سورة طه
[ من الآية (9) إلى الآية (16) ]
{وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9) إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10) فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13) إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)}
قوله تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (9)}
قوله تعالى: {إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آَنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آَتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى (10)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فقال لأهله امكثوا)
قرأ حمزة (لأهله امكثوا) بضم الهاء، ومثله في القصص، وكذلك روى ابن سعدان عن المسيبي عن نافع، وكسر الباقون الهاء في السورتين.
قال أبو منصور: من ضم الهاء فلضمة الألف من (امكثوا) غير موصولة، نقلت ضمتها إلى الهاء، كقراءة من قرأ (أو انقص منه قليلًا).
ومن قرأ (لأهله امكثوا) بكسر الهاء فلأن الأصل عنده: (لأهله)، ولما اتصل الهاء بالميم بطل حكم الألف الوصلية من (امكثوا) ). [معاني القراءات وعللها: 2/142]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي آنست نارًا لعلّي آتيكم)
فتح الياء ابن كثيرٍ ونافع وأبو عمرو، وفتح ابن عامر (لعلّي آتيكم) ). [معاني القراءات وعللها: 2/142]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ابن سعدان عن إسحاق عن نافع وحمزة: (لأهله امكثوا) [طه/ 10] وكذلك في القصص [29]، بضم الهاء.
[الحجة للقراء السبعة: 5/220]
والباقون يكسرون الهاء فيهما.
وقد تقدم القول في ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 5/221]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا} 10
قرأ حمزة {لأهله امكثوا} بضم الهاء وكذلك في القصص على أصل الكلمة وعلى لغة من يقول مررت به يا فتى
وقرأ الباقون بكسر الهاء وإنّما كسروا لمجاورة الكسرة وقد بينا في سورة البقرة). [حجة القراءات: 450]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {لأهله امكثوا} قرأ حمزة بضم الهاء، ومثله في القصص وقرأهما الباقون بكسر الهاء.
وحجة من ضم أنه أتى بالهاء على أصلها موصولة بواو، للتقوية على ما قدمنا من العلل، فلقيت الواو وهي ساكنة الميم من {امكثوا} وهي ساكنة فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، وبقيت الضمة تدل عليها.
2- وحجة من كسر أنه أبدل من ضمة الهاء كسرة للكسرة التي قبلها، فانقلبت الواو ياء، ثم حذفت لسكونها وسكون الميم بعدها، وبقيت الكسرة تدل عليها، وقد تقدم الكلام على هذه الهاء بأشبع من هذا، في باب هاء الكناية عن المذكر، والاختيار الكسر، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/95]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {لأَهْلِهِ امْكُثُوا}[آية/ 10] مضمومة الهاء في الوصل:
قرأها حمزة وحده، وكذلك في القصص.
والوجه أنه ضم الهاء على الأصل؛ لأن أصلها الضم، وإلحاق الواو بها كما سبق قبل، إلا أن القياس يقتضي أن تكسر لانكسار ما قبلها وتلحق بياء، لكن حمزة أجراها على الأصل من الضم والواو، ثم حذف الواو لالتقاء الساكنين، والقياس كسرها على ما ذكرنا، لكن الضم حسن ههنا لشيء آخر، وهو انضمام ما بعده، وذاك هو الكاف في {امْكُثُوا}وهم يثبتون في نحوه حركة الإتباع، وقد سبق مثله.
وقرأ الباقون {لأَهْلِهِ امْكُثُوا}مكسورة الهاء في السورتين.
والوجه أنه هو القياس الذي ذكرناه، وذاك أن هذه الهاء إذا انكسر ما قبلها كسرت وألحقت بها الياء نحو بهي، وقد مضى مثله). [الموضح: 829]
قوله تعالى: {فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى (11)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا أتاها نودي يا موسى * إنّي أنا ربك فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى وأنا اخترتك} 11 13
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {نودي يا موسى إنّي أنا ربك} بفتح الألف المعنى نودي بأنّي أنا ربك وموضع {إنّي} نصب
وقرأ الباقون {إنّي} بكسر الألف أوقعوا النداء على موسى فسلمت {إنّي} من وقوع النداء عليها فاستأنفوا بها الكلام وكسروا كذا ذكر الفراء وقال المبرد الكسر أقرب لأنّها حكاية كلام الله بعد النداء فالتقدير والله أعلم فناديناه بأن قلنا يا موسى إنّي أنا ربك
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {طوى} بغير تنوين وقرأ الباقون بالتّنوين
قال الزّجاج فمن لم ينون ترك صرفه من وجهين أحدهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير مثل عمر المعدول عن عامر فلا يصرف كما لا ينصرف عمر والوجه الآخر أن يكون اسما للبقعة كما قال جلّ وعز {في البقعة المباركة من الشّجرة} ومن ينونه فهو اسم الوادي وهو مذكّر سمي بمذكر على فعل مثل حطم
قرأ حمزة (وأنا اخترناك) على معنى نودي أنا اخترناك من خطاب الملوك والعظماء ومن حجّته قوله قبله {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} والأصل أننا كما قال {إنّني معكما} ولكن النّون حذفت لكثرة النونات والمحذوف النّون الثّانية في أن
[حجة القراءات: 451]
الأولى الساكنة والثّانية المتحركة ف نا في موضع نصب ب أن، أن وما بعدها في موضع نصب المعنى نودي موسى أنا اخترناك
وقرأ الباقون {وإنّا} خفيفة {اخترتك} على لفظ التّوحيد ف أنا موضعه رفع بالابتداء وخبره اخترتك فالمعنى في القراءتين واحد غير أن هذه القراءة أشد موافقة للخطّ وأشبه بنسق اللّفظ لقوله {إنّي أنا ربك} فكذلك {وأنا اخترتك} ). [حجة القراءات: 452] (م)
قوله تعالى: {إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (12)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّي أنا ربّك)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (أنّي أنا ربّك) مفتوحة الألف والياء، وقرأ الباقون (إنّي أنا ربّك) بكسر الألف.
أوقع النداء على (أنّي) وعلى موسى، ومن كسر الألف فعلى أن النداء واقع على موسى عليه السلام وحده.
قال أبو منصور: المعنى: نادى بأني أنا ربّك). [معاني القراءات وعللها: 2/143]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (طوًى)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (طوى. اذهب) غير مجراتين.
وقرأ الباقون (طوًى) منونًا في السورتين.
قال أبو إسحاق: من نوّن (طوًى) فهو اسم الوادي، وهو مذكر سمي بمذكر، اسم على (فعل)، نحو: نغرٍ، وصرد، ومن لم ينون ترك صرفه من جهتين:
إحداهما: أن يكون معدولاً عن (طاوٍ) إلى (طوًى) فيصير مثل: عمر المعدول عن عامر، ولا ينصرف كما لا ينصرف عمر.
والجهة الأخرى: أن يكون اسما للبقعة، وهي مؤنثة، كما قال: (في البقعة المباركة من الشّجرة).
وقال أبو إسحاق: من قرأ (أنّي أنا ربّك) فالمعنى: نودي بأني أنا ربك، وموضع (أنّي) نصا.
ومن قرأ (إنّي) بالكسر فالمعنى: نودي يا موسى فقال الله جلّ ثناؤه: (إنّي أنا ربّك) ). [معاني القراءات وعللها: 2/143]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وأما قوله: (بالواد المقدّس) فقد اتفقوا كلّهم على أنه بغير ياء في وصل ولا وقف، إلا الكسائي فإنه وقف بياء، وكذلك الحضرمي. وكله جائز). [معاني القراءات وعللها: 2/162]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {إني أنا ربك} [12].
فتح أبو عمرو وابن كثير الهمزة والياء، فموضعه نصب على هذه القراءة نودي أني أنا ربك وبأني أنا ربك.
وقرأ الباقون {إني} جعلوه مستأنفًا، فـ «أن» على هذه القراءة حرف نصب لا موضع له.
وقوله تعالى: {لأهله امكثوا} [10].
قرأ حمزة وحده – ها هنا – وفي (القصص): {لأهله امكثوآ} بضم الهاء. فمن ضم الهاء فعلى أصل الكلمة. ومن كسر فلمجاورة الكسرة، وقد أحكمنا ذلك في أول (البقرة).
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/28]
وقر الباقون بكسر ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/29]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله [تعالى]: {طوى} [12].
قرأ أهل الكوفة وابن عامر بالإجراء
{طوى (12) وأنا اخترتك} [12، 13].
وقرأ الباقون {طوى} غير مجراة. وكذلك في (النازعات) فمن أجرى {طوى} جعله اسم واد مذكرًا. ومن لم يجره جعله اسم أرض. كما أن حنينًا مصروف اسم جبل. وبعضهم ترك صرفه حيث جعله اسم أرض، قال الشاعر:-
نصروا نبيهم وشدوا ازره = بحنين يوم تواكل الأبطال
وحراء: اسم جبل، مصروف ممدود. والشاعر ترك صرفه حيث جعله اسم بقعة. ويقال: البقعة، وهو اجود وانشد:-
السنا أكرم الثقلين رحلاً = وأعظمه ببطن حراء نارا
وقال الأعشى:-
وتدفن منه الصالحات وإن يسيء = يكن ما أساء النار في رأس كبكبا
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/29]
فلم يصرف، كبكب: وهو اسم جبل.
وقال آخرون: «طوى» لا ينصرف؛ لأنه معدول عن طاو مثل عامر وعمر. وليس في كلام العرب اسم معدول من فاعل إلى فعل من ذوات الياء إلا هذا. والاختيار عند أكثر النحويين ترك الصرف، لأنها رأس آية، وهي مع آيات غير منونة نحو {موسى} [9] و{استمع لما يوحى} [13] وكذلك {طوى}.
وحدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء أن بعضهم كسر الطاء، وأجرى {طوى (12) وأنا اخترتك}.
قال أبو عبد الله: وقد روي عن عيسى بن عمر أنه قرأ: {طاوي وأنا اخترتك} فهذه تؤيد من زعم أنه معدول، وهي قراءة رابعة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/30]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله عز وجل: يا موسى إني أنا ربك [طه/ 11، 12].
فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: (أنّي) بفتح الألف والياء.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: إني بكسر الألف، وفتح نافع الياء.
من كسر فلأن الكلام حكاية، كأنه نودي فقيل: يا موسى إنّي أنا ربك، والكسر أشبه بما بعد مما هو حكاية، وذلك قوله: إنني أنا الله لا إله إلا أنا، وقوله: وأنا اخترتك [طه/ 13]، فهذه كلّها حكاية، فالأشبه أن يكون قوله: إني أنا ربك كذلك أيضا.
ومن فتح كان المعنى: نودي بكذا، ونادى قد يوصل بحرف الجر، قال:
ناديت باسم ربيعة بن مكدم... أنّ المنوه باسمه الموثوق
وقال:
ونادى بها ماء إذا ثار ثورة المعنى: ونادى بندائها ماء، فقوله: ماء قد وقع النداء عليه، ومن الناس من يعمل هذه الأشياء التي هي في المعنى قول، كما يعمل
[الحجة للقراء السبعة: 5/218]
القول ولا يضمر القول معها، وينبغي أن يكون في نودي ضمير يقوم مقام الفاعل، لأنه لا يجوز أن يقوم واحد من قولك: يا موسى ولا إني أنا ربك مقام الفاعل لأنها جمل، والجمل لا تقوم مقام الفاعل، فإن جعلت الاسم الذي يقوم مقام الفاعل موسى، لأن ذكره قد جرى كان مستقيما). [الحجة للقراء السبعة: 5/219]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إجراء طوى [طه/ 12] وضمّ طائها.
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو: (طوى وأنا) غير مجراة والطاء مضمومة وفي النّازعات [16، 17] مثله. وروى أبو زيد عن أبي عمرو: (طوى) وقال: هي أرض.
وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: طوى مجراة مضمومة الطاء.
حدّثنا الكندي، قال: حدثنا مؤمّل قال: حدّثنا إسماعيل عن ابن أبي نجيح قلت له: فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس، قال:
يقول: امض بقدميك إلى بركة الوادي، أظنه- يعني مجاهدا- طوى، مصروف وغير مصروف، فمن صرف فمن وجهين أحدهما:
أن يجعله اسم الوادي فيصرف لأنه سمّى مذكرا بمذكر. والوجه الآخر: أن يجعله صفة، وذلك في قول من قال: إنه قدّس مرّتين، فيكون طوى كقولك: ثنا، ويكون صفة كقولهم: مكانا سوى، وقوم عدى. وجاء في طوى الضم والكسر، كما جاء في قوله: (مكانا سوى) [طه/ 58] الكسر والضم، قال الشاعر:
[الحجة للقراء السبعة: 5/219]
أفي جنب بكر قطّعتني ملامة... لعمري لقد كانت ملامتها ثنا
أي: ليس هذا بأوّل ملامتها، وكذلك طوى وطوى. وقد أنشدوا:
ترى ثنانا إذا ما جاء بدأهم... وبدؤهم إن أتانا كان ثنيانا
ثنانا مكسورة الثاء، أنشدناه محمد بن السري، وزعم أبو الحسن أن الضم في هذا لغة، وبالضم أنشد قول الشاعر: ترى ثنانا...
وقال: الثنى: هو الثاني.
قال أبو علي: ومعنى ثنى وثنى: الذين يثنى بهم بعد السادة، لأنهم قالوا للسيد: البدء، من حيث بدئ بهم فيما يهمّ من الأمور.
ومن لم يصرف احتمل أمرين: أحدهما: أن يكون اسما لبقعة أو أرض، وهو مذكّر، فهو بمنزلة امرأة سمّيتها بحجر، ويجوز أن يكون معدولا كعمر. فإن قلت: إن عمر معدول عن عامر، وهذا الاسم لا يعرف عمّ عدل، بأنه لا يمتنع أن يقدر العدل عما لم يخرجوه إلى الاستعمال، ألا ترى أنّ جمع وكتع معدولتان عمّا لم يستعمل، وكذلك يكون طوى). [الحجة للقراء السبعة: 5/220]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا أتاها نودي يا موسى * إنّي أنا ربك فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى وأنا اخترتك} 11 13
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {نودي يا موسى إنّي أنا ربك} بفتح الألف المعنى نودي بأنّي أنا ربك وموضع {إنّي} نصب
وقرأ الباقون {إنّي} بكسر الألف أوقعوا النداء على موسى فسلمت {إنّي} من وقوع النداء عليها فاستأنفوا بها الكلام وكسروا كذا ذكر الفراء وقال المبرد الكسر أقرب لأنّها حكاية كلام الله بعد النداء فالتقدير والله أعلم فناديناه بأن قلنا يا موسى إنّي أنا ربك
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {طوى} بغير تنوين وقرأ الباقون بالتّنوين
قال الزّجاج فمن لم ينون ترك صرفه من وجهين أحدهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير مثل عمر المعدول عن عامر فلا يصرف كما لا ينصرف عمر والوجه الآخر أن يكون اسما للبقعة كما قال جلّ وعز {في البقعة المباركة من الشّجرة} ومن ينونه فهو اسم الوادي وهو مذكّر سمي بمذكر على فعل مثل حطم
قرأ حمزة (وأنا اخترناك) على معنى نودي أنا اخترناك من خطاب الملوك والعظماء ومن حجّته قوله قبله {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} والأصل أننا كما قال {إنّني معكما} ولكن النّون حذفت لكثرة النونات والمحذوف النّون الثّانية في أن
[حجة القراءات: 451]
الأولى الساكنة والثّانية المتحركة ف نا في موضع نصب ب أن، أن وما بعدها في موضع نصب المعنى نودي موسى أنا اخترناك
وقرأ الباقون {وإنّا} خفيفة {اخترتك} على لفظ التّوحيد ف أنا موضعه رفع بالابتداء وخبره اخترتك فالمعنى في القراءتين واحد غير أن هذه القراءة أشد موافقة للخطّ وأشبه بنسق اللّفظ لقوله {إنّي أنا ربك} فكذلك {وأنا اخترتك} ). [حجة القراءات: 452] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {يا موسى * إني أنا} قرأ ابن كثير وأبو عمرو بفتح الهمزة، على إضمار حرف الجر، أي نودي بأنني أنا ربك، فـ «أن» في موضع نصب، فحذف حرف الجر، أو في موضع خفض، على إعمال الحرف لكثرة حذفه مع «أن» وقرأ الباقون بكسر الهمزة، لأنهم لما رأوا الكلام حكاية أضمروا القول، فكسروا «إن» بعد القول على الحكاية، تقديره: نودي موسى، فقيل له: إني أنا ربك، وقيل: إنه كسر على الاستئناف؛ لأن النداء، وقع على موسى، ثم استأنف {إني} فأما ما ذكرناه في التبصرة من {الواد} و{واد النمل} فالمفعول به لا يوقف عليه؛ لأنه غير تمام ولا قطع، فإن اضطر مضطر، فوقف عليه، وقف بغير ياء اتباعًا للمصحف، ويحمل الوقف على الوصل ولأنها لغة مشهورة، يقولون: هو القاضِ والغازِ. فيقفون بغير ياء، والاختيار الكسر في {إني} لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/96]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {طوى} قرأه الكوفيون وابن عامر بالتنوين، ومثله في النازعات وقرأهما الباقون بغير تنوين.
وحجة من نونه أنه جعله اسمًا لـ {الوادي} فأبدله له منه فصرفه في المعرفة والنكرة، لأنه سمى مذكرًا بمذكر.
5- وحجة لم ينونه أنه جعله اسمًا للبقعة والأرض، فيكون قد سمى مؤنثًا بمذكر، فلا ينصرف في المعرفة، لانتقاله من الخفة إلى الثقف وللتعريف، وقد يجوز أن يكون معدولًا كعمر، وإن كان لا يعرف عن أي شيء عدل كما أن «كُتَع وجُمَع» معدولان، ولم يستعمل ما عدلا عنه وقد قيل: إن {طوى} معدول عن «طاو» كعمر عن عامر، والقراءتان حسنتان غير أني أوثر ترك الصرف، لأن الحرميين وأبا عمرو عليه، واختار أبو عبيد
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/96]
التنوين، وخالفه ابن قتيبة، فاختار ترك التنوين، قال: لأنه اسم الوادي، وهو معدول كعمر وزفر، قال: ولأن بعض رؤوس الآي غير منونة، وهي رأس آية، فيجب أن تتبع رؤوس بعض الآي بعضًا على مثال واحد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/97]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {أنِّي أَنَارَبُّكَ}[آية/ 12] بفتح الألف من {أنِّي}:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
والوجه أن المعنى نودي بأني أنا ربك؛ لأن هذا الفعل يستعمل بالباء، يقال ناديت فلانًا بذلك، قال الشاعر:
[الموضح: 829]
87- ناديت باسم ربيعة ابن مكدم= أن المنوه باسمه الموثوق
وقرأ الباقون {إنِّي أَنَارَبُّكَ}بكسر الألف.
والوجه أنه على الحكاية؛ لأن النداء يتضمن معنى القول، والتقدير في نودي: وقيل له إني أنا ربك، فهو حكاية، كما أن ما بعده حكاية، وهو قوله: {وأَنَا اخْتَرْتُكَ} ). [الموضح: 830]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {طُوًى}[آية/ 12] غير منونة:
قرأها ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب، وكذلك في النازعات.
والوجه أنه اسم بقعة أو أرض فهي مؤنثة في المعنى، فلا تنصرف للتعريف والتأنيث، وهي من المؤنث الذي سمي باسم مذكر، نحو امرأة سميتها بحجر، فلا ينصرف.
ويجوز أن يكون {طُوًى}معدولاً نحو عمر، فيكون الاسم معدولاً عن طاوٍ، وإن لم يستعمل ما عدل عنه، ألا ترى أن جمع وكتع
[الموضح: 830]
معدولتان وإن لم يستعمل ما عدلتا عنه.
وقرأ ابن عامر والكوفيون {طُوًىً}بالتنوين.
والوجه أنه اسم لمذكر، وهو الوادي أو المكان فصرف؛ لأنه ليس فيه سببان من الأسباب المانعة من الصرف.
ويجوز أن يكون {طُوًىً}صفة كقولهم: مكان سوى وسوى، أي بين موضعين، وهذا ثنى وثنى، أي مثنى، فمعنى {طُوًىً}على هذا: أنه قدس مرتين). [الموضح: 831]
قوله تعالى: {وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى (13)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وأنا اخترتك)
قرأ حمزة وحده (وأنّا اخترناك) بتشديد النون بالألف.
وقرأ الباقون (وأنا اخترتك) مخففًا بالتاء.
قال أبو منصور: ومن قرأ (وأنّا اخترناك) فالمعنى: ناداه الله بأنا اخترناك، على جمع (أنّا) كما أن الملك من ملوك العرب يقول: إنا فعلنا كذا وكذا بأنصاره.
ومن قرأ (وأنا اخترتك) فالاختيار لله وحده، لم يشرك في اختياره أحدًا). [معاني القراءات وعللها: 2/144]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {وأنا اخترتك} [13].
قرأ حمزة وحده {وأنا اخترتك} واحتج بما حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد عن الكسائي. قال: في حرف أبي: {وأني اخترتك} فمن قرأ {وأنا} فموضعه رفع بالابتداء، ومن قرأ {وأنا} فالأصل: أننا، فالنون والألف
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/30]
نصب بـ «أن»، و«أن» مع ما بعدها في موضع نصبٍ {نودي ......... أنا اخترنك} ولا أنا اخترناك.
وأما قراءة أبي «فإن» حرف نصبٍ ولا موضع له، والياء نصب بـ «فإن» حرف نصبٍ ولا موضع له، والياء نصب بـ «أن» فاعرف ذلك.
وقرأ الباقون: {وأنا اخترتك} على لفظ الواحد لقوله: {إني أنا الله} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/31]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التاء والنون من قوله عز وجل: وأنا اخترتك [طه/ 13].
فقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر والكسائي: وأنا خفيف اخترتك بالتاء بغير ألف.
وقرأ حمزة (وأنّا) النون مشددة (اخترناك) بألف ونون قال أبو علي: الإفراد زعموا أكثر في القراءة، وهو أشبه بما قبله من قوله: إني أنا ربك ووجه الجمع: أن نحو ذلك قد جاء نحو قوله: سبحان الذي أسرى بعبده [الإسراء/ 1] ثم قال: وآتينا موسى الكتاب [الإسراء/ 2]. وزعموا أنّه قراءة الأعمش، وزعموا أنه في حرف أبيّ: (وأنّي اخترتك) فهذا يقوي الوجه الأول). [الحجة للقراء السبعة: 5/221]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلمّا أتاها نودي يا موسى * إنّي أنا ربك فاخلع نعليك إنّك بالواد المقدّس طوى وأنا اخترتك} 11 13
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {نودي يا موسى إنّي أنا ربك} بفتح الألف المعنى نودي بأنّي أنا ربك وموضع {إنّي} نصب
وقرأ الباقون {إنّي} بكسر الألف أوقعوا النداء على موسى فسلمت {إنّي} من وقوع النداء عليها فاستأنفوا بها الكلام وكسروا كذا ذكر الفراء وقال المبرد الكسر أقرب لأنّها حكاية كلام الله بعد النداء فالتقدير والله أعلم فناديناه بأن قلنا يا موسى إنّي أنا ربك
قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو {طوى} بغير تنوين وقرأ الباقون بالتّنوين
قال الزّجاج فمن لم ينون ترك صرفه من وجهين أحدهما أن يكون معدولا عن طاو فيصير مثل عمر المعدول عن عامر فلا يصرف كما لا ينصرف عمر والوجه الآخر أن يكون اسما للبقعة كما قال جلّ وعز {في البقعة المباركة من الشّجرة} ومن ينونه فهو اسم الوادي وهو مذكّر سمي بمذكر على فعل مثل حطم
قرأ حمزة (وأنا اخترناك) على معنى نودي أنا اخترناك من خطاب الملوك والعظماء ومن حجّته قوله قبله {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى} والأصل أننا كما قال {إنّني معكما} ولكن النّون حذفت لكثرة النونات والمحذوف النّون الثّانية في أن
[حجة القراءات: 451]
الأولى الساكنة والثّانية المتحركة ف نا في موضع نصب ب أن، أن وما بعدها في موضع نصب المعنى نودي موسى أنا اخترناك
وقرأ الباقون {وإنّا} خفيفة {اخترتك} على لفظ التّوحيد ف أنا موضعه رفع بالابتداء وخبره اخترتك فالمعنى في القراءتين واحد غير أن هذه القراءة أشد موافقة للخطّ وأشبه بنسق اللّفظ لقوله {إنّي أنا ربك} فكذلك {وأنا اخترتك} ). [حجة القراءات: 452] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- قوله: {وأنا اخترتك} قرأه حمزة «وأنا اخترناك» على لفظ الجمع في الكمتين للتعظيم لله والمبالغة في الإجلال له، وقد مضى له نظائر، وقرأ الباقون بالتاء ولفظ {أنا} على لفظ الواحد، ردوه على ما قبله من لفظ التوحيد في قوله: {إني أنا ربك} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/97]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {وأَنَا}بفتح الألف وتشديد النون، {اخْتَرْنَاكَ}بالنون والألف [آية/ 13]:
قرأهما حمزة وحده.
والوجه أن قوله {وأَنَا}عطف على قوله تعالى {أنِّي أَنَارَبُّكَ}، والكل من صلة {نُودِيَ}، والمعنى نودي بأني أنا ربك وبأنا اخترناك.
[الموضح: 831]
وفي قراءة الأعمش {وأَنَي اخْتَرْتُكَ}بفتح الألف والياء.
وأما {اخْتَرْنَاكَ}بالنون والألف على لفظ الجمع؛ فلأن المعنى في {اخْتَرْتُكَ} و{اخْتَرْنَاكَ}واحد في أن الفاعل هو الله تعالى، ومجيء هذا على لفظ الجمع بعد قوله تعالى {إنِّي أَنَارَبُّكَ}وهو على لفظ الوحدة جائز، كما استشهدنا به من قوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى}وقوله بعده {وآتَيْنَا}.
وقرأ الباقون {وأَنَا}مخففة {اخْتَرْتُكَ}بالتاء على الوحدة.
وهو أليق بما قبله من قوله {إنِّي أَنَارَبُّكَ}، ولهذا كانت القراءة به أكثر). [الموضح: 832]
قوله تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إنّني أنا اللّه)
حرّك الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لذكري إنّ السّاعة)
فتح الياء نافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/145]
قوله تعالى: {إِنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة سعيد بن جبير، ورويت عن الحسن ومجاهد: [أَخْفِيهَا]، بفتح الألف.
قال أبو الفتح: أَخْفَيْت الشيءَ: كتمْته، وأظهرته جميعا وخَفَيْتُه بلا ألف: أظهرتُه البتة. فمن ذلك قراءة من قرأ: {أُخْفِيهَا}. قالوا: معناه أُظْهِرُها. قال أبو علي: الغرض فيه أزيل عنها خفاءها، وهو ما تلف فيه القربة ونحوها: من كساء، وما يجري مجراه، قال: وعليه قول الشاعر:
لَقَدْ عَلِمَ الأيْقَاظُ أَخْفِيَةَ الْكَرَى ... تَزَجُّجَهَا مِنْ حَالِكٍ واكْتِحَالِهَا
قال: أراد الأيقاظ عيونا، فجعل العين كالخِفاء للنومِ؛ لأنها تستره، قال: مِن ألفاظ السلب: فأخفيتُه: سَلَبْتُ عنه خِفاءه، وإذا زال عنه ساتره ظهر لا محالة، ومثله من السلب: أشكيْتُ الرجل: إذا أزلتَ عنه ما يشكُوه، وقد سيق نحو هذا وحديثُ السلب في اللغة.
فأما [أَخْفِيهَا] بفتح الألف فإنه أُظهرها. قال امرؤ القيس:
[المحتسب: 2/47]
خَفَاهُنَّ مِن أَنْفَاقِهِنَّ كأنَّما ... خَفَاهُنَّ وَدْقُ مِنْ عَشِيٍّ مُجَلّب
فهذا إذًا أكاد أُظهرها، وقيل: أكادُ أخفيها من نفسي. وفي هذا ضرب من التصوف وقيل: أكاد أخفيها: أريد أخفيها، وأنشد أبو الحسن شاهدا له:
كَادَتْ وَكِدْتُ وَتِلْكَ خَيْرُ إِرَادَةٍ ... لَوْ عَادَ مِن لَهْوِ الصَّبابَةِ مَا مَضَى
فكأنه قال: أرادت وأردت: لقوله: وتلك خير إرادة. وقيل: أكاد هنا زائدة. أي: أخفيها وأنشدوا فيه لحسان:
وتَكَادُ تَكْسَلُ أنْ تَجِيءَ فِرَاشَهَا ... فِي جِسْمِ خَرعَبَة وَحُسْنِ قَوَام
فإذا كان [أَخْفِيها] بالفتح أو {أُخْفِيها} بمعنى أظهرها فاللام في قوله: {لِتُجْزَى} معلَّقةٌ بنفس {أخفيها}، ولا يحسن الوقف دونها.
وإذا كان من معنى الإخفاء والستر فاللام متعلقة بنفس {آتية}. أي: إن الساعة آتية لِتُجْزَى كل نفس بما تسعى، أكاد أخفيها. فالوجه أن تقف بعد {أخفيها} وقفة قصيرة. أما الوقفة فلئلا يظن أن اللام معلَّقةٌ بنفس [أخفيها]، وهذا ضِد المعنى، لأنها إذا لم تظهر لم يكن هناك جزاء، إنما الجزاء مع ظهورها. فأما قصر الوقفة فلأن اللام متعلقة بنفس [آتية]، فلا يحسن إتمام الوقف دونها؛ لاتصال العامل بالمعمول فيه. وهذه الوقفة القصيرة ذكرها أبو الحسن، وما أحسنَها وألطفَ الصنعةَ فيها! ). [المحتسب: 2/48]
قوله تعالى: {فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى (16)}