العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة النمل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 جمادى الأولى 1434هـ/14-03-2013م, 09:25 AM
الصورة الرمزية أسماء الشامسي
أسماء الشامسي أسماء الشامسي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: مكة المكرمة
المشاركات: 559
افتراضي تفسير سورة النمل [ من الآية (20) إلى الآية (26) ]

{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 رجب 1434هـ/28-05-2013م, 10:14 AM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي جمهرة تفاسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) )

قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وتفقّد الطّير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين (20) لأعذّبنّه عذابًا شديدًا أو لأذبحنّه أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ}.
يقول تعالى ذكره: {وتفقّد} سليمان {الطّير فقال مالي لا أرى الهدهد}. وكان سبب تفقّده الطّير وسؤاله عن الهدهد خاصّةً من بين الطّير؛
- ما: حدّثنا ابن عبد الأعلى، قال: حدّثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عمران، عن أبي مجلزٍ، قال: جلس ابن عبّاسٍ إلى عبد اللّه بن سلامٍ، فسأله عن الهدهد: لم تفقّده سليمان من بين الطّير؟ فقال عبد اللّه بن سلامٍ: إنّ سليمان نزل منزلةً في مسيرٍ له، فلم يدر ما بعد الماء، فقال: من يعلم بعد الماء؟ قالوا: الهدهد، فذاك حين تفقّده.
- حدّثنا محمّدٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ، عن ابن عبّاسٍ وعبد اللّه بن سلامٍ بنحوه.
- حدّثني أبو السّائب، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان سليمان بن داود يوضع له ستّمائة ألف كرسيٍّ، ثمّ يجيء أشراف الإنس فيجلسون ممّا يليه، ثمّ تجيء أشراف الجنّ فيجلسون ممّا يلي الإنس، قال: ثمّ يدعو الطّير فتظلّهم، ثمّ يدعو الرّيح فتحملهم، قال: فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهرٍ، قال: فبينا هو في مسيره إذ احتاج إلى الماء وهو في فلاةٍ من الأرض، قال: فدعا الهدهد، فجاءه فنقر الأرض، فيصيب موضع الماء، قال: ثمّ تجيء الشّياطين فيسلخونه كما يسلخ الإهاب، قال: ثمّ يستخرجون الماء. فقال له نافع بن الأزرق: قف يا وقّاف، أرأيت قولك: الهدهد يجيء فينقر الأرض، فيصيب الماء، كيف يبصر هذا، ولا يبصر الفخّ يجيء حتّى يقع في عنقه؟ قال: فقال له ابن عبّاسٍ: ويحك، إنّ القدر إذا جاء حال دون البصر.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبّهٍ، قال: كان سليمان بن داود إذا خرج من بيته إلى مجلسه عكفت عليه الطّير، وقام له الجنّ والإنس حتّى يجلس على سريره، حتّى إذا كان ذات غداةٍ في بعض زمانه غدا إلى مجلسه الّذي كان يجلس فيه، فتفقّد الطّير. وكان فيما يزعمون يأتيه نوبًا من كلّ صنفٍ من الطّير طائرٌ، فنظر فرأى من أصناف الطّير كلّها قد حضره إلاّ الهدهد، فقال: ما لي لا أرى الهدهد.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: أوّل ما فقد سليمان الهدهد نزل بوادٍ فسأل الإنس عن مائه، فقالوا: ما نعلم له ماءً، فإن يكن أحدٌ من جنودك يعلم له ماءً فالجنّ، فدعا الجنّ فسألهم، فقالوا: ما نعلم له ماءً وإن يكن أحدٌ من جنودك يعلم له ماءً فالطّير، فدعا الطّير فسألهم، فقالوا: ما نعلم له ماءً، وإن يكن أحدٌ من جنودك يعلمه فالهدهد، فلم يجده، قال: فذاك أوّل ما فقد الهدهد.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وتفقّد الطّير فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} قال: تفقّد الهدهد من أجل أنّه كان يدلّه على الماء إذا ركب، وإنّ سليمان ركب ذات يومٍ فقال: أين الهدهد ليدلّنا على الماء؟ فلم يجده، فمن أجل ذلك تفقّده. فقال ابن عبّاسٍ: إنّ الهدهد كان ينفعه الحذر ما لم يبلغه الأجل؛ فلمّا بلغ الأجل لم ينفعه الحذر، وحال القدر دون البصر.
فقد اختلف عبد اللّه بن سلام والقائلون بقوله ووهب بن منبّهٍ، فقال عبد اللّه: كان سبب تفقّده الهدهد وسؤاله عنه ليستخبره عن بعد الماء في الوادي الّذي نزل به في مسيره. وقال وهب بن منبّهٍ: كان تفقّده إيّاه وسؤاله عنه لإخلاله بالنّوبة الّتي كان ينوبها؛ واللّه أعلم بأيّ ذلك كان إذ لم يأتنا بأيّ ذلك كان تنزيلٌ، ولا خبرٌ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم صحيحٌ. فالصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّ اللّه أخبر عن سليمان أنّه تفقّد الطّير، إمّا للنّوبة الّتي كانت عليها وأخلّت بها، وإمّا لحاجةٍ كانت إليها عن بعد الماء.
وقوله: {فقال مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} يعني بقوله {مالي لا أرى الهدهد} أخطأه بصري فلا أراه وقد حضر، أم هو غائبٌ فيما غاب من سائر أجناس الخلق فلم يحضر؟
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبّهٍ: {مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} أخطأه بصري في الطّير، أم غاب فلم يحضر؟). [جامع البيان: 18/29-32]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وتفقّد الطّير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين (20)
قوله تعالى: وتفقّد الطّير
- حدّثنا أبي، ثنا عبد الأعلى بن حمّادٍ النّرسيّ، ثنا وهيبٌ أنبأ ابن خيثم، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: أتدرون كيف تفقّد سليمان الهدهد، كان سليمان إذا كان في فلاة الأرض دعا الهدهد، فقال نافع بن الأزرق، يا ابن عبّاسٍ، فإنّ الصبيان يأخذون الخيط فيدفنونه فيجيء الهدهد فيدخل رقبته فيه فيأخدونه فقال:
ويحك يا نافع، ألم تعلم أنّه إذا جاء القدر، ذهب الحذر.
- ذكر، عن أبي سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أسامة، عن أسامة بن زيدٍ، عن عكرمة قال: سئل ابن عبّاسٌ كيف تفقّد سليمان الهدهد من بين الطّير؟ قال: إنّ سليمان نزل منزلا، فلم يدر ما بعد الماء، وكان الهدهد مهندسًا فأراد أن يسأله عنه ففقده قلت: وكيف يكون مهندسًا، والصّبيّ يضع له الحبالة فيغيّبها فيصيده قال: إذا جاء القدر، حال دون البصر.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالحٍ، ثنا الوليد، ثنا سعيد بن بشيرٍ، عن أبي بشرٍ جعفر بن أبي وحشيّة، عن يوسف بن ماهكٍ، أنّه حدّثهم: أنّ ابن الأزرق يعني نافعًا صاحب الأزارقة كان يأتي عبد اللّه بن عبّاسٍ، فإذا أفتى ابن عبّاسٍ فيرى هو أنّه ليس بمستقيمٍ، يقول له قف من أين أفتيت بكذا وكذا ومن أين كان؟
فيقول ابن عباس، أوقات من كذا، وكذا حتّى ذكر يومًا الهدهد فقال: قف كيف تزعم أنّ الهدهد يرى ماسفة الماء من تحت الأرض وقد يذرّ على الفخّ التّراب، فيصطاد؟ فقال ابن عبّاسٍ، لولا أن يذهب هذا فيقول كذا وكذا فرددت عليه لم قال له شيئًا، إنّ البصر ينفع ما لم يأت القدر، فإذا جاء القدر حال دون البصر، فقال ابن الأزرق: لا أجادلك بعدها في شيءٍ من كتاب اللّه، أو قال في شيءٍ.
- حدّثنا أبي، ثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حمّاد بن سلمة، عن عطاء بن السّائب وكلثوم بن جبرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ أنّ سليمان كان إذا سار كانت الإنس تليه والجنّ من ورائهم، والشّياطين من وراء الجنّ، والطّير فوقهم تظلّهم، فإذا أراد أن ينزل منزلا دعا بالهدهد ليخبره، عن الماء، فكان إذا قال: هاهنا شقّقت الشّياطين الصّخور، وفجّرت العيون من قبل أن يضربوا أبنيتهم، فأراد أن ينزل منزلا، فتفقّد الهدهد، فلم يره فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين
- حدّثنا أبي ثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، أنبأ إسرائيل، عن عبد اللّه بن حبيبٍ السّلميّ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ قال: إنّ الهدهد كان إذا سافر سليمان خرج به معه كان يدلّه على الماء، ينظر إلى الماء، كما ينظر بعضنا إلى بعضٍ وإنّه فقده فقال ما قال.
- حدّثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصمٍ النّبيل، ثنا أبي عمرو بن الضّحّاك بن مخلدٍ، أنبأ شبيب بن بشرٍ، عن عكرمة قال: كان الهدهد دليل سليمان عليه السّلام على الماء، فقال ابن الأزرق وهو يجادله: كيف يبصر الماء في الأرض، وأنا أنصب لها فخًّا أرقّ من قميصي هذا فلا يشعر به حتّى يقع في عنقه فقال ابن عبّاسٍ: ويحك يا ابن الأزرع إنّ الهدهد لينفعه الحذر ما لم يأت الأجل: فإذا جاء الأجل لا ينفعه الحذر، حال القدر دون النّظر.
- حدّثنا أبي ثنا سعيد بن سليمان، ثنا خالدٌ، عن حصينٍ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ، قال: كان سليمان بن داود إذا أراد أن يسير وضع كرسيّه، ويأتي من أراد من الجنّ والإنس، ثمّ يأمر الرّيح فتحملهم، ثمّ يأمر الطّير فأظلّتهم، قال: وبينا هو يسير إذ عطشوا فقال: ما ترون بعد الماء قالوا: لا ندري فتفقّد الهدهد، وكان له منه منزلةٌ وليس بها طيرٌ غيره فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وتفقّد الطّير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين قال: ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه سليمان أراد أن يأخذ مفازةً فدعا بالهدهد، وكان سيّد الهداهد ليعلم له مسافة الماء وكان قد أعطي من البصر بذلك شيئًا لم يعطه شيئا من الطّير.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامرٌ، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، وتفقّد الطّير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين قال: سأل عنها نافع بن الأزرق، عبد الله ابن عبّاسٍ فقال: إنّ سليمان كان إذا ركب أمر بكرسيّه فوضع وحفّ حوله بكراسيّ المؤمنين من الإنس ثمّ حفّ حول ذلك بكراسيّ مؤمني الجنّ، ثمّ حفّ حول ذلك بكراسيّ الكفّار من الإنس، ثمّ حفّ حول ذلك بكراسيّ الكفّار من الجنّ، وكان يركب في مائة ألف كرسيٍّ، ثمّ يأخذ بحلقة الرّيح فيأمرها أن تحملهم، فيأمر الطّير تظلّهم من الشّمس وكان سليمان- عليه السّلام- يحبّ أن ينزل المفازة فيشرب من الماء الّذي لم يشربه أحدٌ قبله، وكان الهدهد يدلّه فركب ذلك اليوم، فطلب الهدهد فلم يجده فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين
- أخبرنا عبيد بن محمّد بن يحيى بن حمزة فيما كتب إليّ، ثنا أبو الجماهر، حدّثني سعيدٌ، عن قتادة قوله: وتفقّد الطّير فقال ما لي لا أرى الهدهد فذكر لنا أنّه كان قد أعطي من علمه شيئًا لم يعطه شيءٌ من الطّير، يعلم قدر مسافة الماء، لقد ذكر لنا أنّه كان يبصر الماء في الأرض كما يبصر أحدكم الخيال من وراء الزّجاجة
قوله تعالى: فقال ما لي لا أرى الهدهد
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، قال سفيان: كان سليمان إذا جلس صفّت الطّير على رأسه تظلّه من الشّمس، وكان الهدهد فوقها كان يسير هذا المكان منه يعني المنكب الأيمن فوجد حرّ الشّمس قد دخلت عليه من ذلك الموضع فرفع رأسه فتفقّد الهدهد فسأل عنه: فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا هشام بن عمّارٍ، ثنا صدقة بن عمرٍو الغسّانيّ، ثنا عبّاد بن ميسرة المنقريّ، عن الحسن قال: اسم هدهد سليمان عنبرٌ.
قوله تعالى: أم كان من الغائبين
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قال: فكان سليمان- صلّى اللّه عليه وسلّم- إذا غدا لمجلسه الّذي كان يجلس فيه ف تفقد الطّير، وكانت فيما يزعمون تأتيه نوبًا من كلّ صنفٍ من الطّير كلّ يومٍ طائرٌ، فنظر فرأى من أصناف الطّير كلّها من حضره إلا الهدهد فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين أخطأه بصري في الطّير، أم غاب فلم يحضر). [تفسير القرآن العظيم: 9/2859-2862]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثني عليّ بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا سليمان بن حربٍ، ثنا حمّاد بن زيدٍ، عن الزّبير بن الخرّيت، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قال: «كان الهدهد يدلّ سليمان على الماء». فقلت: وكيف ذاك والهدهد ينصب له الفخّ يلقى عليه التّراب؟ فقال: «أهنك اللّه بهنّ أبيك أو لم يكن إذا جاء القضاء ذهب البصر؟»). [المستدرك: 2/440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين * فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين * إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم * وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون * ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون * الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم * قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين * اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تولى عنهم فانظر ماذا يرجعون * قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم * إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم * ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين.
أخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه من طرق عن ابن عباس رضي الله عنهما انه سئل كيف تفقد سليما الهدهد من بين الطير قال: إن سليمان نزل منزلا فلم يدر ما بعد الماء وكان الهدهد يدل سليمان على الماء فأراد أن يسأله عنه ففقده، وقيل كيف ذاك والهدهد ينصب له الفخ يلقي عليه التراب ويضع له الصبي الحبالة فيغيبها فيصيده فقال: إذا جاء القضاء ذهب البصر). [الدر المنثور: 11/347]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم عن يوسف بن ماهك أنه حدث: إن نافع بن الازرق صاحب الازارقة كان يأتي عبد الله بن عباس، فإذا أفتى ابن عباس، يرى هو أنه ليس بمستقيم فيقول: قف من أين افتيت بكذا وكذا ومن أين كان فيقول ابن عباس رضي الله عنهما: أومات من كذا وكذا، حتى ذكر يوما الهدهد فقال: يعرف بعد مسافة الماء في الأرض فقال له ابن الازرق: قف قف، يا ابن العباس، كيف تزعم أن الهدهد يرى مسافة الماء من تحت الأرض وهو ينصب له الفخ فيذر عليه التراب فيصطاد فقال ابن عباس: لولا أن يذهب هذا فيقول: كذا وكذا لم أقل له شيئا، ان البصر ينفع ما لم يأت القدر فإذا جاء القدر حال دون البصر، فقال ابن الازرق: لا أجادلك بعدها في شيء). [الدر المنثور: 11/348]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه قال: كان سليمان إذا أراد أن ينزل منزلا دعا الهدهد ليخبره عن الماء، فكان إذا قال: ههنا شققت الشياطين الصخور فجرت العيون من قبل أن يضربوا أبنيتهم فأراد أن ينزل منزلا فتفقد الطير فلم يره فقال {ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} ). [الدر المنثور: 11/348-349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في الآية قال: ذكر لنا أن سليمان أراد أن يأخذ مفازة فدعا بالهدهد وكان سيد الهداهد ليعلم مسافة الماء، وكان قد اعطي من البصر بذلك شيئا لم يعطيه شيء من الطير، لقد ذكر لنا: انه كان يبصر الماء في الأرض كما يبصر أحدكم الخيال من وراء الزجاجة). [الدر المنثور: 11/349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه قال: اسم هدهد سليمان: عنبر). [الدر المنثور: 11/349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان سليمان بن داود عليه السلام إذا أراد سفرا قعد على سريره ووضعت الكراسي يمينا وشمالا فيؤذن للأنس عليه ثم أذن للجن عليه بعد الإنس ثم أذن للشياطين بعد الجن ثم أرسل إلى الطير فتظلهم وأمر الريح فحملتهم وهو على سريره والناس على الكراسي والطير تظلهم والريح تسير بهم، غدوها شهر ورواحها شهر رخاء حيث أراد، ليس بالعاصف ولا باللين وسطا بين ذلك.
وكان سليمان يختار من كل طير طيرا فيجعله رأس تلك الطير، فإذا أراد ان يسائل تلك الطير عن شيء سأل رأسها.
فبينما سليمان يسير اذ نزل مفازة فقال: كم بعد الماء ههنا فسأل الإنس فقالوا: لا ندري فسأل الشياطين فقالوا: لا ندري فغضب سليمان وقال: لا أبرح حتى أعلم كم بعد مسافة الماء ههنا فقالت له الشياطين: يا رسول الله لا تغضب فان يك شيء يعلم فالهدهد يعلمه، فقال سليمان: علي بالهدهد، فلم يوجد فغضب سليمان وقال {لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين} يقول: بعذر مبين غيبة عن مسيري هذا، قال: ومر الهدهد على قصر بلقيس فرأى لها بستانا خلف قصرها فمال إلى الخضرة فوقع فيه فإذا هو بهدهد في البستان فقال له: هدهد سليمان أين أنت عن سليمان وما تصنع ههنا فقال له هدهد بلقيس: ومن سليمان فقال: بعث الله رجلا يقال له: سليمان رسولا وسخر له الجن والإنس والريح والطير، فقال له هدهد بلقيس: أي شيء تقول قال: أقول لك ما تسمع، قال: إن هذا لعجب وأعجب من ذلك ان كثرة هؤلاء القوم تملكهم أمرأة {وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم} جعلوا الشكر لله: أن يسجدوا للشمس من دون الله، قال: وذكر لهدهد سليمان فنهض عنه فلما انتهى إلى العسكر تلقته الطير فقالوا: تواعدك رسول الله وأخبروه بما قال، وكان عذاب سليمان للطير أن ينتفه ثم يشمسه فلا يطير أبدا ويصير مع هوام الأرض أو يذبحه فلا يكون له نسل أبدا، قال الهدهد: وما استثنى نبي الله قالوا: بلى، قال: أو ليأتيني بعذر مبين، فلما أتى سليمان قال: وما غيبتك عن مسيري قال {أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم} قال: بل اعتللت {سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم} وكتب (بسم الله الرحمن الرحيم) إلى بلقيس {ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين} فلما ألقى الهدهد الكتاب إليها ألقى في روعها أنه كتاب كريم وانه من سليمان و{ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين}، قالوا نحن أولوا قوة {قالت} ان الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها، واني مرسلة إليهم بهدية فلما جاءت الهدية سليمان قال: أتمدونني بمال ارجع إليهم، فلما رجع إليها رسلها خرجت فزعة فأقبل معها ألف قيل مع كل قيل مائة ألف، قال: وكان سليمان رجلا مهيبا لا يبتدأ بشيء حتى يكون هو الذي يسأل عنه، فخرج يومئذ فجلس على سريره فرأى رهجا قريبا منه قال: ما هذا قالوا: بلقيس يا رسول الله قال: وقد نزلت منا بهذا المكان قال ابن عباس: وكان بين سليمان وبين ملكة سبأ ومن معها حين نظر إلى الغبار كما بين الكوفة والحيرة قال: فأقبل على جنوده فقال: أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال: وبين سليمان وبين عرشها حين نظر إلى الغبار مسيرة شهرين {قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك}، قال: وكان لسليمان مجلس فيه للناس كما تجلس الامراء ثم يقوم قال سليمان: أريد اعجل من ذلك، قال الذي عنده علم من الكتاب: أنا انظر في كتاب ربي ثم آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك، فنظر إليه سليمان فلما قطع كلامه رد سليمان بصره فنبع عرشها من تحت قدم سليمان، من تحت كرسي كان يضع عليه رجله ثم يصعد إلى السرير فلما رأى سليمان عرشها مستقرا عنده {قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر} اذ أتاني به قبل أن يرتد الي طرفي {أم أكفر} اذ جعل من هو تحت يدي أقدر على المجيء مني ثم {قال نكروا لها عرشها}، فلما جاءت تقدمت إلى سليمان {قيل أهكذا عرشك قالت كأنه هو} ثم قالت: يا سليمان اني أريد ان اسألك عن شيء فأخبرني به قال: سلي، قالت: أخبرني عن ماء رواء لا من الأرض ولا من السماء، قال: وكان إذا جاء سليمان شيء لا يعلمه يسأل الأنس عنه فان كان عند الأنس منه علم، والا سأل الجن فان لم يكن عند الجن علم سأل الشياطين فقالت له الشياطين: ما أهون هذا يا رسول الله مر بالخيل فتجري ثم لتملأ الآنية من عرقها فقال لها سليمان: عرق الخيل قالت: صدقت قالت: فأخبرني عن لون الرب قال ابن عباس: فوثب سليمان عن سريره فخر ساجدا فقامت عنه وتفرقت عنه جنوده وجاءه الرسول فقال: يا سليمان يقول لك ربك ما شأنك قال: يا رب أنت اعلم بما قالت قال: فان الله يأمرك أن تعود إلى سريرك فتقعد عليه وترسل إليها والى من حضرها من جنودها وترسل إلى جميع جنودك الذين حضروك فيدخلوا عليك فتسألها وتسألهم عما سألتك عنه قال: ففعل سليمان ذلك، فلما دخلوا عليه جميعا قال لها: عم سألتيني قالت: سألتك عن ماء رواء لا من الأرض ولا من السماء قال: قلت لك عرق الخيل قالت: صدقت، قال: وعن أي شيء سألتيني قالت: ما سألتك عن شيء إلا عن هذا قال لها سليمان: فلأي شيء خررت عن سريري قالت: كان ذلك لشيء لا أدري ما هو، فسأل جنودها فقالوا: مثل قولها، فسأل جنوده من الأنس والجن والطير وكل شيء كان حضره من جنوده فقالوا: ما سألتك يا رسول الله عن شيء إلا عن ماء رواء قال: وقد كان، قال له الرسول: يقول الله لك: ارجع ثمة إلى مكانك فاني قد كفيتكم فقال سليمان للشياطين: ابنو لي صرحا تدخل علي فيه بلقيس فرجع الشياطين بعضهم إلى بعض فقالوا لسليمان: يا رسول الله قد سخر الله لك ما سخر وبلقيس ملكة سبأ ينكحها فتلد له غلاما فلا ننفك له من العبودية أبدا قال: وكانت امرأة شعراء الساقين فقالت الشياطين: ابنو له بنيانا كأنه الماء يرى ذلك منها فلا يتزوجها فبنوا له صرحا من قوارير فجعلوا له طوابيق من قوارير وجعلوا من باطن الطوابيق كل شيء يكون من الدواب في البحر، من السمك وغيره ثم اطبقوه ثم قالوا لسليمان: ادخل الصرح، فألقي كرسيا في أقصى الصرح، فلما دخله أتى الكرسي فصعد عليه ثم قال: أدخلوا علي بلقيس فقيل لها ادخلي الصرح فلما ذهبت فرأت صورة السمك وما يكون في الماء من الدواب {حسبته لجة وكشفت عن ساقيها} لتدخل، وكان شعر ساقها ملتويا على ساقيها، فلما رآه سليمان ناداها وصرف وجهه عنها {إنه صرح ممرد من قوارير} فألقت ثوبها وقالت {رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين}، فدعا سليمان الإنس فقال: ما أقبح هذا ما يذهب هذا قالوا: يا رسول الله الموسى، فقال: الموسى تقطع ساقي المرأة ثم دعا الشياطين فقال مثل ذلك فتلكؤا عليه ثم جعلوا له النورة قال ابن عباس: فانه لاول يوم رؤيت فيه النورة
قال: واستنكحها سليمان عليه السلام، قال ابن أبي حاتم: قال أبو بكر ابن أبي شيبه: ما أحسنه من حديث). [الدر المنثور: 11/377-382] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبه في المصنف، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عبد الله بن شداد قال: كان سليمان عليه السلام إذا أراد أن يسير وضع كرسيه فيأتي من أراد من الإنس والجن ثم يأمر الريح فتحملهم ثم يأمر الطير فتظلهم، فبينا هو يسير اذ عطشوا فقال: ما ترون بعد الماء قالوا: لا ندري، فتفقد الهدهد وكان له منه منزلة ليس بها طير غيره فقال {ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين (20) لأعذبنه عذابا شديدا} وكان عذابه إذا عذب الطير نتفه ثم يجففه في الشمس {أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين} يعني بعذر بين، فلما جاء الهدهد استقبلته الطير فقالت له: قد أوعدك سليمان فقال لهم: هل استثنى فقالوا له: نعم، قد قال: إلا أن يجيء بعذر بين، فجاء بخبر صاحبة سبأ فكتب معه إليها (بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين) فأقبلت بلقيس فلما كانت على قدر فرسخ قال سليمان {أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} فقال سليمان: أريد أعجل من ذلك، فقال الذي عنده علم من الكتاب {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} فأتى بالعرش في نفق في الأرض يعني سرب في الأرض قال سليمان: غيروه، فلما جاءت {قيل أهكذا عرشك} فاستنكرت السرعة ورأت العرش {قالت كأنه هو}، قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته {لجة} ماء {وكشفت عن ساقيها} فإذا هي امرأة شعراء فقال سليمان: ما يذهب هذا فقال بعض الجن: أنا أذهبه، وصنعت له النورة، وكان أول ما صنعت النورة وكان اسمها بلقيس). [الدر المنثور: 11/383-384] (م)

تفسير قوله تعالى: (لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة لأعذبنه عذابا شديدا قال نتف ريشه). [تفسير عبد الرزاق: 2/79]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن حصين عن عبد الله بن شداد في قوله تعالى لأعذبنه عابا شديدا قال نتفه وتشميسه.
عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار قال: قال ابن عباس نتفه). [تفسير عبد الرزاق: 2/79-80]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله أو ليأتيني بسلطان مبين قال بعذر مبين). [تفسير عبد الرزاق: 2/80]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا} يقول: فلمّا أخبر سليمان عن الهدهد أنّه لم يحضر وأنّه غائبٌ غير شاهدٍ، أقسم {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا} وكان تعذيبه الطّير فيما ذكر عنه إذا عذّبها أن ينتف ريشها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا الحمّانيّ، عن الأعمش، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا} قال: نتف ريشه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن عطيّة، عن شريكٍ، عن عطاءٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ في: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا} عذابه: نتفه وتشميسه.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا} قال: نتف ريشه وتشميسه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا} قال: نتف ريشه كلّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا} قال: نتف ريش الهدهد كلّه، فلا يغفو سنةً.
- قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة، قال: نتف ريشه.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا} يقول: نتف ريشه.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، قال: حدّثني ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان، أنّه حدّث أنّ عذابه الّذي كان يعذّب به الطّير نتف جناحه.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: قيل لبعض أهل العلم: هذا الذّبح، فما العذاب الشّديد؟ قال: نتف ريشه بتركه بضعةً تنزو.
- حدّثنا سعيد بن الرّبيع الرّازيّ، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا} قال: نتفه.
- حدّثني سعيد بن الرّبيع، قال: حدّثنا سفيان، عن حصين، عن ابن شدّادٍ، قال: نتفه وتشميسه، {أو لأذبحنّه} يقول: أو لأقتلنّه.
- كما حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {أو لأذبحنّه} يقول: أو لأقتلنّه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عبّاد بن العوّام، عن حصينٍ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا أو لأذبحنّه} الآية، قال: فتلقّاه الطّير، فأخبره، فقال: ألم يستثن؟.
وقوله: {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ} يقول: أو ليأتينّي بحجّةٍ تبيّن لسامعها صحّتها وحقيقتها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا عليّ بن الحسن الأزديّ، قال: حدّثنا المعافى بن عمران، عن سفيان، عن عمّارٍ الدّهنيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كلّ سلطانٍ في القرآن فهو حجّةٌ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ} يقول: ببيّنةٌ أعذره بها، وهو مثل قوله: {الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ} يقول: بغير بيّنةٍ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن رجلٍ، عن عكرمة، قال: كلّ شيءٍ في القرآن سلطانٌ، فهو حجّةٌ.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد، عن قباث بن رزينٍ، أنّه سمع عكرمة يقول: سمعت ابن عبّاسٍ يقول: كلّ سلطانٍ في القرآن فهو حجّةٌ، كان للهدهد سلطانٌ.
- حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا أبو سفيان، عن معمرٍ، عن قتادة: {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ} قال: بعذرٍ بيّنٍ.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبّهٍ: {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ} أي بحجّة عذرٍ له في غيبته.
- حدّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ} يقول: ببيّنةٍ، وهو قول اللّه {الّذين يجادلون في آيات اللّه بغير سلطانٍ} بغير بيّنةٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ} قال: بعذرٍ أعذره فيه). [جامع البيان: 18/32-36]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (لأعذّبنّه عذابًا شديدًا أو لأذبحنّه أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ (21)
قوله: لأعذّبنّه عذابًا شديدًا
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا وكيعٌ، ثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد، عن ابن عبّاسٍ قال: لأعذّبنّه عذابًا شديدًا قال: نتف ريشه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين الهسنجانيّ، ثنا مسدّدٌ، ثنا يحيى، عن ربيعة بن كلثومٍ، عن أبيه، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ لأعذّبنّه عذابًا شديدًا قال: عذابه نتف ريشه، ولا يمتنع من شيءٍ.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا ابن فضيلٍ، عن حصينٍ، عن عبد اللّه بن شدّادٍ في قوله: لأعذّبنّه عذابًا شديدًا قال عذابه نتف ريشه وتشميسه.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس، ثنا يزيد بن زريعٍ، عن قتادة قوله: لأعذّبنّه عذابًا شديدًا كنّا نحدّث أنّ عذابه ذلك نتف ريشه فيذره في المنزل حتّى تأكله الذّرّ والنّمل.
- ذكر، عن بشر بن معاذٍ، ثنا خلف بن خليفة، عن أبي الأسمر لأعذّبنّه عذابًا شديدًا قال أن ينتف ريشه ويضربه بسوطٍ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن رومان، أنّه حدّث أنّ عذابه الّذي كان يعذّب به الطّير نتف ريش جناحه.
- حدّثنا أبي، ثنا عاصم بن سالمٍ الرّازيّ، ثنا الجفريّ يعني الحسن بن أبي جعفرٍ، ثنا ليثٌ، عن مجاهدٍ لأعذّبنّه عذابًا شديدًا أو لأذبحنّه أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ قال: إنّما دفع اللّه عنه، يعني الهدهد ببرّه والدته.
قوله تعالى: أو لأذبحنّه
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ النّحويّ، ثنا عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، قوله: لأعذّبنّه عذابًا شديدًا يقول: أنتف ريشه أو لأذبحنّه يقول، لأقتلنّه.
قوله تعالى: أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ
- حدّثنا عبيد اللّه بن إسماعيل، ثنا المقري، ثنا قباث بن رزينٍ اللّخميّ قال: سمعت عكرمة يقول: سمعت ابن عبّاسٍ يقول: كلّ سلطانٍ في القرآن فهي حجّةٌ كان للهدهد سلطانٌ قول سليمان النّبيّ- صلّى اللّه عليه وسلّم-: أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ
- حدّثنا أبي، ثنا آدم بن أبي إياسٍ، ثنا ورقاء، عن حصين بن عبد الرّحمن، عن عبد اللّه بن شدّاد بن الهاد أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ يعني بعذرٍ بيّنٍ، فلمّا جاء الهدهد استقبلته الطّير فقالوا نعم قد قال إلّا أن يجئ بعذرٍ بيّنٍ فجاءه بالعذر الّذي في القرآن.
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر قال: قال سفيان وتفقّد سليمان الهدهد فقال: أين هو لأعذّبنّه عذابًا شديدًا أو لأذبحنّه الآية فلمّا جاء الهدهد قيل له: ويحك ماذا قال فيك نبيّ اللّه- صلّى الله عليه وسلّم- قال فما قال: قالوا قال لأعذّبنّه عذابًا شديدًا قال: فهل استثنى، قالوا: نعم أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ قال: فقد نجوت إذًا.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، ثنا وكيعٌ، ثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ قال: خبر الحقّ، الصّدق البيّن). [تفسير القرآن العظيم: 9/2862-2863]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال كان كرسي سليمان بن داود يوضع على الريح ومن سار معه من الجن والإنس فتحملهم الريح وتظلهم الطير من فوقهم فعطش ذات يوم فطلب الماء فسأل عنه الجن والإنس فلم يعلموا بمكانه فتفقد الطير عند ذلك فلم يجدوا الهدهد فأوعده وقال لأعذبنه عذابا شديدا يعني أن ينتف ريشه ويشمسه أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين يعني بعذر بين فلما جاء الهدهد استقبلته الطير فقالت له قد أوعدك سليمان فقال لهم الهدهد هل استثنى قالوا نعم قد قال إلا أن يجيء بعذر بين فجاءه بالعذر الذي في القرآن فلما أقبلت بلقيس ملكة سبأ فكانت من سليمان على قدر فرسخ ذكر سليمان السرير فقال أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين فأتي به فأمر به سليمان فغير فلما جاءت قيل لها أهكذا عرشك قالت كأنه هو فقيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته لجة وكشفت عن ساقيها فإذا امرأة شعراء فقال سليمان ما يذهب بهذا الشعر فقيل له النورة فاتخذت النورة يومئذ). [تفسير مجاهد: 470-471]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد لأعذبنه عذابا شديدا يقول أنتف ريشه كله). [تفسير مجاهد: 471]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرناه أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله تعالى: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا} [النمل: 21] قال: «أنتف ريشه». قال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: «كان سليمان بن داود يوضع له ستّ مائة ألف كرسيٍّ، ثمّ يجيء أشراف الإنس حتّى يجلسوا ممّا يليه، ثمّ يجيء أشراف الجنّ حتّى يجلسوا ممّا يلي الإنس، ثمّ يدعو الطّير فيظلّهم، ثمّ يدعو الرّيح فتحملهم، فيسير في الغداة الواحدة مسيرة شهرٍ فبينما هو يسير في فلاةٍ إذ احتاج إلى الماء فجاء الهدهد فجعل ينقر الأرض فأصاب موضع الماء، فجاءت الشّياطين فسلخت ذلك الموضع كما تسلخ الإهاب فأصابوا الماء» فقال نافع بن الأزرق: يا وقّاف، أرأيت الهدهد كيف يجيء فينقر الأرض فيصيب موضع الماء وهو يجيء إلى الفخّ وهو يبصره حتّى يقع في عنقه؟ فقال ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما: «إنّ القدر إذا جاء حال دون البصر» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/440]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن المنذر والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لأعذبنه عذابا شديدا} قال: نتف ريشه). [الدر المنثور: 11/349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن جرير، وعبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {لأعذبنه عذابا شديدا} قال: نتف ريشه كله.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة، مثله). [الدر المنثور: 11/349]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه قال: نتف ريشه والقاؤه للنمل في الشمس). [الدر المنثور: 11/350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن زيد بن رومان قال: إن عذابه الذي كان يعذب به الطير: نتف ريش جناحه). [الدر المنثور: 11/350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أو ليأتيني بسلطان مبين} قال: خبر الحق الصدق البين). [الدر المنثور: 11/350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة في قوله {أو ليأتيني بسلطان مبين} قال: بعذر بين). [الدر المنثور: 11/350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن عكرمة قال: قال ابن عباس: كل سلطان في القرآن حجة ونزع الآية التي في سورة سليمان {أو ليأتيني بسلطان} قال: وأي سلطان كان للهدهد). [الدر المنثور: 11/350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: إنما دفع الله عن الهدهد ببره والدته). [الدر المنثور: 11/350]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي وأبو الشيخ في العظمة عن عكرمة قال: إنما صرف الله عذاب سليمان عن الهدهد لأنه كان بارا بوالديه). [الدر المنثور: 11/351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبه في المصنف، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عبد الله بن شداد قال: كان سليمان عليه السلام إذا أراد أن يسير وضع كرسيه فيأتي من أراد من الإنس والجن ثم يأمر الريح فتحملهم ثم يأمر الطير فتظلهم، فبينا هو يسير اذ عطشوا فقال: ما ترون بعد الماء قالوا: لا ندري، فتفقد الهدهد وكان له منه منزلة ليس بها طير غيره فقال {ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين (20) لأعذبنه عذابا شديدا} وكان عذابه إذا عذب الطير نتفه ثم يجففه في الشمس {أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين} يعني بعذر بين، فلما جاء الهدهد استقبلته الطير فقالت له: قد أوعدك سليمان فقال لهم: هل استثنى فقالوا له: نعم، قد قال: إلا أن يجيء بعذر بين، فجاء بخبر صاحبة سبأ فكتب معه إليها (بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين) فأقبلت بلقيس فلما كانت على قدر فرسخ قال سليمان {أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} فقال سليمان: أريد أعجل من ذلك، فقال الذي عنده علم من الكتاب {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} فأتى بالعرش في نفق في الأرض يعني سرب في الأرض قال سليمان: غيروه، فلما جاءت {قيل أهكذا عرشك} فاستنكرت السرعة ورأت العرش {قالت كأنه هو}، قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته {لجة} ماء {وكشفت عن ساقيها} فإذا هي امرأة شعراء فقال سليمان: ما يذهب هذا فقال بعض الجن: أنا أذهبه، وصنعت له النورة، وكان أول ما صنعت النورة وكان اسمها بلقيس). [الدر المنثور: 11/383-384] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فمكث غير بعيدٍ فقال أحطت بما لم تحط به، وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقينٍ}.
يعني تعالى ذكره بقوله: {فمكث غير بعيدٍ} فمكث سليمان غير طويلٍ من حين سأل عن الهدهد، حتّى جاء الهدهد.
واختلف القرّاء في قراءة قوله: {فمكث} فقرأت ذلك عامّة قرّاء الأمصار سوى عاصمٍ: (فمكث)، بضمّ الكاف، وقرأه عاصمٌ بفتحها، وكلتا القراءتين عندنا صوابٌ، لأنّهما لغتان مشهورتان، وإن كان الضّمّ فيها أعجب إليّ، لأنّها أشهر اللّغتين وأفصحهما.
وقوله: {فقال أحطت بما لم تحط به} يقول: فقال الهدهد حين سأله سليمان عن تخلّفه وغيبته: أحطت بعلم ما لم تحط به أنت يا سليمان.
- كما حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أحطت بما لم تحط به} قال: ما لم تعلم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبّهٍ: {فمكث غير بعيدٍ} ثمّ جاء الهدهد، فقال له سليمان: ما خلّفك عن نوبتك؟ قال: أحطت بما لم تحط به.
وقوله: {وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقينٍ} يقول: وجئتك من سبإٍ بخبرٍ يقينٍ.
- وهو ما: حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبّهٍ: {وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقينٍ} أي أدركت ملكًا لم يبلغه ملكك.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {من سبإٍ} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والكوفة {من سبإٍ}، بالإجراء لمعنى أنّه رجلٌ اسمه سبأٌ. وقرأه بعض قرّاء أهل مكّة والبصرة (من سبأ)، بترك الإجراء، على أنّه اسم قبيلةٍ أو لامرأةٍ.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّهما قراءتان مشهورتان، وقد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماء من القرّاء، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ؛ فالإجراء في سبإٍ وغير الإجراء صوابٌ، لأنّ سبأ إن كان رجلاً كما جاء به الأثر، فإنّه إذا أريد به اسم الرّجل أجري، وإن أريد به اسم القبيلة لم يجر، كما قال الشّاعر في إجرائه:
الواردون وتيمٌ في ذرا سبإٍ = قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
يروى: ذرا، وذرى.
وقد حدّثت عن الفرّاء عن الرّؤاسيّ أنّه سأل أبا عمرو بن العلاء كيف لم يجر سبأً؟ قال: لست أدري ما هو؛
فكأنّ أبا عمرٍو ترك إجراءه إذ لم يدر ما هو، كما تفعل العرب بالأسماء المجهولة الّتي لا تعرفها من ترك الإجراء. حكي عن بعضهم: هذا أبو صعرور قد جاء، فترك إجراءه إذ لم يعرفه في أسمائهم. وإن كان سبأٌ جبلاً أجري لأنّه يراد به الجبل بعينه، وإن لم يجر فلأنّه يجعل اسمًا للجبل وما حوله من البقعة). [جامع البيان: 18/37-38]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فمكث غير بعيدٍ فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقينٍ (22)
قوله تعالى: فمكث غير بعيدٍ
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا محمّد بن موسى الحرشيّ، ثنا أبو خلفٍ، ثنا يونس، عن الحسن أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ بعذرٍ بيّنٍ أعذره به يقول: فمكث غير بعيدٍ
قوله تعالى: فقال أحطت بما لم تحط به
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن أبي حمّادٍ، ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ أحطت بما لم تحط به أطّلعت على ما لم تطّلع عليه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين بإسناده إلى سفيان أحطت بما لم تحط به يقول علمت ما لم تحط به وما لم تعلم به.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: أحطت بما لم تحط به أي بلغت ما لم تبلغ أنت ولا جنودك.
قوله تعالى: وجئتك من سبإٍ
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقينٍ أي أدركت ملكًا لم يبلغه ملكك.
قوله تعالى: من سبإ
- قرى على يونس بن عبد الأعلى، أخبرني ابن وهبٍ، أخبرني ابن لهيعة قال: يقولون: إنّ مأرب مدينة بلقيس لم يكن بينها وبين بيت المقدس إلا ميلٌ، فلمّا غضب اللّه عليها بعّدها فهي اليوم باليمن وهي الّتي ذكر اللّه في القرآن لقد كان لسبإٍ في مسكنهم آيةٌ حتّى بلغ ذلك جزيناهم بما كفروا.
- حدّثنا محمّد بن يحيى، أنبأ العبّاس بن الوليد، ثنا يزيد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة قوله: وجئتك من سبإٍ وسبأٌ بأرض اليمن يقال له مأربٌ بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاثة أيّامٍ.
- حدّثنا محمّد بن الفرج الأصبهانيّ، ثنا محمّد بن يحيى بن فيّاضٍ، ثنا أبو بكرٍ الحنفيّ، ثنا غالبٌ الجزريّ قال: سمعت السّدّيّ، يقول بعث إلى سبأٍ اثنا عشر نبيا فسمى تبع لكثرة من تبعه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا أحمد بن الصّبّاح، ثنا الخفاف، عن إسماعيل، عن الحسن من سبإٍ بنبأ يقينٍ يجعلها أرضًا.
- ذكر، عن أحمد بن الصّبّاح، ثنا الخفّاف، عن سعيدٍ، عن قتادة وجئتك من سبإٍ بنبأٍ يقينٍ قال قتادة: يجعلك رجلا.
- حدّثنا أبي، ثنا أحمد بن إبراهيم الدّورقيّ، ثنا وكيعٌ، ثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ وجئتك من سبإٍ بنبأ يقينٍ قال الخبر الحقّ.
قوله تعالى: يقينٍ
- حدّثنا عليّ بن الحسين الهسنجانيّ، ثنا مسدّدٌ، ثنا سفيان، عن عطاء بن السّائب، عن مجاهدٍ أنّ ابن عبّاسٍ قال بنبأ يقينٍ قال خبرٌ حقٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 9/2863-2865]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {أحطت بما لم تحط به} قال: اطلعت على ما لم تطلع عليه). [الدر المنثور: 11/351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وجئتك من سبإ بنبإ يقين} قال: خبر حق). [الدر المنثور: 11/351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وجئتك من سبإ} قال: سبأ بأرض اليمن يقال لها: مأرب، بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليال {بنبإ يقين} قال: بخبر حق). [الدر المنثور: 11/351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن لهيعة قال: يقولون ان مأرب مدينة بلقيس، لم يكن بينها وبين بيت المقدس إلا ميل فلما غضب الله عليها بعدها، وهي اليوم باليمن وهي التي ذكر الله القرآن {لقد كان لسبإ في مسكنهم} سبأ الآية 15). [الدر المنثور: 11/351]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: بعث إلى سبأ اثنا عشر نبيا منهم: تبع). [الدر المنثور: 11/352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن أنه قرأ {من سبإ بنبإ يقين} قال: بجعله أرضا). [الدر المنثور: 11/352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة أنه قرأ {من سبإ بنبإ} قال: يجعله رجلا). [الدر المنثور: 11/352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبه في المصنف، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن عبد الله بن شداد قال: كان سليمان عليه السلام إذا أراد أن يسير وضع كرسيه فيأتي من أراد من الإنس والجن ثم يأمر الريح فتحملهم ثم يأمر الطير فتظلهم، فبينا هو يسير اذ عطشوا فقال: ما ترون بعد الماء قالوا: لا ندري، فتفقد الهدهد وكان له منه منزلة ليس بها طير غيره فقال {ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين (20) لأعذبنه عذابا شديدا} وكان عذابه إذا عذب الطير نتفه ثم يجففه في الشمس {أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين} يعني بعذر بين، فلما جاء الهدهد استقبلته الطير فقالت له: قد أوعدك سليمان فقال لهم: هل استثنى فقالوا له: نعم، قد قال: إلا أن يجيء بعذر بين، فجاء بخبر صاحبة سبأ فكتب معه إليها (بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وائتوني مسلمين) فأقبلت بلقيس فلما كانت على قدر فرسخ قال سليمان {أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك} فقال سليمان: أريد أعجل من ذلك، فقال الذي عنده علم من الكتاب {أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك} فأتى بالعرش في نفق في الأرض يعني سرب في الأرض قال سليمان: غيروه، فلما جاءت {قيل أهكذا عرشك} فاستنكرت السرعة ورأت العرش {قالت كأنه هو}، قيل لها ادخلي الصرح فلما رأته حسبته {لجة} ماء {وكشفت عن ساقيها} فإذا هي امرأة شعراء فقال سليمان: ما يذهب هذا فقال بعض الجن: أنا أذهبه، وصنعت له النورة، وكان أول ما صنعت النورة وكان اسمها بلقيس). [الدر المنثور: 11/383-384] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى إني وجدت امرأة تملكهم قال بلغني أنها امرأة تسمى بلقيس أحسبه قال ابنة شراحيل أحد أبويها من الجن مؤخر إحدى قدميها كحافر الدابة وكانت في بيت مملكة وكان أولو مشورتها ثلاث مائة واثني عشر رجلا كل رجل منهم على عشرة آلاف رجل وكانت بأرض يقال لها مأرب من صنعاء على ثلاثة أيام فلما جاء الهدهد بخبرها إلى سليمان كتب الكتاب وبعث به مع الهدهد فجاءها وقد غلقت الأبواب وكانت تغلق أبوابها وتضع مفاتيحها تحت رأسها فجاء الهدهد فدخل من الكوة فألقى الصحيفة عليها فقرأتها فإذا فيها إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم حتى مسلمين قال وكذلك كانت الأنبياء لا تطنب إنما تكتب جملا فقال سليمان للجن أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين فأخبر سليمان أنها قد خرجت لتأتيه وأخبر بعرشها فأعجبه وكان من ذهب وقوائمه من جوهر مكلل باللؤلؤ فعرف أنهم إذا جاءوا مسلمين لم تحلل له أموالهم فقال أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين). [تفسير عبد الرزاق: 2/80-81]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(وقال ابن عبّاسٍ: {ولها عرشٌ} [النمل: 23] : «سريرٌ كريمٌ حسن الصّنعة، وغلاء الثّمن»). [صحيح البخاري: 6/112]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال ابن عبّاسٍ ولها عرشٌ سريرٌ كريمٌ حسن الصّنعة وغلاء الثّمن وصله الطّبريّ من طريق بن جريج عن عطاء عن بن عبّاس في قوله ولها عرش عظيم قال سريرٌ كريمٌ حسن الصّنعة قال وكان من ذهبٍ وقوائمه من جوهرٍ ولؤلؤٍ ولابن أبي حاتمٍ من طريق زهير بن محمّدٍ قال حسن الصّنعة غالي الثّمن سريرٌ من ذهبٍ وصفحتاه مرمولٌ بالياقوت والزّبرجد طوله ثمانون ذراعًا في أربعين). [فتح الباري: 8/504]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله فيه
وقال ابن عبّاس {ولها عرش عظيم} سرير {كريم} حسن الصّنعة وغلاء الثّمن مسلمين {طائعين} ردف {اقترب} جامدة {قائمة} أوزعني {اجعلني} وقال مجاهد {نكروا} غيروا {وأوتينا العلم} يقوله سليمان {الصرح} بركة ماء ضرب عليها سليمان قوارير ألبسها إيّاه
أما تفاسير ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح ثنا معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 23 النّمل {ولها عرش عظيم} قال سرير كريم حسن الصّنعة وغلاء الثّمن). [تغليق التعليق: 4/275]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال ابن عبّاسٍ ولها عرشٌ عظيمٌ سريرٌ كريمٌ حسن الصّنعة وغالي الثّمن
أي: قال ابن عبّاس في تفسير قوله تعالى: {ولها} أي: ولبلقيس {عرش عظيم} (النّمل: 23) يعني: سرير كريم وصفه بالكرم على سبيل المجاز على أنه من خيار السرر وأنفسها، كما في قوله: {تأخذ كرائم أموال النّاس وهي خيارها ونفائسها. قوله: (حسن الصّنعة) } ، بفتح الحاء والسّين، وقال الكرماني: حسن الصّنعة مبتدأ أو خبره محذوف أي: له، وهذا يدل على أنه بضم الحاء وسكون السّين. قوله: (غالي الثّمن) ، ويروى: غلا الثّمن، وهو عطف على ما قبله، وقال الثّعلبيّ: عرش عظيم ضخم حسن وكان مقدمه من ذهب مفضض بالياقوت الأحمر والزمرد الأخضر ومؤخره من فضّة مكلل بألوان الجواهر، وله أربع قوائم قائمة من ياقوت أصفر وقائمة من زمرد أخضر وقائمة من در، وصفائح السرير من ذهب وعليه سبعة أبيات على كل بيت باب مغلق. وعن ابن عبّاس: كان عرش بلقيس ثلاثين ذراعا في ثلاثين ذراعا وطوله في الهواء ثلاثون ذراعا، وعن مقاتل ثمانين ذراعا في ثمانين ذراعا وطوله في الهواء ثمانون ذراعا مكلل بالجواهر). [عمدة القاري: 19/103]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال ابن عباس) -رضي الله عنهما- فيما وصله الطبري في قوله تعالى: {ولها عرش} [النمل: 23] أي (سرير).
({كريم} حسن الصنعة) بضم الحاء وسكون السين (وغلاء الثمن) وكان مضروبًا من الذهب مكللًا بالدر والياقوت الأحمر والزبرجد الأخضر وقوائمه من الياقوت والزمرد وعليه سبعة أبواب على كل بيت باب مغلق. وقال ابن عباس: كان عرشها ثلاثين ذراعًا في ثلاثين ذراعًا وطوله في السماء ثلاثون ذراعًا وعند ابن أبي حاتم ثمانون ذراعًا في أربعين). [إرشاد الساري: 7/280-281]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّي وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كلّ شيءٍ ولها عرشٌ عظيمٌ (23) وجدتّها وقومها يسجدون للشّمس من دون اللّه وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل فهم لا يهتدون}.
يقول تعالى مخبرًا عن قيل الهدهد لسليمان مخبرًا بعذره في مغيبه عنه: {إنّي وجدت امرأةً تملكهم} يعني تملك سبأ، وإنّما صار هذا الخبر للهدهد عذرًا وحجّةً عند سليمان درأ به عنه ما كان أوعده به، لأنّ سليمان كان لا يرى أنّ في الأرض أحدًا له مملكةٌ معه، وكان مع ذلك صلّى اللّه عليه وسلّم رجلاً حبّب إليه الجهاد والغزو، فلمّا دلّه الهدهد على ملكٍ بموضعٍ من الأرض هو لغيره، وقومٍ كفرةٍ يعبدون غير اللّه له في جهادهم وغزوهم الأجر الجزيل والثّواب العظيم في الآجل، وضمّ مملكةٍ لغيره إلى ملكه، حقّت للهدهد المعذرة، وصحّت له الحجّة في مغيبه عن سليمان.
وقوله: {وأوتيت من كلّ شيءٍ} يقول: وأوتيت من كلّ شيءٍ يؤتاه الملك في عاجل الدّنيا ممّا يكون عندهم من العتاد والآلة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي عبيدة الباجيّ، عن الحسن، قوله: {وأوتيت من كلّ شيءٍ} يعني: من كلّ أمر الدّنيا.
وقوله {ولها عرشٌ عظيمٌ} يقول: ولها كرسيّ عظيمٌ. وعني بالعظيم في هذا الموضع العظيم في قدره، وعظّم خطره، لا عظّمه في الكبر والسّعة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ الخراسانيّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولها عرشٌ عظيمٌ} قال: سريرٌ كريمٌ، قال: حسن الصّنعة، وعرشها: سريرٌ من ذهبٍ، قوائمه من جوهرٍ ولؤلؤٍ.
- قال: حدّثني حجّاجٌ، عن أبي عبيدة الباجيّ، عن الحسن، قوله: {ولها عرشٌ عظيمٌ} يعني سريرٌ عظيمٌ). [جامع البيان: 18/39-40]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (إنّي وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كلّ شيءٍ ولها عرشٌ عظيمٌ (23)
قوله تعالى: إنّي وجدت امرأةً تملكهم
- حدّثنا عليّ بن الحسن، ثنا محمّد بن موسى الحرشيّ، ثنا أبو خلفٍ، ثنا يونس، عن الحسن إنّي وجدت امرأةً تملكهم وهي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأٍ.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، أنبأ عبد الرّزّاق ، أنبأ معمرٌ، عن قتادة قوله: إنّي وجدت امرأةً تملكهم قال: بلغني أنّها امرأةٌ تدعى بلقيس أحسبه، قال بنت: شراحيل أحد أبويها من الجنّ مؤخّر إحدى قدميها، مثل حافر الدّابّة وكانت في بيت مملكةٍ.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالحٍ، ثنا الوليد، ثنا زهير بن محمّدٍ، قال: فبينما هو واقفٌ على متن الرّيح يقول ذلك أقبل الهدهد وهو يقول: وجئتك من سبإٍ بنبأ يقينٍ إنّي وجدت امرأةً تملكهم قال زهيرٌ، وهي بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن الرّيّان، وأمّها فارعة الجنّيّة.
- حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا سعيد بن عمرٍو الأشعثيّ أنبأ سفيان، عن ابن جريجٍ، قال: بلقيس بنت ذي شريحٍ وأمّها بلقته.
- حدّثنا عليّ بن الحسن الهسنجانيّ، ثنا مسدّدٌ، ثنا سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السّائب، عن مجاهدٍ أنّ ابن عبّاسٍ قال: لصاحبة سليمان ألف قيلٍ تحت كلّ قيلٍ مائة ألفٍ.
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا ابن نميرٍ، عن الأعمش، عن مجاهدٍ، قال: كان تحت يدي ملكة سبأ اثنا عشر ألف قيل، تحت كل قيل مائة ألف مقاتلٍ.
- أخبرنا أبو عبد اللّه الطّهرانيّ فيما كتب إليّ، أنبأ عبد الرّزّاق، أنبأ معمرٌ، عن قتادة في قوله: إنّي وجدت امرأةً تملكهم قال: كانت في بيت مملكةٍ، وكان أولوا مشورتها ثلاثمائةٍ واثني عشر رجلًا كلّ رجلٍ منهم على عشرة آلافٍ من الرّجال، وكانت بأرضٍ يقال لها مأربٌ على ثلاثة أيّامٍ من صنعاء.
- حدّثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن منيبٍ، ثنا أبو معاذٍ الفضل بن خالدٍ، عن عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، قوله: إنّي وجدت امرأةً تملكهم الآية فأنكر سليمان أن يكون لأحدٍ على الأرض سلطانٌ غيره.
قوله تعالى: وأوتيت من كلّ شيءٍ
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان بن الأشعث، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ وأوتيت من كلّ شيءٍ قال: من كلّ شيءٍ في أرضها.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن أبي حمّادٍ، ثنا مهران، عن سفيان وأوتيت من كلّ شيءٍ قال: من أنواع الدّنيا.
قوله تعالى: ولها عرشٌ عظيمٌ
- حدّثنا أحمد بن يحيى بن مالكٍ السّوسيّ، ثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ عن سعيدٍ، عن قتادة ولها عرشٌ عظيمٌ قال: عرشها سريرها- وروي، عن عطاءٍ الخراسانيّ والسّدّيّ مثل ذلك.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عمرو بن عبّادٍ، ثنا هشام بن عبيد اللّه، ثنا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه في قول اللّه: ولها عرشٌ عظيمٌ قال: المجلس.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن أبي حمّادٍ، ثنا مهران، عن سفيان ولها عرشٌ عظيمٌ والعرش الكرسيّ.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق قوله: ولها عرشٌ عظيمٌ سرير ملكها الّتي كانت تجلس عليه وكان من ذهبٍ مفصّصٍ بالياقوت، والزّبرجد، واللّؤلؤ، فجعل في سبعة أبياتٍ بعضها في بعضٍ ثمّ أقفلت عليه الأبواب وكانت إنّما تخدمها النّساء معها ستّمائة امرأةٍ يخدمنها.
قوله تعالى: عظيمٌ
- أخبرنا العبّاس بن الوليد بن مزيدٍ البيروتيّ قراءةً أخبرني محمّد بن شعيب بن شابور، أخبرني عثمان بن عطاءٍ عن أبيه عطاءٍ الخراسانيّ في قوله: ولها عرشٌ عظيمٌ قال: العرش السّرير، والعظيم حسن الصّنعة غالي الثّمن
- ذكر، عن عمرٍو العنقزيّ، ثنا أبو بكرٍ الهذليّ، عن عطاءٍ ولها عرشٌ عظيمٌ قال: خشبه الذّهب، وقوائمه الجوهر.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان بن صالحٍ، ثنا الوليد، ثنا زهير بن محمّدٍ في قول اللّه: ولها عرشٌ عظيمٌ يقول: حسن الصّنعة، غالي الثّمن سريرٌ من ذهبٍ وصفحتاه مرمولٌ بالياقوت والزّبرجد، طوله ثمانون ذراعًا في أربعين عرضًا). [تفسير القرآن العظيم: 9/2865-2867]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {إني وجدت امرأة تملكهم} قال: كان اسمها بلقيس بنت أبي شبرة وكانت هلباء شعراء). [الدر المنثور: 11/352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {إني وجدت امرأة تملكهم} قال: هي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ). [الدر المنثور: 11/352]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن قتادة قال: بلغني انها امرأة تسمى بلقيس بنت شراحيل أحد أبوايها من الجن، مؤخر إحدى قدميها مثل حافر الدابة، وكانت في بيت مملكة). [الدر المنثور: 11/353]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد قال: هي بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن ريان وأمها فارعة الجنية). [الدر المنثور: 11/353]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن جريج قال: بلقيس بنت أبي شرح وأمها بلقته.
وأخرج ابن مردويه عن سفيان الثوري، مثله). [الدر المنثور: 11/353]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن الحسن قال: كانت ملكة سبأ اسمها ليلى وسبأ مدينة باليمن وبلقيس حميرية). [الدر المنثور: 11/353]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة، وابن مردويه، وابن عساكر عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم احدى أبوي بلقيس كان جنيا). [الدر المنثور: 11/353-354]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن عساكر عن قتادة قال: ذكر لنا أن ملك سبأ كانت امرأة باليمن، كانت في بيت مملكة يقال لها بلقيس بنت شراحيل، هلك أهل بيتها فملكها قومها). [الدر المنثور: 11/354]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن المنذر عن مجاهد قال: صاحبة سبأ كانت أمها جنية). [الدر المنثور: 11/354]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحكيم الترمذي، وابن مردويه عن عثمان بن حاضر قال: كانت أم بلقيس امرأة من الجن يقال لها: بلقمة بنت شيصان). [الدر المنثور: 11/354]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن عساكر عن الحسن أنه سئل عن ملكة سبا فقال: إن أحد أبويها جني، فقال: الجن لا يتوالدون أي أن المرأة من الأنس لا تلد من الجن). [الدر المنثور: 11/354]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: كان لصاحبة سليمان اثنا عشر ألف قيل تحت كل قيل مائة ألف). [الدر المنثور: 11/355]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال: لما قال {إني وجدت امرأة تملكهم} أنكر سليمان أن يكون لاحد على الأرض سلطان غيره). [الدر المنثور: 11/355]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وأوتيت من كل شيء} قال: من كل شيء في أرضها). [الدر المنثور: 11/355]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله {وأوتيت من كل شيء} قال: من أنواع الدنيا). [الدر المنثور: 11/355]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله {ولها عرش عظيم} قال: سرير كريم من ذهب وقوائمه من جوهر ولؤلؤ حسن الصنعة غالي الثمن). [الدر المنثور: 11/355]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زهير بن محمد في قوله {ولها عرش عظيم} قال: سرير من ذهب وصفحتاه مرمول بالياقوت والزبرجد طوله ثمانون ذراعا في عرض أربعين ذراعا). [الدر المنثور: 11/355-356]

تفسير قوله تعالى: (وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وجدتها وقومها يسجدون للشّمس من دون اللّه} يقول: وجدت هذه المرأة ملكة سبأٍ، وقومها من سبإٍ، يسجدون للشّمس فيعبدونها من دون اللّه.
وقوله: {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم} يقول: وحسّن لهم إبليس عبادتهم الشّمس، وسجودهم لها من دون اللّه، وحبّب ذلك إليهم، {فصدّهم عن السّبيل} يقول: فمنعهم بتزيينه ذلك لهم أن يتّبعوا الطّريق المستقيم، وهو دين اللّه الّذي بعث به أنبياءه، ومعناه: فصدّهم عن سبيل الحقّ، {فهم لا يهتدون} يقول: فهم لما قد زيّن لهم الشّيطان ما زيّن من السّجود للشّمس من دون اللّه، والكفر به، لا يهتدون لسبيل الحقّ، ولا يسلكونه، ولكنّهم في ضلالهم الّذي هم فيه يتردّدون). [جامع البيان: 18/40]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وجدتها وقومها يسجدون للشّمس من دون اللّه وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل فهم لا يهتدون (24)
قوله تعالى: وجدتها وقومها يسجدون للشّمس من دون اللّه
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن يزيد بن رومان وجدتها وقومها يسجدون للشّمس من دون اللّه كانت لها كوّةٌ في بيتها إذا طلعت الشّمس نظرت إليها فسجدت لها.
قوله تعالى: وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ العوفيّ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، حدّثني عمّي، حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم وقد زيّن لهم إبليس أعمالهم.
قوله: فصدّهم، عن السّبيل فهم لا يهتدون
- حدّثنا أبي، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن أبي سعدٍ يعني سعيد بن المرزيان، عن عكرمة في قوله: لا يهتدون لا يعرفون). [تفسير القرآن العظيم: 9/2867-2868]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد بن رومان في قوله {وجدتها وقومها يسجدون للشمس} قال: كانت لها كوة في بيتها إذا طلعت الشمس نظرت إليها فسجدت لها). [الدر المنثور: 11/356]

تفسير قوله تعالى: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى الذي يخرج الخبء قال هو السر). [تفسير عبد الرزاق: 2/81]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) :(والخبء: «ما خبأت»). [صحيح البخاري: 6/112]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله الخبء ما خبأت في رواية غير أبي ذرٍّ والخبء بزيادة واو في أوله وهذا قول بن عبّاسٍ أخرجه الطّبريّ من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه قال يخرج الخبء يعلم كلّ خفيّةٍ في السّماوات والأرض وقال الفراء في قوله يخرج الخبء أي الغيث من السّماء والنّبات من الأرض قال وفي هنا بمعنى من وهو كقولهم ليستخرجنّ العلم فيكم أي الّذي منكم وقرأ بن مسعودٍ يخرج الخبء من بدل في وروى عبد الرّزّاق عن معمرٍ عن قتادة قال الخبء السّرّ ولابن أبي حاتمٍ من طريق عكرمة مثله ومن طريق مجاهدٍ قال الغيث ومن طريق سعيد بن المسيّب قال الماء). [فتح الباري: 8/504]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (والخبء ما خبأت
أشار به إلى قوله تعالى: {ألا يسجدوا لله الّذي يخرج الخبء} (النّمل: 25) الآية. وفسره بقوله: (ما خبأت) وعن الفراء يخرج الخبء أي الغيث من السّماء والنبات من الأرض. قوله: (والخبء) بالواو في أوله في رواية أبي ذر، وفي رواية غيره بلا واو، ومثل هذه الواو تسمى: واو الاستفتاح، هكذا سمعت من أساتذتي الكبار). [عمدة القاري: 19/103]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({الخبء}) لغير أبي ذر: والخبء بزيادة واو ومراده قوله تعالى: {ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء} [النمل: 25] هو (ما خبأت) يقال خبأت الشيء أخبؤه خبأ أي سترته ثم أطلق على الشيء المخبوء ونحوه هذا خلق الله، وقيل: الخبء في السماوات المطر وفي الأرض النبات، وقيل الغيب وهو يدل على كمال القدرة وسمي الخبوء بالمصدر ليتناول جميع الأموال والأرزاق). [إرشاد الساري: 7/280]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ألاّ يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السّموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون (25) اللّه لا إله إلاّ هو ربّ العرش العظيم}.
اختلف القرّاء، في قراءة قوله {ألاّ يسجدوا للّه} فقرأ بعض المكّيّين وبعض المدنيّين والكوفيّين (ألا)، بالتّخفيف، بمعنى: ألا يا هؤلاء اسجدوا، فأضمروا هؤلاء اكتفاءً بدلالة يا عليها.
وذكر بعضهم سماعًا من العرب: ألا يا ارحمنا، ألا يا تصدّق علينا؛ واستشهد أيضًا ببيت الأخطل:
ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر = وإن كان حيّانا عدا آخر الدّهر
فعلى هذه القراءة اسجدوا في هذا الموضع جزم، ولا موضع لقوله ألا في الإعراب.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والكوفة والبصرة {ألاّ يسجدوا} بتشديد {ألاّ} بمعنى: وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم لئلاّ يسجدوا للّه {ألاّ} في موضع نصبٍ لما ذكرت من معناه أنّه (لئلاّ)، و{يسجدوا} في موضع نصبٍ بـ(أن).
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماء من القرّاء مع صحّة معنييهما.
واختلف أهل العربيّة في وجه دخول يا في قراءة من قرأه على وجه الأمر، فقال بعض نحويّي البصرة: من قرأ ذلك كذلك، فكأنّه جعله أمرًا، كأنّه قال لهم: اسجدوا، وزاد (يا) بينهما الّتي تكون للتّنبيه، ثمّ أذهب ألف الوصل الّتي في اسجدوا، وأذهبت الألف الّتي في (يا) لأنّها ساكنةٌ لقيت السّين، فصار (ألا يسجدوا).
وقال بعض نحويّي الكوفة: هذه (يا) الّتي تدخل للنّداء يكتفى بها من الاسم، ويكتفى بالاسم منها، فتقول: يا أقبل، وزيدٌ أقبل، وما سقط من السّواكن فعلى هذا.
ويعني بقوله: {يخرج الخبء} يخرج المخبوء في السّماوات والأرض من غيثٍ في السّماء، ونباتٍ في الأرض ونحو ذلك.
وبالّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل، وإن اختلفت عبارتهم عنه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا ابن المبارك، عن ابن جريجٍ، قراءةً عن مجاهدٍ: {يخرج الخبء في السّموات} قال: الغيث.
- حدّثني محمّد بن عمر، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى؛ وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {يخرج الخبء} قال: الغيث.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {الّذي يخرج الخبء في السّموات والأرض} قال: خبء السّماء والأرض: ما جعل اللّه فيهما من الأرزاق، والمطر من السّماء، والنّبات من الأرض، كانتا رتقًا، لا تمطر هذه ولا تنبت هذه، ففتق السّماء، وأنزل منها المطر، وأخرج النّبات.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: حدّثنا عيسى بن يونس، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن حكيم بن جابرٍ، في قوله: {ألاّ يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السّموات والأرض} ويعلم كلّ خفيّةٍ في السّماوات والأرض.
- حدّثني محمّد بن عمارة، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى، قال: أخبرنا أسامة بن زيدٍ، عن معاذ بن عبد اللّه، قال: رأيت ابن عبّاسٍ على بغلةٍ يسأل تبّعًا ابن امرأة كعبٍ: هل سألت كعبًا عن البذر، تنبت الأرض العام لم يصب العام الآخر؟ قال: سمعت كعبًا يقول: البذر ينزل من السّماء ويخرج من الأرض، قال: صدقت.
قال أبو جعفرٍ: إنّما هو تبيعٌ، ولكن هكذا قال محمّدٌ.
وقيل: {يخرج الخبء في السّماوات والأرض}: معناه يخرج الخبء من السّماوات والأرض لأنّ العرب تضع (من) مكان (في) و(في) مكان (من) في الاستخراج.
{ويعلم ما تخفون وما تعلنون} يقول: ويعلم السّرّ من أمور خلقه، هؤلاء الّذين زيّن لهم الشّيطان أعمالهم والعلانية منها، وذلك على قراءة من قرأ ألاّ بالتّشديد. وأمّا على قراءة من قرأ بالتّخفيف فإنّ معناه: ويعلم ما يسرّه خلقه الّذين أمرهم بالسّجود بقوله: ألا يا هؤلاء اسجدوا. وقد ذكر أنّ ذلك في قراءة أبيٍّ: (ألاّ تسجدون للّه الّذي يعلم سرّكم وما تعلنون) ). [جامع البيان: 18/41-44]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ألّا يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون (25)
قوله تعالى: ألا يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السماوات والأرض
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ، حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ في قوله: يخرج الخبء في السماوات والأرض يعلم كلّ خفيّةٍ في السّماوات والأرض.
- حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ، أنبأ حفص بن عمر، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة في قوله: يخرج الخبء في السماوات والأرض قال: الخبء السّرّ.
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: يخرج الخبء الغيب- وروي عن سعيد بن جبيرٍ وقتادة مثل قول عكرمة.
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيدٍ القطّان، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: يخرج الخبء قال: الغيث
- وروي، عن حكيم بن جابرٍ أنّه الغيث.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن أبي صفوان، ثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، ثنا عبد الحميد بن عمرو بن سعيدٍ، عن أبي يزيد التّيميّ، عن سعيد بن المسيّب أنّه سئل، عن قوله: يخرج الخبء قال: الخبء الماء.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ أنبأ أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: الّذي يخرج الخبء في السماوات والأرض قال: خبء السّماوات والأرض، ما جعل فيها من الأرزاق والقطر من السّماء والنّبات من الأرض.
قوله تعالى: ويعلم ما تخفون وما تعلنون
- أخبرنا محمّد بن سعدٍ فيما كتب إليّ، حدّثني أبي، حدّثني عمّي حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: ويعلم ما تخفون وما تعلنون يقول: يعلم ما عملوا باللّيل والنّهار.
- حدّثنا أبي، ثنا هوذة، ثنا عوفٌ، عن الحسن يعلم ما تخفون وما تعلنون قال في ظلمة اللّيل، وفي أجواف بيوتهم). [تفسير القرآن العظيم: 9/2868-2869]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يخرج الخبء قال يخرج الغيث). [تفسير مجاهد: 471]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {يخرج الخبء} قال: يعلم كل خفية في السماء والأرض). [الدر المنثور: 11/356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله {يخرج الخبء} قال: الغيب). [الدر المنثور: 11/356]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {يخرج الخبء} قال: السر.
وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد عن قتادة، مثله). [الدر المنثور: 11/356-357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب في قوله {يخرج الخبء} قال: الماء). [الدر المنثور: 11/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن حكيم بن جابر في قوله {يخرج الخبء} قال: المطر). [الدر المنثور: 11/357]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد في الآية قال: خبء السموات والأرض، ما جعل من الارزاق والقطر من السماء والنبات من الأرض). [الدر المنثور: 11/357]

تفسير قوله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {اللّه لا إله إلاّ هو ربّ العرش العظيم} يقول تعالى ذكره: اللّه الّذي لا تصلح العبادة إلاّ له، لا إله إلاّ هو، لا معبود سواه تصلح له العبادة، فأخلصوا له العبادة، وأفردوه بالطّاعة، ولا تشركوا به شيئًا.
{ربّ العرش العظيم} يعني بذلك: مالك العرش العظيم الّذي كلّ عرشٍ وإن عظم فدونه، لا يشبهه عرش ملكة سبأ ولا غيره.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ؛ في قوله: {أحطت بما لم تحط به} إلى قوله {لا إله إلاّ هو ربّ العرش العظيم} هذا كلّه كلام الهدهد.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، بنحوه). [جامع البيان: 18/44]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (اللّه لا إله إلّا هو ربّ العرش العظيم (26)
قوله تعالى: اللّه
- حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّبّاح، ثنا إسماعيل بن عليّة، عن أبي رجاءٍ، حدّثني رجلٌ، عن جابر بن زيدٍ أنّه قال: اسم اللّه الأعظم هو اللّه ألم تسمع أنّه يقول: هو اللّه الّذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم.
قوله تعالى: اللّه لا إله إلا هو
- قرئ على يونس بن عبد الأعلى أنبأ ابن وهبٍ، وحدّثني أيضًا عمر بن محمّدٍ، عن سهيل بن أبي صالحٍ، عن أبيه، أخبرني السّلوليّ، عن كعبٍ قال: لا إله إلا اللّه، كلمة الإخلاص.
- حدّثنا محمّد بن يحيى أنبأ أبو غسّان، ثنا سلمة قال: قال محمّد ابن إسحاق اللّه لا إله إلا هو أي ليس معه غيره شريكٌ في أمره.
قوله تعالى: رب العرش العظيم
- تقدّم تفسير العرش في غير موضعٍ واللّه أعلم). [تفسير القرآن العظيم: 9/2869]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 10:36 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {وتفقّد الطّير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} [النمل: 20] أم هو غائبٌ.
سعيدٌ، عن قتادة، قال: ذكر لنا أنّ سليمان أراد أن يأخذ مفازةً، فدعا بالهدهد، وكان سيّد الهداهد، ليعلم له مسافة الماء، وكان قد أعطي من البصر بذلك شيئًا
[تفسير القرآن العظيم: 2/537]
لم يعطه غيره من الطّير.
وقال الكلبيّ: كان يدلّه على الماء إذا نزل النّاس وكان ينقر بمنقاره في الأرض فيخبر سليمان كم بينه وبين الماء من قامةٍ.
- قال يحيى: وحدّثني محمّد بن راشدٍ التّيميّ، أنّ نافع بن الأزرق سأل ابن عبّاسٍ: لم تفقّد سليمان الهدهد؟ قال: إنّهم كانوا إذا سافروا نقر لهم الهدهد عن أقرب الماء في الأرض، فقال نافع بن الأزرق: وكيف يعلم أقرب الماء في الأرض، ولا يعلم بالفخّ حتّى يأخذ بعنقه؟ قال ابن عبّاسٍ: أما علمت أنّ الحذر لا يغني مع القدر شيئًا؟.
وقال الحسن: كان سليمان إذا أراد أن يركب جاءت الرّيح، فوضع سرير مملكته عليها، ووضعت الكراسيّ والمجالس على الرّيح، وجلس سليمان على سريره، وجلس وجوه أصحابه على منازلهم في الدّين عنده من الجنّ والإنس، والجنّ يومئذٍ ظاهرةٌ للإنس، رجالٌ أمثال الإنس إلا أنّهم أدمٌ، يحجّون جميعًا ويصلّون جميعًا، ويعتمرون جميعًا، والطّير ترفرف على رأسه ورءوسهم، والشّياطين
حرسه لا يتركون أحدًا يتقدّم بين يديه وهو قوله: {فهم يوزعون} [النمل: 17] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/538]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) :
(وقوله عزّ وجلّ: {وتفقّد الطّير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين}

بفتح الياء ، وإسكانها في مالي، والفتح أجود، وقد فسرنا ذلك.
وقوله {أم كان من الغائبين}: معناه: بل كان من الغائبين.
وجاء في التفسير : أن سليمان صلى الله عليه وسلم تفقد الهدهد ؛ لأنه كان مهندس الماء، وكان سليمان عليه السلام، إذا نزل بفلاة من الأرض ، عرف مقدار مسافة الماء من الهدهد.
وقيل : إنّ الهدهد يرى الماء في الأرض ، كما يرى الماء في الزّجاجة.). [معاني القرآن: 4/113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد}
قال أبو مجلز : قال ابن عباس لعبد الله بن سلام : أريد أن أسألك عن ثلاث مسائل ؟.
قال : أتسألني ، وأنت تقرأ القرآن ؟!.
قال : نعم ، ثلاث مرات
قال : لم تفقد سليمان الهدهد دون سائر الطير؟.
قال:أحتاج إلى الماء ، ولم يعرف عمقه ، أو قال: مسافته ، وكان الهدهد يعرف ذلك دون الطير ، فتفقده .
وفي غير هذا عن ابن عباس ،’ أن نافع بن الأزرق قال له:كيف هذا ، والصبي يصيده ؟!، فقال له ابن عباس : إذا وقع القضاء عمي البصر .
وقال عطاء : حدثنا مجاهد ، عن ابن عباس قال: كان سليمان يجلس ، وتجعل السرر بين يديه ، ويأمر الإنس فيجلسون عليها ، ثم يأمر الجن فيجلسون من ورائهم ، ثم يأمر الشياطين فيجلسون من ورائهم ، ثم يظلهم الطير ، وتقلهم الريح مسيرة شهر ، ورواحها شهر ، فتفقد الهدهد من الطير فقال: {لأعذبنه عذابا شديدا} ). [معاني القرآن: 5/122-124]

تفسير قوله تعالى:{لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا أو لأذبحنّه} [النمل: 21] قال قتادة: وعذابه أن ينتف ريشه وأن يذره في المنزل حتّى تأكله الدّود والنّمل.
قوله عزّ وجلّ: {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ} [النمل: 21]، أي: بعذرٍ بيّنٍ، في تفسير قتادة.
[تفسير القرآن العظيم: 2/538]
قال: وحدّثني قباث بن رزينٍ اللّخميّ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: بحجّةٍ بيّنةٍ.
وقال السّدّيّ: بحجّةٍ بيّنةٍ أعذره بها). [تفسير القرآن العظيم: 2/539]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {لأعذّبنّه عذاباً شديداً} ، يقال: نتف الرّيش، {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ}: أي: بعذر بين).
[تفسير غريب القرآن: 323]

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {لأعذّبنّه عذابا شديدا أو لأذبحنّه أو ليأتينّي بسلطان مبين}
روي : أن عذاب سليمان - كان للطير - : أن ينتف ريش جناح الطائر ، ويلقى في الشمس.
{أو ليأتينّي بسلطان مبين}:أي : ليأتيني بحجة في غيبته.). [معاني القرآن: 4/113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( {فتفقد الهدهد من الطير فقال: لأعذبنه عذابا شديدا}
وكان تعذيبه إياه : نتفه ، وإلقاءه إياه في الأرض ، لا يمتنع من نملة ، ولا هامة.
قال عبد الله بن شداد : كان تعذيبه إياه : أن ينتفه ، ويلقيه في الشمس .
ثم قال جل وعز: {أو ليأتيني بسلطان مبين} : أي: بحجة بينة.). [معاني القرآن: 5/124]


تفسير قوله تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فمكث غير بعيدٍ} [النمل: 22] رجع من ساعته.
{فقال أحطت بما لم تحط به} [النمل: 22]، أي: بلغت ما لم تبلغ أنت ولا جنودك في تفسير قتادة.
وقال الحسن: علمت ما لم تعلم.
{وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقينٍ} [النمل: 22] قال قتادة: أي: بخبرٍ حقٍّ يقينٍ.
وسبأٌ في تفسير الحسن وقتادة، أرضٌ.
وقال قتادة: أرضٌ باليمن يقال لها مأربٌ، بينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث ليالٍ.
- قال: وحدّثني ابن لهيعة، عن عبد اللّه بن هبيرة، عن علقمة بن وعلة، أنّه سمع ابن عبّاسٍ يقول: سئل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عن سبإٍ، أرجلٌ أم امرأةٌ، أم أرضٌ؟ فقال: بل هو رجلٌ ولد عشرةً، فباليمن منهم ستّةٌ، وبالشّام أربعةٌ، فأمّا اليمانيّون: فمذحجٌ، وحمير، وكندة، وأنمارٌ، والأزد، والأشعريّون، وبالشّام: لخمٌ، وجذامٌ، وعاملة، وغسّان). [تفسير القرآن العظيم: 2/539]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {فمكث غير بعيدٍ...}

قرأها الناس بالضمّ، وقرأها عاصم بالفتح: فمكث، وهي في قراءة عبد الله :{فتمكّث} ، ومعنى {غير بعيدٍ} غير طويل من الإقامة، والبعيد ، والطويل مقاربان.
وقوله: {فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك} ، قال بعض العرب: أحطّ ، فأدخل الطاء مكان التاء، والعرب إذا لقيت الطاء التاء ، فسكنت الطاء قبلها ، صيّروا الطاء تاء، فيقولون: أحتّ، كما يحوّلون الظاء تاءً في قوله: {أوعتّ أم لم تكن من الواعظين} ، والذال والدال تاء مثل : {أختّم} ، ورأيتها في بعض مصاحف عبد الله : {وأختّم}، ومن العرب من يحول التاء إذا كانت بعد الطاء طاءً ، فيقول: أحط.
وقوله: {وجئتك من سبأ بنبإٍ يقينٍ} : القراء على إجراء {سبأ} ؛ لأنه فيما ذكروا رجل ، وكذلك فأجره إن كان اسماً لجبل، ولم يجره أبو عمرو بن العلاء، وزعم الرؤاسيّ : أنه سأل أبا عمرو عنه فقال: ليس أدري ما هو، وقد ذهب مذهباً إذ لم يدر ما هو؛ لأنّ العرب إذا سمّت بالاسم المجهول تركوا إجراءه ، كما قال الأعشى:
وتدفن منه الصّالحات وإن يسئ = يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
فكأنه جهل الكبكب، وسمعت أبا السفّاح السّلولي يقول: هذا أبو صعرور قد جاء، فلم يجره لأنه ليس من عادتهم في التسمية.
... الصعرور شبيه بالصمغ.
وقال الشاعر في إجرائه:
الواردون وتيم في ذرا سبأٍ = قد عضّ أعناقهم جلد الجواميس
ولو جعلته اسماً للقبيلة أن كان رجلاً ، أو جعلته اسماً لما حوله إن كان جبلاً لم تجره أيضاً). [معاني القرآن: 2/290]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" فمكث غير بعيدٍ " أي غير طويل، كاف " مكث " مفتوحة، وبعضهم يضمها). [مجاز القرآن: 2/93]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين)
ويقرأ فمكث بضم الكاف وفتحها، أي غير وقت بعيد.
وقوله: (فقال أحطت بما لم تحط به).
المعنى فجاء الهدهد فسأله سليمان عن غيبته، فقال أحطت بما لم تحط به، وحذف هذا لأن في الكلام دليلا عليه، ومعنى أحطت علمت شيئا من جميع جهاته، تقول: أحطت بهذا علما، أي علمته كلّه لم يبق عليّ منه شيء.
وقوله: (وجئتك من سبإ بنبإ يقين).
يقرأ بالصرف والتنوين، ويقرأ من سبأ - بفتح سبأ وحذف التنوين، فأمّا من لم يصرف فيجعله اسم مدينة، وأما من صرف، فذكر قوم من النحويين أنه اسم رجل واحد، وذكر آخرون أن الاسم إذا لم يدر ما هو لم يصرف، وأحد هذين القولين خطأ لأن " الأسماء حقها الصرف، فإذا لم يعلم الاسم للمذكر هو أو للمؤنث فحقه الصرف حتّى يعلم أنه لا ينصرف، لأن أصل الأسماء الصرف، وكل ما لا ينصرف فهو يصرف في الشعر.
وأما الذين قالوا إن سبأ اسم رجل فغلط أيضا لأن سبأ هي مدينة تعرف بمأرب من اليمن بينها وبين صنعاء ثلاثة أيام.
قال الشاعر:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ= يبنون من دون سيلها العرما
فمن لم يصرف لأنه اسم مدينة، ومن صرفه - والصرف فيه أكثر في القراءة - فلأنه يكون اسما للبلد فيكون مذكرا سمّي به مذكّر فإن صحت فيه رواية، فإنما هو أن المدينة سميت باسم رجل). [معاني القرآن: 4/114-113]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فمكث غير بعيد}
أي غير وقت بعيد
والتقدير فمكث سليمان غير طويل من حين سأل عن الهدهد حتى جاء الهدهد فقال؛ أي فقال الهدهد حين سأله سليمان عن تخلفه أحطت بما لم تحط به
في الكلام حذف والمعنى ثم جاء فسأله سليمان عن غيبته {فقال أحطت بما لم تحط به}
ومعنى أحطت بالشيء علمته من جميع جهاته.
وقوله جل وعز: {وجئتك من سبأ بنبأ يقين}
قيل سبأ اسم رجل
وقيل هي مدينة قرب اليمن). [معاني القرآن: 5/124-125]

تفسير قوله تعالى: (إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {إنّي وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كلّ شيءٍ} [النمل: 23]، أي: من كلّ شيءٍ أوتيت منه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/539]
{ولها عرشٌ عظيمٌ} [النمل: 23] قال قتادة: وعرشها سريرها، وكان سريرًا حسنًا، كان من ذهبٍ وقوائمه لؤلؤٌ وجوهرٌ، وكان مسترًا بالدّيباج والحرير، وكانت عليه سبعة مغاليق، وكانت دونه سبعة أبياتٍ بالبيت الّذي هو فيه، مغلّقةٌ مقفلةٌ، في تفسير سعيدٍ، عن قتادة). [تفسير القرآن العظيم: 2/540]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) :
( {ولها عرشٌ عظيمٌ} أي سرير).
[تفسير غريب القرآن: 323]

قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وقالوا للكبير: (جلل)، وللصغير: (جلل)، لأنّ الصغير قد يكون كبيرا عند ما هو أصغر منه، والكبير يكون صغيرا عند ما هو أكبر منه، فكلّ واحد منهما صغير كبير.
ولهذا جعلت (بعض) بمعنى (كلّ)، لأنّ الشيء يكون كلّه بعضا لشيء، فهو بعض وكلّ.
وقال عز وجل: {وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ} (وكلّ) بمعنى (بعض)، كقوله: {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} ، و{يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ}،
وقال: {تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا}). [تأويل مشكل القرآن: 189-190] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والسلطان: الحجّة، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ}أي حجة.
وقال: {مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} أي: حجّة في كتاب الله وقال: {أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ} أي حجّة.
وقال: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}، أي: حجة وعذر). [تأويل مشكل القرآن: 504] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إنّي وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كلّ شيء ولها عرش عظيم )
معناه وأوتيت من كل شيء تعطاه الملوك ويؤتاه الناس، والعرش سرير عظيم). [معاني القرآن: 4/115]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إني وجدت امرأة تملكهم}
قال قتادة هي امرأة يقال لها بلقيس ابنة شراحيل وكان أحد أبويها من الجن ومؤخر قدمها كحافر الحمار
ثم قال جل وعز: {وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم}
أي من كل شيء يؤتاه مثلها
ولها عرش عظيم أي سرير كبير عظيم الخطر). [معاني القرآن: 5/125]

تفسير قوله تعالى: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وجدتها وقومها يسجدون للشّمس من دون اللّه} [النمل: 24] قال الحسن: كانوا قومًا مجوسًا.
{وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل فهم لا يهتدون {24} ألا يسجدوا للّه} [النمل: 24-25] وفيها تقديمٌ، أي: وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل ألا يسجدوا للّه، فصدّهم عن الطّريق بتركهم السّجود فهم لا يهتدون.
وفي بعض كلام العرب: ألا تسجدوا ألا فاسجدوا). [تفسير القرآن العظيم: 2/540]

تفسير قوله تعالى: (أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) )

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ( {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل فهم لا يهتدون {24} ألا يسجدوا للّه} [النمل: 24-25] وفيها تقديمٌ، أي: وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل ألا يسجدوا للّه، فصدّهم عن الطّريق بتركهم السّجود فهم لا يهتدون.
وفي بعض كلام العرب: ألا تسجدوا ألا فاسجدوا.
قوله عزّ وجلّ: {الّذي يخرج الخبء في السّموات والأرض} [النمل: 25] قال قتادة: أي: يعلم السّرّ في السّماوات والأرض، والخبء من الخبيئة.
وقال مجاهدٌ: الخبء، والغيب.
قال يحيى: وهو واحدٌ.
ويعلم ما يخفون في صدورهم.
وما يعلنون). [تفسير القرآن العظيم: 2/540]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ):
(وقوله: {ألاّ يسجدوا للّه...}

تقرأ {ألاّ يسجدوا} ويكون {يسجدوا} في موضع نصب، كذلك قرأها حمزة. وقرأها أبو عبد الرحمن السّلمي والحسن وحميد الأعرج مخفّفة (ألا يسجدوا) على معنى ألا يا هؤلاء اسجدوا فيضمر هؤلاء، ويكتفى منها بقوله (يا) قال: وسمعت بعض العرب يقول: ألا يا ارحمانا، ألا يا تصدّقا علينا قال: يعنيني وزميلي.
وقال الشاعر - وهو الأخطل -
ألا يا اسلمى يا هند هند بني بدر=وإن كان حيّانا عديً آخر الدهر
... حدثني بعض المشيخة - وهو الكسائي - عن عيسى الهمداني قال: ما كنت أسمع المشيخة يقرءونها إلاّ بالتخفيف على نيّة الأمر. وهي في قراءة عبد الله (هلاّ تسجدون لله) بالتاء فهذه حجّة لمن خفّف. وفي قراءة أبيّ (ألا تسجدون لله الذي يعلم سرّكم وما تعلنون) وهو وجه الكلام لأنها سجدة ومن قرأ {ألاّ يسجدوا} فشدّد فلا ينبغي لها أن تكون سجدة؛ لأن المعنى: زين لهم الشيطان ألاّ يسجدوا والله أعلم بذلك.
وقوله: {يخرج الخبء} مهموز. وهو الغيب غيب السّموات وغيب الأرض. ويقال: هو الماء الذي ينزل من السّماء والنبت من الأرض وهي في قراءة عبد الله (يخرج الخبء من السّموات) وصلحت (في) مكان (من) لأنك تقول: لأستخرجنّ العلم الذي فيكم منكم، ثم تحذف أيّهما شئت أعني (من) و(في) فيكون المعنى قائماً على حاله). [معاني القرآن: 2/291]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" ألا يسجدوا لله " مجازه الأمر، وهذه الياء التي قبل الألف " اسجدوا " تزيدها العرب للتنبيه إذا كانت ألف الأمر التي فيها من ألفات الوصل نحو قولك: اضرب يا فتى، واسجد واسلم ونحو ذلك قال العجاج:
يا دار سلمى يا سلمى ثم اسلمى
فالياء زائدة في قوله: " يا سلمى "، وقال ذو الرمة:
ألا يا سلمى يا دار مّيٍ على البلى=ولا زال منهلاً بجرعائك القطر
وقال الأخطل:
ألا يا سلمى يا هند بني بدر= وإن كان حيّاناً عدى آخر الدهر
" الّذي يخرج الخبء في السّموات والأرض " ما خبأت في نفسك أي ما أسررت). [مجاز القرآن: 2/94-93]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ألاّ يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون}
وقال: {ألاّ يسجدوا} يقول {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم} لـ"أن لاّ يسجدوا". وقال بعضهم {ألا يسجدوا} فجعله أمراً كأنه قال لهم "ألا اسجدوا" وزاد بينهما "يا" التي تكون للتنبيه ثم اذهب ألف الوصل التي في "اسجدوا" وأذهب الألف التي في "يا" لأنها "ساكنة لقيت السين فصارت {ألا يسجدوا}. وفي الشعر:
ألا يا سلمى يا دارمّيٍ على البلى = [ولا زال منهلاً بجرعائك القطر]
وإنّما هي: ألا يا اسلمى). [معاني القرآن: 3/20]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {الخبء}: ما خبأته). [غريب القرآن وتفسيره: 287]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض} أي المستتر فيهما.
وهو من «خبأت الشيء»: إذا أخفيته. وقالوا: «خبء السماء: المطر وخبء الأرض: النبات»). [تفسير غريب القرآن:323-324]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومنه قوله سبحانه: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ} أراد: ألا يا هؤلاء اسجدوا لله.
وقال الشاعر:
يا دار سلمى يا اسلَمِي ثم اسلَمِي). [تأويل مشكل القرآن: 223]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وكذلك يحذفون من الكلمة الحرف والشّطر والأكثر، ويبقون البعض والشطر والحرف، يوحون به ويومئون.
يقولون: «لم يك»، فيحذفون النون مع حذفهم الواو لاجتماع الساكنين. ويقولون: «لم أبل» يريدون: لم أبال. ويقولون: ولاك افعل كذا، يريدون: ولكن، قال الشاعر:
ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل
ويحذفون في الترخيم، فيقولون: يا صاح، يريدون: يا صاحب، ويا حار، يريدون: يا حارث.
وقرأ بعض المتقدمين: (وَنَادَوْا يَا مَالِ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ)، أي يا مالك.
وقال الله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ}، أي ألا يا هؤلاء اسجدوا لله.
ويقولون: عِمْ صباحا، أي أَنْعِمْ). [تأويل مشكل القرآن: 306-305] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (ألّا يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون)
ويقرأ ألا يسجدوا، فمن قرأ بالتشديد، فالمعنى وزيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدهم ألّا يسجدوا، أي فصدهم لئلا يسجدوا لله.
وموضع (أن) نصب بقوله فصدهم، ويجوز أن يكون موضعها جرّا وإن حذفت اللام.
ومن قرأ بالتخفيف فـ ألا لابتداء الكلام والتنبيه، والوقوف عليه ألا يا - ثم يستأنف فيقول: اسجدوا للّه، ومن قرأ بالتخفيف فهو موضع سجدة من القرآن ومن قرأ آلّا يسجدوا - بالتشديد – فليس بموضع سجدة، ومثل قوله ألا ياسجدوا بالتخفيف قول ذي الرّمّة.
ألا يا أسلمي يا دار ميّ على البلى=ولا زال منهلاّ بجرعائك القطر
وقال الأخطل:
ألا يا اسلمي يا هند هند بني بدر=تحيّة من صلّى فؤادك بالجمر
وقال العجاج:
يا دار سلمى يا اسلمي ثم اسلمي =بسمسم أو عن يمين سمسم
وإنما أكثرنا الشاهد في هذا الحرف كما فعل من قبلنا، وإنما فعلوا ذلك لقلة اعتياد العامّة لدخول " يا " إلّا في النداء، لا تكاد العامة تقول: يا قد قدم زيد، ولا يا اذهب بسلام.
وقوله: (للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض).
كل ما خبأته فهو خبء، وجاء في التفسير أن الخبء ههنا القطر من السماء، والنبات من الأرض.
ويجوز وهو الوجه أن يكون الخبء كل ما غاب، فيكون المعنى يعلم الغيب في السّماوات والأرض.
ودليل هذا قوله تعالى: (ويعلم ما تخفون وما تعلنون) ). [معاني القرآن: 4/116-115]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ألا يسجدوا لله}
هي أن دخلت عليها لا
والمعنى لئلا يسجدوا لله
ويجوز أن يكون أن بدلا من أعمالهم
وقرأ ابن عباس وعبد الرحمن السلمي والحسن وأبو جعفر وحميد الأعرج ألا يا اسجدوا لله
والمعنى على هذه القراءة ألا يا هؤلاء اسجدوا لله كما قال الشاعر:
يا لعنة الله والأقوام كلهم =والصالحين على سمعان من جار
فالمعنى يا هؤلاء لعنة الله وعلى هذه القراءة هي سجدة وعلى القراءة الأولى ليست بسجدة لأن المعنى وزين لهم الشيطان أن لا يسجدوا لله
والكلام على القراءة الأولى متسق وعلى القراءة الثانية قد اعترض في الكلام شيء ليس منه
ثم قال جل وعز: {الذي يخرج الخبء في السموات والأرض}
روى ابن نجيح عن مجاهد قال الخبء ما غاب
وروى معمر عن قتادة قال الخبء السر
وقيل الخبء في السموات المطر وفي الأرض النبات والأول أولى أي ما غاب في السموات والأرض ويدل عليه قوله: {ويعلم ما يخفون وما يعلنون}
وفي قراءة عبد الله (يخرج الخبء من السموات والأرض)). [معاني القرآن: 5/126-128]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ}: أي: المستتر فيها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 179]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ) : ( {الْخَبْءَ}: ماء السماء ونبات الأرض). [العمدة في غريب القرآن: 230]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({اللّه لا إله إلا هو ربّ العرش العظيم} [النمل: 26]
[تفسير القرآن العظيم: 2/540]
- المعلّى بن هلالٍ، عن عمّارٍ الذّهنيّ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: لا يعلم قدر العرش إلا الّذي خلقه.
- قال: وحدّثني إبراهيم بن محمّدٍ عن محمّد بن المنكدر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: أذن لي أن أحدّث عن ملكٍ من حملة العرش، رجلاه في الأرض السّفلى، وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنه إلى عاتقه خفقان الطّير مسيرة سبع مائة سنةٍ يقول: سبحانك حيث كنت). [تفسير القرآن العظيم: 2/541]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 24 رجب 1434هـ/2-06-2013م, 10:39 AM
أم سهيلة أم سهيلة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 2,672
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) }

تفسير قوله تعالى: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) }

تفسير قوله تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فأما ثمود وسبأ فهما مرةً للقبيلتين ومرةً للحيين وكثرتهما سواءٌ وقال تعالى: {وعاداً وثموداً} وقال تعالى: {ألا
إن ثموداً كفروا ربهم} وقال: {وآتينا ثمود الناقة مبصرةً} وقال: {وأما ثمود فهديناهم} وقال: {لقد كان لسبأٍ في مساكنهم} وقال: {من سبأٍ بنبأٍ يقينٍ}.
وكان أبو عمرو لا يصرف سبأ يجعله اسماً للقبيلة وقال الشاعر:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ = يبنون من دون سيله العرما
وقال في الصرف للنابغة الجعدي:
أضحت ينفّرها الولدان من سبأٍ = كأنّهم تحت دفّيها دحاريج).
[الكتاب: 3/252-253] (م)
قال أبو زكريا يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (ومن المهموز المقصور الذي لا نظير له الخطأ والنبأ {وجئتك من سبأ} هذه تهمز لا غير). [المقصور والممدود: 50]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) }

تفسير قوله تعالى: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24) }

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (وقد قال الذين يخففون: (ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخب في السموات) حدثنا بذلك عيسى وإنما حذفت الهمزة ههنا لأنك لم ترد أن تتم وأردت إخفاء الصوت فلم يكن ليلتقي ساكن وحرفٌ هذه قصته كما لم يكن ليلتقي ساكنان ألا ترى أن الهمزة إذا كانت مبتدأةً محققةٌ في كل لغة فلا تبتدئ بحرف قد أوهنته لأنه بمنزلة الساكن كما لا تبتدئ بساكن وذلك قولك أمر فكما لم يجز أن تبتدأ فكذلك لم يجز أن تكون بعد ساكن ولم يبدلوا لأنهم كرهوا أن يدخلوها في بنات الياء والواو اللتين هما لامان فإنما تحتمل الهمزة أن تكون بين بين في موضع لو كان
مكانها ساكنٌ جاز إلا الألف وحدها فإنه يجوز ذلك بعدها فجاز ذلك فيها ولا تبالي إن كانت الهمزة في موضع الفاء أو العين أو اللام فهو بهذه المنزلة إلا في موضع لو كان فيه ساكنٌ جاز). [الكتاب: 3/545-546]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن الهمزة المتحركة إذا كان قبلها حرف ساكن فأردت تخفيفها، فإن ذلك يلزم فيه أن تحذفها، وتلقى حركتها على الساكن الذي قبلها، فيصير الساكن متحركا بحركة الهمزة.
وإنما وجب ذلك؛ لأنك إذا خففت الهمزة جعلتها بين بين، قد ضارعت بها الساكن، وإن كانت متحركة.
ووجه مضارعتها أنك لا تبتدئها بين بين؛ كما لا تبتدئ ساكنا. وذلك قولك: من ابوك، فتحرك النون، وتحذف الهمزة، ومن اخوانك.
وتقرأ هذه الآية إذا أردت التخفيف ( الله الذي يخرج الخب في السماوات ) وقوله (سل بني إسرائيل) ). [المقتضب: 1/296]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله: "أو اصحاب اللوا"، فإنما خفف الهمزة، وتخفف إذا كان قبلها ساكنٌ، فتطرح حركتها على الساكن وتحذف، كقولك: من أبوك? وقوله عز وجل: (الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) ). [الكامل: 1/328-329]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
وكنّ من أن يلقينه حذراتِ
الأصل "من أن يلقينه" ولكن الهمزة إذا خففت وقبلها ساكنٌ ليس من حروف اللين الزوائد، فتخفيفها - متصلة كانت أو منفصلة - أن تلقي حركتها على ما قبلها وتحذفها، تقول: من أبوك?، فتفتح النون وتحذف الهمزة، ومن أخوانك?، ومن أم زيدٍ? فتضم النون وتكسرها وتفتحها، على ما ذكرت لك، وتقول: {الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ} وفلانٌ له هيةٌ، وهذه مرةٌ، إذا خففت الهمزة في الخبء والهيئة والمرأةِ، وعلى هذا قوله تعالى: {سَلْ بَنِي إِسْرائيلَ} لأنها كانت اسأل فلما حركت السين بحركةِ الهمزة سقطت ألف الوصلِ، لتحرك ما بعدها، وإنما كان التخفيف في هذا الموضع بحذف الهمزةِ، لأن الهمزةَ إذا خففت قربت من الساكن، والدليل على ذلك أنها لا تبتدأ إلا محققة، كما لا يبتدأ إلا بمتحركٍ، فلما التقى الساكن وحروف تجري مجرى الساكن حذفت المعتل منها، كما تحذف لالتقاء الساكنين). [الكامل: 2/772]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 08:18 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 08:18 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 ذو الحجة 1439هـ/2-09-2018م, 08:27 AM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإ بنبإ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم}
اختلف الناس في معنى "تفقده الطير"، فقالت فرقة: ذلك بحسب ما تقتضيه العناية بأمور الملك والتهمم بكل جزء منه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وظاهر الآية أنه تفقد جميع الطير، وقالت فرقة: بل تفقد الطير لأن الشمس دخلت من على الملك من موضع الهدهد حين غاب، فكان ذلك سبب تفقد الطير ليتبين من أين دخلت الشمس، وقال عبد الله بن سلام: إنما طلب الهدهد لأنه احتاج إلى معرفة الماء على كم هو من وجه الأرض؛ لأنه كان نزل في مفازة حرم فيها الماء، ولأن الهدهد كان يرى بطن الأرض وظاهرها، كانت تشف له، وكان يخبر سليمان عليه السلام بموضع الماء، ثم كانت الجن تخرجه في ساعة يسيرة، تسلخ عنه وجه الأرض كما تسلخ الشاة، قاله ابن عباس رضي الله عنهما فيما روي عن أبي سلام وغيره، وقال في كتاب النقاش: كان الهدهد مهندسا، وروي أن نافع بن الأزرق سمع ابن عباس رضي الله عنهما يقول هذا، فقال له: قف يا وقاف، كيف يرى الهدهد بطن الأرض وهو لا يرى الفخ حين يقع فيه؟ فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاء القضاء عمي البصر، وقال وهب بن منبه: كانت الطير تنتاب سليمان عليه السلام كل يوم من كل نوع واحد نوبة معهودة، ففقد الهدهد.
وقوله تعالى: {ما لي لا أرى} إنما المقصد أن الهدهد غاب، لكنه أخذ اللازم عن غيابه وهو ألا يراه، فاستفهم -على جهة التوقيف- عن اللازم، وهذا ضرب من الإيجاز والاستفهام الذي في قوله: "ما لي" ناب مناب الألف التي تحتاجها "أم"). [المحرر الوجيز: 6/528]

تفسير قوله تعالى: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم توعده
[المحرر الوجيز: 6/528]
عليه السلام بالعذاب، وروي عن ابن عباس ومجاهد وابن جريج أن تعذيبه للطير كان بأن ينتف ريشه أجمع، وقال يزيد بن رومان: جناحه، وروي عن وهب أنه بأن ينتف بعضه ويبقى بضعه. و"السلطان": الحجة حيث وقع في القرآن، قاله عكرمة عن ابن عباس، وقرأ عكرمة وحده: "ليأتينني" بنونين، وفعل سليمان عليه السلام هذا بالهدهد وحده إغلاظا عن العاصين، وعلى إخلاله بنوبه ورتبته). [المحرر الوجيز: 6/529]

تفسير قوله تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور القراء: "فمكث" بضم الكاف، وقرأ عاصم وحده: "فمكث" بفتحها، ومعناه -في القراءتين-: أقام، والفتح في الكاف أحسن؛ لأنها لغة القرآن في قوله: "ماكثين"؛ إذ هو من "مكث" بفتح الكاف، ولو كان من "مكث" بضم الكاف لكان جمع "مكيث"، والضمير في "مكث" يحتمل أن يكون لسليمان عليه السلام أو الهدهد، وفي قراءة ابن مسعود: "فتمكث ثم جاء فقال"، وفي قراءة أبي: "فتمكث ثم قال أحطت". وقوله: "غير بعيد" كما في مصاحف الجمهور يريد به الزمن والمدة، وقوله: "أحطت" أي: علمت علما تاما ليس في علمك.
واختلف القراء في "سبأ"، فقرأ الجمهور: "سبأ" بالصرف، وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو: "سبأ" بفتح الهمزة وترك الصرف، وقرأ الأعمش: "من سبإ" بالكسر وترك الصرف، وروى ابن حبيب عن اليزيدي "سبأ" بألف ساكنة، وقرأ قنبل -عن النبال - بسكون الهمزة، فالأولى على أنه اسم رجل، وعليه قول الشاعر:
الواردون وتيم في ذرى سبأ قد عض أعناقهم جلد الجواميس
[المحرر الوجيز: 6/529]
وقال الآخر:
من سبأ الحاضرين مآرب ... ... .....
وهذا على أنها قبيلة، والثانية على أنها بلدة، قاله الحسن وقتادة، وكلا القولين قد قيل، ولكن روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث فروة بن مسيك وغيره أنه ولد له عشرة من الولد، تيامن منهم ستة وتشاءم أربعة، وحكي هذا الحديث على الزجاج فخبط عشواء. والثالثة على البناء. والرابعة والخامسة لتوالي الحركات السبع فسكن تخفيفا للتثقيل في توالي الحركات، وهذه القراءة لا تبنى على الأولى، بل هي إما على الثانية أو الثالثة. وقرأت فرقة دون تنوين على الإضافة، وقرأت فرقة "بنبى" بالألف مقصورة). [المحرر الوجيز: 6/530]

تفسير قوله تعالى: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {وأوتيت من كل شيء} مبالغة، أي: مما تحتاج المملكة، قال الحسن: من كل أمر الدنيا، ووصف عرشها بالعظم في الهيئة ورتبة السلطان، وروي عن نافع الوقف على [عرش]، فـ "عظيم" -على هذا- متعلق بما بعده، وهذه المرأة هي بلقيس بنت شراحيل فيما قال بعضهم، وقيل: بنت القشرح، وقيل: كانت أمها جنية، وأكثر بعض الناس في قصصها بما رأيت اختصاره لعدم صحته، وإنما اللازم من الآية أنها مختصة بامرأة ملكت على مدائن اليمن، وكانت ذات ملك عظيم، وكانت كافرة من قوم كفار). [المحرر الوجيز: 6/531]

تفسير قوله تعالى: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم قال سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين اذهب بكتابي هذا فألقه إليهم ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون}
كانت هذه الأمة أمة تعبد الشمس؛ لأنهم كانوا زنادقة فيما روي، وقيل: كانوا مجوسا يعبدون الأنوار). [المحرر الوجيز: 6/531]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله: {ألا يسجدوا} إلى قوله: {العرش العظيم} ظاهر أنه من قول الهدهد، وهو قول ابن زيد وابن إسحاق، ويعترض بأنه غير مخاطب فكيف يتكلم في شرع؟! [ويحتمل أن يكون من قول سليمان لما أخبره الهدهد عن القوم]، ويحتمل أن يكون من قول الله تعالى، فهو اعتراض بين الكلامين، وهو الثابت مع التأمل، وقراءة التشديد في "ألا" تعطي أن الكلام للهدهد، وقراءة التخفيف تمنعه وتقوي الآخر حسب ما سمع، ويتأمل إن شاء الله تعالى.
وقرأ جمهور القراء "ألا"، أي "لا يسجدوا"، فـ "أن" في موضع نصب على البدل من "أعمالهم"، أو في موضع خفض على البدل من "السبيل"، أو يكون الكلام بتقدير: "لئلا يسجدوا"، فـ "أن" متعلقة إما بـ "زين"، وإما بـ "فصدهم"، واللام الداخلة على "أن" داخلة على مفعول له.
[المحرر الوجيز: 6/531]
وقرأ ابن عباس، وأبو جعفر، والزهري، وأبو عبد الرحمن، والحسن، والكسائي، والحسين: "ألا يسجدوا" بتخفيف اللام، فعلى هذا له أن يقف على "فهم لا يهتدون" ويبتدئ بـ "ألا يسجدوا"، وإن شاء وقف على "ألا يا" ثم يبتدئ: "اسجدوا"، واحتج الكسائي لقراءته هذه بأنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه موضع سجدة وإن جعلناه من كلام الهدهد، بمعنى: ألا يا قوم ونحو هذا، ومنه قول الشاعر:
ألا يا اسلمي يا دار مي على البلى ولا زال منهلا بجرعائك القطر
ونحو قول الأخطل:
ألا يا أسلمي يا هند هند بني بدر ... وإن كان حيانا عدا آخر الدهر
ومنه قول الآخر:
ألا يا اسمع أعظك بخطبة ... فقلت سمعنا فانطقي وأصيبي
[المحرر الوجيز: 6/532]
وتحتمل قراءة من شدد "ألا" أن نجعلها بمعنى التخضيض، ويقدر هذا النداء بعدها، ويجيء في الكلام إضمار كبير ولكنه متوجه، وسقطت الألف كما كتبت في: يا عيسى، ويا قوم. وقرأ الأعمش: "هلا يسجدون"، وفي حرف عبد الله: "ألا هل تسجدون" بالتاء، وفي قراءة أبي: "ألا تسجدوا" بالتاء أيضا.
و "الخبء": الخفي من الأمور، وهو من: "خبأت الشيء"، وخبء السماء: مطرها، وخبء الأرض: كنوزها ونباتها، واللفظة -بعد هذا- تعم كل خفي من الأمور، وبه فسر ابن عباس رضي الله عنهما، وقرأ جمهور الناس: "الخبء" بسكون الباء، وبالهمز، وقرأ أبي بن كعب: "الخب" بفتح الباء وترك الهمز، وقرأ عكرمة: "الخبا" بألف مقصورة، وحكى سيبويه أن بعض العرب [يقلب الهمزة ألفا إذا كانت مفتوحة وقبلها ساكن] ويقلبها واوا إذا كانت مضمومة وقبلها ساكن، ويقلبها ياء إذا كانت مكسورة وقبلها ساكن، ومثل سيبويه في ذلك بالوثي، تقول: رأيت الوثا، وهذا الوثو، وعجبت من الوثي، وكذلك يجيء "الخبا" في حال النصب، وتقول: اطلعت
[المحرر الوجيز: 6/533]
على الخبي، وراقني الخبو. وقرأ جمهور القراء: "ويعلم ما يخفون وما يعلنون" بياء الغائب.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذه القراءة تعطي أن الآية من كلام الهدهد. وقرأ الكسائي، وعاصم في رواية حفص "ويعلم ما تخفون وما تعلنون" بتاء المخاطبة، وهذه القراءة تعطي أن الآية من خطاب الله عز وجل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وفي مصحف ابن كعب: "ألا تسجدوا لله الذي يخرج الخبا من السماوات والأرض ويعلم سركم وما تعلنون"). [المحرر الوجيز: 6/534]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وخص العرش بالذكر في قوله: {رب العرش العظيم} لأنه أعظم المخلوقات، وما عداه في ضمنه وفي قبضته). [المحرر الوجيز: 6/534]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 محرم 1440هـ/28-09-2018م, 10:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 محرم 1440هـ/28-09-2018م, 10:13 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وتفقّد الطّير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين (20) لأعذّبنّه عذابًا شديدًا أو لأذبحنّه أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ (21)}
قال مجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وغيرهما، عن ابن عبّاسٍ وغيره: كان الهدهد مهندسًا، يدلّ سليمان، عليه السّلام، على الماء، إذا كان بأرض فلاةٍ طلبه فنظر له الماء في تخوم الأرض، كما يرى الإنسان الشّيء الظّاهر على وجه الأرض، ويعرف كم مساحة بعده من وجه الأرض، فإذا دلّهم عليه أمر سليمان، عليه السّلام، الجانّ فحفروا له ذلك المكان، حتّى يستنبط الماء من قراره، فنزل سليمان، عليه السّلام [يومًا]، بفلاةٍ من الأرض، فتفقّد الطّير ليرى الهدهد، فلم يره، {فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين}.
حدّث يومًا عبد اللّه بن عبّاسٍ بنحو هذا، وفي القوم رجلٌ من الخوارج، يقال له: "نافع بن الأزرق"، وكان كثير الاعتراض على ابن عبّاسٍ، فقال له: قف يا بن عبّاسٍ، غلبت اليوم! قال: ولم؟ قال: إنّك تخبر عن الهدهد أنّه يرى الماء في تخوم الأرض، وإنّ الصّبيّ ليضع له الحبّة في الفخّ، ويحثو على الفخّ ترابًا، فيجيء الهدهد ليأخذها فيقع في الفخّ، فيصيده الصّبيّ. فقال ابن عبّاسٍ: لولا أن يذهب هذا فيقول: رددت على ابن عبّاسٍ، لما أجبته. فقال له: ويحك! إنّه إذا نزل القدر عمي البصر، وذهب الحذر. فقال له نافعٌ: واللّه لا أجادلك في شيءٍ من القرآن أبدًا.
وقد ذكر الحافظ ابن عساكر في ترجمة أبي عبد اللّه البرزيّ -من أهل "برزة" من غوطة دمشق، وكان من الصّالحين يصوم [يوم] الاثنين والخميس، وكان أعور قد بلغ الثّمانين -فروى ابن عساكر بسنده إلى أبي سليمان بن زيدٍ: أنّه سأله عن سبب عوره، فامتنع عليه، فألحّ عليه شهورًا، فأخبره أنّ رجلين من أهل خراسان نزلا عنده جمعةً في قرية برزة، وسألاه عن وادٍ بها، فأريتهما إيّاه، فأخرجا مجامر وأوقدا فيها بخورًا كثيرًا، حتّى عجعج الوادي بالدّخان، فأخذا يعزمان والحيّات تقبل من كلّ مكانٍ إليهما، فلا يلتفتان إلى شيءٍ منها، حتّى أقبلت حيّةٌ نحو الذّراع، وعيناها توقدان مثل الدّينار. فاستبشرا بها عظيمًا، وقالا الحمد للّه الّذي لم يخيب سفرنا من سنةٍ، وكسرا المجامر، وأخذا الحيّة فأدخلا في عينها ميلًا فاكتحلا به، فسألتهما أن يكحّلاني، فأبيا، فألححت عليهما وقلت: لا بدّ من ذلك، وتوعّدتهما بالدّولة، فكحّلا عيني الواحدة اليمنى، فحين وقع في عيني نظرت إلى الأرض تحتي مثل المرآة، أنظر ما تحتها كما تري المرآة، ثمّ قالا لي: سر معنا قليلًا فسرت معهما وهما يحدّثان، حتّى إذا بعدت عن القرية، أخذاني فكتّفاني، وأدخل أحدهما يده في عيني ففقأها، ورمى بها ومضيا. فلم أزل كذلك ملقًى مكتوفًا، حتّى مرّ بي نفرٌ ففكّ وثاقي. فهذا ما كان من خبر عيني.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسين، حدّثنا هشام بن عمّارٍ، حدّثنا صدقة بن عمرٍو الغسّانيّ، حدّثنا عبّاد بن ميسرة المنقريّ، عن الحسن قال: اسم هدهد سليمان عليه السّلام: عنبرٌ.
وقال محمّد بن إسحاق: كان سليمان، عليه السّلام، إذا غدا إلى مجلسه الّذي كان يجلس فيه: تفقّد الطّير، وكان فيما يزعمون يأتيه نوبٌ من كلّ صنفٍ من الطّير، كلّ يومٍ طائرٌ، فنظر فرأى من أصناف الطّير كلّها من حضره إلّا الهدهد، {فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} أخطأه بصري من الطّير، أم غاب فلم يحضر؟). [تفسير ابن كثير: 6/ 184-185]

تفسير قوله تعالى: {لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا}: قال الأعمش، عن المنهال بن عمرٍو، عن سعيد، عن ابن عبّاسٍ: يعني نتف ريشه.
وقال عبد اللّه بن شدّادٍ: نتف ريشه وتشميسه. وكذا قال غير واحدٍ من السّلف: إنّه نتف ريشه، وتركه ملقًى يأكله الذّرّ والنّمل.
وقوله: {أو لأذبحنّه} يعني: قتله، {أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ} أي: بعذرٍ واضحٍ بيّنٍ.
وقال سفيان بن عيينة، وعبد اللّه بن شدّادٍ: لمّا قدم الهدهد قال له الطّير: ما خلّفك، فقد نذر سليمان دمك! فقال: هل استثنى؟ فقالوا: نعم، قال: {لأعذّبنّه عذابًا شديدًا أو لأذبحنّه أو ليأتينّي بسلطانٍ مبينٍ} فقال: نجوت إذًا.
قال مجاهدٌ: إنّما دفع [اللّه] عنه ببرّه بأمّه). [تفسير ابن كثير: 6/ 185-186]

تفسير قوله تعالى: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فمكث غير بعيدٍ فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقينٍ (22) إنّي وجدت امرأةً تملكهم وأوتيت من كلّ شيءٍ ولها عرشٌ عظيمٌ (23) وجدتها وقومها يسجدون للشّمس من دون اللّه وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل فهم لا يهتدون (24) ألّا يسجدوا للّه الّذي يخرج الخبء في السّماوات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون (25) اللّه لا إله إلّا هو ربّ العرش العظيم (26) }
يقول تعالى: {فمكث} الهدهد {غير بعيدٍ} أي: غاب زمانًا يسيرًا، ثمّ جاء فقال لسليمان: {أحطت بما لم تحط به} أي: اطّلعت على ما لم تطّلع عليه أنت ولا جنودك، {وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقينٍ} أي: بخبرٍ صدقٍ حقٍّ يقينٍ.
وسبأٌ: هم: حمير، وهم ملوك اليمن.
ثمّ قال: {إنّي وجدت امرأةً تملكهم}، قال الحسن البصريّ: وهي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأٍ.
وقال قتادة: كانت أمّها جنّيّةً، وكان مؤخّر قدميها مثل حافر الدّابّة، من بيت مملكةٍ.
وقال زهير بن محمّدٍ: وهي بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن الرّيّان، وأمّها فارعة الجنّيّة.
وقال ابن جريج: بلقيس بنت ذي شرخٍ، وأمّها يلتقة.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا عليّ بن الحسينٍ، حدّثنا مسدّد، حدّثنا سفيان -يعني ابن عيينة -عن عطاء بن السّائب، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: كان مع صاحبة سليمان ألف قيل، تحت كلّ قيلٍ مائة ألف [مقاتلٍ].
وقال الأعمش، عن مجاهدٍ: كان تحت يدي ملكة سبأٍ اثنا عشر ألف قيل، تحت كل قيل: مائة ألف مقاتلٍ.
وقال عبد الرّزّاق: أنبأنا معمر، عن قتادة في قوله: {إنّي وجدت امرأةً تملكهم}: كانت من بيت مملكةٍ، وكان أولو مشورتها ثلاثمائةٍ واثني عشر رجلًا كلّ رجلٍ منهم على عشرة آلاف رجلٍ. وكانت بأرضٍ يقال لها مأرب، على ثلاثة أميالٍ من صنعاء.
وهذا القول هو أقرب، على أنّه كثيرٌ على مملكة اليمن، واللّه أعلم.
وقوله: {وأوتيت من كلّ شيءٍ} أي: من متاع الدّنيا ما يحتاج إليه الملك المتمكّن، {ولها عرشٌ عظيمٌ} يعني: سريرٌ تجلس عليه عظيمٌ هائلٌ مزخرفٌ بالذّهب، وأنواع الجواهر واللّآلئ.
قال زهير بن محمّدٍ: كان من ذهبٍ صفحتاه، مرمولٌ بالياقوت والزّبرجد. [طوله ثمانون ذراعًا، وعرضه أربعون ذراعًا.
وقال محمّد بن إسحاق: كان من ذهبٍ مفصّصٍ بالياقوت والزّبرجد] واللّؤلؤ، وكان إنّما يخدمها النّساء، لها ستّمائة امرأةٍ تلي الخدمة.
قال علماء التّاريخ: وكان هذا السّرير في قصرٍ عظيمٍ مشيدٍ رفيع البناء محكمٍ، كان فيه ثلاثمائةٍ وستّون طاقةً من شرقه ومثلها من غربه، قد وضع بناؤه على أن تدخل الشّمس كلّ يومٍ من طاقةٍ، وتغرب من مقابلتها، فيسجدون لها صباحًا ومساءً؛ ولهذا قال: {وجدتها وقومها يسجدون للشّمس من دون اللّه وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل} أي: عن طريق الحقّ، {فهم لا يهتدون}). [تفسير ابن كثير: 6/ 186-187]

تفسير قوله تعالى: {أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ألا يسجدوا للّه} [معناه: {وزيّن لهم الشّيطان أعمالهم فصدّهم عن السّبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا للّه}] أي: لا يعرفون سبيل الحقّ الّتي هي إخلاص السّجود للّه وحده دون ما خلق من شيءٍ من الكواكب وغيرها، كما قال تعالى: {ومن آياته اللّيل والنّهار والشّمس والقمر لا تسجدوا للشّمس ولا للقمر واسجدوا للّه الّذي خلقهنّ إن كنتم إيّاه تعبدون} [فصّلت: 37].
وقرأ بعض القرّاء: "ألا يا اسجدوا للّه" جعلها "ألا" الاستفتاحيّة، و"يا" للنّداء، وحذف المنادى، تقديره عنده: "ألا يا قوم، اسجدوا للّه".
وقوله: {الّذي يخرج الخبء في السّموات والأرض}: قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: يعلم كلّ خبيئةٍ في السّماء والأرض. وكذا قال عكرمة، ومجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، وقتادة، وغير واحدٍ.
وقال سعيد بن المسيّب: الخبء: الماء. وكذا قال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: خبء السّموات والأرض: ما جعل فيها من الأرزاق: المطر من السّماء، والنّبات من الأرض.
وهذا مناسبٌ من كلام الهدهد، الّذي جعل اللّه فيه من الخاصّيّة ما ذكره ابن عبّاسٍ وغيره، من أنّه يرى الماء يجري في تخوم الأرض ودواخلها.
وقوله: {ويعلم ما تخفون وما تعلنون} أي: يعلم ما يخفيه العباد، وما يعلنونه من الأقوال والأفعال. وهذا كقوله تعالى: {سواءٌ منكم من أسرّ القول ومن جهر به ومن هو مستخفٍ باللّيل وساربٌ بالنّهار} [الرعد: 10]).[تفسير ابن كثير: 6/ 187]

تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {اللّه لا إله إلا هو ربّ العرش العظيم} أي: هو المدعوّ اللّه، وهو الّذي لا إله إلّا هو ربّ العرش العظيم، الّذي ليس في المخلوقات أعظم منه.
ولمّا كان الهدهد داعيًا إلى الخير، وعبادة اللّه وحده والسّجود له، نهي عن قتله، كما رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه، عن أبي هريرة، رضي اللّه عنه، قال: نهى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم عن قتل أربعٍ من الدّوابّ: النّملة والنّحلة والهدهد والصّرد. وإسناده صحيحٌ). [تفسير ابن كثير: 6/ 188]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:15 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة