تفسير قوله تعالى: (وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ (58) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وهم له منكرون قال لا يعرفونه). [تفسير عبد الرزاق: 1/325]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون}.
يقول تعالى ذكره: {وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم} يوسف، {وهم} ليوسف {منكرون} لا يعرفونه.
وكان سبب مجيئهم يوسف فيما ذكر لي، كما؛
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا اطمأنّ يوسف في ملكه، وخرج من البلاء الّذي كان فيه، وخلت السّنون المخصبة الّتي كان أمرهم بالإعداد فيها للسّنين الّتي أخبرهم بها أنّها كائنةٌ، جهد النّاس في كلّ وجهٍ، وضربوا إلى مصر يلتمسون بها الميرة من كلّ بلدةٍ، وكان يوسف حين رأى ما أصاب النّاس من الجهد، قد أسى بينهم، وكان لا يحمل للرّجل إلاّ بعيرًا واحدًا، ولا يحمل للرّجل الواحد بعيرين تقسيطًا بين النّاس، وتوسيعًا عليهم، فقدم إخوته فيمن قدم عليه من النّاس، يلتمسون الميرة من مصر، فعرفهم وهم له منكرون، لمّا أراد اللّه أن يبلّغ ليوسف عليه السّلام في فيما أراد
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: أصاب النّاس الجوع حتّى أصاب بلاد يعقوب الّتي هو بها، فبعث بنيه إلى مصر، وأمسك أخا يوسف بنيامين، فلمّا دخلوا على يوسف عرفهم وهم له منكرون، فلمّا نظر إليهم قال: أخبروني ما أمركم، فإنّي أنكر شأنكم، قالوا: نحن قومٌ من أرض الشّام قال: فما جاء بكم قالوا: جئنا نمتار طعامًا، قال: كذبتم، أنتم عيونٌ كم أنتم؟ قالوا: عشرةٌ، قال: أنتم عشرة آلافٍ، كلّ رجلٍ منكم أمير ألفٍ، فأخبروني خبركم، قالوا: إنّا إخوةٌ بنو رجلٍ صدّيقٍ، وإنّا كنّا اثني عشر، وكان أبونا يحبّ أخًا لنا، وإنّه ذهب معنا البرّيّة فهلك منّا فيها، وكان أحبّنا إلى أبينا قال: فإلى من سكن أبوكم بعده؟
قالوا: إلى أخٍ لنا أصغر منه، قال: فكيف تخبروني أنّ أباكم صدّيقٌ وهو يحبّ الصّغير منكم دون الكبير؟ ائتوني بأخيكم هذا حتّى أنظر إليه {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون. قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون} قال: فضعوا بعضكم رهينةً حتّى ترجعوا، فوضعوا شمعون
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {وهم له منكرون} قال: لا يعرفونه). [جامع البيان: 13/222-224]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون (58)
قوله تعالى: وجاء إخوة يوسف فدخلوا عليه.
- حدّثنا أحمد بن منصورٍ، ثنا يونس بن محمّدٍ، ثنا صدقة بن عبادة حدّثني أبي ثنا ابن عبّاسٍ قال: إنّ إخوة يوسف لمّا دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون قال: جاء بصواع الملك الّذي كان يشرب فيه فوضعه على يده فجعل ينقره ويطنّ وينقره ويطنّ فقال: إنّ هذا الجام ليخبرنّي عنكم خبرًا، هل كان لكم أخٌ من أبيكم يقال له يوسف؟ وكان أبوه يحبّه دونكم؟ وأنّكم انطلقتم به فألقيتموه في الجبّ، وأخبرتم أباكم أنّ الذّئب أكله كلّه، وجئتم على قميصه بدمٍ كذبٍ؟ قال: فجعل بعضهم ينظر إلى بعضٍ، ويعجبون إنّ هذا الجام ليخبر خبركم فمن أين يعلم هذا؟.
قوله تعالى: فعرفهم وهم له منكرون.
- أخبرنا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقري، ثنا سفيان، عن ابن أبي الجلد قال: قال إخوة يوسف ليوسف حين قال لهم إنّ أمركم ليريبني، وهو يترقّب عليهم، كأنّكم جواسيس، قالوا أيّها العزيز: إنّ أبانا شيخٌ صدّيقٌ وإنّا قومٌ صدّيقون، وإنّ اللّه يحيي بكلام الأنبياء القلوب، كما يحيي وابل السّماء الأرض ويقول لهم وفي يده الإناء وهو يقرعه القرعة، كأنّ هذا يخبر عنكم بأنّكم جواسيس.
- أخبرنا محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ فيما كتب إليّ ثنا عبد الرّزّاق، عن معمرٍ، عن قتادة قوله: فعرفهم وهم له منكرون قال: لا يعرفونه.
- ذكر، عن المقدّميّ، ثنا أزهر، عن ابن عونٍ، قال: قلت للحسن ترى يوسف عرف إخوته؟ قال: لا واللّه ما عرفهم حتّى تعرّفوا إليه). [تفسير القرآن العظيم: 7/2162-2163]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 58.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إن إخوة يوسف لما دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون جاء بصواع الملك الذي كان يشرب فيه فوضعه على يده فجعل ينقره ويطن وينقره ويطن فقال: إن هذا الجام ليخبرني عنكم خبرا، هل كان لكم أخ من أبيكم يقال له يوسف وكان أبوه يحبه دونكم وإنكم انطلقتم به فألقيتموه في الجب وأخبرتم أباكم أن الذئب أكله وجئتم على قميصه بدم كذب، قال: فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويعجبون إنه هذا الجام ليخبر خبرهم فمن أين يعلم هذا). [الدر المنثور: 8/282]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي الجلد - رضي الله عنه - قال: قال يوسف عليه السلام لإخوته: إن أمركم ليريبني كأنكم جواسيس قالوا: يا أيها العزيز إن أبانا شيخ صديق وإنا قوم صديقون وإن الله ليحيي بكلام الأنبياء القلوب كما يحيي وابل السماء الأرض ويقول لهم - وفي يده الإناء وهو يقرعه القرعة - كأن هذا يخبر عنكم بأنكم جواسيس). [الدر المنثور: 8/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عون قال: قلت للحسن - رضي الله عنه - ترى يوسف عرف إخوته قال: لا والله ما عرفهم حتى تعرفوا إليه). [الدر المنثور: 8/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {فعرفهم وهم له منكرون} قال: لا يعرفونه). [الدر المنثور: 8/283]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن وهب - رضي الله عنه - قال: لما جعل يوسف عليه السلام ينقر الصاع ويخبرهم قام إليه بعض إخوته فقال: أنشدك الله أن لا تكشف لنا عورة). [الدر المنثور: 8/283]
تفسير قوله تعالى: (وَلَمَّا جَهَّزَهُمْ بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَكُمْ مِنْ أَبِيكُمْ أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ (59) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ولمّا جهّزهم بجهازهم قال ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم، ألا ترون أنّي أوفي الكيل وأنا خير المنزلين}.
يقول: ولمّا حمل يوسف لإخوته أباعرهم من الطّعام، فأوقر لكلّ رجلٍ منهم بعيره قال لهم: {ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم} كيما أحمل لكم بعيرًا آخر فتزدادوا به حمل بعيرٍ آخر {ألا ترون أنّي أوفي الكيل} فلا أبخسه أحدًا {وأنا خير المنزلين}، وأنا خير من أنزل ضيفًا على نفسه من النّاس بهذه البلدة، فأنا أضيّفكم، كما؛
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وأنا خير المنزلين}، يوسف يقوله: أنا خير من يضيّف بمصر
- حدّثني ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لمّا جهّز يوسف فيمن جهّز من النّاس حمل لكلّ رجلٍ منهم بعيرًا بعدّتهم، ثمّ قال لهم: {ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم} أجعل لكم بعيرًا آخر، أو كما قال {ألا ترون أنّي أوفي الكيل} أي لا أبخس النّاس شيئًا، {وأنا خير المنزلين}: أي خيرٌ لكم من غيري، فإنّكم إن أتيتم به أكرمت منزلتكم وأحسنت إليكم، وازددتم به بعيرًا مع عدّتكم، فإنّي لا أعطي كلّ رجلٍ منكم إلاّ بعيرًا {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون} لا تقربوا بلدي
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم} يعني بنيامين، وهو أخو يوسف لأبيه وأمّه). [جامع البيان: 13/224-225]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (ولمّا جهّزهم بجهازهم قال ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم ألا ترون أنّي أوفي الكيل وأنا خير المنزلين (59)
قوله: ولمّا جهّزهم بجهازهم.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق: فلمّا جهّزهم فيمن جهّز من النّاس حمّل لكلّ واحدٍ منهم بعيرًا بعدّتهم.
قوله تعالى: قال ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم.
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة: ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم يعني: بنيامين، وهو أخو يوسف لأبيه وأمّه.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ قال: فأصاب الأرض الجوع، وأصاب بلاد يعقوب الّتي كان فيها فبعث بنيه إلى مصر، وأمسك بنيامين، أخا يوسف فلمّا دخلوا على يوسف عرفهم وهم له منكرون، فلمّا نظر إليهم أخذهم فأدخلهم الدّار، وأدخل المكّوك، وقال لهم: أخبروني ما أمركم فإنّي أنكر شأنكم؟ قالوا نحن من أربض الشّام، قال:
فما جاء بكم؟ قالوا: نمتار طعامًا، قال: كذبتم، أنتم عيونٌ، كم أنتم؟ قالوا: نحن عشرةٌ قال: أنتم عشرة آلافٍ، كلّ رجلٍ منكم أمير ألفٍ فأخبروني خبركم؟ قالوا: إنّا إخوةٌ بنو رجلٍ واحدٍ، صدّيقٍ وإنّا كنّا اثنى عشر فكان يحبّ أخًا لنا، وأنه يذهب معنا إلى البريّة فهلك منّا فيها وكان أحبّنا إلى أبينا، قال: فإلى من يسكن أبوكم بعده؟
قالوا: إلى أخٍ أصغر منه قال: كيف تحدّثوني أنّ أباكم صدّيقٌ وهو يحبّ الصّغير منكم دون الكبير؟ ائتوني بأخيكم هذا حتّى أنظر إليه فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم أجعل لكم معه بعيرًا آخر، أو كما قال.
قوله: ألا ترون أنّي أوفي الكيل.
- وبه، عن ابن إسحاق: ألا ترون أنّي أوفي الكيل أي: لا أبخس النّاس شيئًا.
قوله: وأنا خير المنزلين.
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجاب بن الحارث، أنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قوله: وأنا خير المنزلين قال: خير من يضيف بمصر.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق وأنا خير المنزلين أي: خيرٌ لكم من غيري، فإنّكم إن أتيتم به أكرمت منزلتكم، وأحسنت إليكم، وازددتم بعيرًا مع عدّتكم، فإنّي لا أعطي كلّ رجلٍ إلا بعيرًا). [تفسير القرآن العظيم: 7/2163-2164]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 59 - 66.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله {ائتوني بأخ لكم من أبيكم} قال: يعني بنيامين وهو أخو يوسف لأبيه وأمه). [الدر المنثور: 8/283-284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله {وأنا خير المنزلين} قال: خير من يضيف بمصر). [الدر المنثور: 8/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن جريج عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله {وأنا خير المنزلين} قال: خير المضيفين). [الدر المنثور: 8/284]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - {وأنا خير المنزلين} قال يوسف عليه السلام: أنا خير من يضيف بمصر). [الدر المنثور: 8/284]
تفسير قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلَا كَيْلَ لَكُمْ عِنْدِي وَلَا تَقْرَبُونِ (60) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون}.
يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل يوسف لإخوته: {فإن لم تأتوني به} بأخيكم من أبيكم، {فلا كيل لكم عندي} يقول: فليس لكم عندي طعامٌ أكيله لكم، {ولا تقربون} يقول: ولا تقربوا بلادي.
وقوله: {ولا تقربون} في موضع جزمٍ بالنّهي، والنّون في موضع نصبٍ، وكسرت لمّا حذفت ياؤها، والكلام: ولا تقربوني). [جامع البيان: 13/226]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون (60)
قوله: فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون.
- وبه، عن ابن إسحاق: فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي فإن أنتم لم تأتوني به فلا تقربوا بلدي، فإنّه لا كيل لكم عندي ولا تقربون.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قال: فإنّي أخشى أن لا تأتوني به فضعوا بعضكم رهينةً حتّى ترجعوا فارتهن شمعون عنده). [تفسير القرآن العظيم: 7/2164]
تفسير قوله تعالى: (قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ (61) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون (61) وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون}.
يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف ليوسف إذ قال لهم: {ائتوني بأخٍ لكم من أبيكم}، {قالوا سنراود عنه أباه} ونسأله أن يخلّيه معنا حتّى نجيء به إليك، {وإنّا لفاعلون} يعنون بذلك: وإنّا لفاعلون ما قلنا لك أنّا نفعله من مراودة أبينا عن أخينا منه ولنجتهدنّ، كما
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق: {وإنّا لفاعلون} لنجتهدنّ). [جامع البيان: 13/226]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون (61)
قوله تعالى: قالوا سنراود عنه أباه.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: قالوا سنراود عنه أباه وإنّا لفاعلون لنجتهدنّ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2164]
تفسير قوله تعالى: (وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: كان أصحاب عبد اللّه يقرءونها: (وقال لفتيانه) و(الله خير حافظا) [الآية: 62، 64]). [تفسير الثوري: 143]
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت: 227هـ): ( [الآية (62) : قوله تعالى: {وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيمٌ، عن مغيرة، عن إبراهيم أنّه كان يقرأ: {وقال لفتيته}.
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا هشيمٌ، عن عوفٍ، وعبّاد بن راشدٍ، عن الحسن، أنّه كان يقرأ: {لفتيانه}). [سنن سعيد بن منصور: 5/399-400]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم} يقول تعالى ذكره: وقال يوسف لفتيانه، وهم غلمانه، كما؛
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وقال لفتيانه} أي لغلمانه.
{اجعلوا بضاعتهم في رحالهم} يقول: اجعلوا أثمان الطّعام التى أخذتموها منهم في رحالهم.
والرّحال: جمع رحلٍ، وذلك جمع الكثير، فأمّا القليل من الجمع منه فهو أرحلٌ، وذلك جمع ما بين الثّلاثة إلى العشرة.
وبنحو الّذي قلنا في معنى البضاعة قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك
حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {اجعلوا بضاعتهم في رحالهم}: أي أوراقهم.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: ثمّ أمر ببضاعتهم الّتي أعطاهم بها ما أعطاهم من الطّعام، فجعلت في رحالهم وهم لا يعلمون
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قال: وقال لفتيانه وهو يكيل لهم: اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون إليّ.
فإن قال قائلٌ: ولأيّة علّةٍ أمر يوسف فتيانه أن يجعلوا بضاعة إخوته في رحالهم؟
قيل: يحتمل ذلك أوجهًا
أحدها: أن يكون خشي أن لا يكون عند أبيه دراهم، إذ كانت السّنة سنة جدبٍ وقحطٍ، فيضرّ أخذ ذلك منهم به، وأحبّ أن يرجعوا إليه.
وأراد أن يتّسع بها أبوه وإخوته مع حاجتهم إليه، فردّه عليهم من حيث لا يعلمون سبب ردّه تكرّمًا وتفضّلاً.
والثّالث: وهو أن يكون أراد بذلك أن لا يخلفوه الوعد في الرّجوع، إذا وجدوا في رحالهم ثمن طعامٍ قد قبضوه وملكه عليهم غيرهم عوضًا من طعامه، ويتحرّجوا من إمساكهم ثمن طعامٍ قد قبضوه حتّى يؤدّوه على صاحبه، فيكون ذلك أدعى لهم إلى العود إليه). [جامع البيان: 13/227-228]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وقال لفتيانه اجعلوا بضاعتهم في رحالهم لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون (62)
قوله: وقال لفتيانه.
- حدّثنا أبي ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة: وقال لفتيانه أي: لغلمانه.
قوله: اجعلوا بضاعتهم في رحالهم.
- وبه، عن قتادة قوله: اجعلوا بضاعتهم في رحالهم أي: أوراقهم في رحالهم.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قال: وقال لفتيانه وهو يكيل لهم اجعلوا بضاعتهم في رحالهم.
- حدّثنا محمّد بن العبّاس، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة، عن محمّد بن إسحاق قال: ثمّ أمر ببضاعتهم الّتي أعطاهم بها من الطّعام، فجعلت في رحالهم وهم لا يعلمون.
قوله تعالى: لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم.
- وبه، عن محمّد بن إسحاق في قوله: لعلّهم يعرفونها إذا انقلبوا إلى أهلهم لعلّهم يرجعون قال: ثمّ خرجوا حتّى قدموا على أبيهم، وكان منزلهم فيما ذكر لي بعض أهل العلم، بالعربات، من أرض فلسطين بغور الشّام، وبعضٌ يقول:
كان بالأولاج، من ناحية الشّعب أسفل من حسمى وكان صاحب باديةٍ له بها شاءٌ وإبلٌ.
قوله: لعلّهم يرجعون.
- حدّثنا عبد اللّه، ثنا الحسين، ثنا عامرٌ، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ قوله: لعلّهم يرجعون قال: لعلّهم يرجعون إليّ). [تفسير القرآن العظيم: 7/2165]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم أنه كان يقرأ (وقال لفتيته) أي لغلمانه {اجعلوا بضاعتهم} أي أوراقهم). [الدر المنثور: 8/284]