لمحات عن دراسة الفاعل
1- يرفع الفاعل الفعل المبني للمعلوم والوصف وما ألحق به، ويجرى على الوصف ما يجرى على الفعل من تذكير وتأنيث وإفراد، وجعل سيبويه جمع الوصف إذا كان الفاعل جمع تكسير هو الكثير قال في [كتابه: 1/ 238]:
«واعلم أن ما كان يجمع بغير الواو والنون، نحو: حسن وحسان فإن الأجود فيه أن تقول: مررت برجل حسان قومه، وما كان يجمع بالواو والنون، نحو: منطلق ومنطلقين فإن الأجود فيه أن يجعل بمنزلة الفعل المتقدم، فتقول: مررت برجل منطلق قومه».
جاء ذلك في قوله تعالى: {خشعا أبصارهم يخرجون}.
2- الفاعل لا بد منه للفعل، فإن لم يذكر في الكلام كان ضميرًا يرجع إلى ما يدل السياق عليه.
3- جاء الفاعل نكرة محضة في قراءة شاذة: {وما يهلكنا إلا دهر} فقدر ابن خالويه، وأبو حيان وصفًا محذوفًا، أي دهر يمر وجاء اسم {كان} نكرة محضة في قراءة سبعية {أو لم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل} برفع آية. [النشر: 2/ 336]، [الإتحاف: 334]، [البحر: 7/ 41].
4- الاسم المرفوع بعد أداة الاستفهام الهمزة في جواب الاستفهام الأولى أن يكون فاعلاً، ويجوز أن يكون مبتدأ.
5- لا يكون الفاعل جملة عند البصريين وتأولوا الآيات التي استدل بها الكوفيون على وقوع الفاعل جملة.
6- لغة (أكلوني) البراغيث قليلة ضعيفة لا ينبغي حمل القرآن عليها، وخالف في ذلك بعض النحويين.
7- لزمت زيادة الباء في فاعل (كفى) في القرآن، ولم يؤنث (كفى) ولو كان الفاعل مؤنثًا، وزيدت الباء في قوله تعالى: {أو لم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد}.
8- جر الفاعل بمن الزائدة في القرآن، وقال أبو الفتح في [المحتسب: 2/ 315]: «تذكير الفعل هو الوجه»، وقال أبو الفضل الرازي: الأكثر في هذا الباب التذكير. وقال أبو حيان: وليس الأكثر في هذا الباب التذكير، لأن (من) زائدة فالفعل مسند إلى مؤنث فالأكثر التأنيث، وهو القياس. جاء في القرآن التأنيث أكثر من التذكير.
9- جاء حذف الفعل في آيات كثيرة.
10- إذا كان الفاعل مؤنثًا ووقع بعد {إلا} فتذكير الفعل أفصح، وهو الكثير في القرآن، وقرأ أبو جعفر: {إن كانت إلا صيحة واحدة} بالرفع، وقرئ في الشواذ: {ولم تكن لهم شهداء إلا أنفسهم} {فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم} قال أبو حيان: التأنيث محله الشعر. [البحر: 7/ 332].
11- جاء في القرآن تأنيث الفعل والفاعل مجازي التأنيث متصلاً بالفعل في 147 موضعًا، وجاء التأنيث مع الفصل في 122 موضعًا.
وجاء تذكير الفعل مع المؤنث المجازي في 57 موضعًا، وهذا فيما أحصيت.
12- ما لا يتميز مذكره من مؤنثه يراعى اللفظ {قالت نملة} ويجوز أن تكون ذكرًا.
13- يراعى المعطوف عليه في التذكير والتأنيث ولا ينظر إلى المعطوف {لا تأخذه سنة ولا نوم} {حرمت عليكم الميتة والدم} {لا تلهيهم تجارة ولا بيع} {لا تضار والدة بولدها ولا مولود}.
14- أنث الفعل والفاعل اسم إشارة أشير به إلى مؤنث في قوله تعالى: {ما أظن أن تبيد هذه أبدا} {أيكم زادته هذه إيمانا}
15- قال الرضي في[ شرح الكافية :2/ 158 – 159]: المسند إلى جمع التكسير مطلقًا، وإلى جمع المؤنث مطلقًا حكم الفعل معهما حكم المسند إلى مؤنث مجازي، إلا أن حذف العلامة من الرافع بلا فصل مع الجمع، نحو:
قال الرجال أو النساء أو الزينبات أحسن منه مع المفرد المؤنث.
وقال أبو حيان: إلحاق علامة التأنيث إذا كان الفعل جمع تكسير أحسن. [البحر: 2/ 416].
جاء في القرآن تأنيث الفعل والفاعل جمع تكسير متصل بالفعل في 158 موضع، وجاء التأنيث مع الفصل في 106 موضع، وجاء تذكير الفعل مع جمع التكسير في (65) موضعًا، وهذا يشهد لأبي حيان.
16- صريح كلام سيبويه أن حذف تاء التأنيث مع جمع المؤنث السالم إنما يكون في الموات {جاءهم البنيات} ونسب في الهمع الجواز للكوفيين وجعله الرضي كالمؤنث المجازي كما سبق.
جمع المؤنث السالم الذي مفرده حقيقي التأنيث جاء منه في القرآن ثلاث آيات:
أنث الفعل في موضع {حرمت عليكم أمهاتكم} وذكر في موضعين مع الفصل: {إذا جاءكم المؤمنات} {إذا جاءك المؤمنات} وفي غير ذلك كان تأنيث الفعل هو الكثير في 40 موضعًا، وجاء تذكير الفعل مع الفصل في 15 موضعًا.
17- جاء في القرآن تأنيث الفعل مع اسم الجمع في 39 موضعًا، وجاء تذكير الفعل في (56) موضعًا.
18- الضمير العائد على مؤنث مطلقًا يجب تأنيثه جاء ذلك في 190 موضعًا ذكرتها.
19- أنث الفعل مع الفاعل المؤنث الحقيقي مع الفصل ومواضعه 21.
20- ضمير الجمع: إما أن يكون ضمير العاقلين أولاً، العاقلون بالواو والنون ضميرهم الواو وضمير العاقلين لا بالواو والنون إما واو، نحو: الرجال والطلحات ضربوا، وإما ضمير المؤنث الغائبة، نحو الرجال والطلحات فعلت.
غير العاقلين ثلاثة أقسام: مذكر لا يعقل كالأيام والجبيلات، مؤنث يعقل، الزينبات، النساء مؤنث لا يعقل كالدور والظلمات، يجوز أن يكون ضميرها جميعها التاء أو النون. [شرح الكافية للرضي: 2/ 159].
21- الضمير العائد على جمع التكسير جاء مؤنثًا في القرآن، مواضعه 59 وكذلك العائد على جمع المؤنث السالم ومواضعه 15، والعائد على اسم الجمع مواضعه 9.
22- إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول وجب تقديم المفعول، حتى لا يعود الضمير على متأخر لفظًا ورتبة نحو قوله تعالى: {وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات} {يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم} [40: 52] {فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم} [30: 57] {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} [6: 158].
وإذا اتصل بالمفعول ضمير يعود على الفاعل جاز التقديم والتأخير {إذا أخذت الأرض زخرفها} {وأخرجت الأرض أثقالها}.
23- إذا كان المفعول ضميرًا متصلاً، والفاعل اسم ظاهر وجب تقديم المفعول ومواضعه كثيرة جدًا في القرآن وإذا كان ضميرين متصلين وجب تقديم الفاعل.
24- إذا خفى إعراب الفاعل والمفعول ولا قرينة وجب تقدم الفاعل {فتذكر إحداهما الأخرى}.