العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم اللغة > جمهرة معاني الحرف وأسماء الأفعال والضمائر والظروف > جمهرة معاني الحروف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 01:20 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "كي"
اعلم أن لـ "كي" في كلام العرب موضعين:
الموضع الأول: أن تكون حرفًا جارًا، نحو قولهم إذا استفهموا عن شيءٍ: "كيمه؟" أي: لأن سبب فعلت، أو لأي علةٍ فعلت، ولم تجيء جارةً إلا مع "ما" الاستفهامية المذكورة خاصة فمعناها السببية كمعنى "اللام"، [و] ذلك إذا قالوا: "لم" جئت؟ ونحوه.
فعلى هذا إذا دخلت على الأفعال المضارعة ولم تدخل عليها "اللام" ولا أرادها المتكلم انتصب ما بعدها بإضمار "أن" فإذا قلت: جئتك
"كي" تكرمني، فمعناه لإكرامي، والتقدير لأن تكرمني، و"أن" وما عملت فيه في موضع المصدر المخفوض كأنك قلت: جئتك لإكرامي، قال الله تعالى: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ}، فـ "لا" نافيةٌ زائدةٌ هنا.

الموضع الثاني: أن تكون حرف نصبٍ بنفسها، وذلك إذا دخلت عليها "اللام" الجارة أو أريدت، كقولك: جئتك "لكي" أكرمك، المعنى: لأن أكرمك، "فكي" هنا بمعنى "أن"، وهي وما عملت فيه في موضع مصدر مخفوض "باللام"، التقدير: «لأن أكرمك» والمعنى لإكرامك، قال الله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ}، وقال الشاعر:
أردت لكيما يعلم الناس أنها ..... سراويلُ قيسٍ والوفودُ شهودُ
فإذا لم تدخل عليها "اللام" احتملت أن تكون الأولى الخافضة المقدرة "باللام" فتنصب ما بعدها بإضمار "أن" وأن تكون الثانية الناصبة بنفسها، المقدرة بـ "أن"، نحو: جئتك "كي" تكرمني.
وربما دخلت عليها "اللام" و"أن" بعدها زائدة شذوذً كقوله:
أردت لكيما أن تطير بقربتي ..... فتتركها شنَّا ببيداء بلقع
وإنما قلنا: إنها إذا نصبت وهي بمعنى "اللام" بإضمار "أن" لوجهين:
أحدهما: أن معناها معنى "اللام" السببية وهي جارةٌ فلا يجوز دخولها على الفعل فتعمل فيه لاختصاصها بالأسماء والمختص لا يكون غير مختصٍ، فكما قالوا: "كيمه؟" كما قالوا: "لمه؟" لم يجز نصبها للأفعال بنفسها، فإذا أضمرنا فلا يُضمر إلا ما يُصير بعده مصدرًا، وذلك إما "ما" وإما "أن" فلما ظهر النصبُ بطل إضمارُ "ما" إذ لا تنصبُ ويبقى إضمارُ "أن" إذ هي ناصبةٌ وتصير ما بعدها مصدرًا مخفوضًا "بكي"، فيبقى الاختصاص بالأسماء فيها كما كان.
والوجه الثاني: أنا قد وجدنا أن بعدها "أن" تليها في بعض المواضع كما قال الشاعر:
.... .... .... .... ..... .... كيما أن تغر وتخدعا
أي لأن تغر وتخدعا.
وإنما حكمنا أن
"كي" تنصب بنفسها في الموضع الثاني لأن الأصل في كل ما ولي شيئًا وطلبه، وأثر فيه العمل أن يُحكم بالعمل له ما لم يمنعه مانعٌ من اختصاصٍ أو غيره، و[وجب] تقدير "اللام" قبلها لأنها لا يستقيم تقدير غير [ها]، إذ تظهر قبلها في بعض المواضع، كما ذكر في قوله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا}، وكثيرًا ما يُحذف حرفُ الجر مع "أن"، ولما كانت "كي" ... جاز إضمارها معها كما يجوز مع "أن" فتأمله.
واعلم أنه بقي من باب "الكاف" المركبة لفظٌ واحدق وهو "كان" الزائدة في قوله:
سراةُ بني أبي بكرٍ تساموا ..... على – كان – المسومة العراب
وفي قولهم في التعجب: «ما "كان" أحسن زيدًا»، وقد تقدم الكلام عليها مع «"أصبح" و"أمسى"» في آخر أبواب "الهمزة"، فانظر إليه هناك والله الموفق). [رصف المباني:215 - 217]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 01:22 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها "كي"، وتجرّ "ما" في الاستفهام، نحو: "كيمه"، أي: "لمه"؟، والاسم المأوّل بالمصدر فقط، نحو: جئت "كي" أقرأ، إذا أضمرت بعدها "أن" ). [التحفة الوفية: ؟؟]

"كي"
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (وأمّا "كي" فإن دخل عليها حرف الجرّ، نحو:"لكيّ" تعيّن أن تكون ناصبةً بنفسها خلافاً للكوفيّين، وإن لم يدخل احتمل أن يكون مقدّراً، فتكون ناصبةً بنفسها، أو لا، فيكون النصب بـ "أن" المضمرة بعدها). [التحفة الوفية: ؟؟]

التعليل
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها التعليل:
وحروفه: "اللام"، نحو: {ليحكم}، و"من"، نحو: قمت "من أجل" عمرٍو، و"الباء"، كقوله تعالى: {فبظلمٍ}، و
"كي"، نحو: جئت "كي" أكرمك، و"حتّى"، نحو: وثبت "حتّى" آخذ بيده، و"في"، كما روي أنّ امرأة دخلت النار "في" هرّةٍ، أي: بسبب هرّة). [التحفة الوفية: ؟؟]

المصدر
قال إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الصفاقسي (ت: 742هـ): (ومنها المصدر:
وحروفه: "أن"، و"أنّ"، و"كي" في أحد قسميها، و"ما" على أنّها حرفٌ، و"الذي"، و"لو"، وفي مصدريّتها خلافٌ). [التحفة الوفية: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 01:23 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("كي"
لها ثلاثة أقسام:
الأول: أن تكون حرف جر، بمعنى "لام" التعليل. ولا تجر إلا أحد ثلاثة أشياء.
أولها: "ما" الاستفهامية، كقولهم، في السؤال عن علة الشيء:" كيمه"؟ بمعنى: "لمه""الهاء" للسكت.
وثانيها: "أن" المصدرية، ظاهرة، أو مقدرة. فالظاهرة كقول الشاعر:
فقالت: أكل الناس أصبحت مانحاً ... لسانك، كيثما أن تغر، وتخدعا
والمقدرة نحو: جئت "كي" تكرمني. على أحد الوجهين.
وثالثها: "ما" المصدرية، كقول الشاعر:
إذ أنت لم تنفع فضر، فإنما ... يرجى الفتى، كيما يضر، وينفع
وذهب الكوفيون إلى أن "كي" لا تكون جارة. قالوا: ولا حجة في قولهم "كيمه"، لأن "مه" ليست مخفوضة، وإنما هي منصوبة على المصدر. أي: "كي" تفعل ماذا؟ ورد بأنه دعوى لا دليل عليها، وبأنه يلزم منه تقديم الفعل على "ما" الاستفهامية، وحذف "ألفها" بعد غير حرف الجر، وحذف معمول الحرف الناصب للفعل. ونصوا على أن حذف معمول نواصب الفعل لا يجوز، لا اقتصاراً ولا اختصاراً. ووقع في صحيح البخاري، في قوله تعالى: {وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة}: فيذهب "كيما"، فيعود وظهره طبقاً واحداً. أراد:" كيما" يسجد.
وذهب بعذ النحويين إلى أن ما في قوله "كيما" يضر وينفع كافة ل "كي" عن العمل.

الثاني: أن تكون حرفاً مصدرياً، بمعنى "أن". ويلزم اقترانها "باللام" لفظاً أو تقديراً. فإذا قلت: جئت "لكي" تكرمني، ف "كي" هنا ناصبة للفعل بنفسها، لأن دخول "اللام" عليها يعين "أن" تكون مصدرية ناصبة بنفسها. وإذا قلت: جئت "كي" تكرمني، احتملت أن تكون مصدرية ناصبة بنفسها، وأن "أن" بعدها مقدرة، وهي ناصبة.

