العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة الروم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 6 جمادى الأولى 1434هـ/17-03-2013م, 11:59 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير سورة الروم [ من الآية (41) إلى الآية (46) ]

تفسير سورة الروم
[ من الآية (41) إلى الآية (46) ]

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 08:58 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى ظهر الفساد في البر والبحر قال هو الشرك امتلأت الأرض ضلالة وظلما والبر أهل البوادي والبحر أهل القرى بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون). [تفسير عبد الرزاق: 2/104]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن ليثٍ عن مجاهدٍ في قوله: {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: في البر قتل ابن آدم وفي البحر: أخذ السفينة غصبا [الآية: 41]). [تفسير الثوري: 237]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو داود الطّيالسيّ، عن قرّة، قال: سمعت الحسن يقول: {ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس} قال: أفسدهم اللّه بذنوبهم في برّ الأرض وبحرها بأعمالهم الخبيثة لعلّهم يرجعون يرجع من بعدهم). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 370]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن منصورٍ، عن إبراهيم {لعلّهم يرجعون} قال: يتوبون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 420-421]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون}.
يقول تعالى ذكره: ظهرت المعاصي في برّ الأرض وبحرها بكسب أيدي النّاس ما نهاهم اللّه عنه.
واختلف أهل التّأويل في المراد من قوله: {ظهر الفساد في البرّ والبحر} فقال بعضهم: عنى بالبرّ: الفلوات، وبالبحر: الأمصار والقرى الّتي على المياه والأنهار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثّامٌ، قال: حدّثنا النّضر بن عربيٍّ، عن مجاهدٍ، {وإذا تولّى سعى في الأرض ليفسد فيها} الآية، قال: إذا تولّى سعى بالعداء والظّلم؛ فيحبس اللّه القطر، فيهلك الحرث والنّسل {واللّه لا يحبّ الفساد}. قال: ثمّ قرأ مجاهدٌ: {ظهر الفساد في البرّ والبحر} الآية؛ قال: ثمّ قال: أما واللّه ما هو بحركم هذا، ولكن كلّ قريةٍ على ماءٍ جارٍ فهو بحرٌ.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن النّضر بن عربيٍّ، عن عكرمة، {ظهر الفساد في البرّ والبحر}. قال: أما إنّي لا أقول بحركم هذا، ولكن كلّ قريةٍ على ماءٍ جارٍ.
- قال: حدّثنا يزيد بن هارون، عن عمرو بن فرّوخ، عن حبيب بن الزّبير، عن عكرمة، {ظهر الفساد في البرّ والبحر} قال: إنّ العرب تسمّي الأمصار بحرًا.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس} قال: هذا قبل أن يبعث اللّه نبيّه محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم، امتلأت ضلالةً وظلمًا، فلمّا بعث اللّه نبيّه، رجع راجعون من النّاس.
قوله: {ظهر الفساد في البرّ والبحر} أمّا البرّ فأهل العمود، وأمّا البحر فأهل القرى والرّيف.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {ظهر الفساد في البرّ والبحر} قال: الذّنوب، وقرأ {ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، في قوله {ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس} قال: أفسدهم اللّه بذنوبهم، في بحر الأرض وبرّها، بأعمالهم الخبيثة.
وقال آخرون: بل عنى بالبرّ: ظهر الأرض؛ الأمصار وغيرها، وبالبحر: البحر المعروف.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا أبي، عن سفيان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ، {ظهر الفساد في البرّ والبحر} قال: في البرّ: ابن آدم الّذي قتل أخاه، وفي البحر: الّذي كان يأخذ كلّ سفينةٍ غصبًا.
- حدّثني يعقوب، قال: قال أبو بشرٍ يعني ابن عليّة قال: سمعت ابن أبي نجيحٍ، يقول في قوله {ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس} قال: بقتل ابن آدم، والّذي كان يأخذ كلّ سفينةٍ غصبًا.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، عن فضيل بن مرزوقٍ، عن عطيّة، {ظهر الفساد في البرّ والبحر} قال: قلت: هذا البرّ والبحر، أيّ فسادٍ فيه؟ قال: فقال: إذا قلّ المطر قلّ الغوص.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله {ظهر الفساد في البرّ} قال: قتل ابن آدم أخاه، {والبحر}: قال: أخذ الملك السّفن غصبًا.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب: أنّ اللّه تعالى ذكره، أخبر أنّ الفساد قد ظهر في البرّ والبحر، والبرّ عند العرب: الأرض القفار، والبحر بحران: بحرٌ ملحٌ، وبحرٌ عذبٌ، فهما جميعًا عندهم بحرٌ، ولم يخصّص جلّ ثناؤه الخبر عن ظهور ذلك في بحرٍ دون بحرٍ، فذلك على ما وقع عليه اسم بحرٍ، عذبًا كان أو ملحًا. وإذا كان كذلك، دخل القرى الّتي على الأنهار والبحار.
فتأويل الكلام إذن؛ إذ كان الأمر كما وصفت، ظهرت معاصي اللّه في كلّ مكانٍ، من برٍّ وبحرٍ {بما كسبت أيدي النّاس} أي بذنوب النّاس، وانتشر الظّلم فيهما.
وقوله: {ليذيقهم بعض الّذي عملوا} يقول جلّ ثناؤه: ليصيبهم بعقوبة بعض أعمالهم الّتي عملوا، ومعصيتهم الّتي عصوا {لعلّهم يرجعون} يقول: كي ينيبوا إلى الحقّ، ويرجعوا إلى التّوبة، ويتركوا معاصي اللّه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا ابن فضيلٍ، عن أشعث، عن الحسن، {لعلّهم يرجعون} قال: يتوبون.
- قال: حدّثنا ابن مهديٍّ، عن سفيان، عن السّدّيّ، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، {لعلّهم يرجعون} يوم بدرٍ، لعلّهم يتوبون.
- قال: حدّثنا أبو أسامة، عن زائدة، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {لعلّهم يرجعون} قال: إلى الحقّ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله {ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون} لعلّ راجعًا أن يرجع، لعلّ تائبًا أن يتوب، لعلّ مستعتبًا أن يستعتب.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عامرٍ، قال: حدّثنا قرّة، عن الحسن، {لعلّهم يرجعون} قال: يرجع من بعدهم.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {ليذيقهم} فقرأ ذلك عامّة قرّاء الأمصار {ليذيقهم} بالياء، بمعنى: ليذيقهم اللّه بعض الّذي عملوا، وذكر أنّ أبا عبد الرّحمن السّلميّ قرأ ذلك بالنّون على وجه الخبر من اللّه عن نفسه بذلك). [جامع البيان: 18/509-514]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ظهر الفساد في البر والبحر قال أما في البر فقتل ابن آدم أخاه وأما في البحر فأخذ الملك السفينة غصبا). [تفسير مجاهد: 501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون * قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ظهر الفساد في البر والبحر} قال {البر} البرية التي ليس عندها نهر، و{البحر} مكان من المدائن والقرى على شط نهر). [الدر المنثور: 11/603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} الآية، قال: نقصان البركة بأعمال العباد كي يتوبوا). [الدر المنثور: 11/603]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: قحوط المطر، قيل له: قحوط المطر لن يضر البحر، قال: إذا قل المطر قل الغوص). [الدر المنثور: 11/603-604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في الآية، انه قيل له: هذا البر والبحر أي فساد فيه قال: إذا قل المطر قل الغوص). [الدر المنثور: 11/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن رفيع رضي الله عنه في قوله {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: انقطاع المطر، قيل: فالبحر قال: إذا لم يمطر عميت دواب البحر). [الدر المنثور: 11/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {ظهر الفساد في البر والبحر} قال {البر} الفيافي التي ليس فيها شيء، و{البحر} القرى). [الدر المنثور: 11/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي الله عنه أنه سئل عن قوله {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: البر قد عرفناه فما بال البحر قال: ان العرب تسمى الامصار البحر). [الدر المنثور: 11/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: فساد البر: قتل ابن آدم أخاه، والبحر: أخذ الملك السفن غصبا). [الدر المنثور: 11/604]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه {ظهر الفساد في البر والبحر} قال: هذا قبل أن يبعث محمد صلى الله عليه وسلم رجع راجعون من الناس). [الدر المنثور: 11/604-605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {ظهر الفساد في البر والبحر} قال {البر} كل قرية نائية عن البحر، مثل مكة والمدينة و{البحر} كل قرية على البحر، مثل كوفة والبصرة والشام وفي قوله {بما كسبت أيدي الناس} قال: بما عملوا من المعاصي). [الدر المنثور: 11/605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي الله عنه في الآية قال: البحر الجزائر). [الدر المنثور: 11/605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لعلهم يرجعون} قال: يتوبون). [الدر المنثور: 11/605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {لعلهم يرجعون} قال: عن الذنوب). [الدر المنثور: 11/605]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن جرير عن الحسن رضي الله عنهما في قوله {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس} قال: أفسدهم الله بذنوبهم في بر الأرض وبحرها بأعمالهم الخبيثة {لعلهم يرجعون} قال: يرجع من بعدهم). [الدر المنثور: 11/605]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبل كان أكثرهم مشركين}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل يا محمّد لهؤلاء المشركين باللّه من قومك: سيروا في البلاد، فانظروا إلى مساكن الّذين كفروا باللّه من قبلكم، وكذّبوا رسله، كيف كان آخر أمرهم، وعاقبة تكذيبهم رسل اللّه وكفرهم ألم نهلكهم بعذابٍ منّا، ونجعلهم عبرةً لمن بعدهم؟ {كان أكثرهم مشركين} يقول: فعلنا ذلك بهم، لأنّ أكثرهم كانوا مشركين باللّه مثلهم). [جامع البيان: 18/514]

تفسير قوله تعالى: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {يصّدّعون} [الروم: 43] : «يتفرّقون» ، {فاصدع} [الحجر: 94] ). [صحيح البخاري: 6/114]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يصّدّعون يتفرّقون فاصدع أمّا قوله يتفرّقون فقال أبو عبيدة في قوله يومئذٍ يصدعون أي يتفرّقون وأمّا قوله فاصدع فيشير إلى قوله تعالى فاصدع بما تؤمر وقد قال أبو عبيدة أيضًا في قوله فاصدع بما تؤمر أي افرق وامضه وأصل الصّدع الشّقّ في الشّيء وخصّه الرّاغب بالشّيء الصّلب كالحديد تقول صدعته فانصدع بالتّخفيف وصدّعته فتصدّع بالتّثقيل ومنه صداع الرّأس لتوهّم الاشتقاق فيه والمراد بقوله اصدع أي فرّق بين الحقّ والباطل بدعائك إلى اللّه عزّ وجلّ وافصل بينهما). [فتح الباري: 8/512]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما قول ابن عبّاس فقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح عن معاوية عن علّي عن ابن عبّاس في قوله 43 الرّوم {يومئذٍ يصدعون} يقول يتفرقون). [تغليق التعليق: 4/279]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يصّدّعون يتفرّقون فاصدع
أشار به إلى قوله تعالى: {يومئذٍ يصدعون} (الرّوم: 43) وفسره بقوله: (يتفرقون) ، وكذا فسره أبو عبيدة، وقيل: هو بمعنى قوله: {يومئذٍ يصدر النّاس أشتاتاً} (الزلزلة: 6) ، وقيل: هو تفاوت المنازل. وفي التّفسير: يصدعون يتفرقون فريق في الجنّة وفريق في السعير، ويصدعون أصله: يتصدعون، قلبت التّاء صاداً وأدغمت الصّاد في الصّاد. قوله: (فاصدع) أشار به إلى قوله عز وجل: {فاصدع بما تؤمر} (الحجر: 94) أي: أفرق وأمضه، قاله أبو عبيدة، وأصل الصدع الشق في الشّيء). [عمدة القاري: 19/110]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({يصدعون}) [الروم: 43] أصله يتصدّعون أدغمت التاء بعد قلبها صادًا في الصاد ومعناه (يتفرقون) أي فريق في الجنة وفريق في السعير.
(فاصدع) في قوله: {فاصدع بما تؤمر} [الحج: 94] أي افرق وامضه قاله أبو عبيدة). [إرشاد الساري: 7/286]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (فاصدع) أي: في قوله تعالى في سورة الحجر: {فاصدع بما تؤمر}، أي: فاجهر به، وأمضه، وذكره هنا لمناسبة يصدّعون لفظاً). [حاشية السندي على البخاري: 3/63]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فأقم وجهك للدّين القيّم من قبل أن يأتي يومٌ لا مردّ له من اللّه يومئذٍ يصّدّعون}.
يقول تعالى ذكره: فوجّه وجهك يا محمّد نحو الوجه الّذي وجّهك إليه ربّك {للدّين القيّم} لطاعة ربّك، والملّة المستقيمة الّتي لا اعوجاج فيها عن الحقّ {من قبل أن يأتي يومٌ لا مردّ له من اللّه} يقول تعالى ذكره: من قبل مجيء يومٍ من أيّام اللّه لا مردّ له لمجيئه، لأنّ اللّه قد قضى بمجيئه، فهو لا محالة جاءٍ {يومئذٍ يصّدّعون} يقول: يوم يجيء ذلك اليوم يصّدع النّاس، يقول: يتفرّق النّاس فرقتين؛ من قولهم: صدعت الغنم صدعتين: إذا فرّقتها فرقتين: فريقٍ في الجنّة، وفريقٍ في السّعير.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فأقم وجهك للدّين القيّم} الإسلام {من قبل أن يأتي يومٌ لا مردّ له من اللّه، يومئذٍ يصّدّعون} فريقٌ في الجنّة، وفريقٌ في السّعير.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله {يومئذٍ يصّدّعون} يقول: يتفرّقون.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله {يصّدّعون} قال: يتفرّقون إلى الجنّة وإلى النّار). [جامع البيان: 18/514-515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون * من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون * ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين * ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون.
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فأقم وجهك للدين القيم} قال: الإسلام {من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله} قال: يوم القيامة {يومئذ يصدعون} قال: فريق في الجنة وفريق في السعير). [الدر المنثور: 11/606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يومئذ يصدعون} قال: يتفرقون). [الدر المنثور: 11/606]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي الله عنه في قوله {يومئذ يصدعون} يومئذ يتفرقون، وقرأ {فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة فأولئك في العذاب محضرون} قال: هذا حين يصدعون يتفرقون إلى الجنة والنار). [الدر المنثور: 11/606]

تفسير قوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) )
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {فلأنفسهم يمهدون} قال: في القبر). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 431]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {يمهدون} [الروم: 44] : «يسوّون المضاجع»). [صحيح البخاري: 6/113-114]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله يمهدون يسوّون المضاجع وصله الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله فلأنفسهم يمهدون قال يسوّون المضاجع). [فتح الباري: 8/511]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قوله
وقال مجاهد {يحبرون} ينعمون {فلا يربو} من أعطى يبتغي أفضل فلا أجر فيها {يمهدون} يسوون المضاجع {الودق} المطر وقال ابن عبّاس {هل لكم من ما ملكت أيمانكم} في الآلهة وفيه تخافونهم أن يرثوكم كما يرث بعضكم بعضًا {يصدعون} يتفرقون
أما قول مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 15 الرّوم {فأما الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات فهم في روضة يحبرون} قال يتنعمون
وبه في قوله 44 الرّوم {ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} قال يسوون المضاجع). [تغليق التعليق: 4/278-279] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يمهدون: يسوّون المضاجع
أشار به إلى قوله تعالى: {ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} (الرّوم: 44) وفسّر: (يمهدون) ، بقوله: (يسوون المضاجع) وكذا رواه الفريابيّ من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد، أي: يوطؤون مقار أنفسهم في القبور أو في الجنّة). [عمدة القاري: 19/109]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (يمهدون) في قوله تعالى: {ومن عمل صالحًا فلأنفسهم يمهدون} [الروم: 44] أي (يسوّون المضاجع) ويوطوّونها في القبور أو في الجنة). [إرشاد الساري: 7/286]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحًا فلأنفسهم يمهدون}.
يقول تعالى ذكره: من كفر باللّه فعليه أوزار كفره، وآثام جحوده نعم ربّه، {ومن عمل صالحًا} يقول: ومن أطاع اللّه، فعمل بما أمره به في الدّنيا، وانتهى عمّا نهاه عنه فيها {فلأنفسهم يمهدون} يقول: فلأنفسهم يستعدّون، ويسوّون المضجع ليسلموا من عقاب ربّهم، وينجوا من عذابه، كما قال الشّاعر:
امهد لنفسك حان السّقم والتّلف = ولا تضيّعن نفسًا ما لها خلف
وبنحو الّذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فلأنفسهم يمهدون} قال: يسوّون المضاجع.
- حدّثنا ابن المثنّى، والحسين بن يزيد الطّحّان، وابن وكيعٍ، وأبو عبد الرّحمن العلائيّ، قالوا: حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {فلأنفسهم يمهدون} قال: في القبر.
- حدّثنا إبراهيم بن سعيدٍ الجوهريّ، قال: حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {فلأنفسهم يمهدون} قال: للقبر.
- حدّثنا نصر بن عليٍّ قال: حدّثنا يحيى بن سليمٍ قال: حدّثنا ابن أبي نجيحٍ قال: سمعت مجاهدًا يقول: في قوله {فلأنفسهم يمهدون} قال: في القبر). [جامع البيان: 18/516-517]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيمنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله فلأنفسهم يمهدون يعني يسوون المضاجع). [تفسير مجاهد: 501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في عذاب القبر عن مجاهد في قوله {فلأنفسهم يمهدون} قال: يسوون المضاجع في القبر). [الدر المنثور: 11/606]

تفسير قوله تعالى: (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات من فضله إنّه لا يحبّ الكافرين}.
يقول تعالى ذكره: {يومئذٍ يصّدّعون}، {ليجزي الّذين آمنوا} باللّه ورسوله {وعملوا الصّالحات} يقول: وعملوا بما أمرهم اللّه {من فضله} الّذي وعد من أطاعه في الدّنيا أن يجزيه يوم القيامة {إنّه لا يحبّ الكافرين} يقول تعالى ذكره: إنّما خصّ بجزائه من فضله الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات دون من كفر باللّه، إنّه لا يحبّ أهل الكفر به. واستأنف الخبر بقوله {إنّه لا يحبّ الكافرين} وفيه المعنى الّذي وصفت). [جامع البيان: 18/517]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {ومن آياته أن يرسل الرّياح مبشّراتٍ وليذيقكم من رحمته، ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون}.
يقول تعالى ذكره: ومن أدلّته على وحدانيّته وحججه عليكم على أنّه إله كلّ شيءٍ {أن يرسل الرّياح مبشّراتٍ} بالغيث والرّحمة {وليذيقكم من رحمته} يقول: ولينزّل عليكم من رحمته، وهي الغيث الّذي يحيي به البلاد، ولتجري السّفن في البحار بها بأمره إيّاها {ولتبتغوا من فضله} يقول: ولتلتمسوا من أرزاقه ومعايشكم الّتي قسمها بينكم {ولعلّكم تشكرون} يقول: ولتشكروا ربّكم على ذلك؛ أرسل هذه الرّياح مبشّراتٍ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {الرّياح مبشّراتٍ} قال: بالمطر.
وقالوا في قوله: {وليذيقكم من رحمته} مثل الّذي قلنا فيه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وليذيقكم من رحمته} قال: المطر.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وليذيقكم من رحمته} المطر). [جامع البيان: 18/517-518]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله يرسل الرياح مبشرات يعني به المطر). [تفسير مجاهد: 502]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وليذيقكم من رحمته يعني القطر). [تفسير مجاهد: 502]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي، وابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات} قال: بالمطر {وليذيقكم من رحمته} قال: المطر {ولتجري الفلك بأمره} قال: السفن في البحار {ولتبتغوا من فضله} قال: التجارة في السفن). [الدر المنثور: 11/607]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 جمادى الأولى 1434هـ/28-03-2013م, 02:06 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ظهر الفساد في البرّ والبحر} [الروم: 41]، يعني: قحط المطر وقلّة النّبات.
{في البرّ} [الروم: 41]، يعني: في البادية، {والبحر} [الروم: 41]، يعني به العمران والرّيف، وهذا تفسير السّدّيّ.
قال: {بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون} [الروم: 41] الفساد، الهلاك، يعني: من أهلك من الأمم السّابقة بتكذيبهم رسلهم كقوله: {وكلًّا تبّرنا تتبيرًا} [الفرقان: 39]، أي: أفسدنا فسادًا {لعلّهم يرجعون} [الروم: 41]، يعني: لعلّ
[تفسير القرآن العظيم: 2/662]
من بعدهم أن يرجعوا عن شركهم إلى الإيمان ويتّعظون بهم وقوله: {في البرّ والبحر} [الروم: 41].
حدّثني قرّة بن خالدٍ، عن الحسن، قال: أهلكهم اللّه تبارك وتعالى بذنوبهم في برّ الأرض وبحرها بأعمالهم الخبيثة.
{لعلّهم يرجعون} [الروم: 41] قال: يرجع من كان بعدهم ويتّعظون بهم.
قال يحيى، كقوله: {فكلًّا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا} [العنكبوت: 40]، يعني: قوم لوطٍ الّذين كانوا خارجًا من المدينة وأهل السّفر منهم {ومنهم من أخذته الصّيحة} [العنكبوت: 40] ثمود {ومنهم من خسفنا به الأرض} [العنكبوت: 40] قوم لوطٍ، أصاب مدينتهم الخسف، وقارون {ومنهم من أغرقنا} [العنكبوت: 40] قوم نوحٍ، وفرعون وقومه.
وقال مجاهدٌ: {ظهر الفساد في البرّ} [الروم: 41] قتل ابن آدم أخاه {والبحر} [الروم: 41] أخذ الملك السّفن غصبًا). [تفسير القرآن العظيم: 2/663]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم...} يقول: أجدب البرّ، وانقطعت مادّة البحر بذنوبهم، وكان ذلك ليذاقوا الشدّة بذنوبهم في العاجل.). [معاني القرآن: 2/325]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ظهر الفساد في البرّ والبحر} : أي : أجدب البرّ، وانقطعت مادّة البحر بذنوب الناس.). [تفسير غريب القرآن: 342]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله تعالى: {ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون (41)} ويقرأ بالياء أيضا ِ{ليذيقهم}, أي : ليذيقهم ثواب بعض أعمالهم. ومعناه: ظهر الجدب في البر والقحط في البحر، أي: في مدن البحر. أي : في المدن التي على الأنهار، وكل ذي ماء , فهو بحر.). [معاني القرآن: 4/188]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس}
قال مجاهد : (في البر : قتل ابن آدم أخاه , والبحر : أخذ السفينة غصبا) .

وقال عكرمة , وقتادة : (البر : البوادي , والبحر : القرى) .

قال قتادة : (والفساد : الشرك) .

قال أبو جعفر : والتقدير على هذا , وفي مواضع البحر, أي: التي على البحر .

وأحسن ما قيل في هذه الآية , والله أعلم قول ابن عباس : حدثنا بكر بن سهل , قال : حدثنا عبد الله بن صالح , عن معاوية بن صالح , عن علي بن أبي طلحة , عن ابن عباس :{ظهر الفساد في البر والبحر }, يقول : (نقصان البركة بأعمال العباد ؛ كي يتوبوا .
والمعنى على هذا ظهر الجدب في البر والبحر بذنوب الناس)). [معاني القرآن: 5/265-266]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)
: ({ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْر}: أي: أجدب البر، وانقطعت مادة البحر , بذنوب الناس.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 188]

قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)
: ({ظَهَرَ الْفَسَادُ}: الحدث). [العمدة في غريب القرآن: 239]


تفسير قوله تعالى: (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبل} [الروم: 42] كان عاقبتهم أن دمّر اللّه عليهم ثمّ صيّرهم إلى النّار.
وقوله: {كان أكثرهم مشركين} [الروم: 42]، أي: فأهلكهم). [تفسير القرآن العظيم: 2/663]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43)}

قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {فأقم وجهك} [الروم: 43]، أي: وجهتك.
{للدّين القيّم} [الروم: 43] وهو الإسلام.
وقال السّدّيّ: التّوحيد وهو واحدٌ.
{من قبل أن يأتي يومٌ لا مردّ له من اللّه} [الروم: 43]، يعني: يوم القيامة.
{يومئذٍ يصّدّعون} [الروم: 43]، يعني: يتفرّقون فريقٌ في الجنّة وفريقٌ في السّعير). [تفسير القرآن العظيم: 2/663]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يصّدّعون...}:يتفرقون. قال: وسمعت العرب تقول: صدعت غنمي صدعتين؛ كقولك: فرقتها فرقتين). [معاني القرآن: 2/325]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ يومئذ يّصّدّعون }:أي: يتفرقون , ويتخاذلون). [مجاز القرآن: 2/123]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ)
: ({يومئذ يصدعون}: يتفرقون). [غريب القرآن وتفسيره: 297]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {فأقم وجهك للدّين القيّم من قبل أن يأتي يوم لا مردّ له من اللّه يومئذ يصّدّعون (43)} معنى {فأقم وجهك}: أقم قصدك , واجعل جهتك اتباع الدين القيّم من قبل أن تأتي الساعة , وتقوم القيامة , فلا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل , أو كسبت في إيمانها خيرا. ومعنى: {يومئذ يصّدّعون}:يتفرقون , فيصيرون : فريقا في الجنة , وفريقا في السّعير.). [معاني القرآن: 4/188]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون} أي: اجعل قصدك إلى الدين القيم من قبل أن يأتي يوم القيامة , فلا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل . ومعنى :{يصدعون }: يتفرقون: فريقا في الجنة , وفريقا في السعير.). [معاني القرآن: 5/267]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ( {يومئذ يصدعون}, أي: يتفرقون.). [ياقوتة الصراط: 403]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({يَصَّدَّعُونَ}: يتفرقون.). [العمدة في غريب القرآن: 239]

تفسير قوله تعالى:{مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {من كفر فعليه كفره} [الروم: 44] يثاب عليه النّار.
[تفسير القرآن العظيم: 2/663]
{ومن عمل صالحًا فلأنفسهم يمهدون} [الروم: 44] يوطّئون في الدّنيا القرار في الآخرة بالعمل الصّالح.
عاصم بن حكيمٍ، أنّ مجاهدًا قال: يسوّون المضجع.
- ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلالٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «نعمت المطيّة الدّنيا فارتحلوا تبلغكم الآخرة».
وحدّثني الخليل بن مرّة، ذكره بإسنادٍ قال: يقول اللّه تبارك وتعالى: «ادخلوا الجنّة برحمتي واقتسموها بأعمالكم»). [تفسير القرآن العظيم: 2/664]

قالَ أَبُو عُبَيْدةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ)
: ({ من عمل صالحاً فلأنفسهم يمهدون}, من يقع على الواحد والاثنين , والجميع من المذكر والمؤنث , ومجازها هاهنا مجاز الجميع , { ويمهد }: أي : يكتسب , ويعمل, ويستعد , قال سليمان بن يزيد العدوي:
أمهد لنفسك حان السقم والتلف.= ولا تضعينّ نفساً مالها خلف). [مجاز القرآن: 2/124]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({فلأنفسهم يمهدون}: أي : يعملون , ويوطّئون, و«المهاد»: الفراش.).[تفسير غريب القرآن: 342]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون (44)} {فلأنفسهم يمهدون}: أي: لأنفسهم يوطئون. وقوله عزّ وجلّ:{ولئن أرسلنا ريحا فرأوه مصراً}
أي : فرأوا النبت قد اصفر وجفّ. {لظلّوا من بعده يكفرون}:ومعناه : ليظلّنّ، لأن معنى الكلام الشرط, والجزاء, فهم يستبشرون بالغيث , ويكفرون إذا انقطع عنهم الغيث , وجفّ النبات.). [معاني القرآن: 4/188-189]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون} روى ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : {فلأنفسهم يمهدون} في القبر
قال أبو جعفر : معنى يمهدون في اللغة : يوطئون لأنفسهم بعمل الخير من المهاد , وهو الفراش.). [معاني القرآن: 5/267-268]

تفسير قوله تعالى: (لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات من فضله} [الروم: 45] فبفضله يدخلهم الجنّة.
قال: {إنّه لا يحبّ الكافرين} [الروم: 45] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/664]

تفسير قوله تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) )
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {ومن آياته أن يرسل الرّياح مبشّراتٍ} [الروم: 46] بالمطر، تفسير مجاهدٍ وغيره.
{وليذيقكم من رحمته} [الروم: 46] وهو المطر.
{ولتجري الفلك} [الروم: 46] السّفن.
{بأمره ولتبتغوا من فضله} [الروم: 46] قال مجاهدٌ: طلب التّجارة في البحر، وهذا تبعٌ للكلام الأوّل في قوله: {ومن آياته أن يرسل الرّياح مبشّراتٍ} [الروم: 46] وما ذكر من المطر والسّفر وطلب الفضل.
قال: {ولعلّكم تشكرون} [الروم: 46]، أي: لكي تشكروا). [تفسير القرآن العظيم: 2/664]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 01:30 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) }

تفسير قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) }

تفسير قوله تعالى: {مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) }

تفسير قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) }

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 03:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 03:52 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
...

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 03:55 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى - على جهة العبرة - ما ظهر من الفساد بسبب المعاصي في قوله: {ظهر الفساد في البر والبحر}، واختلف الناس في معنى "البر والبحر" - في هذه الآية - فقال مجاهد: البر: البلاد البعيدة من البحر، والبحر: السواحل والمدن التي على ضفة البحر والأنهار الكبار. وقال قتادة: البر: الفيافي ومواضع القبائل والصحاري والبحر: المدن، جمع بحرة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
ومنه قول سعد بن عبادة رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم في شأن عبد الله بن أبي ابن سلول: "ولقد أجمع أهل هذه البحرة على أن يتوجوه" الحديث. ومما يؤيد هذا أن عكرمة قرأ: "في البر والبحور"، ورويت عن ابن عباس رضي الله عنهما. وقال مجاهد أيضا: ظهور الفساد في البر قتل أحد ابني آدم لأخيهم، وفي البحر أخذ السفن غصبا، وقال بعض العباد: البحر: القلب، البر: اللسان، وقال الحسن: البر والبحر هما المعروفان المشهوران في اللغة.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا هو القول صحيح.
وظهور الفساد فيهما هو بارتفاع البركات، ونزول رزايا وحدوث فتن، وتغلب عدو كافر، وهذه الثلاثة توجد في البر والبحر.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: الفساد في البحر: انقطاع صيده بذنوب بني آدم، وقلما توجد أمة فاضلة مطيعة مستقيمة الأعمال إلا يدفع الله عنها هذه، والأمر بالعكس في أهل المعاصي وبطر النعمة، وكذلك كان أمر البلاد في وقت مبعث النبي صلى الله عليه وسلم، قد كان الظلم عم الأرض برا وبحرا، وقد جعل الله تعالى هذه الأشياء ليجازي بها على المعاصي، فيذيق الناس عاقبة إذنابهم لعلهم يتوبون ويراجعون بصائرهم في طاعة الله تعالى.
وقوله تعالى: {بما كسبت} تقديره: جزاء ما كسبت، ويحتمل أن تتعلق الباء بـ"ظهر"، أي: كسبهم المعاصي في البر والبحر، هو نفس الفساد الظاهر، والترجي في "لعل" هو بحسب معتقدنا، وبحسب نظرنا في الأمور.
وقرأت عامة القراء والناس: "ليذيقهم" بالياء، وقرأ قنبل عن ابن كثير، والأعرج، وأبو عبد الرحمن السلمي بالنون، ومعناهما بين، وقرأ أيضا أبو عبد الرحمن: "لتذيقهم" بالتاء من فوق). [المحرر الوجيز: 7/ 29-31]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين من قبل كان أكثرهم مشركين * فأقم وجهك للدين القيم من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله يومئذ يصدعون * من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون}
هذا تنبيه لقريش وأمر لهم بالاعتبار فيمن سلف من الأمم وبسوء عواقبهم بكفرهم وإشراكهم). [المحرر الوجيز: 7/ 31]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بإقامة وجهه، والمعنى: اجعل قصدك ومسعاك للدين، أي لطريقه ولأعماله واعتقاداته. و"القيم" أصله: قيوم، اجتمعت الياء والواو وسبقت الياء وهي ساكنة فأبدلت الواو ياء وأدغمت الأولى في الثانية. ثم حذره تبارك وتعالى من يوم القيامة تحذيرا يعم العالم، وإياهم القصد، و"لا مرد له" معناه: ليس فيه رجوع لعمل ولا رغبة، ولا عنه مرتحل، ويحتمل أن يريد: لا يرده راد حتى لا يقع، وهذا ظاهر بحسب اللفظ، و"يصدعون" معناه: يتفرقون بعد جمعهم، وهذا هو التصدع، ومعنى "يتفرقون": إلى الجنة وإلى النار.
ثم قسم الفريقين بأحكام تلحقهم من أعمال في الدنيا، ثم عبر عن الكفر بـ"عليه"، وهي تعطي الثقل والمشقة، وعن العمل الصالح باللام التي هي لام الملك، و"يمهدون" معناه يوطئون ويهيئون، وهي استعارة منقولة من الفرش ونحوها إلى الأحوال والمراتب. وقال مجاهد: هذا التمهيد هو للقبر). [المحرر الوجيز: 7/ 31-32]

تفسير قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله إنه لا يحب الكافرين * ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون * ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نصر المؤمنين}
اللام في "ليجزي" متعلقة بـ"يصدعون"، ويجوز أن تكون متعلقة بمحذوف تقديره: ذلك، أو: فعل ذلك ليجزي، وتكون الإشارة إلى ما تقرر من قوله: {من كفر} {ومن عمل صالحا}. وقوله تعالى: {لا يحب الكافرين} ليس الحب بمعنى الإرادة، ولكنه بمعنى: لا يظهر عليهم أمارات رحمته، ولا يرضاه لهم دينا، ونحو هذا). [المحرر الوجيز: 7/ 32]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم ذكر تعالى من آياته أشياء تقتضي كل عقل بأنه لا مشاركة للأوثان فيها، وهي ما في الريح من المنافع، وذلك أنها بشرى بالمطر، ويذيق الله بها الرحمة، يعني الغيث والخصب، ويلقح بها الشجر وغير ذلك، ويجري بها السفن في البحر، ويبتغي الناس بها فضل الله تعالى في التجارات في البحر، وفي ذرو الأطعمة وغير ذلك). [المحرر الوجيز: 7/ 32]

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 07:53 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 07:57 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون (41) قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبل كان أكثرهم مشركين (42) }.
قال ابن عبّاسٍ، وعكرمة، والضّحّاك، والسّدّي، وغيرهم: المراد بالبرّ هاهنا: الفيافي، وبالبحر: الأمصار والقرى، وفي روايةٍ عن ابن عبّاسٍ وعكرمة: البحر: الأمصار والقرى، ما كان منها على جانب نهرٍ.
وقال آخرون: بل المراد بالبرّ هو البرّ المعروف، وبالبحر: البحر المعروف.
وقال زيد بن رفيع: {ظهر الفساد} يعني: انقطاع المطر عن البرّ يعقبه القحط، وعن البحر تعمى دوابّه. رواه ابن أبي حاتمٍ.
وقال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقريّ، عن سفيان، عن حميد بن قيسٍ الأعرج، عن مجاهدٍ: {ظهر الفساد في البرّ والبحر}، قال: فساد البرّ: قتل ابن آدم، وفساد البحر: أخذ السّفينة غصبًا.
وقال عطاءٌ الخراسانيّ: المراد بالبرّ: ما فيه من المدائن والقرى، وبالبحر: جزائره.
والقول الأوّل أظهر، وعليه الأكثر، ويؤيّده ما ذكره محمّد بن إسحاق في السّيرة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وسلّم صالح ملك أيلة، وكتب إليه ببحره، يعني: ببلده.
ومعنى قوله تعالى: {ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي النّاس} أي: بان النّقص في الثّمار والزّروع بسبب المعاصي.
وقال أبو العالية: من عصى اللّه في الأرض فقد أفسد في الأرض؛ لأنّ صلاح الأرض والسّماء بالطّاعة؛ ولهذا جاء في الحديث الّذي رواه أبو داود: "لحدٌّ يقام في الأرض أحبّ إلى أهلها من أن يمطروا أربعين صباحًا". والسّبب في هذا أنّ الحدود إذا أقيمت، انكفّ النّاس -أو أكثرهم، أو كثيرٌ منهم -عن تعاطي المحرّمات، وإذا ارتكبت المعاصي كان سببًا في محاق البركات من السّماء والأرض؛ ولهذا إذا نزل عيسى [ابن مريم] عليه السّلام، في آخر الزّمان فحكم بهذه الشّريعة المطهّرة في ذلك الوقت، من قتل الخنزير وكسر الصّليب ووضع الجزية، وهو تركها -فلا يقبل إلّا الإسلام أو السّيف، فإذا أهلك اللّه في زمانه الدّجّال وأتباعه ويأجوج ومأجوج، قيل للأرض: أخرجي بركاتك. فيأكل من الرّمّانة الفئام من النّاس، ويستظلّون بقحفها، ويكفي لبن اللّقحة الجماعة من النّاس. وما ذاك إلّا ببركة تنفيذ شريعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فكلّما أقيم العدل كثرت البركات والخير؛ [ولهذا] ثبت في الصّحيح: "إنّ الفاجر إذا مات تستريح منه العباد والبلاد، والشّجر والدّوابّ".
ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبلٍ: حدّثنا محمّدٌ والحسين قالا حدّثنا عوف، عن أبي قحذمٍ قال: وجد رجلٌ في زمان زيادٍ -أو: ابن زيادٍ -صرّةً فيها حبّ، يعني من برٍّ أمثال النّوى، عليه مكتوبٌ: هذا نبت في زمانٍ كان يعمل فيه بالعدل.
وروى مالكٌ، عن زيد بن أسلم: أنّ المراد بالفساد هاهنا الشّرك. وفيه نظرٌ.
وقوله: {ليذيقهم بعض الّذي عملوا لعلّهم يرجعون} أي: يبتليهم بنقص الأموال والأنفس والثّمرات، اختبارًا منه، ومجازاةً على صنيعهم، {لعلّهم يرجعون} أي: عن المعاصي، كما قال تعالى: {وبلوناهم بالحسنات والسّيّئات لعلّهم يرجعون} [الأعراف: 168]). [تفسير ابن كثير: 6/ 319-320]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال تعالى: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الّذين من قبل} أي: من قبلكم، {كان أكثرهم مشركين} أي: فانظروا ماذا حلّ بهم من تكذيب الرّسل وكفر النّعم). [تفسير ابن كثير: 6/ 320]

تفسير قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فأقم وجهك للدّين القيّم من قبل أن يأتي يومٌ لا مردّ له من اللّه يومئذٍ يصّدّعون (43) من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحًا فلأنفسهم يمهدون (44) ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات من فضله إنّه لا يحبّ الكافرين (45)}.
يقول تعالى آمرًا عباده بالمبادرة إلى الاستقامة في طاعته، والمبادرة إلى الخيرات: {فأقم وجهك للدّين القيّم من قبل أن يأتي يومٌ لا مردّ له من اللّه} أي: يوم القيامة، إذا أراد كونه فلا رادّ له، {يومئذٍ يصّدّعون} أي: يتفرّقون، ففريقٌ في الجنّة وفريقٌ في السّعير؛ ولهذا قال: {من كفر فعليه كفره ومن عمل صالحًا فلأنفسهم يمهدون}).[تفسير ابن كثير: 6/ 320-321]

تفسير قوله تعالى: {لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ليجزي الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات من فضله} أي: يجازيهم مجازاة الفضل: الحسنة بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعفٍ، إلى ما يشاء اللّه، {إنّه لا يحبّ الكافرين}، ومع هذا هو العادل فيهم، الّذي لا يجور). [تفسير ابن كثير: 6/ 321]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومن آياته أن يرسل الرّياح مبشّراتٍ وليذيقكم من رحمته ولتجري الفلك بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلّكم تشكرون (46) ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبيّنات فانتقمنا من الّذين أجرموا وكان حقًّا علينا نصر المؤمنين (47)}.
يذكر تعالى نعمه على خلقه، في إرساله الرّياح مبشّراتٍ بين يدي رحمته، بمجيء الغيث عقيبها؛ ولهذا قال: {وليذيقكم من رحمته} أي: المطر الّذي ينزله فيحيي به العباد والبلاد، {ولتجري الفلك بأمره} أي: في البحر، وإنّما سيّرها بالرّيح، {ولتبتغوا من فضله} أي: في التّجارات والمعايش، والسّير من إقليمٍ إلى إقليمٍ، وقطرٍ إلى قطرٍ، {ولعلّكم تشكرون} أي: تشكرون اللّه على ما أنعم به عليكم من النّعم الظّاهرة والباطنة، الّتي لا تعدّ ولا تحصى). [تفسير ابن كثير: 6/ 321]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة