التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وقال إنّي ذاهبٌ إلى ربّي سيهدين} [الصافات: 99] الطّريق، يعني: الهجرة، هاجر من أرض العراق إلى أرض الشّام.
قال قتادة: وكان يقال أنّ الشّام عماد دار الهجرة.
- هشامٌ، عن قتادة، عن شهر بن حوشبٍ، عن عبد اللّه بن عمرٍو، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: «ستكون هجرةٌ بعد هجرةٍ، فخيار أهل الأرض على مهاجر إبراهيم حتّى لا يبقى على ظهرها إلا شرار أهلها، تلفظهم أرضوهم وتقذرهم نفس اللّه، وتحشرهم النّار مع القردة والخنازير».
قال: {ربّ هب لي من الصّالحين} [الصافات: 100] قال: {فبشّرناه بغلامٍ حليمٍ {101} ). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ)
: (وقوله جل وعز:
{وقال إني ذاهب إلى ربي سيهدين} : هاجر إلى الأرض المقدسة).
[معاني القرآن: 6/46]
تفسير قوله تعالى: {رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {هب لي من الصّالحين...}
ولم يقل: صالحاً، فهذا بمنزلة قوله: ادن , فأصب من الطعام، وهو كثير: يجتزأ بمن عن المضمر؛ كما قال الله:{وكانوا فيه من الزّاهدين}, ولم يقل: زاهدين من الزاهدين.). [معاني القرآن: 2/389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {ربّ هب لي من الصّالحين (100)}
يقول: هب لي ولدا صالحا من الصالحين.). [معاني القرآن: 4/310]
تفسير قوله تعالى: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {بغلامٍ حليمٍ...}
يريد: في كبره.). [معاني القرآن: 2/389]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ({فبشّرناه بغلام حليم (101)}
وهذه البشارة : تدل على أنه غلام , وأنه يبقى حتى يوصف بالحلم.). [معاني القرآن: 4/310]
تفسير قوله تعالى:{فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({فلمّا بلغ معه السّعي} [الصافات: 102] تفسير مجاهدٍ: أدرك سعيه سعي إبراهيم في الشّدّ وشبّ.
وتفسير الحسن: بلغ معه سعي العمل، يعني: قيام الحجّة.
وقال السّدّيّ: يعني: المشي.
{قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين} [الصافات: 102] ). [تفسير القرآن العظيم: 2/838]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {فلمّا بلغ معه السّعي...}
يقول: أطاق أن يعينه على عمله , وسعيه.
وكان إسماعيل يومئذٍ ابن ثلاث عشرة: {فانظر ماذا ترى} , وتقرأ {تري}...
- حدثني هشيم , عن مغيرة, عن إبراهيم : أنه قرأ :{فانظر ماذا تري}
- وحدثني حفص بن غياث, عن الأعمش , عن عمارة بن عمير , عن الأسود أنه قرأها : (ترى) , وأنّ يحيى بن وثّابٍ قرأها : (تري) , وقد رفع : (تري) إلى عبد الله بن مسعود .
- وحدثني قيس عن مغيرة , عن إبراهيم قال : ({فانظر ماذا تري}: تشير، و{ماذا ترى}: تأمر) .
قال أبو زكريا: وأرى - والله أعلم - أنه لم يستشره في أمر الله، ولكنه قال: فانظر ما تريني من صبرك , أو جزعك، فقال:{ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين} , وقد يكون أن يطلع ابنه على ما أمر به لينظر ما رأيه , وهو ماضٍ على ما أمر به). [معاني القرآن: 2/389-390]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({ فلمّا بلغ معه السّعي }.
أي: أدرك ما أن يسعى على أهله أدرك , وأعانه.). [مجاز القرآن: 2/171]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({بلغ معه السعي}: أي أدرك السعي معه على أهله).[غريب القرآن وتفسيره: 318]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فلمّا بلغ معه السّعي}: أي: بلغ أن ينصرف معه ويعينه، {قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك} :أي: سأذبحك.
ولم يرد - فيما يرى أهل النظر - أنه ذبحه في المنام, ولكنه أمر في المنام بذبحه, فقال: إني أرى في المنام أني سأذبحك.
ومثل هذا: رجل رأى في المنام أنه يؤذن - والأذان دليل الحج - , فقال: إني رأيت في المنام أني أحج، أي: سأحج.
وقوله: {يا أبت افعل ما تؤمر}, دليل على أنه أمر بذلك في المنام.). [تفسير غريب القرآن: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (والسعي: المشي، قال الله تعالى: {فلمّا بلغ معه السّعي}، يعني المشي، ويقال: المعاونة له على أمره). [تأويل مشكل القرآن: 509]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فلمّا بلغ معه السّعي قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين (102)}
أي: أدرك معه العمل، يقال: إنّه قد بلغ في ذلك الوقت، ثلاث عشرة سنة.
{قال يا بنيّ إنّي أرى في المنام أنّي أذبحك فانظر ماذا ترى} تقرأ غير مماله، و (ترى) ممالة، و (تري) بلا إمالة، وتري بالإمالة .
و(ماذا ترى) ففيها خمسة أوجه:
ترى بالفتح وبالكسر, وكذلك في تري وترى.
وفيها خمسة أوجه أخر , لم يقرأ بشيء منها، فلا تقرأنّ بها، وهو أن تأتي الخمسة التي ذكرناها ممالة , وغير ممالة بغير همز فتهمزها كلها.
فما كان ممالا همز وأمال، وما لم يكن ممالا أمال , ولم يهمز.
ويجوز ماذا ترأى ممال, وماذا ترئي، وماذا ترأى، وماذا ترى , وماذا ترى.
فمعنى ماذا ترأى, وترئي : من الرأي، ومعنى ماذا ترى : ماذا تشير.
وزعم الفراء : أن معناه ماذا تريني من صبرك، ولا أعلم أحدا قال هذا, وفي كل التفسير : ما تري, ما تشير.
قال: {يا أبت افعل ما تومر}
ورؤية الأنبياء في المنام وحي بمنزلة الوحي إليهم في اليقظة.
وقد فسّرنا يا أبه، وإعرابه فيما سلف من الكتاب.
{ستجدني إن شاء اللّه من الصّابرين}:يقول على أمر اللّه.). [معاني القرآن: 4/310-311]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}
قال مجاهد: (بلغ معه السعي, أي: العمل , أي: شب) .
وقال غيره: بلغ ثلاث عشرة سنة .
{قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى}
أي : إني أرى في المنام أني سأذبحك.
أي : أمرت بهذا في المنام , وجعل علامة إذا رأيت ذلك أن أذبحك
ويقرأ : ماذا تري من الصبر , قال أبو إسحاق: لم يقل هذا أحد غيره , وإنما قال العلماء : المعنى : ماذا تشير .
وقد روي في الذبيح أحاديث , عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وقال بعض أهل العلم الدليل على أنه إسماعيل : أن إسماعيل كان بمكة , وكان الذبح بمنى , وهذا لا يلزم , روي عن ابن عباس أنه قال : (كان الذبح بالشام) .
وقال عبيد بن عمير : كان بالشام, وإن كان مجاهد قد قال: (كان بمنى) .
وقال بعضهم في القرآن : ما يدل على أنه إسماعيل صلى الله عليه وسلم , قال الله عز وجل: {فبشرناه بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب}
فدل بهذا على أن إسحاق سيعيش حتى يولد له, فكيف يؤمر بذبحه ؟!.
قال أبو جعفر : وهذا أيضا لا يثبت حجة ؛ لأنه يجوز أن يؤمر بذبحه , وقد علم أنه يولد له ؛ لأنه يجوز أن يحييه الله جل وعز بعد ذلك.).[معاني القرآن: 6/48-50]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ}: بلغ أن ينصرف معه , ويعينه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {بَلَغَ مَعَهُ}: أدرك.). [العمدة في غريب القرآن: 256]
تفسير قوله تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قال: {فلمّا أسلما} [الصافات: 103] أسلم إبراهيم نفسه ليذبح ابنه، وأسلم ابنه وجهه للّه ليذبحه أبوه.
[تفسير القرآن العظيم: 2/838]
{وتلّه للجبين} [الصافات: 103] سعيدٌ، عن قتادة، قال: وكبّه للقبلة ليذبحه.
وتفسير الحسن: أضجعه ليذبحه وأخذ الشّفرة.
وقال قتادة: وذلك عند جمرة الوسطى.
- قال يحيى: حدّثني حمّاد بن سلمة، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، عن ابن عبّاسٍ، قال: عند الجمرة الوسطى تلّه للجبين، وعلى إسماعيل قميصٌ أبيض، قال: يا أبت، إنّه ليس لي ثوبٌ تكفّنني فيه غير هذا فاخلعه حتّى تكفّنني فيه). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {فلمّا أسلما وتلّه للجبين...}
يقول: أسلما , أي: فوّضا وأطاعا , وفي قراءة عبد الله : {سلّما}, يقول سلّما من التسليم، كما تقول: إذا أصابتك مصيبةٌ , فسلّم لأمر الله , أي: فأرض به.
وقد قال :{افعل ما تؤمر}, ولم يقل (به) كأنه أراد: افعل الأمر الذي تؤمره, ولو كانت (به) كان وجهاً جيّدا .
وفي قراءة عبد الله: {إني أرى في المنام افعل ما أمرت به}, ويقال أين جواب قوله: {فلمّا أسلما؟}, وجوابها في قوله: {وناديناه}.
والعرب تدخل الواو في جواب فلمّا {وحتّى إذا} وتلقيها, فمن ذلك قوله الله {حتّى إذا جاءوها فتحت} ,وفي موضع آخر {وفتحت} , وكلّ صوابٌ.
وفي قراءة عبد الله :{فلمّا جهّزهم بجهازهم وجعل السّقاية} , وفي قراءتنا بغير واو , وقد فسرناه في الأنبياء.). [معاني القرآن: 2/390]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): { فلمّا أسلما وتلّه للجبين}: أي: صرعه, وللوجه جبينان , والجبهة بينهما , قال ساعدة بني جوءية الهذلي:
= وطلّ تليلاً للجبين) [مجاز القرآن: 2/171]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({فلمّا أسلما وتلّه للجبين}
وقال: {وتلّه للجبين} , كما تقول: "أكبّه لوجهه", و"أكببته لوجهه" ؛ لأنه في المعنى شبه "أقصيته"). [معاني القرآن: 3/39]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وتله للجبين}: صرعه). [غريب القرآن وتفسيره: 318]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({فلمّا أسلما}: أي استسلما لأمر اللّه, و«سلما» مثله .
{وتلّه للجبين}، أي: صرعه على جبينه، فصار أحد جبينيه على الأرض, وهما جبينان , والجبهة بينهما, وهي: ما أصاب الأرض في السجود.). [تفسير غريب القرآن: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(واو النّسق) قد تزاد حتى يكون الكلام كأنه لا جواب له، كقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}. والمعنى: قال لهم خزنتها. وقوله: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ}.
وقوله سبحانه: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ}). [تأويل مشكل القرآن: 252-253] (م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({فلمّا أسلما وتلّه للجبين (103)}
أسلما : استسلما لأمر اللّه؛ رضي إبراهيم بأن يذبح ابنه، ورضي ابنه بأن يذبح ؛ تصديقا للرؤيا , وطاعة للّه.
واختلف الناس في الذي أمر بذبحه من كان، فقال قوم: إسحاق, وقال قوم: إسماعيل. فأمّا من قال إنه: (إسحاق)، فعليّ رحمة اللّه عليه , وابن مسعود , وكعب الأحبار، وجماعة من التابعين.
وأما من قال إنه: (إسماعيل), فابن عمر , ومحمد بن كعب القرظي , وسعيد بن المسيب , وجماعة من التابعين.
وحجة من قال إنه إسماعيل قوله: {وبشّرناه بإسحاق نبيّا من الصّالحين (112)}
وحجة من قال إنّه إسحاق، قال: كانت في إسحاق بشارتان الأولى : فبشرناه بغلام حليم.
فلما استسلم للذبح , واستسلم إبراهيم لذبحه : بشر به نبيّا من الصالحين.
والقول فيهما كثير , واللّه أعلم أيهما كان الذبيح.
فأمّا جواب {فلمّا أسلما وتلّه للجبين}: أي : صرعه, فقد اختلف الناس فيه:-
فقال قوم : جوابه :{وناديناه}, والواو زائدة.
وقال قوم : إن الجواب محذوف بأن في الكلام دليلا عليه.
المعنى : فلما فعل ذلك سعد , وأتاه اللّه نبوة ولده , وأجزل له الثواب في الآخرة.). [معاني القرآن: 4/311]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {فلما أسلما وتله للجبين}
قال مجاهد : (أي : سلما لأمر الله جل وعز) .
قال أبو جعفر : وفي حرف عبد الله بن مسعود : {فلما سلما} .
يقال : سلم إذا أعطى بيده , ورضي .
ثم قال تعالى: {وتله للجبين}: أي: صرعه , وهما جبينان بين هما الجبهة .
وجواب لما عند البصريين محذوف , كأنه قال سعد , والواو عند الكوفيين زائدة , كأنه قال: {ناديناه}.). [معاني القرآن: 6/50-51]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَتَلَّهُ}: أي: صرعه على جبينه.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 206]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وتَلَّهُ}: صرعه.). [العمدة في غريب القرآن: 256]
تفسير قوله تعالى: {وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) }
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلمّا أسلما وتلّه للجبين...} يقول: أسلما , أي: فوّضا , وأطاعا .
وفي قراءة عبد الله {سلّما}: (يقول سلّما من التسليم، كما تقول: إذا أصابتك مصيبةٌ , فسلّم لأمر الله , أي : فأرض به).
وقد قال: {افعل ما تؤمر}, ولم يقل به كأنه أراد: افعل الأمر الذي تؤمره, ولو كانت (به) كان وجهاً جيّدا .
وفي قراءة عبد الله : {إني أرى في المنام افعل ما أمرت به}
ويقال: أين جواب قوله: {فلمّا أسلما؟}, وجوابها في قوله: {وناديناه} .
والعرب تدخل الواو في جواب فلمّا {وحتّى إذا}, وتلقيها, فمن ذلك قوله الله {حتّى إذا جاءوها فتحت}, وفي موضع آخر {وفتحت}, وكلّ صوابٌ.
وفي قراءة عبد الله : {فلمّا جهّزهم بجهازهم وجعل السّقاية}, وفي قراءتنا بغير واو , وقد فسرناه في الأنبياء.). [معاني القرآن: 2/390] (م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ({وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا}: أي: حققت الرؤيا , أي صدقت الأمر في الرؤيا , وعملت به.). [تفسير غريب القرآن: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(واو النّسق) قد تزاد حتى يكون الكلام كأنه لا جواب له، كقوله: {حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا}. والمعنى: قال لهم خزنتها.
وقوله: {فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَةِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ}.
وقوله سبحانه: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ}). [تأويل مشكل القرآن: 252-253] (م)
تفسير قوله تعالى:{قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({قد صدّقت الرّؤيا} [الصافات: 105] وهذا وحي مشافهةٍ من الملك، ناداه به الملك من عند اللّه). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({وناديناه أن يا إبراهيم (104) قد صدّقت الرّؤيا}: أي: حققت الرؤيا .
أي : صدقت الأمر في الرؤيا , وعملت به.). [تفسير غريب القرآن: 373] (م)
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106)}
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({إنّ هذا لهو البلاء المبين {106}} [الصافات: 106] النّعمة البيّنة عليك منّ اللّه إذ لم تذبح ابنك). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ)
: ({إنّ هذا لهو البلاء المبين}: أي: الاختبار العظيم.).
[تفسير غريب القرآن: 373]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (أصل البلاء: الاختبار، قال الله جل وعلا: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آَنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا} ، أي: اختبروهم.
وقال: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ}، يعني: ما أمر به إبراهيم من ذبح ابنه، صلوات الله عليهما). [تأويل مشكل القرآن: 469] (م)
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)
: ({الْبَلَاء الْمُبِينُ}: أي: الاختبار العظيم.). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 207]
تفسير قوله تعالى: {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ} [الصافات: 107] سفيان عن ابن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ، قال: متقبّلٍ، وهو إسماعيل.
- حمّاد بن سلمة، عن أبي عاصمٍ الغنويّ، عن أبي الطّفيل، عن ابن عبّاسٍ، قال: فالتفت إبراهيم فإذا هو بكبشٍ أبيض، أعين، أقرن، فذبحه.
حمّادٌ، عن المبارك، عن الحسن، عن الأحنف بن قيسٍ قال العبّاس بن عبد المطّلب: أنّ الّذي فدى إسحاق.
- حمّادٌ، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: ابن إبراهيم الّذي أراد ذبحه هو إسحاق.
الخليل بن مرّة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هو إسحاق.
وقال الحسن: بشّر إبراهيم بإسحاق مرّتين: مرّةً حيث ولد، وبشّر أنّه سيكون نبيًّا، ذكر كيف رأى في المنام أن يذبحه، وكيف كان أراد ذبحه، وكيف فدي، فقصّ قصّته، ثمّ قال: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا} [الصافات: 112]، أي: وبشّرناه به نبيًّا، أي: بأنّه نبيٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (قوله عزّ وجلّ: {وتركنا عليه في الآخرين} [الصافات: 78]، أي: وأبقينا عليه في الآخرين الثّناء الحسن.
وقال الحسن: وسنّ يفتدى بها إلى يوم القيامة). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ)
: (وقوله: {وفديناه بذبحٍ عظيمٍ...}
والذّبح : الكبش , وكلّ ما أعددته للذبح , فهو ذبح.
ويقال: إنه رعى في الجنة أربعين خريفاً , فأعظم به, وقال مجاهد: {عظيمٍ}: متقبل.). [معاني القرآن: 2/390]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): (" وفديناه بذبحٍ عظيمٍ " الذبح المذبوح والذبح الفعل تقول العرب: قد كان بين بني فلان وبين بني فلان ذبح عظيم فتلى كثيرة). [مجاز القرآن: 2/172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ((الذبح): المذبوح والذبح الفعل).[غريب القرآن وتفسيره: 318]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وفديناه بذبحٍ عظيمٍ}: أي: بكبش, والذبح: اسم ما ذبح.
والذبح بنصب الذال: مصدر ذبحت.). [تفسير غريب القرآن: 374]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وفديناه بذبح عظيم (107)} الذّبح: بكسر الذال الشيء الذي يذبح، والذّبح المصدر، تقول: ذبحته أذبحه ذبحا.
وقيل : إنه الكبش الذي تقبّل من ابن آدم حين قرّبه، وقيل: إنّه رعا في الجنة أربعين سنة، وقيل : إنه كان وعلا من الأوعال.
والأوعال: التيوس الجبليّة.). [معاني القرآن: 4/311-312]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وفديناه بذبح عظيم}
الذبح المذبوح , والذبح المصدر
روى ورقاء , عن ابن أبي نجيح , عن مجاهد قال : (كبير متقبل) .
قال أبو جعفر عظيم في اللغة يكون : للكبير , والشريف .
وأهل التفسير: على أنه ههنا للشريف , أي: المتقبل.). [معاني القرآن: 6/52]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({الذِبْحٍ}:ما يذبح.). [العمدة في غريب القرآن: 256]
تفسير قوله تعالى: {وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآَخِرِينَ (108) }
تفسير قوله تعالى: {سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) }
تفسير قوله تعالى: {كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) }
تفسير قوله تعالى: {إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) }
تفسير قوله تعالى: {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (112) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): (وقال الحسن: بشّر إبراهيم بإسحاق مرّتين: مرّةً حيث ولد، وبشّر أنّه سيكون نبيًّا، ذكر كيف رأى في المنام أن يذبحه، وكيف كان أراد ذبحه، وكيف فدي، فقصّ قصّته، ثمّ قال: {وبشّرناه بإسحاق نبيًّا} [الصافات: 112]، أي: وبشّرناه به نبيًّا، أي: بأنّه نبيٌّ). [تفسير القرآن العظيم: 2/839]
تفسير قوله تعالى: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (113) }
قال يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري (ت: 200هـ): ({وباركنا عليه وعلى إسحاق ومن ذرّيّتهما محسنٌ} [الصافات: 113] مؤمنٌ.
{وظالمٌ لنفسه مبينٌ} [الصافات: 113] مشركٌ). [تفسير القرآن العظيم: 2/840]