/124]
وفيما قرئ على أحمد بن يحيى فاعترف بصحته: سمَك مالح، وماءٌ مالح. وإنما يقال: سمَك مملوح ومليح، هذا أفصح الكلام، والأول يقال). [المحتسب: 2/125]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (54)}
قوله تعالى: {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَى رَبِّهِ ظَهِيرًا (55)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:53 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان
[ من الآية (56) إلى الآية (60) ]
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56) قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58) الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)}

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (56)}
قوله تعالى: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (57)}
قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا (58)}
قوله تعالى: {الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا (59)}
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا (60)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أنسجد لما تأمرنا (60)
قرأ حمزة والكسائي (لما يأمرنا) بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
قال أبو منصور: من قرأ (أنسجد لما يأمرنا) بالياء فمعناه: أن الكفار قالوا: أنسجد لما يأمرنا محمد؟ ومعنى استفهامهم الإنكار، أي: لا نسجد للّه وحده دون الشركاء.
ويجوز أن يكون (ما) بمعنى (من).
ومن قرأ (أنسجد لما تأمرنا) فهو خطاب من الكفار للنبي - صلى الله عليه وسلم - أي: لا نسجد لما تأمرنا أن نسجد له وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/217]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- وقوله تعالى: {أنسجد لما تأمرنا} [60].
قرأ حمزة والكسائي بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء، فمن قرأ بالتاء جعل الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم، ومن قرأ بالياء أراد: بمسيلمة الكذاب وذلك أنه سمى نفسه الرحمن فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إنا لا نعرف الرحمن إلا نبي اليمامة. فأنزل الله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعو فله الأسماء الحسنى} وقال آخرون: التقدير المصدر: أي السجد لأمرك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (واختلفوا في الياء والتاء من قوله تعالى: لما تأمرنا [الفرقان/ 60]. فقرأ حمزة والكسائي: (لما يأمرنا) بالياء وقرأ الباقون: تأمرنا بالتاء.
قال أبو علي: قوله تعالى: أنسجد لما تأمرنا [الفرقان/ 60] كأنّهم تلقّوا أمر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بالرّدّ، وزادهم أمره عليه السلام إياهم بالسجود نفورا عمّا أمروا به في ذلك. ومن قرأ بالياء فالمعنى: أنسجد لما يأمرنا محمد [صلّى الله عليه وآله وسلّم] بالسجود له على وجه الإنكار منهم لذلك، ولا يكون على: أنسجد لما يأمرنا الرحمن بالسجود له، لأنّهم أنكروا الرحمن تعالى بقولهم: وما الرّحمن؟ فإنّما المعنى: أنسجد لما يأمرنا محمد [صلّى الله عليه وآله وسلّم] بالسجود له). [الحجة للقراء السبعة: 5/346]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرّحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا}
قرأ حمزة والكسائيّ (لما يأمرنا) بالياء وحجتهما أن التّفسير
[حجة القراءات: 511]
ورد بأن مسيلمة الكذّاب كان تسمى بالرحمن فلمّا قيل لهم {اسجدوا للرحمن} قالوا حينئذٍ أنسجد لما يأمرنا رحمن اليمامة تكبرا منهم واستهزاء فأنزل الله جلّ وعز من قيلهم هذه الآية وقد يجوز أن يقولوا له وما الرّحمن ثمّ يقول بعضهم لبعض أنسجد لما يأمرنا محمّد بالسّجود له على وجه الإنكار منهم لذلك ويجوز أيضا أن يعني أنهم قالوا لا نصدقك فنسجد لما تزعم أنه يأمرنا بذلك
وقرأ الباقون لما تأمرنا بالتّاء جعلوا الخطاب للنّبي صلى الله عليه وسلم أي أنسجد لما تأمرنا كأنّهم خاطبوه بالرّدّ {وزادهم نفورا} أي وزادهم أمره إيّاهم بالسّجود نفورا عمّا أمروا به). [حجة القراءات: 512]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {لما تأمرنا} قرأه حمزة والكسائي بالياء، على الإخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم على وجه الإنكار منهم أن يسجدوا لما يأمرهم به محمد، وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب منهم للنبي عليه السلام، لأنهم أنكروا أمره لهم بالسجود لله، فقالوا: أنسجد لما تأمرنا يا محمد، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/146]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {لِمَا يَأْمُرُنَا} [آية/ 60] بالياء:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه على لفظ الغيبة إخبارًا عن النبي صلى الله عليه (وسلم)، والمعنى: أنسجد لما يـأمرنا محمدٌ بالسجود له؟ على وجه الإنكار منهم لذلك.
وقرأ الباقون {لِمَا تَأْمُرُنَا} بالتاء.
والوجه أنه على خطاب النبي صلى الله عليه (وسلم)، والمعنى: أنسجد لما تأمرنا أنت يا محمد بالسجود له؟ كـأنهم أنكروا أن يمتثلوا أمره فتلقوه بالرد، وزادهم أمره إياهم نفورًا). [الموضح: 931]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 06:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (61) إلى الآية (67) ]
{تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62) وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) }


قوله تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا (61)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {سراجًا وقمرًا منيرًا} [61].
قرأ حمزة والكسائي: {سرجًا} بالجمع.
وقرأ الباقون {سراجاً} بالتوحيد، فمن وحد أراد بالسراج: الشمس، كما قال تعالى: {وجعل الشمس سرجًا} بالتوحيد، ومن جمع جاز أن يريد المصابيح من النجوم وهي المضيئة العظام الدراري. ويجوز أن يكون أراد النجوم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/123]
الكبار مع الشمس والقر، واتفقوا على {وقمرًا} إلا الحسن فإنه قرأ {وقمر منيرًا} فيجوز أن يكون جعله جمعا، ويجوز أن يكون لغتين مثل ولد وولد. والقمر: جمعه الذي لا تعرف العرب غيره أقمار، أنشدني ابن عرفة:
دع الأقمار تخبوا أو تنير = لنا بدر تقر له البدور
وتصغيره: قمير، ويقال للقمر: هلال وزيرقان وبدر. والسواد الذي في القمر: المحو. وضوء القمر: الضحت. وظل القمر: السمر. وليلة عفراء: ليلة ثلاث عشرة. والساهرون: غلاف القمر. والدارة التي حول القمر: الهالة. وقد حجر القمر: إذا استدار. وليلة قمراء ومقمرة وبيضاء وأضحيان: بمعنى واحدة. والليلة المقمرة يقال لها: ابن نمير. والليلة المظلمة فحمة بن جمير). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/124]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في كسر السين وإثبات الألف وضمها وإسقاط الألف
[الحجة للقراء السبعة: 5/346]
من قوله تعالى: سراجا [الفرقان/ 61] فقرأ حمزة والكسائي: (سرجا) بضم السين وضم الراء وإسقاط الألف. وقرأ الباقون: سراجا بكسر السين وإثبات الألف.
قال أبو علي: حجّة قوله: سراجا والإفراد قوله تعالى: وجعل فيها سراجا وقمرا [الفرقان/ 61] وحجّة حمزة والكسائي: (سرجا)، قوله تعالى: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح [الملك/ 5] فشبّهت الكواكب بالمصابيح، كما شبّهت المصابيح بالكواكب في قوله تعالى: الزجاجة كأنها كوكب دري [النور/ 35] وإنّما المعنى: مصباح الزجاجة كأنّه كوكب درّيّ، وكذلك قول الشاعر:
سموت إليها والنجوم كأنّها... مصابيح رهبان تشبّ لقفّال
فإن قلت: كيف يجوز أن تكون المصابيح زينة مع قوله تعالى: وجعلناها رجوما للشياطين [الملك/ 5] فالقول: إنّها إذا جعلت رجوما لهم لم تزل فتزول زينتها بزوالها، ولكن يجوز أن ينفصل منها نور يكون رجما للشياطين كما ينفصل من السّرج، وسائر ذوات الأنوار ما لا يزول بانفصاله منها صورتها كما لا تزول صورة ما ذكرنا). [الحجة للقراء السبعة: 5/347]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({تبارك الّذي جعل في السّماء بروجا وجعل فيها سراجًا وقمرا منيرا}
قرأ حمزة والكسائيّ (وجعل فيها سرجا) على الجمع وقرأ الباقون {سراجًا} على التّوحيد أرادوا الشّمس وحجتهم {وجعل الشّمس سراجًا} بالتّوحيد فردّوا ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه والهاء في {فيها} عائدة على السّماء وأرادوا بالبروج النّجوم الكبار ويجوز أن تكون الهاء عائدة على البروج فيكون حينئذٍ السراج يؤدّي عن معنى الجمع كما قال {يخرجكم طفلا} ويكون التّقدير وجعل في البروج سراجًا فيؤدّي السراج عن معنى الجمع ومن قرأ سرجا الشّمس والقمر والكواكب العظام معها والهاء في {فيها}
[حجة القراءات: 512]
عائدة على البروج ويكون تقدير الكلام جعل في البروج سرجا وقمرا منيرا وإذا وجهت القراءة على هذا الوجه أخذت المعنيين الجمع والتوحيد لأن البروج منازل الشّمس والقمر والنجوم فهي كلها في البروج والشّمس داخلة معها). [حجة القراءات: 513]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (8- قوله: {سراجا} قرأه حمزة والكسائي بالجمع على إرادة الكواكب؛ لأن كل كوكب سراج، وهي تطلع من القمر، فذكرها كما ذكر القمر، وأخبر عنها بالجمع لكثرة الكواكب، والقمر والكواكب من آيات الله، وقد قال: {زينا السماء الدنيا بمصابيح} «فصلت 12» يعني الكواكب، والمصابيح هي السروج، وقرأ الباقون بالتوحيد على إرادة الشمس، لأن القمر إذا ذكر في أكثر المواضع ذكرت الشمس معه، فحمل هذا على الأكثر أولى، وأيضًا فقد ذكر النجوم في قوله: {جعل في السماء بروجا} فهي النجوم والكواكب، فلم يحتج إلى تكرير ذلك في قوله: {سراجا}، وهو الاختيار؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/146]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {سُرُجًا} [آية/ 61] بضم السين والراء من غير ألف على الجمع:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه جمع سراج، وأراد به الكواكب، فشبهها بالسرج، كما قال الله تعالى {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ}.
وقرأ الباقون {سِرَاجًا} بالألف على الوحدة.
والوجه أنه أراد بالسراج: الشمس، فوحده لذلك، وجعل الشمس سراجًا على التشبيه كما قال سبحانه {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}). [الموضح: 932]

قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)}
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة وحده: (لمن أراد أن يذكر) [الفرقان/ 62] خفيفة الذال مضمومة الكاف، وقرأ الباقون: يذكر مشددة الذال.
[قال أبو علي]: المعنى في قراءة حمزة: أن (يذكر): يتذكر، وقد تقدّم ذكر ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/348]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وهو الّذي جعل اللّيل والنّهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا}
قرأ حمزة {لمن أراد أن يذكر} بإسكان الذّال وضم الكاف أي لمن أراد الذّكر قال الفراء يذكر ويتذكر بمعنى واحد يقال ذكرت حاجتك وتذكرتها وفي التّنزيل {إنّه تذكرة فمن شاء ذكره}
وقرأ الباقون {يذكر} بالتّشديد أي يتعظ ويتفكر ويعتبر في اختلافهما والأصل يتذكّر ثمّ أدغموا التّاء في الذّال وحجتهم قوله {إنّما يتذكّر أولوا الألباب} ). [حجة القراءات: 513]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {أن يذكر} قرأه حمزة وحده بالتخفيف، وضم الكاف، على معنى: الذكر لله، وقرأ الباقون بالتشديد وفتح الكاف على معنى: التذكر والتدبر والاعتبار مرة بعد مرة، وهو الاختيار، وقد تقدم ذكر «الريح، وثمود»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/147]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {أَرَادَ أَنْ يَذْكُرَ} [آية/ 62] بسكون الذال وضم الكاف مخففة:
قرأها حمزة وحده.
وقرأ الباقون {يَذَّكَّرَ} بفتح الذال والكاف مشددتين.
وقد تقدم القول في وجههما). [الموضح: 932]

قوله تعالى: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)}
قوله تعالى: {إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لم يسرفوا ولم يقتروا (67)
[معاني القراءات وعللها: 2/217]
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو والحضرمي (لم يقتروا) بفتح الياء وكسر التاء.
وقرأ نافع وابن عامر (لم يقتروا) وكذلك روى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم.
وقرأ الكوفيون (لم يقتروا) بفتح الياء وضم التاء.
قال أبو منصور: وهي كلها لغات جائزة، قتر يقتر، ويقتر، وأقتر، يقتر إذا قتّر النفقة ولم يوسعها، وقتر وقتّر وأقتر إذا ضيّق النفقة، والمعنى: أن الله - عزّ وجلّ - وصفهم بأنهم ينفقون نفقة قصدًا لا إسراف فيه حتى يضطروا إلى تكفف الناس، ولا يضيقونها تضييقًا يضرّ بهم وبمن يعولون). [معاني القراءات وعللها: 2/218]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {لم يسرفوا ولم يقتروا} [67].
فيه ثلاث قراءات:
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {ولم يقتروا} من قتر يقتر مثل ضرب يضرب.
وقرأ وابن عامر: {يقتروا} من اقتر يقتر.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/124]
وقرأ الباقون: {ولم يقتروا} بضم التاء من قتر يقتر فالأول مثل ضرب يضرب. والثاني مثل أكرم يكرم. والثالث مثل قتل يقتل. ولو قرئ: ولم يقتروا بالتشديد- جاز لأن كل ما جاز فيه فعل وأفعل صلح أن تعرض عليه يفعل، قال الشاعر حجة لنافع في الإقتار:
تالله لولا صبية صغار
كأنما وجهوههم أقمار
تضمهم من العتيك دار
أخاف أن يمسهم إقتار
أو لاطم بكفه أسوار
لما رآني ملك جبار
ببابه ما وضح النهار
واختلف الناس في السرف في النفقة، فقال قوم: الإسراف: كل ما أنفق في غير طاعة الله كقولة: {إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين} وقال على رضي الله عنه: «ليس في المأكول والمشروب سرف وإن كان كثيرا».
وقال الآخرون: الإسراف في الحلال فقط؛ لأن الحرام لا يجوز منه الذرة
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/125]
فما فوقها، واحتجوا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أن جارية أتته وهو في منزله عليه السلام فقالت: إن أمي تقرأ عليك السلام يا رسول الله وتقول: أعطنا مما رزقك الله، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته فلم يجد شيئًا، فقال: قولي لها: ليس عندنا شيء قالت: فإنها تقول لك: فأعطنا قميصك حتى نبيعه، فنزع رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه وجلس في البيت عريانًا. فأنزل الله تعالى: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملومًا محسورًا} فأمره الله تعالى بالاقتصاد، وأن ينفق من فضل، وأخذ بأدب الله ثم أتته سائلة أخرى ففعل بها مثل ذلك فأنزل الله تعالى: {وإنك لعي خلق عظيم}»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/126]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضم الياء وكسر التاء وفتح الياء وضم التاء من قوله تعالى: ولم يقتروا [الفرقان/ 67]. فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (ولم يقتروا) مفتوحة الياء مكسورة التاء. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: يقتروا بفتح الياء وضم التاء، وقرأ نافع وابن عامر: (يقتروا): بضم الياء وكسر التاء، روى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم بضم الياء وكسر التاء مثله.
قال أبو علي: يقال: أقتر يقتر، خلاف أيسر، وفي التنزيل على الموسع قدره وعلى المقتر قدره [البقرة/ 236] وقال الشاعر:
لكم مسجدا الله المزوران والحصا... لكم قبصه من بين أثرى وأقترا
[الحجة للقراء السبعة: 5/348]
تقديره: من بين رجل أثرى ورجل أقتر، فأقام الصفة مقام الموصوف. وفي التنزيل: ومن أهل المدينة مردوا على النفاق [التوبة/ 101] فيجوز أن يكون على قبيل مردوا على النفاق مثل قوله تعالى: ومن آياته يريكم البرق [الروم/ 24] فأما قتر يقتر ويقتر فمثل: فسق يفسق ويفسق، وعكف يعكف ويعكف، وحشر يحشر ويحشر، فمعنى لم يسرقوا: لم يخرجوا من إنفاقهم من السّطة والاقتصاد، [ومنه:
وقد وسطت مالكا.
من التوسط بين الشيئين] ولم يقتروا: لم يمسكوا ولم ينقصوا عن الاقتصاد كما قال: ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا [الإسراء/ 29].
فأمّا من ضمّ فقال: (لم يقتروا) فكأنّه أراد: لم يفتقروا في إنفاقهم، لأنّ المسرف مشف على الافتقار لسرفه في إنفاقه. فأمّا من قال: (لم يقتروا) أو لم يقتروا فمعناه: لم يضيّقوا في الإنفاق فيقصّروا عن التوسط، فمن كان في هذا الظرف فهو مذموم، كما أنّ من جاوز الاقتصاد كان كذلك، ويبين هذا قوله: وكان بين ذلك قواما [الفرقان/ 67] أي كان إنفاقهم بين ذلك لا إسرافا يدخل به في حدّ التبذير، ولا تضييقا يصير به في حدّ المانع لما يجب). [الحجة للقراء السبعة: 5/349]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة حسان بن عبد الرحمن صاحب عائشة رضي الله عنه، وهو الذي يروى عنه قتادة: [وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قِوَامًا].
قال أبو الفتح: القَوَامُ، بفتح القاف: الاعتدال في الأمر، ومنه قولهم: جارية حسنة القوام: إذا كانت معتدلة الطول والخلق. وأما "القِوَام" بكسر القاف فإنه ملاك الأمر وعصامه، يقال: مِلَاك أمرك وقِوَامه أن تتقي الله في سرك وعلانيتك، فكذلك قوله: [كَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قِوَامًا]، أي: مِلاكا للأمر ونظاما وعصاما.
ولو اقتُصر فيه على قوله: [وكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ] لكان كافيا؛ لأنه كان بين الإسراف والتقتير فإنه قصد ونظام للأمر؛ "فَقِوَام" إذًا تأكيد وجارٍ مجرى الصفة، أي: توسطا مقيما للحال وناظما. ومعلوم أنه إذا كان متوسطا فإنه قوام ومساك، وأقل ما فيه أن يكون صفة مؤكدة، كقوله: {وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى}، فالأخرى توكيد كما ترى). [المحتسب: 2/125]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والّذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا}
قرأ نافع وابن عامر {ولم يقتروا} بضم الياء وكسر التّاء من أقتر يقتر مثل أكرم يكرم وحجتهما قوله {وعلى المقتر قدره}
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو {يقتروا} بفتح الياء وكسر التّاء
[حجة القراءات: 513]
وقرأ أهل الكوفة {يقتروا} بضم التّاء من قتر يقتر وهما لغتان تقول قتر يقتر ويقتر مثل عرش يعرش ويعرش وعكف يعكف ويعكف وحجتهم قوله وكان الإنسان قتورا). [حجة القراءات: 514]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (10- قوله: {ولم يقتروا} قرأه نافع وابن عامر بضم الياء وكسر التاء، جعلاه من «أقتر الرجل» إذا أقتر، دليله: {وعلى المقتر قدره} «البقرة 236» فالمقتر من «أقتر» وقرأ أبو عمرو وابن كثير بفتح الياء وكسر التاء، وكذلك قرأ الباقون غير أنهم ضموا التاء، وهاتان القراءتان لغتان في الثلاثي منه، يقال: قتر يقتِر ويقتُر، كعكف يعكِف ويعكُف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/147]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {وَلَمْ يُقْتِرُوا} [آية/ 67] بضم الياء وكسر التاء:
قرأها نافع وابن عامر.
والوجه أنه من أقتر يُقتر إذا افتقر، قال الله تعالى {عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ} والمعنى: لم يُقتروا في إنفاقهم؛ لأن المسرف في
[الموضح: 932]
الإنفاق مُشفٍ على الافتقار.
وقال بعض أهل اللغة أقتر في النفقة مثل قتر، والإقتار والتقتير واحدٌ، وهو التضييق في النفقة، فعلى هذا يكون مثل قراءة من قرأ بفتح الياء.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب {يَقْتِرُوا} بفتح الياء وكسر التاء.
وقرأ الكوفيون {يَقْتُرُوا} بفتح الياء وضم التاء.
والوجه أن قتر مضارعه يقتُر ويقتِر بضم التاء وكسرها، مثل فسَقَ يَفسُق ويفسِق وعكف يعكُف ويعكِف، والمعنى لم يضيقوا في الإنفاق، والقتر والتقتير تقليل النفقة وتضييقها، وهو من قُتْرة الصائد، وهو الحفرة الضيقة التي يستتر فيها). [الموضح: 933]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:42 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[ من الآية (68) إلى الآية (71) ]
{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) }


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا} 68 و69
قرأ ابن كثير (يضعف له العذاب) بالتّشديد والجزم
وقرأ ابن عامر (يضعف) بالتّشديد والرّفع {ويخلد} بالرّفع أيضا
وقرأ أبو بكر {يضاعف} بالرّفع والألف {ويخلد} بالرّفع
وقرأ الباقون {يضاعف} {ويخلد} بالألف والجزم فيهما
فمن جزم جعله بدلا من جواب الشّرط والشّرط قوله {ومن يفعل ذلك} جوابه {يلق} وعلامة الجزم فيه سقوط الألف و{يضاعف} بدل من يلق و{ويخلد} نسق عليه قال الزّجاج وتأويل الأثام تأويل المجازاة على الشّيء قال أبو عمرو الشّيبانيّ يقال لقد لقي أثام ذلك أي جزاء ذلك وسيبويه والخليل يذهبان إلى أن معناه يلقى جزاء الأثام ومثله {مشفقين ممّا كسبوا} قال أبو عبيدة {يلق أثاما} أي عقوبة أي عقوبته
ومن رفع فقد استغنى الكلام وتمّ جواب الشّرط فاستأنف على تأويل تفسير يلق أثاما كأن قائلا قال ما لقي الآثم
[حجة القراءات: 514]
فقيل يضاعف للآثم العذاب ويخلد نسق عليه و(يضعف) جيد تقول ضاعفت الشّيء وضعفته). [حجة القراءات: 515] (م)

قوله تعالى: {يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانًا (69)
قرأ ابن عامر (يضعف... ويخلد) بالرفع فيهما أيضًا.
وقرأ الباقون: (يضاعف... ويخلد) بالجزم فيهما.
قال أبو منصور: يقال: ضعّفت له الشيء، وضاعفته، بمعنى واحد،
كقولك: باعدته وبعدّته، وصعّر خذه وصاعره.
من جزم قوله (يضاعف... ويخلد) فعلى أنه جواب للشرط.
ومن قرأ (يضاعف... ويخلد) رفعًا
فعلى أنهما تفسير لقوله: (يلق أثامًا)، كأن قائلاً قال: ما يلق أثاما؟
فقيل: يضاعف
[معاني القراءات وعللها: 2/218]
للإثم العذاب.
وهذا قول أبي إسحاق النحوي.
وقال سيبويه: من جزم (يضاعف) فلأنّ مضاعفة العذاب لقيّ الأثام
وكذلك جزمت.
وقال الفراء: كل مجزوم فسرته ولم يكن فعلاً لما قبله فالوجه فيه الجزم، وما كان فعلاً لما قبله فالوجه فيه الرفع.
قال: والمفسّر للمجزوم ها هنا (ومن يفعل ذلك يلق أثامًا)
ثم فسر الأثام فقال: (يضاعف له العذاب) بالجزم.
قال: ومثله في الكلام: إن تكلمني توصني بالخير والبرّ أقبل منك، بالجزم، ألا ترى أنك فسرت الكلام بالبرّ ولم يكن فعلا له فلذلك جزمت؟.
ولو كان الثاني فعلاً للأول لرفعته كقولك: إن تأتنا تطلب الخير تجده.
ألا ترى أن (تطلب) فعل للإئيان، كقولك وإن تأتنا طالبًا للخير تجده - وأنشد قول الحطيئة:
متى تأته تعشوا إلى ضوء ناره... تجد خير نارٍ عندها خير موقد
فرفع (تعشوا)؛ لأنه أراد: متى تأته عاشيًا.
قال الفراء: ورفع عاصم (يضاعف له العذاب) على الاستئناف، كما تقول: إن تأتنا نكرمك نعطيك كلّ ما تريد، لا على الجزاء.
ولكن على الاستئناف.
[معاني القراءات وعللها: 2/219]
واتفق القراء على (يخلد) بفتح الياء وضم اللام). [معاني القراءات وعللها: 2/220]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فيه مهانًا (69)
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم: (فيه مهانًا) بياء في اللفظ.
وقرأ الباقون (فيه مهانًا) مختلسًا.
قال الأزهري: هما لغتان، وقد مرّ تفسيرهما). [معاني القراءات وعللها: 2/220]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {يضاعف له العذاب} [69].
قرأ ابن كثير: {يضعف} بالتشديد والجزم.
وقرأ ابن عامر: {يضعف} بالرفع والتشديد.
وقرأ عاصم برواية أبي بكر: {يضعف} بالرفع والألف.
وقرأ الباقون: {يضعف} بالجزم والألف، وقد ذكرت عله التخفيف والتشديد في (البقرة) وإنما أذكر عله الرفع والجزم ها هنا فمن جزم جعله بدلاً من جواب الشرط؛ لأن الشرط {ومن يفعل ذلك} وجوابه {يلق أثامًا} فـ{يلق} جزم، لأنه جواب الشرط، وسقط الألف من آخره علامة للجزم، و{يضعف} بدل من {يلق} و{يخلد} نسق عليه. ومن رفع فقد
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/126]
استغني بالكلام وتم جواب الشرط فاستأنف {يضعف}.
وقال آخرون: إذا جئت بعد جواب الشرط بأجوبة كنت مخيرًا فيها إن شئت استأنفت، وإن شئت أبدلت، وإن شئت عطفت إذا كان بالواو والفاء، وإن شئت نصبت على الظرف في قول الكوفيين، وبإضمار «إن» في قول البصريين، ولو قرأ قارئ {ويخلد فيه مهانًا} بالنصب لكان صوابًا في العربية، ولا أعلم أن أحدًا قرأ به، غير أن الرفع والجزم مقروآن فالرفع {ويخلد} عن عاصم وابن عامر والجزم عن الباقين.
وفيها قراءة ثالثة: روى حسين الجعفي عن أبي عمرو {ويخلد} بضم الياء وفتح اللام على ما لم يسم فاعله.
قال ابن مجاهد: وهو غلط). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/127]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {فيها مهانا} [69].
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم {فيهي مهانا} يصلان الهاء بياء.
والباقون: {فيه مهانًا} يختلسون كسرة الهاء وقد ذكرت عله ذلك في أو (البقرة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/127]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله تعالى: يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد [الفرقان/ 69] فقرأ ابن كثير: (يضعّف- ويخلد فيه) جزما و (يضعّف) مشددة العين بغير ألف. وقرأ عاصم
في رواية أبي بكر وابن عامر بالرفع فيهما: يضاعف له العذاب. ويخلد غير أن ابن عامر قرأ بغير ألف وشدّد العين [وقرأ] حفص عن عاصم: ويخلد جزما مثل أبي عمرو. وقرأ حفص عن عاصم: (فيهي مهانا) يصل الهاء بياء وكذلك ابن كثير. وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي:
يضاعف له ويخلد [الفرقان/ 69] جزما، والياء من يخلد مفتوحة.
وروى حسين الجعفي عن أبي عمرو (ويخلد) بضم الياء وفتح اللام وهو غلط.
[قال أبو علي]: من قال: يضاعف له ويخلد جعل قوله:
يضاعف، بدلا من الفعل الذي هو جزاء الشرط، وهو قوله: يلق أثاما [الفرقان/ 69] وذلك أن تضعيف العذاب لقي جزاء الآثام في المعنى، فلمّا كان إيّاه أبدله منه، كما أنّ البيعة لما كان ضربا من الأخذ أبدل الأخذ منها في قوله:
إنّ عليّ الله أن تبايعا... تؤخذ كرها أو تجيء طائعا
[الحجة للقراء السبعة: 5/350]
ومثل ذلك في البدل من جزاء الشرط قوله:
إن يجبنوا أو يغدروا... أو يبخلوا لا يحفلوا
يغدوا عليك مرجّلي... ن كأنّهم لم يفعلوا
فغدوهم مرجّلين في المعنى، ترك للاحتفال، فهذا مثل إبدال يضاعف من يلق أثاما. وقد أبدل من الشرط كما أبدل من جزائه وذلك قوله:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا... تجد حطبا جزلا ونارا تأجّجا
فأبدل تلمم من تأتنا، لأنّ الإلمام إتيان في المعنى. ومثل حذف جزاء الذي هو مضاف في المعنى في قوله: يلق أثاما أي جزاء أثام قوله تعالى: ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم [الشورى/ 22] المعنى: على جزاء ما كسبوا. وقال أبو عبيدة: يلق أثاما، أي: عقوبة، وأنشد لمسافع العبسي:
[الحجة للقراء السبعة: 5/351]
جزى الله ابن عروة حيث أمسى... عقوقا والعقوق له أثام
قال: وابن عروة: رجل من بني ليث كان دلّ عليهم ملكا من غسّان فأغار عليهم.
قال أبو علي: ويمكن أن يكون من هذا قول بشر:
فكان مقامنا ندعو عليهم... بأبطح ذي المجاز له أثام
وحكى عن أبي عمرو الشيباني: لقي أثام ذلك، أي: جزاءه.
ومن رفع فقال: (يضاعف ويخلد) لم يبدل ولكنّه قطعه ممّا قبله واستأنف. وأمّا يضاعف و (يضعّف) فهما في المعنى سواء كما قال سيبويه، ويقال: خلد في المكان يخلد إذا عطن به أقام. وحكى أبو زيد: أخلد به، وما حكاه عن حسين الجعفي عن أبي عمرو:
(ويخلد) بضم الياء وفتح اللّام وأنّه غلط، فإنّه يشبه أن يكون غلطه من طريق الرواية، وأمّا من جهة المعنى فلا يمتنع، فيكون المعنى خلد هو، وأخلده الله، ويكون يخلد مثل يكرم ويعطى في أنّه مبني من أفعل، ويكون قد عطف فعلا مبنيا للمفعول على مثله إلّا أنّ الرّواية إذا لم تكن صحيحة لم يجز أن تنسب إلى الذي تروى عنه). [الحجة للقراء السبعة: 5/352]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن سليمان: [نُضَعِّفْ له] -بالنون- [العَذَابَ] -نصب- [وتَخْلُدْ فيه]، وجزم.
[المحتسب: 2/125]
قال أبو الفتح: هو عندنا على ترك لفظ الغيبة إلى الخطاب، أي: وتخلد أيها المضعف له العذاب. وقد مضى القول على ترك الغيبة إلى الحضور، والحضور إلى الغيبة). [المحتسب: 2/126]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ومن يفعل ذلك يلق أثاما * يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا} 68 و69
قرأ ابن كثير (يضعف له العذاب) بالتّشديد والجزم
وقرأ ابن عامر (يضعف) بالتّشديد والرّفع {ويخلد} بالرّفع أيضا
وقرأ أبو بكر {يضاعف} بالرّفع والألف {ويخلد} بالرّفع
وقرأ الباقون {يضاعف} {ويخلد} بالألف والجزم فيهما
فمن جزم جعله بدلا من جواب الشّرط والشّرط قوله {ومن يفعل ذلك} جوابه {يلق} وعلامة الجزم فيه سقوط الألف و{يضاعف} بدل من يلق و{ويخلد} نسق عليه قال الزّجاج وتأويل الأثام تأويل المجازاة على الشّيء قال أبو عمرو الشّيبانيّ يقال لقد لقي أثام ذلك أي جزاء ذلك وسيبويه والخليل يذهبان إلى أن معناه يلقى جزاء الأثام ومثله {مشفقين ممّا كسبوا} قال أبو عبيدة {يلق أثاما} أي عقوبة أي عقوبته
ومن رفع فقد استغنى الكلام وتمّ جواب الشّرط فاستأنف على تأويل تفسير يلق أثاما كأن قائلا قال ما لقي الآثم
[حجة القراءات: 514]
فقيل يضاعف للآثم العذاب ويخلد نسق عليه و(يضعف) جيد تقول ضاعفت الشّيء وضعفته). [حجة القراءات: 515] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {يضاعف} و{يخلد} قرأهما أبو بكر وابن عامر بالرفع، غير أن ابن عامر يحذف الألف من {يضاعف} ويشدد على أصله المذكور في البقرة، وقرأ الباقون بالجزم فيهما، غير أن ابن كثير يحذف الألف من {يضاعف} ويشدد مثل ابن عامر على ما ذكرنا.
وحجة من رفع أنه قطعه مما قبله، واستأنفه فرفعه.
12- وحجة من جزم أنه جعل {يضاعف} بدلًا منه: {يلق} «68»، لأن لقيه جزام الآثام تضعيف لعذابه، فلما كان إياه أبدله منه، وهو الاختيار، ليتصل بعض الكلام ببعض، ووافق حفص ابن كثير على «فيهي» في هذا الموضع فهما يصلان الهاء بياء، وقد تقدمت علل ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/147]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {يُضَعَّفْ لَهُ الْعَذَابُ} {وَيَخْلُدْ} [آية/ 69] بتشديد العين من {يُضَعَّفْ} وبجزم الفاء، وبضم اللام من {يَخْلُدْ} وبجزم الدال:
قرأها ابن كثير، وعن ابن عامر في رواية، (ويعقوب).
وقرأ نافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي {يُضَاعَفْ} {ويَخْلُدْ} بالجزم فيهما، وضم لام {يَخْلُدْ}.
وقرأ ابن عامر في المشهور و-ياش- عن عاصم {يُضَاعَفُ} {وَيَخْلُدُ} بالألف من {يُضَاعَفُ} وضم لام {يَخْلُدُ} والرفع فيهما.
[الموضح: 933]
وروى الجعفي عن أبي عمرو {يُخْلَد} بضم الياء وتح اللام.
والوجه في {يُضَاعَفُ} و{يُضَعَّفُ} أنهما لغتان وقد سبق.
والوجه في جزم {يُضَاعَفْ} {ويَخْلُدْ} أن {يُضَاعَفْ} بدلٌ من قوله {يَلْقَ} الذي هو جزاء الشرط {وَيَلْقَ} مجزوم، فكذلك بدله مجزوم، وإنما أُبدل عنه؛ لأن تضعيف العذاب هو لقيان الآثام في المعنى، كما قال الشاعر:
107- متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا = تجد حطبًا جزلًا ونارًا تأججا
فأبدل تُلمِم من تأتنا؛ لما كان الإلمام إتيانًا في المعنى.
وقوله {يخلُدْ} معطوف على {يضاعَفْ} فلذلك جُزم.
[الموضح: 934]
وأما وجه الرفع فيهما هو أنهما على الاستئناف والقطع بما قبلهما، والتقدير هو يضاعف ويخلد، برفع {يُضَاعَفُ} وعطف {يخْلُدُ} عليه.
وأما وجه {يَخْلُدْ} بفتح الياء وضم اللام فهو أنه من خلد يخلد خلودًا إذا بقي بقاء دائمًا، ويقال خلد بالمكان إذا قام به.
وأما وجه {يُخْلَد} بضم الياء وفتح اللام فهو أنه مضارع أخلد على بناء الفعل للمفعول به، تقول خلد فلانٌ وأخلده الله، ويُخلد مثل يُكرم، وهو فعل مبني للمعول به عُطف على مثله وهو {يُضاعف} ). [الموضح: 935]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {فِيِهِي مُهانًا} [آية/ 69] بياء بعد الهاء:
قرأها ابن كثير و-ص- عن عاصم.
والكلام في مثله قد تقدم، وأنه هو الأصل؛ لأن هاء الضمير إذا كان قبلها ياءٌ أو كسرةٌ فالأصل أن يلحق بالهاء ياءٌ بدلًا عن الواو التي من شأنها أن تصحب الهاء في نحو رأيتهو.
وقرأ الباقون و-ياش- عن عاصم {فِيهِ مُهَانًا} بهاء مختلسة.
والوجه أنها حُذفت منها الياء؛ لأن الهاء حرفٌ فيه خفاء، فلو أُلحقت الياء، وبعدها أيضًا ياء، لكان الساكنان كأنهما التقيا؛ لأن الهاء ليست بحاجز حصين). [الموضح: 935]

قوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)}

قوله تعالى: {وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 15 صفر 1440هـ/25-10-2018م, 09:43 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الفرقان

[من الآية (72) إلى الآية (77)]
{ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)}


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)}
قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ذرّيّاتنا قرّة أعينٍ (74)
قرأ أبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، وحمزة والكسائي (وذرّيّتنا) واحدة.
وقرأ الباقون (وذرّيّاتنا) جماعة.
قال أبو منصور: المعنى واحد في القراءتين؛ لأن الذريّة تنوب عن الذريات، فاقرأ كيف شئت). [معاني القراءات وعللها: 2/220]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {من أزواجنا وذرياتنا} [74].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم: {وذريتنا} جماعًا.
وقرأ الباقون: {ذريتنا} واحدة.
فمن جمع قال: الجمع للأزواج. ومن وحد قال: الذرية معنى
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/127]
جمع. والزوج الواحد، فرد إلى قول الله تعالى: {ذرية من حملنا مع نوح} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/128]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- [وقوله تعالى]: {قرة أعين} [74].
كل ما تقر به عين الإنسان، ومعنى ذلك: أن الرجل إذا فرح بالشيء خرج من عينه ماء بارد، وهو القر، وإذا اغتم وبكي خرج من عينه ماء ساخن فيقال: «سخن الله عينه»: إذا دعوا عليه «وخنت عينه» وإذا دعوا له «أقر الله عينه» و«قرت عينه». ويقال: معنى أقر الله عينه: أي غنم، لأن قرة العين: ناقة تنحر قبل المقسم وقيل: أقر الله عينه أي: بلغه الله مراده حتى تقر عينه فلا تطمح إلى شيء وتستقر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/128]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية حفص وابن عامر: من أزواجنا وذرياتنا [الفرقان/ 74] جماعا وقرأ عاصم في رواية أبي بكر وأبو عمرو وحمزة والكسائي (وذرّيتنا) واحدة.
[الحجة للقراء السبعة: 5/352]
قال أبو علي: الذرية تكون واحدة وتكون جمعا فالدّليل على كونها للواحد قوله تعالى: قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة [آل عمران/ 38] فهذا كقوله: فهب لي من لدنك وليا يرثني [مريم/ 5] فأمّا جواز كونها للجمع فقوله: وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا [النساء/ 9] فمن أفرد فقال: (من أزواجنا وذريتنا) [الفرقان/ 74] فإنّه أراد به الجمع فاستغنى عن جمعه لمّا كان جمعا، ومن جمع فكما تجمع هذه الأسماء التي تدلّ على الجمع نحو: قوم وأقوام، ونفر وأنفار، ورهط وأراهط. وقد جمعوا بالألف والتاء والواو والنون الجموع المكسرة كقولهم الجزرات والطّرقات والكلابات،
وجاء في الحديث: صواحبات يوسف
وقال العجاج:
جذب الصّراريّين بالكرور وإنّما الصراري جمع صرّاء. وهو مفرد نحو: حسّان، فكسّره ككلّاب وكلاليب، لأنّ الصفة تشبّه في التكسير بالأسماء. ويدلّ على أنّ الصرّاء واحد قول الفرزدق:
أشارب قهوة وخدين زير... وصرّاء لفسوته بخار). [الحجة للقراء السبعة: 5/353]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ربنا هب لنا من أزواجنا وذرّيّاتنا قرّة أعين} 74
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وحفص {من أزواجنا} وذرّيّاتنا بالألف على الجمع وقرأ الباقون ذريتنا واحدة فمن جمع قال الجمع للأزواج ومن وحد قال الذّرّيّة في معنى الجمع قال الله تعالى {ذرّيّة من حملنا مع نوح} ). [حجة القراءات: 515]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {وذرياتنا} قرأه الحرميان وابن عامر وحفص بالجمع، ووحدّه الباقون.
وحجة من جمع أنه حمله على المعنى؛ لأن لكل واحد ذرية، فجمع لأنهم جماعة لا تحصى، ويقوي ذلك قوله: {من أزواجنا} بالجمع، وأيضًا فإنه لما كانت الذرية تقع للواحد والجمع، وكان معنى الكلام الجمع، أتى بلفظ لا يحتمل إلا الجمع، ولأن المعنى على ذلك بني، وهو الاختيار.
14- وحجة من قرأ بالتوحيد أن الذرية تقع للجمع، فلما دلت على الجمع بلفظها استغنى عن جمعها، ويدل على وقوع «ذرية» للجمع قوله: {وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا} «النساء 9» وقد علم أن لكل واحد ذرية، وقد تقع الذرية للواحد بدلالة قوله تعالى ذكره عن دعاء زكريا عليه السلام: {هب لي من لدنك ذرية طيبة} «آل عمران 38» وإنما سأل ولدا بدلالة قوله: {فهب لي من لدنك وليا} «مريم 5»، وقوله: {رب أنى يكون لي غلام} «آل عمران 40»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/148]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا} [آية/ 74] بالألف على الجمع:
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم ص- ويعقوب.
[الموضح: 935]
والوجه أنها جمع ذرية، وقد تُجمع الأسماء التي مسمياتها جمع كأقوام وأنفار وأراهط، وقد تأتي الجموع المكسرة أيضًا مجموعة بالألف والتاء، نحو الطرقات والبيوتات والكلابات وصواحبات يوسف.
وقرأ الباقون {وَذُرِّيَّتِنَا} بغير ألف على الوحدة.
الوجه أنه جمع ههنا، فاستُغني عن جمعه، كما قال الله تعالى {لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا} فهو ههنا جمع، وإن كان قد جاء واحدًا في غير هذا الموضع، وقد تقدم القول في ذلك في سورة الأعراف). [الموضح: 936]

قوله تعالى: {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ويلقّون فيها تحيّةً وسلامًا (75)
[معاني القراءات وعللها: 2/220]
قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (ويلقون فيها) مفتوحة الياء وساكنة اللام خفيفة، وكذلك قرأ ابن عامر فيما روى محمد بن الحسن، ورواه ابن ذكوان عن أيوب عنه، وقد روى عنه التشديد مثل أبي عمرو.
وقرأ الباقون (ويلقّون) بضم الياء، وفتح اللام، وتشديد القاف.
وقال الفراء (يلقون) أعجب إليّ في القراءة؛ لأن القراءة لو كانت على (يلقّون) كانت بالباء في العربية؛ لأنك تقول: نحن نتلقّى بالسلام، وفلان يتلقّى بالسلام وبالخير.
قال أبو منصور: وقال غيره: فلان يلقى الخير، ويلقى به. كما تقول: أخذت الزمام، وأخذت بالزمام.
والمعنى في (يلقّون): أن اللّه يلقّي أهل الجنة إذا دخلوها ملائكته بالتحية والسلام.
ومن قرأ (يلقون) فالفعل لأهل الجنة إنهم يلقون فيها التحية والسلام من ربهم جلّ وعزّ). [معاني القراءات وعللها: 2/221]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {ويلقون فيها} [75].
قرأ ابن كثير ونافع وحفص عن عاصم وابن عامر {ويلقون} مشددًا.
وقرأ الباقون مخففًا: {يلقون} بفتح الياء، فمن شدد وهو الاختيار- قال: يلقون في الجنة التحية والسلام مرة بعد مرة فالتشديد للتكثير، وشاهدهم قوله تعالى: {ولقهم نضرة وسرورًا} والنضرة عند أهل اللغة: الحسن والبهاء وإشراق الوجه من الفرح، كما قال: {وجوه يومئذ ناضرة}
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/128]
{إلى ربها ناظرة} والعرب تقول: كل لون إذا حسن: ناضر، فيقال: أخضر ناضرة، وأصفر ناضر، وأبيض ناضر. والنضار: الذهب. فأما المفسرون فقالوا: النضرة: ملك إذا نشر المؤمن يوم القيامة من قبره استقبله النضرة في أحسن صورة وبشره بالجنة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/129]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله سبحانه: ويلقون فيها [الفرقان/ 75] في ضمّ الياء وفتح اللّام وتشديد القاف، وسكون اللّام، وتخفيف القاف. فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: ويلقون مضمومة الياء مفتوحة اللام مشددة القاف.
وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي: (ويلقون) مفتوحة الياء ساكنة اللّام خفيفة القاف.
وروى أبو بكر عن عاصم: (ويلقون) مثل حمزة. وقال حفص عنه: يلقون مشددة مثل أبي عمرو.
[قال أبو علي]: حجّة من قال: ويلقون، قوله تعالى ولقاهم نضرة وسرورا [الإنسان/ 11] فعلى «لقّاهم» «يلقّون».
وحجّة من خفّف قوله سبحانه: فسوف يلقون غيا [مريم/ 59] ولقي: فعل متعدّ إلى مفعول واحد، فإذا نقل بتضعيف العين تعدى إلى مفعولين فقوله: (تحيّة) المفعول الثاني من قولك لقّيت زيدا تحيّة، فلمّا بنيت الفعل للمفعول قام أحد المفعولين مقام الفاعل، فبقي الفعل متعديا إلى مفعول واحد). [الحجة للقراء السبعة: 5/354]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أولئك يجزون الغرفة بما صبروا ويلقون فيها تحيّة وسلامًا} 75
قرأ حمزة والكسائيّ وأبو بكر {ويلقون فيها} بالتّخفيف أي يلقون أهل الجنّة فيها تحيّة وسلامًا من الله جعلنا الله منهم فالفعل لهم وحجتهم قوله {فسوف يلقون غيا} {ومن يفعل ذلك يلق أثاما} فجعلوا قوله {ويلقون فيها} بلفظ ما تقدم ليكون الكلام على نظم واحد
وقرأ الباقون {ويلقون} بالتّشديد أي يلقيهم الله أو ملائكته التّحيّة والسّلام إذا دخلوا الجنّة وحجتهم قوله {ولقاهم نضرة وسرورا} فعلى لقاهم يلقون
[حجة القراءات: 515]
واعلم أن لقي فعل متعدٍّ إلى مفعول واحد فإذا ثقل تعدى إلى مفعولين فقوله {تحيّة} المفعول الثّاني من لقيت زيدا تحيّة فلمّا بنيت الفعل للمفعول به قام أحد المفعولين مقام الفاعل فبقي الفعل متعدّيا إلى مفعول واحد). [حجة القراءات: 516]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {ويلقون فيها} قرأه أبو بكر وحمزة والكسائي بالتخفيف، جعلوه ثلاثيًا من «لقي يلقى» فيتعدى إلى مفعول واحد، وهو {تحية} دليله قوله: {فسوف يلقون غيا} «مريم 59» وقرأ الباقون بالتشديد، جعلوه رباعيًا من «لقي» يتعدى إلى مفعولين، لكنه فعل لم يسم فاعله، فالمفعول الأول هو المضمر في {يلقون} الذي قام مقام الفاعل، وهو ضمير المخبر عنهم، ويقوي هذه القراءة قوله: {يجزون الغرفة}، على ما لم يسم فاعله، فجرى {يلقون} على ذلك، ليتفق لفظ الفعلين على ما لم
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/148]
يسم فاعله، و{تحية} المفعول الثاني، ودليل التشديد إجماعهم عليه في قوله: {ولقاهم نضرة} «الإنسان 11» والقراءتان ترجعان إلى معنى؛ لأنهم إذا تلقوا التحية فقد لقوها، وإذا ألقوها فقد تقوها، والتشديد الاختيار). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/149]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {وَيَلْقَوْنَ فِيهَا} [آية/ 75] بفتح الياء وتخفيف القاف:
قرأها حمزة والكسائي و-ياش- عن عاصم.
والوجه أنه من لقي يَلقى، وهو فعلٌ متعدٍ إلى مفعول واحد، يقال لقيت الشيء ألقاه، وانتصب {تَحيّةً} بأنه مفعول به.
وقرأ الباقون {وَيُلَقَّوْنَ} بضم الياء وتشديد القاف.
والوجه أنه من لقيته الشيء، وهو فعل منقول بالتضعيف من لقي يقال لقي الشيء لقيته إياه، فهو متعدٍ إلى مفعولين، والفعل ههنا مبني للمفعول به، وقد أسند إلى أحد المفعولين فارتفع بأنه مفعول ما لم يسم فاعله، وهو ضمير الجمع في {يُلقونَ}، و{تحيّةً} مفعول ثان ههنا، فانتصب لذلك). [الموضح: 936]

قوله تعالى: {خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)}

قوله تعالى: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن عباس وابن الزبير: [فَقَدْ كَذَّبَ الكَافِرُونَ].
قال أبو الفتح: وهذا أيضا مما ترك فيه لفظ الحضور إلى الغيبة، ألا ترى قبله: [قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبَ الكافرون]؟). [المحتسب: 2/126]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة