التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (45)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ولقد آتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربّك لقضي بينهم وإنّهم لفي شكّ منه مريب (45)}
{ولولا كلمة سبقت من ربّك} : الكلمة : وعدهم الساعة، قال عزّ وجلّ: {بل السّاعة موعدهم} ). [معاني القرآن: 4/390]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (ومعنى قوله جل وعز: {ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم} : أنهم قد أخروا إلى مدة يعلمها الله , وأنه لا يعالجهم بالهلاك.).[معاني القرآن: 6/281-282]
تفسير قوله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربّك بظلّام للعبيد (46)}
{ومن أساء فعليها}: أي: على نفسه.
ويدل على أن الكلمة ههنا الساعة قوله: {إليه يرد علم السّاعة} ). [معاني القرآن: 4/390]
تفسير قوله تعالى: {إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ وَمَا تَخْرُجُ مِنْ ثَمَرَاتٍ مِنْ أَكْمَامِهَا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وما تخرج من ثمرةٍ مّن أكمامها...}.
قشر الكفرّاة كم، وقرأها أهل الحجاز: {وما تخرج من ثمراتٍ}.
وقوله: {قالوا آذنّاك...}: هذا من قول الآلهة التي كانوا يعبدونها في الدنيا, قالوا: أعلمناك ما منا من شهيد بما قالوا). [معاني القرآن: 3/20]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ من أكمامها }:أي: أوعيتها واحدها كمّة وهو ما كانت فيه وكمٌ وكمّة واحد وجمعها أمام وأكمّة). [مجاز القرآن: 2/198]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من أكمامها}: أوعيتها، واحدها كمة). [غريب القرآن وتفسيره: 329]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وما تخرج من ثمراتٍ من أكمامها}: أي: من المواضع التي كانت فيها مستترة, وغلاف كل شيء: كمته. وإنما قيل: كم القميص، من هذا.
{قالوا آذنّاك}: أعلمناك, هذا من قول الآلهة التي كانوا يعبدون في الدنيا, {ما منّا من شهيدٍ} : لهم بما قالوا وادعوه فينا.). [تفسير غريب القرآن: 390]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ : {وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلّا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذنّاك ما منّا من شهيد (47)}
{وما تخرج من ثمرات من أكمامها} : نحو خروج الطلع من قشره.
{ويوم يناديهم أين شركائي} : المعنى أين قولكم أن لي شركاء، واللّه - جل وعلا - واحد لا شريك له.
وقد بين ذلك في قوله: {أين شركائي قالوا آذنّاك ما منّا من شهيد}
{آذناك}: أعلمناك ما منا من شهيد لهم.). [معاني القرآن: 4/390-391]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها}
روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (حين تطلع) .
وقال غيره : هي الطلعة تخرج من قشرها.
قال أبو جعفر : القول الأول أعم , أي : وما تخرج من ثمرة من غلافها الذي كانت فيه , وذلك أول ما تطلع , وغلاف كل شيء كمه , وقوله جل وعز: {ويوم يناديهم أين شركائي} , أي: على زعمكم , {قالوا آذناك}:و هذا من قول الآلهة, أي: أعلمناك , يقال: آذنته , فأذن, أي: أعلمته فعلم , والأصل في هذا من الأذن , أي : أوقعته في أذنه ومنه:
=آذنتنا ببينها أسماء
ومنه قوله جل وعز: {ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن} : : اعملوا ما شئتم ثم اعتذروا منه , فإنه يعذركم , ويقبل ما تعلمونه به , ومنه الأذان , إنما هو إعلام بالصلاة , ثم قال تعالى: {ما منا من شهيد} : أي : ما منا من شهد أن لك شريكا , ثم قال جل وعز: {وظنوا ما لهم من محيص} : وظنوا , أي: وأيقنوا.). [معاني القرآن: 6/282-283]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {من أكمامها}:أي: من أغطيتها, {قَالُوا آذَنَّك}: أي: أعلمناك.). [ياقوتة الصراط: 455]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِّنْ أَكْمَامِهَا}: أي: من المواضع التي كانت فيه مستترة , وغلاف كل شيء: كمه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 218]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({أَكْمَامِهَا}: أوعيتها.). [العمدة في غريب القرآن: 265]
تفسير قوله تعالى: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) }
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ من مّحيصٍ }: يقال: حاص عنه : حاد عنه.). [مجاز القرآن: 2/198]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({وضلّ عنهم مّا كانوا يدعون من قبل وظنّوا ما لهم مّن مّحيصٍ}
وقال: {وظنّوا ما لهم مّن مّحيصٍ} , أي: فاستيقنوا، لأن ماههنا حرف , وليس باسم , والفعل لا يعمل في مثل هذا ؛ فلذلك جعل الفعل ملغى.). [معاني القرآن: 4/10]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من محيص}: يقال حاص عنه أي حاد عنه).[غريب القرآن وتفسيره: 329]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({وضلّ عنهم ما كانوا يدعون من قبل وظنّوا ما لهم من محيص (48)}ْ
{وظنّوا ما لهم من محيص} : أي: أيقنوا.). [معاني القرآن: 4/391]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّحِيصٍ}: مهرب، ملجأ). [العمدة في غريب القرآن: 265]