تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّ المتّقين في جنّاتٍ وعيونٍ} يقول تعالى ذكره: إنّ الّذين اتّقوا اللّه بطاعته، واجتناب معاصيه في الدّنيا في بساتين وعيون ماءٍ في الآخرة).
[جامع البيان: 21/500]
تفسير قوله تعالى: (آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {آخذين ما آتاهم ربّهم} يقول تعالى ذكره: عاملين ما أمرهم به ربّهم مؤدّين فرائضه.
- كما حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي عمر، عن مسلمٍ البطين، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {آخذين ما آتاهم ربّهم} قال: الفرائض.
وقوله: {إنّهم كانوا قبل ذلك محسنين} يقول: إنّهم كانوا قبل أن يفرض عليهم الفرائض محسنين، يقول: كانوا للّه قبل ذلك مطيعين.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي عمر، عن مسلمٍ البطين، عن ابن عبّاسٍ، {إنّهم كانوا قبل ذلك محسنين} قال: قبل الفرائض محسنين يعملون).
[جامع البيان: 21/500-501]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: (إن المتقين في جنات وعيون) الآيات
أخرج الفريابي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله: (أخذين ما ءاتاهم ربهم) قال: الفرائض (إنهم كانوا قبل ذلك محسنين) قال: قبل أن تنزل الفرائض يعملون).
[الدر المنثور: 13/657]
تفسير قوله تعالى: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (17) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا محمد بن سليم، عن مطر، عن الحسن، في قوله: {كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون} [سورة الذاريات: 17-18] قال: جزؤوا الليل). [الزهد لابن المبارك: 2/726]
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، في قوله: {كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون} قال: قليلًا من الليل ما ينامون، {وبالأسحار هم يستغفرون} قال: مدوا الصلاة إلى الأسحار، ثم أخذوا بالأسحار في الاستغفار). [الزهد لابن المبارك: 2/ 726-727]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (قال مسلم: وقال ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}، قال: كانوا قل ليلة تمر بهم إلا أصابوا منها خيرا).
[الجامع في علوم القرآن: 1/20-21]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن يسار في قول الله: {تتجافي جنوبهم عن المضاجع}، قال: ما بين المغرب والعشاء.
قال حفص: وبلغني في قول الله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}، ما بين المغرب والعشاء؛ كانت الأنصار يصلون المغرب فينصرفون إلى قباء فبدا لهم فأقاموا حتى صلوا العشاء، فنزلت فيهم هذه الآية: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}، ما بين المغرب والعشاء، {وبالأسحار هم يستغفرون}، يغدون من قباء فيصلون في مسجد النبي).
[الجامع في علوم القرآن: 1/46-47]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا ينضحون لناس من الأنصار بالدلاء على الثمار من أول الليل، ثم [ .... ] قليلا، ثم يصلون آخر الليل، قال الله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (17) وبالأسحار [هم يستغفرون]}).
[الجامع في علوم القرآن: 2/39]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وقال القرظي في قول الله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}، كانوا قليلا من الليل ما ينامون).
[الجامع في علوم القرآن: 2/56]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال: قال مطرف بن عبد الله كان لهم قليل من الليل لا يهجعون فيه كانوا يصلونه.
قال معمر وقال الحسن والزهري كانوا يصلون كثيرا من الليل.
قال معمر وقال قتادة قال أنس كانوا يتنفلون ما بين المغرب والعشاء).
[تفسير عبد الرزاق: 2/243]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن منصورٍ عن إبراهيم في قوله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} قال: كانوا قليلًا ما ينامون [الآية: 17].
سفيان [الثوري] عن الزّبير بن عديٍّ عن الضّحّاك قال: كانوا قليلًا من الناس).
[تفسير الثوري: 281]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا ابن عليّة، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن مطرّف بن الشّخّير في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: قلّ ليلةٍ أتت عليهم هجعوها). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 347-348]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن عاصمٍ، عن أبي العالية {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: قليلاً ما ينامون ليلةً حتّى الصّباح). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 415-416]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا معتمر بن سليمان، عن ليثٍ، عن مجاهدٍ {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: كانوا لا ينامون كلّ اللّيل). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 434]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن عوفٍ، عن سعيد بن أبي الحسن {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: قلّ ليلةٌ أتت عليهم هجعوها). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 440]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول اللّه عزّ وجلّ: {قليلا من الليل ما يهجعون} قال: قليلا ما ينامون). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 93]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون (17) وبالأسحار هم يستغفرون (18) وفي أموالهم حقٌّ للسّائل والمحروم}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: اختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال بعضهم: معناه كانوا قليلاً من اللّيل لا يهجعون، وقالوا: ما بمعنى الجحد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، وابن المثنّى، قالا: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، وابن أبي عديٍّ، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالكٍ، {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: يتيقّظون يصلّون ما بين هاتين الصّلاتين، ما بين المغرب والعشاء.
- حدّثني زريق بن الشّحب قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن عطاءٍ قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن أنسٍ، بنحوه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، وابن المثنّى، قالا: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا بكير بن أبي السّميط، عن قتادة، عن محمّد بن عليٍّ، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: كانوا لا ينامون حتّى يصلّوا العتمة.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، وابن المثنّى، قالا: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، عن مطرّفٍ، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: قلّ ليلةٌ أتت عليهم إلاّ صلّوا فيها.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: قال مطرّف بن عبد اللّه في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قلّ ليلةٌ تأتي عليهم لا يصلّون فيها للّه إمّا من أوّلها، وإمّا من وسطها.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا يحيى بن يمانٍ قال: حدّثنا ابن أبي ليلى، عن المنهال، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: لم يكن يمضي عليهم ليلةٌ إلاّ يأخذون منها ولو شيئًا.
- حدّثني عليّ بن سعيدٍ الكنديّ قال: حدّثنا حفص بن عاصمٍ، عن أبي العالية، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: لا ينامون بين المغرب والعشاء.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ، ومهران، عن أبي جعفرٍ، عن الرّبيع، {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: كانوا يصيبون من اللّيل حظًّا.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أبي جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية قال: كانوا يصيبون فيها حظًّا.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن مطرّفٍ، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: قلّ ليلةٌ أتت عليهم هجعوها كلّها.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: كان لهم قليلٌ من اللّيل ما يهجعون، كانوا يصلّونه.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة قال: سمعت ابن أبي نجيحٍ، يقول في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: كانوا قليلاً ما ينامون ليلةً حتّى الصّبّاح.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: قليلٌ ما يرقدون ليلةً حتّى الصّبّاح لا يتهجّدون.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: كانوا قليلاً من اللّيل يهجعون، ووجّهوا ما الّتي في قوله: {ما يهجعون} إلى أنّها صلةٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: قال الحسن: كابدوا قيام اللّيل.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: كان الحسن يقول: لا ينامون منه إلاّ قليلاً.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا ابن عليّة، عن بعض أصحابنا، عن الحسن، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: لا ينامون من اللّيل إلاّ أقلّه.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الوهّاب قال: حدّثنا عوفٌ، عن سعيد بن أبي الحسن، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: قلّ ليلةٌ أتت عليهم هجعوها.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة قال: قال الأحنف بن قيسٍ، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: كانوا لا ينامون إلاّ قليلاً.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا الحكم بن عطيّة، عن قتادة قال: قال الأحنف بن قيسٍ، وقرأ هذه الآية {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: لست من أهل هذه الآية.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن سعيدٍ، عن قتادة، عن الحسن، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: قيام اللّيل.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن يونس، عن الحسن قال: نشطوا فمدّوا إلى السّحر.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن يونس بن عبيدٍ، عن الحسن قال: مدّوا في الصّلاة ونشطوا، حتّى كان الاستغفار بسحر.
- قال: حدّثنا مهران، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن قال: كانوا لا ينامون من اللّيل إلاّ قليلاً.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: كان الحسن والزّهريّ يقولان: كانوا كثيرًا من اللّيل ما يصلّون.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: ما ينامون.
- وقد يجوز أن يكون {ما} على هذا التّأويل في موضع رفعٍ، ويكون تأويل الكلام: كانوا قليلاً من اللّيل هجوعهم؛ وأمّا من جعل {ما} صلةً، فإنّه لا موضع لها؛ ويكون تأويل الكلام على مذهبه كانوا يهجعون قليل اللّيل، وإذا كانت {ما} صلةً كان القليل منصوبًا ب{يهجعون}.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: كانوا يصلّون العتمة، وعلى هذا التّأويل {ما} في معنى الجحد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، وابن المثنّى، قالا: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن قتادة، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: قال رجلٌ من أهل مكّة سمّاه قتادة قال: صلاة العتمة.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: كان هؤلاء المحسنون قبل أن تفرض عليهم الفرائض قليلاً من النّاس، وقالوا الكلام بعد قوله {إنّهم كانوا قبل ذلك محسنين} كانوا قليلاً مستأنفٌ بقوله: {من اللّيل ما يهجعون} فالواجب أن تكون {ما} على هذا التّأويل بمعنى الجحد.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ قال: حدّثنا عبيدٌ، عن الضّحّاك، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} يقول: إنّ المحسنين كانوا قليلاً، ثمّ ابتدئ فقيل {من اللّيل ما يهجعون (17) وبالأسحار هم يستغفرون} كما قال: {والّذين آمنوا باللّه ورسله أولئك هم الصّدّيقون} ثمّ قال: {والشّهداء عند ربّهم لهم أجرهم ونورهم}.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن الزّبير، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: كانوا من النّاس قليلاً.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن سفيان، عن الزّبير بن عديٍّ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: كانوا قليلاً من النّاس من يفعل ذلك.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن الزّبير بن عديٍّ، عن الضّحّاك بن مزاحم {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: كانوا قليلاً من النّاس إذ ذاك.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك يقول في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال اللّه: {إنّ المتّقين في جنّاتٍ وعيونٍ} إلى {محسنين} كانوا قليلاً، يقول: المحسنون كانوا قليلاً، هذه مفصولةٌ، ثمّ استأنف فقال: {من اللّيل ما يهجعون}.
وأمّا قوله: {يهجعون} فإنّه يعني: ينامون، والهجوع: النّوم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ قال: حدّثنا أبو صالحٍ قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} يقول: ينامون.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: ينامون.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن منصورٍ، عن إبراهيم، مثله.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: حدّثنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {من اللّيل ما يهجعون} الهجوع: النّوم.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قال: كانوا قليلاً ما ينامون من اللّيل قال: ذاك الهجع قال: والعرب تقول: إذا سافرت اهجع بنا قليلاً قال: وقال رجلٌ من بني تميمٍ لأبي: يا أبا أسامة صفةٌ لا أجدها فينا، ذكر اللّه تبارك وتعالى قومًا فقال: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} ونحن واللّه قليلاً من اللّيل ما نقوم؛ قال: فقال أبي: طوبى لمن رقد إذا نعس؛ واتّقى اللّه إذا استيقظ.
وأولى الأقوال بالصّحّة في تأويل قوله: {كانوا قليلاً من اللّيل ما يهجعون} قول من قال: كانوا قليلاً من اللّيل هجوعهم، لأنّ اللّه تبارك وتعالى وصفهم بذلك مدحًا لهم، وثناءً عليهم به، فوصفهم بكثرة العمل، وسهر اللّيل، ومكابدته فيما يقرّبهم منه ويرضيه عنهم أولى وأشبه من وصفهم من قلّة العمل، وكثرة النّوم، مع أنّ الّذي اخترنا في ذلك هو أغلب المعاني على ظاهر التّنزيل).
[جامع البيان: 21/501-509]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا شيبان عن منصور عن مجاهد في قوله كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال يقول كانوا قليلا من الليل ما ينامون
). [تفسير مجاهد: 2/617]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال ثنا آدم قال ثنا ورقاء عن الحسن قال يقول كانوا قليلا من الليل ما يهجعون قال ينامون كانوا يمدون الصلاة إلى الأسحار فإذا كان السحر أخذوا في الاستغفار
). [تفسير مجاهد: 2/217-218]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرني أبو عبد الرّحمن بن أبي الوزير، ثنا أبو حاتمٍ الرّازيّ، ثنا الأنصاريّ، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنسٍ رضي اللّه عنه، في هذه الآية {كانوا قليلًا من اللّيل ما يهجعون} [الذاريات: 17] قال: «كانوا يصلّون بين العشاء والمغرب» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه ").
[المستدرك: 2/507]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن الحكم، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {كانوا قليلًا من اللّيل ما يهجعون} [الذاريات: 17] قال: «لا تمرّ بهم ليلةٌ ينامون حتّى يصبحوا يصلّون فيها» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرّجاه وله شاهدٌ مسندٌ من وجهٍ آخر ").
[المستدرك: 2/507]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (د ت) أنس بن مالك - رضي الله عنه -: في قوله تعالى {كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} [الذاريات: 17] قال: كانوا يصلّون بين المغرب والعشاء.
زاد في رواية وكذلك {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} [السجدة: 16] أخرجه أبو داود.
وقد أخرج الترمذي قوله: {تتجافى جنوبهم} وهو مذكور في سورة [السجدة: 16]). [جامع الأصول: 2/366]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر في كتاب "الصلاة"، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه،، وابن مردويه والبيهقي في " شعب الايمان" عن ابن عباس في قوله: (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون). قال: ما تأتي عليهم ليلة ينامون حتى يصبحوا لا يصلون فيها).
[الدر المنثور: 13/657]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن نصر، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} يقول: قليلا ما كانوا ينامون).
[الدر المنثور: 13/657]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو داود، وابن جرير، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في "سننه" عن أنس رضي الله عنه في قوله {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} قال: كانوا يصلون بين المغرب والعشاء وكذلك (تتجافى جنوبهم) (البقرة الآية 264) ).
[الدر المنثور: 13/657-658]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير عن أبي العالية في قوله {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} قال: لا ينامون عن العشاء الآخرة).
[الدر المنثور: 13/658]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر، وابن المنذر عن عطاء في قوله {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} قال: ذلك إذ أمروا بقيام الليل وكان أبو ذر يعتمد على العصا فمكثوا شهرين ثم نزلت الرخصة (فاقرأوا ما تيسر منه) (المائدة الآية 90) ).
[الدر المنثور: 13/658]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن الضحاك في الآية قال: كانوا قليلا من الناس الذين يفعلون ذلك إذ ذاك).
[الدر المنثور: 13/658]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في الآية قال: المتقين هم القليل كانوا من الناس قليلا).
[الدر المنثور: 13/658]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر عن الضحاك في قوله {كانوا قليلا} يقول: المحسنون كانوا قليلا هذه مفصولة ثم استأنف فقال: {من الليل ما يهجعون} الهجوع النوم).
[الدر المنثور: 13/658-659]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: كانوا لا ينامون الليل كله).
[الدر المنثور: 13/659]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير عن قتادة في قوله {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} قال: كان الحسن يقول: كانوا قليلا من الليل ما ينامون وكان مطرف بن عبد الله يقول: كانوا قل ليلة لا يصيبون منها وكان محمد بن علي يقول: لا ينامون حتى يصلوا العتمة).
[الدر المنثور: 13/659]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن مردويه من طريق الحسن عن عبد الله بن رواحة رضي الله عنه في قوله {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون} قال: هجعوا قليلا ثم مدوها إلى السحر).
[الدر المنثور: 13/659]
تفسير قوله تعالى: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (18) )
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا محمد بن سليم، عن مطر، عن الحسن، في قوله: {كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون} [سورة الذاريات: 17-18] قال: جزؤوا الليل). [الزهد لابن المبارك: 2/726](م)
قال عبد الله بن المبارك بن واضح المروزي (ت: 181هـ): (أخبرنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، في قوله: {كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون} قال: قليلًا من الليل ما ينامون، {وبالأسحار هم يستغفرون} قال: مدوا الصلاة إلى الأسحار، ثم أخذوا بالأسحار في الاستغفار). [الزهد لابن المبارك: 2/ 726-727](م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرنا حفص بن ميسرة، عن موسى بن يسار في قول الله: {تتجافي جنوبهم عن المضاجع}، قال: ما بين المغرب والعشاء.
قال حفص: وبلغني في قول الله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}، ما بين المغرب والعشاء؛ كانت الأنصار يصلون المغرب فينصرفون إلى قباء فبدا لهم فأقاموا حتى صلوا العشاء، فنزلت فيهم هذه الآية: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون}، ما بين المغرب والعشاء، {وبالأسحار هم يستغفرون}، يغدون من قباء فيصلون في مسجد النبي).
[الجامع في علوم القرآن: 1/46-47] (م)
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب أن ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا ينضحون لناس من الأنصار بالدلاء على الثمار من أول الليل، ثم [ .... ] قليلا، ثم يصلون آخر الليل، قال الله: {كانوا قليلا من الليل ما يهجعون (17) وبالأسحار [هم يستغفرون]}).
[الجامع في علوم القرآن: 2/39] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا ابن عيينة أسنده قال كان ابن مسعود إذا كان السحر يقول دعوتني اللهم فأجبتك وأمرتني اللهم فأطعتك وقلت والمستغفرين بالأسحار وهذا السحر فاغفر لي).
[تفسير عبد الرزاق: 2/243]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن جبلة بن سحيم عن ابن عمر في قوله وبالأسحار هم يستغفرون قال يصلون).
[تفسير عبد الرزاق: 2/245]
قال أبو بكرٍ عبدُ الله بنُ محمدٍ ابنُ أبي شيبةَ العبسيُّ (ت: 235هـ): (حدّثنا يحيى بن يمانٍ، عن سفيان، عن جبلة بن سحيمٍ، عن ابن عمر {وبالأسحار هم يستغفرون}، قال: يصلّون). [مصنف ابن أبي شيبة: 19/ 196]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وبالأسحار هم يستغفرون} اختلف أهل التّأويل في تأويله، فقال بعضهم: معناه: وبالأسحار يصلّون.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {وبالأسحار هم يستغفرون} يقول: يقومون فيصلّون، يقول: كانوا يقومون وينامون، كما قال اللّه لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: {إنّ ربّك يعلم أنّك تقوم أدنى من ثلثي اللّيل ونصفه} فهذا نومٌ، وهذا قيامٌ {وطائفةٌ من الّذين معك}كذلك يقومون ثلثا ونصفًا وثلثين: يقول: ينامون ويقومون.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن جبلة بن سحيمٍ، عن ابن عمر، قوله: {وبالأسحار هم يستغفرون} قال: يصلّون.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {وبالأسحار هم يستغفرون} قال: يصلّون.
وقال آخرون: بل عنى بذلك أنّهم أخّروا الاستغفار من ذنوبهم إلى السّحر.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن يونس بن عبيدٍ، عن الحسن قال: مدّوا في الصّلاة ونشطوا، حتّى كان الاستغفار بسحر.
- حدّثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وبالأسحار هم يستغفرون} قال: هم المؤمنون قال: وبلغنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يعقوب حين سألوه أن يستغفر لهم {قالوا يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا} {قال سوف أستغفر لكم ربّي} قال: قال بعض أهل العلم: إنّه أخّر الاستغفار إلى السّحر قال: وذكر بعض أهل العلم أنّ السّاعة الّتي تفتح فيها أبواب الجنّة: السّحر.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: سمعت ابن زيدٍ، يقول: السّحر: هو السّدس اللآخر من اللّيل).
[جامع البيان: 21/509-511]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله وبالأسحار هم يستغفرون قال يصلون
). [تفسير مجاهد: 2/618]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن آخر الليل في التهجد أحب إلي من أوله لأن الله يقول {وبالأسحار هم يستغفرون}).
[الدر المنثور: 13/659]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {وبالأسحار هم يستغفرون} قال: يصلون).
[الدر المنثور: 13/660]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عمر رضي الله عنهما في قوله {وبالأسحار هم يستغفرون} قال: يصلون).
[الدر المنثور: 13/660]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن نصر، وابن جرير، وابن المنذر عن الحسن في الآية قال: صلوا فلما كان السحر استغفروا).
[الدر المنثور: 13/660]
تفسير قوله تعالى: (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (19) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني مسلم بن خالد عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: المحروم الحوارف).
[الجامع في علوم القرآن: 1/18]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني ابن أبي الزناد عن أبيه قال: سمعت ممن اقتدى برأيه يقول في (السائل) و {المحروم}: إن المحروم الذي يحارف، لا يكاد يتوجه إلى شيءٍ من التجارة إلا نكب عنه الرزق).
[الجامع في علوم القرآن: 1/65]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وأخبرني نافع بن يزيد عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن سعيد بن المسيب أنه سئل عن {المحروم}، قال: المحارف).
[الجامع في علوم القرآن: 1/117-118]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني نافع بن يزيد، عن ابن جريج، عن عطاء بن أبي رباح أنه قال: {المحروم}، هو المحارف في الرزق والتجارة).
[الجامع في علوم القرآن: 1/120]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني ابن أبي ذئب عن ابن شهاب أنه قال: بلغنا أن {المحروم} المتعفف الذي لا يسأل الناس إلحافا، ولا يعرفون مكانه يتصدقون عليه.
قال: وقال لي مالك: {المحروم} عندي الفقير الذي يحرم الرزق).
[الجامع في علوم القرآن: 2/35]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (وحدثني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: {المحروم}، الذي يصاب في ثمره وزرعه).
[الجامع في علوم القرآن: 2/160]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري في قوله للسائل والمحروم قال السائل الذي يسألك والمحروم المتعفف الذي لا يسألك).
[تفسير عبد الرزاق: 2/243]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الزهري أن النبي قال ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان قالوا فمن المسكين يا رسول الله قال الذي لا يجد غنى ولا يعلم بحاجته فيتصدق عليه قال الزهري فذلك المحروم).
[تفسير عبد الرزاق: 2/243]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن منصور عن إبراهيم في قوله تعالى والمحروم قال المحروم الذي ليس له شيء من الغنيمة).
[تفسير عبد الرزاق: 2/244]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن قيس بن مسلم عن الحسن بن محمد بن الحنفية أن النبي بعث سرية فغنموا وفتح الله عليهم فجاء قوم لم يشهدوا فنزلت والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم).
[تفسير عبد الرزاق: 2/244]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وعطاء قالا المحروم المحارف في الرزق وهو المحدود).
[تفسير عبد الرزاق: 2/244]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {للسائل والمحروم} قال: المحارف). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 63]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {المحروم} قال: المحارف). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 94]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وفي أموالهم حقٌّ للسّائل والمحروم} يقول تعالى ذكره: وفي أموال هؤلاء المحسنين الّذين وصف صفتهم حقٌّ لسائلهم المحتاج إلى ما في أيديهم والمحروم.
وبنحو الّذي قلنا في معنى السّائل قال أهل التّأويل، وهم في معنى المحروم مختلفون، فمن قائلٍ: هو المحارف الّذي ليس له في الإسلام سهمٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ، سألته عن السّائل، والمحروم قال: السّائل: الّذي يسأل النّاس، والمحروم: الّذي ليس له في الإسلام سهمٌ وهو المحارفٌ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ، قوله: {وفي أموالهم حقٌّ للسّائل والمحروم} قال: المحروم: المحارف.
- حدّثنا سهل بن موسى الرّازيّ قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: السّائل: السّائل. والمحروم: المحارف الّذي ليس له في الإسلام سهمٌ.
- حدّثنا سهل بن موسى قال: حدّثنا وكيعٌ، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: المحروم: المحارف الّذي ليس له في الإسلام سهمٌ.
- حدّثنا حميد بن مسعدة قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ قال: حدّثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ في هذه الآية {للسّائل والمحروم} قال: السّائل: الّذي يسأل، والمحروم: المحارف.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحاق يحدّث عن قيس بن كركمٍ، عن ابن عبّاسٍ، بنحوه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو قال: حدّثنا أبو عاصمٍ قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قول اللّه تبارك وتعالى: المحروم قال: المحارف.
- وحدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {والمحروم}: هو الرّجل المحارف الّذي لا يكون له مالٌ إلاّ ذهب، قضى اللّه عزّ وجلّ له ذلك.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن قيس بن كركمٍ قال: سألت ابن عبّاسٍ عن قوله: {للسّائل والمحروم} قال: السّائل: الّذي يسأل، والمحروم: المحارف الّذي ليس له في الإسلام سهمٌ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو المقدّميّ قال: حدّثنا قريش بن أنسٍ، عن سليمان، عن قتادة، عن سعيد بن المسيّب: المحروم: المحارف.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن منصورٍ، عن إبراهيم قال في المحروم: هو المحارف الّذي ليس له أحدٌ يعطف عليه، أو يعطيه شيئًا.
- حدّثني ابن المثنّى قال: ثني وهب بن جريرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن عاصمٍ، عن أبي قلابة قال: جاء سيلٌ باليمامة، فذهب بمال رجلٍ، فقال رجلٌ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: هذا المحروم.
- حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة قال: أخبرنا أيّوب، عن نافعٍ قال: المحروم: المحارف.
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: ثني مسلم بن خالدٍ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: المحروم: المحارف.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ قال: أخبرنا حجّاجٌ، عن الوليد بن العيزار، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه قال: المحروم: هو المحارف.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم قال: حدّثنا هشيمٌ، عن أبي بشرٍ قال: سألت سعيد بن جبيرٍ، عن المحروم، فلم يقل فيه شيئًا، فقال عطاءٌ: هو المحدود المحارف.
- حدّثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: أخبرني نافع بن يزيد، عن عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشجّ، عن سعيد بن المسيّب، أنّه سئل عن المحروم فقال: المحارف.
ومن قائلٍ: هو المتعفّف الّذي لا يسأل النّاس شيئًا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وفي أموالهم حقٌّ للسّائل والمحروم} هذان فقيرا أهل الإسلام، سائلٌ يسأل في كفّه، وفقيرٌ متعفّفٌ، ولكليهما عليك حقٌّ يا ابن آدم.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، {للسّائل والمحروم} قال: السّائل: الّذي يسأل، والمحروم: المتعفّف الّذي لا يسألك.
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ قال: قال معمرٌ، وحدّثني الزّهريّ، أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ليس المسكين الّذي تردّه التّمرة والتّمرتان والأكلة والأكلتان، قالوا فمن المسكين يا رسول اللّه؟ قال: الّذي لا يجد غنًى، ولا يعلم بحاجته فيتصدّق عليه فذلك المحروم.
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله: {للسّائل والمحروم} قال: السّائل الّذي يسأل بكفّه، والمحروم: المتعفّف، ولكليهما عليك حقٌّ يا ابن آدم.
وقائلٌ: هو الّذي لا سهم له في الغنيمة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ قال: حدّثنا عبد الرّحمن قال: حدّثنا سفيان، عن قيس بن مسلمٍ، عن الحسن بن محمّدٍ، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بعث سريّةً، فغنموا، فجاء قومٌ لم يشهدوا الغنيمة، فنزلت هذه الآية: {وفي أموالهم حقٌّ للسّائل والمحروم}.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن سفيان، عن قيس بن مسلمٍ الجدليّ، عن الحسن بن محمّدٍ قال: بعثت سريّةٌ فغنموا، ثمّ جاء قومٌ من بعدهم قال: فنزلت {للسّائل والمحروم}.
- حدّثنا ابن المثنّى قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ قال: حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، أنّ أناسًا، قدموا على عليٍّ رضي اللّه عنه الكوفة بعد وقعة الجمل، فقال: اقسموا لهم قال: هذا المحروم.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا أبو نعيمٍ، عن سفيان، عن قيس بن مسلمٍ، عن الحسن بن محمّدٍ أنّ قومًا في زمان النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أصابوا غنيمةً، فجاء قومٌ بعد، فنزلت {وفي أموالهم حقٌّ للسّائل والمحروم}.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا حكّامٌ قال: حدّثنا عمرٌو، عن منصورٍ، عن إبراهيم قال: المحروم: الّذي لا فيء له في الإسلام، وهو محارفٌ من النّاس.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال حدّثنا جريرٌ، عن منصورٍ، عن إبراهيم، قوله: {للسّائل والمحروم} قال: المحروم: الّذي لا يجري عليه شيءٌ من الفيء، وهو محارفٌ من النّاس.
وقائلٌ: هو الّذي لا ينمى له مالٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني أبو السّائب قال: حدّثنا ابن إدريس، عن حصينٍ قال: سألت عكرمة، عن السّائل، والمحروم،؟ قال: السّائل: الّذي يسألك، والمحروم: الّذي لا ينمي له مالٌ.
وقائلٌ: هو الّذي قد ذهب ثمره وزرعه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وفي أموالهم حقٌّ للسّائل والمحروم} قال: المحروم: المصاب ثمره وزرعه، وقرأ {أفرأيتم ما تحرثون أأنتم تزرعونه} حتّى بلغ {بل نحن محرومون} وقال أصحاب الجنّة: {إنّا لضالّون بل نحن محرومون}.
- حدّثنا يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: أخبرني عبد اللّه بن عيّاشٍ قال: قال زيد بن أسلم في قول اللّه: {وفي أموالهم حقٌّ للسّائل والمحروم} قال: ليس ذلك بالزّكاة، ولكنّ ذلك ممّا ينفقون من أموالهم بعد إخراج الزّكاة، والمحروم: الّذي يصاب زرعه أو ثمره أو نسل ماشيته، فيكون له حقٌّ على من لم يصبه ذلك من المسلمين، كما قال لأصحاب الجنّة حين أهلك جنّتهم قالوا: {بل نحن محرومون} وقال أيضًا: {لو نشاء لجعلناه حطامًا فظلتم تفكّهون إنّا لمغرمون بل نحن محرومون}.
وكان الشّعبيّ يقول في ذلك ما: حدّثني يعقوب قال: حدّثنا ابن عليّة، عن ابن عونٍ قال: قال الشّعبيّ: أعياني أن أعلم ما المحروم.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّه الّذي قد حرم الرّزق واحتاج، وقد يكون ذلك بذهاب ماله وثمره، فصار ممّن حرمه اللّه ذلك، وقد يكون بسبب تعفّفه وتركه المسألة، ويكون بأنّه لا سهم له في الغنيمة لغيبته عن الوقعة، فلا قول في ذلك أولى بالصّواب من أن تعمّ، كما قال جلّ ثناؤه: {وفي أموالهم حقٌّ للسّائل والمحروم}).
[جامع البيان: 21/511-518]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وفي أموالهم حق للسائل والمحروم قال يعني سوى الزكاة
). [تفسير مجاهد: 2/618]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قال المحروم المحارف
). [تفسير مجاهد: 2/618]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وفي أموالهم حق} قال: سوى الزكاة يصل بها رحما أو يقري بها ضيفا أو يعين بها محروما).
[الدر المنثور: 13/660]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد في قوله {وفي أموالهم حق} قال: سوى الزكاة).
[الدر المنثور: 13/660]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال: كانوا يرون في أموالهم حقا سوى الزكاة).
[الدر المنثور: 13/660]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس أنه سئل عن السائل والمحروم قال: السائل الذي يسأل الناس والمحروم الذي ليس له سهم في المسلمين).
[الدر المنثور: 13/660-661]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن الحسن بن محمد بن الحنفية قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فأصابوا وغنموا فجاء قوم بعد ما فرغوا فنزلت {في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم}).
[الدر المنثور: 13/661]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المحروم هو المحارف الذي يطلب الدنيا وتدبر عنه ولا يسأل الناس فأمر الله المؤمنين برفده).
[الدر المنثور: 13/661]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال: سألت عائشة رضي الله عنها عن المحروم في هذه الآية فقالت: هو المحارف الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه).
[الدر المنثور: 13/661]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: المحروم المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم).
[الدر المنثور: 13/661]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي الله عنه قال: المحروم الذي ليس في الغنيمة شيء.
وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم مثله).
[الدر المنثور: 13/661]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن أبي قلابة قال: كان رجل باليمامة فجاء السيل فذهبت بماله فقال رجل من أصحاب النّبيّ صلى الله عليه وسلم: هذا المحروم فأعطوه).
[الدر المنثور: 13/662]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه قال: السائل الذي يسأل بكفه والمحروم المتعفف).
[الدر المنثور: 13/662]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن أبي العالية قال: المحروم المحارف).
[الدر المنثور: 13/662]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة قال: المحروم المحارف الذي لا يثبت له مال).
[الدر المنثور: 13/662]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن الضحاك قال: المحروم الذي لا ينمو له مال في قضاء الله).
[الدر المنثور: 13/662]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن عامر قال: هو المحارف وتلا هذه الآية (إنا لمغرمون بل نحن محرمون) (الواقعة الآية 66 - 67) قال: هلكت ثمارهم وحرموا بركة أرضهم).
[الدر المنثور: 13/662]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن قزعة أن رجلا سأل ابن عمر رضي الله عنهما عن قوله {في أموالهم حق معلوم} قال: هي الزكاة وفي سوى ذلك حقوق).
[الدر المنثور: 13/662]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن مجاهد في قوله {للسائل والمحروم} قال: السائل الذي يسأل بكفه والمحروم المحارف).
[الدر المنثور: 13/662-663]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن الشعبي قال: أعياني أعلم ما المحروم).
[الدر المنثور: 13/663]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن أبي بشر قال: سألت سعيد بن جبير عن المحروم فلم يقل فيه شيئا وسألت عطاء فقال: هو المحدود وزعم أن المحدود المحارف).
[الدر المنثور: 13/663]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن حبان، وابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا الأكلة والأكلتان قالوا: فمن المسكين قال: الذي ليس له ما يغنيه ولا يعلم مكانه فيتصدق عليه فذلك المحروم).
[الدر المنثور: 13/663]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج العسكري في المواعظ، وابن مردويه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة يقولون: ربنا ظلمونا حقوقنا التي فرضت لنا عليهم فيقول: وعزتي وجلالي لأقربنكم ولأباعدنهم قال: وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم {في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم}).
[الدر المنثور: 13/663-664]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البيهقي في "سننه" عن فاطمة بنت قيس أنها سألت النّبيّ صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية {في أموالهم حق معلوم} قال: إن في المال حقا سوى الزكاة وتلا هذه الآية (ليس البر أن تولوا وجوهكم) إلى قوله (وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة) (البقرة 177) والله سبحانه وتعالى أعلم).
[الدر المنثور: 13/664]
تفسير قوله تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى آيات للموقنين قال يقول معتبر لمن اعتبر وفى أنفسكم قال يقول وفي خلقه أيضا إذا فكر فيه معتبر).
[تفسير عبد الرزاق: 2/244]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وفي الأرض آياتٌ للموقنين (20) وفي أنفسكم أفلا تبصرون (21) وفي السّماء رزقكم وما توعدون}.
يقول تعالى ذكره: وفي الأرض عبرٌ وعظاتٌ لأهل اليقين بحقيقة ما عاينوا ورأوا إذا ساروا فيها.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن عبد الأعلى قال: حدّثنا ابن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، في قوله: {وفي الأرض آياتٌ للموقنين} قال: يقول: معتبرٌ لمن اعتبر.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وفي الأرض آياتٌ للموقنين} إذا سار في أرض اللّه رأى عبرًا وآياتٍ عظامًا).
[جامع البيان: 21/518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 20 - 40
أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وفي الأرض آيات للموقنين} قال: يقول: معتبر لمن اعتبر {وفي أنفسكم} قال: يقول: في خلقه أيضا إذا فكر فيه معتبر).
[الدر المنثور: 13/664]
تفسير قوله تعالى: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن ابن جريج قال أخبرني محمد بن المرتفع أنه سمع ابن الزبير يخطب يقول وفي أنفسكم أفلا تبصرون قال سبيل الغائط والبول).
[تفسير عبد الرزاق: 2/244]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ({وفي أنفسكم أفلا تبصرون} [الذاريات: 21] : «تأكل وتشرب في مدخلٍ واحدٍ، ويخرج من موضعين»).
[صحيح البخاري: 6/139]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وفي أنفسكم أفلا تبصرون تأكل وتشرب في مدخلٍ واحدٍ ويخرج من موضعين أي القبل والدّبر وهو قول الفرّاء قال في قوله تعالى وفي أنفسكم يعني أيضًا آياتٍ إنّ أحدكم يأكل ويشرب من مدخلٍ واحدٍ ويخرج من موضعين ثمّ عنفهم فقال أفلا تبصرون ولابن أبي حاتمٍ من طريق السّدّيّ قال وفي أنفسكم قال فيما يدخل من طعامكم وما يخرج وأخرج الطّبريّ من طريق محمّد بن المريفع عن عبد اللّه بن الزّبير في هذه الآية قال سبيل الغائط والبول).
[فتح الباري: 8/599]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ({وفي أنفسكم أفلا تبصرون} تأكل وتشرب في مدخلٍ واحدٍ يخرج من موضعين
أي: وفي أنفسكم آيات أفلا تبصرون أفلا تنظرون بعين الاعتبار، لأنّه أمر عظيم حيث تأكل وتشرب من موضع واحد ويخرج من موضعين أي: القبل والدبر).
[عمدة القاري: 19/190]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({وفي أنفسكم}) نسق على في الأرض فهو خبر عن آيات أيضًا والتقدير وفي الأرض وفي أنفسكم آيات ({أفلا تبصرون}) [الذاريات: 21]. قال الفراء: (تأكل وتشرب في مدخل واحد) الفم (يخرج من موضعين) القبل والدّبر).
[إرشاد الساري: 7/355]
- قال محمدُ بنُ عبدِ الهادي السِّنْديُّ (ت: 1136هـ) : (قوله: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) أي: أفلا تبصرون بعين الاعتبار).
[حاشية السندي على البخاري: 3/71]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معنى ذلك: وفي سبيل الخلاء والبول في أنفسكم عبرةٌ لكم، ودليلٌ لكم على ربّكم، أفلا تبصرون إلى ذلك منكم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أحمد بن عبد الصّمد الأنصاريّ قال: حدّثنا أبو أسامة، عن ابن جريجٍ، عن ابن المرتفع قال: سمعت ابن الزّبير، يقول: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن ابن جريجٍ، عن محمّد بن المرتفع، عن عبد اللّه بن الزّبير {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الخلاء والبول.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وفي تسوية اللّه تبارك وتعالى مفاصل أبدانكم وجوارحكم دلالةٌ لكم على أن خلقتم لعبادته.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون}، وقرأ قول اللّه تبارك وتعالى {ومن آياته أن خلقكم من ترابٍ ثمّ إذا أنتم بشرٌ تنتشرون}.
قال: وفينا آياتٌ كثيرةٌ، هذا السّمع والبصر واللّسان والقلب، لا يدري أحدٌ ما هو أسود أو أحمر، وهذا الكلام الّذي يتلجلج به، وهذا القلب أيّ شيءٍ هو، إنّما هو بضعةٌ في جوفه، يجعل اللّه فيه العقل، أفيدري أحدٌ ما ذاك العقل، وما صفته، وكيف هو؟.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم).
[جامع البيان: 21/519-520]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخرج عبد الرزاق، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وفي الأرض آيات للموقنين} قال: يقول: معتبر لمن اعتبر {وفي أنفسكم} قال: يقول: في خلقه أيضا إذا فكر فيه معتبر).
[الدر المنثور: 13/664] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: من تفكر في خلقه علم أنما لينت مفاصله للعبادة).
[الدر المنثور: 13/664]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن الزبير رضي الله عنه في قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول).
[الدر المنثور: 13/665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الخرائطي في مساوئ الأخلاق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: سبيل الغائط والبول).
[الدر المنثور: 13/665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: فيما يدخل من طعامكم وما يخرج والله أعلم).
[الدر المنثور: 13/665]
تفسير قوله تعالى: (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ (22) )
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): ([ثنا يزيد بن موهبٍ قال: ثنا يحيى بن يمانٍ قال:] ثنا أشعث عن جعفرٍ عن سعيدٍ في قوله عزّ وجلّ: {وفي السّماء رزقكم وما توعدون} قال: الثّلج وكلّ عينٍ دائمةٍ من الثّلج). [جزء تفسير يحيى بن اليمان: 34]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وفي السّماء رزقكم} يقول تعالى ذكره: وفي السّماء: المطر والثّلج اللّذان بهما تخرج الأرض رزقكم، وقوتكم من الطّعام والثّمار وغير ذلك.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال بعض أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن بزيعٍ قال: حدّثنا النّضرٌ قال: حدّثنا جويبرٌ، عن الضّحّاك، في قوله: {وفي السّماء رزقكم} قال: المطر.
- حدّثنا أبو كريبٍ قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيدٍ، في قوله: {وفي السّماء رزقكم وما توعدون} قال: الثّلج، وكلّ عينٍ ذائبةٍ من الثّلج لا تنقص.
- حدّثنا يونس بن عبد الأعلى قال: حدّثنا سفيان، عن عبد الكريم، عن الحسن قال: في السّحاب فيه واللّه رزقكم، ولكنّكم تحرمونه بخطاياكم وأعمالكم.
- حدّثنا يونس، قال أخبرني سفيان، عن إسماعيل بن أميّة قال: أحسبه أو غيره أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم سمع رجلاً ومطروا، يقول: ومطرنا ببعض عثانين الأسد، فقال: (كذبت، بل هو رزق اللّه).
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهدٍ، {وفي السّماء رزقكم وما توعدون} قال: رزقكم المطر.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {وفي السّماء رزقكم} قال: رزقكم المطر.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ومن عند اللّه الّذي في السّماء رزقكم، وممّن تأوّله كذلك واصلٌ الأحدب.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا هارون بن المغيرة، من أهل الرّأي، عن سفيان الثّوريّ قال: قرأ واصلٌ الأحدب هذه الآية {وفي السّماء رزقكم وما توعدون} فقال: ألا إنّ رزقي في السّماء وأنا أطلبه في الأرض، فدخل خربةً فمكث ثلاثًا لا يصيب شيئًا، فلمّا كان اليوم الثّالث إذا هو بدوخلّة من رطبٍ، وكان له أخٌ أحسن نيّةً منه، فدخل معه، فصارتا دوخلّتين، فلم يزل ذلك دأبهما حتّى فرّق الموت بينهما.
واختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {وما توعدون} فقال بعضهم: معنى ذلك: وما توعدون من خيرٍ، أو شرٍّ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، عن مجاهدٍ، {وما توعدون} قال: وما توعدون من خيرٍ أو شرٍّ.
- حدّثني الحارث قال: حدّثنا الحسن قال: حدّثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وفي السّماء رزقكم وما توعدون} يقول: الجنّة في السّماء، وما توعدون من خيرٍ أو شرٍّ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وما توعدون من الجنّة والنّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن بزيعٍ قال: حدّثنا النّضر قال: أخبرنا جويبرٌ، عن الضّحّاك، في قوله: {وما توعدون} قال: الجنّة والنّار.
- حدّثنا ابن حميدٍ قال: حدّثنا مهران، عن سفيان، {وما توعدون} من الجنّة.
وأولى القولين بالصّواب في ذلك عندي القول الّذي قاله مجاهدٌ، لأنّ اللّه عمّ الخبر بقوله: {وما توعدون} عن كلّ ما وعدنا من خيرٍ أو شرٍّ، ولم يخصّص بذلك بعضًا دون بعضٍ، فهو على عمومه كما عمّه اللّه جلّ ثناؤه).
[جامع البيان: 21/520-523]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وفي السماء رزقكم يعني الجنة قال يقول الجنة في السماء وما توعدون قال يعني الخير والشر
). [تفسير مجاهد: 2/618]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: {وفي السماء رزقكم} الآيتين
أخرج ابن النقور والديلمي عن علي رضي الله عنه عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله {وفي السماء رزقكم وما توعدون} قال: المطر).
[الدر المنثور: 13/665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إني لأعرف الثلج وما رأيته في قول الله {وفي السماء رزقكم وما توعدون} قال: الثلج).
[الدر المنثور: 13/665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ، وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {وفي السماء رزقكم} قال: المطر {وما توعدون} قال: الجنة والنار).
[الدر المنثور: 13/665]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في الآية قال: الجنة في السماء وما توعدون من خير وشر).
[الدر المنثور: 13/666]
تفسير قوله تعالى: (فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ (23) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقٌّ مثل ما أنّكم تنطقون}.
قال أبو جعفرٍ رحمه الله: يقول تعالى ذكره مقسمًا لخلقه بنفسه: فوربّ السّماء والأرض، إنّ الّذي قلت لكم أيّها النّاس: إنّ في السّماء رزقكم وما توعدون لحقٌّ، كما حقٌّ أنّكم تنطقون.
- وقد: حدّثنا محمّد بن بشّارٍ قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن عوفٍ، عن الحسن، في قوله: {فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقٌّ مثل ما أنّكم تنطقون} قال: بلغني أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: (قاتل اللّه أقوامًا أقسم لهم ربّهم بنفسه فلم يصدّقوه).
وقال الفرّاء: للجمع بين (ما) و(أنّ) في هذا الموضع وجهان: أحدهما: أن يكون ذلك نظير جمع العرب بين الشّيئين من الأسماء والأدوات إذا اختلف لفظهما، كقول الشّاعر في الأسماء: من النّفر اللاّئي الّذين إذا هم يهاب اللّئام حلقة الباب قعقعوا.
فجمع بين اللاّئي والّذين، وأحدهما مجزئٌ من الآخر؛ وكقول الآخر في الأدوات:
ما إن رأيت ولا سمعت به كاليوم طالي أينقٍ جرب.
فجمع بين (ما) وبين (إن)، وهما جحدان يجزئ أحدهما من الآخر وأمّا الآخر: فهو لو أنّ ذلك أفرد ب(ما)، لكان خبرًا عن أنّه حقٌّ لا كذبٌ، وليس ذلك المعنيّ به وإنّما أريد به: أنّه لحقٌّ كما حقٌّ أنّ الآدميّ ناطقٌ ألا ترى أنّ قولك: أحقٌّ منطقك، معناه: أحقٌّ هو أم كذبٌ، وأنّ قولك أحقٌّ أنّك تنطق معناه أللإنسان النّطق لا لغيره، فأدخلت (أنّ) ليفرق بها بين المعنيين قال: فهذا أعجب الوجهين إليّ.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله: {مثل ما أنّكم} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة {مثل ما} نصبًا بمعنى: إنّه لحقٌّ حقًّا يقينًا كأنّهم وجّهوها إلى مذهب المصدر وقد يجوز أن يكون نصبها من أجل أنّ العرب تنصبها إذا رفعت بها الاسم، فتقول: مثل من عبد اللّه، وعبد اللّه مثلك، وأنت مثله، ومثله رفعًا ونصبًا وقد يجوز أن يكون نصبها على مذهب المصدر، إنّه لحقٌّ كنطقكم وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة، وبعض أهل البصرة رفعًا (مثل ما أنّكم) على وجه النّعت للحقّ.
والصّواب من القول في ذلك عندي أنّهما قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار، متقاربتا المعنى، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ).
[جامع البيان: 21/523-524]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: وثنا مسعدة بن اليسع اليشكريّ، ثنا الجريريّ، عن أبي العلاء بن الشّخّير قال: "لمّا نزلت: (فوربّ السّماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون) خرج رجالٌ بأيديهم العصيّ فقالوا: أين الّذين كلفوا ربنا حتى حلف؟! ". هذا إسناد ضعيف؟ لضعف مسعدة).
[إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/276]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال أحمد بن منيعٍ: حدثنا مسعدة بن اليسع، ثنا الجريريّ عن أبي العلاء بن الشّخّير. قال: لمّا نزلت: {فوربّ السّماء والأرض إنّه لحقٌّ مثل ما أنّكم تنطقون} خرج رجالٌ بأيديهم العصيّ فقالوا: أين الّذين كلّفوا ربّنا حتّى حلف؟).
[المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/278]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {فورب السماء والأرض} الآية قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قاتل الله أقواما أقسم لهم ربهم ثم لم يصدقوا).
[الدر المنثور: 13/666]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {فورب السماء والأرض إنه لحق} قال: لكل شيء ذكره في هذه السورة).
[الدر المنثور: 13/666]