العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الشورى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 11:05 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي تفسير سورة الشورى [ الآيات من 32 إلى 38]

تفسير سورة الشورى [ الآيات من 32 إلى 38]


{ وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35) فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38)}



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 11:06 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام (32) إن يشأ يسكن الرّيح فيظللن رواكد على ظهره إنّ في ذلك لآياتٍ لّكلّ صبّارٍ شكورٍ}.
يقول تعالى ذكره: ومن حجج اللّه أيّها النّاس عليكم بأنّه القادر على كلّ ما يشاء، وأنّه لا يتعذّر عليه فعل شيءٍ أراده، السّفن الجارية في البحر والجواري: جمع جاريةٍ، وهي السّائرة في البحر.
- كما حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {الجوار في البحر} قال: السّفن.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {ومن آياته الجوار في البحر} قال: الجواري: السّفن.
وقوله: {كالأعلام} يعني كالجبال: واحدها علمٌ، ومنه قول الشّاعر:
وإنّ صخرًا لتأتمّ الهداة به = كأنّه علمٌ في رأسه نار
يعني: جبلٌ. وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {كالأعلام} قال: كالجبال.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ قال: الأعلام: الجبال). [جامع البيان: 20/515-516]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ومن آياته الجوار يعني السفن كالأعلام يعني كالجبال). [تفسير مجاهد: 576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 32 - 37.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {ومن آياته الجوار في البحر} قال: السفن {كالأعلام} قال: كالجبال). [الدر المنثور: 13/165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه - في الآية قال: سفن هذا البحر تجري بالريح فإذا مسكت عنها الريح ركدت). [الدر المنثور: 13/165]

تفسير قوله تعالى: (إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال غيره: {فيظللن رواكد على ظهره} [الشورى: 33] : «يتحرّكن ولا يجرين في البحر»). [صحيح البخاري: 6/129]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله فيظللن رواكد على ظهره يتحرّكن ولا يجرين في البحر وروى الطّبريّ من طريق سعيدٍ عن قتادة قال سفن هذا البحر تجري بالرّيح فإذا أمسكت عنها الرّيح ركدت وقوله يتحرّكن أي يضربن بالأمواج ولا يجرين في البحر بسكون الرّيح وبهذا التّقرير يندفع اعتراض من زعم أنّ لا سقطت في قوله يتحركن
قال لأنّهم فسّروا رواكد بسواكن وتفسير رواكد بسواكن قول أبي عبيدة ولكنّ السّكون والحركة في هذا أمرٌ نسبيٌّ). [فتح الباري: 8/563-564]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال غيره: {فيظللن رواكد على ظهره} يتحرّكن ولا يجرين في البحر
أي: قال غير مجاهد لأن ما قبله تفسير مجاهد في قوله تعالى: {ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام (32) أن يشأ يسكن الرّيح فيظللن رواكد على ظهره} (الشورى: 32) وفسره بقوله: (يتحركن ولا يجرين في البحر) أي: يضطربن بالأمواج ولا يجرين في البحر لسكون الرّيح. وقال صاحب (التّلويح) : هذا أيضا عن مجاهد، ورد عليه بقوله: وقال غيره: أي: غير مجاهد كما ذكرنا. قوله: (ومن آياته) أي: ومن علاماته الدّالّة على عظمته ووحدانيته، الجواري يعني: السفن وهي جمع جارية وهي السائرة في البحر. قوله: (كالأعلام) أي: كالجبال جمع علم بفتحتين، وعن الخليل: كل شيء مرتفع عند العرب فهو علم. قوله: (واكد) أي: ثوابت وقوفاً (على ظهره) أي: ظهر الماء لا تجري. فإن قلت: بين قوله: رواكد، وبين قوله: يتحركن، منافاة؟ لأن الراكد لا يتحرّك. قلت: هذا أمر نسبي، وأيضًا لا يلزم من وقوفه في الماء عدم الحركة أصلا لأنّه يجوز أن يكون راكداً وهو يتحرّك، وليس هذا الركود على ظهر الماء كالركود على ظهر الأرض، وبهذا يسقط قول من زعم أن كلمه: لا، سقطت من قوله يتحركن، قال: لأنهم فسروا رواكد بسواكن). [عمدة القاري: 19/156]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال غيره) غير مجاهد: (فيظللن رواكد على ظهره) أي (يتحركن) يعني يضطربن بالأمواج (ولا يجرين في البحر) لسكون الريح وقول صاحب المصابيح كأنه سقط منه لا يعني قبل يتحركن ولهذا فسر رواكد بسواكن يندفع بما سبق). [إرشاد الساري: 7/330]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إن يشأ يسكن الرّيح فيظللن رواكد على ظهره} يقول تعالى ذكره: إن يشأ اللّه الّذي جرت هذه السّفن في البحر بقدرته أن لا تجري فيه، أسكن الرّيح الّتي تجري بها فيه، فثبتن في موضعٍ واحدٍ، ووقفن على ظهر الماء لا تجري، فلا تتقدّم ولا تتأخّر.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام. إن يشأ يسكن الرّيح فيظللن رواكد على ظهره} سفن هذا البحر تجري بالرّيح فإذا أمسكت عنها الرّيح ركدت قال اللّه عزّ وجلّ: {إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ}.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {إن يشأ يسكن الرّيح فيظللن رواكد على ظهره} لا تجري.
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فيظللن رواكد على ظهره} يقول: وقوفًا.
وقوله: {إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ} يقول: إنّ في جري هذه الجواري في البحر بقدرة اللّه لعظةٌ وعبرةٌ وحجّةٌ بيّنةٌ على قدرة اللّه على ما يشاء، لكلّ ذي صبرٍ على طاعة اللّه، شكورٌ لنعمه وأياديه عنده). [جامع البيان: 20/516-517]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق، أنبأ جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: كنّا نعرض المصاحف عند علقمة فقرأ هذه الآية: «إنّ في ذلك لآياتٍ للموقنين» فقال: قال عبد اللّه: اليقين الإيمان كلّه وقرأ هذه الآية: {إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ} [إبراهيم: 5] قال: فقال عبد اللّه: «الصّبر نصف الإيمان» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/484]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر من طريق عطاء عن ابن عباس رضي الله عنهما - في قوله: {فيظللن رواكد على ظهره} قال: لا يتحركن ولا يجرين في البحر). [الدر المنثور: 13/165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما - {رواكد} قال: وقوفا {أو يوبقهن} قال: يهلكهن). [الدر المنثور: 13/165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الحاكم وصححه عن أبي ظبيان قال: كنا نعرض المصاحف عند علقمة - رضي الله عنه فقرأ هذه الآية: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} فقال: قال عبد الله: الصبر نصف الإيمان). [الدر المنثور: 13/166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن الشعبي رضي الله عنه - قال: الشكر نصف الإيمان والصبر نصف الإيمان واليقين الإيمان كله، وقرأ {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور} و{آيات للموقنين} ). [الدر المنثور: 13/166]

تفسير قوله تعالى: (أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى أو يوبقهن بما كسبوا قال بذنوب أهلها). [تفسير عبد الرزاق: 2/192]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أو يوبقهنّ بما كسبوا ويعف عن كثيرٍ (34) ويعلم الّذين يجادلون في آياتنا ما لهم مّن مّحيصٍ (35) فما أوتيتم من شيءٍ فمتاع الحياة الدّنيا وما عند اللّه خيرٌ وأبقى للّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}.
يقول تعالى ذكره: أو يوبق هذه الجواري في البحر بما كسبت ركبانها من الذّنوب، واجترموا من الآثام، وجزم يوبقهنّ، عطفًا على {يسكن الرّيح} ومعنى الكلام إن يسكن الرّيح فيظللن رواكد على ظهره، {أو يوبقهنّ} ويعني بقوله: {أو يوبقهنّ} أو يهلكهنّ بالغرق.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: حدّثنا معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أو يوبقهنّ} يقول: يهلكهنّ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {أو يوبقهنّ} أو يهلكهنّ.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {أو يوبقهنّ} قال: يغرقهنّ بما كسبوا.
وبنحو الّذي قلنا في قوله: {بما كسبوا} قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {أو يوبقهنّ بما كسبوا} أي بذنوب أهلها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة {أو يوبقهنّ بما كسبوا} قال: بذنوب أهلها.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {أو يوبقهنّ بما كسبوا} قال: يوبقهنّ بما كسبت أصحابهنّ.
وقوله: {ويعف عن كثيرٍ} يقول: ويصفح تعالى ذكره عن كثيرٍ من ذنوبكم فلا يعاقب عليها). [جامع البيان: 20/517-519]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أو يوبقهن بما كسبوا يهلكهن بما عملوا). [تفسير مجاهد: 576]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما - {رواكد} قال: وقوفا {أو يوبقهن} قال: يهلكهن). [الدر المنثور: 13/165] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك: {أو يوبقهن} قال: يغرقهن). [الدر المنثور: 13/165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه {أو يوبقهن} قال: يهلكهن). [الدر المنثور: 13/166]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة: {أو يوبقهن بما كسبوا} قال: بذنوب أهلها). [الدر المنثور: 13/166]

تفسير قوله تعالى: (وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويعلم الّذين يجادلون في آياتنا} يقول جلّ ثناؤه: ويعلم الّذين يخاصمون رسوله محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم من المشركين في آياته وعبره وأدلّته على توحيده.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء المدينة: (ويعلم الّذين) رفعًا على الاستئناف، كما قال في سورة براءة: {ويتوب اللّه على من يشاء} وقرأته قرّاء الكوفة والبصرة: {ويعلم الّذين} نصبًا كما قال في سورة آل عمران {ويعلم الصّابرين} على الصّرف؛ وكما قال النّابغة:
فإن يهلك أبو قابوس يهلك = ربيع النّاس والشّهر الحرام
ونمسك بعده بذناب عنسٍ = أجبّ الظّهر له سنام
ويروى: عيشٍ.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان مشهورتان ولغتان معروفتان متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: {ما لهم من محيص} يقول تعالى ذكره: ما لهم من محيد من عقاب اللّه إذا عاقبهم على ذنوبهم، وكفرهم به، ولا لهم منه ملجأٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، قوله: {ما لهم من محيص} ما لهم من ملجأٍ). [جامع البيان: 20/519-520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه {ما لهم من محيص} من ملجأ). [الدر المنثور: 13/166]

