سالم بن معقل مولى أبي حذيفة بن عتبة(ت:12هـ)
أصله من الفرس، وكان من السابقين الأوّلين إلى الإسلام والهجرة، هاجر قبل النبي صلى الله عليه وسلم مع عمر وأصحابه، وكان من معلّمي القرآن زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال عبد الله بن عمر: «لما قدم المهاجرون الأوَّلون العُصْبَةَ - موضع بقباء - قَبلَ مَقدَمِ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤمّهم سالم مولى أبي حذيفة، وكان أكثرهم قرآنا» رواه البخاري من طريق عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر.
- وقال عبد الله بن وهب: أخبرني ابن جريج أن نافعاً أخبره أن ابن عمر رضي الله عنهما، أخبره قال: «كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحابَ النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء، فيهم أبو بكر، وعمر، وأبو سلمة، وزيد، وعامر بن ربيعة» رواه البخاري.
- وقال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «استقرئوا القرآن من أربعة، من عبد الله بن مسعود - فبدأ به -، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبيّ بن كعب، ومعاذ بن جبل» رواه البخاري ومسلم من طرق عن مسروق عن عبد الله بن عمرو.
- وروى عبد الرحمن بن سابط الجمحي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أَبطأتُ على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقال: «ما حبسك يا عائشة؟»
قالت: يا رسول الله، إنَّ في المسجد رجلاً ما رأيت أحدا أحسن قراءة منه.
قال: فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو سالم مولى أبي حذيفة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحمد لله الذي جعل في أمتي مثلك» رواه الإمام أحمد، وله شاهد عند البزار من طريق عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة.
- وقال حيوة بن شريح: أخبرني أبو صخر أن زيد بن أسلم حدثه، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب أنه قال يوما لمن حوله: تمنوا، فقال بعضهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهبا فأنفقه في سبيل الله ثم قال: تمنوا، فقال رجل: أتمنى لو أنها مملوءة لؤلؤا أو زبرجدا أو جوهرا، فأنفقه في سبيل الله وأتصدق، ثم قال عمر: تمنوا، فقالوا: ما ندري يا أمير المؤمنين، قال عمر: «أتمنى لو أنها مملوءة رجالا مثل أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة، وحذيفة بن اليمان». رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة، والبخاري في التاريخ الأوسط، وغيرهما.
فضائله كثيرة، واستشهد يوم اليمامة سنة 12هـ، وذكر حنظلة بن أبي سفيان الجمحي(ت:151هـ) أن سالماً حمل لواء المهاجرين يوم اليمامة بعد مقتل زيد بن الخطّاب فكُلّم في ذلك فقال: (بئس حامل القرآن أنا إن أُتيتم من قبلي)، وتقدّم باللواء حتى قتل وهو يتلو قول الله تعالى: {وكأيّن من نبيّ قُتل معه ربيّون كثير ...} الآية، والخبر في كتاب الجهاد لابن المبارك والمستدرك للحاكم وفضائل القرآن لأبي عبيد بألفاظ مختلفة.
ولم يدركه أكثر التابعين فلذلك قلّت الرواية عنه.
روى عنه عمرو بن العاص وعبد الله بن معقل رضي الله عنهما، وقد علّم جماعة من الصحابة القرآن