العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة فاطر

توجيه القراءات في سورة فاطر


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:04 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

مقدمات توجيه القراءات في سورة فاطر
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الملائكة). [معاني القراءات وعللها: 2/299]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة فاطر) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/224]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الملائكة). [الحجة للقراء السبعة: 6/27]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة فاطر). [المحتسب: 2/198]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (35 - سورة فاطر). [حجة القراءات: 592]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الملائكة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/210]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الملائكة). [الموضح: 1061]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/210]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي ست وأربعون آية في المدني وخمس في الكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/210]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (6- ليس فيها ياء إضافة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/213]

الياءات الزائدة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وفيها زائدة قوله: {نكير} «26» قرأها ورش بياء في الوصل خاصة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/213]

الياءات المحذوفة:
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وحذف من هذه السورة ياء واحدة (فكيف كان نكير (26) أثبتها الحضرميّ في الوصل والوقف). [معاني القراءات وعللها: 2/301]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ياءٌ واحدةٌ فاصلةٌ حُذفت من الخط هي قوله {فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِي}.
أثبتها نافع ش- ويعقوب في الوصل، وفي الوقف أيضًا يُثبتها يعقوب
[الموضح: 1066]
وقرأ الباقون ونافع ن- و-يل- {نَكِيرِ} بغير ياء في الحالين.
والوجه أن إثبات الياء هو الأصل، وأن الحذف لأجل الفاصلة والوقف). [الموضح: 1067]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:08 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (1) إلى الآية (4) ]

{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3) وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)}


قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قرا الضحاك: [الْحَمْدُ لِلَّهِ فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ].
قال أبو الفتح: هذا على الثناء على الله سبحانه، وذكر النعمة التي استحق بها الحمد. وأفرد ذلك في الجملة التي هي "جعل" بما فيها من الضمير، فكان أذهب في معنى الثناء؛ لأنه جملة بعد جملة. وكلما زاد الإسهاب في الثناء أو الذم كان أبلغ فيهما ألا ترى إلى قول خِرنِق:
لا يَبعَدًا قومِي الذين هُمُ ... سمُّ العُدَاة وَآفَةُ الجُزْرِ
النازِلِينَ بِكُلِّ مُعْتَرَكٍ ... والطَّيِّبِينَ مَعَاقِدَ الأُزْرِ
ويروى: النازلون والطيبون، والنازلين والطيبون، والطيبين والنازلون. والرفع على هُمُ، والنصب على أعني. فكلما اختلفتِ الجملُ كان الكلام أفانينَ وضروبا، فكان أبلغ منه إذا أُلْزِم شرحًا واحدًا. فقولك: أُثْنِي على الله، أعطانا فأغنى، أبلغ من قولك: أُثْنِي على الله، المعطينا والمغنينا؛ لأن معك هنا جملة واحدة، وهناك ثلاث جمل.
ويدلك على صحة هذا المعنى قراءة الحسن: [جَاعِلُ الْمَلائِكَةِ]، بالرفع؛ فهذا على قولك: هو جاعل الملائكة، ويشهد به أيضا قراءة خليد بن نشيط: [جَعَلَ الْمَلائِكَةَ].
قال أبو عبيدة: إذا طال الكلام خرجوا من الرفع إلى النصب، ومن النصب إلى الرفع. يريد ما نحن عليه؛ لتختلف ضروبه، وتتباين تراكيبه). [المحتسب: 2/198]

قوله تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2)}
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (3)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {هل من خالق غير الله} [3].
قرأ حمزة والكسائي {غير} بالخفض على النعت.
وقرأ الباقون بالرفع، ولهم حجتان:
إحدهما: إن يرد «غير» على موضع «من» إذا كانت زائدة لتأكيد الجحد والتقدير: هل خالق غير الله، فيكون نعتًا له قبل دخول «من».
والجواب الثاني: أن «غير» على موضع «من» إذا كانت زائدة لتأكيد الجحد والتقدير: هل خالق غير الله، فيكون نعتًا له قبل دخول «من».
والجواب الثاني: أن «غير» هاهنا بمعنى «إلا» فجعلت إعراب الاسم بإعراب «غير» كقولك: هل م رجل إلا ظريف وهل من رجل غير ظريف. و{ولو كان فيهما ءالهة إلا الله} وهل هاهنا بمعنى «ما» الجحد). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/224]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ حمزة والكسائي: هل من خالق غير الله خفضا [3].
وقرأ الباقون: هل من خالق غير الله رفعا.
[قال أبو علي]: من قال غير* جعله صفة على اللّفظ، وذلك حسن لاتباعه الجرّ الجرّ، فأمّا الخبر على قولهما فيجوز أن يكون: يرزقكم من السماء والأرض [فاطر/ 3] ويرزقكم في موضع رفع على أنّه الخبر.
ومن قال: هل من خالق غير الله [فاطر/ 3] احتمل الرفع غير وجه، يجوز أن يكون خبر المبتدأ، وارتفاع غير بأنه خبر المبتدأ،
[الحجة للقراء السبعة: 6/26]
ويجوز أن يكون صفة على الموضع، والخبر مضمر تقديره: هل من خالق غير الله في الوجود أو العالم؟ ويجوز أن يكون غير استثناء، والخبر مضمر كأنّه: هل من خالق إلّا الله. والخبر مضمر قبل، كقولك: ما خالق إلّا الله، وموضع الجارّ والمجرور رفع بالابتداء، وزيادة هذا الحرف في غير الإيجاب كثير نحو: هل من رجل؟ وما من إله إلا الله [آل عمران/ 62] فقوله: وما من إله إلا الله يدلّ على جواز الاستثناء في «غير» من قوله: سبحانه: هل من خالق غير الله [فاطر/ 3] والخبر مضمر كما كان مضمرا في قوله: وما من إله إلا الله [آل عمران/ 62] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/27]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({هل من خالق غير الله يرزقكم} 3
قرأ حمزة والكسائيّ {هل من خالق غير الله} خفضا جعلاه صفة للفظ وذلك حسن لإتباعه الجرّ الحر
وقرأ الباقون {غير الله} بالرّفع جعلوه صفة للموضع المعنى هل خالق غير الله لأن {من} مؤكدة). [حجة القراءات: 592]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {غيرُ الله} قرأ حمزة والكسائي بخفض «غير» جعلاه نعتًا لـ {خالق} على اللفظ، و{يرزقكم} خبر الابتداء، وهو {خالق}؛ لأن {من} زادة، دخلت على الابتداء للتأكيد والعموم، ويجوز أن يكون الخبر محذوفًا، أي: هل خالق رازق غير الله موجود، وقرأ الباقون برفع {غير} جعلوه نعتًا لـ {خالق} على الموضع؛ لأن {من} زائدة، والتقدير: هل خالق غير الله، ويكون الخبر {يرزقكم} أو يكون محذوفًا، أي: هل خالق غير الله موجود، ويجوز أن ترفع {غير} على أنه خبر الخالق؛ لأن «خالقا» مبتدأ والقراءتان بمعنى واحد، وقد تقدم ذكر «الريح، وميت، ولؤلؤ» فأغنى ذلك عن إعادته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/210]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرِ الله} [آية/ 3] بالجر:
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن {غَيْرِ} على هذا صفة لخالق على اللفظ، كأنه قال: هل من خالقٍ مغايرٍ لله، وخبر المبتدأ قوله {يَرْزُقُكُمْ}.
وقرأ الباقون {غَيْرُ الله} بالرفع.
والوجه أنه يجوز أن يكون صفةً لخالقٍ أيضًا، إلا أنها على الموضع؛ لأن موضع {هَلْ مِنْ خَالِقٍ} رفع بالابتداء، و{مِنْ} زائدةٌ، كأنه قال: هل خالقٌ غير الله.
ويجوز أن يكون {غَيْرُ} استثناءً بمنزلة إلا، فيكون بدلًا على الموضع أيضًا، كأنه قال: هل خالقٌ إلا الله، والخبر على هذا محذوف، والتقدير: هل خالقٌ في الوجود أو موجودٌ.
[الموضح: 1061]
ويجوز أن يكون {غَيْرُ} خبر لمبتدأ محذوفٍ، كأنه قال: هل مِنْ خالق هو غير الله، فتكون الجملة صفةً لخالقٍ. وخبر هل من خالقٍ على هذا يجوز أن يكون مضمرًا، والتقدير: هل مِنْ خالقٍ في الوجود، ويجوز أن يكون الخبر قوله {يَرْزُقُكُمْ} على ما سبق). [الموضح: 1062]

قوله تعالى: {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (4)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:10 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (5) إلى الآية (9) ]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5) إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7) أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8) وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ (5)}
قوله تعالى: { إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)}
قوله تعالى: {الَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (7)}
قوله تعالى: {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (8)}
قوله تعالى: {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ (9)}
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({والله الّذي أرسل الرّياح فتثير سحابا} 9
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائيّ (والله الّذي أرسل الرّيح) بغير ألف وقرأ الباقون بالألف وقد مر الكلام فيها في سورة البقرة). [حجة القراءات: 592]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {وَالله الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيحَ} [آية/ 9] على الوحدة:
قرأها ابن كثير وحمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {الرِّيَاحَ} على الجمع، وقد سبق الكلام على ذلك في مواضع). [الموضح: 1062]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:13 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (10) إلى الآية (11) ]

{مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10) وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)}


قوله تعالى: {مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ (10)}
قوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (11)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (ولا ينقص من عمره)
روى عبيد عن أبي عمرو (ولا ينقص من عمره) بالجزم.
وقرأ الباقون (من عمره) بالرفع.
وقال أبو منصور: هما لغتان: العمر، والعمر.
ومثلها: العذر، والعذر). [معاني القراءات وعللها: 2/299]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {ولا ينقص من عمره} [11].
روي عبيد عن أبي عمرو: {من عمره} بجزم الميم.
والباقون: {من عمره} بضمتين، وهما لغتان تقول العرب: أطال الله عمرك وعمرك.
وفيه لغة ثالثة: عمرك بفتح العين. والعمر أيضًا: القرط، وأيضًا الواحد من عمور الأسنان.
وأما قولهم في القسم: «لعمرك» و«لعمري» فالتح لا غير، إلا أن من العرب من يقدم الراء، ويعكس الحروف، فيقول: «رعملي»، كما يقال جذب، وجبذ، وما أطيبه، وأيطبه، وحكي أبو زيد لغة ثالثة: لعمري بفتح الميم.
اختلف الناس في قوله: {عمره} الهاء على من تعود؟
فقال قوم: على الأول، وهو المعمر أي: ما يعمر من معمر أي: لا يطول عمر أحد، ولا ينقص من عمره أي: لا يأتي عليه الليل النهار، فينقصاه إلا ذلك مسطور عند الله من كتاب مبين.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/226]
والقول الآخر: ما يعمر من معمر، ولا ينقص من عمر آخر غير الأول، وهذا اختيار الفراء، وإنما أجاز أن يعود الذكر على غير مذكور لأن المعنى مفهوم، كما يقول: لك على درهم ونصفه، أي: نصف آخر، ويجوز نصف الأول أي: يزنه نصف الأول.
والقراء جميعًا يقرأون: {ولا ينقص} بضم الياء على مالم يسم فاعلة لقوله: {وما يعمر من معمر} إلا الحسن وقتادة فإنهما يقرآن {ولا ينقص} بفتح الياء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/227]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {وَلَا يَنْقُصُ مِنْ عُمُرِهِ} [آية/ 11] بفتح الياء وضم القاف:
قرأها يعقوب ح- و-ان-.
والوجه أن الفعل مضارع نقص، ونقص لازمٌ ومتعدٍّ، وهو ههنا لازمٌ، والتقدير: ولا ينقص شيءٌ من عمره، أراد عُمُر المعمَّر في قوله {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ}.
وقرأ الباقون و-يس- عن يعقوب {يُنْقَصُ} بضم الياء وفتح القاف.
والوجه أنه فعل مضارع بُني للمفعول به، وماضيه نُقِصَ بضم النون وكسر القاف، والفعل ههنا متعدّ إذ لا يُبنى للمفعول به إلا المتعدي، وهذا أليق بما قبله، وهو قوله {وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ} فإنه مبنيٌّ للمفعول به أيضًا). [الموضح: 1062]


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:15 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (12) إلى الآية (14) ]

{وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13) إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}


قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة عيسى الثقفي: [سَيْغٌ شَرَابُهُ].
[المحتسب: 2/198]
قال أبو الفتح: هو محذوف من سَيِّغ: فَيْعِلٍ، بمنزلة مَيْتٍ من مَيِّتٍ، وهَيْنٍ من هَيِّنٍ. وعينه واو، وأصله سَيْوِغ، كمَيْوِت في الأصل. يدل على كون عينه واوا قولهم: هذا أسوغ من هذا، وقولهم: هي أُخته سَوْغَةً، وسَوَّغْتُه، أي: يَسُوغ لها وتَسُوغ له، أي: يَقْبلها طبعه، ويقبله طبعها.
فأما قول الله تعالى: {يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكَادُ يُسِيغُهُ} فلا دلالة فيه على كون العين واوا وذلك لأنه في الأصل يسوغه، كما أن أصل يقيم يقوم، ويستعين يستعون، وهذا واضح وحكاه أبو حاتم عن عيسى: "سيغ"، وقال فيه: بغير ألف مشددة الياء، وهذا واضح). [المحتسب: 2/199]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة طلحة بن مصرف: [وَهَذَا مَلِحٌ أُجَاجٌ].
قال أبو الفتح: قد تقدم القول على مثله، وأنه في الأصل مَالِح؛ فحذفت ألفه تخفيفا). [المحتسب: 2/199]

قوله تعالى: {يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ (13)}
قوله تعالى: {إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ (14)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:17 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (15) إلى الآية (18) ]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)}


قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)}
قوله تعالى: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16)}
قوله تعالى: {وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17)}
قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى إِنَّمَا تُنذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَن تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:19 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (19) إلى الآية (26) ]

{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23) إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24) وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26)}


قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19)}
قوله تعالى: {وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20)}
قوله تعالى: {وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21)}
قوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاء وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَاء وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22)}
قوله تعالى: {إِنْ أَنتَ إِلَّا نَذِيرٌ (23)}
قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ (24)}
قوله تعالى: {وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (25)}
قوله تعالى: {ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (26)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:21 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (27) إلى الآية (28) ]

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ (27)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الزهري: [جَدَدٌ]، بفتح الجيم والدال، فيما رواه سهل عن الوقاصي عنه.
قال أبو الفتح: قال أبو حاتم: لا قراءة فيه غير [جُدَدٍ]، وقال قطرب: قراءة الناس كلهم: {جُدَدٌ}، وقراءة الزهري: [جُدُدٌ] فأما [جُدَد] فجمع جُدَّة، وهي الطريقة يخالف لونها لون ما يليها. قال المتلمس:
لَهُ جُدَدٌ سُودٌ كأن أرَنْدَجًا ... بِأَكْرُعه وبالذِّرَاعَيْنِ سُنْدُسُ
[المحتسب: 2/199]
وقال الأعشى:
كأنَّ قُطُوعَها بِعُنَيْبِسَاتٍ ... تَعَطَّفَهن ذُو جُدَدٍ فَرِيدُ
وأما [جُدُدٌ] فجمع جَدِيد، أي: آثار جُدُد غير مُخْلِقَة؛ فهو أصح لها، وأوضح للونها. وأما [جَدَد] فلم يثبته أبو حاتم ولا قطرب. وعلى أن له معنى، وهي الطريق الواضح المسفر فالمعنى نحو من الأول. وقد يجوز في [جُدُد] -وهي جديد- الفتح؛ هربا من التضعيف إلى الفتح. وكذلك جميع ما كان مثله من المضاعف: كسَرِير وسُرُر سُرَر، وجَرِير وجُرُر وجُرَر، وتَلِيل وتُلُل وتُلَل، وبِئْر جَرُور وجُرُر وجُرَر وجَرَائِر أيضا. قال:
كانتْ مِيَاهِي نُزُعًا قَوَاصِرَا ... وَلَمْ أَكُنْ أُمَارِسُ الْجَرَائِرَا
وعلى كل حال فللقُرّاء الرواية، وإذا عَضَدها قياس فحسبك به من إينَاس). [المحتسب: 2/200]

قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الزهري أيضا: [والدَّوَابِ]، خفيفة.
قال أبو الفتح: قد ذكرنا ذلك مشروحا فيما مضى بشواهده). [المحتسب: 2/200]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:24 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (29) إلى الآية (35) ]

{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31) ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)}


قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (29)}
قوله تعالى: {لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)}
قوله تعالى: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (31)}
قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32)}
قوله تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {جنات عدن يدخلونها} [33].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/224]
قرأ أبو عمرو: {يدخلونها} على مالم يسم فاعله لقوله: {يحلون فيها}، قال: فكلما جاوز شيء شكله كان رد اللفظ على اللفظ أولى من المخالفة.
وقرأ الباقون: {يدخلونها} بفتح الياء. قال: لأن الدخول فعل لهم، والتسوير والتحلية فعل لغيرهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/225]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- قوله تعالى: {ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير} [33].
قرأ عاصم ونافع: {ولؤلؤا} بالنصب.
وقرأ الباقون: {ولؤلؤ} بالخفض. والمعلى عنه {ولؤلوا} ضد أبي بكر يهمز الأولي، ولا يهمز الثانية وقد ذكرت علته في (الحج) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/225]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ أبو عمرو وحده جنات عدن يدخلونها* [فاطر/ 33] برفع الياء، وقرأ الباقون: يدخلونها بفتح الياء، وروى عباس عن مطرّف
[الحجة للقراء السبعة: 6/27]
الشّقريّ عن معروف بن مشكان عن ابن كثير: يدخلونها* [فاطر/ 33] مثل أبي عمرو. وقرأت على قنبل: يدخلونها بفتح الياء.
[قال أبو علي]: جنات عدن نكرة يدخلونها ويدخلونها* صفة لها، لأنّها جملة، والنكرات توصف بالجمل، فمن قال: زيدا ضربته، لم يفعل ذلك في الصّفة كما يفعله في الصلة. وأجاز أبو عثمان: أزيدا أنت رجل تضربه؟ ولم يجز ذلك على أنّ تضربه صفة لرجل ولو كان صفة لم يجز فيه النصب، ولكن على أن تجعل كلّ واحد من رجل وتضرب خبرا، مثل: حلو حامض، فإذا كان كذلك لم يكن صفة، وإذا لم يكن صفة لم يمتنع ذلك فيه كما يمتنع من الصّفة، فأمّا ارتفاع جنات* فيجوز أن يكون تفسيرا للفضل، كأنّه قيل: ما ذلك الفضل ؟ فقيل: جنات، أي: جزاء جنات [أو دخول جنات]، ويجوز أن تجعل الجنّات بدلا من الفضل كأنّه:
ذلك هو جنات عدن، أي: دخول جنات عدن.
[الحجة للقراء السبعة: 6/28]
قرأ عاصم في رواية أبي بكر ونافع: ولؤلؤا [فاطر/ 33] نصبا، وكان عاصم في رواية أبي بكر يهمز الواو الثانية، ولا يهمز الأولى.
المعلى عن أبي بكر عن عاصم: يهمز الأولى ولا يهمز الثانية ضدّ رواية يحيى عن أبي بكر، حفص عن عاصم يهمزهما.
المفضل عن عاصم: ولؤلؤ خفض، ويهمزهما.
[وكلهم قرأ: ولؤلؤ بالجر] غير نافع وعاصم في رواية أبي بكر.
قال أبو علي: من ذهب ولؤلؤا [فاطر/ 33] [نصب لؤلؤا] على الموضع، لأنّه إذا قال: يحلون فيها من أساور [فاطر/ 33] كان بمنزلة يحلّون فيها أساور، وقيل: إنّ أكثر التفسير على الجرّ: أساور من ذهب ولؤلؤ، وقد قدمنا ذكر ذلك، وتخفيف الهمز وتحقيقه). [الحجة للقراء السبعة: 6/29]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({جنّات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا} 33
قرأ أبو عمرو {جنّات عدن يدخلونها} بضم الباء وفتح الخاء على ما لم يسم فاعله قال أبو عمرو لقوله {يحلون فيها} فكان رد اللّفظ على اللّفظ أولى من المخالفة
[حجة القراءات: 592]
وقرأ الباقون {يدخلونها} بفتح الياء إخبارًا عنهم لأن الدّخول فعل لهم
قرأ نافع وعاصم {ولؤلؤا} بالنّصب على معنى يحلون من أساور لأن معنى من أساور كمعنى أساور ثمّ نعطف عليه {لؤلؤا} ويجوز على إضمار يحلون لؤلؤا وقرأ الباقون (ولؤلؤ) على عنى يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ والتّفسير على الخفض أكثر على معنى يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤ وجاء في التّفسير أيضا أن ذلك الذّهب في صفاء اللّون كما قال {قواريرا قوارير من فضّة} أي هو قوارير ولكن بياضه كبياض الفضة). [حجة القراءات: 593]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {يدخلونها} قرأ أبو عمرو بضم الياء، وفتح الخاء، بنى الفعل للمفعول، فالواو ضمير مفعول، قام مقام الفاعل، ويقوي ذلك أن بعده {يُحلون}، على ما لم يُسم فاعله أيضًا، فأجرى الكلمتين على سنن واحد، وقرأ الباقون بفتح الياء وضم الخاء، بنوا الفعل للفاعل، فالواو ضمير الفاعل، ويقوي ذلك أن بعده: {وقالوا الحمد لله} «34» فأضاف «الحمد» إليهم، فكذلك يجب أن يكون «الدخول» مضافًا إليهم، والقراءتان ترجعان إلى معنى؛ لأنهم إذا أدخلوا دخلوا، ولأنهم لا يدخلون حتى يؤذن لهم بالدخول، وقد تقدم ذكر القول في هذا بأشبع من هذا الشرح في النساء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/211]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {جَنَّاتُ عَدْنٍ يُدْخَلُونَهَا} [آية/ 33] بضم الياء وفتح الخاء:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه مبنيٌّ للمفعول به، وهو مضارع أُدخلوها، والذي يُدخلهم فيها هو الله تعالى.
وقرأ الباقون {يَدْخُلُونَهَا} بفتح الياء وضم الخاء.
والوجه أنهم يَدخلون الجنات بإدخال الله تعالى إياهم فيها). [الموضح: 1063]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا} [آية/ 33] بالنصب:
قرأها نافع وعاصم ههنا وفي الحج، وتابعهما يعقوب في الحج.
وقرأ الباقون {وَلُؤْلُؤٍ} بالجر في السورتين.
والوجه فيهما قد تقدم في سورة الحج، وأن النصب على تقدير: ويُحَلَّون لؤلؤًا، والجر على العطف على {ذَهَبٍ}، والهمز وتركه مذكوران في الحج أيضًا). [الموضح: 1063]

قوله تعالى: {وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34)}
قوله تعالى: {الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (35)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي عليه السلام: [فِيهَا لَغُوبٌ]، بفتح اللام. وهي قراءة السُّلَمي.
قال أبو الفتح: لك فيه وجهان:
إن شئت حملته على ما جاء من المصادر على الفَعُول، نحو: الوَضُوء، والوَلُوغ، والوَقُود.
[المحتسب: 2/200]
وإن شئت حملته على أنه صفة لمصدر محذوف، أي: لا يمسنا فيها لُغُوب لَغُوب، على قولهم: هذا شِعْرٌ شَاعِرٌ، وموتٌ مائِتٌ، كأنه يصف "اللُّغوب" بأنه قد لَغَبَ، أي أعيا وتعب، وهذا ضرب من المبالغة، كقول الآخر
إذا ناقَةٌ شُدَّتْ بِرَحْلٍ وَنُمرُقٍ ... إلى حَكَمٍ بَعْدِي فَضَّلَ ضَلَالُها
وعليه قالوا: جُنَّ جُنُونُه، وخرجَتْ خَوَارِجُه.
ومن طريف ما مر بنا لمولدين في هذا قول شاعرنا:
وَجُبْتُ هَجِيرًا يَتْرُكُ الماءَ صَادِيًا
فهذا مع ما فيه من المبالغة حلو وواصل إلى الفكر. وعلى هذا حمل أبو بكر قولهم: توضأتُ وَضُوءًا: أنه وصف لمصدر محذوف، أي: وُضُوءًا وَضُوءًا، كقولك: وُضُوءًا وَضِيئًا، أي: كاملا حَسَنًا.
وحكى أبو زيد: رجل ساكُوتٌ بَيّن الساكُوتَة، فلما قرأت هذا الموضع على أبي علي حمله على قياس قول أبي بكر هذا، فقال: تقديره بَيّن السكْتَة الساكُوتَة، فجعل الساكوتة صفة لمصدر محذوف، وحسّن ذلك عندي شيئا أنه من لفظه، فكأن أحدهما صاحبه البتة.
وحكى الأصمعي: ليس عليك في ذلك تَضُرَّةٌ ولا ضَارُورَة، فَضَارُورَة - على قياس قول أبي بكر- كالسَّاكُوتة، أي: ضرَّةٌ ضَارُورَة). [المحتسب: 2/201]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:25 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (36) إلى الآية (37) ]

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (37)}


قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (كذلك نجزي كلّ كفورٍ (36)
قرأ أبو عمر وحده (كذلك يجزي كلّ كفورٍ) برفع اللام، على ما لم يسم فاعله.
وقرأ الباقون بالنون والنصب.
قال أبو منصور: والمعنى فيهما يرجع إلى شيء واحد؛ لأن الله جلّ وعزّ هو الجازي). [معاني القراءات وعللها: 2/299]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {كذلك نجزي كل كفور} [36].
قرأ أبو عمرو وحده: {يجزي} على مالم يسم فاعله بالياء. و«كل» رفع؛ لأنه أقيم مقام الفاعل، وه نصب في المعنى، لأنه مفعول.
وقرأ الباقون: {كذلك نجزي} بالنون؛ الله تعالى يخبر عن نفسه {كل كفور} نصب مفعول بهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/224]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الياء والنون من قوله جلّ وعزّ: كذلك يجزى كل كفور [فاطر/ 36]، فقرأ أبو عمرو، وكذلك يجزى* بالياء كل كفور رفع.
وقرأ الباقون: نجزى بالنون كل كفور نصبا.
[قال أبو علي]: وجه النون قوله سبحانه: أولم نعمركم [فاطر/ 37] ويجزى* في المعنى مثل نجزي، ومثله: فزع عن قلوبهم وفزع*، وهل يجازى ونجازي، ومن حجة يجزى قوله:
ولا يخفف عنهم من عذابها [فاطر/ 36] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/27]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الحسن: [لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُون]، وكذلك الثقفي.
[المحتسب: 2/201]
قال أبو الفتح: "يموتون" عطف على [يُقْضَى]، أي: لا يُقْضَى عليهم، ولا يموتون. والمفعول محذوف، أي: لا يُقْضَى عليهم الموت. وحسن حذفه هنا لأنه لو قيل: لا يُقْضَى عليهم الموت فيموتون، كان تكريرا يغني من جميعه بعضه، ولا توكيد أيضا فيه فيحتمل لفظه. وعلى كل حال فقد بينا في كتابنا هذا -وفي غيره- حسن حذف المفعول لدلالة الكلام عليه، وأنه لا يصدر إلا عن فصاحة عذبة.
وقراءة العامة في هذا أوضح وأشرح؛ وذلك أن فيه نفي سبب الموت، وهو القضاء عليهم. وإذا حذف السبب فالمسبب أشد انتفاء، ومن هذا قولهم: لم يقم زيد أمس؛ فنفي الماضي بلفظ المستقبل؛ وذلك أن المستقبل أسبق رتبة في النفس من الماضي، فإذا نفي الأصل كان الفرع أشد انتفاء، ونظائره كثيرة، فتأمله). [المحتسب: 2/202]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور}
قرأ أبو عمرو {كذلك يجزي} بضم الياء وفتح الزّاي {كل} رفع على ما لم يسم فاعله وحجته أن ما أتى في القرآن من المجازاة أكثره على لفظ ما لم يسم فاعله من ذلك {اليوم تجزى كل نفس} ويقوّي الياء قوله {ولا يخفف عنهم من عذابها}
وقرأ الباقون {نجزي} بالنّون {كل} نصب أي نحن نجزي كل كفور ويقوّي النّون قوله بعدها {أولم نعمّركم} 37). [حجة القراءات: 593]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (2- قوله: {كذلك نجزي كل كفور} قرأه أبو عمرو بياء مضمومة، وفتح الزاي على لفظ الغيبة، ورفع {كل} بنى الفعل للمفعول، فرفعه بالفعل، لقيامه مقام الفاعل، وهو {كل} ويقوي ذلك أن قبله فعلًا بُني للمفعول بلفظ الغيبة أيضًا، وهو قوله: {لا يُقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم}، وقرأ الباقون بنون مفتوحة، وكسر الزاي، ونصب {كل} بنوا الفعل للفاعل، وهو الله جل ذكره، فهو إخبار من الله عن نفسه، ويقوي ذلك قوله بعده: {أولم نعمركم} «37» وهو في العلة مثل قوله: {وهل نجازي إلا الكفور} «سبأ 17» في القراءتين جميعًا، والنون أحب إلي؛ لأن الجماعة على ذلك). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/210]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {كَذَلِكَ يُجْزى كُلُّ كَفُورٍ} [آية/ 36] بضم الياء وفتح الزاي من {يُجْزَى} ورفع {كُلُّ}:
قرأها أبو عمرو وحده.
والوجه أنه على ما لم يُسم فاعله وهو مسندٌ إلى {كُلُّ} ورفعه بذلك، وإنما بُني لما لم يسم فاعله لموافقة ما قبله وهو قوله {وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا}.
[الموضح: 1063]
وقرأ الباقون {نَجْزِي} بالنون مفتوحةً، والزاي مكسورةً، ونصب {كُلَّ}.
والوجه أن الفعل لله تعالى فجاء الإخبار عنه بالنون تعظيمًا، لقوله بعده {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ} بالنون). [الموضح: 1064]

قوله تعالى: {وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ (37)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:27 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (38) إلى الآية (41) ]

{إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38) هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39) قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40) إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}


قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (38)}
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا (39)}
قوله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّنْهُ بَلْ إِن يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُم بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا (40)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فهم على بيّنتٍ منه (40)
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو وحمزة وحفص (على بينة) واحدة.
وقرأ الباقون (على بيّناتٍ) جماعة.
روى المفضل عن عاصم (على بيّناتٍ) مثل أبي بكر.
[معاني القراءات وعللها: 2/299]
(بينة) واحدة، وجمعها (بينات) ). [معاني القراءات وعللها: 2/300]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {فهم على بينت منه} [40].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة وحفص عن عاصم {بينت} بالتوحيد لقوله: {قد جاءكم بينة من ربكم}.
وقرأ الباقون: {بينت} بالجماع، لنه مكتوبة في المصحف بالألف والتاء. والبينة، والبينات: القرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم في قوله: {حتى تأتيهم
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/225]
البينة} ويقال: بان الشيء وابان: إذا تبين فهو بائن ومبين، وأبنته أنا وبينته لا غير، والبينة: وزنها فيعله فاجتمع ياآن فأدغموا فالتشديد من جلل ذلك، وليس يجوز التخفيف، وأما البينة فمن العرب من يقول: البينة بالتخفيف تشبيها بالية، والاختيار التشديد، لأن النية وزنها فعله من نويت، والأصل: نوية وصارت الواو ياء لانكسار ما قبلها وهو النون فأدغمت الياء المبدلة من الواو في الياء الأصلية، فوقع التشديد من جلل ذلك). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/226]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الجمع والتوحيد من قوله سبحانه: فهم على بينة منه [فاطر/ 40] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة على بينة واحدة، وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم والكسائي: بينات* جماعة، حفص عن عاصم بينة واحدة، المفضل عن عاصم على بينات جماعة.
[الحجة للقراء السبعة: 6/29]
[قال أبو علي] وجه الإفراد: أن يجعل ما في الكتاب، أو ما يأتي به النّبي [صلى اللّه عليه وآله وسلم] بيّنة على لفظ الإفراد، وإن كانت عدة اشياء، كما قال: أرأيتم إن كنت على بينة من ربي [هود/ 28 - 88] وقد جاءتكم بينة من ربكم [الأعراف/ 73 - 85].
فأمّا قوله سبحانه: جاؤوا بالبينات والزبر فإنّما هو على قوله: فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات والزبر [آل عمران/ 184] فلأنّ مع كل [واحد من الأنبياء] بيّنة، فإذا جمعوا جمعت البيّنة لجمعهم. وقال سبحانه: حتى تأتيهم البينة رسول من الله [البينة/ 1 - 2] وزعموا أنّ في مصحف عبد اللّه بالهاء، فهذا دليل على الإفراد، والجمع في البيّنات على أنّ في الكتاب ضروبا من البيّنة، فجمع كذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/30]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أم آتيناهم كتابا فهم على بيّنة منه} 40
[حجة القراءات: 593]
قرأ نافع وابن عامر وأبو بكر والكسائيّ (فهم على بيّنات منه) بالألف وحجتهم أنّها مرسومة في المصاحف بالتّاء فدلّ ذلك على الجمع
وقرأ الباقون {فهم على بيّنة} بغير ألف وحجتهم ذكرها اليزيدي فقال يعني على بصيرة قال وإنّما كتبوها بالتّاء كما كتبوا {بقيت الله} بالتّاء وفي التّنزيل ما يدل عليه وهو قوله {أفمن كان على بيّنة من ربه} وقوله {قل إنّي على بيّنة من ربّي} ). [حجة القراءات: 594]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (4- قوله: {على بينةٍ منه} قرأه نافع وابن عامر والكسائي أبو بكر بالجمع، لكثرة ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم من الآيات والبراهين على صحة صدقه ونبوته من القرآن، وغير ذلك، فوجب أن يُقرأ بالجمع ليظهر أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء بآيات تدل على نبوته، ويقوي الجمع أنها في المصاحف كلها بالتاء، ولو كانت موحدة لكانت بالهاء، وهو الاختيار؛ لأن المعنى عليه والمصحف «عليه».
وقرأ الباقون بالتوحيد، على إرادة ما في كتاب الله، أو ما يأتي به النبي صلى الله عليه وسلم من البراهين على صدقه، وهو وإن كان مفردًا يدل على الجمع،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/211]
ودليله قوله: {إن كنت على بينة من ربي} «هود 28»، وقوله: {قد جاءتكم بينة من ربكم} «الأعراف 73» ويدل على التوحيد أنها في مصحف ابن مسعود بالهاء). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/212]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {فَهُمْ عَلَى بَيِّنَةٍ} [آية/ 40] بالوحدة:
قرأها ابن كثير وأبو عمرو وحمزة و-ص- عن عاصمٍ.
والوجه أنه وحَّد البينة؛ لأنه وحّد الكتاب قبله، فقال: {أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا}، والمعنى: هل أعطينا هؤلاء الكفار كتابًا دالًّا على أن لهؤلاء الأصنام شركًا في السموات والأرض، والكتاب هو البينة، فلذلك وحَّدها.
ويجوز أن تكون البيّنة واحدةً يُراد بها الجمع، كقوله تعالى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ الله لَا تُحْصُوهَا}.
وقرأ الباقون {عَلَى بَيِّنَاتٍ} بالجمع.
والوجه أن المراد دلائل، وأراد: فَهُمْ على دلائل تدل على حصول الشرك للأصنام في السموات والأرض، وكان ذلك الكتاب يتضمن دلائل من وجوه
[الموضح: 1064]
عدة على أن لهم شركًا في السموات والأرض). [الموضح: 1065]

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَن تَزُولَا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا (41)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #13  
قديم 18 صفر 1440هـ/28-10-2018م, 02:29 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة فاطر
[ من الآية (42) إلى الآية (45) ]

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42) اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44) وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)}


قوله تعالى: {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِن جَاءهُمْ نَذِيرٌ لَّيَكُونُنَّ أَهْدَى مِنْ إِحْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءهُمْ نَذِيرٌ مَّا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا (42)}
قوله تعالى: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (43)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (ومكر السّيّئ ولا يحيق المكر السّيّئ إلّا بأهله (43)
قرأ حمزة وحده (ومكر السّيّئ) ساكنة الهمزة.
وقرأ الباقون (ومكر السّيّئ) بكسر الهمزة.
واتفقوا على ضم الهمزة في قوله: (ولا يحيق المكر السّيّئ إلّا بأهله)
قال أبو منصور: تسكين الهمزة في قوله: (ومكر السّيّئ) عند أهل العربية غير جائزة.
وقد قال الفراء: جزم الأعمش وحمزة (ومكر السّيّئ) لكثرة الحركات، كما قرئ (لا يحزنهم)) بالجزم.
وكما قال:
إذا اعوججن قلت صاحب قوم
[معاني القراءات وعللها: 2/300]
والأصل: صاحب أو صاحب، على النداء المفرد أو المضاف، فجزم لكثرة الحركات.
قال أبو منصور: ومثل هذا يسوغ للشاعر الذي يضطر إلى تسكين متحرك ليستقيم له وزن الشعر.
فأما كتاب الله فقد أمر الله جلّ وعزّ بترتيله وتبيينه، وقارئ القرآن غير مضطر إلى تسكين متحرك، أو تحريك ساكن.
وأنشد المبرد البيت:
إذا اعوججن قلت صاح قوّم). [معاني القراءات وعللها: 2/301]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {ومكر السييء} [43].
قرأ حمزة وحده: {السيئ} بجزم الهمزة، وإنما فعل ذلك لتوالي الكسرات مع الياء والهمزة، فأسكنه تخفيفًا، كما يفعل أبو عمرو في نحو: {خدعهم} و{ينصركم} و{يأمركم} وقد نسب بعض من لا يعرف العربية واتساع العرب حمزة إلى اللحن، وليس لحنًا لما أخبرتك.
وقرأ الباقون: {السيئ} بكسر الهمزة على الأصل.
وفيها قراءة ثالثة: روى شبل عن ابن كثير {السيئ} قال ابن مجاهد: وهو خطأ.
وأجمعوا على {ولا يحيق المكر السيئ} أن همزتها مرفوعة.
فإن قيل لك: فهلا أسكن حمزة الثاني كما أسكن الأول؟
فقيل: إنما أسكن الأول استثقالا لاجتماع الكسرة مع الياء ولما انضمت الهمزة في الثانية لم يستثقل فأتي به على الأصل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/227]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قرأ حمزة وحده: ومكر السيئ ولا.. [فاطر/ 43] ساكنة الهمزة، ولا يحيق المكر السييء إلا [فاطر/ 43] مرفوعة الهمزة.
وقرأ الباقون بالكسر في الهمزة الأولى وبالضم في الثانية.
قال أبو علي: التقدير في قوله عزّ وجلّ: استكبارا في
[الحجة للقراء السبعة: 6/30]
الأرض [فاطر/ 43] استكبروا استكبارا في الأرض ومكر السّيّئ.
أي: مكروا المكر السّيّئ، فأضيف المصدر إلى صفة المصدر، المعنى: ومكروا المكر السّيّئ، ألا ترى أنّه قد جاء بعد ولا يحيق المكر السييء إلا بأهله [فاطر/ 43] فكما أنّ السّيّئ صفة للمصدر، كذلك الّذي قبل. تقديره: ومكروا المكر السّيّئ. وكذلك قوله:
أفأمن الذين مكروا السيآت [النحل/ 45] تقديره: الّذين مكروا المكرات السيئات. إلّا أنّك إذا أضفت إلى السّيّئ قدّرت الصفة وصفا لشيء غير المكر، كما أنّ من قال: دار الآخرة، وجانب الغربي، قدّره كذلك، فحذف المصدر من قوله: المكرات السيئات، وأقام صفته مقامه، فوقعت الإضافة إليه، كما كانت تقع على موصوفه [الذي هو المصدر]. فأمّا قراءة حمزة: ومكر السيئ وإسكانه الهمزة في الإدراج، فإنّ ذلك يكون على إجرائها في الوصل مجراها في الوقف، فهو مثل:
سبسبا، وعيهل، والقصبا، وجدببا.
وهو في الشعر كثير. وممّا يقوّي ذلك: أنّ قوما قالوا في الوقف:
أفعي وأفعو، فأبدلوا من الألف الواو والياء ثم أجروها في الوصل مجراها في الوقف، فقالوا: هذا أفعو يا هذا، فكذلك عمل حمزة بالهمزة في هذا الموضع لأنها كالألف في أنها حرف علة، كما أن الألف كذلك. ويقوّي مقاربتها الألف أن قوما يبدلون منها الهمزة في
[الحجة للقراء السبعة: 6/31]
الوقف فيقولون: رأيت رجلا ورأيت حبلا. ويحتمل وجها آخر: وهو أن تجعل يىء ولا من قوله: ومكر السيئ ولا بمنزلة إبل، ثم أسكن الحرف الثاني كما أسكن من إبل لتوالي الكسرتين إحداهما ياء قبلها ياء فخفّف بالإسكان لاجتماع الياءات والكسرات كما خفّفت العرب نحو ذلك بالحذف من نحو: أسيديّ وبالقلب في نحو رحويّ، ونزّل حركة الإعراب بمنزلة غير حركة الإعراب، كما فعلوا في قولهم:
فاليوم أشرب غير مستحقب وقد بدا هنك من المئزر..... ولا تعرفكم العرب وكما أن حركة غير الإعراب نزلت منزلة حركة الإعراب في نحو: ردّ وفرّ، وعضّ. فأدغم كما أدغم يعضّ، ويفرّ لمّا تعاقب حركات غير الإعراب على لامها، وهي حركة التقاء الساكنين، وحركة الهمزة المخفّفة، وحركة النونين فنزلت هذه الحركات منزلة حركة الإعراب حتّى أدغم فيما يتعاقب عليه فيها، كما أدغم المعرب، وكذلك نزلت حركة الإعراب منزلة غير حركة الإعراب، في أن استجيز
[الحجة للقراء السبعة: 6/32]
فيها من التخفيف ما استجيز في غيرها، وليس يختلّ بذلك دلالة الإعراب، لأنّ الحكم بمواضعها معلوم، كما كان معلوما في المعتل، والإسكان للوقف. فإذا ساغ ما ذكرنا في هذه القراءة من التأويل لم يسغ لقائل أن يقول: إنّه لحن، ألا ترى أنّ العرب قد استعملت ما في قياس ذلك؟ فلو جاز لقائل أن يقول: إنّه لحن للزمه أن يقول:
إنّ قول من قال: إفعوا في الوصل لحن، فإذا كان ما قرأ به على قياس ما استعملوه في كلامهم المنثور، لم يكن لحنا، [وإذا لم يكن لحنا] لم يكن لقادح بذلك قدح، وهذه القراءة وإن كان لها مخلص من الطعن، فالوجه قراءة الحرف على ما عليه الجمهور في الدرج ويقال:
سيّئ مثل سيّد، ويخفّف كما يخفّف. قال أبو زيد: سؤته أسوؤه مساءة، وقال أبو عبيدة: يحيق المكر السيئ لا إلا بأهله). [الحجة للقراء السبعة: 6/33]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة ابن مسعود: [وَمَكْرًا سَيئًا].
قال أبو الفتح: يشهد لتنكيره تنكير ما قبله من قول الله سبحانه: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ}، وقراءة العامة أقوى معنى؛ وذلك أن "المكر" فيها معرفة لإضافته إلى معرفة، أعنى [السَّيِّئ]، فكأنه قال: والمكرَ السَّيِّئ الذي هو عالٍ مستكرَه مستنكَر في النفوس. وعليه قال من بعد: {وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ}، وأبدل "استكبارا" وما بعده من النكرة قبله، وهي هو من قوله: {مَا زَادَهُمْ إِلَّا نُفُورًا}، وحسن تنكير الاستكبار لأنه أدنى إلى "نفور" مما بعده. وقد يحسن مع القرب فيه ما لا يحسن مع البعد، واعتمد ذلك لقوة معناه بتعريفه، والإخبار عنه بأن مثله لا يخفى، لعظمه وشناعته). [المحتسب: 2/202]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({استكبارا في الأرض ومكر السيء}
قرأ حمزة {ومكر السيء} ساكنة الهمزة قال الفراء إنّما فعل ذلك لكثرة الحركات مع الياء والهمزة فأسكنه تخفيفًا كما فعل أبو عمرو في قوله {يأمركم} و{ينصركم} وقرأ الباقون {ومكر السيء} بكسر الهمز). [حجة القراءات: 594]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {ومكر السيء} قرأه حمزة بإسكان الهمزة، وقرأ الباقون بكسرها.
وحجة من أسكن أنه استثقل كسرة على ياء مشددة، فهي مقام كسرتين، والكسرة ثقيلة، وهي على الياء المشددة أثقل ثم كسرة على همزة، والكسر على الهمز ثقيل أيضًا، مع ثقل الكسر في نفسه، فاجتمع أشياء ثقيلة، فأسكن الهمزة استخفافًا، وهو على ذلك ضعيف؛ لأنه حذف علامة الإعراب، وقد قيل: إنه نوى الوقف على الهمزة، وهو ضعيف؛ لأنه لو نوى الوقف لخفف الهمزة في الوصل؛ لأن أصله تخفيف كل همزة في الوقف، وهو لا يخففها إلا إذا وقف عليها وقفًا صحيحًا، فيبدل منها ياء ساكنة إن وقف بالسكون، أو يجعلها بين الهمزة والياء إن وقف بالروم، ومثله هشام في الوقف، وقرأ الباقون بهمزة مكسورة على الأصل، وهو المختار؛ لأنه الأصل، فأما وقف حمزة وهشام على قوله: {ولا يحيق المكر السيء} فإنهما يقفان بالسكون، ويبدلان من الهمزة ياء؛ لأنها همزة ساكنة قبلها كسرة، ولا يحسن أن يوقف عليه بين بين، بين الهمزة
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/212]
والواو؛ لأن الخط ليس فيه واو، فلا يوقف وقف يخالف الخط، وقد تقدم ذكر هذا كله وعلته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/213]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {وَمَكْرَ السَّيِّءْ} [آية/ 43] بإسكان الهمزة:
قرأها حمزة وحده، فإذا وقف ترك الهمز.
والوجه أنه يوز أن يكون إسكان الهمزة على إجراء الوصل مجرى الوقف؛ لأنها في الوقف ساكنةٌ لا محالة، فأُجريت حالة الوصل عليه أيضًا.
ويجوز أن يكون على تسكين الأوسط من الحركات المختلفة إذا توالت، والأوسط منها غير فتحةٍ نحو إبلٍ وإطلٍ، وفخذٍ وعضدٍ، فهذا في المتصل، ومن المنفصل قوله:
138- فاليوم أشرب غير مستحقبٍ
139- ... ولا تعرفكم العرب
140- وقد بدا هَنْكِ من المِئْزَرِ
[الموضح: 1065]
ألا ترى أن قوله: يئي ولا، بمنزلة إبل، كما أن: رَبُ غَيْ، مِنْ قوله: فاليوم أشرب غير مستحقبٍ، بمنزلة فعلٍ فأُسكنت كما أُسكن نحو عضدٍ.
وأما تركه الهمز في حال الوقف، فلأن الوقف موضع تغييرٍ، فقلبت الهمزة فيه ياءً.
وقرأ الباقون {السَّيِّئِ} بكسر الهمزة.
والوجه أنه هو الأصل، وهو المشهور.
ولم يختلفوا في رفع الثانية وهي قوله {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} ). [الموضح: 1066]

قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (44)}
قوله تعالى: {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِن دَابَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا (45)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:22 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة