التفسير اللغوي
{تفسير قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله:{الّذي جعل لكم الأرض مهدا وجعل لكم فيها سبلا لعلّكم تهتدون}
{وجعل لكم فيها سبلا}: طرقا). [معاني القرآن: 4/406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وجعل لكم فيها سبلا}: أي: طرقا). [معاني القرآن: 6/338]
تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({فأنشرنا به بلدةً مّيتاً} أي: أحيينا, ونشرت الأرض: أي حييت .
قال الأعشى:
حتى يقول الناس مما رأوا = يــا عجـبـاً للـمـيِّـت الـنـاشـر).
[مجاز القرآن: 2/202]
تفسير قوله تعالى:{وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {والّذي خلق الأزواج كلّها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون}
معناه خلق الأصناف كلها، تقول عندي من كلّ زوج أي من كلّ صنف.
{وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون} أي: خلق لكم وسخرها لكم:{ لتستووا على ظهوره}). [معاني القرآن: 4/406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {والذي خلق الأزواج كلها}
أي: الأصناف كلها, ثم قال جل وعز: {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون}
قال مجاهد: الأباعر, والخيل, والبغال, والحمير). [معاني القرآن: 6/338-339]
تفسير قوله تعالى: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {لتستووا على ظهوره...}.
يقول القائل: كيف قال: { على ظهوره}, فأضاف الظهور إلى واحد؟
يقال له: إن ذلك الواحد في معنى جمع بمنزلة الجند والجيش والجميع، فإن قال: فهلا قلت: لتستووا على ظهره، فجعلت الظهر واحداً إذا أضفته إلى واحد؟
قلت: إن الواحد فيه معنى الجمع، فرددت الظهور إلى المعنى ولم تقل: ظهره، فيكون كالواحد الذي معناه ولفظه واحد، فكذلك تقول: قد كثرت نساء الجند، وقلت: ورفع الجند أعينه ولا تقل عينه, وكذلك كل ما أضفت إليه من الأسماء الموضوعة، فأخرجها على الجمع، فإذا أضفت إليه اسما في معنى فعل جاز جمعه وتوحيده مثل قولك: رفع الجند صوته وأصواته أجود، وجاز هذا لأن الفعل لا صورة له في الاثنين إلا كصورته في الواحد.
وقوله: {وما كنّا له مقرنين...}.
مطيقين، تقول للرجل: قد أقرنت لهذا أي أطقته، وصرت له قرنا). [معاني القرآن: 3/28]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({والّذي خلق الأزواج كلّها وجعل لكم مّن الفلك والأنعام ما تركبون * لتستووا على ظهوره}: " التذكير لـ " ما ".
{وما كنّا له مقرنين}: ضابطين، يقال: فلان مقرن لفلان أي ضابط له مطيق، قال الكميت:
ركبتم صعبتي أشرّاً وحيناً = ولستم للصّعـاب بمقرنينـا ).
[مجاز القرآن: 2/202]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({لتستووا على ظهوره ثمّ تذكروا نعمة ربّكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين}
وقال: {لتستووا على ظهوره} فتذكيره يجوز على {ما تركبون}.
و{ما} هو مذكر كما تقول: "عندي من النساء ما يوافقك ويسرك", وقد تذكر "الأنعام" وتؤنّث , وقد قال في موضع {مّمّا في بطونه}, وقال في موضع آخر {بطونها}). [معاني القرآن: 4/13]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({وما كنا له مقرنين}: أي ضابطين مطيقين: يقال فلان مقرن لفلان أي ضابط له. يقال أقرنت لك أي صرت لك قرنا). [غريب القرآن وتفسيره: 332]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( {وما كنّا له مقرنين}: أي مطيقين.
يقال: أنا مقرن لك، أي مطيق لك.
ويقال: هو من قولهم: أنا قرن لفلان، إذا كنت مثله في الشدة.
وإن فتحت. فقلت: أنا قرن لفلان, أردت: أنا مثله في السن). [تفسير غريب القرآن: 395]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ثمّ تذكروا نعمة ربّكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الّذي سخّر لنا هذا وما كنّا له مقرنين}
أي: تحمدون اللّه وتعظمونه، فيقول القائل إذا ركب السفينة: بسم اللّه مجراها ومرساها، ويقول إذا ركب الدابة: الحمد للّه سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، أي مطيقينز
واشتقاته من قولك: أنا لفلان مقرن, أي: مطيق، أي: قد صرت قرنا له). [معاني القرآن: 4/406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): ( وقوله جل وعز: {لتستووا على ظهوره} أي: على ظهور هذا الجنس.
{ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه} أي: تقولوا الحمد لله
كما روى أبو إسحاق عن علي بن ربيعة قال: رأيت علي بن أبي طالب صلوات الله عليه جعل رجله في الركاب فقال: بسم الله , فلما استوى راكبا قال: الحمد لله , ثم قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين}, اللهم لا إله إلا أنت قد عملت سوء, فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل كفعلي .
وروى ابن أبي نجيح , عن مجاهد من ركب, ولم يقل: سبحان الذي سخر لنا هذا , وما كنا له مقرنين .
قال له الشيطان: تغنه, فإن لم يحسن, قال له: تمنه
قال قتادة: مقرنين أي : في القوة .
قال أبو جعفر: حكى أهل اللغة أنه يقال: أقرن له إذا أطاقه , وأنشدوا:
ركبتم صعبتي أشرا وحينا = ولستم للصعـاب بمقرنينـا
وحقيقة أقرنت له: صرت له قرنا, يقال: هو قرنه في القتال, وهو على قرنه: أي: مثله في السن). [معاني القرآن: 6/339-341]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُقْرِنِينَ} أي مطيقين, يقال: أنا مقرن لك, أي: مطيق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 221]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مُقْرِنِينَ}: مطيقين). [العمدة في غريب القرآن: 268]
تفسير قوله تعالى: {وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون} :أي: نحن مقرّون بالبعث). [معاني القرآن: 4/406]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {وإنا إلى ربنا لمنقلبون} أي: إنا لمبعوثون). [معاني القرآن: 6/341]