تفسير قوله تعالى: (فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فما أوتيتم من شيءٍ فمتاع الحياة الدّنيا} يقول تعالى ذكره: فما أعطيتم أيّها النّاس من شيءٍ من رياش الدّنيا من المال والبنين، فمتاع الحياة الدّنيا، يقول تعالى ذكره: فهو متاعٌ لكم تتمتّعون به في الحياة الدّنيا، وليس من دار الآخرة، ولا ممّا ينفعكم في معادكم.
{وما عند الله خيرٌ وأبقى} يقول تعالى ذكره: والّذي عند اللّه لأهل طاعته والإيمان به في الآخرة، خيرٌ ممّا أوتيتموه في الدّنيا من متاعها وأبقى، لأنّ ما أوتيتم في الدّنيا فإنّه نافدٌ، وما عند اللّه من النّعيم في جنانه لأهل طاعته باقٍ غير نافدٍ {للّذين آمنوا}: يقول: وما عند اللّه للّذين آمنوا به، وعليه يتوكّلون في أمورهم، وإليه يفوّضون في أسبابهم، وبه يثقون، خيرٌ وأبقى ممّا أوتيتموه من متاع الحياة الدّنيا). [جامع البيان: 20/520-521]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني السري بن يحيى قال: سمعت الحسن يقول في هذه الآية: {الّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم}، قال: هو الرجل يصيب اللمم من الزنا والخطرة من الخمر، ثم يتوب، فذلك مما يتجاوزا لله عنه). [الجامع في علوم القرآن: 1/87]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن لهيعة عن أبي عيسى الخراسانيّ عن أبي سعيدٍ الخراسانيّ أنّ عليًّا سأل ابن سلامٍ عن الكبائر، فأخبره ابن سلامٍ فأخطأ، فقال رسول اللّه: يا حبر، تسأل ابن سلامٍ وتتركني، قال: فإنّي أتوب إلى اللّه وأعوذ باللّه من غضب رسول اللّه، فقال رسول اللّه: الكبائر كلّ ذنبٍ أدخل صاحبه النّار). [الجامع في علوم القرآن: 2/39] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني جرير بن حازم أنه [سمع قتادة بن دعامة ....... ] عن قول الله: {الذين يجتنبون كبائر [الإثم والفواحش}، ........ ] الرجل يلم اللمة من الزنا، واللمة من [الجماع ....... ]). [الجامع في علوم القرآن: 2/43-44]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إن النبي قال أتدرون ما الزنا والسرقة وشرب الخمر قالوا الله ورسوله أعلم قال هي الفواحش وفيهن عقوبات). [تفسير عبد الرزاق: 2/192]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (قال معمر وقال الحسن قال النبي أكبر الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين ألا وقول الزور). [تفسير عبد الرزاق: 2/192-193]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون (37) والّذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصّلاة وأمرهم شورى بينهم وممّا رزقناهم ينفقون}.
يقول تعالى ذكره: وما عند اللّه للّذين آمنوا وللّذين يجتنبون كبائر الإثم، وكبائر الإثم قد بيّنّا اختلاف أهل التّأويل فيها وبيّنّا الصّواب من القول عندنا فيها في سورة (النّساء)، فأغنى ذلك عن إعادته هاهنا {والفواحش} قيل: إنّها الزّنى.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباط، عن السّدّيّ، {والفواحش} قال: الفواحش: الزّنى.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {كبائر الإثم} فقرأته عامّة قرّاء المدينة: {كبائر} على الجماع، وكذلك في (النّجم)، وقرأته عامّة قرّاء الكوفة: (كبير الإثم) على التّوحيد فيهما جميعًا؛ وكأنّ من قرأ ذلك كذلك، عنى بكبير الإثم: الشّرك، وكان الفرّاء يقول: كأنّي أستحبّ لمن قرأ: {كبائر الإثم} أن يخفض (الفواحش)، لتكون الكبائر مضافةً إلى مجموعٍ إذ كانت جمعًا، وقال: ما سمعت أحدًا من القرّاء خفض (الفواحش).
والصّواب من القول في ذلك عندنا أنّهما قراءتان قد قرأ بكلّ واحدةٍ منهما علماء من القرّاء على تقارب معنييهما، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
وقوله: {وإذا ما غضبوا هم يغفرون} يقول تعالى ذكره: وإذا ما غضبوا على من اجترم إليهم جرمًا، هم يغفرون لمن أجرم إليهم ذنبه، ويصفحون عنه عقوبة ذنبه). [جامع البيان: 20/521-522]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال الكبائر الموجبات). [تفسير مجاهد: 576]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال ثنا آدم قال نا المبارك بن فضالة عن الحسن قال الكبائر كل شيء وعد الله عز وجل عليه بالنار). [تفسير مجاهد: 576]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {والّذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصّلاة} يقول تعالى ذكره: والّذين أجابوا لربّهم حين دعاهم إلى توحيده، والإقرار بوحدانيّته والبراءة من عبادة كلّ ما يعبد دونه {وأقاموا الصّلاة} المفروضة بحدودها في أوقاتها، {وأمرهم شورى بينهم} يقول: وإذا حزبهم أمرٌ تشاوروا بينهم {وممّا رزقناهم ينفقون} يقول: ومن الأموال الّتي رزقناهم ينفقون في سبيل اللّه، ويؤدّون ما فرض عليهم فيها من الحقوق لأهلها من زكاةٍ ونفقةٍ على من تجب عليه نفقته وكان ابن زيدٍ يقول: عنى بقوله: {والّذين استجابوا لربّهم} الآية الأنصار.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، وقرأ {والّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون} قال: فبدأ بهم {والّذين استجابوا لربّهم} الأنصار {وأقاموا الصّلاة} وليس فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم {وأمرهم شورى بينهم} ليس فيهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أيضًا). [جامع البيان: 20/522-523]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 38.
أخرج عبد بن حميد والبخاري في الأدب، وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه - قال: ما تشاور قوم قط إلا هدوا وأرشد أمرهم ثم تلا {وأمرهم شورى بينهم} ). [الدر المنثور: 13/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في رواة مالك عن علي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله: الأمر ينزل بنا بعدك لم ينزل فيه قرآن ولم يسمع منك فيه شيء قال: اجمعوا له العابد من أمتي واجعلوه بينكم شورى ولا تقضوه برأي واحد). [الدر المنثور: 13/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخطيب في رواة مالك عن أبي هريرة رضي الله عنه - مرفوعا استرشدوا العاقل ترشدوا ولا تعصوه فتندموا). [الدر المنثور: 13/167]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: من أراد أمرا فشاور فيه وقضى اهتدى لأرشد الأمور). [الدر المنثور: 13/167-168]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي عن يحيى بن أبي كثير رضي الله عنه - قال: قال سليمان بن داود عليه السلام لابنه: يا بني عليك بخشية الله فإنها غاية كل شيء، يا بني لا تقطع أمرا حتى تؤامر مرشدا فإنك إذا فعلت ذلك رشدت عليه يا بني عليك بالحبيب الأول فإن الأخير لا يعدله). [الدر المنثور: 13/168]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 11:07 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

التفسير اللغوي



تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام }: أي: الجبال). [مجاز القرآن: 2/200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({الجواري في البحر كالأعلام}: الجوراي السفن
{والأعلام}: الجبال).[غريب القرآن وتفسيره: 330-331]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({ومن آياته الجوار في البحر} يعني: السفن، {كالأعلام}: أي: الجبال, واحدها: علم). [تفسير غريب القرآن: 393]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام}
قال مجاهد: {الجواري}: السفن, و{الأعلام}: الجبال).
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْجَوَارِي}: السفن, و{الْأَعْلَامِ}: كالجبال). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 219]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الْجَوَاري}: السفن, {الْأَعْلَامِ}: الجبال). [العمدة في غريب القرآن: 266]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({إن يشأ يسكن الرّيح فيظللن }: المعنى للجواري, {رواكد}: سواكن). [مجاز القرآن: 2/200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({رواكد}: سواكن). [غريب القرآن وتفسيره: 331]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فيظللن رواكد}: على ظهره، أي: سواكن على ظهر البحر). [تفسير غريب القرآن: 393]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره}: أي: سواكن). [معاني القرآن: 6/318]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَوَاكِدَ}: سواكن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 219]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({رَوَاكِدَ}سواكن). [العمدة في غريب القرآن: 266]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ويعف عن كثيرٍ...}, ويعلم الذين مردودة على الجزم؛ إلا أنه صرف؛ والجزم إذا صرف عنه معطوفه نصب كقول الشاعر:




فإن يهلك أبو قابوس يهلك ربيع الناس والبلد الحـرام


ونمسك بعده بذناب عيسٍ أجبّ الظهر ليس له سنام



والرفع جائز في المنصوب على الصرف.
وقد قرأ بذلك قوم فرفعوا: {ويعلم الّذين يجادلون...}, ومثله مما استؤنف فرفع
قوله: {ثم يتوب اللّه من بعد ذلك على من يشاء} في براءة؛ ولو جزم , ويعلم - جازم كان مصيباً). [معاني القرآن: 3/24-25]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({أو يوبقهنَّ}: يهلكهن). [مجاز القرآن: 2/200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({أو يوبقهن}: يهلكهن). [غريب القرآن وتفسيره: 331]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({أو يوبقهنّ}: يهلكهن, يقال: فلان قد أوبقته ذنوبه, وأراد: أهل السفن). [تفسير غريب القرآن: 393]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير}
قال مجاهد: {يوبقهن}: يهلكهن.
قال أبو جعفر: يقال: أوبقته ذنوبه , أي: أهلكته.
قال قتادة: {أو يوبقهن بما كسبوا}: يهلك من فيهن بذنوبهم.
قال أبو جعفر تقديره مثل: {واسأل القرية}). [معاني القرآن: 6/318-319]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُوبِقْهُنَّ}: يهلكهن). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 219]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يُوبِقْهُنَّ}: يهلكهن). [العمدة في غريب القرآن: 266]

تفسير قوله تعالى:{وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}
{ويعلم الّذين يجادلون في آياتنا...}
وهي في مصحف أهل المدينة {بما كسبت أيديكم} غير فاء، وكذلك يقرأونها, خلا أبا جعفر فإنه يثبت الفاء, وهي في مصاحف أهل العراق بالفاء, وكذلك قراءتهم، وهو في العربية أجود لأن الفاء مجازاة جواب الشرط.
المعنى: { ما تصبكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم}
وقرئت: {ويعلم الّذين يجادلون}, والنصب على إضمار أن، لأن قبلها جزاء، تقول: ما تصنع أصنع مثله, وأكرمك، وإن شئت قلت: وأكرمك علي, وأنا أكرمك، وإن شئت: وأكرمك جزما.
وروي عن علي رضي اللّه عنه, عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن اللّه أكرم من أن يثني على عبده العقوبة، أي إذا أصابته في الدنيا مصيبة بما كسبت يداه لم يثن عليه العقوبة في الآخرة)).
وأما من قرأ: (وما أصابكم من مصيبة بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)
أي: لا يجازى على كثير مما كسبت أيديكم في الدنيا، وجائز أن يكون {يعفو عن كثير} فلا يجازى عليه في الدنيا ولا في الآخرة.
ومعنى: {ما لهم من محيص}: ما لهم من معدل، ولا من منجى، يقال حاص عنه إذا تنحى، ويقال حاض عنه في معنى حاص، ولا يجوز أن يقرأ ما لهم من محيض، وأن كان المعنى واحدا.
فأمّا موضع {الذين} في قوله: {ويستجيب الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات}, فيجوز أن يكون نصبا، ويجوز أن يكون رفعا.
فمن نصب فعلي معنى ويجيب اللّه الذين آمنوا وعملوا الصالحات, ومن رفع فعلى معنى: يستجيب الذين آمنوا وعملوا الصالحات للّه - عزّ وجلّ - أي: لما يدعوهم اللّه إليه). [معاني القرآن: 4/399-400](م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّحِيصٍ}: مهرب). [العمدة في غريب القرآن: 266]

تفسير قوله تعالى: (فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) )


تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: (والّذين يجتنبون كبير الإثم...)
قرأه يحيى بن وثاب "كبير": وفسر عن ابن عباس: أن كبير الإثم هو الشرك؛ فهذا موافق لمن قرأ: (كبير الإثم) بالتوحيد؛ وقرأ العوام: {كبائر الإثم والفواحش}؛ فيجعلون كبائر كأنه شيء عام، وهو في الأصل واحد؛ وكأني أستحبّ لمن قرأ: كبائر أن خفض الفواحش). [معاني القرآن: 3/25]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون}
موضع {الّذين} خفض صفة لقوله {للّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون}
و{كبائر الإثم}, قال بعضهم: كل ما وعد اللّه عليه النار فهو كبيرة.
وقيل: (الكبائر): من أول سورة النساء من قوله: {ولا تتبدّلوا الخبيث بالطّيّب}, إلى قوله: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفّر عنكم سيّئاتكم}.
وقد قيل: الكبائر الشرك باللّه، وقتل النفس التي حرم اللّه، وقذف المحصنات، وعقوق الوالدين، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف، واستحلال الحرام). [معاني القرآن: 4/400]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش}
روي عن ابن عباس: {كبائر الإثم }: الشرك, ويقرأ: (كبير الإثم)
قال الحسن: (الكبائر): كل ما وعد الله -جل وعز- عليه النار.
وقيل: (الكبائر): كل ما وعد الله عليه النار, وأجمع المسلون على أنه من الكبائر, فقد أجمعوا على أن الخمر من الكبائر..
حدثنا بكر بن سهل قال: حدثنا أبو صالح, عن معاوية بن صالح, عن علي بن أبي طلحة, عن ابن عباس في قوله تعالى: {والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش}: الإشراك, واليأس من روح الله, والأمن لمكر الله, ومنه عقوق الوالدين, وقتل النفس التي حرم الله, وقذف المحصنات, وأكل مال اليتيم , والفرار من الزحف, وأكل الربا, والسحر, والزنى, واليمين الغموس الفاجرة, والغلول, ومنع الزكاة المفروضة, وشهادة الزور, وكتمان الشهادة, وشرب الخمر, وترك الصلاة متعمدا, أو شيء مما افترض الله, ونقض العهد, وقطيعة الرحم. ). [معاني القرآن: 6/319-320]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({والّذين استجابوا لربّهم}: أجابوا.). [مجاز القرآن: 2/201]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأمرهم شورى بينهم}: أي: يتشاورون فيه.).[تفسير غريب القرآن: 393]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {والّذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصّلاة وأمرهم شورى بينهم وممّا رزقناهم ينفقون}
{الذين} في موضع خفض أيضا، على معنى: وما عند اللّه خير وأبقى للذين آمنوا, وللذين استجابوا لربهم, وأقاموا الصلاة.
وقوله: {وأمرهم شورى بينهم} أي: لا ينفردون برأي حتى يجتمعوا عليه، وقيل إنه ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأحسن ما يحضرهم). [معاني القرآن: 4/400-401]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون} أي: يتشاورون). [معاني القرآن: 6/321]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شُورَى}: مشترك). [العمدة في غريب القرآن: 267]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 11:08 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي



التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]



تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) }
قال أبو عبيدةَ مَعمرُ بنُ المثنَّى التيمي (ت:209هـ): (



قال ابن صانعة الزروب لقومه لا أستطيع رواسي الأعـلام

...
وقوله رواسي: ثوابت يقال: رسا يرسو رُسُوًّا قال والأعلام: الجبال واحدها عَلم). [نقائض جرير والفرزدق: 262] (م)

تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) }

قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وقال: هذا بطن السماء، وهذا ظهر السماء، لظاهرها الذي تراه، قال الله جلّ ذكره: {رواكد على ظهره}. وقالوا: الظهر الوجه). [الأزمنة: 12]
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: الظهر: الوجه. قال الله جل اسمه: {رواكد على ظهره} وكذلك ظهر السماء والنجوم وما أشبهها. قالوا: وجوهها). [الأضداد: 139]
قال أبو عليًّ إسماعيلُ بنُ القاسمِ القَالِي (ت: 356هـ) : (
رواكد: ثوابت). [الأمالي: 1/46]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) }

تفسير قوله تعالى: {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35) }

تفسير قوله تعالى: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) }

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 01:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 01:02 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 01:09 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"الجواري": جمع جارية، وهي السفينة، وقرأ: "الجواري" بالياء نافع، وعاصم، وأبو جعفر، وشيبة، ومنهم من أثبتها في الوصل ووقف على الراء، وقرأ أيضا عاصم بحذف الياء في وصل ووقف، وقال أبو حاتم: نحن نثبتها في كل حال، و"الأعلام": الجبال، ومنه قول الخنساء:
وإن صخرا لتأتم الهداة به ... كأنه علم في رأسه نار
ومنه المثل: "إذا قطعن علما بدا علم"، فجري السفن في الماء آية عظيمة، وتسخير الريح لذلك نعمة منه تعالى، وهو لو شاء أن يسكن الريح عنها لركدت، أي: أقامت وقرت ولم يتم منها غرض، وقرأ أبو عمرو، وعاصم: "الريح" واحدة، وقرأ: "الرياح" نافع، وابن كثير، والحسن، وقرأ الجمهور: "فيظللن" بفتح اللام، وقرأ قتادة: "فيظللن" بكسر اللام، وباقي الآية بين، فيه الموعظة، وتشريف الصبار الشكور بالتخصيص، والصبر والشكر فيهما الخير كله، ولا يكونان إلا في عالم). [المحرر الوجيز: 7/ 519-520]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {أو يوبقهن بما كسبوا ويعف عن كثير * ويعلم الذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيص * فما أوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون * والذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون * والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون}
أوبقت الرجل: إذا أنشبته في أمر يهلك فيه، فالإيباق في السفن هو تغريقها، والضمير في: "كسبوا" هو لركابها من البشر، أي: بذنوب البشر، ثم ذكر تعالى ثانية: {ويعف عن كثير} مبالغة وإيضاحا،
وقرأ نافع، وابن عامر، والأعرج، وأبو جعفر، وشيبة: "ويعلم" بالرفع على القطع والاستئناف، وحسن ذلك إذا جاء بعد الجزاء. وقرأ الباقون والجمهور: "ويعلم" بالنصب على تقدير: "أن"، وهذه الواو ونحوها هي التي يسميها الكوفيون "واو الصرف"، لأن حقيقة واو الصرف هي التي تريد بها عطف فعل على اسم، فيقدر "أن" لتكون مع الفعل بتأويل المصدر فيجيء عطفه على الاسم، وذلك نحو قول الشاعر:
... ... ... ... .... تقضي لبانات ويسأم سائم
فكأنه أراد: وسآمة سائم، فقدر: "وأن يسأم" ليكون ذلك بتأويل المصدر الذي هو "سآمة"، قال أبو علي: حسن النصب إذا كان قبله شرط وجزاء، وكل واحد منهما غير واجب.
وقوله تعالى: {ما لهم من محيص} هو معلومهم الذي أراد أن يعلمه المجادلون في آياته عز وجل، و"المحيص": المنجى وموضع الروغان، يقال: حاص إذا راغ، وفي حديث هرقل: "فحاصوا حيصة حمر الوحش إلى الأبواب"). [المحرر الوجيز: 7/ 520-521]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم وعظ تعالى عباده وحقر عندهم أمر الدنيا وشأنها، ورغبهم فيما عنده من نعيمهم والمنزلة الرفيعة لديه، وعظم قدر ذلك في قوله تعالى: {فما أوتيتم من شيء} الآية.
وقوله تعالى: {والذين يجتنبون} عطف على قوله تعالى: "الذين آمنوا"، وقرأ جمهور الناس: "كبائر" على الجمع، قال الحسن: هي كل ما توعد فيه بالنار، وقال الضحاك: أو كان فيه حد من الحدود، وقال ابن مسعود رضى الله عنه: الكبائر من أول سورة النساء إلى رأس ثلاثين آية، وقال علي بن أبي طالب وابن عباس رضى الله عنهم: هي كل ما ختمه الله تعالى بنار أو غضب أو لعنة أو عذاب، وقرأ حمزة، والكسائي، وعاصم: "كبير" على الإفراد الذي هو اسم الجنس، وقال ابن عباس رضى الله عنهما: كبير الإثم: هو الشرك والفواحش، قال السدي: الزنى، وقال مقاتل: موجبات الحدود، ويحتمل أن يكون "كبير" اسم جنس بمعنى "كبائر"، فتدخل فيه الموبقات السبع على ما قد تفسر من أمرها في غير هذه الآية.
وقوله تعالى: {وإذا ما غضبوا هم يغفرون} حض على كسر الغضب والتدرب في إطفائه، إذ هو جمهرة من جهنم، وباب من أبوابها، وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: "لا تغضب"، قال: زدني، قال: "لا تغضب"، قال: زدني، قال: "لا تغضب"، ومن جاهد هذا العارض من نفسه حتى غلبه فقد كفي هما عظيما في دنياه وآخرته). [المحرر الوجيز: 7/ 521-522]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {والذين استجابوا لربهم} مدح لكل من آمن بالله تعالى وقبل شرعه، ومدح تعالى القوم الذين أمرهم شورى بينهم، لأن في ذلك اجتماع الكلمة والتحاب واتصال الأيدي والتعاضد على الخير، وفي الحديث: "ما تشاور قوم إلا هدوا لأحسن ما بحضرتهم"، وقوله تعالى: {ومما رزقناهم ينفقون} معناه: في سبيل الله وبرسم الشرع وعلى حدوده في القوام الذي مدحه الله تعالى في غير هذه الآية.
وقال ابن زيد: قوله تعالى: {والذين استجابوا لربهم} الآية نزلت في الأنصار، والظاهر أن الله تعالى مدح كل من اتصف بهذه الصفة كائنا من كان، وهل حصل الأنصار في هذه الصفة إلا بعد سبق المهاجرين إليها؟ رضي الله تعالى عن جميعهم بمنه).[المحرر الوجيز: 7/ 522-523]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:33 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:37 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ (32) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام (32) إن يشأ يسكن الرّيح فيظللن رواكد على ظهره إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ شكورٍ (33) أو يوبقهنّ بما كسبوا ويعف عن كثيرٍ (34) ويعلم الّذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيصٍ (35)}
يقول تعالى: ومن آياته الدّالّة على قدرته وسلطانه، تسخيره البحر لتجري فيه الفلك بأمره، وهي الجواري في البحر كالأعلام، أي: كالجبال، قاله مجاهدٌ، والحسن، والسّدّيّ، والضّحّاك، أي: هي في البحر كالجبال في البرّ). [تفسير ابن كثير: 7/ 209]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (33) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إن يشأ يسكن الرّيح} أي: الّتي تسير بالسّفن، لو شاء لسكّنها حتّى لا تتحرّك السّفن، بل تظلّ راكدةً لا تجيء ولا تذهب، بل واقفةً على ظهره، أي: على وجه الماء {إنّ في ذلك لآياتٍ لكلّ صبّارٍ} أي: في الشّدائد {شكورٍ} أي: إنّ في تسخيره البحر وإجرائه الهوى بقدر ما يحتاجون إليه لسيرهم، لدلالاتٍ على نعمه تعالى على خلقه {لكلّ صبّارٍ} أي: في الشّدائد، {شكورٍ} في الرّخاء). [تفسير ابن كثير: 7/ 209]

تفسير قوله تعالى: {أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِمَا كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (34) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {أو يوبقهنّ بما كسبوا} أي: ولو شاء لأهلك السّفن وغرّقها بذنوب أهلها الّذين هم راكبون عليها {ويعف عن كثيرٍ} أي: من ذنوبهم. ولو أخذهم بجميع ذنوبهم لأهلك كلّ من ركب البحر.
وقال بعض علماء التّفسير: معنى قوله: {أو يوبقهنّ بما كسبوا} أي: لو شاء لأرسل الرّيح قويّةً عاتيةً، فأخذت السّفن وأحالتها عن سيرها المستقيم، فصرفتها ذات اليمين أو ذات الشّمال، آبقةً لا تسير على طريقٍ، ولا إلى جهة مقصدٍ.
وهذا القول هو يتضمّن هلاكها، وهو مناسبٌ للأوّل، وهو أنّه تعالى لو شاء لسكّن الرّيح فوقفت، أو لقوّاه فشردت وأبقت وهلكت. ولكن من لطفه ورحمته أنّه يرسله بحسب الحاجة، كما يرسل المطر بقدر الكفاية، ولو أنزله كثيرًا جدًّا لهدم البنيان، أو قليلًا لما أنبت الزّرع والثّمار، حتّى إنّه يرسل إلى مثل بلاد مصر سيحًا من أرضٍ أخرى غيرها ؛ لأنّهم لا يحتاجون إلى مطرٍ، ولو أنزل عليهم لهدم بنيانهم، وأسقط جدرانهم). [تفسير ابن كثير: 7/ 209-210]

تفسير قوله تعالى: {وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِنَا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (35) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {ويعلم الّذين يجادلون في آياتنا ما لهم من محيصٍ} أي: لا محيد لهم عن بأسنا ونقمتنا، فإنّهم مقهورون بقدرتنا). [تفسير ابن كثير: 7/ 210]

تفسير قوله تعالى: {فَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فما أوتيتم من شيءٍ فمتاع الحياة الدّنيا وما عند اللّه خيرٌ وأبقى للّذين آمنوا وعلى ربّهم يتوكّلون (36) والّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش وإذا ما غضبوا هم يغفرون (37) والّذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصّلاة وأمرهم شورى بينهم وممّا رزقناهم ينفقون (38) والّذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون (39)}
يقول تعالى محقّرًا بشأن الحياة الدّنيا وزينتها، وما فيها من الزّهرة والنّعيم الفاني، بقوله: {فما أوتيتم من شيءٍ فمتاع الحياة الدّنيا} أي: مهما حصلتم وجمعتم فلا تغترّوا به، فإنّما هو متاع الحياة الدّنيا، وهي دارٌ دنيئةٌ فانيةٌ زائلةٌ لا محالة، {وما عند اللّه خيرٌ وأبقى} أي: وثواب اللّه خيرٌ من الدّنيا، وهو باقٍ سرمديٌّ، فلا تقدّموا الفاني على الباقي؛ ولهذا قال: {للّذين آمنوا} أي: للّذين صبروا على ترك الملاذّ في الدّنيا، {وعلى ربّهم يتوكّلون} أي: ليعينهم على الصّبر في أداء الواجبات وترك المحرّمات). [تفسير ابن كثير: 7/ 210]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال: {والّذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش} وقد قدّمنا الكلام على الإثم والفواحش في "سورة الأعراف" {وإذا ما غضبوا هم يغفرون} أي: سجيّتهم [وخلقهم وطبعهم] تقتضي الصّفح والعفو عن النّاس، ليس سجيّتهم الانتقام من النّاس.
وقد ثبت في الصّحيح: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما انتقم لنفسه قطّ، إلّا أن تنتهك حرمات اللّه وفي حديثٍ آخر: "كان يقول لأحدنا عند المعتبة: ما له؟ تربت جبينه".
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا ابن أبي عمر، حدّثنا سفيان، عن زائدة، عن منصورٍ، عن إبراهيم قال: كان المؤمنون يكرهون أن يستذلّوا، وكانوا إذا قدروا عفوا).[تفسير ابن كثير: 7/ 210]

تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {والّذين استجابوا لربّهم} أي: اتّبعوا رسله وأطاعوا أمره، واجتنبوا زجره، {وأقاموا الصّلاة} وهي أعظم العبادات للّه عزّ وجلّ، {وأمرهم شورى بينهم} أي: لا يبرمون أمرًا حتّى يتشاوروا فيه، ليتساعدوا بآرائهم في مثل الحروب وما جرى مجراها، كما قال تعالى: {وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على اللّه} [آل عمران: 159] ولهذا كان عليه [الصلاة] السلام، يشاورهم في الحروب ونحوها، ليطيّب بذلك قلوبهم. وهكذا لـمّا حضرت عمر بن الخطّاب [رضي اللّه عنه] الوفاة حين طعن، جعل الأمر بعده شورى في ستّة نفرٍ، وهم: عثمان، وعليٌّ، وطلحة، والزّبير، وسعدٌ، وعبد الرّحمن بن عوفٍ، رضي اللّه عنهم أجمعين، فاجتمع رأي الصّحابة كلّهم على تقديم عثمان عليهم، رضي اللّه عنهم، {وممّا رزقناهم ينفقون} وذلك بالإحسان إلى خلق اللّه، الأقرب إليهم منهم فالأقرب). [تفسير ابن كثير: 7/ 211]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة