جمهرة تفاسير السلف
تفسير قوله تعالى: {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى (11) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَيَتَجَنَّبُهَا}؛ يقولُ: ويتجنَّبُ الذكرَى {الأَشْقَى}؛ يعني: أشقَى الفريقينِ،
{الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}؛ وهم الذين لم تنفعْهُم الذِّكرَى.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى (9) سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىِ}: فاتقوا اللَّهَ، ما خشِيَ اللَّهَ عبدٌ قطُّ إلاَّ ذكَّرَهُ، {وَيَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى}: فلا واللَّهِ لا يَتَنَكَّبُ عبدٌ هذا الذِّكرَ زهداً فيهِ وبغضاً لأهلِهِ، إلاَّ شقِيٌّ بيِّنُ الشقاءِ). [جامع البيان: 24 / 317-318]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى (10) ويَتَجَنَّبُهَا الأَشْقَى}. قَالَ: واللَّهِ مَا خَشِيَ اللَّهَ عَبْدٌ قَطُّ إِلاَّ ذَكَرَهُ، ولا يَتَنَكَّبُ عَبْدٌ هذا الذِّكْرَ زُهْداً فيه وبُغْضاً لأَهْلِه إِلاَّ شَقِيٌّ بَيِّنُ الشقاءِ). [الدر المنثور: 15 / 368] (م)
تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى (12) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى}؛ يقولُ: الذي يرِدُ نارَ جهنَّمَ، وهي النارُ الكبرَى، ويعنى بالكبرَى: في شدَّةِ الحرِّ والألمِ). [جامع البيان: 24 / 318]
تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيَا (13) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {ثُمَّ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَا}. يقولُ: ثم لا يموتُ في النارِ الكبرَى ولا يحيَا. وذلك أنَّ نفْسَ أحدِهم تصيرُ فيها في حلْقِهِ، فلا تَخْرُجُ فتفارقَه فيموتَ، ولا ترجعُ إلَى موضعِها من الجسمِ فيحيَا. وقيل: {لاَ يَمُوتُ} فيها فيستريحَ، {وَلاَ يَحْيَا} حياةً تنفعُه.
وقالَ آخرُونَ: قِيلَ ذلك؛ لأنَّ العربَ كانت إذا وصفتِ الرَّجُلَ بوقوعٍ في شدَّةٍ شديدةٍ، قالوا: لا هو حيٌّ، ولا هو مَيِّتٌ. فخاطَبَهم اللَّهُ بالذي جرَى به ذلك من كلامِهم). [جامع البيان: 24 / 318]
تفسير قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن سعيد بن المسيب، في قوله تعالى: {قد أفلح من تزكى} قال زكاة الفطر). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله تعالى: {قد أفلح من تزكى}؛ بعمل صالح). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (يقولُ تعالَى ذِكْرُهُ: قد أنجحَ وأدركَ طِلْبتَهُ مَن تطهَّرَ من الكفرِ ومعاصي اللَّهِ، وعمِلَ بما أمرَهُ اللَّهُ به فأدَّى فرائضَهُ.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ جماعةٌ من أهلِ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {قَدْ أَفْلَحَ من تَزَكَّىِ}؛ يقولُ: مَن تزكَّى من الشِّركِ.
- حدَّثنا محمدُ بنُ المثنَّى، قالَ: ثنا محمَّدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأنصاريُّ، قالَ: ثنا هِشامٌ، عن الحسنِ في قولِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قالَ: من كانَ عملُه زاكِياً.
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ:{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قالَ: بعملٍ ووَرَعٍ.
- حدَّثني سعدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ الحكمِ، قالَ: ثنا حفصُ بنُ عمرَ العدنيُّ، عن الحكمِ، عن عكرمةَ في قولِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}: مَن قالَ: لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ.
وقالَ آخرُونَ: بلْ معنَى ذلك: قدْ أفلحَ مَن أدَّى زكاةَ مالِهِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن عليِّ بنِ الأقمرِ، عن أبي الأحوصِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى}؛ قالَ: مَن استطاعَ أنْ يَرْضَخَ فَلْيَفْعَلْ، ثُمَّ لْيَقُمْ فلْيُصلِّ.
- حدَّثنا محمَّدُ بنُ عمارةَ الرازيُّ، قالَ: ثنا أبو نعيمٍ، قالَ: ثنا سفيانُ، عن عليِّ بنِ الأقمرِ، عن أبي الأحوصِ: {قَدْ أَفْلَحَ من تَزَكَّى}؛ قالَ: مَن رَضَخَ.
- حدَّثنا محمَّدُ بنُ عُمارةَ، قالَ: ثنا عثمانُ بنُ سعيدِ بنِ مُرَّةَ، قالَ: ثنا زهيرٌ، عن أبي إسحاقَ، عن أبي الأحوصِ، قالَ: إذا أتَى أحدَكم سائلٌ وهو يريدُ الصلاةَ، فليُقدِّمْ بينَ يدَيْ صلاتِهِ زكاتَهُ، فإنَّ اللَّهَ يقولُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}، فمَن استطاعَ أنْ يقدِّمَ بينَ يدَيْ صلاتِهِ زكاةً فلْيفعَلْ.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ تزكَّى رجلٌ من مالِهِ، وأرضَى خالِقَهُ.
وقالَ آخرُونَ: بلْ عُنِيَ بذلك زكاةُ الفِطْرِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عمرُو بنُ عبدِ الحميدِ الآمُليُّ، قالَ: ثنا مَرْوانُ بنُ معاويَةَ، عن أبي خَلْدَةَ، قالَ: دخلْتُ علَى أبي العاليَةِ، فقالَ لي: إذا غدوْتَ غداً إلَى العيدِ فمُرَّ بي. قالَ: فمرَرْتُ به، فقالَ: هلْ طَعِمْتَ شيئاً؟ قلتُ: نعمْ. قالَ: أفضْتَ علَى نفسِكَ من الماءِ؟ قلْتُ: نعمْ. قالَ: فأخبِرْنِي ما فعلْتَ بزكاتِكَ؟ قلْتُ: قد وجَّهْتُهَا. قالَ: إنَّما أردتُكَ لهذا. ثم قرأَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}، وقالَ: إنَّ أهلَ المدينةِ لا يَرَوْنَ صدقةً أفضلَ منها، ومن سقايَةِ الماءِ). [جامع البيان: 24 / 318-320]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ}؛ اختلفَ أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِهِ: {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}؛ فقالَ بعضُهُم: معنَى ذلك: وحَّدَ اللَّهَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ: {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}؛ يقولُ: وحَّدَ اللَّهَ سبحانَهُ.
وقالَ آخرُونَ: بلْ معنَى ذلك: وذكَرَ اللَّهَ ودعاهُ ورغِبَ إليهِ.
والصوابُ من القوْلِ في ذلك أنْ يُقالَ: وذكَرَ اللَّهَ فوحَّدَهُ، ودعاهُ ورغِبَ إليهِ؛ لأنَّ كلَّ ذلك مِن ذِكْرِ اللَّهِ، ولم يَخصُصِ اللَّهُ تعالَى من ذِكْرِهِ نوعاً دونَ نوعٍ.
وقولُهُ: {فَصَلَّى}؛ اختلفَ أهلُ التأويلِ قي تأويلِ ذلك؛ فقالَ بعضُهُم: عُنِيَ به: فصلَّى الصلواتِ الخمسَ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثني عليٌّ، قالَ: ثنا أبو صالحٍ، قالَ: ثني معاويَةُ، عن عليٍّ، عن ابنِ عبَّاسٍ قولَهُ: {فَصَلَّى}؛ يقولُ: صلَّى الصلواتِ الخمسَ.
وقالَ آخرُونَ: عُنِيَ به صلاةُ العيدِ يومَ الفطرِ.
وقالَ آخرُونَ: بلْ عُنِيَ: وذكَرَ اسمَ ربِّه فدَعَا. وقالوا: الصلاةُ هاهنا: الدعاءُ.
والصوابُ من القولِ أنْ يُقالَ: عُنِيَ بقولِهِ: {فَصَلَّى}. الصلواتُ وذِكْرُ اللَّهَ فيها بالتحميدِ والتمجيدِ والدعاءِ). [جامع البيان: 24 / 321-322]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}
عن عَوْفِ بنِ مَالِكٍ، عن النبيِّ [صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ] أنه كانَ يَأْمُرُ بزكاةِ الفِطْرِ قبلَ أنْ يُصَلِّيَ صلاةَ العيدِ، ويتلو هذه الآيةَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}.
رَوَاه البَزَّارُ، وفيه كَثِيرُ بنُ عبدِ اللهِ، وهو ضعيفٌ، وقد حَسَّنَ الترمذيُّ حديثَه). [مجمع الزوائد: 7 / 136]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن خُصَيْلَةَ بِنْتِ وَاثِلَةَ قالَتْ: سَمِعْتُ أبي يَقُولُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} قالَ: إِلْقَاءُ القَمْحِ قبلَ الصلاةِ في المُصَلَّى يومَ الفِطْرِ.
رَوَاه الطبرانيُّ، وفيه محمدُ بنُ أَشْقَرَ، وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 136-137]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن جابِرِ بنِ عبدِ اللهِ، عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} قالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَخَلَعَ الأَنْدَادَ، وشَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللهِ». {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} قالَ: «هِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا».
رَوَاه البَزَّارُ عن شَيْخِهِ عَبَّادِ بنِ أحمدَ العَرْزَمِيِّ وهو متروكٌ). [مجمع الزوائد: 7 / 137]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ أَحْمَدَ الْعَرْزَمِيُّ، حَدَّثَنِي عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَخَلَعَ الأَنْدَادَ، وَشَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ»، {وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} قَالَ: «هِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا».
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُهُ عَنْ جَابِرٍ إِلاَّ بِهَذَا الإِسْنَادِ). [كشف الأستار: 3 / 80]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ البَزَّارُ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن جابرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وخَلَعَ الأَنْدَادَ، وشَهِدَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ»، {وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}. قَالَ: «هِيَ الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ والمُحَافَظَةُ عَلَيْهَا والاهْتِمَامُ بمَوَاقِيتِهَا» ). [الدر المنثور: 15 / 368]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: مِن الشِّرْكِ، {وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ}. قَالَ: وَحَّدَ اللَّهَ، {فَصَلَّى}. قَالَ: الصَّلَوَاتِ الخَمْسَ). [الدر المنثور: 15 / 368]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو نُعَيْمٍ في الحِلْيَةِ، عَنْ عِكْرِمَةَ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: مَنْ قَالَ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ). [الدر المنثور: 15 / 368-369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في الأَسْمَاءِ والصِّفَاتِ مِن طَرِيقِ عِكْرِمَةَ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: مَن قَالَ: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ). [الدر المنثور: 15 / 369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عطاءٍ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قَالَ: مَن آمَنَ). [الدر المنثور: 15 / 369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عطاءٍ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قَالَ: مَن أَكْثَرَ الاسْتِغْفَارَ). [الدر المنثور: 15 / 369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قَالَ: بعَمَلٍ صَالِحٍ). [الدر المنثور: 15 / 369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَزَّارُ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ والحَاكِمُ في الكُنَى وابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ في سُنَنِه بسَنَدٍ ضَعِيفٍ، عن كَثِيرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ بنِ عَمْرِو بنِ عَوْفٍ، عن أبيهِ، عن جَدِّهِ، عن النَّبِيِّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] أنَّه كانَ يَأْمُرُ بزَكَاةِ الفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ صَلاةَ العِيدِ, ويَتْلُو هذه الآيةَ: «{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}». وفي لَفْظٍ قَالَ: سُئِلَ رَسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] عن قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: «هِيَ زَكَاةُ الفِطْرِ» ). [الدر المنثور: 15 / 369]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقُولُ: «{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}». ثُمَّ يُقَسِّمُ الفِطْرَةَ قَبْلَ أَنْ يَغْدُوَ إِلَى المُصَلَّى يَوْمَ الفِطْرِ). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}؛ قَالَ: أَعْطَى صَدَقَةَ الفِطْرِ قَبْلَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى العِيدِ، {وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}؛ قَالَ: خَرَجَ إلى العيدِ فصَلَّى). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ، عن أَبِي سعيدٍ الخُدْرِيِّ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} قَالَ: أَعْطَى صَدَقَةَ الفِطرِ قبلَ أن يَخْرُجَ إلى العيدِ {وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}. قَالَ: خَرَجَ إلى العيدِ فصَلَّى). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ عن سَعِيدِ بنِ المُسَيَّبِ في قَوْلِه: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} قال: زَكَاةَ الفِطرِ). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ أنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ كانَ يُقَدِّمُ صَدَقَةَ الفِطْرِ حِينَ يَغْدُو، وهو يَتْلُو: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} ). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ مَرْدُويَهْ والبَيْهَقِيُّ، عن نَافِعٍ، عن ابنِ عُمرَ قَالَ: إنَّما نَزَلَتْ هذه الآيةُ في إخراجِ زَكاةِ الفِطْرِ قبلَ صلاةِ العيدِ؛ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} ). [الدر المنثور: 15 / 370]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الطَّبَرانِيُّ، عن وَاثِلَةَ بنِ الأَسْقَعِ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} الآيةَ. قَالَ: إِلْقَاءُ القَمْحِ قَبْلَ الصلاةِ يَوْمَ الفِطْرِ في المُصَلَّى). [الدر المنثور: 15 / 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ والبَيْهَقِيُّ عن أبي العالِيَةِ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}. قَالَ: نزَلتْ في صَدَقَةِ الفِطْرِ، تُزَكِّي ثُمَّ تُصَلِّي). [الدر المنثور: 15 / 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ، عن أبي خَلْدَةَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَبِي العَالِيَةِ، فقَالَ لِي: إِذَا غَدَوْتَ غَداً إِلَى العِيدِ فمُرَّ بِي. قَالَ: فمَرَرْتُ بِهِ، فقَالَ: هَلْ طَعِمْتَ شَيْئاً. قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: فأَخْبِرْنِي مَا فَعَلْتَ بزَكَاتِكَ؟ قُلْتُ: قَدْ وَجَّهْتُها. قَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُكَ لهذا. ثم قرَأ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى}. وقَالَ: إِنَّ أَهْلَ المدينةِ لا يَرَوْنَ صَدَقَةً أَفْضَلَ مِنْها ومِن سِقَايَةِ المَاءِ). [الدر المنثور: 15 / 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عطاءٍ : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: أَدَّى زَكَاةَ الفِطْرِ). [الدر المنثور: 15 / 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن محمدِ بنِ سِيرِينَ في قَوْلِهِ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: أَدَّى صَدَقَةَ الفِطْرِ ثُمَّ خرَج فصَلَّى بَعْدَمَا أَدَّى). [الدر المنثور: 15 / 371]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن إِبْرَاهِيمَ النَّخَعِيِّ قَالَ: قَدِّمِ الزَّكَاةَ مَا اسْتَطَعْتَ يَوْمَ الفِطْرِ. ثم قرَأ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} ). [الدر المنثور: 15 / 371-372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن عطاءٍ قَالَ: قُلْتُ لابنِ عَبَّاسٍ : أرأَيْتَ قولَه: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} للفِطْرِ؟ قَالَ: لَمْ أَسْمَعْ بذلك، ولكنْ للزَّكاةِ كلِّها. ثم عَاوَدْتُه فيها فقَالَ لي: والصَّدَقاتِ كُلِّها). [الدر المنثور: 15 / 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. يعني: مِن مَالِه). [الدر المنثور: 15 / 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. مَنْ أَرْضَى خَالِقَهُ مِن مَالِه). [الدر المنثور: 15 / 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: تَزَكَّى رجُلٌ مِن مَالِه، وتَزَكَّى رَجُلٌ مِن خُلُقِهِ). [الدر المنثور: 15 / 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سَعِيدُ بنُ مَنْصُورٍ وابنُ أبي شَيْبَةَ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عن أبي الأَحْوَصِ قَالَ: رَحِمَ اللَّهُ امْرَأً تَصَدَّقَ ثُمَّ صَلَّى. ثُمَّ قَرَأ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} الآيةَ. ولَفْظُ ابنِ أبي شَيْبَةَ: مَنِ استطاعَ أَنْ يُقَدِّمَ بَيْنَ يَدَيْ صَلاتِهِ صَدَقَةً فَلْيَفْعَلْ؛ فإنَّ اللَّهَ يَقُولُ، وذَكَرَ الآيَةَ). [الدر المنثور: 15 / 372]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن أبي الأَحْوَصِ قَالَ: لَوْ أَنَّ الَّذِي يَتَصَدَّقُ بالصَّدَقَةِ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَرَأ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} الآيةَ). [الدر المنثور: 15 / 372-373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عبدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ مِن طَريقِ أبي الأَحْوَصِ، عن ابنِ مَسْعُودٍ قَالَ: إذا خَرَج أَحَدُكم يُريدُ الصَّلاةَ، فلا عَلَيْهِ أَنْ يَتَصَدَّقَ بشَيْءٍ؛ لأنَّ اللَّهَ يَقُولُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} ). [الدر المنثور: 15 / 373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي شَيْبَةَ، عن أَبِي الأَحْوَصِ : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى}. قَالَ: مَن رَضَخَ). [الدر المنثور: 15 / 373]
تفسير قوله تعالى: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}. يقولُ للناسِ: بلْ تؤثرونَ أيُّها الناسُ زينةَ الحياةِ الدُّنيا علَى الآخرةِ). [جامع البيان: 24 / 322]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَالآخِرَةُ خيرٌ} لكم {وَأَبْقَى}. يقولُ: وزينةُ الآخرةِ خيرٌ لكم أيُّها الناسُ وأبقَى بقاءً؛ لأنَّ الحياةَ الدنيا فانيَةٌ، والآخرةَ باقيَةٌ، لا تنفَدُ ولا تفْنَى.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}؛ فاختارَ الناسُ العاجلةَ إلاَّ مَن عصمَ اللَّهُ. وقولُهُ: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ} في الخيرِ، {وَأَبْقَى} في البقاءِ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قالَ: ثنا أبو حمزةَ، عن عطاءٍ، عن عَرْفَجَةَ الثَّقَفِيِّ، قالَ: استقرأتُ ابنَ مسعودٍ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، فلمَّا بلغَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}، تركَ القراءةَ، وأقبلَ علَى أصحابِهِ، وقالَ: آثرْنَا الدنيا علَى الآخرةِ. فسكتَ القومُ، فقالَ: آثرْنا الدنيا؛ لأنَّا رأيْنَا زينَتَها ونساءَها وطعامَها وشرابَها، وزُوِيَتْ عنَّا الآخرةُ، فاخترْنا هذا العاجلَ، وتركْنا الآجِلَ). [جامع البيان: 24 / 322] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (واختلفت القَرَأَةُ في قراءةِ قولِهِ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}؛ فقرأَ ذلك عامَّةُ قرأَةِ الأمصارِ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ} بالتاءِ، إلاَّ أبا عمرٍو، فإنَّه قرأَهُ بالياءِ، وقالَ: يعني الأشقينَ.
والذي لا أوثرُ عليهِ في قراءةِ ذلك التاءُ؛ لإجماعِ الحجَّةِ من القرأَةِ عليهِ. وذُكِرَ أنَّ ذلك في قراءةِ أُبَيٍّ: (بلْ أنتم تُؤثرونَ). فذلك أيضاً شاهدٌ لصحَّةِ القراءةِ بالتاءِ). [جامع البيان: 24 / 322-323]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ، عن ابنِ مَسْعُودٍ أنَّه كانَ يَقْرَأُ: (بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ) ). [الدر المنثور: 15 / 373]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ والطبرانِيُّ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإِيمانِ، عن عَرْفَجَةَ الثَّقَفِيِّ قَالَ: اسْتَقْرَأْتُ ابنَ مَسْعُودٍ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}. فَلَمَّا بَلَغَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا} تَرَكَ القِرَاءَةَ وأَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِه؛ فقَالَ: آثَرْنَا الدُّنْيَا علَى الآخِرَةِ! فسَكَتَ القَوْمُ. فقَالَ: آثَرْنَا الدُّنْيَا؛ لأَنَّا رَأَيْنَا زِينَتَها ونِسَاءَهَا وطَعَامَها وشرابَها، وزُوِيَتْ عَنَّا الآخِرَةُ فاخْتَرْنَا هَذَا العَاجِلَ وتَرَكْنَا الآجِلَ. وقَالَ: (بَلْ يُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا) بالياءِ). [الدر المنثور: 15 / 373-374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا} قَالَ: اخْتَارَ النَّاسُ العَاجِلَةَ إِلاَّ مَن عَصَمَ اللَّهُ، {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ}. في الخيرِ، {وأَبْقَى} في البقاءِ). [الدر المنثور: 15 / 374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}. قَالَ: يَعْنِي هذهِ الأُمَّةَ، وإِنَّكُم سَتُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنيا). [الدر المنثور: 15 / 374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ في شُعبِ الإيمانِ، والحكيمُ التِّرْمِذِيُّ عن أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَمْنَعُ العِبَادَ مِن سَخَطِ اللَّهِ مَا لَمْ يُؤْثِرُوا صَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، فإِذَا آثَرُوا صَفْقَةَ دُنْيَاهُمْ عَلَى دِينِهِمْ، ثُمَّ قَالُوا: لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؛ رُدَّتْ عَلَيْهَم، وقَالَ اللَّهُ: كَذَبْتُم»). [الدر المنثور: 15 / 374]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عن ابنِ عُمَرَ أَنَّ رسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قَالَ: «لا يَلْقَى اللَّهَ أَحَدٌ بِشَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِلاَّ دَخَلَ الجَنَّةَ مَا لَمْ يَخْلِطْ مَعَهَا غَيْرَها». رَدَّدَهَا ثَلاثاً, قَالَ قَائِلٌ مِن قَاصِيَةِ النَّاسِ: بأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا يَخْلِطُ مَعَهَا غَيْرَها؟ قَالَ: «حُبَّ الدُّنْيَا وأَثَرَةً لَهَا وجَمْعاً لَهَا ورِضًا بِهَا وعَمَلَ الجَبَّارِينَ» ). [الدر المنثور: 15 / 374-375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أحمدُ، والطَّبَرَانِيُّ والحاكِمُ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ وفي السُّنَنِ عن أبي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ دُنْيَاهُ أَضَرَّ بآخِرَتِهِ، ومَنْ أَحَبَّ آخِرَتَهُ أَضَرَّ بدُنْيَاهُ، فآثِرُوا مَا يَبْقَى عَلَى مَا يَفْنَى»). [الدر المنثور: 15 / 375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ أحمدُ، والشِّيرَازِيُّ في الألقابِ والبَيْهَقِيُّ في شُعَبِ الإيمانِ عن عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «الدُّنْيَا دَارُ مَنْ لاَ دَارَ لَهُ، ومَالُ مَنْ لاَ مَالَ لَهُ، ولَهَا يَجْمَعُ مَنْ لاَ عَقْلَ لَه»). [الدر المنثور: 15 / 375]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أَبِي الدُّنْيَا والبَيْهَقِيُّ عن مُوسَى بنِ يَسَارٍ أنَّه بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ] قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُه لَمْ يَخْلُقْ خَلْقاً أَبْغَضَ إِلَيْهِ مِن الدُّنْيَا، وإِنَّهُ مُنْذُ خَلَقَهَا لَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهَا» ). [الدر المنثور: 15 / 375-376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ البَيْهَقِيُّ، عَنِ الحَسَنِ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ-: «حُبُّ الدُّنْيَا رَأْسُ كُلِّ خَطِيئَةٍ» ). [الدر المنثور: 15 / 376]
تفسير قوله تعالى: {وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى (17) }
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {وَالآخِرَةُ خيرٌ} لكم {وَأَبْقَى}. يقولُ: وزينةُ الآخرةِ خيرٌ لكم أيُّها الناسُ وأبقَى بقاءً؛ لأنَّ الحياةَ الدنيا فانيَةٌ، والآخرةَ باقيَةٌ، لا تنفَدُ ولا تفْنَى.
وبنحوِ الذي قلْنَا في ذلك قالَ أهلُ التأويلِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ:{بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}؛ فاختارَ الناسُ العاجلةَ إلاَّ مَن عصمَ اللَّهُ. وقولُهُ: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ} في الخيرِ، {وَأَبْقَى} في البقاءِ.
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا يحيَى بنُ واضحٍ، قالَ: ثنا أبو حمزةَ، عن عطاءٍ، عن عَرْفَجَةَ الثَّقَفِيِّ، قالَ: استقرأتُ ابنَ مسعودٍ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}، فلمَّا بلغَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا}، تركَ القراءةَ، وأقبلَ علَى أصحابِهِ، وقالَ: آثرْنَا الدنيا علَى الآخرةِ. فسكتَ القومُ، فقالَ: آثرْنا الدنيا؛ لأنَّا رأيْنَا زينَتَها ونساءَها وطعامَها وشرابَها، وزُوِيَتْ عنَّا الآخرةُ، فاخترْنا هذا العاجلَ، وتركْنا الآجِلَ). [جامع البيان: 24 / 322]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ: {بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَيَاةَ الدُّنْيَا} قَالَ: اخْتَارَ النَّاسُ العَاجِلَةَ إِلاَّ مَن عَصَمَ اللَّهُ، {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ}. في الخيرِ، {وأَبْقَى} في البقاءِ). [الدر المنثور: 15 / 374] (م)
تفسير قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى (18) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {إن هذا لفي الصحف الأولى}؛ قال: إن ما قص الله في هذه السورة لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة، عن ابن عباس {إن هذا لفي الصحف الأولى}؛ يقول: إن هذه السورة سبح اسم ربك الأعلى وقوله وإبراهيم الذي وفى إلى آخره من صحف إبراهيم وموسى). [تفسير مجاهد: 752]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقولُهُ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ اختلفَ أهلُ التأويلِ في الذي أُشيرَ إليهِ بقولِه: {هَذَا}؛ فقالَ بعضُهُم: أُشيرَ به إلَى الآياتِ التي في {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن سفيانَ، عن أبيهِ، عن عكرمةَ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}؛ يقولُ: الآياتِ التي في {سبِّحِ اسْمَ ربِّكَ الأَعْلَى}.
وقالَ آخرُونَ: قصَّةُ هذه السورةِ.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قالَ: ثنا مِهْرانُ، عن أبي جعفرٍ، عن الربيعِ، عن أبي العاليَةِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}. قالَ: قصَّةُ هذه السورةِ لفي الصحفِ الأولَى.
وقالَ آخرُونَ: بل معنَى ذلك: إنَّ هذا الذي قَضَى اللَّهُ في هذه السورةِ، لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا ابنُ عبدِ الأعلَى، قالَ: ثنا ابنُ ثورٍ، عن مَعْمَرٍ، عن قتادةَ في قولِهِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ قالَ: إنَّ هذا الذي قضى اللَّهُ في هذه السورةِ، لفي الصُّحفِ الأولَى). [جامع البيان: 24 / 323-324]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (أخْرَجَ البَزَّارُ وابنُ المُنْذِرِ والحَاكِمُ وصَحَّحه وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عَبَّاسٍ قَالَ: لَمَّا نَزَلتْ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى}. قَالَ رسولُ اللَّهِ [صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ]: «هِيَ كُلُّهَا فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى» ). [الدر المنثور: 15 / 376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ سعيدُ بنُ منصورٍ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ المُنْذِرِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وابنُ مَرْدُويَهْ، عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}. الآيةَ. قَالَ: نُسِخَتْ هذه السورةُ مِن صُحفِ إبراهيمَ ومُوسَى. ولفظُ سَعِيدٍ: هذه السورةُ في صُحفِ إبراهيمَ ومُوسَى. ولفظُ ابنِ مَرْدُويَهْ: وهذه السورةُ وقولُه: {وإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}، إلى آخرِ السورةِ مِن صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى). [الدر المنثور: 15 / 376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عن السُّدِّيِّ قالَ: إِنَّ هذه السورةَ في صُحُفِ إبراهيمَ ومُوسَى مِثْلُ ما نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ). [الدر المنثور: 15 / 376]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عن أبي العاليةِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}. يقولُ: قِصَّةُ هَذِهِ السُّورَةِ في الصُّحُفِ الأُولَى). [الدر المنثور: 15 / 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وابنُ جَرِيرٍ وابنُ المُنْذِرِ، عَنْ قَتَادَةَ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ قَالَ: ما قَصَّ اللهُ في هذه السورةِ). [الدر المنثور: 15 / 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ قَتَادَةَ : {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ قَالَ: تَتَابَعَتْ كُتُبُ اللَّهِ كَمَا تَسْمَعُونَ أنَّ الآخِرَةَ خَيْرٌ وأَبْقَى). [الدر المنثور: 15 / 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ جَرِيرٍ وابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنْ ابنِ زيدٍ في قولِه: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى} الآيةَ؛ قَالَ: في الصُّحفِ الأولَى أنَّ الآخِرَةَ خَيْرٌ مِن الدُّنْيَا). [الدر المنثور: 15 / 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ الفِرْيَابِيُّ وعَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ قَالَ: هؤلاءِ الآياتُ). [الدر المنثور: 15 / 377]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ، عَنِ الحَسَنِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}؛ قَالَ: في كُتُبِ اللَّهِ كُلِّها). [الدر المنثور: 15 / 377]
تفسير قوله تعالى: {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (19) }
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر، عن قتادة، في قوله: {إن هذا لفي الصحف الأولى}؛ قال: إن ما قص الله في هذه السورة لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى). [تفسير عبد الرزاق: 2/ 367] (م)
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال: ثنا آدم قال: ثنا ورقاء، عن عطاء بن السائب، عن عكرمة ،عن ابن عباس {إن هذا لفي الصحف الأولى} يقول: إن هذه السورة سبح اسم ربك الأعلى وقوله وإبراهيم الذي وفى إلى آخره من صحف إبراهيم وموسى). [تفسير مجاهد: 752] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}.
وقالَ آخرُونَ: بل عُنِيَ بذلك أنَّ قولَهُ: {وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}، في الصحفِ الأولَى.
ذِكْرُ مَن قالَ ذلك
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَهُ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}. قالَ: تتابعتْ كتبُ اللَّهِ كما تسمعونَ، أنَّ الآخرةَ خيرٌ وأبقَى.
- حدَّثني يونسُ، قالَ: أخبرنا ابنُ وهبٍ، قالَ: قالَ ابنُ زيدٍ في قولِهِ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى}. قالَ: في الصحفِ التي أنزلَهَا اللَّهُ علَى إبراهيمَ وموسَى، أنَّ الآخرةَ خيرٌ من الأولَى.
وأوْلَى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ قوْلُ مَن قالَ: إنَّ قولَهُ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى}؛ لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى، صُحفِ إبراهيمَ خليلِ الرَّحْمنِ، وصحفِ موسَى بنِ عمرانَ.
وإنَّما قلتُ: ذلك أوْلَى بالصحَّةِ من غيرِهِ؛ لأنَّ "هذا" إشارةٌ إلَى حاضرٍ، فلأَنْ يكونَ إشارةً إلَى ما قرُب منها، أوْلَى من أنْ يكونَ إشارةً إلَى غيرِهِ. وأمَّا الصُّحفُ فإنَّها جمْعُ صحيفةٍ، وإنَّما عُنِيَ بها كتبُ إبراهيمَ وموسَى.
- حدَّثنا بِشْرٌ، قالَ: ثنا يزيدُ، قالَ: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ، عن أبي الجلدِ، قالَ: نزلتْ صُحفُ إبراهيمَ في أوَّلِ ليلةٍ من رمضانَ، وأُنزلتِ التَّوْراةُ لستِّ ليالٍ خلوْنَ من رمضانَ، وأُنزِلَ الزبورُ لاثْنَتَيْ عشْرَةَ ليلةً، وأُنزِلَ الإنجيلُ لثمانِيَ عشرَةَ، وأُنزِلَ الفرقانُ لأربعٍ وعشرينَ). [جامع البيان: 24 / 324-325]
قال أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد ابن الأثير الجزري (ت: 606هـ) : ( (أبو ذرّ الغفاري - رضي الله عنه -): قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ للمسجد تحية» قلت: وما تحيّته، يا رسول الله؟ قال: «ركعتان تركعهما» قلت: يا رسول الله، هل أنزل الله عليك شيئاً ممّا كان في صحف إبراهيم وموسى؟ قال:« يا أبا ذرّ، اقرأ {قد أفلح من تزكّى (14) وذكر اسم ربّه فصلى (15) بل تؤثرون الحياة الدنيا (16) والآخرة خيرٌ وأبقى (17) إنّ هذا لفي الصّحف الأولى (18) صحف إبراهيم وموسى}» قلت: يا رسول الله، فما كانت صحف موسى؟ قال: «كانت عبراً كلّها: عجبت لمن أيقن بالموت، ثم يفرح، عجبت لمن أيقن بالنّار ثم يضحك، عجبت لمن رأى الدنيا وتقلّبها بأهلها ثم يطمئن، عجبت لمن أيقن بالقدر ثم ينصب، عجبت لمن أيقن بالحساب، ثم لا يعمل». أخرجه.
[شرح الغريب]
(عبراً) العبر: جمع عبرة، وهي الموعظة ونحوها.
(ينصب) النصب: التعب). [جامع الأصول: 2 / 427-428]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (قولُه تعالى: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى}
عن ابنِ عباسٍ قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} قالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: «كَانَ كُلُّ هَذَا - أَوْ كَانَ هَذَا - فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى».
رَوَاه البَزَّارُ، وفيه عَطَاءُ بنُ السَّائِبِ، وقدِ اخْتَلَطَ، وبقيَّةُ رِجالِه رِجالُ الصحيحِ). [مجمع الزوائد: 7 / 137]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سليمانَ الهيثميُّ (ت: 807هـ) : (حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، ثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: {إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كَانَ كُلُّ هَذَا، وَكَانَ هَذَا فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى».
قَالَ الْبَزَّارُ: لا نَعْلَمُ الثِّقَاتِ(*)، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، إِلاَّ هَذَا الْحَدِيثَ وَحَدِيثًا آخَرَ). [كشف الأستار: 3 / 80]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخْرَجَ عَبْدُ بنُ حُمَيْدٍ وابنُ مَرْدُويَهْ وابنُ عَساكِرَ، عن أبي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كم أَنْزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ؟ قَالَ: «مِائَةَ كِتَابٍ وأَرْبَعَةَ كُتُبٍ، أَنْزَلَ عَلَى شِيثٍ خَمْسِينَ صَحِيفَةً، وعَلَى إِدْرِيسَ ثَلاِثينَ صَحِيفَةً، وعَلَى إِبْرَاهِيمَ عَشْرَ صَحَائِفَ، وعلَى مُوسَى قَبْلَ التَّوْرَاةِ عَشْرَ صَحَائِفَ، وأَنْزَلَ التَّوْرَاةَ والإِنْجِيلَ والزَّبُورَ والفُرْقَانَ». قُلْتُ: يَا رسولَ اللَّهِ, فَمَا كانتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: «أَمْثَالٌ كُلُّها: أَيُّهَا المَلِكُ المُتَسَلِّطُ المُبْتَلَى المَغْرُورُ، لَمْ أَبْعَثْكَ لِتَجْمَعَ الدُّنْيَا بَعْضَها عَلَى بَعْضٍ، ولَكِنْ بَعَثْتُكَ لِتَرُدَّ عَنِّي دَعْوَةَ المَظْلُومِ، فإِنِّي لا أَرُدُّهَا ولَوْ كَانَتْ مِنْ كَافِرٍ، وعَلَى العَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوباً عَلَى عَقْلِهِ أَنْ يَكُونَ لَهُ ثَلاثُ سَاعَاتٍ: سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ ويَتَفَكَّرُ فِيمَا صَنَعَ، وسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ مِن الحَلالِ؛ فإِنَّ في هذهِ الساعةِ عَوْناً لِتِلْكَ السَّاعَاتِ واسْتِجْمَاماً للقُلُوبِ وتَفْرِيغاً لَهَا، وعَلَى العاقِلِ أنْ يَكُونَ بَصِيراً بزَمَانِه مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ حَافِظاً للسانِه، فإِنَّ مَن حَسَبَ كَلامَهُ مِن عَمَلِه؛ أَقَلَّ الكَلامَ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ، وعَلَى العَاقِلِ أَنْ يَكُونَ طَالِباً لِثَلاثٍ: مَرَمَّةٍ لمَعَاشٍ، أو تَزَوُّدٍ لمَعَادٍ، أو تَلَذُّذٍ فِي غَيْرِ مُحَرَّمٍ».
قُلْتُ: يا رسولَ اللَّهِ، فما كانَتْ صُحُفُ مُوسَى؟
قَالَ: «كَانَتْ عِبَراً كُلُّها: عَجِبْتُ لِمَنْ أَيْقَنَ بالمَوْتِ ثُمَّ يَفْرَحُ، ولِمَنْ أَيْقَنَ بالنارِ ثُمَّ يَضْحَكُ، ولِمَنْ يَرَى الدُّنْيَا وتَقَلُّبَها بأَهْلِهَا ثُمَّ يَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا، ولِمَنْ أَيْقَنَ بالقَدَرِ ثُمَّ يَنْصَبُ، ولِمَنْ أَيْقَنَ بالحِسَابِ ثُمَّ لا يَعْمَلُ».
قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: هَلْ أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْكَ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ فِي صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى؟
قَالَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، نَعَمْ؛ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (16) والآخِرَةُ خَيْرٌ وأَبْقَى (17) إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الأُولَى (18) صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ ومُوسَى} » ). [الدر المنثور: 15 / 378-379]
(*) كذا في الأصل ولعل الصواب (للثقات).