تنبيه
نقل بعضهم في "كي" ثلاثة مذاهب:
أحدها: أنها حرف جر دائماً. قال: وهو مذهب الأخفش.
وثانيها: أنها ناصبة للفعل دائماً، وهو مذهب الكوفيين.
وثالثها: أن تكون حرف جر تارة، وناصبة للفعل تارة. وهو الصحيح.
وعلى هذا فلها ثلاثة أحوال: حال يتعين فيها أن تكون جارة، وذلك إذا دخلت على "ما" الاستفهامية، أو المصدرية، أو "أن" المصدرية، كما تقدم. إلا أن دخولها على "أن" نادر. ويتعين أن تكون جارة أيضاً، في نحو قول الشاعر:
كادوا بنصر تميم، كي ليلحقهم ... فيه، فقد بلغوا الأمر الذي كادوا
ولا يجوز أن تكون "كي" ناصبة، في هذا البيت، لفصل "اللام" بينها وبين الفعل، ولا زائدة لأن "كي" لم يثبت زيادتها في غير هذا الموضع. فيتعين أن تكون جارة، و"اللام" تأكيد لها، و"أن" مضمرة بعد "اللام". وحال يتعين فيها أن تكون ناصبة للفعل. وذلك إذا دخلت عليها "اللام"، كما سبق. وحال يجوز فيها الأمران، وهو ما عدا ذلك. وإذا دخلت عليها "اللام"، ووليها "أن"، كقول الشاعر:
أردت لكيما أن تطير بقربتي ... فتتركها شناً، ببيداء، بلقع
ففيها احتمال. قال ابن مالك: وتترجح مرادفه "اللام" على مرادفة "أن".

الثالث: أن تكون بمعنى "كيف". وهذه اسم، يرتفع الفعل بعدها، كما يرتفع بعد "كيف"، لأنها محذوفة منها. كقول الشاعر:
كي تجنحون إلى سلم، وما ثئرت ... قتلاكم، ولظى الهيجاء تضطرم؟
أراد:"كيف" تجنحون. فحذف "الفاء". والله سبحانه أعلم). [الجنى الداني:261 - 265]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 01:24 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("كي"
"كي": على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون اسما مختصرا من "كيف"، كقوله:
(كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت ... قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم)
أراد "كيف" فحذف "الفاء"، كما قال بعضهم: "سو" أفعل، يريد: "سوف".
الثّاني: أن تكون بمنزلة "لام" التّعليل معنى وعملا، وهي الدّاخلة على "ما" الاستفهامية في قولهم في السّؤال عن العلّة "كيمة"، بمعنى: "لمه"، وعلى "ما" المصدرية في قوله:
(إذا أنت لم تنفع فضر فإنّما ... يرجى الفتى كيما يضر وينفع)
وقيل "ما" كافّة، وعلى "أن" المصدرية مضمرة، نحو: جئتك "كي" تكرمني، إذا قدرت النصب "بأن".
الثّالث: أن تكون بمنزلة "أن" المصدرية معنى وعملا، وذلك في نحو: {لكي لا تأسوا}، ويؤيّده صحة حلول أن محلها؛ ولأنّها لو كانت حرف تعليل لم يدخل عليها حرف تعليل، ومن ذلك جئتك "كي" تكرمني، وقوله تعالى: {كي لا يكون دولة}، إذا قدرت "اللّام" قبلها، فإن لم تقدر فهي تعليلية جارة ويجب حينئذٍ إضمار "أن" بعدها، ومثله في الاحتمالين قوله:
(أردت لكيما أن تطير بقربتي ... )
فكي إمّا تعليلية مؤكدة "للام" أو مصدريّة مؤكدة "بأن"، ولا تظهر "أن" بعد "كي" إلّا في الضّرورة، كقوله:
(فقالت أكل النّاس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تغر وتخدعا)
وعن الأخفش أن "كي" جارة دائما، وأن النصب بعدها بـ "أن" ظاهرة أو مضمرة ويرده، نحو: {لكي لا تأسوا}، فإن زعم أن"كي" تأكيد "للام"، كقوله:
( ... ولا للما بهم أبدا دواء)
رد بأن الفصيح المقيس لا يخرج على الشاذ.
وعن الكوفيّين أنّها ناصبة دائما، ويرده قولهم "كيمه"، كما يقولون "لمه"، وقول حاتم:
(وأوقدت ناري كي ليبصر ضوؤها ... وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله)
لأن "لام" الجرّ لا تفصل بين الفعل وناصبه.
وأجابوا عن الأول بأن الأصل "كي" تفعل ماذا، ويلزمهم كثرة الحذف، وإخراج "ما" الاستفهامية عن الصّدر، وحذف "ألفها" في غير الجرّ، وحذف الفعل المنصوب مع بقاء عامل النصب، وكل ذلك لم يثبت نعم وقع في صحيح البخاريّ في تفسير {وجوه يومئذٍ ناضرة}، فيذهب "كيما" فيعود ظهره طبقًا واحدًا، أي: "كيما" يسجد، وهو غريب جدا لا يحتمل القياس عليه.

تنبيه
إذا قيل جئت لتكرمني بالنّصب، فالنصب "بأن" مضمرة، وجوز أبو سعيد كون المضمر "كي"، والأول أولى؛ لأن "أن" أمكن في عمل النصب من غيرها، فهي أقوى على التّجوّز فيها بأن تعمل مضمرة). [مغني اللبيب: 3 / 31 - 40]


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 01:26 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ)

الباب الثاني: في الحروف الثنائية
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الباب الثاني: في الحروف الثنائية وهي التي كل واحدٍ منها على حرفين من حروف الهجاء بالوضع، واعلم أن جماعة لم تتعرض لها وهم أكثر النحاة ومنها طائفة لم يتعرضوا لها عند عدهم الحروف ونبهوا عليها في أماكن أخرى، ونحن نأتي إن شاء الله تعالى على عدّ جميعها ونذكر في كل واحد منها ما يليق ذكره بهذا التعليق، ونستمد من الله سبحانه حسن التوفيق، فنقول: إن جملة الحروف الثنائية التي اسقصينا حصرها ثلاثون حرفًا منها ما لم تجر عادتهم بذكره بين الحروف وهي ستة: "النون" الشديدة للتأكيد، و"الألف" و"النون" في نحو: يفعلان الزيدان، وتفعلان المرأتان، و"الواو" و"النون" في: يفعلون الزيدون إذا أسندت إلى الظاهر المرتفع بعدهما بالفاعلية على لغة أكلوني البراغيث، أي: قول من يجعل هذه العلامة للدلالة على نوعية الفاعل "كتاء" التأنيث الدالة على تأنيثه، ولفظة "نا"، و"كم"، و"ها"، الملحقة "بأيا" ضمير النصب المنفصل على رأي سيبويه في جعل المردفات حروفًا دالة على التفريع فإذا طرحنا هذه الستة بقي جميع الحروف المتداولة بين النحاة أربعة وعشرون حرفًا، وهي على حالتين كما قدمناه، فإنها إمَّا أن تكون حروفًا محضة، أي: تقع في جملة مواقعها وقاطبة استعمالاتها إلا حروفًا، وإمَّا أن تكون مشتركة بين الاسمية والحرفية، ولا يجوز أن يشارك الحرف الثنائي شيئَا من الأفعال لما تقدم من أنه لم يوضع فعل على أقل من ثلاثة أحرف أصول، فلذلك وضعنا هذا الباب أيضًا على نوعين: ملازم لمحض الحرفية، وغير ملازم، والله الموفق). [جواهر الأدب: 85]

النوع الأول: الحروف المحضة التي لا تشارك شيئًا من القسمين الآخرين
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (النوع الأول: الحروف المحضة التي لا تشارك شيئًا من القسمين الآخرين وهي ثمانية عشر حرفًا، وذكرها على مقتضى الترتيب الطبيعي والاصطلاحي هو هكذا "آ" "أو" "أم" و"إن" و"أن" و"أو" و"أي" و"إي" و"بل" و"في" و"كي" و"لا" و"لم" و"لن" و"لو" و"من" و"هل" و"وا" و"ما" ونحن نذكر كل واحدٍ من هذه الحرف في فصل مفرد على هذا الترتيب المذكور ونذكر في كل فصل منها ما نرى ذكره لائقًا بذلك الموضع مستمدين من الله سبحانه ولطفه حسن التوفيق ومتوكلين على كرمه في إصابة الحق بالتحقيق إن شاء الله تعالى). [جواهر الأدب: 85 - 86]

الفصل العاشر: حرف "كي"
قال علاء الدين بن عليّ بن بدر الدين الإربلي (ت: ق8هـ): (الفصل العاشر: من أول نوعي الحروف الثنائية الذي لا تقع إلا حرفًا هو:
حرف "كي": اعلم أنها تفيد التعليل ولها موقعان:
أحدهما: أن تكون فيه حرف جر فتفيد ما تفيده "لام" التعليل، واستدلوا على كونها جارة بحذف "ألف" "ما" الاستفهامية معها في الاستفهام، كقولهم: "كيم"، كما قالوا: "يم"، و"لم"، و"قيم"، و"عم"، ولا تحذف إلا مع ما يجر، كما يأتي في النوع الثاني، وإذا كانت حرف جر فلا تدخل إلا على اسم صريح أو مؤول به، ولذلك نصبوا بعدها المأول بتقديران لتبقى مع صلتها بمنزلة الاسم الصريح، فيقال: حيث "كي" تكرمني، أي: لإكرامك "إياي"، وهذا مما يشهد "لكي" أنها جارة أيضًا، وينصب المضارع بعدها كما ينصب بعد غيرها من حروف الجر، لكن بتقديران، وذهب الكوفيون إلى أنها ناصبة بنفسها، وتابعهم في ذلك جماعة من البصريين، واستدل من قدر أن بعدها يوردها بعدها ظاهرة في قول الشاعر:
فقالت: أكل الناس أصبحت مانحا ..... لسانك كيما أن تغر وتخدعا
وثانيهما: أن تكون حرفًا مصدريًا فتكون مع ما بعدها من الجملة في حكم المصدر، وذلك عند دخول "اللام" الجارة عليها، كقولك: جئت "لكي" تكرمني، أي: لإكرامك "إياي"، وحينئذٍ يجب أن تكون ناصبة بنفسها لاستبعاد دخولها حينئذٍ على "أن" المصدرية، وجعلها حرف جر لدخول "اللام"، ومنع دخول حرف جر على مثله فيكون النصب بها نفسها فإذا قلت: جئتك "كي" تكرمني أمكن أن تقدر في الكلام "لام" جارة فتكون مصدرية وتنصب بنفسها، وأن تقدر جارة وتقدر بعدها "أن" ناصبة، وقد ورد قول الشاعر:
أردت لكيما أن تطير بقربتي ..... فتتركها شنا ببيداء بلقع
ويلزم منه أحد المحذورين إمَّا دخول حرف الجر على مثله، أو حرف مصدري على مثله، فاختار الفراء جعل "كي" مصدرية مؤكدة "بأن" لقربها من الاسمية بكونها موصولة، وبعد التأكيد إنما هو في الحروف الجارة، ورجحه أيضًا صاحب التسهيل وقال سهله: إنه ليس بإعادة لفظ الأول بل بمرادفه فإنه مستحسن قوله تعالى: {سبلًا فجاجًا}، وقولنا: زيد كمثل عمر وأحسن من زيد ككعمر، مع أنه ممتنع، وقد ورد اجتماع المصدريتين في قول أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: «ما كان عليك لو صمت لله أيامًا وتصدقت بصاع من طعامك محتسبًا».

تنبيه: قد تحذف "الفاء" من "كيف" ويقع بعدها الفعل المضارع مرفوعًا، كقول الشاعر:
كي تجنحون إلى سلم وما ثئرت ..... قتلاكم ولظى الهيجاء تضطرم
فيظن أنها الناصبة وقد أهملت إمَّا ضرورة أو على قول من يهملها، وليست إياها، وكذلك لو دخلت على فعل ماض أو اسم؛ لأنها لا تقيد معهما التعليل، وأنشد أبو علي قول الشاعر:
وطرفك أما زرتنا فاصرفنه ..... كما يحسبوا أن الهوى حيث تُنظر
وزعم أن أصل "كما""كي" "ما"، حذفت ياؤه ونصب بها الفعل كما كانت تنصب لو لم يتلها حذف، وإعمال "كي" مع زيادة "ما" عليها غريب؛ لأن أن يضعف عملها مع زيادة "ما" عليها وهي أصل نواصب الفعل، بل عمل إن المشبهة التي عملت أن لشبهها ضعيف "رب"، فالأولى أن يجعل حذف "النون" من الفعل لضرورة الشعر لا نصبًا "بكي"؛ لأن ذلك كثير، فالقول به أولى، والله أعلم). [جواهر الأدب: 111 - 112]


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 01:27 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ( (فصل) "كي":
تأتي على ثلاثة أوجه:
أحدها: أن تكون اسمًا مختصرًا من "كيف" كما تقدم.
ثانيها: أن تكون حرف جر ومعناها التعليل وإنما تجر ثلاثة أشياء:
أحدها: "ما" الاستفهامية، يقولون: إذا سألوا عن علة الشيء "كيمه"، والأكثر أن يقولوا في سؤالهم "لمه" و«وعند الكوفيين» إنها منصوبة بفعل مضمر كأنك قلت: "كي" تفعل ماذا؟
ثانيها: "ما" المصدرية وصلتها، كقول الشاعر:
إذا أنت لم تنفع فضر فإنما .... يُراد الفتى كيما يضر وينفع
أي: للضرر والنفع، قاله الأخفش.
ثالثها: "أن" المصدرية وصلتها، مضمرة نحو: جئت "كي" تكرمني، إذا قدرت "أن" بعدها، ويجوز تقديرها بعدها؛ بدليل ظهورها في الضرورة، قال جميل:
فقالت أكل الناس أصبحت مانحًا .... لسانك كيما أن تغر وتخدعا
والأولى في التقدير: أن تقدر "كي" مصدرية بمنزلة "أن" معنى وعملًا فتقدر "اللام" قبلها بدليل كثرة ظهورها كقوله تعالى: {لكيلا تأسوا}.
وهذا هو الوجه الثالث وتتعين "كي" للمصدر إن سبقتها "اللام" نحو: {لكيلا تأسوا}، وللجر إن تأخرت كقول الشاعر:
كي لتقضيني رقية ما .... وعدتني غير مختلس
فيجب حينئذٍ إضمار "أن" بعدها.
وقول الله سبحانه: {كيلا يكون دولة بين الأغنياء منكم} وقول الشاعر:
أردتُ لكيما أن تطير بقربتي .... وتتركها شنًّا ببيداء بلقع
يحتمل الجارة والمصدرية.
وعن الأخفش أن "كي" جارة دائمًا، وأن النصب "بأن" ظاهرة أو مضمرة.
ويرده نحو: {لكيلا تأسوا} فإن زعم أن "كي" تأكيد "للام" كقول الشاعر:
.... ولا للمابهم أبدًا دواءُ ....
رد بأن الفصيح المقيس لا يخرج على الشاذ.
وعن الكوفيين أنها ناصبة دائمًا، ويرده قولهم: "كيمه" كما يقولون: "لمه".
وقول حاتم:
وأوقدت نارًا كي ليبصر ضوءها .... وأخرجت كلبي وهو في البيت داخله
لأن "لام" الجر لا تفصل بين الفعل وناصبة). [مصابيح المغاني: 358 - 362]


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 01:28 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن محمد بن إسماعيل الكردي البيتوشي (ت: 1211هـ): (
ولا تُجز من بعدكي إظهار أن .... إلا لدى ضرورةٍ فأظهرن
برزت في هذا الجمال الفائق
.... كي أن تهيج قلب صب وامقٍ
وربما يكون كي مُختصرا
.... من كيف أوردنا لكيلا يُنكرا
كي تمتطي يا سيدي مطا النوى .... ولم تُداو العبد من جُرح الهوى).
[كفاية المعاني: 263]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 2 محرم 1439هـ/22-09-2017م, 11:02 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قسم معاني الحروف من دليل"دراسات في أساليب القرآن"
للأستاذ محمد عبد الخالق عضيمة

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة