العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الزخرف

توجيه القراءات في سورة الزخرف


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:13 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الزخرف

مقدمات توجيه القراءات في سورة الزخرف
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة الزّخرف). [معاني القراءات وعللها: 2/361]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الزخرف) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/291]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الزخرف). [الحجة للقراء السبعة: 6/138]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الزخرف). [المحتسب: 2/253]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (43 - سورة الزخرف). [حجة القراءات: 644]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سورة الزخرف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سورة الزخرف). [الموضح: 1145]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مكية). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وهي تسع وثمانون آية في المدني والكوفي). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]

ياءات الإضافة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (26- فيها ياءا إضافة قوله: {من تحتي أفلا} «51» قرأها نافع وأبو عمرو والبزي بالفتح.
والثانية قوله: {يا عباد لا خوف} «68» قرأها أبو بكر بالفتح ويقف بالياء، وأسكنها نافع وأبو عمرو وابن عامر، ويقفون بالياء، وحذفها الباقون في الوصل والوقف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/263]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (اختلفوا: في يائين للمتكلم:
إحداهما {يَا عِبَادِيَ} وقد مضى ذكرها.
والأخرى {مِنْ تَحْتِي أَفَلَا}.
ففتحها نافع وأبو عمرو والبزي عن ابن كثير، وأسكنها الباقون.
والوجه في الفتح أنه هو الأصل؛ لأن هذه الياء مثل الكاف في غلامك، فكما أن الكاف مفتوحة فكذلك الياء ينبغي أن تكون مفتوحة، والياء وإن كانت حرف علة، فإن الفتحة لا تستثقل عليها لخفتها.
والوجه في الإسكان أن الياء مثل الألف في كونها حرف علة، فكما أن الحركة كلها تستثقل على الألف، فكذلك ينبغي أن يكون على الياء). [الموضح: 1160]

الياءات المحذوفة:
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (فيها: ثلاث ياءات حذفن من الخط وهن قوله {سَيَهْدِينِ} و{اتَّبِعُونِ} و{أَطِيعُونِ}.
[الموضح: 1160]
أثبتهن يعقوب في الوصل والوقف، وأثبت أبو عمرو ونافع يل- {اتَّبِعُونِ} في الوصل دون الوقف، وحذفهن ثلاثين ش- و-ن- عن نافع، وكذلك الباقون.
ووجه الإثبات أنه هو الأصل، ووجه الحذف أنه تخفيف واكتفاء بالكسرة عن الياء، وأنه في الفاصلة). [الموضح: 1161]

الياءات الزائدة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (فيها زائدة قوله: {واتبعون} «61» أثبتها أبو عمرو في الوصل خاصة). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/263]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:16 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (1) إلى الآية (8)]
{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5) وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6) وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7) فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}


قوله تعالى: {حم (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال أبو عبد الله: قد ذكرت ألفاظ السبعة في (حم) وإنما أعدت ذكره لأني سمعت ابن مجاهد يقول: قرأ ابن أبي إسحق: {حم والكتاب المبين} بالكسر جعله قسمًا.
وقرأ عيسى بن عمر: {حم}، وقد ذكرت علته). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/291]

قوله تعالى: {وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2)}
قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3)}
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}

قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} [آية/ 4] بكسر الألف:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أن الهمزة تقارب الهاء في المخرج، فكسرت الهمزة للياء التي وقعت قبلها، كما كسرت الهاء لذلك في قولك: عليه وفيه، وقد تكسر للكسرة التي قبلها أيضًا كما تكسر الهاء لذلك في قولك: به، وقد تقدم ذكر ذلك في سورة النساء.
وقرأ الباقون {فِي أُمِّ الْكِتَابِ} بضم الألف.
وهو الأصل، وإنما لم تكسر؛ لأن الهمزة ليست كالهاء في الخفاء، وإنما أشبهتها من جهة المخرج لا من جهة الخفاء، ولأجل الخفاء وجب أن تكسر الهاء للياء أو الكسرة، والهمزة لا تناسب الهاء من هذه الجهة). [الموضح: 1145]

قوله تعالى: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ (5)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (أفنضرب عنكم الذّكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين (5)
قرأ نافع - وحمزة والكسائي (إن كنتم) بكسر الألف، وقرأ الباقون بالنصب (أن كنتم).
قال أبو منصور: من قرأ بالنصب فمعناه: أفنضرب عنكم ذكر العذاب، والعذاب بأن أسرفتم. أو: لأن أسرفتم.
ومن قرأ (إن) فعلى معنى الاستقبال، على معنى: إن تكونوا مسرفين أي: نضرب عنكم العذاب وذكره، جعل (إن) مجازاة). [معاني القراءات وعللها: 2/361]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (قال ابن عباس: قال لي العباس: قال لي: المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم حنين: ناولني كنار من حصباء قال: فكأن البغلة فهمت ما أراد فانحضجت أي: انبسطت فتناول هو صلى الله عليه ما أراد ثم رمى في وجوه الكفار، وقال: شاهت الوجوه، أي: قبحت «حم لا ينصرون» قال: فانهزم الناس، وكانوا ثلاثين ألفًا، قال على رضي الله عنه في المعمعة قبل الهزيمة: وقد بقينا سبعة نفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد حزننا الأمر فقلت: تقدم رسول الله أمامنا فما هو أن تكلم بكلامه، ورمي حتى أعطوا الأكتاف، والأقفاء، فأنزل الله تعالى: {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} قال المبرد: وما رميت بقوتك يا محمد إذ رميت يا محمد ولكن بقوة الله رميت. وقال ثعلب: وما قذفت الرعب في قلوبهم يا محمد ولكن الله قذف في قلوبهم الرعب حتى انهزموا.
وقال غيرها: لما رمي رسول الله صلى الله عليه الكف من الحصباء صار في عين كل واحد من الكفرة غشاوة وظلمة، وظلوا يمسحون التراب عن
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/291]
وجوههم، قال الله تعالى: {وما رميت إذ رميت} أي: لم تكن لتوصل التراب إلى عيون ثلاثين ألفًا ولكن في ذلك اليوم على ابن أبي طالب رضي الله عنه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/292]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- وقوله تعالى: {أفنضرب عنكم الذكر صفحًا أن كنتم قومًا مسرفين} [5].
قرأ نافع وحمزة والكسائي: {إن كنتم قومًا} بكسر الهمزة جعلوه مستأنفًا شرطًا.
وقرأ الباقون: {أن كنتم} جعلوه فعلا ماضيًا أراد: إذ كنتم، كما قال: {أن جاءه الأعمي} أي: إذ جاءه الأعمى. وكذلك: أسبك أن حرمتني، فموضع «أن» نصب عند البصريين، جر عند الكوفيين؛ لأن التقدير: الذكر صفحًا لأن كنتم وبأن كنتم قومًا مسرفين، والمسرف: الذي ينفق في معصية ولا إسراف في طاعة الله. وقال صلى الله عليه وسلم: «لا إسراف في المأكول والمشروب».
وقرأ الناس كلهم: {الذكر صفحًا} بفتح الصاد إلا سميط بن عمير وشبيل بن عزرة فإنهما قرآ {صفحًا} بضم الصاد، وهما لغتان: الصفح،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/292]
والصفح، وضربته بصفح السيف وصفحه أي: بعرضه، وضربته بالسيف مصفحًا، وشبيل بن عزرة هذا هو القارئ: {واذكر بعد أمه} وهذا الذي روي عن أنس عن النبي صلى الله عليه، قال: «مثل الجليس الصالح مثل العطار إن أصبت من عطره، وإلا أصبت من رائحته....» حدثنا أبو بكر ابن الأشعث، قال: حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: حدثنا شبيل بن عزرة، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مثل الجليس الصالح مثل العطار إن لم تصب من عطره أصبت من ريحه»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/293]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في فتح الألف وكسرها من قوله عزّ وجلّ: صفحا أن كنتم [الزخرف/ 5] فقرأ ابن كثير، وأبو عمرو وعاصم وابن عامر: صفحا أن كنتم نصبا.
وقرأ حمزة ونافع والكسائي: إن كنتم* كسرا.
من قال: أن كنتم فالمعنى: لأن كنتم، فأمّا صفحا فانتصابه من باب: صنع الله [النمل/ 88] لأنّ قوله: أفنضرب عنكم الذكر [الزخرف/ 5] يدلّ على: أنصفح عنكم صفحا؟ وكأن قولهم:
صفحت عنه أي: أعرضت، وولّيته صفحة العنق، والمعنى: أفنضرب عنكم ذكر الانتقام منكم والعقوبة لكم، لأن كنتم قوما مسرفين؟ وهذا يقرب من قوله: أيحسب الإنسان أن يترك سدى [القيامة/ 36] والكسر على أنه جزاء استغني عن جوابه بما تقدّمه مثل: أنت ظالم إن فعلت، كأنّه: إن كنتم قوما مسرفين نضرب). [الحجة للقراء السبعة: 6/138]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أفنضرب عنكم الذّكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين}
قرأ نافع وحمزة والكسائيّ {أن كنتم قوما مسرفين} بكسر الألف وقرأ الباقون بالفتح المعنى أفنضرب عنكم الذّكر أن كنتم فكأنهم ذهبوا إلى أنه فعل قد مضى كقول القائل أحبك أن جئتني بمعنى أحبك إذ كنت قد جئتني فأما {صفحا} فانتصابه من باب {صنع الله} لأن قوله {أفنضرب عنكم الذّكر}
[حجة القراءات: 644]
يدل على أنا نصفح عنكم صفحا وكأن قولهم صفحت عنه أي أعرضت عنه والأصل في ذلك أنّك توليه صفحة عنقك المعنى أفنضرب عنكم ذكر الانتقام منكم والعقوبة لكم لأن كنتم قوما مسرفين وهذا يقرب من قوله {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} قال الزّجاج أفنضرب عنكم ذكر العذاب والعقوبة لأن كنتم قوما مسرفين وقيل الذّكر ها هنا العذاب
ومن كسرها فعلى معنى الاستقبال على معنى إن تكونوا مسرفين نضرب عنكم الذّكر المراد والله أعلم من الكلام استقبال فعلهم فأراد جلّ وعز تعريفهم أنهم غير متروكين من الإنذار والإعذار إليهم قال الفراء ومثله {شنآن قوم أن صدوكم} و{أن صدوكم} ). [حجة القراءات: 645]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (1- قوله: {صفحًا إن كنتم} قرأ نافع وحمزة والكسائي بكسر «أن» وفتح الباقون.
وحجة من فتح أنه جعله أمرًا قد كان وانقضى، ففتح على أنه مفعول من أجله، أي: من أجل أن كنتم ولأن كنتم.
2- وحجة من كسر أنه جعله أمرًا منتظرًا لم يقع وجعل «إن» للشرط، والشرط أمر لم يقع، وجواب الشرط ما قبله من جملة الكلام، فـ «إن» في هذا نظيره قوله: {أن صدوكم عن المسجد الحرام} «المائدة 2» وقد مضى شرحها بأشبع من هذا، فهذه مثلها في علتها، وقد تقدم ذكر «حم، وأم الكتاب، ومهدا، وتخرجون، وجزءًا، ولما، ويأيه الساحر، وولد» كل حرف مع نظيره بحجته، فأغنى ذلك عن إعادته). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (2- {إِنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ} [آية/ 5] بكسر الألف:-
قرأها نافع وحمزة والكسائي.
والوجه أن {إِنْ} للشرط، والكلام شرط، وجوابه مستغنى عنه بما تقدمه،
[الموضح: 1145]
والتقدير: إن كنتم قومًا مسرفين نضرب عنكم الذكر صفحًا، فحذف الذي هو جواب؛ لدلالة ما تقدم عليه، كما تقول: أنا أكرمك إن جئتني، والمعنى: إن جئتني أكرمتك، فحذف أكرمتك لدلالة: أنا أكرمك، عليه.
وقرأ الباقون {أَنْ كُنْتُمْ} بفتح الألف.
والوجه أنه على تقدير اللام، والمراد: لأن كنتم، وموضع {أَنْ} مع ما بعده، نصب، على أنه مفعول له، أي أفنضرب عنكم الذكر صفحًا تعليلاً بإسرافكم). [الموضح: 1146]

قوله تعالى: {وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (6)}
قوله تعالى: {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (7)}
قوله تعالى: {فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (8)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:18 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (9) إلى الآية (14)]
{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10) وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11) وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12) لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13) وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}


قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (9)}
قوله تعالى: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (10)}

قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({الّذي جعل لكم الأرض مهدا}
قرأ عاصم وحمزة والكسائيّ {مهدا} بغير ألف وقرأ الباقون مهادا وحجتهم قوله ألم نجعل الأرض {مهادا} وقد ذكرت الحجّة في سورة طه). [حجة القراءات: 645]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (4- {الْأَرْضَ مَهْدًا} [آية/ 10] بغير الألف:-
قرأها الكوفيون.
وقرأ الباقون {مِهَادًا} بالألف.
وقد سبق ذكر ذلك في سورة طه). [الموضح: 1147]

قوله تعالى: {وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (5- وقوله تعالى: {كذلك يخرجون} [11].
قرأ حمزة والكسائي وابن عامر: {تخرجون} بفتح التاء.
والباقون بالضمة، وقد ذكرت علة ذلك في مواضع شتي). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/296]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ حمزة والكسائي وابن عامر: تخرجون* [الزخرف/ 11] بضمّ الرّاء وفتح التاء.
الباقون: تخرجون بضمّ التاء وفتح الرّاء.
حجّة تخرجون* قوله: إذا أنتم بشر تنتشرون [الروم/ 20] فتنتشرون مثل تخرجون، ألا ترى أنّ انتشر مطاوع نشرته، كما أنّ خرج مطاوع أخرجته؟. وحجّة تخرجون
قوله: ومنها نخرجكم تارة أخرى [طه/ 55] وقوله: من بعثنا من مرقدنا هذا [يس/ 52] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/147]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (قراءة أبي جعفر يزيد: [بَلْدَةً مَيِّتًا]، بالتشديد.
قال أبو الفتح: التذكير مع التشديد ليس في حسن التذكير مع التخفيف؛ وذلك أن [مَيّتا] بالتشديد يكاد يجري مجرى فاعل، فكأنه مائت؛ ولذلك اعتقبا على الموضع الواحد، فقالوا: رجل سائد وسيد، وبائع وبيع، وقائم بالأمر وقيم.
وقرئ: [إنك مَائِت] و[مَيّت].
وعليه أيضا حذفت عين فيعل مما اعتلت عينه، كما حذفت عين فاعل منه فصار ميت، وهين، ولين - كشاك، وهار، ولاث. وإذا جريا مجرى المثال الواحد - لما
[المحتسب: 2/253]
ذكرناه، ولما استطلناه فتركناه- ضعف [بَلْدَةً مَيّتًا] بالتثقيل، كما ضعفت امرأة مائت وبائع.
وليس الموت أيضا مما يختص بالتأنيث فيحمل على تذكير طالق وطامث وبابه وهو إذا خفف فقيل ميت أشبه لفظ المصدر، نحو البيع، والضرب، والموت، والقتل وتذكير المصدر إذا جرى وصفا على المؤنث ليس بمستنكر، نحو امرأة عدل، وصوم، ورضا، وخصم. فهذا فرق -كما ترى- لطيف). [المحتسب: 2/254]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون}
قرأ حمزة والكسائيّ وابن عامر {كذلك تخرجون} بفتح التّاء وحجتهم إجماع الجميع على فتح التّاء في قوله {من الأرض إذا أنتم تخرجون}
[حجة القراءات: 645]
قالوا فكان رد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى
وقرأ الباقون {تخرجون} على ما لم يسم فاعله يقول تبعثون من القبور وحجتهم قوله {ثمّ إنّكم يوم القيامة تبعثون} وقوله {ومنها نخرجكم} ). [حجة القراءات: 646]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (5- {كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} [آية/ 11] بفتح التاء وضم الراء:-
قرأها ابن عامر وحمزة والكسائي.
والوجه أنه مضارع خرجتم، وخرج لازم، والمعنى تخرجون بإخراج الله تعالى إياكم.
وقرأ الباقون {تُخْرَجُونَ} بضم التاء وفتح الراء.
والوجه أنه مضارع أخرجتم على بناء الفعل للمفعول به، والفعل من أخرج متعدي خرج، ولذلك أمكن بناء الفعل لما لم يسم فاعله؛ لأن بناءه لا يمكن إلا من المتعدي، والمعنى إن الله تعالى يخرجكم، فأنتم مخرجون). [الموضح: 1147]

قوله تعالى: {وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (12)}
قوله تعالى: {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (13)}
قوله تعالى: {وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (14)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 09:20 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (15) إلى الآية (18)]
{وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15) أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}


قوله تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءًا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِينٌ (15)}
قوله تعالى: {أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16)}
قوله تعالى: {وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17)}
قوله تعالى: {أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أومن ينشّأ في الحلية (18)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (ينشّأ في الحلية) بضم الياء، وفتح النون، والتشديد.
وقرأ الباقون (أومن ينشأ في الحلية) بفتح الياء وسكون النون والتخفيف.
[معاني القراءات وعللها: 2/361]
قال أبو منصور: من قرأ (ينشّأ في الحلية) فمعناه: يربّى ويرشّح في الحليّ والزينة ومن قرأ (ينشأ) فمعناه: يشبّ ويترشح.
والمعنى: أن الكفار كانوا يقولون: الملائكة بنات الله، تعالى الله عما افتروا فقرعهم اللّه ووبّخهم بهذا الكلام، وقال: أجعلتم البنات اللائي يربين في الزينة والحلية لينفقن عند خطابهن بنات اللّه، وأنتم تستأثرون بالبنين، ويسودّ وجهكم إذا ولد لكم الإناث). [معاني القراءات وعللها: 2/362]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {أو من ينشؤا في الحلية} [18].
قرأ حمزرة والكسائي وحفص عن عاصم: {ينشؤا} بالتشديد جعلوا «من» في موضع مفعول؛ لأن الله تعالى قال: {إنا أنشأنهن إنشاء} فأنشأت ونشأت بمعنى: إذا ربيت، يقال: قد نشأ فلان، ونشأه غيره، ويقال: غلام ناشيء: إذا أدرك، ويقال: قد أشهد الغلام: إذا احتلم، وبلغ أشده، وقيل: احتلم، وقيل بلغ ثماني عشرة سنة، وقيل خمسًا وثلاثين سنة، وبلغ الغلام السعي: إذا احتلم. قيل: {فلما بلغ معه السعي} قال: كان ابن ثلاث عشرة، ويقال: قد اخضر إزاره: إذا احتلم، وذلك أن ابن عمر أتي بغلام قد سرق، فقال: إن كان قد اخضر إزاره فاقطعوه.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/293]
قال أبو عبد الله: إنما كني بنبات شعر عانته، كما تقول العرب: فلان عفيف الإزار: إذا كان صائنًا لفرجه، ويقال: أنبت: إذا احتلم، وقيل في قوله تعالى: {ثم أنشأنه خلقا ءاخر} قال: هو نبات شعرته وإبطه.
وقرأ الباقون: {أو من ينشؤا} جعلوا الفعل لهم؛ لأن الله أنشأهم فنشئوا، ويقال للجواري الملاح: النشأ، قال نصيب:
ولولا أن يقال صبا نصيب = لقلت بنفسي النشأ الصغار
وقرأ عبد الله بن مسعود: {ولا ينشؤا [إلا] في الحلية} وذلك أن الله تعالى احتج عليهم ووبخهم حين جعلوا له من عباده جزءًا أي: نصيبًا. وقيل: جزءًا أي: بنتًا. قال الله: كيف رضيتم لله تعالى ما لا ترضون لأنفسكم وأحدكم إذا بشر بالأنثى ظل وجهه مسودا. ويقال: أجزأت المرأة إذا ولدت بنتًا، وأنشدوا:
إن أجزأت حرة يومًا فلا عجب = قد تجزئ الحرة المذكار أحيانًا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/294]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الياء والتّشديد وفتحها والتخفيف من قوله عزّ وجلّ: أومن ينشأ في الحلية [الزخرف/ 18].
فقرأ حمزة والكسائي وعاصم في رواية حفص: ينشأ برفع الياء والتشديد.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: ينشأ بفتح الياء والتخفيف.
يقال: نشأت السّحابة، ونشأ الغلام، فإذا نقل بالهمزة هذا الفعل تعدّى إلى مفعول، وعامّته بالهمزة، كقوله: وينشىء السحاب الثقال [الرعد/ 12] ثم أنشأنا خلقا آخر [المؤمنون/ 14] وأنشأنا بعدها قوما [الأنبياء/ 11] وهو الذي أنشأ جنات معروشات [الأنعام/ 141] والأكثر في هذه الأفعال التي تتعدّى إذا أريد تعديته أن ينقل بالهمزة، وبتضعيف العين نحو: فرح، وفرحته، وأفرحته، وغرم وغرّمته وأغرمته، وقد جاء منه شيء بتضعيف العين دون الهمزة، وذلك قولك: لقيت خيرا، ولقانيه زيد، ولا تقول: ألقانيه زيد، إنّما تقول: لقّانيه، وعلى هذا قوله: ويلقون فيها تحية وسلاما [الفرقان/ 75] ولقاهم نضرة وسرورا [الإنسان/ 11] ولم نعلم من هذا المعنى: ألقيته عمرا، إنّما يقال: لقيته عمرا، فأمّا قولهم: ألقيت متاعك بعضه على بعض، فليس بمنقول من لقي بعض متاعك على بعضه، ولو كان منه وجب أن يزيد النقل مفعولا، وفي النقل بالهمزة لم يزد مفعولا،
[الحجة للقراء السبعة: 6/139]
إنّما تعدى إلى المفعول الثاني بالحرف في قولك: ألقيت متاعك بعضه على بعض، فألقيت بمنزلة أسقطت، وليس بمنقول من لقي بالدّلالة التي ذكرنا، فيجوز أن يكون نشأ من ذلك، لأنّا لم نعلم منشّئ، كما جاء: بلغ وأبلغ، ونجّى وأنجى، فإذا كان كذلك، فالأوجه إنّما هو: أو من ينشأ في الحلية فيكون أفعل من أفعلت.
ومن قال، ينشأ فهو في القياس مثل فرّح وأفرح، وغرّم وأغرم، وإن عزّ وجود ذلك في الاستعمال وموضع «من» نصب على تقدير: اتخذوا له من ينشأ في الحلية، على وجه التقريع لهم بما افتروه كما قال: أم له البنات ولكم البنون [الطور/ 39] فنسبوا إلى القديم سبحانه ما يكرهونه، ومن لا يكاد يقوم بحجّته أو يستوفيها). [الحجة للقراء السبعة: 6/140]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({أو من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين} 18
قرأ حمزة والكسائيّ وحفص {أو من ينشأ في الحلية} بالتّشديد على ما لم يسم فاعله وقرأ الباقون {ينشأ} بفتح الياء والتّخفيف من قرأ بالتّشديد جعله في موضع مفعول لأن الله تعالى قال {إنّا أنشأناهنّ إنشاء} وأنشأت ونشأت بمعنى ربيت تقول نشأ فلان ونشأه غيره تقول العرب نشأ فلان ولده في النّعيم أي نبته فيه فقوله {أو من ينشأ} أي يربي
والأكثر من الأفعال الّتي لا تتعدى إذا أريد تعديها أن ينقل بالهمزة وبتضعيف العين تقول فرح فلان وفرحته وأفرحته تقول نشأت السحابة وأنشاها الله
[حجة القراءات: 646]
ومن قرأ بالتّخفيف فإنّه جعل الفعل لهم لأن الله أنشأهم فنشؤوا والقرأتان تداخلان كقوله {يدخلون} و{يدخلون} لأنّه إذا أنشئ في الحلية نشأ فيها ومعلوم أنه لا ينشأ فيها حتّى ينشأ). [حجة القراءات: 647]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (3- قوله: {أومن ينشأ في الحلية} قرأ حفص وحمزة والكسائي بضم الياء، وفتح النون، والتشديد في الشين، وقرأ الباقون بفتح الياء، وإسكان النون، مخففًا.
وحجة من خفف أنه بناه على الثلاثي من قولهم: «نشأ الغلام ونشأت الجارية ونشأت السحابة» فهو فعل لا يتعدى، ومعنى «ينشأ» يربى.
4- وحجة من شدد أنه بناه الرباعي بتضعيف العين على نشأ ينشئ،
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/255]
مثل قتل يقتل، وهو يتعدى في الأصل، لكنه عداه إلى المضمر الذي قام مقام الفاعل، معناه: أومن يربى في الحلية، أي: في الحلي، يعني النساء، جعلوهن أولاد الله، تعالى الله عن ذلك، فالمعنى: أجعلتم من يربى في الحلي، وهو لا يبين في الخصام بنات الله، لأنهم جعلوا الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا، وهو قوله تعالى: {وجعلوا له من عباده جزءًا} «15» وهو قوله: {ويجعلون لله ما يكرهون} «النحل 62»، كانوا يكرهون البنات لأنفسهم، والتخفيف أحب إلي؛ لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/256]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (3- {أَوَ مَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ} [آية/ 18] بضم الياء وفتح النون وتشديد الشين.
قرأها حمزة والكسائي وعاصم ص-.
والوجه أنه مضارع نشأ بالتضعيف، وهو متعدي نشأ بالتخفيف، يقال نشأ الغلام ونشأه الله بالتشديد وأنشأه الله بالألف أيضًا، والأكثر في هذه الأفعال التي لا تتعدى إذا أريد تعديتها أن تعدى بالتضعيف وبالهمزة أيضًا، نحو فرح وفرحته وأفرحته وغرم وغرمته وأغرمته.
وقرأ الباقون {يَنْشَؤُا} بفتح الياء وإسكان النون وتخفيف الشين.
والوجه أنه مضارع نشأ الغلام إذا نبت وتربى، وهو لازم، وفاعله مضمر يعود إلى {مَنْ} كما أن مفعول ما لم يسم فاعله في القراءة الأولى مضمر، والتقدير: ينشأ هو). [الموضح: 1146]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #6  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:39 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (19) إلى الآية (25) ]
{وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20) أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21) بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23) قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24) فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25) }

قوله تعالى: {وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (الّذين هم عباد الرّحمن)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب (الّذين هم عند الرّحمن) بالنون.
وقرأ الباقون (عباد الرّحمن) بالباء.
قال أبو منصور: من قرأ (عباد الرّحمن) فهو جمع عبدٍ ومن قرأ (عند الرّحمن) فمعناه: الذين هم أقرب إلى الله منكم). [معاني القراءات وعللها: 2/362]
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (أشهدوا خلقهم)
[معاني القراءات وعللها: 2/362]
قرأ نافع وحده (آو اشهدوا خلقهم) بهمزة ممدودة، بعدها ضمة.
وقرأ الباقون (أشهدوا خلقهم) بغير مدٍّ.
قال أبو منصور: من قرأ (آو اشهدوا) فمعناه أأحضروا خلق الملائكة حين خلقهن الله، فعلموا أنهم ذكور أو إناث؟.
وهذا استفهام معناه النفي، أي: لم يحضروا خلقهم.
وفيه تقريع لهم.
ومن قرأ (أشهدوا خلقهم): احضروا خلقهم). [معاني القراءات وعللها: 2/363]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وقوله تعالى: {وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن} [19].
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير: {عند الرحمن} وحجتهم قوله: {إن الذين عند ربك لا يستكبرون}.
وقرأ الباقون: {عباد} جمع عبد، لأن الله تعالى قال: {لن يستنكف المسيح أن يكون عبدًا لله ولا الملائكة المقربون} ولأن الله إنما كذبهم في أن الملائكة ليسوا بناته، ولكنهم عباده.
وحدثني أحمد عن علي عن أبي عبيد، قال حدثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير، قال: قلت لابن عباس: إن في مصحفي {عباد الرحمن} قال: حكه). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/295]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {أشهدوا خلقهم} [19].
قرأ نافع وحده: {ءأشهدوا خلقهم} من أشهد يشهد.
وقرأ الباقون: {أشهدوا} من شهد يشهد فـ«أشهدوا» الفعل لهم ءأشهدوا مفعولون، قال الله تعالى: {ما أشهدتهم خلق السموات والأرض} فهذا شاهد لنافع {ولا خلق أنفسهم} فمن أين علموا أن الملائكة بنات
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/295]
الله إذا لم يشهدوا ولم يخبرهم بذلك مخبر، وهذا نهاية في الحجة عليهم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/296]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الباء والنون من قوله عزّ وجلّ: عباد الرحمن [الزخرف/ 19]. فقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر: عند الرحمن* بالنون.
وقرأ الباقون: عباد الرحمن بالباء.
حجّة من قال: عند الرحمن*، قوله: ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته [الأنبياء/ 19] وقوله: إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته [الأعراف/ 206] وحجّة من قال عباد قوله: بل عباد مكرمون [الأنبياء/ 26] فقد جاء التنزيل بالأمرين جميعا، وفي قوله: عند الرحمن* دلالة على رفع المنزلة والتقريب، كما قال: ولا الملائكة المقربون [النساء/ 172] وهذا من القرب في المنزلة والرفعة
[الحجة للقراء السبعة: 6/140]
في الدرجة، وليس من قرب المسافة وفي قوله: عباد الرحمن دلالة على تكذيبهم في أنّهم بنات، كما قال: أم خلقنا الملائكة إناثا وهم شاهدون [الصافّات/ 150] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/141]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (وقرأ نافع وحده: أاشهدوا [الزخرف/ 19] بضمّ الألف مع فتحة الهمزة من أشهدوا. المفضل عن عاصم مثل نافع، وروى خلف وابن سعدان عن المسيبي عن نافع آشهدوا ممدودة من أشهدت.
والباقون لا يمدّون أشهدوا من شهدت قوله: بضمّ الألف مع فتحة الهمزة يعني أنّ الفعل أشهدوا* على أفعلوا بضمّ الهمزة وسكون الشين، وقبلها همزة الاستفهام مفتوحة ثم يخفّف الهمزة الثانية من غير أن يدخل بينهما ألفا كما يفعله أبو عمرو، والذي رواه المسيبي مثل ذلك، إلّا أنّه يدخل بينهما ألفا.
قال أبو علي: إنّ قولهم شهدت فعل استعمل على ضربين:
أحدهما يراد به: حضرت، والآخر: العلم، فالذي معناه الحضور يتعدّى إلى مفعول، يدلّ على ذلك قوله:
لو شهد عادا في زمان عاد
[الحجة للقراء السبعة: 6/141]
وقوله:
ويوم شهدناه سليما وعامرا فتقدير هذا شهدنا فيه سليما، ومن ذلك قوله:
شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة يد الدّهر إلّا جبرئيل أمامها فهذا محذوف المفعول، التقدير فيه: شهدنا المعركة، أو شهدنا من تجمّع لقتالنا. ومنه قوله:
فقد شهدت قيس فما كان نصرها قتيبة إلّا عضّها بالأباهم فهذا الضرب المتعدّي إلى مفعول واحد، إذا نقل بالهمزة تعدّى إلى مفعولين، تقول: شهد زيد المعركة وأشهدته إياها، ومن ذلك: ما أشهدتهم خلق السموات [الكهف/ 51] فلما نقل شهد بالهمز صار الفاعل مفعولا أولا، والتّقدير: ما أشهدتهم فعلي، والفعل في أنّه مفعول ثان، وإن كان غير عين، مثل زيد ونحوه من أسماء الأعيان
[الحجة للقراء السبعة: 6/142]
المختصّة. وقالوا: امرأة مشهد، إذا كان زوجها شاهدا لم يخرج في بعث من غزو وغيره، وامرأة مغيب: إذا لم يشهد زوجها.
فكأنّ المعنى: ذات غيبة لوليّها، وذات شهادة، والشّهادة خلاف الغيبة قال: عالم الغيب والشهادة [الأنعام/ 73] فهذا في المعنى مثل قوله: ويعلم ما تخفون وما تعلنون [النمل/ 25] ويعلم سركم وجهركم [الأنعام/ 3]. وأمّا شهدت الذي بمعنى علمت فيستعمل على ضربين: أحدهما: أن يكون قسما، والآخر: أن يكون غير قسم، فاستعمالهم له قسما، كاستعمالهم: علم الله ويعلم الله، قسمين فتقول: علم الله لأفعلنّ، فتتلقاه بما تتلقّى به الأقسام، وأنشد سيبويه:
ولقد علمت لتاتينّ منيّتي إنّ المنايا لا تطيش سهامها وحدّثنا أبو الحسن عبيد الله بن الحسن أنّ محمدا قال: إنّ زفر كان يذهب إلى أنّه إذا قال: أشهد بالله كان يمينا، فإن قال: أشهد، ولم يقل بالله لم يره قسما. أبو الحسن وقال محمد: أشهد غير موصولة بقوله بالله مثل أشهد موصولة بقولك بالله في أنّه يمين، قال: واستشهد محمد على ذلك بقوله قالوا نشهد إنك لرسول الله [المنافقون/ 1] ثم قال: والله يشهد إن المنافقين لكاذبون اتخذوا أيمانهم جنة [المنافقون/ 1، 2] فجعله يمينا، ولم يوصل بقوله بالله. وأمّا شهدت الذي يراد به علمت ولا يراد به العلم فهو ضرب من العلم مخصوص
[الحجة للقراء السبعة: 6/143]
فكلّ شهادة علم وليس كلّ علم شهادة، وممّا يدلّ على اختصاصه بالعلم بأنّه لو قال عند الحاكم: أعلم أنّ لزيد على عمرو عشرة، لم يحكم به حتى يقول: أشهد، فالشهادة مثل التيقّن في أنّه ضرب من العلم مخصوص، فليس كلّ علم تيقّنا، وإن كان كلّ تيقّن علما، وكأنّ التيقّن هو العلم الذي قد عرض لعالمه إشكال فيه. يبيّن ذلك قوله في قصّة إبراهيم: وليكون من الموقنين [الأنعام/ 75] ويبيّن ذلك قول رؤبة:
يا دار عفراء ودار البخدن أما جزاء العالم المستيقن عندك إلّا حاجة التّفكّن فوصف العالم بالمستيقن.
وقالوا: فلو لم تكن في المستيقن زيادة معنى لم يكن في الوصف الأوّل، ولم يحسن هذا الكلام، وكان غير مفيد. وهذا كقول زهير:
فلأيا عرفت الدّار بعد توهّم ثمّ قال:
فلمّا عرفت الدّار قلت لربعها أي: عرفتها بعد إشكال امرها، والتباسها عليّ، وعلى هذا قول
[الحجة للقراء السبعة: 6/144]
الآخر:
حيّوا الدّيار وحيّوا ساكن الدّار ما كدت أعرف إلّا بعد إنكار وكأنّ معنى: أشهد أيّها الحاكم على كذا وكذا، أي أعلمه علما يحضرني. وقد تذلّل لي، فلا أتوقف عنه ولا أتثبت فيه لوضوحه عندي، وتبيّنه، وليس كذلك سبيل المعلومات كلّها، ألا ترى أنّ منها ما يحتاج إلى توقف فيه، واستدلال عليه، وتنزيل له، ويدلّ على أنّ هذه الشهادة يراد بها المعنى الزائد على العلم أنّه لا يخلو من أن يكون العلم مجردا ممّا ذكرنا، أو مقترنا بما وصفنا من المعاني، فالّذي يدلّ على أنّه المقترن بالمعاني التي ذكرنا قوله: إلا من شهد بالحق وهم يعلمون [الزخرف/ 86]، وقوله: وما شهدنا إلا بما علمنا [يوسف/ 81].
فلو كان معنى «شهد» العلم خاليا من هذه المعاني لكان المعنى:
وما علمنا إلّا بما علمنا، وإلّا من علم بالحقّ وهم يعلمون، فإذا لم يتّجه حمله على هذا علم أنّ معناه ما ذكرنا. وشهد في هذا الوجه يتعدّى بحرف جرّ، فتارة يكون الباء وأخرى يكون على*، فمما يتعدّى بعلى قوله: وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا [فصّلت/ 21] وقوله: شهد عليهم سمعهم وأبصارهم [فصّلت/ 20] ويوم تشهد عليهم ألسنتهم [النور/ 24] شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم [الأنعام/ 130] ومن التعدّي بالباء قوله: وما شهدنا إلا بما علمنا [يوسف/ 81] وإلا من شهد بالحق
[الحجة للقراء السبعة: 6/145]
[الزخرف/ 86] وقوله: أربع شهادات بالله [النور/ 6] فإذا نقل بالهمزة زاد بالهمزة مفعول كسائر الأفعال المتعدية إذا نقلت بالهمزة، قال: وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا [الأعراف/ 172] فأمّا قوله: أشهدوا خلقهم [الزخرف/ 19] فمن الشهادة التي هي الحضور، كأنّهم بّخلوا على أن قالوا ما لم يحضروا ممّا حكمه أن يعلم بالمشاهدة. ومن قال: أأشهدوا خلقهم فالمعنى:
أأحضروا ذلك، وكان الفعل يتعدّى إلى مفعولين قبل النقل فلمّا بني للمفعول به نقص فتعدّى الفعل إلى مفعول واحد، ويقوّي هذه القراءة قوله: ما أشهدتهم خلق السموات والأرض ولا خلق أنفسهم [الكهف/ 51] فتعدّى إلى مفعولين لمّا بني الفعل للفاعل. فأمّا قوله:
إني أشهد الله واشهدوا أني بريء [هود/ 54] فعلى إعمال الثاني، كما أنّ قوله: آتوني أفرغ عليه قطرا [الكهف/ 96] كذلك، والتقدير: إنّي أشهد الله إنّي بريء. واشهدوا أنّي بريء، فحذف المفعول الأوّل على: ضربت وضربني زيد، وهذا منقول من شهد بكذا، إلّا أن حرف الجر يحذف مع أنّ وأن، فأمّا الباء في قوله:
أشهد بالله فهي متعلقة بهذا الظاهر، كما أنّ قوله: أحلف بالله، وأقسم بالله، يتعلق الجارّ فيه بهذا الظاهر. فإن قلت: فلم لا يكون الجار فيه معلقا بمحذوف كأنّه قال: أشهد بقوة الله، فيكون الجارّ فيه كالّذي في قوله: حضرت بسلاحي، وشهدت بقوتي، فإنّ ما تقدّم أولى من هذا، ألا ترى أنّك تقول: أشهد وأشهد بالله كما تقول: أحلف وأحلف بالله، وأقسم وأقسم بالله؟ فكما أنّك في هذا تعلق الجارّ بالظّاهر كذلك في أشهد تعلقه به. وقال: ونزعنا من كل أمة شهيدا [القصص/ 75] فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء [النساء/ 41]
[الحجة للقراء السبعة: 6/146]
وقال: لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا [البقرة/ 143] فشهداء جمع شهيد، كفقيه وفقهاء، وظريف وظرفاء، فأمّا قوله: ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم [هود/ 18] فيجوز أن يكون الأشهاد جمع شاهد مثل: صاحب وأصحاب. وطائر وأطيار، وأظنّه قول سيبويه، ويجوز أن يكون أشهاد جمع شهيد، كيتيم وأيتام، وشريف وأشراف وأبيل وآبال، وهذا كأنّه أرجح، لأنّ ما جاء من ذلك في التنزيل جاء على فعيل). [الحجة للقراء السبعة: 6/147]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الزهري: [أُشْهِدُوا]، بغير استفهام.
قال أبو الفتح: أما حذف همزة الاستفهام تخفيفا، كأنه قال: {أشهدوا خلقهم}؟ كقراءة الجماعة - فضعيف؛ لأن الحذف في هذا الحرف أمر موضعه الشعر، ولكن طريقه غير هذا. وهو أن يكون قوله: {أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} صفة لـ"إناث" حتى كأنه قال: وجعلوا الملائكة الذين هم عباد لرحمن إناثا مشهدا خلقهم هم.
فإن قلت: فإن المشركين لم يدعوا أنهم أشهدوا خلق ذلك، ولا حضروه.
قيل: اجتراؤهم على ذلك، ومجاهرتهم به، واعتقادهم إياه، وانطواؤهم عليه -فعل من شاهده، وعاين معتقد ما يدعيه فيه، لا من هو شاك ومرجم ومتظن، وإن لم يكن معاندا ومتخرصا لما لا يعتقده أصلا. فلما بلغوا هذه الغاية صاروا كالمدعين أنهم قد شهدوا ما تشهروا به وأعصموا باعتقاده.
وهذا كقولك لمن يزكي نفسه، وينفي الخبائث عنها، أو شيئا من الرذائل أن تتم عليها: وأنت إذا تقول: إنك معصوم، وهو لم يلفظ بادعائه العصمة، لكنه لما ذهب بنفسه ذلك المذهب صار بمنزلة من قال: أنا معصوم.
[المحتسب: 2/254]
ومثله أن يقول الإنسان: القرآن ليس بمعجز، والنبي -صلى الله عليه وسلم- ليس بمرسل، فتقول أنت: هذا الذي تقول الحق باطل، وهو لم يلفظ بذلك، لكن صورته صورة من لفظ به.
وعليه قول الله سبحانه: {يَدْعُو لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ}، إذا تأولت ذلك على أنه كأنه قال: يقول: لمن ضره أقرب من نفعه إله، ثم حذفت خبر المبتدأ، وإن كان هو لم يقل ذلك، بل هو يعتقد أن نفعه أقرب من ضره، لكنك أخبرت عنه أن صورته مع تحصيلها صورة من يقول: ذلك). [المحتسب: 2/255]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وجعلوا الملائكة الّذين هم عباد الرّحمن إناثًا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون} 19
قرأ نافع وابن عامر وابن كثير (وجعلوا الملائكة الّذين هم عند الرّحمن) بالنّون وحجتهم قوله {إن الّذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته}
وقرأ الباقون {عباد الرّحمن} جمع عبد وحجتهم قوله {بل عباد مكرمون} فقد جاء التّنزيل بالأمرين جميعًا وفي قوله {عند الرّحمن} دلالة على رفع المنزلة والتقريب كما قال {ولا الملائكة المقربون} وليس من قرب المسافة وفي قوله عباد الرّحمن دلالة على تكذيبهم في أنهم إناث كما قال {أم خلقنا الملائكة إناثًا وهم شاهدون}
قرأ نافع (ءأشهدوا) بضم الألف المسهلة مع فتحة الهمزة أي أحضروا خلقهم كما تقول أشهدتك مكان كذا وكذا أي
[حجة القراءات: 647]
أحضرتك وحجته قوله {ما أشهدتهم خلق السّماوات والأرض} والأصل أأشهدوا بهمزتين الأولى همزة الاستفهام بمعنى الإنكار والثّانية همزة التّعدية ثمّ خففت الهمزة الثّانية من غير أن تدخل بينهما ألفا
وروى المسيبي عن نافع (ءاأشهدوا) بالمدّ أدخل بينهما ألفا
وروى الحلواني عن نافع أشهدوا على ما لم يسم فاعله قال الفراء أشهدوا بغير الهمز يريد الاستفهام والهمز
وقرأ الباقون {اشهدوا} بفتح الألف والشين جعلوا الفعل لهم أي أحضروا خلقهم حين خلقوا وحجتهم قوله {أم خلقنا الملائكة إناثًا وهم شاهدون} ). [حجة القراءات: 648]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (5- قوله: {الذين هم عباد الرحمن} قرأه الكوفيون وأبو عمر {عباد} جمع «عبد»، وقرأ الباقون «عند» على أنه ظرف.
وحجة من جعله ظرفًا إجماعهم على قوله: {ومن عنده لا يستكبرون} «الأنبياء 19» وقوله: {إن الذين عند ربك لا يستكبرون} «الأعراف 206» فهذا كله يُراد به الملائكة، وفي هذه القراءة دلالة على شرف منزلتهم، وجلالة قدرهم، وفضلهم على الآدميين.
6- وحجة من جعله جمع «عبد» قوله: {بل عبادٌ مكرمون} «الأنبياء 26» يعني الملائكة، وفيه التسوية بين الآدميين والملائكة في أن كلا عباد الله، و«عند» في هذا ليس يُراد به قرب المسافة، لأن الله في كل مكان يعلمه، كما قال: {وهو معكم أين ما كنتم} «الحديد 4» ولكن معنى «عند» الرفعة في الدرجة والشرف في الحال، ومن جعله جمع «عبد» دل بذلك
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/256]
على نفي قول من جعل الملائكة بنات الله، تعالى الله عن ذلك علوًا كبيرًا؛ لأنه يخبر أنهم عباده، والولد لا يكون عبد أبيه، فهي قراءة تدل على تكذيب من ادعى ذلك، وردًا لقوله، فالقراءتان مكتافئتان صحيحتا المعنى). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/257]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (7- قوله: {أشهدوا خلقهم} قرأ نافع بهمزة، بعدها واو خفيفة الضمة، وأصلها أن تكون همزة مخففة بين الهمزة والواو، وقرأ الباقون بهمزة مفتوحة، بعدها شين مفتوحة.
وحجة من قرأ بهمزتين والثانية مخففة أنه أدخل همزة الاستفهام التي معناها التوبيخ والتقرير على فعل ما لم يسم فاعله رباعي، كأنهم وبخوا حين ادعوا ما لم يشهدوا، والشهادة في هذا المعنى الحضور، والمعنى: هل أحضروا خلق الله الملائكة إناثا حتى ادعوا ذلك وقالوه.
8- وحجة من قرأ بهمزة واحدة أنه حمله على أنه فعل ثلاثي، دخلت عليه همزة الاستفهام الذي معناه التوبيخ والتقرير، فالقراءة الأولى تعدى الفعل فيها إلى مفعولين؛ لأنه رباعي، نُقل بالهمزة من الثلاثي، والنقل بالهمزة يزيد في المفعولين واحدًا أبدًا كالتضعيف، فالمفعولان: أحدهما المضمر في الفعل، الذي قام مقام الفاعل، والثاني {خلقهم} والقراءة الثانية تعدى الفعل فيها إلى مفعول؛ لأنه ثلاثي، غير منقول، وهو {خلقهم} ولم يدخل قالون بين الهمزتين ألفًا، ولا يمد في هذا على أصله في «أؤلقي وأؤنزل» لأنه فعل لم يُجمع عليه أنه رباعي، كما أجمع في «ألقى وأنزل» فجعل ترك إدخال الألف فيه دلالة على الاختلاف فيه، وأنه ثلاثي في الأصل مع روايته ذلك عند نافع). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/257]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (6- {الَّذِينَ هُمْ عِنْدَ الرَّحْمنِ} [آية/ 19] بالنون من غير ألف:-
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر ويعقوب.
والوجه أنه أراد أنهم عند الله تعالى بالقربة والمنزلة.
ويجوز أن يكون المراد أنهم عند أمره وحكمه، كما تقول: أنا عندك وبين يديك، أي في طاعتك، ومثل ذلك قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ}.
[الموضح: 1147]
وقرأ أبو عمرو والكوفيون {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ} بالباء والألف.
والوجه أنه جمع عبد، كما تقول: كعب وكعاب وكلب وكلاب، أو جمع عابد كما يقال: قائم وقيام. وقال الله تعالى في وصفهم {بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ} ). [الموضح: 1148]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (7- {أأَُشَهِدُوا خَلْقَهُمْ} [آية/ 19] بهمزة استفهام وبهمزة أخرى مضمومة مخففة مثل الواو:-
قرأها نافع وحده.
والوجه أن الهمزة الأولى همزة استفهام على معنى التوبيخ، والهمزة الثانية همزة نقل الفعل؛ لأنه يقال: شهدت الشيء وأشهدته إياه، فالألف قد ألحق للنقل، ثم بني الفعل للمفعول به، وجمع فصار: أشهدوا، أي أحضروا، ثم دخلته همزة الاستفهام فصار أأشهدوا، ثم خففت الثانية بأن جعلت بين الهمزة والواو، وهكذا تخفيف مثلها فصار: أو شهدوا.
وعن نافع أيضًا برواية خلف {آوُشْهِدُوا} بهمزة ممدودة بعدها همزة مخففة كالواو.
والوجه أنه على ما ذكرنا، إلا أنه قد أدخل بين الهمزتين ألف للفصل بينهما. وقد مضى مثل ذلك.
وقرأ الباقون {أَشَهِدُوا} بهمزة واحدة وبفتح الشين.
[الموضح: 1148]
والوجه أن الألف للاستفهام على معنى التوبيخ، والفعل: شهدوا أي حضروا، والمعنى إنهم ادعوا علم ما لم يشاهدوه مما طريقه المشاهدة فوبخوا على ذلك). [الموضح: 1149]

قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20)}
قوله تعالى: {أَمْ آَتَيْنَاهُمْ كِتَابًا مِنْ قَبْلِهِ فَهُمْ بِهِ مُسْتَمْسِكُونَ (21)}
قوله تعالى: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ (22)}
قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ (23)}
قوله تعالى: {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (24)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (قال أولو جئتكم بأهدى (24)
قرأ ابن عامر، وحفص عن عاصم (قال أولو جئتكم) بألف.
وقرأ الباقون (قل أولو جئتكم) بضم القاف.
قال أبو منصور: من قرأ (قال أولو) فهو فعل ماض، كأن نبيهم قال لهم: أولو جئتكم.
ومن قرأ (قل أولو جئتكم) فهو أمر من الله للنبي: قل لهم). [معاني القراءات وعللها: 2/363]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (6- وقوله تعالى: {قال أولو جئتكم بأهدى} [24].
قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم: {قال أو لو جئتكم} على الخبر.
وقرأ الباقون: {قل} على الأمر.
وقرأ الناس كلهم بالتاء، إلا ما حدثني أحمد عن على عن أبي عبيد أن أبا جعفر قرأ: {أو لو جيئناكم} الله تعالى يخبر عن نفسه بلفظ الجمع؛ لأنها كلمة ملك، ومثله: {بل متعت هؤلاء} [29] و{بل متعنا}، و{كم من قرية أهلكناها} و{أهلكتها} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/296]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر: قال أولو جئتكم [الزخرف/ 24] بألف وكذلك روى حفص عن عاصم.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: قل* بغير ألف.
[الحجة للقراء السبعة: 6/147]
قال أبو علي: فاعل قال: النذير، المعنى: وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلّا قال مترفوها إنّا وجدنا آباءنا على أمّة، فقال لهم النذير: أولو جئتكم بأهدى ممّا وجدتم عليه آباءكم؟ ويجوز فيمن قال: قل، أن يكون حكاية ما أوحي إلى النذير، كأنّه: أوحينا إليه فقلنا له قل لهم: أو لو جئتكم بأهدى من ذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/148]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قال أولو جئتكم بأهدى ممّا وجدتم عليه آباءكم} 24
قرأ ابن عامر وحفص {قال أولو جئتكم} على الخبر وفاعل قال النذير المعنى {وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلّا قال مترفوها إنّا وجدنا آباءنا على أمة} فقال لهم النذير {أولو جئتكم بأهدى ممّا وجدتم عليه آباءكم}
[حجة القراءات: 648]
وقرأ الباقون {قل} بالأمر أي قل يا محمّد). [حجة القراءات: 649]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (9- قوله: {قال أو لو جئتكم} قرأه حفص وابن عامر {قال} بألف على الخبر، وقرأ الباقون {قل} بغير ألف على الأمر.
وحجة من قرأ على الخبر أنه جعله خبرًا عن قول «النذير» المتقدم الذكر في قوله: {وما أرسلنا في قرية من نذير} «23» أي: قال لهم النذير: أو لو جئتكم، ثم أخبر الله جل ذكره بجوابهم للنذير، فقال عنهم: {قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون} و«النذير» بمعنى الجماعة، فلذلك قالوا: إنا بما أرسلتم به كافرون.
10- وحجة من قرأ على الأمر أنه حمله على أنه أمر من الله للنذير، ليقول لهم ذلك، يحتج به عليهم، فهو حكاية عن الحال التي جرت من أمر الله جل ذكره للنذير فأخبرنا الله أنه أمر لنذير، فقال له: قل لهم أولوجئتكم وأخبرنا الله بما أجابوا به النذير في قوله {إنا بما أرسلتم به كافرون} والاختيار «قل» لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/258]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (8- {قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ} [آية/ 24] بالألف:-
قرأها ابن عامر و-ص- عن عاصم.
والوجه أنه إخبار عن النذير الذي ذكر في قوله تعالى {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ} والمعنى قال النذير: أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم.
وقرأ الباقون {قَالَ أَوَلَوْ} بغير ألف.
والوجه أنه على حكاية ما أوحى إلى النذير، كأنه قال: أوحينا إلى النذير بأن قل لهم ذلك). [الموضح: 1149]

قوله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (25)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:41 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (26) إلى الآية (30)]
{وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26) إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28) بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29) وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30) }
قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (26)}
قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (27) }
قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (28)}
قوله تعالى: {بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآَبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (29)}
قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَهُمُ الْحَقُّ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كَافِرُونَ (30)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:43 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (31) إلى الآية (35)]
{وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32) وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33) وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34) وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)}


قوله تعالى: {وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (31)}
قوله تعالى: {أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَةُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (32)}
قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (33)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لبيوتهم سقفًا من فضّةٍ (33)
قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو (لبيوتهم سقفًا من فضّةٍ) موحدًا.
وقرأ الباقون (سقفًا) بضم السين والقاف.
[معاني القراءات وعللها: 2/363]
قال أبو منصور: من قرأ (سقفًا من فضّةٍ) فهو جمع سقفٍ. وسقف، كما يقول: رهن ورهن.
ومن قال (سقفًا) فهو واحد دل على الجمع). [معاني القراءات وعللها: 2/364]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (7- وقوله تعالى: {لبيوتهم سقفا} [33].
قرأ ابن كثير وأبو عمرو: {سقفًا} على التوحيد.
وقرأ الباقون: {سقفا} بضمتين على الجمع، فسقف يكون جمع سقيفة، وسيقف.
وقال آخرون: هو جمع سقف مثل رهن، ورهن، وحلق، وحلق وأنشد:
حتى إذا أبلت حلاقيم الحلق
أهوي لأدني فقرة على شفق
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/296]
وحدثني ابن مجاهد، قال: حدثنا ابن خالد اللباد، قال: حدثنا محمد ابن على بن الحسن بن شقيق، قالك حدثني أبي عن الحسين بن واقد عن أبي أمية عن مجاهد عن ابن عباس، قال: ما كان من أمر الدنيا هو السقف، كما قال: {... السماء سقفًا محفوظًا} وما كان من البيوت فهو السقف.
قال أبو عبد الله: فأما السقف بإسكان القاف فهو جمع رجل أسقف، وهو الطويل). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/297]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في الجمع والتوحيد من قوله عزّ وجلّ: سقفا* [الزخرف/ 33] فقرأ ابن كثير وأبو عمرو: سقفا*، على التوحيد.
وقرأ الباقون سقفا بضمّ السين والقاف على الجميع.
السّقف: جمع سقف قال: وجعلنا السماء سقفا محفوظا [الأنبياء/ 32]، والجمع سقف، مثل: رهن ورهن، ويخفّف فيقال: رهن، ومثله في الصّفة: فرس ورد، وخيل ورد، كذلك كث وكثّ، وسهم حشر، وسهام حشر، وفعل في الجمع يخفّف نحو أسد وأسد. قال:
كأنّ محرّبا من أسد ترج ينازله لنابيه قبيب وسقف واحد يدلّ على الجمع، ألا ترى أنّه قد علم بقوله:
لبيوتهم أنّ لكل بيت سقفا. وروي عن مجاهد أنّه قال: كلّ شيء من السّماء فهو سقف، وكلّ شيء من البيوت فهو سقف بضمتين،
[الحجة للقراء السبعة: 6/148]
ويشبه أن يكون اعتبر في السّقف قوله: وجعلنا السماء سقفا محفوظا [الأنبياء/ 32] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/149]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضّة ومعارج عليها يظهرون * ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكؤون * وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدّنيا} 33 35
قرأ ابن كثير وأبو عمرو {لبيوتهم} سقفا بفتح السي وسكون القاف على التّوحيد
وقرأ الباقون سقفا بضم السّين والقاف على الجمع تقول سقف وسقف مثل رهن ورهن قال الفراء إن شئت جعلته جمعا لسقيف يقال سقيف وسقف مثل رغيف ورغف وحجتهم قوله ولبيوتهم أبوابا وسررا ولم يقل بابا وسريرا فدلّ على أن آخر الكلام منظوم على لفظ أوله
ومن قرأ سقفا فهو واحد يدل على أن المعنى جعلنا لبيت كل واحد منهم سقفا من فضّة ويجوز أن يوحد السّقف لتوحيد لفظ من فيكون المعنى جعلنا لكل من يكفر بالرحمن سقفا من فضّة). [حجة القراءات: 649]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (11- قوله: {لبيوتهم سقفًا} قرأه ابن كثير وأبو عمرو بالتوحيد، على معنى أن لكل بيت سقفًا، ولأن الواحد يدل على الجمع، ولأن لفظ «البيوت» يدل على أن لكل بيت سقفًا، وقرأ الباقون بالجمع على لفظ البيوت، لأن لكل بيت سقفًا، فجمع على اللفظ والمعنى، وهو الاختيار، لصحة معناه، ولأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/258]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (9- {لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا} [آية/ 33] بفتح السين وسكون القاف:-
قرأها ابن كثير وأبو عمرو.
والوجه أن السقف ههنا واحد في معنى الجمع، اكتفي عن جمعه بما في الكلام من الدلالة عليه؛ لأنه معلوم أن البيوت يكون لكل واحد منها سقف.
وقرأ الباقون {سُقُفًا} بضم السين والقاف.
والوجه أن {سُقُفًا} جمع سقف، نحو سهب وسهب، ولما كانت البيوت
[الموضح: 1149]
جمعًا لزم أن يكون السقف أيضًا جمعًا؛ لأن لكل بيت سقفًا). [الموضح: 1150]

قوله تعالى: {وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ (34)}
قوله تعالى: {وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (35)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (لمّا متاع الحياة الدّنيا (35)
قرأ عاصم وحمزة (لمّا) مشددًا.
وقرأ الباقون (لما) مخففًا.
ولم يخفف ابن عامر الميم من (لما) إلا هذه التي في الزخرف، وروى هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر (لمّا متاع) مشددة.
قال أبو منصور: من قرأ (لما) بتخفيف الميم فـ (ما) ها هنا صلة مؤكدة، المعنى: إن كل ذلك لمتاع الحياة الدّنيا.
ومن قرأ (لمّا) بالتشديد فهو بمعنى (إلاّ)، المعنى: ما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا). [معاني القراءات وعللها: 2/364]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (8- وقوله تعالى: {وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا} [35].
قرأ عاصم وحمزة بالتشديد: {لما} بمعنى «إلا».
وقرأ الباقون: {لما} مخففًا، جعلوا «ما» صلة، إلا ابن عامر فإنه شدد، وخفف). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/297]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ عاصم وحمزة: لما متاع [الزخرف/ 35] مشددة.
وقرأ الباقون: لما* خفيف.
من شدّد كانت إن* عنده بمعنى ما* النافية كالتي في قوله: إن الكافرون إلا في غرور [الملك/ 20]، فكذلك المعنى في الآية: ما كلّ ذلك إلّا متاع الحياة الدنيا، ولما* في معنى إلا*، وقد حكى سيبويه: نشدتك الله لمّا فعلت، وحمله على إلّا، وهذه الآية تدلّ على فساد قول من قال: إنّ قوله: وإن كل لما جميع لدينا محضرون [يس/ 32] أنّ المعنى: إن هو إلّا جميع لدينا محضرون. وزعموا أنّ في حرف أبيّ: وما ذلك إلا متاع الحياة، فهذا يدلّ على أنّ لما* بمعنى إلا* وأن إن* بمعنى ما*، وحكي عن الكسائي أنّه قال: لا أعرف وجه التثقيل، وقال أبو الحسن: قال بعضهم: لمّا مثقلة، وجعلها في معنى إلّا، وذهب إلى أنّ التخفيف الوجه، قال: لأنّ لمّا في معنى إلّا لا يكاد يعرف ولا يكاد يتكلّم بها. وأمّا من قال لما* بالتخفيف، فإن إن* في قوله المخفّفة من الثقيلة، واللّام فيها التي تدخل لتفصل بين النفي والإيجاب في قوله:
هبلتك أمك إن قتلت لفارسا
[الحجة للقراء السبعة: 6/149]
وكقوله: وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين [الأعراف/ 102]، ومن نصب بها مخففة فقال: إن زيدا لمنطلق، استغنى عن هذه اللّام، لأنّ النافية لا ينتصب بعدها الاسم، فإذا لم يقع بعدها انتصاب اسم لم يقع اللّبس، وما* فيه زائدة، المعنى: وإن كلّ ذلك لمتاع الحياة الدنيا، ولم تعمل إن* عمل الفعل لمّا خففتها لزوال شبهها بالفعل من أجل التخفيف، ولو نصبت بها لجاز في القياس، وحكى سيبويه النصب بها مخففة، والقياس أن لا تعمل إذا خفّفت يدلّك على ذلك دخلوها على الفعل في نحو: وإن كنا عن دراستهم لغافلين [الأنعام/ 156] وو إن وجدنا أكثرهم لفاسقين [الأعراف/ 102] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/150]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي رجاء: [لِمَّا مَتَاعُ].
قال أبو الفتح: ما هنا بمنزلة الذي، والعائد إليها من صلتها محذوف، وتقديره: وإن كل ذلك للذي هو متاح الحياة الدنيا، فكأنه قال: وإن كل ذلك لما يتمتع به أحوال الدنيا، فجاز حذف هذا الضمير على انفصاله جوازا قصدا لا مستحسنا، ومثله على توسطه قراءة من قرأ: [مَثَلًا مَا بَعُوضَةٌ]، أي: ما هو بعوضة، وقوله:
لم أر مثل الفتيان في غبن الـ ... أيام ينسون ما عواقبها
أي: ينسون الذي هو عواقبها. وقد ذكرناه بما فيه، إلا أن ابن مجاهد لم يذكر كيف إعراب "كل" في هذه الآية؟ هل هو مرفوع أو منصوب؟ وينبغي أن يكون منصوبا؛ وذلك أن "أن" هذه مخففة من الثقيلة، ومتى خففت منها وأبطل نصبها لزمتها اللام في آخر الكلام للفرق بينها وبين إن النافية بمعنى ما، وذلك قولك: إن زيد لقائم، وقوله:
شلت يمينك إن قتلت لمسلما
[المحتسب: 2/255]
أي: إنك قتلت مسلما، وهذا موضح في بابه.
فلو كانت "كل" هنا رفعا لم يكن بد معها من اللام الفاصلة بين المخففة والنافية، ولالام معك؛ لأن هذه الموجودة في اللفظ إنما هي الجارة المكسورة، ولو جاءت معها لوجب أن تقول: وإن كل ذلك للمامتاع الحياة الدنيا، كقولك: إن زيد لمن الكرام.
فإن قلت: إنه قد يجوزم أن يكون أراد اللام الفاصلة، لكنها جفت مع اللام الجارة، فحذفت وصارت هذه الجارة في اللفظ كالعوض منها.
قيل: فقد قال:
فلا والله لا يلفي لما بي ... ولا للما بهم أبدا دواء
فجمع بين اللامين، وكلتاهما جارة. فجاز الجمع بين الجارتين، وهما بلفظ واحد، وعمل واحد- فجمع المفتوحة مع المكسورة العاملة أحرى بالجوز.
وبعد، فالحق أحق أن يتبع. هذا بيت لم يعرفه أصحابنا ولا رووه، والقياس من بعد على نهاية المج له والإعراض عنه، لاسيما وقد جاور بحرف الجر حرفا مثله لفظا ومعنى, فلو وجد هذا البيت عنوانا على كل ورقة من مصحف أبي عمرو لما جاز استعمال مثله في الشعر إلا كلا ولا، فضلا عن الأخذ به في كتاب الله.
فإذا كان كذلك بطل رفع "كل" لما ذكرناه، وجب أن يكون نصبا على لغة من نصب مع التخفيف، فقال: إن زيدا قائم؛ لأنه إذا نصب زال لاشك في أنها ليست بالنافية؛ لأن تلك غير ناصبة للمبتدأ. وترك ابن مجاهد ذكر الإعراب في "كل" يدعو إلى أن يكون رفعا؛ إذ لو كان نصبا لذكره لما فيه من الشذوذ الذي عليه وضع الكتاب، ففيه إذا ما تراه، فتعجب منه). [المحتسب: 2/256]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ عاصم وحمزة {وإن كل ذلك لما} بالتّشديد وقرأ الباقون بالتّخفيف
فمن شدد كانت {إن} بمعنى ما النافية كالّتي في قوله {إن الكافرون إلّا في غرور}
[حجة القراءات: 649]
و {لما} بمعنى إلّا المعنى ما كل ذلك إلّا متاع الحياة الدّنيا ومن خفف جعل ما صلة المعنى وإن كل ذلك لمتاع الحياة الدّنيا وإن الخفيفة هي الثّقيلة ولم تعمل إن عمل الفعل لما خففتها لزوال شبهها بالفعل من أجل التّخفيف ولو نصبت بها لجاد في القياس). [حجة القراءات: 650]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (10- {لَمَّا مَتَاعُ} [آية/ 35] بتشديد الميم:-
قرأها عاصم وحده.
والوجه أن {إِنْ} في قوله {وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ} بمعنى ما النافية، ولما بمعنى إلا، كما تقول: نشدتك الله لما فعلت كذا، أي إلا، وتقدير الآية: وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا.
وقرأ الباقون {لَمَا} بالتخفيف.
والوجه أن {إِنْ} على هذا هي المخففة من الثقيلة، واللام في {لَمَا} هي الفاصلة بين إن النافية وبين إن المؤكدة المخففة من الثقيلة، وما زائدة، والتقدير: وإن كل ذلك لمتاع الحياة الدنيا، كما قال: {وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ} وقد ذكرنا قبل ذلك في إن المخففة من الثقيلة ما فيه كفاية). [الموضح: 1150]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #9  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:44 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (36) إلى الآية (40)]
{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (40) }


قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (نقيّض له شيطانًا (36)
قرأ الحضرمي وحده (يقيّض) بالياء.
وقرأ الباقون (نقيّض) بالنون.
قال أبو منصور: التقيّض من فعل الله، قرأته بالياء أو بالنون.
والمعنى: ومن يعش عن ذكر الرّحمن، أي: يعرض عن ذكره، فلا يذكر ربّه، نجازيه
[معاني القراءات وعللها: 2/364]
بأن نسبّب له شيطانًا يضله فيستوجب العذاب.
وقيل: نقيض: نمثل، يقال: هما قيضان، أي: مثلان، ومنه المقايضة في البيع، وهي المبادلة). [معاني القراءات وعللها: 2/365]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (11- {نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا} [آية/ 36] بالياء.
قرأها يعقوب، وحماد عن عاصم.
والوجه أن الياء في {نُقَيِّضْ} لضمير الرحمن عز وجل، والتقدير: ومن يعش عن ذكر الرحمن يقيض هو له شيطانًا.
[الموضح: 1150]
وقرأ الباقون {نُقَيِّضْ} بالنون.
والوجه أنه على إخبار الله تعالى عن نفسه بالتقييض، والمعنى: نقيض نحن له شيطانًا فهو له قرين). [الموضح: 1151]

قوله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37)}
قوله تعالى: {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (حتّى إذا جاءنا (38)
قرأ ابن كثير ونافع، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم (حتّى إذا جاءانا) على فعل اثنين.
وقرا الباقون (جاءنا) على فعل الواحد.
قال أبو منصور: من قرأ (جاءانا) بالتثنية فمعناه: حتى إذا جاءنا الكافر وشيطانه الذي هو له قرين.
ومن قرأ (حتّى إذا جاءنا) فهو للكافر وحده). [معاني القراءات وعللها: 2/365]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (9- وقوله تعالى: {حتى إذا جآءنا} [38].
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر {جآءنا} على الاثنين يعني الكافر وقرينه، كقوله: {وإذا النفوس زوجت} أي: قرنت بنظيرها من الشياطين، الدليل على ذلك قوله: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين} يعني مشرق الصيف والشتاء، قال الفراء: الاختيار، بعد المشرق، والمغرب. فقال: المشرقين كما قال سنة العمرين، يعني أبا بكر وعمر. وكما قيل: بين الأذانين، يعني: الأذان والإقامة، وأنشد:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/297]
أخذنا بآفاق السماء عليكم = لنا قمراها والنجوم الطوالع
يعني: الشمس والقمر، وقال المفضل: يعني بالقمرين محمدًا، وإبراهيم خليل الرحمن عليهما السلام، قال ابن خالوية: من قال سنة العمرين عمر بن عبد العزيز فقد أخطأ؛ لأن قتادة قال: قد قيل: سنة العمرين قبل أن يولد عمر بن عبد العزيز. وقالوا لعلي: سن سنة العمرين، يعنون أبا بكر وعمر، ونحوه قول العرب: الأصرمان: الذيب والغراب،
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/298]
والأقهبان: الفيل والجاموس، والأسودان: التمر والماء، والصفران: الذهب والزعفران، وأهلك الرجال الأحمران: اللحم والخمر، والجديدان: الليل والنهار، وينشد:
إن الجديدين إذا ما استوليا = على جديد أدنياه للبلي
ويقال: ذهب منه الأطيبان: الأكل والنكاح، ويقال: الخمر والزنا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/299]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في التوحيد والتثنية من قوله تعالى: حتى إذا جاءنا قال [الزخرف/ 38].
فقرأ ابن كثير ونافع وعاصم في رواية أبي بكر وابن عامر حتى إذا جاءانا لاثنين.
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: جاءنا واحد.
حجّة الإفراد: قوله: قال: يا ليت بيني وبينك [الزخرف/ 38]
[الحجة للقراء السبعة: 6/150]
فهو واحد، وحجّة التثنية قوله: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين [الزخرف/ 36] فقوله: جاءانا على التثنية هو الكافر وقرينه هذا.
وهكذا روي عن عكرمة قال: الكافر وقرينه، وليس يدلّ قوله: يا ليت بيني وبينك أنّ قرينه ليس معه، بل يجوز أن يقول له هذا وهو معه). [الحجة للقراء السبعة: 6/151]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}
قرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر (حتّى إذا جاءانا) على اثنين يعني الكافر وقرينه من الشّياطين وحجتهم قوله {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين} يعني بعد مشرق الصّيف ومشرق الشتاء
وقرأ الباقون {جاءنا} واحدًا وحده أفرد بالخطاب في الدّنيا وأقيمت عليه الحجّة بإنفاذ الرّسول إليه فاجتزئ بالواحد عن الاثنين كما قال {لينبذن في الحطمة} والمراد لينبذن هو وماله وحجتهم قوله قبلها {ومن يعش عن ذكر الرّحمن} ). [حجة القراءات: 650]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (12- قوله: {حتى إذا جاءنا} قرأه الحرميان وأبو بكر وابن عامر على
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/258]
التثنية على أن المراد به الإنسان وشيطانه وهو قرينه، لتقدم ذكرهما في قوله: {ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانًا فهو له قرين} «36» فأخبر عنهما بالمجيء إلى المحشر، يعني الكافر وقرينه، وقرأ الباقون {جاءنا} بالتوحيد، ردوه على قوله: {قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين} فحمل {جاءنا} على {قال} ووحّدهما جميعًا، يريد بذلك «الكافر» وهو «من» في قوله: {ومن يعش}، وهو الضمير في {يعش} وفي {له} وأتى بلفظ الجمع في قوله: {وإنهم ليصدونههم} «37» حملًا على معنى {من}، وأتى التوحيد في {يعش} وفي {له} حملًا على لفظ {من} ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/259]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (12- {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا} [آية/ 38] على التثنية:-
قرأها ابن كثير ونافع وابن عامر و-ياش- عن عاصم.
والوجه أن ضمير التثنية راجع إلى الكافر والشيطان الذي هو قرينة.
وقرأ الباقون {جَاءَنَا} على الوحدة.
والوجه أن الضمير للواحد وهو الكافر وحده؛ لأنه وحد الضمير فيما بعد، فقال: {قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ} فهذا يقوي توحيد الضمير). [الموضح: 1151]

قوله تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (واتفق القراء على فتح الألف من قوله: (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنّكم في العذاب (39)...
ومعناه: أنهم منعوا فرجة التأسي باشتراكهم في النار، فلا يخفف ذلك عنهم شيئًا.
وذلك أن البشر في الدنيا إذا تأسوا في نازلة تنزل بهم فتعمهم أنها تخف عليهم فتكون أهون من أن يخصّ بها بعضٌ دون بعضٍ). [معاني القراءات وعللها: 2/365]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (10- وقوله [تعالى]: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلتم أنكم في العذاب مشتركون} [39].
يعني الكافر وقرينه. وذلك أن حكم المشتركين في المصيبة والبلاء أن يخف ذلك عليهما ليتسلى بعض ببعض كما قالت الخنساء:
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/299]
يذكرني طلوع الشمس صخرًا = وأذكره بكل مغيب شمس
ولولا كثرة الباكين حولي = على أحبابهم لقتلت نفسي
وما بيكون مثل أخي ولكن = أعزي النفس عنه بالتأس
فقال الله تعالى: إن اشتراكهم في النار لن ينفعهم ولن يسليهم.
وقرأ الباقون: {حتى إذا جآءنا} على التوحيد وإنما أفراد بالخطاب لأنه الذي أفرد بالخطاب في الدنيا، وأقيمت عليه الحجة بتوجيه الرسول، إليه، فاجتزأ بالواحد عن الاثنين كما قال الله تعالى: {لينبذن في الحطمة} والأصل: لينبذان بمعنى هو ماله). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/300]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (15- وقوله تعالى: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم} [39].
قرأ ابن عامر وحده بكسر الألف جعله تمام الآية، والوقف على قوله: {إذ ظلمتم} ثم استأنف {إنكم} لأن [«إن»] إذا كانت مبتدأة كانت مكسورة.
وقرأ الباقون: {أنكم} بالفتح، جعلوا «أن» اسما في موضع رفع، ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في النار حيث ظلمتم أنفسكم في الدنيا). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/302]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر وحده: ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم إنكم [الزخرف/ 39] بكسر الألف.
وقرأ الباقون: أنكم بفتح الألف.
قال أبو علي: قراءة ابن عامر: ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون [الزخرف/ 39] فاعل ينفعكم فيه الاشتراك كما أنّه في قول من فتح أنّ كذلك، المعنى:
ولن ينفعكم اليوم اشتراككم
[الحجة للقراء السبعة: 6/155]
وفي هذا حرمان التأسّي، وهي نعمة يسلبها الله من أهل النّار ليكون أشدّ لعذابهم، ألا ترى أنّ التأسّي قد يخفّف عن المتأسّي كثيرا من حزن كما جاء:
... ولكن أعزّي النفس عنه بالتأسّي ولكنّه أضمر الفاعل هنا لما يقع عليه من الدّلالة بعد، وجاز له إضمار الفاعل لدلالة الحال عليه، كقولهم: إذا كان غدا فائتني، فأضمر الفاعل، فكذلك أضمره لدلالة في قوله: لن ينفعكم اليوم، وحال التلاوة دالّة عليه ومبينة له، ويجوز فيه وجه آخر، وهو: أن يكون فاعل ينفع التبرّؤ كأنّه: ولن ينفعكم اليوم تبّرؤ بعضكم من بعض، وأظنّ أنّ بعض المفسّرين قد قاله، ودلّ على التبرؤ ما في الكلام من الدّلالة عليه، وذلك أنّ قوله: يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين [الزخرف/ 38]، يدلّ على التبرؤ، فصار إضمار الفاعل هنا كإضماره في قوله: فزادهم إيمانا [آل عمران/ 173] ونحوه في أن ما تقدّم من الكلام يدلّ عليه، ومن فتح أن* على هذا القول وجب أن يكون في موضع نصب، لأنّ الفعل إذ اشتغل بما تحمّله من الضمير الذي هو الذّكر، في المعنى، وجب أن يكون أنكم في موضع نصب، فأمّا اليوم في قوله ولن ينفعكم اليوم فمتعلق بالنفع، ولا يجوز إذا تعلّق به ظرف من الزّمان أن يتعلّق به آخر منه، ولا يصحّ بدل إذ* من اليوم*، ولكن الظرف الذي هو إذ* يتعلّق بالمعنى كأنّه: لن ينفعكم
[الحجة للقراء السبعة: 6/156]
اليوم اشتراككم أمس، ولا يتعلّق بالاشتراك، لأنّ الموصول لا تتقدّم عليه صلته، ولكنّه نحو قوله: يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين [الفرقان/ 22]. ألا ترى أنّ ما بعد لا* هذه لا يعمل فيما قبلها، كما أنّ ما بعد أن* لا يعمل فيما قبلها؟ وكذلك المصدر، ولكنّ المعنى: ولن ينفعكم اجتماعكم إذ ظلمتم، فإذا* في كلتا القراءتين يتعلّق بهذا المعنى، ولا يتعلق بالنفع). [الحجة للقراء السبعة: 6/157]

قوله تعالى: {أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (40)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #10  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:46 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (41) إلى الآية (45)]
{فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41) أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42) فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43) وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44) وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}


قوله تعالى: {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (41)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فإمّا نذهبنّ بك.. (41) أو نرينّك (42)
[معاني القراءات وعللها: 2/365]
قرأ يعقوب (فإمّا نذهبن بك.... أو نرينك) بسكون النون وتخفيفها ما قرأه غيره.
قال أبو منصور: وسائر القراء على التشديد.
وهما لغتان، والتشديد أوكدهما). [معاني القراءات وعللها: 2/366] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} [آية/ 41] {أَوْ نُرِيَنَّكَ} [آية/ 42] بإسكان النون فيهما:-
قرأهما يعقوب يس-.
والوجه أن النون فيهما نون التأكيد الخفيفة، وهي وإن كانت خفيفة، فإنها تفيد معنى التأكيد.
وقرأ الباقون وح- عن يعقوب {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} أو {نُرِيَنَّكَ} بتشديد النون وفيهما.
[الموضح: 1151]
والوجه أن النون فيهما نون التأكيد الثقيلة، وهي أشد تأكيدًا من الخفيفة، لما فيها من زيادة نون، فإن الثقيلة نونان، والخفيفة نون واحدة). [الموضح: 1152] (م)

قوله تعالى: {أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ (42)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فإمّا نذهبنّ بك.. (41) أو نرينّك (42)
[معاني القراءات وعللها: 2/365]
قرأ يعقوب (فإمّا نذهبن بك.... أو نرينك) بسكون النون وتخفيفها ما قرأه غيره.
قال أبو منصور: وسائر القراء على التشديد.
وهما لغتان، والتشديد أوكدهما). [معاني القراءات وعللها: 2/366] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (13- {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} [آية/ 41] {أَوْ نُرِيَنَّكَ} [آية/ 42] بإسكان النون فيهما:-
قرأهما يعقوب يس-.
والوجه أن النون فيهما نون التأكيد الخفيفة، وهي وإن كانت خفيفة، فإنها تفيد معنى التأكيد.
وقرأ الباقون وح- عن يعقوب {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} أو {نُرِيَنَّكَ} بتشديد النون وفيهما.
[الموضح: 1151]
والوجه أن النون فيهما نون التأكيد الثقيلة، وهي أشد تأكيدًا من الخفيفة، لما فيها من زيادة نون، فإن الثقيلة نونان، والخفيفة نون واحدة). [الموضح: 1152] (م)

قوله تعالى: {فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (43)}
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)}
قوله تعالى: {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آَلِهَةً يُعْبَدُونَ (45)}

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #11  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:48 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (46) إلى الآية (50)]
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46) فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47) وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49) فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50)}

قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (46)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ (47)}
قوله تعالى: {وَمَا نُرِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ إِلَّا هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (48)}
قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنَا لَمُهْتَدُونَ (49)}

قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (14- وقوله تعالى: {يا أيه الساحر ادع لنا ربك} [49].
قرأ ابن عامر وحده: {يا أيه} اتباعًا للمصحف.
وقرأ الباقون: {يأءيه}.
فإن قيل لك: خاطبوا نبيهم بالساحر. وقد سألوه أن يدعو لهم؟ ففي ذلك أجوبة:
أحدهما: أنهم قالوا يأيها الفطن العالم؛ لأن السحر عندهم دقة النظر والعلم بالشيء كالسحر الحلال، يقال: فلان يسحر بكلامه.
وقال آخرون: معناه: أنهم خاطبوه بما تقدم لهم من التشبيه لهم إياه بالساحر). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/302]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ ابن عامر وحده: يا أية الساحر [الزخرف/ 49] بضمّ الهاء.
وقرأ الباقون: يا أيها بفتح الهاء، وكان أبو عمرو والكسائي يقفان بالألف ولم يحفظ عن غيرهما وقف.
قد تقدّم القول في ذلك، وفي ذكر شبهة ابن عامر). [الحجة للقراء السبعة: 6/155]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقالوا يا أيها السّاحر} 49
قرأ ابن عامر (يا أيه السّاحر) بضم الهاء اتباعا للمصحف وقرأ الباقون {يا أيها} بفتح الهاء وقد ذكرت في سورة النّور). [حجة القراءات: 650]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (14- {وَقَالُوا يَا أَيُّهَا السَّاحِرُ} [آية/ 49] بضم الهاء:-
قرأها ابن عامر وحده.
والوجه أنه لما لزم ها التنبيه أيًا المنادى صار معه كالشيء الواحد فحذف ألف ها، ثم جعل الهاء كجزء من الكلمة، فبني أيه في النداء على الضم، فقالوا {يَا أَيُّهَا} كما قالوا يا زيد، وقد ذكرنا هذه الكلمة بأكثر بسطًا من هذا في سورة النور.
وقرأ الباقون {يَا أَيُّهَا} بفتح الهاء.
وكان أبو عمرو والكسائي ويعقوب يقفون عليها بالألف.
والباقون يقفون عليها بغير ألف.
ووجه {يَا أَيُّهَا} أنه الأصل في الكلمة؛ لأن ها التنبيه أصلها أن تكون بالألف، وأما الوقف على الألف فعلى الأصل أيضًا، وأما الوقف على الهاء منها فذهابًا إلى حذف ألف ها الذي ذكرنا جوازه). [الموضح: 1152]

قوله تعالى: {فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِذَا هُمْ يَنْكُثُونَ (50)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #12  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:50 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (51) إلى الآية (56)]
{وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}


قوله تعالى: {وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (تجري من تحتي أفلا تبصرون)
فتح الياء من " تحتي " ابن كثير ونافع وأبو عمرو). [معاني القراءات وعللها: 2/366]

قوله تعالى: {أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52)}
قوله تعالى: {فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فلولا ألقي عليه أسورةٌ من ذهبٍ.. (53)
قرأ عاصم في رواية حفص، ويعقوب (أسورةٌ) بغير ألف.
وقرأ الباقون (أساورةٌ) بألف.
قال أبو منصور: من قرأ (أسورة) فهو جمع سوار.
ومن قرأ (أساورة) ففيه وجهان:
أحدهما: أن يكون جمع (أسورة)، فيكون جمع الجمع.
ويجوز أن يكون (أساورة) جمع إسوارة وأساورة.
يقال للسوار: أسوار). [معاني القراءات وعللها: 2/366]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (11- وقوله تعالى: {أسورة من ذهب} [53].
قرأ عاصم في رواية حفص: {أسورة} وقد رويت عن الحسن كذلك، فـ{أسورة} جمع سوار.
وقرأ الباقون: {أسورة} جمع أسوار.
قال أبو عبيد: وقد يكون أسوار جمع أسورة، وفي حرف عبد الله {أسور من ذهب} بغير هاء شاهد لمن جمع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/300]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال وكلّهم قرأ: أساورة [الزخرف/ 53] إلّا عاصما في رواية حفص، فإنّه قرأ: أسورة.
قال أبو زيد: قالوا: رجل إسوار من قوم أساورة، وهو إسوار المرأة، وسوار المرأة وأسورة لجماعتها، قال: وهما قلبان يكونان في يديها.
قال أبو علي: فرواية حفص: أسورة هو جمع سوار، جمعه على أسورة، مثل: سقاء وأسقية. وإزار وآزرة، وخوان وأخونة.
ومن قرأ أساورة جعله جمع إسوار الذي ذكره أبو زيد، وقال في الجمع: أساورة، فألحق الهاء في الجمع على أن الهاء عوض من الياء التي ينبغي أن تلحق في جمع إسوار على حدّ: إعصار وأعاصير فإن شئت قلت: أساورة، وإن شئت قلت: أساوير. ويجوز في أساورة أن يكون جمع أسورة مثل أسقية وأساق، ولحقت علامة التأنيث كما لحقت في قشعم وقشاعمة، فأمّا أساورة في جمع إسوار، فالهاء فيه على حدّ ما يلحق المعربات نحو: طيالسة، وزنادقة، وقد لحقت هذه
[الحجة للقراء السبعة: 6/151]
الهاء المعرّبة نحو: صياقلة وقشعم وقشاعمة، والإسوار معرب وهو الفارس). [الحجة للقراء السبعة: 6/152]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فلولا ألقي عليه أسورة من ذهب}
قرأ حفص {أسورة من ذهب} بغير ألف جمع سوار وأسورة كما تقول سقاء وأسقية ورداء وأردية
وقرأ الباقون (أساورة) جمع إسوار كذا قال أبو زيد وقال الزّجاج ويصلح أن يكون جمع الجمع نقول أسورة وأساورة كما تقول أقوال وأقاويل). [حجة القراءات: 651]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (13- قوله: {أسورة} قرأ حفص على وزن «أفعلة»، وقرأ الباقون على وزن «أفاعلة».
وحجة من قرأ على وزن «أفعلة» أنه جعله على جمع «سوار» كحمار وأحمرة.
14- وحجة من قرأه على وزن «أفاعلة» أنه جعله جمع «أساور»، حكى أبو زيد «إسوار المرأة» و«وسوارها» وكان القياس في جمع «إسوار» «أساوير» كإعصار وأعاصير، ولكن جعلت الهاء بدلًا من الياء، وحذفت الياء كما جعلوا الهاء بدلًا من الياء في «زنادقة»، ويجوز أن يكون «أساور» جمع «أسورة» كأسقية وأساقي، ودخلت الهاء كما دخلت في قشعم وقشاعمة، وهو الاختيار، لأن الجماعة عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/259]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (15- {أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ} [آية/ 53] بسكون السين من غير ألف:-
قرأها عاصم ص- ويعقوب.
والوجه أنه جمع سوار، جاء على أفعله كسقاء وأسقية وخوان وأخونة وحمار وأحمرة.
[الموضح: 1152]
وقرأ الباقون {أَسَاوِرَة} بالألف وفتح السين.
والوجه أنه جمع أسوار، فإن أسوارًا وسوارًا واحد، وجمع السوار أسورة، وجمع الأسوار أساور، إلا أنهم ألحقوا الهاء في الجمع عوضًا عن الياء التي كان ينبغي أن تلحق هذا الجمع نحو إعصار وأعاصير وفرزان وفرازين وحملاق وحماليق، فقالوا فرازنة وحمالقة). [الموضح: 1153]

قوله تعالى: {فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54)}
قوله تعالى: {فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)}
قوله تعالى: {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ (56)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فجعلناهم سلفًا ومثلًا للآخرين (56)
قرأ حمزة والكسائي (سلفًا) بضمتين.
وقرأ الباقون (سلفًا) بفتحتين.
[معاني القراءات وعللها: 2/366]
قال أبو منصور: من قرأ (سلفا) فهو جمع سالف وسلف.
ومعناه: جعلناهم متقدمين ليتعظ بهم من بعدهم.
ومن قرأ (سلفا) فهو جمع سليف. بالمعنى الأول، يقال: سلفت القوم أسلفهم، إذا تقدمتهم). [معاني القراءات وعللها: 2/367]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (12- قوله: {فجعلناهم سلفًا} [56].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/300]
قرأ حمزة والكسائي: {سلفًا} جمع سليف.
وقرأ الباقون: {سلفًا} وهو الأسير في كلامهم.
وسمعت ابن [أبزون] الحمزي يقول قيل لحمزة: من قرأ {سلفًا} قال الناس، قيل: من هم؟ قال: أنا.
وفيها قراءة ثالثة: حدثني ابن مجاهد عن السمري عن الفراء قال: أخبرني سفيان بن عيينة أن الأعرج قرأ {سلفًا} بفتح اللام جعله جمع سلقة مثل غرفة وغرف، وكذلك {زلفًا من الليل} جمع زلفة). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/301]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ السّين واللّام من قوله عزّ وجلّ: سلفا [الزخرف/ 56] وفتحهما.
فقرأ حمزة والكسائي: سلفا بضمّ السّين واللّام.
وقرأ الباقون: سلفا بفتحهما.
قال أبو علي: من قال: سلفا بضمّ السّين واللّام جاز أن يجعله جمعا لسلف، فيكون مثل أسد وأسد، ووثن وقالوا: أثن، وممّا لحقته تاء التأنيث من هذا: خشبة وخشب، وبدنة وبدن. ومن قال: سلفا بفتح السّين واللّام، فلأنّ فعلا قد جاء في حروف يراد بها الكثرة، وكأنّه اسم من أسماء الجمع، كقولهم: خادم وخدم، وطالب وطلب، وحارس وحرس، وحكى أحمد بن يحيى: رائح وروح، فلذلك جاء في موضع الجمع في قوله: فجعلناهم سلفا [الزخرف/ 56] وكذلك المثل واحد يراد به الجمع، فمن ثمّ عطف على سلف في قوله: فجعلناهم سلفا ومثلا. ويدلّك على وقوعه على أكثر من واحد قوله: ضرب الله مثلا عبدا مملوكا... ومن رزقناه [النحل/ 75] فأوقع لفظ الإفراد على التثنية، وكذلك جاز وقوعه على الجمع، وقد جمع المثل في قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/152]
وتلك الأمثال نضربها للناس [العنكبوت/ 43، الحشر/ 21] فمثل في هذا كالمثل في أنّه جمع مرة وأفرد أخرى، في قوله: إنكم إذا مثلهم [النساء/ 140] وجمع في قوله: ثم لا يكونوا أمثالكم [محمد/ 38] وكذلك أفرد في موضع التثنية فيما أنشده سيبويه:
وساقيين مثل زيد وجعل ويثنى أيضا في قوله:
والشّرّ بالشّرّ عند الله مثلان وإذا كانت الجموع الصّحيحة قد كسّرت في نحو: حمال وحمائل، وأسقية وأساق، فأن يجوز تكسير نحو سلف على سلف أجدر). [الحجة للقراء السبعة: 6/153]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين} 56
قرأ حمزة الكسائي {فجعلناهم سلفا} بضم السّين واللّام جمع سلف مثل أسد وأسد ووثن ووثن وممّا لحقته تاء التّأنيث من هذا خشبة وخشب وبدنة وبدن وجاز أيضا أن تجعله جمعا لسليف والسليف المتقدّم قال الكسائي سلفا جمع السليف مثل السّبيل والسبل والتبيل والتبل والعرب تقول مضى منا سلف وسالف وسليف وهو المتقدّم عن طلحة بن مصرف أنه قال
[حجة القراءات: 651]
السّلف بالفتح في الخير والسّلف بالضّمّ في الشّرّ
وقرأ الباقون {سلفا} بفتح السّين واللّام بلفظ الواحد والمعنى جماعة كما يقال هم لنا سلف وكذلك يقال في الأنثى والذكر والواحد والجمع والقراءتان متقاربتان في المعنى وذلك أن السّلف جمع سالف والسّلف جمع سليف بمنزلة عليم وعالم والعرب تقول هؤلاء سلفنا وهم السّلف وحجتهم قول النّبي صلى الله عليه للصّبيّ الميّت
اللّهمّ ألحقه بالسلف الصّالح ومنه قول النّاس فلان يحب السّلف ويشتم السّلف ويجوز أن يكون جمعا مثل خادم وخدم وتابع وتبع وسالف وسلف والمعنى جعلناهم سلفا متقدمين ليتعظ بهم الآخرون). [حجة القراءات: 652]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (15- قوله: {سلفًا ومثلًا} قرأه حمزة والكسائي بضم السين واللام، وقرأ الباقون بفتحهما.
وحجة من ضم أنه جعله جمعًا لسلف، كأسد وأسد ووثن ووثن وهو كثير، وقيل: هو جمع لسلف، كرغيف ورغف، وهو كثير أيضًا، و«السليف» المتقدم، والعرب تقول: مضى منا سالف وسلف وسليف، وقيل: السليف جمع سالف، نادر، وسلف جمع سليف، كرغيف ورغف، فهو جمع الجمع.
16- وحجة من فتح أنه حمله على بناء يقع للكثرة في الجمع، جعله جمع سالف، كخادم وخدم وغائب وغيب فالقراءتان بمعنى واحد). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/260]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (16- {فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا} [آية/ 56] بضم السين واللام:-
قرأها حمزة والكسائي.
والوجه أنه جمع سلف، كأسد وأسد ووثن ووثن وخشب وخشب، وجمع فعل على فعل كثير.
وسلف بالفتح وإن كان جمعًا فإنه يجوز أن يجمع مرة أخرى؛ لأنهم جمعوا جمالاً وهو جمع على جمائل، على أن سلفًا وإن كان جمع سالف كخادم وخدم، فإنه على لفظ الواحد، فحسن جمعه لذلك.
وقرأ الباقون {سَلَفًا} بفتح السين واللام.
والوجه أنه جمع سالف على ما سبق، كما يقال طالب وطلب وحارس وحرس وخادم وخدم، وإنما جاز أن يعطف عليه المثل وهو واحد؛ لأنه يراد به الجمع، كأنه قال: فجعلناهم سلفًا وأمثالاً). [الموضح: 1153]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
  #13  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:52 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (57) إلى الآية (65)]
{وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57) وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58) إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59) وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60) وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62) وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63) إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (64) فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65) }


قوله تعالى: {وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (57)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (إذا قومك منه يصدّون (57)
قرأ نافع، وابن عامر، والكسائي، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يصدّون) بضم الصاد.
وقرأ الباقون (يصدّون) بكسر الصاد.
قال أبو منصور: من قرأ (يصدّون) فمعناه: يعرضون.
ومن قرأ (يصدّون) فمعناه: يضجّون.
وقال الفراء: يقال: صددته أصدّه فصدّ يصدّ ويصدّ، لغتان، إذا أعرض). [معاني القراءات وعللها: 2/367]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (13- وقوله تعالى: {إذا قومك منه يصدون} [57].
قرأ نافع والكسائي وابن عامر: {يصدون} بضم الصاد، ومعناه يعرضون ويعدلون، وشاهدهم: {كبر عليك إعرضهم}.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/301]
وقرأ الباقون: {يصدون} بكسر الصاد أي: يضجون قالوا: لأنه [يقال:] ضج من ذلك، ولا يقال: صد من ذلك، إنما يقال: صد عن ذلك، وقال الكسائي: صد يصد، وصد يصد بمعنى واحد، جعلهما لغتين.
قال أبو عبد الله: يقال: صدني عن ذلك الأمر، وأصدني لغتان فصيحتان). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/302]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في ضمّ الصّاد وكسرها من قوله عزّ وجلّ: يصدون* [الزخرف/ 57].
[الحجة للقراء السبعة: 6/153]
فقرأ نافع وابن عامر والكسائي: يصدون* بضمّ الصّاد وقرأ الباقون يصدون بكسر الصاد أبو عبيدة: إذا قومك منه يصدون يضجّون، ومن ضمّها:
فمجازها يعدلون.
وقال غيره يصدّون ويصدّون والكسر أكثر، قال: ومعناهما جميعا: يضجّون، وقال أبو الحسن: يصدّون ويصدّون، مثل: يحشر ويحشر، وقال بعض المفسّرين: يضحكون.
قال أبو علي: المعنى: أنّه لمّا نزل: إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم [الأنبياء/ 98] قال المشركون: أآلهتنا خير أم هو [الزخرف/ 58]، أي: إن كانت آلهتنا حصب جهنّم لأنّها اتّخذت آلهة وعبدت فعيسى في حكمهم كذلك، فقال: ولما ضرب ابن مريم مثلا [الزخرف/ 57] في هذا الذي قالوه إذا قومك منه يصدون [الزخرف/ 57] أي: يضجّون لما أتوا به عندهم في تسويتهم بين عيسى عليه السلام، وبين آلهتهم، وما ضربوه إلّا إرادة المجادلة، لأنهم قد علموا أنّ المراد بحصب جهنّم ما اتخذوه من الموات، ويقال: صدّ عن كذا فيوصل بعن، كما قال:
صدّت كما صدّ عمّا لا يحلّ له
[الحجة للقراء السبعة: 6/154]
وصددت الكأس عنّا أمّ عمرو ويصدون عنك [النساء/ 61]، وصد عن السبيل [غافر/ 37]، فمن ذهب في يصدّون إلى معنى يعدلون كان المعنى إذا قومك منه أي: من أجل المثل يصدّون، ولم يوصل يصدّ بعن ومن قال في يصدّون يضجّون جعل من* متصلة بيضج، كما تقول:
ضجّ من كذا). [الحجة للقراء السبعة: 6/155]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({إذا قومك منه يصدون * وقالوا أآلهتنا خير أم هو} 57 و58
قرأ نافع وابن عامر والكسائيّ {إذا قومك منه يصدون} بضم الصّاد
وقرأ الباقون {يصدون} بالكسر أي يضجون كذا قال ابن عبّاس واحتج بعض النّاس بصحّة الكسر وأنه بمعنى الضجيج بصحبة منه للفعل قال ولو كان بمعنى الصدود كان الأفصح أن يصحب الفعل عنه لا منه لأن المتسعمل من الكلام صد عنه لا صد منه فلمّا كان الكلام {منه يصدون} دلّ على أنه عن الصدود بمعزل وأنه بمعنى الضجيج ولو كان من الصدود لكانت إذا قومك عنه يصدون أو منه يصدون عنك
وحجّة من يضم ذكرها الكسائي قال هما لغتان لا تختلفان في المعنى والعرب تقول يصد عني ويصد عني مثل يشد ويشد
[حجة القراءات: 652]
قال الزّجاج معنى المضمومة يعرضون وقال أبو عبيدة مجازها يعدلون). [حجة القراءات: 653]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (17- قوله: {يصدون} قرأه نافع وابن عامر والكسائي بضم الصاد، وقرأ الباقون بالكسر.
وحجة من ضم أنه على معنى «يعدلون ويعرضون عما جئتم به» فالمعنى: إذا قومك من أجل المثل يعدلون عما جئتم به.
18- وحجة من قرأ بالكسر أنه على معنى «يضجون»، وقيل: معناه يضحكون، أي: يضحكون من ضرب المثل بعيسى، فـ «من» متعلقة بـ {يصدون} في هذه القراءة وقيل: هي متعلقة في القراءة الأخرى بأول الكلام، وقيل: إنهما لغتان بمعنى «يضجون»). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/260]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (17- {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ} [آية/ 57] بضم الصاد:-
قرأها نافع وابن عامر والكسائي.
والوجه أنه من صد يصد بضم الصاد في المضارع، وهو إذا أعرض، والمعنى يعرضون من أجله.
وقرأ الباقون {يَصِدُّونَ} بكسر الصاد.
والوجه أنه من صد يصد بكسر الصاد، إذا ضج، والمعنى إذا قومك يضجون منه، وضج من الشيء: صاح متفاديًا منه). [الموضح: 1154]

قوله تعالى: {وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (58)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقالوا أآلهتنا خيرٌ أم هو (58)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب (آلهتنا) الهمزة مطولة.
وقرأ الباقون (أآلهتنا) بهمزتين بعدهما مدة.
[معاني القراءات وعللها: 2/368]
قال أبو منصور: هما لغتان جيدتان). [معاني القراءات وعللها: 2/369]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (21- وقوله تعالى: {ءالهتنا} [58].
روى قالون عن نافع: {ءالهتنا} بهمزة بعدها مدة.
قال أبو عبد الله: فهي ثلاث ألفات، الأولى: ألف التوبيخ في لفظ الاستفهام. والثانية: ألف جمع. والثالثة: أصلية والأصل: إله ثم يجمع فتقول: آلهة مثل حمار وأحمرة، والأصل: أألهة فصارت الهمرة الثانية مدة، ثم دخلت ألف الاستفهام فقلت: {أآلهتنا} وكذلك قرأها أبو عمرو. فأما أهل الكوفة وابن عامر {ءالهتنا} بهمزتين والثالثة مدة. واختلفت في قوله: {أفلا يبصرون أم أنا خير} في «أم» سبعة أقوال قد ذكرتها في كتاب «المفيد»). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/305]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: وقرأ أبو عمرو وابن كثير: وقالوا أآلهتنا خير [الزخرف/ 58] ممدودة- استفهام - في تقدير ثلاث ألفات، وقال عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: أأالهتنا بهمزتين بعد الثانية ألف.
[الحجة للقراء السبعة: 6/161]
وقال أحمد ابن صالح عن قالون عن نافع: ء آلهتنا بهمزة واحدة بعدها مدّة في تقدير همزة بعدها ألفان.
وكذلك قرأت على ابن عبدوس عن أبي عمرو عن إسماعيل عن نافع.
وقال أحمد بن صالح: وأراني سمعت أبا بكر بن أبي أويس يقول كما قال قالون، وقال أحمد بن صالح: بلغني عن ورش أنّه كان يقرؤها بغير استفهام على مثال الخبر.
قال أبو علي: قوله استفهام في تقدير ثلاث ألفات ترجمة فيها تجوّز، وتحقيقها أن الهمزة المبدوء بها همزة الاستفهام، والهمزة الثانية التي هي همزة أفعلة من أالهة بين بين، وبعد هذه الهمزة التي هي همزة أفعلة الألف المنقلبة عن الفاء التي هي همزة من إله قلبت ألفا لاجتماع الهمزتين اللّتين الأولى منهما مفتوحة، فهي مثل أادم، والكوفيون وابن عامر خفّفوا الهمزتين جميعا على ما يرونه من تحقيق الهمزتين. وما ذكره أحمد بن صالح عن قالون عن نافع بهمزة واحدة وبعدها مدة، فالهمزة الأولى للاستفهام، والثانية همزة أفعلة يجعلها بين بين، وبعدها الألف المنقلبة عن الهمزة.
وقوله في تقدير همزة بعدها ألفان، معناه أن همزة الاستفهام التي في قوله: أالهتنا جعل الهمزة التي بعدها بين بين، فصار كالألف للتخفيف الذي دخلها، وكونها بين الألف والهمزة، والألف
[الحجة للقراء السبعة: 6/162]
الثانية هي ألف في الحقيقة، فأمّا التي قبلها فهمزة بين بين.
وما ذكره عن ورش أنّه كان يقرؤها بغير استفهام، فإنّ المعنى على الاستفهام، ألا ترى أنّ المعنى: أيّهما خير؟ ولعلّه حذف الهمزة لاجتماع المثلين ودلالة أم عليها، كما حذفها عمران في قوله:
وأصبحت فيهم آمنا لا كمعشر أتوني فقالوا من ربيعة أو مضر أم الحيّ قحطان..
فهذا أكثر ما يجيء في الشعر، وقد قيل في قوله: وتلك نعمة تمنها علي [الشعراء/ 22] أن المراد به الاستفهام، والوجه إثبات الهمزة وترك حذفها ومما تكون همزة الاستفهام فيه محذوفة قول الكميت:
ولا لعبا منّي وذو الشّيب يلعب معناه على: أو ذو الشيب يلعب؟ على وجه التقرير، أن ذلك لا ينبغي). [الحجة للقراء السبعة: 6/163]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (قرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر (وقالوا آلهتنا) بهمزة واحدة مطوّلة
ها هنا ثلاث ألفات الأولى ألف التوبيخ في لفظ الاستفهام والثّانية ألف الجمع والثّالث أصليّة والأصل أله ثمّ يجمع فيقال آلهة مثل حمار وأحمرة والأصل أألهة فصارت الهمزة الثّانية مدّة ثمّ دخلت ألف الاستفهام فصار آلهتنا وقرأ أهل الكوفة أآلهتنا بهمزتين). [حجة القراءات: 653]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (19- قوله: {أألهتنا خيرٌ أم هو} قرأه الكوفيون بهمزتين محققتين بعدهما ألف، وقرأ الباقون بهمزة واحدة بعدها مدة، في تقدير همزة بين بين، بعدهما ألف.
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/260]
وحجة من قرأ بهمزتين أنه أتى به على الأصل، لأن أصله ثلاث همزات، همزة الاستفهام مفتوحة، وهمزة للجمع مفتوحة؛ لأنه جمع «إله» على «آلهة» على «فعال» و«أفعله» كحمار وأحمرة، وبعد ذلك همزة ساكنة هي فاء الفعل، وهي همزة «أله» سكنت في الجمع، وصارت ثانية بعد ألف «أفعله» فحققوا الهمزتين على الأصل، وأبدلوا من الثالثة الساكنة ألفًا، واستخف الجمع بين همزتين محققتين في كلمة؛ لأن الأولى زائدة دخلت قبل أن لم تكن، كأنهما من كلمة أخرى.
20- وحجة من قرأ بهمزة واحدة ومدة مطولة أنه لما اجتمع له همزتان محققتان في كلمة ثقل ذلك لثقل الهمزة وبعد مخرجها وتوال ثلاث همزات، فحقق الأولى إذ لا سبيل إلى تخفيف الهمزة أولًا ثم خفف الثانية بين الهمزة والألف وأبقى الثالثة الساكنة على لفظها على البدل، وقد تقدمت علل هذا الضعف من الهمز وغيره، ولا يجوز أن يتأول لأحد من القراء الذين خففوا الثانية أنه أدخل بين الهمزتين بعد التخفيف ألفًا كما فعل ذلك في «أأنذرتهم» وشبهه في قراءة أبي عمرو وقالون وهشام لأن هذا أصله ثلاث همزات، فلو أدخلت ألفًا لاجتمع ثلاث ألفات لأن همزة بين بين كألف، وتدخل ألفًا قبلها، وبعد همزة بين بين ألف بدل من الهمزة الساكنة، فتجتمع ثلاث ألفات، والهمزة الأولى المخففة كألف، فيجتمع ما يقدر بأربع ألفات، وذلك غير موجود في كلام العرب، وهو ثقيل، وهو مما لا يقدر على اللفظ به، وكذلك العلة في منع إدخال الألف بين الهمزتين في «آمنتم به، وآمنتم له» في الثلاثة المواضع المذكورة في الأعراف). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/261]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (18- {وَقَالُوا أَآَلِهَتُنَا خَيْرٌ} [آية/ 58] بهمزتين:-
قرأها الكوفيون ويعقوب ح-.
والوجه أن همزة الاستفهام دخلت على همزة آلهة، فاجتمعت همزتان، فأثبتتا على الأصل من غير تخفيف، وآلهة على وزن أفعلة، وأصلها: أألهة بهمزتين، فقلبت الثانية ألفًا لاجتماع الهمزتين، كما فعلوا في آدم وآخر.
وقرأ الباقون {آَلِهَتُنَا} بهمزة واحدة ممدودة.
والوجه أن همزة الاستفهام لما دخلت على همزة آلهة، فاجتمعت همزتان، خففت الثانية منهما بأن جعلت بين الهمزة والألف، وبعد هذه الهمزة المخففة ألف هي منقلبة عن همزة أيضًا على ما ذكرنا، فلهذا حصل المد بعد همزة الاستفهام، فإن هذا المد ههنا همزة مخففة هي همزة أفعلة، وبعدها ألف هي منقلبة عن همزة هي فاء أفعلة، ولم يدخلوا بين الهمزتين في هذه الكلمة ألفًا للفصل، كما أدخلوها في آأنتم، لا عند التحقيق ولا عند التخفيف، كراهة اجتماع الألفات.
[الموضح: 1154]
وقد ذكرنا في اجتماع الهمزتين ما فيه مقنع في أول هذا الكتاب). [الموضح: 1155]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (19- وكان يعقوب إذا وقف على {أَمْ هُوَ} [آية/ 58] وقف بالهاء:-
والوجه أنها هاء وقف، تسمى هاء الاستراحة دخلت لبيان الحركة، فإنه لو كان الوقف على الواو لأزال الوقف الحركة، فألحقوا هذه الهاء لتبقى حركة الواو على حالها ولا تزول). [الموضح: 1155]

قوله تعالى: {إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (59)}
قوله تعالى: {وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنْكُمْ مَلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ (60)}
قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)}

قوله تعالى: {وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62)}
قوله تعالى: {وَلَمَّا جَاءَ عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُمْ بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (63)}
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (64)}
قوله تعالى: {فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْ عَذَابِ يَوْمٍ أَلِيمٍ (65)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #14  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:54 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (66) إلى الآية (73)]
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (66) الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67) يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70) يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71) وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72) لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)}


قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (66)}
قوله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)}
قوله تعالى: {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّا: (يا عباد لا خوفٌ عليكم (68)
[معاني القراءات وعللها: 2/367]
قرأ نافع، وابن عامر، وأبو عمرو، وعاصم في رواية أبي بكر (يا عبادي لا خوفٌ عليكم) بالياء في الوقف والوصل، فتحها عاصم في رواية أبي بكر.
وحذفها ابن كثير وحفص وحمزة والكسائي، في الوصل والوقف.
قال أبو منصور: من قرأ (يا عباد) اكتفى بالكسرة الدالة على الياء.
ومن قرأ (يا عبادي) فعلى التمام). [معاني القراءات وعللها: 2/368]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (16- وقوله تعالى: {يا عباد لا خوف عليكم} [68].
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/302]
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي: {يا عباد} بغير ياء وصلوا أو وقفوا؛ لأنه نداء، مثل يا قوم، ويا رب.
وقرأ الباقون: {يا عبادي} بالياء.
وكلهم أسكن الياء إلا عاصمًا، فإنه فتح الياء، فيجب على قراءته الوقف بالياء وعلى قراءة الباقين يجوز الوقف بالياء وبغير الياء.
وقال ابن مجاهد: روي ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو أنه وقف بالياء {يا عبادي} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/303]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في إثبات الياء وحذفها من قوله تعالى: يا عبادي لا خوف عليكم [الزخرف/ 68].
فقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم: يا عباد بغير ياء.
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر: يا عبادي* بإثبات الياء. وكلهم أسكنها غير عاصم في رواية أبي بكر، فإنّه نصبها يا عبادي لا خوف [الزخرف/ 68].
وقال ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو أنّه وقف يا عبادي* بياء، وقال ابن رومي عن أحمد بن موسى عن أبي عمرو: الوقف بغير ياء.
قال أبو علي: حذف الياء في يا عبادي* أحسن، لأنّه في موضع تنوين، ألا ترى أنّها قد عاقبته؟ فكما يحذف التنوين في الاسم المنادى المفرد كذلك تحذف الياء لكونه على حرف، كما أنّ التنوين كذلك، ولأنّه لا ينفصل من المضاف، كما لا ينفصل التنوين من المنون، فصار
[الحجة للقراء السبعة: 6/157]
في المعاقبة كالتنوين وحرف الندبة، وكعلامة الضمير والنّون في نحو: هم الضّاربوه، والآخذوه.
ووجه من أثبت الياء في المنادى، أنّه علامة ضمير كالهاء في غلامه، والكاف في غلامك، فكما لا تحذف هاتان العلامتان كذلك لا تحذف الياء، والأوّل أكثر في استعمالهم). [الحجة للقراء السبعة: 6/158]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({يا عباد لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون}
قرأ أهل المدينة والشّام {يا عبادي} بالياء في الحالين وأبو عمرو معهما في رواية ابن اليزيدي عن أبيه عنه وفي رواية أبي عمر الدوري
[حجة القراءات: 653]
معهما في حال الوصل دون لوقف وفتح الياء أبو بكر وحذفها أهل مكّة والكوفة الأصل أن تقول {يا عبادي} بفتح الياء وإنّما قلنا لأن الياء هو اسم والاسم إذا كان على حرف واحد فأصله الحركة فتقول ضربتك ويجوز أن تقول قويت الحرف الواحد بالحركة والّذي يلي هذا يا عبادي بسكون الياء وإنّما حذفت الحركة للتّخفيف ثمّ يلي هذا يا عباد بغير ياء لأن الكسرة تنوب عن الياء لأنّه نداء). [حجة القراءات: 654]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (20- {يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ} [آية/ 68] بفتح الياء من {عِبَادِي}:-
قرأها عاصم ياش-.
والوجه أن الياء علامة ضمير، فينبغي أن تثبت؛ لأنه كالهاء في غلامه والكاف في غلامك، فكما لا تحذف الهاء والكاف في المنادى، فينبغي أن لا تحذف الياء.
وأما الفتحة فيها فقد ذكرنا غير مرة أن ثباتها هو الأصل؛ لأنها مثل الفتحة في غلامك، فإن كل ما هو على حرف واحد يفيد معنى سواء كان حرفًا أو اسمًا أصله الفتح.
وقرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب يس- {يَا عِبَادِيَ} بباء ساكنة في الوصل والوقف.
والوجه أن ثبات الياء قياس على ما سبق، والفتحة فيها أصل، على ما ذكرنا، إلا أنها أسكنت للتخفيف.
[الموضح: 1155]
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وص- عن عاصم ويعقوب- ح- و- أن- {يَا عِبَادِ} بغير ياء في الحالين.
والوجه أن حذف هذه الياء أحسن من إثباتها عند النحويين؛ لأنها ياء إضافة فهي في موضع التنوين بدليل أنها معاقبة له، فكما أن التنوين يسقط في النداء فكذلك ينبغي أن تسقط هذه الياء لما ذكرنا؛ ولأنها على حرف واحد ولا تنفصل عن الكلمة، كما أن التنوين كذلك، فحسن حذف هذه الياء في باب النداء خاصة لذلك، وتفارق الهاء والكاف، فإنهما إذا اسقطتا لا يبقى عليهما دليل، والياء إذا حذفت بقيت الكسرة دليلاً عليها، فأما في غير النداء فحذفها جائز للتخفيف). [الموضح: 1156]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (21- وأما قوله تعالى {لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ} [آية/ 68] فقد قرأها يعقوب وحده بالفتح غير منون:-
والوجه أن النفي عام والمراد نفي أجناس الخوف، والنكرة إذا دخل عليها لا النفي وأريد به النفي العام، بني لا مع النكرة على الفتح، كما تقول: لا رجل في الدار.
وقرأ الباقون {لَا خَوْفٌ} بالرفع والتنوين.
والوجه أنه معرب وليس بمبني؛ لأنه لم يرد به النفي العام، فهو رفع بالابتداء، و{عَلَيْكُمْ} خبره، وهذا وإن لم يبن مع لا على الفتح، فإنه يجوز أن يفيد عمومًا من جهة كونه نكرة منفية، والنكرة تعم في النفي، ويجوز أن يكون لا بمعنى ليس، فيكون {خَوْفٍ} اسمه، و{عَلَيْكُمْ} خبره). [الموضح: 1156]

قوله تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69)}
قوله تعالى: {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)}
قوله تعالى: {يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (71)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وفيها ما تشتهي الأنفس (71)
قرأ نافع وابن عامر وحفص (ما تشتهيه الأنفس).
وقرأ الباقون (ما تشتهي) بغير هاء.
قال: القراءتان صحيحتان نزلتا في غرضين، والمعنى متقارب). [معاني القراءات وعللها: 2/368]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (17- وقوله تعالى: {وفيها ما تشتهيه الأنفس} [71].
قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم: {ما تشتهيه} فـ«ما» بمعنى «الذي»، وهو رفع بالابتداء، و«تشتهي» صلة ما، والهاء عائد «ما»، وهو مفعول «تشتهي».
وقرأ الباقون: بحذف الهاء اختصارًا، لأنه قد صار الاسم مع صلته أربعة أشياء شيئًا واحدًا، فلما طال بصلته حذفت الهاء اختصارًا، كما قال:
ذروني إنما خطئي وصوبي = على وإن ما أهلكت مال
يريد: الذي أهلكته.
وسمعت بعض العلماء بكتاب الله عز وجل يقرأ في وصف الجنة بصفات مختلفة في آي متفرقة ثم جمع تلك الصفات كلها في حرف من كتاب الله وهو
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/303]
قوله: {وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين}.
وسأل أعرابي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني سمعت الله يقول: وفيها ما تشتهي الأنفس، وأني رجل أشتهي النوم فهل في الجنة نوم؟ فقال عليه السلام: إن النوم أخ الموت، ولا موت في الجنة».
وسأل آخر: هل تموت الحور؟ فقال: إن الحور ثواب الأعمال والثواب لا يموت). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/304]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال: قرأ نافع وابن عامر وحفص عن عاصم: تشتهيه الأنفس [الزخرف/ 71] بإثبات هاء بعد الياء.
وقرأ الباقون وأبو بكر عن عاصم: تشتهي بغير هاء.
قال أبو علي: حذف الهاء من الصّلة في الحسن كإثباتها، إلا أنّ الحذف يرجح على الإثبات بأنّ عامّة هذا النحو في التنزيل جاء على الحذف، فمن ذلك قوله: أهذا الذي بعث الله رسولا [الفرقان/ 41] وسلام على عباده الذين اصطفى [النمل/ 59] ولا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم [هود/ 43] ويقوّي الحذف من جهة القياس أنّه اسم قد طال،
والأسماء إذا طالت فقد يحذف منها، كما حذفوا من اشهيباب، واحميرار، وكما حذفوا من كينونة، وصيرورة، فكما ألزموا الحذف لهذا ولباب احميرار في أكثر الأمر، كذلك يحسن أن تحذف الهاء من الصلة، وقد جاءت مثبتة في قوله: إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس [البقرة/ 275] ). [الحجة للقراء السبعة: 6/158]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين}
قرأ نافع وابن عامر وحفص {وفيها ما تشتهيه} بإثبات الهاء بعد الياء ما بمعنى الّذي وهو رفع بالابتداء وتشتهي صلة ما والهاء عائدة إلى ما وهو مفعول تشتهي وحجتهم قوله تعالى {كما يقوم الّذي يتخبطه الشّيطان من المس} ولم يقل يتخبط
وقرأ الباقون بحذف الهاء على الاختصار والأصل في هذا إثبات الهاء والحذف للتّخفيف وهو حسن كما تقول الّذي ضربت زيد وكان الأصل الّذي ضربته زيد فإن شئت أثبت الهاء وهو الأصل لأن الهاء هو اسم المفعول وإن شئت حذفت ذلك وحجتهم قوله {أهذا الّذي بعث الله رسولا} ولم يقل بعثه الله). [حجة القراءات: 654]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (21- قوله: {تشتهيه الأنفس} قرأ نافع وابن عامر وحفص بالهاء على الأصل لأنها تعود على الموصول، وهو {ما} بمعنى «الذي» ولأنه بالهاء في مصاحف المدينة والشام، فاتبعوا الخط، وقرأ الباقون بغير هاء، حذفوها لطول الاسم استخفافًا وقد أجمعوا على الحذف في قوله: {أهذا الذي بعث الله رسولا} «الفرقان 41» وعلى الحذف في قوله: {على عباده الذين اصطفى الله} «النمل 59» أي: اصطفاهم، وعلى الحذف في قوله: {إلا من رحم الله} «الدخان 42» أي: رحمه الله، فهو كثير في كلام العرب، وهو الاختيار، لأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/262]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (22- {وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ} [آية/ 71] بإلحاق هاء:-
قرأها نافع وابن عامر و-ص- عن عاصم.
والوجه أن قوله {تَشْتَهِيهِ} من صلة {مَا}؛ لأن {مَا} ههنا موصولة، فلا بد من عائد يعود إليها من الصلة، وذاك العائد هو الهاء من {تَشْتَهِيهِ} فجيء بها ههنا على الأصل، ولم تحذف.
وقرأ الباقون {تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ} بغير هاء.
والوجه أن الهاء حذف من صلة الموصول لطول الاسم بصلته، ومثل هذا الحذف كثير في التنزيل، قال الله تعالى {أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ الله رَسُولًا}، {وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى} ). [الموضح: 1157]

قوله تعالى: {وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (72)}
قوله تعالى: {لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ (73)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #15  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 10:57 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (74) إلى الآية (80)]
{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79) أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)}


قوله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74)}
قوله تعالى: {لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75)}
قوله تعالى: {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ (76)}
قوله تعالى: {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77)}

قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة علي بن أبي طالب وابن مسعود "رضي الله عنهما" ويحيى والأعمش: [يَا مَالِ].
قال أبو الفتح: هذا المذهب المألوف في الترخيم، إلا أن فيه في هذا الموضع سرا جديدا، وذلك أنهم -لعظم ما هم عليه- ضعفت قواهم، وذلت أنفسهم، وصغر كلامهم؛ فكان هذا مواضع الاختصار ضرورة عليه، ووقوفا دون تجاوزه إلى ما يستعمله المالك لقوله، القادر على التصرف في منطقه). [المحتسب: 2/257]

قوله تعالى: {لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78)}
قوله تعالى: {أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ (79)}
قوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ (80)}


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #16  
قديم 22 صفر 1440هـ/1-11-2018م, 11:00 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزخرف

[من الآية (81) إلى الآية (89)]
{قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81) سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82) فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83) وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84) وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85) وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87) وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)}


قوله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (81)}
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة أبي عبد الرحمن اليماني: [فَأَنَا أَوَّلُ الْعَبِدِينَ].
قال أبو الفتح: معناه -والله أعلم- أول الأنفين. يقال: عبدت من الأمر أعبد عبدا، أي: أنفت منه. وهذا يشهد لقول من قال في القراءة الأخرى: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِين}، أي: الأنفين. ولم يذهب إلى أنه أول العابدين؛ لأني لا أذهب إلى ما يذهبون إليه من أن معناه: أن كان للرحمن عندكم أنتم ولد فأنا أول من يعبده، لأن الأمر بخلاف ما قدرتموه أنتم.,
ألا ترى أن العبدين من عبد يعبد؟ فإن قلت: فقد قال:
أصبح قلبي صردا ... لا يشتهي أن يردا
إلا عرادا عردا ... وصليانا بردا
وعنكثا ملتبدا
يريد عاردا وباردا، كما قال العجلي:
كأن في الفرش القتاد العاردا
قيل: إنما جاز في الضرورة؛ لأن القافية غير مؤسسة، فحذف الألف ضرورة كما حذفها الآخر من قوله:
مثل النقا لده ضرب الطلل
يريد الطلال، كما قال القحيف العقيلي:
ديار الحي يضربها الطلال ... بها أهل من الخافي ومال
[المحتسب: 2/257]
وكذلك مذهب ابن عباس في قوله: {فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِين}، أي: الأنفين.
ووجه ثالث مقول أيضا، وهو أن تكون "إن" بمعنى ما، أي: ما كان للرحمن ولد، فأنا أول العابدين له؛ لأنه لا ولد له. قال الفرزدق:
وأعبد أن تهجى كليب بدارم
أي: آنف من ذلك.
وروينا عن قطرب أن العابد العالم، والعابد الجاحد، والعابد الأنف الغضبان، قال: ومعنى هذه الآية يحتمل كل هذه المعاني، وفيه ما ذكرته أنا لك). [المحتسب: 2/258]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} 81
[حجة القراءات: 654]
قرأ حمزة والكسائيّ {قل إن كان للرحمن ولد} بضم الواو وسكون اللّام وقرأ الباقون بفتح الواو وهما لغتان مثل البخل والبخل والحزن والحزن كذا قال الفراء وقال الزّجاج الولد واحد والولد بالضّمّ جمع مثل أسد واسد). [حجة القراءات: 655]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (23- {قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ} [آية/ 81] بضم الواو وسكون اللام:-
قرأها حمزة والكسائي.
وقرأ الباقون {وَلَدٌ} بفتحتين.
والوجه أن الولد والولد لغتان، كالصلب والصلب، ويجوز أن يكون الولد جمع ولد كالأسد لجمع الأسد). [الموضح: 1157]

قوله تعالى: {سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (82)}
قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (83)}
قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ (84)}
قوله تعالى: {وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (85)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وعنده علم السّاعة وإليه ترجعون (85)
قرأ نافع وأبو عمرو وابن عامر وعاصم (وإليه ترجعون).
وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي والحضرمي (وإليه يرجعون) بالياء). [معاني القراءات وعللها: 2/369]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (18- وقوله تعالى: {وإليه ترجعون} [85].
قرأ أبو عمرو عاصم ونافع وابن عامر: {ترجعون} بالتاء.
والباقون بالياء، خطاب عن غيب ولم يختلفوا في الضم). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/304]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله عزّ وجلّ: وإليه يرجعون [الزخرف/ 85] في الياء والتاء.
[الحجة للقراء السبعة: 6/158]
فقرأ نافع وأبو عمرو وعاصم: وإليه ترجعون بالتاء مضمومة. وقرأ الباقون بالياء مضمومة حجّة الياء أنّ قبله غيبة، وهو قوله: فذرهم يخوضوا ويلعبوا [الزخرف/ 83، المعارج/ 42].
ووجه التاء على: قل لهم: وإليه ترجعون، أو أريد به مع الغيبة مخاطبون، فجعلت الخطاب على الغيبة، فيكون الغيب مرادين مع غيرهم). [الحجة للقراء السبعة: 6/159]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وعنده علم السّاعة وإليه ترجعون}
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائيّ {وإليه يرجعون} بالياء وحجتهم أنه عقيب الخبر عنهم في قوله {فذرهم يخوضوا ويلعبوا} فأجروا الكلام على لفظ ما تقدمه إذ كان في سياقه ليأتلف على نظام واحد
وقرأ الباقون {وإليه ترجعون} بالتّاء على الخطاب وحجتهم قوله قبلها {لقد جئناكم بالحقّ} ). [حجة القراءات: 655]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (22- قوله: {وإليه ترجعون} قرأه ابن كثير وحمزة والكسائي بالياء، ردوه على لفظ الغيبة التي قبله، وهو قوله: {فذرهم يخوضوا ويلعبوا«} 83» وقرأ الباقون بالتاء على المخاطبة، على معنى: قل لهم يا محمد: إلى الله ترجعون، ويجوز أن يراد به الغيب والمخاطبون، فيغلب الخطاب على الغيبة، والتاء الاختيار لأن التاء تشتمل على المعنيين). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/262]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (24- {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آية/ 85] بالياء:-
قرأها ابن كثير وحمزة والكسائي ويعقوب يس-.
[الموضح: 1157]
والوجه أنه على الغيبة؛ لأن ما قبله كذلك، وهو قوله تعالى {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا}.
وقرأ الباقون ويعقوب ح- {تُرْجَعُونَ} بالتاء.
والوجه أنه على تقدير قل، كأنه قال: قل لهم: وإليه ترجعون.
ويجوز أن يراد به مخاطبون وغائبون، فغلب حكم الخطاب.
وكان يعقوب وحده يفتح أوله ويكسر الجيم.
والباقون يضمون أوله ويفتحون الجيم.
وقد مضى الكلام في مثله). [الموضح: 1158]

قوله تعالى: {وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (86)}
قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (87)}
قوله تعالى: {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ لَا يُؤْمِنُونَ (88)}

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (وقيله يا ربّ (88)
قرأ عاصم وحمزة (وقيله يا ربّ) خفضا.
وقرأ الباقون والمفضل عن عاصم (وقيله يا ربّ) نصبًا.
قال أبو منصور: من قرأ (وقيله يا ربّ) بالخفض فهو على معنى: وعنده علم الساعة وعلم قيله.
ومن نصب (وقيله) فإن الأخفش زعم أنه معطوف على قوله: (أم يحسبون أنّا لا نسمع سرّهم ونجواهم... وقيله)، أي: ولا نسمع قيله.
ويجوز أن يكون على معنى الفعل: وقال قيله.
[معاني القراءات وعللها: 2/369]
وقال أبو إسحاق الزجاج: الذي أختاره أن يكون نصبًا على معنى: وعنده علم الساعة ويعلم قيله، فيكون المعنى: إنّه يعلم الساعة ويعلم قيله.
ومعنى الساعة: الوقت الذي تقوم فيه القيامة.
وقال أبو العباس فيما روى عنه ابن الأنباري وسأله عنه فقال: أنصب (وقيله) على (عنده علم السّاعة... ويعلم قيله).
قال أبو منصور: وهذا هو القول الصحيح). [معاني القراءات وعللها: 2/370]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (19- وقوله تعالى: {وقيله يا رب} [88].
قرأ عاصم وحمزة: {وقيله} خفضًا على معنى وعنده علم الساعة، وعلم قيله.
وقرأ الباقون بالنصب ردًا على قوله: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم} [80].
وقال آخرون: نصب على المصدر. فالأول قول الأخفش والثاني قول سائر الناس.
وفيها قول ثالث: {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم} [80] بعلمهم، وقيله: لأنه لما قال: {وعنده علم الساعة} [85] كان التقدير: ويعلم قيله.
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/304]
وفيها قراءة ثالثة: {وقيله} بالرفع. روي عن قتادة جعله الله ابتداء). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/305]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (اختلفوا في قوله: وقيله [الزخرف/ 88] في فتح اللّام وكسرها.
فقرأ عاصم وحمزة: وقيله يا رب [الزخرف/ 88] بكسر اللّام. المفضل عن عاصم: وقيله منصوبة اللّام.
الباقون: قيله.
قال أبو علي: وجه الجرّ في قوله: وقيله، على قوله: وعنده علم الساعة [الزخرف/ 85]، أي: يعلم الساعة، ويصدّق بها، ويعلم قيله، ومعنى يعلم قيله، أي: يعلم أنّ الدعاء مندوب إليه بنحو قوله: ادعوني استجب لكم [غافر/ 60] وادعوا ربكم تضرعا وخفية [الأعراف/ 55].
[الحجة للقراء السبعة: 6/159]
فأمّا نصب قيله فعلى الحمل على موضع: وعنده علم الساعة لأنّ الساعة مفعول بها، وليست بظرف، فالمصدر مضاف إلى المفعول به، ومثل ذلك قوله:
قد كنت داينت بها حسّانا مخافة الإفلاس واللّيانا يحسن بيع الأصل والقيانا فكما أن القيان واللّيان محمولان على ما أضيف إليه المصدر من المفعول به، كذلك قوله: وعنده علم الساعة لما كان معناه: يعلم الساعة، حملت قيله على ذلك. ويجوز أن تحمله على: يقول قيله، فيدلّ انتصاب المصدر على فعله، وكذلك قول كعب:
يسعى الوشاة حنانيها وقيلهم إنّك يا ابن أبي سلمى لمقتول ووجه ثالث: أن يحمل على قوله: أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم [الزخرف/ 80] وقيله [الزخرف/ 88].
وقرأ ناس من غير السبعة: وقيله يا رب بالرفع، ويحتمل ضربين: أحدهما: أن تجعل الخبر: وقيله قيل يا ربّ، فيحذف، والآخر: أن تجعل الخبر قيله يا ربّ مسموع ومتقبّل، فيا ربّ منصوب
[الحجة للقراء السبعة: 6/160]
الموضع بقيله المذكور، وعلى القول الآخر بقيله المضمر، وهو من صلته، ولا يمتنع ذلك من حيث امتنع أن يحذف بعض الموصول، ويبقى بعضه، لأنّ حذف القول قد أضمر حتى صار بمنزلة المذكور.
وقد يحتمل بيت كعب الرفع على الوجهين اللّذين ذكرناهما فيمن رفع قيله في الآية). [الحجة للقراء السبعة: 6/161]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (ومن ذلك قراءة الأعرج ورويت عن أبي قلابة وعن مجاهد أيضا: [وَقِيلُهُ]، رفعا.
قال أبو الفتح: ينبغي أن يكون ارتفاعه عطفا على "علم" من قوله: {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَة}، و[قِيلُهُ]، أي: وعلم قيله، فجاء على حذف المضاف، كما أن من جره {وقِيلِهِ} فهو معطوف عنده على {الساعة}. فالمعنيان -كما تراه- واحد، والإعرابان مختلفان.
فمن نصب فقال: [وقِيلَهُ] كان معطوفا على {الساعة} في المعنى، إذ كانت مفعولا بها في المعنى، أي: عنده أن يعلم الساعة وقيله. وهذا كقولك: عجبت من أكل الخبز والتمر، أي: من أن أكلب هذا وهذا. وروينا عن أبي حاتم، قال: [وقيله] نصب معطوف على [يَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ]، و[قِيلَهُ]. قال: قال ذلك جماعة، منهم يعقوب القارئ. وبعد، فليعم أن المصدر الذي هو "قيل" مضاف إلى الهاء، وهي مفعولة في المعنى لا فاعله؛ وذلك أن وعنده عطفا
[المحتسب: 2/258]
علم أن يقال له: يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون. فالمصدر هنا مضاف إلى المفعول لا إلى الفاعل، وإنما هو من باب قول الله سبحانه: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ}، أي: بسؤاله إياك نعجتك. ومثله قوله تعالى : {لا يَسْأَمُ الْأِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ}، أي: من دعائه الخير، لا بد من هذا التقدير.
ألا ترى أنه لا يجوز أن تقدره على أنه: وعنده علم أن يقول الله: يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون؟ لأن هذا إنما يقال لله تعالى دون أن يكون سبحانه يقول: يا رب إن هؤلاء كذا، فتم الكلام على "يؤمنون"، ثم قال الله: يا محمد، فاصفح عنهم، وليس يريد تعالى الصفح الذي هو المساهلة والعفو؛ إنما المراد فأعرض عنهم بصفح وجهك، كما قال تعالى: {وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين} .
وقوله: {قل سلام}، أي: أمرنا وأمركم متاركة وتسلم، كما قال: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} .
وقوله: {فَسَوْفَ يَعْلَمُون} من كلام الله أيضا، ألا ترى أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول لله سبحانه: [فَسَوْفَ تعْلَمُون]؟ لأن هذا إعلام، والله أحق المعلمين بهم). [المحتسب: 2/259]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({وقيله يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون}
قرأ عاصم وحمزة {وقيله يا رب} بكسر اللّام على معنى {وعنده علم السّاعة} وعلم قيله
وقرأ الباقون بالنّصب قال الأخفش منصوب من وجهين أحدهما على العطف على قوله {أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم} وقيله أي ونسمع قيله وعلى قوله وقال قيله
قال الزّجاج الّذي اختاره أنا أن يكون نصبا على معنى {وعنده علم السّاعة}
[حجة القراءات: 655]
ويعلم قيله فيكون المعنى أنه يعلم الغيب ويعلم قيله). [حجة القراءات: 656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (23- قوله: {وقيله يا رب} قرأه عاصم وحمزة «وقيله» بالخفض، وقرأ الباقون بالنصب.
وحجة من قرأ بالنصب أنه ينصب {قيله} على أحد خمسة أوجه: الأول أنه معطوف على مفعول {يكتبون} المحذوف، تقديره: ورسلنا لديهم يكتبون ذلك وقيله، أي: ويكتبون قيله يا رب، والوجه الثاني أن يكون معطوفًا على مفعول {تعلمون} المحذوف، تقديره: إلا من شهد بالحق وهم يعلمون الحق
[الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/262]
وقيله، أي: يعلمون قيله يا رب، والوجه الثالث أن يكون معطوفًا على قوله: {سرهم ونجواهم} «80» أي: نسمع سرهم ونجواهم ونسمع قيله يا رب. والوجه الرابع أن يكون معطوفًا على موضع الساعة، في قوله: {وعنده علم الساعة} «85» لأن معناه: ويعلم الساعة ويعلم قيله، والوجه الخامس أن ينتصب على المصدر كأنه قال: ويقول قيله.
24- وحجة من خفضه أنه على لفظ الساعة، أي: وعنده علم الساعة، وعلم قيله يا رب، أي: ويعلم وقت قيام الساعة، ويعلم قوله وتضرعه، والنصب الاختيار؛ لأن الأكثر عليه، ولتمكنه، وكثرة وجوهه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/263]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (25- {وَقِيلِهِ يَا رَبِّ} [آية/ 88] بالجر من {وَقِيلِهِ}:-
قرأها عاصم وحمزة.
والوجه أن {وَقِيلِهِ} عطف على {السَّاعَةِ} من قوله {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} و{السَّاعَةِ} جر بالإضافة، فما عطف عليه جر أيضًا، والتقدير: وعنده علم الساعة وعلم قيله، والمعنى إنه يعلم وقت قيام الساعة ويعلم قول محمد صلى الله عليه وسلم يا رب إن هؤلاء قوم لا يؤمنون، وقيل: بل قوم عيسى عليه السلام.
وقرأ الباقون {وَقِيلِهِ} بالنصب.
والوجه أنه منصوب؛ لأنه معطوف على موضع {السَّاعَةِ} فإن موضعها نصب؛ لأن العلم مصدر أضيف إلى المفعول به، والتقدير: وعنده أن يعلم
[الموضح: 1158]
الساعة وأن يعلم قيله، كما قال:
155- مخافة الإفلاس والليانا
ويجوز أن يكون محمولاً على العطف على قوله {سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ}، كأنه قال: أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ونسمع قيله.
وقرئ في الشواذ وقارئه الأعرج: {وَقِيلِهِ} بالرفع.
وارتفاعه بالابتداء، وخبره يجوز أن يكون محذوفًا، أي قيله مسموع متقبل، ويجوز أن يكون ما بعده خبره، والتقدير: وقيله قيل يا رب.
ويجوز أن يكون معطوفًا على قوله {وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} والتقدير: وعنده علم الساعة وعنده قيله، أي علم قيله، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه). [الموضح: 1159]

قوله تعالى: {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (89)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (وقوله جلّ وعزّ: (فسوف يعلمون (89)
قرأ نافع وابن عامر (فسوف تعلمون) بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء.
وروى الخفّاف عن أبي عمرو الياء والتاء، وقال: هما سيّان). [معاني القراءات وعللها: 2/370]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (20- وقوله تعالى: {وقل سلام فسوف تعلمون} [89].
قرأ نافع وابن عامر بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء و{سلام} رفع بإضمار: وعليكم سلام، قال الفراء: ولو قرأ قارئ: قل سلامًا بالنصب جاز). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/305]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (قال قرأ نافع وحده وقل سلام فسوف تعلمون [الزخرف/ 89] بالتاء، وقال ابن ذكوان عن ابن عامر بالياء، وقال هشام بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء وقال الخفّاف: عن أبي عمرو: الياء والتاء عندي سواء وجه الياء أن يحمل على الغيبة التي هي: فاصفح عنهم...
فسوف يعلمون [الزخرف/ 89].
ووجه التاء على الخطاب على قل المظهر في الكلام: قل لهم سوف تعلمون، وكلاهما قريب المتناول كما خبّر أبو عمرو فيه). [الحجة للقراء السبعة: 6/161]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعلمون} 89
قرأ نافع وابن عامر {فسوف تعلمون} بالتّاء على الخطاب وقرأ الباقون بالياء إخبارًا عن غائبين وحجتهم قوله {فاصفح عنهم}). [حجة القراءات: 656]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (25- قوله: {فسوف يعلمون} قرأه نافع وابن عامر بالتاء على الخطاب، ويقوي ذلك ظهور لفظ {قل} قبله، والتقدير: قل لهم يا محمد: سلام فسوف تعلمون، وقرأ الباقون بالياء على لفظ الغيبة؛ لأن قبله: {فاصفح عنهم} وهو الاختيار، لمشاكلته ما قبله، ولأن الأكثر عليه). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/263]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (26- {فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} [آية/ 89] بالتاء:-
قرأها نافع وابن عامر.
والوجه أنه على الخطاب حملاً له على القول المتقدم ذكره في قوله {وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ}.
وقرأ الباقون {يَعْلَمُونَ} بالياء.
والوجه أنه على الغيبة لموافقة قوله {فَاصْفَحْ عَنْهُمْ} بضمير الغيبة). [الموضح: 1160]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين



رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة