العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يوسف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 01:09 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يوسف [ من الآية (11) إلى الآية (14) ]

تفسير سورة يوسف
[ من الآية (11) إلى الآية (14) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 01:11 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنّا على يوسف وإنّا له لناصحون}.
يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف إذ تآمروا بينهم، وأجمعوا على الفرقة بينه وبين والده يعقوب لوالدهم يعقوب: {يا أبانا ما لك لا تأمنّا على يوسف} فتتركه معنا إذا نحن خرجنا خارج المدينة إلى الصّحراء، {وإنّا له لناصحون} نحوطه ونكلؤه). [جامع البيان: 13/24]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنّا على يوسف وإنّا له لناصحون (11)
قوله تعالى: قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنّا على يوسف وإنّا له لناصحون
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: فلمّا أجمعوا أمرهم على ذلك، أتوا أباهم فقالوا: يا أبانا ما لك لا تأمنّا على يوسف وإنّا له لناصحون). [تفسير القرآن العظيم: 7/2107]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 11 - 12.
أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي قاسم رضي الله عنه قال: قرأ أبو رزين ما لك لا تتمنا على يوسف قال له عبيد بن نضلة لحنت قال: ما لحن من قرأ بلغة قومه). [الدر المنثور: 8/202-203]

تفسير قوله تعالى: (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى يرتع ويلعب قال نسعى ونلهو). [تفسير عبد الرزاق: 1/318]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (قال سفيان [الثوري] {يرتع ويلعب} [الآية: 12]). [تفسير الثوري: 137]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قوله عز وجل: {يرتع ويلعب} قال: يسعى وينشط). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 87]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب وإنّا له لحافظون}.
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء أهل المدينة: ( يرتع ويلعب ) بكسر العين من يرتع، وبالياء في يرتع ويلعب، على معنى يفتعل من الرّعي: ارتعيت فأنا أرتعي. كأنّهم وجّهوا معنى الكلام إلى: أرسله معنا غدًا يرتع الإبل، ويلعب. {وإنّا له لحافظون}.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء أهل الكوفة: ( أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب ) بالياء في الحرفين جميعًا وتسكين العين، من قولهم: رتع فلانٌ في ماله: إذا لهى فيه ونعم وأنفقه في شهواته، ومن ذلك قولهم في مثلٍ من الأمثال: القيد والرّتعة؛ ومنه قول القطاميّ:
أكفرًا بعد ردّ الموت عنّي = وبعد عطائك المئة الرّتاعا
وقرأ بعض أهل البصرة: ( نرتع ) بالنّون ( ونلعب ) بالنّون فيهما جميعًا، وسكون العين من نرتع
- حدّثني أحمد بن يوسف، قال: حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا حجّاجٌ، عن هارون، قال: كان أبو عمرٍو يقرأ: نرتع ونلعب بالنّون، قال: فقلت لأبي عمرٍو: كيف يقولون نلعب وهم أنبياءٌ؟ قال: لم يكونوا يومئذٍ أنبياءً.
وأولى القراءات في ذلك عندي بالصّواب، قراءة من قرأه في الحرفين كليهما بالياء، وبجزم العين في يرتع؛ لأنّ القوم إنّما سألوا إيّاهم إرسال يوسف معهم، وخدعوه بالخبر عن مسألتهم إيّاه ذلك عمّا ليوسف في إرساله معهم من الفرح والسّرور، والنّشاط بخروجه إلى الصّحراء وفسحتها ولعبه هنالك، لا بالخبر عن أنفسهم. وبذلك أيضًا جاء تأويل أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب} يقول: يسع وينشط
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {يرتع ويلعب} قال: يلهو، وينشط، ويسعى
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب} يقول: ينشط، ويلهو.
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا عبد الوهّاب، عن سعيدٍ، عن قتادة، بنحوه
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: {يرتع ويلعب} قال: يسعى، ويلهو
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني هشيمٌ، عن جويبرٍ، عن الضّحّاك، قوله: {يرتع ويلعب} قال: يتلهّى ويلعب
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {يرتع ويلعب} قال: يتلهّى ويلعب
- حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا عمرو بن محمّدٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {يرتع ويلعب} قال: ينشط ويلعب
- قال: حدّثنا عمرٌو، عن أسباطٍ، عن السّدّيّ: {أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب} هو
- قال: حدّثنا حسين بن عليٍّ، عن شيبان، عن قتادة: {أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب} قال: ينشط، ويلعب
- حدّثني الحارث، قال: حدّثنا عبد العزيز، قال: حدّثنا نعيم بن ضمضمٍ العامريّ، قال: سمعت الضّحّاك بن مزاحمٍ، في قوله: {أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب} قال: يسعى، وينشط.
وكأنّ الّذين يقرءون ذلك: يرتع ويلعب بكسر العين من يرتع، يتأوّلونه على الوجه الّذي
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب قال: يرعى غنمه، وينظر ويعقل، فيعرف ما يعرف الرّجل.
وكان مجاهدٌ يقول في ذلك بما؛
- حدّثنا الحسن بن محمّدٍ، قال: حدّثنا شبابة، قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: نرتع: يحفظ بعضنا بعضًا، نتكالأ، نتحارس
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: نرتع قال: يحفظ بعضنا بعضًا، نتكالأ.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ.
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، بنحوه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، بنحوه.
فتأويل الكلام: أرسله معنا غدًا نلهو ونلعب وننعم، وننشط في الصّحراء، ونحن حافظوه من أن يناله شيءٌ يكرهه أو يؤذيه). [جامع البيان: 13/24-28]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب وإنّا له لحافظون (12)
قوله تعالى: أرسله معنا غدًا
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا شيبان، ثنا قزعة بن سويدٍ، عن مطرّفٍ الشّقريّ أنّ يعقوب لمّا أرسل ابنه مع بنيه قال: اللّهمّ صافحهم بيمين الرّحمة.
- حدّثنا عليّ بن الحسين، ثنا محمّد بن عيسى، ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، فلم يزالوا يأتونه حتّى أرسله معهم على وجلٍ وتخوّفٍ، فذكر لي أنّه لمّا أرسله معهم دعاه حين أرادوا الذّهاب به، فضمّه إليه ثمّ دعا له، وقال: اللّهمّ اجعل دعائي جنّةً ممّا أتخوّف عليه.
قوله تعالى: يرتع ويلعب وإنّا له لحافظون
- حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن يزيد المقري، ثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ في قوله: نرتع ونلعب قال: نتحارس ونتكالأ، يحفظ بعضنا بعضًا وربّما قال: يكلأ بعضنا بعضًا.
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهدٍ نرتع ونلعب قال: ننشط ونلعب.
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن عبد الأعلى، ثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة: يرتع قال: يسعى ويلهو- وروي، عن مقاتل بن حيّانٍ، قال: يلهو ويلعب.
- أخبرنا أبو يزيد القراطيسيّ فيما كتب إليّ، أنا أصبغ بن الفرج قال: سمعت عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم في قول اللّه: أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب قال: يرعى غنمه، وينظر، ويعقل، ويعرف ما يعرف الرّجال). [تفسير القرآن العظيم: 7/2107-2108]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله عز وجل يرتع قال يحفظ بعضنا بعضا نتكالأ: نتحارس). [تفسير مجاهد: 2/311]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله أرسله معنا غدا نرتع ونلعب قال: نسعى وننشط ونلهو). [الدر المنثور: 8/203]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن هرون رضي الله عنه قال: كان أبو عمرو يقرأ (نرتع ونلعب) بالنون فقلت لأبي عمرو: كيف يقولون: نرتع ونلعب وهم أنبياء،، قال: لم يكونوا يومئذ أنبياء). [الدر المنثور: 8/203]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب} هو يعني بالياء). [الدر المنثور: 8/203]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي الله عنه أنه قرأ {يرتع} بالياء وكسر العين، قال يرعى غنمه ينظر ويعقل ويعرف ما يعرف الرجل). [الدر المنثور: 8/203]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه أنه قرأ (نرتع) بالنون وكسر العين، قال يحفظ بعضنا بعضا نتكالأ نتحارس). [الدر المنثور: 8/203-204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن الحكم بن عمر الرعيني قال: بعثني خالد القسري إلى قتادة أسأله عن قوله نرتع ونلعب فقال قتادة رضي الله عنه لا نرتع ونلعب بكسر العين، ثم قال: الناس لا يرتعون إنما ترتع الغنم). [الدر المنثور: 8/204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ عن مقاتل بن حيان رضي الله عنه، أنه كان يقرؤوها أرسله معنا غدا نلهو ونلعب). [الدر المنثور: 8/204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن الأعرج رضي الله عنه، أنه قرأ نرتعي بالنون والياء {ويلعب} بالياء). [الدر المنثور: 8/204]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال إنّي ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذّئب وأنتم عنه غافلون}.
يقول تعالى ذكره: قال يعقوب لهم: إنّي ليحزنني أن تذهبوا به معكم إلى الصّحراء، مخافة عليه من الذّئب أن يأكله وأنتم عنه غافلون لا تشعرون). [جامع البيان: 13/29]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قال إنّي ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذّئب وأنتم عنه غافلون (13)
قوله تعالى: قال إنّي ليحزنني أن تذهبوا به إلى قوله: غافلون
- حدّثنا محمّد بن العبّاس مولى بني هاشمٍ، ثنا عبد الرّحمن بن سلمة، ثنا سلمة قال: قال محمّد بن إسحاق: قال إنّي ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذّئب وأنتم عنه غافلون فلم يزالوا يأتونه حتّى أرسله معهم دعاه حين أرادوا الذّهاب به فضمّه إليه ودعا له.
- حدّثنا أبي، ثنا أبو ذرٍّ محمّد بن ثابت بن مهران، ثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ، عن عمران بن حديرٍ، عن أبي مجلزٍ قال: لا ينبغي لأحدٍ أن يلقّن ابنه الشّرّ، فإنّ بني يعقوب لم يدروا أنّ الذّئب يأكل النّاس، حتّى قال لهم أبوهم: إنّي أخاف أن يأكله الذّئب). [تفسير القرآن العظيم: 7/2108]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 13 - 14.
أخرج أبو الشيخ، وابن مردويه والسلفي في الطيوريات عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلقنوا الناس فيكذبوا فإن بني يعقوب لم يعلموا أن الذئب يأكل الناس فلما لقنهم أبوهم كذبوا فقالوا أكله الذئب). [الدر المنثور: 8/204]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مجلز رضي الله عنه قال: لا ينبغي لأحد أن يلقن ابنه الشر فإن بني يعقوب لم يدروا أن الذئب يأكل الناس حتى قال لهم أبوهم إني (أخاف أن يأكله الذئب) ). [الدر المنثور: 8/204]

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا لئن أكله الذّئب ونحن عصبةٌ إنّا إذًا لخاسرون}. يقول تعالى ذكره: قال إخوة يوسف لوالدهم يعقوب: لئن أكل يوسف الذّئب في الصّحراء، ونحن أحد عشر رجلاً معه نحفظه، وهم العصبة؛ {إنّا إذًا لخاسرون} يقول: إنّا إذًا لعجزةٌ هالكون). [جامع البيان: 13/29]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا لئن أكله الذّئب ونحن عصبةٌ إنّا إذًا لخاسرون (14)
قوله تعالى: قالوا لئن أكله الذّئب ونحن عصبةٌ
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ، ثنا عامر بن الفرات، ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: قال: لن أرسله معكم، أخاف أن يأكله الذّئب... قالوا لئن أكله الذّئب ونحن عصبةٌ إنّا إذًا لخاسرون، فأرسله معهم). [تفسير القرآن العظيم: 7/2108]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 01:11 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

فسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {لا تأمنّا...}
تشير إلى الرفعة، وإن تركت فصواب، كلٌّ قد قرئ به؛ وقد قرأ يحيى بن وثّاب: (تيمنّا) ). [معاني القرآن: 2/38]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والأعمش ونافع وعاصم {ما لك لا تأمنا} بإشمام، وعلى ذلك قال صقر بن حكيم العدوي:
وامتاح مني حلبات الهاجم = شأو مدل سابق اللهامم
كأنه يختلس حركة الميم من "اللهامم".
وغيره:
وغير سفع مثل يحامم
مختلسة الميم أيضًا.
أبو جعفر {ما لك لا تأمنا} بجزم النون.
طلحة اليامي وهي قراءة أبي "ما لك لا تأمننا" بنونين يبين، ولا يختلس ولا يدغم؛ وهي الحسنة.
وقراءة يحيى بن وثاب "ما لك لا تيمنا" بكسر التاء على ما ذكرنا من هذه اللغات). [معاني القرآن لقطرب: 729]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله عزّ وجلّ: {قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنّا على يوسف وإنّا له لناصحون}
{ما لك لا تأمنّا على يوسف}.
قرئت على أربعة أوجه، على إشمام الميم الضّمّ - تأمننا، وعلى الإدغام وترك الإشمام، (تأمنّا)، وقرئت (تأمننا) بنونين وضمة بينهما.
وقرأ يحيى ابن وثّاب تيمنّا.
وقراءة يحيى تخالف المصحف، وهي في العربية جائزة بكسر التاء في كل ما ماضيه على فعل نحو أمن - يا هذا - والإدغام لأن الحرفين من جنس واحد
والإشمام يدل على الضّمّة المحذوفة، وترك الإشمام جيّد، لأن الميم مفتوحة فلا تغيّر، والإظهار في " تأمننا " جيّد، لأن النونين من كلمتين). [معاني القرآن: 3/95-94]

تفسير قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {يرتع ويلعب...}
من سكّن العين أخذه من القيد والرّتعة وهو يفعل حينئذ ومن قال (يرتع ويلعب) فهو يفتعل من رعيت، فأسقط الياء للجزم). [معاني القرآن: 2/38]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {نرتع ونلعب} أي ننعم ونلهو وقال في المثل: (القيد والرّتعة) وقرأها قوم يرتع أي غبلنا، ونرتع نحن إبلنا) [مجاز القرآن: 1/303]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قراءة أبي عمرو {نرتع ونلعب} بالنون جميعًا.
الحسن وعاصم والأعمش {يرتع ويلعب} بالياء جميعًا.
مجاهد "نرتع ونلعب" بالنون جميعًا من أرتع يرتع.
وقراءة أهل المدينة {يرتع ويلعب} بالياء من ارتعى يرتعي.
أهل مكة "يرتع ويلعب"، بضم الأول). [معاني القرآن لقطرب: 730]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {نرتع}: نلهو). [غريب القرآن وتفسيره: 180]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {يرتع} بتسكين العين: يأكل. يقال: رتعت الإبل، إذا رعت. وأرتعتها: إذا تركتها ترعى.[تفسير غريب القرآن: 212]
ومن قرأ: (نرتع) بكسر العين - أراد: نتحارس ويرعى بعضنا بعضا، أي: يحفظ. ومنه يقال: رعاك اللّه، أي حفظك). [تفسير غريب القرآن: 213]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - عزّ وجلّ -: {أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنّا له لحافظون}
{غدا يرتع ويلعب} بالياء، وقرئت (نرتع ونلعب) بالنون، وقرئت يرتع ويلعب - بضم الياء - وقرئت نرتع ونلعب. فجزم هذه القراءات. كلّها على جواب الأمر.
المعنى أرسله إن ترسله يرتع، وكذلك يرتع، وكذلك يرتع ويلعب - بكسر العين -.
وكسر العين من الرعي، المعنى يرتعي ويلعب، كأنهم قالوا يرعى ماشيته ويلعب، فيجتمع النفع والسرور، ويرتع من الرتعة، أي يتسع في الخصب، وكل مخصب فهو راتع). [معاني القرآن: 3/95]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أرسله معنا غدا نرتع ونلعب}
روى حجاج عن ابن جريج عن مجاهد وورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال أي نتحافظ ونتكالأ
وزاد ابن أبي نجيح في روايته ونتحارس
قال هارون سألت أبا عمرو بن العلاء رحمه الله كيف قالوا ونلعب وهم أنبياء فقال لم يكونوا يومئذ أنبياء
ومن قرأ يرتع ويلعب بالياء فمعناه عندي يرعى الإبل يقال رعى وارتعى بمعنى واحد وهذه قراءة أهل المدينة
وروي عن مجاهد نرتع بالنون وكسر التاء يقال ارتع صاحبه وإبله فرتعت أي أقامت في المرتع والله أعلم بما أراد
وقرأ أهل الكوفة يرتع ويلعب بإسكان العين ومعناه يتسع في الخصب ويأكل ويقال رتعت الإبل إذا رعت كيف شاءت وكذا غيرها وأرعيتها تركتها ترعى ويقال فلان راتع أي مخصب ومنه:
ترتع ما غفلت حتى إذ ادكرت = فإنما هي إقبال وإدبار
وكذا معنى نرتع بفتح النون وإسكان العين وهي قراءة أبي عمرو وأهل مكة
وروى سعيد عن قتادة قال نرتع ننشط ونلهو وهو كمعنى الأول
وأما حجة أبي عمرو أنهم لم يكونوا يومئذ أنبياء فلا يحتاج إلى ذلك لأنه ليس باللعب الصاد عن ذكر الله جل وعز
وقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا بكرا تلاعبها وتلاعبك). [معاني القرآن: 3/402-401]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نرتع} من أسكن العين أراد: نأكل، ومن كسر العين فمعناه يحرس بعضنا بعضا، ومنه رعاك الله: أي حفظك الله).[تفسير المشكل من غريب القرآن: 111]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {نرْتَعْ}: نلهوا). [العمدة في غريب القرآن: 159]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {إني ليحزنني} من حزن يحزن.
والأعرج {ليحزنني} من أحزنه يحزنه إحزانًا؛ وهما لغتان مسموعتان.
وقال الشاعر في أقل اللغتين:
نجا صحبي فأحزنني الزيال وزمت عند بينهم جمال
قيل لأبي عمرو: كيف يقولون "نلعب" وهم أنبياء؟ قال: لم يكونوا يومئذ أنبياء). [معاني القرآن لقطرب: 730]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا لئن أكله الذّئب ونحن عصبةٌ إنّا إذا لّخاسرون}
وقال: {ونحن عصبةٌ} و"العصبة" و"العصابة" جماعة ليس لها واحد كـ"القوم" و"الرّهط"). [معاني القرآن: 2/50]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {ونحن عصبة} أي جماعة. ويقال: العصبة: من العشرة إلى الأربعين). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 112]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 01:13 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) }

تفسير قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 01:14 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 14 جمادى الأولى 1434هـ/25-03-2013م, 01:14 AM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري


.....

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 ذو القعدة 1439هـ/24-07-2018م, 03:28 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون أرسله معنا غدا يرتع ويلعب وإنا له لحافظون قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابت الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون}
الآية الأولى تقتضي أن أباهم قد كان علم منهم إرادتهم الخبيثة في جهة يوسف، وهذه أنهم علموا هم منه بعلمه ذلك.
وقرأ الزهري، وأبو جعفر "لا تأمنا" بالإدغام دون إشمام، ورواها الحلواني عن قالون. وقرأ السبعة بالإشمام للضم، وقرأ طلحة بن مصرف:"لا تأمننا"، وقرأ ابن وثاب، والأعمش: "لا تيمنا" بكسر تاء العلامة). [المحرر الوجيز: 5/48]

تفسير قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (و"غدا" ظرف، أصله: "غدو" فلزم اليوم كله، وبقي الغدو والغدوة اسمين لأول النهار، وقال النضر ابن شميل: ما بين الفجر إلى الإسفار يقال فيه غدوة وبكرة.
وقرأ أبو عمرو، وأبو عامر: "نرتع ونلعب" بالنون فيهما وإسكان العين والباء، و"نرتع" -على هذا- من الرتوع وهي الإقامة في الخصب والمرعى في أكل وشرب، ومنه قول الغضبان بن القبعثري:
[المحرر الوجيز: 5/48]
"القيد والرتعة وقلة التعتعة"، ومنه قول الشاعر:
... ... ... .... .. وبعد عطائك المائة الرتاعا؟
ولعبهم هذا دخل في اللعب المباح كاللعب بالخيل والرمي ونحوه، فلا وصم في ذلك عليهم، وليس باللعب الذي هو ضد الحق وقرين اللهو، وقيل لأبي عمرو بن العلاء: كيف يقولون: "نلعب" وهم أنبياء؟ قال: لم يكونوا حينئذ أنبياء، وقرأ ابن كثير: "نرتع ونلعب" بالنون فيهما، وبكسر العين وجزم الباء، وقد روي عنه، "ويلعب" بالياء، وهي قراءة جعفر بن محمد، و"نرتع" -على هذا- من رعاية الإبل، وقال مجاهد: هي من المراعاة، أي: يراعي بعضنا بعضا ويحرسه، وقرأ عاصم، وحمزة، والكسائي: يرتع ويلعب بإسناد ذلك كله إلى يوسف وقرأ نافع: "يرتع ويلعب" بالياء فيهما وكسر العين وجزم الباء، فـ "يرتع" -على هذا- من رعي الإبل، قال ابن زيد: المعنى: يتدرب في الرعي وحفظ المال، ومن الارتعاء قول الأعشى:
ترتعي السفح فالكثيب فذاقا ... ر فروض القطا فذات الرئال
قال أبو علي: وقراءة ابن كثير: -"نرتع" بالنون، و"يلعب" بالياء منزعها حسن لإسناد النظر في المال والرعاية إليهم، واللعب إلى يوسف لصباه. وقرأ العلاء بن
[المحرر الوجيز: 5/49]
سيابة: "يرتع ويلعب" برفع الباء على القطع. وقرأ مجاهد، وقتادة: "نرتع" بضم النون وكسر التاء، و"نلعب" بالنون والجزم. وقرأ ابن كثير -في بعض الروايات عنه-: "نرتعي" بإثبات الياء، وهي ضعيفة لا تجوز إلا في الشعر كما قال الشاعر:
ألم يأتيك والأنباء تنمي ... بما لاقت لبون بني زياد؟
وقرأ أبو رجاء: "يرتع" بضم الياء وجزم العين، و"يلعب" بالياء والجزم.
وعللوا طلبه والخروج به بما يمكن أن يستهوي يوسف لصباه من الرتوع واللعب والنشاط). [المحرر الوجيز: 5/50]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13)}
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {إني ليحزنني} الآية. قرأ عاصم، وابن كثير، والحسن، والأعرج، وعيسى، وأبو عمرو، وابن محيصن: "ليحزنني" بفتح الياء وضم الزاي، قال أبو حاتم: وقرأ نافع بضم الياء وكسر الزاي والإدغام، ورواية ورش عن نافع بيان النونين مع ضم الياء وكسر الزاي في جميع القرآن، و"أن" الأولى فاعلة، والثانية مفعولة بـ "أخاف".
وقرأ الكسائي وحده "الذيب" دون همز، وقرأ الباقون بالهمز وهو الأصل، ومنه جمعهم إياه على: "ذؤبان"، ومنه: تذاءبت الريح والذئاب إذا أتت من هاهنا وهاهنا. وروى ورش عن نافع: "الذيب" بغير همز، وقال نصر: سمعت أبا عمرو لا يهمز، قال: وأهل الحجاز يهمزون.
وإنما خاف يعقوب الذئب دون سواه وخصصه لأنه كان الحيوان العادي المنبث في
[المحرر الوجيز: 5/50]
القطر، وروي أن يعقوب كان رأى في منامه ذئبا يشتد على يوسف.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا عندي ضعيف لأن يعقوب لو رأى ذلك لكان وحيا، فإما أن يخرج على وجهه وذلك لم يكن، وإما أن يعرف يعقوب بمعرفته لعبارة مثال هذا المرئي، فكان يتشكاه بعينه، اللهم إلا أن يكون قوله: {وأخاف أن يأكله الذئب} بمعنى: أخاف أن يصيبه مثل ما رأيت من أمر الذئب، وهذا بعيد، وكذلك يقول الربيع بن ضبع:
والذئب أخشاه ... ... .... ... ...
إنما خصصه لأنه كان حيوان قطره العادي، ويحتمل أن يخصصه يعقوب عليه السلام لصغر يوسف: أي: أخاف عليه هذا الحقير فما فوقه، وكذلك خصصه الربيع لحقارته وضعفه في الحيوان، وباقي الآية بين). [المحرر الوجيز: 5/51]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 02:29 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
...

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 18 ذو القعدة 1439هـ/30-07-2018م, 02:33 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا يا أبانا ما لك لا تأمنّا على يوسف وإنّا له لناصحون (11) أرسله معنا غدًا يرتع ويلعب وإنّا له لحافظون (12)}
لمّا تواطئوا على أخذه وطرحه في البئر، كما أشار عليهم أخوهم الكبير روبيل، جاءوا أباهم يعقوب، عليه السّلام، فقالوا: {يا أبانا ما لك لا تأمنّا على يوسف وإنّا له لناصحون} وهذه توطئةٌ وسلفٌ ودعوى، وهم يريدون خلاف ذلك؛ لما له في قلوبهم من الحسد لحبّ أبيه له). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 373]

تفسير قوله تعالى: {أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (12)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أرسله معنا} أي: ابعثه معنا، {غدًا نرتع ونلعب} وقرأ بعضهم بالياء {يرتع ويلعب}
قال ابن عبّاسٍ: يسعى وينشط. وكذا قال قتادة، والضّحّاك والّسدّي، وغيرهم.
{وإنّا له لحافظون} يقولون: ونحن نحفظه ونحوطه من أجلك). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 373]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ (13) قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذًا لَخَاسِرُونَ (14)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال إنّي ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذّئب وأنتم عنه غافلون (13) قالوا لئن أكله الذّئب ونحن عصبةٌ إنّا إذًا لخاسرون (14)}
يقول تعالى مخبرًا عن نبيّه يعقوب أنّه قال لبنيه في جواب ما سألوا من إرسال يوسف معهم إلى الرّعي في الصّحراء: {إنّي ليحزنني أن تذهبوا به} أي: يشقّ عليّ مفارقته مدّة ذهابكم به إلى أن يرجع، وذلك لفرط محبّته له، لما يتوسّم فيه من الخير العظيم، وشمائل النّبوّة والكمال في الخلق والخلق، صلوات اللّه وسلامه عليه.
وقوله: {وأخاف أن يأكله الذّئب وأنتم عنه غافلون} يقول: وأخشى أن تشتغلوا عنه برميكم ورعيتكم فيأتيه ذئبٌ فيأكله وأنتم لا تشعرون، فأخذوا من فمه هذه الكلمة، وجعلوها عذرهم فيما فعلوه، وقالوا مجيبين عنها في السّاعة الرّاهنة: {لئن أكله الذّئب ونحن عصبةٌ إنّا إذًا لخاسرون} يقولون: لئن عدا عليه الذّئب فأكله من بيننا، ونحن جماعةٌ، إنّا إذًا لهالكون عاجزون). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 373]

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة