العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > الإيمان بالقرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #2  
قديم 17 محرم 1432هـ/23-12-2010م, 08:29 PM
محمد أبو زيد محمد أبو زيد غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 25,303
افتراضي

أدلّة وجوب الإيمان بالقرآن

الأدلة من القرآن
قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( أمّا بعد.. فإنّي قائلٌ، وبالله ألق للتّوفيق والصّواب من القول والعمل، ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم:
أنزل الله عزّ وجلّ القرآن على نبيّه صلّى الله عليه وسلّم، وأعلمه فضل ما أنزل عليه، وأعلم خلقه في كتابه، وعلى لسان رسوله: أنّ القرآن عصمةٌ لمن اعتصم به، وحرزٌ من النّار لمن اتّبعه، ونورٌ لمن استنار به، وشفاءٌ لما في الصّدور، وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين.
ثمّ أمر الله خلقه أن يؤمنوا به، ويعملوا بمحكمه: فيحلوا حلاله، ويحرّموا حرامه، ويؤمنوا بمتشابهه، ويعتبروا بأمثاله، ويقولوا {آمنّا به كلٌّ مّن عند ربّنا} [آل عمران: 3/7].). [أخلاق حملة القرآن: --] (م)

قال أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458هـ) : ( باب الإيمان بما أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم في ملائكة الله وكتبه ورسله والبعث بعد الموت والحساب والميزان والجنة والنار وأنهما مخلوقتان معدتان لأهلهما وبما أخبر عنه من حوضه ومن أشراط الساعة قبل قيامها
قال الله عز وجل {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله}.). [كتاب الاعتقاد: ؟؟]

الأدلة من السنة

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو محمّدٍ، قال: حدّثنا يعقوب، قال: حدّثنا خلف بن الوليد، قال: حدّثنا الهزيل، عن أبي غنيّة، قال: قال أبو رزينٍ: يا رسول اللّه ما الإيمان؟ قال: «تؤمن باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، والجنّة والنّار، والحساب والبعث، والقدر خيره وشرّه، فذلك الإيمان كما يحبّ الظّمآن الماء البارد في اليوم الصّائف يا أبا رزينٍ».). [الإبانة الكبرى: 2/808]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458هـ) : ( - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله العنبري، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن سعد الحافظ قالا: ثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد البوشنجي، ثنا أمية بن بسطام، ثنا يزيد بن زريع، ثنا روح بن القاسم، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل»
قال الشيخ: ونعتقد فيما أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم في القرآن، ولم ينسخ رسمه في حياته وأنه بقي في أمته محفوظا لم تجر عليه زيادة ولا نقصان كما وعد الله بقوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
وهو كما قال: {وإنه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه}، قال الحسن البصري حفظه الله من الشيطان: فلا يزيد فيه باطلا ولا ينقص منه حقا.). [كتاب الاعتقاد: ؟؟]

- حديث جبريل الطويل

قال أبو بكر محمد بن الحسين الآجُرِّيُّ (360هـ): ( باب ذكر سؤال جبريل للنبي عليهما السلام عن الإسلام ما هو؟ وعن الإيمان ما هو؟
- حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي قال: حدثنا إسحاق بن راهويه قال: حدثنا النضر بن شميل قال: حدثنا كهمس بن الحسن قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن عبد الله بن عمر قال: حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يعرفه أحد منا، حتى جلس إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبته إلى ركبته، ووضع كفيه على فخذيه، ثم قال: يا محمد أخبرني عن الإسلام، وما الإسلام؟
قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا «
قال: صدقت، فعجبنا أنه يسأله ويصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان؟
قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، والقدر خيره وشره»
قال: صدقت.
قال فأخبرني عن الإحسان.
قال: «أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنه يراك»
قال: فأخبرني عن الساعة؟
قال: «ما المسؤل عنها بأعلم من السائل»
قال عمر: فلبثت مليا ، ثم قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عمر، هل تدري من السائل؟»
فقلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم»
- وأخبرنا الفريابي قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا كهمس بن الحسن، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر قال: كان أول من قال بالقدر بالبصرة معبد الجهني، فانطلقت أنا وحميد بن عبد الرحمن، فلقينا عبد الله بن عمر، فقلنا: إنه قد ظهر قبلنا أناس يقرءون القرآن ويبتغون العلم، ويزعمون أن لا قدر، وأن الأمر أنف قال: إذا لقيت أولئك، فأخبرهم أني منهم بريء، وهم مني برآء، والذي حلف به ابن عمر، لو أن لأحدهم أحدا ذهبا، فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر، ثم قال: حدثني أبي عمر رضي الله عنه قال: بينا نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبته إلى ركبته، ووضع كفيه على فخذيه، فقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا»
قال: صدقت، قال: فعجبنا له أنه يسأله ويصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان؟
قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره»
قال: صدقت
قال: فأخبرني عن الإحسان؟
قال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»
قال: فأخبرني عن الساعة؟
قال: «ما المسؤل عنها بأعلم من السائل»
قال: فأخبرني عن أمارتها؟
قال: «أن تلد الأمة ربتها، وأن يرى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان،»
قال: ثم انطلق، فلبثت ثلاثا، ثم قال لي: «يا عمر تدري من السائل؟»
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «إنه جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم»
- حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي رواد الحراني قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن يحيى بن يعمر قال: قلت لابن عمر: إن عندنا بالعراق رجالا يقولون: إن شاءوا عملوا، وإن شاءوا لم يعملوا، وإن شاءوا دخلوا الجنة، وإن شاءوا دخلوا النار، ويصنعون ما شاءوا، فقال ابن عمر: أخبرهم أني منهم بريء، وهم مني برآء، ثم قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا محمد.
قال: «لبيك»
قال: ما الإسلام؟
قال: «أن تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتصلي الصلاة المكتوبة وتؤتي الزكاة المفروضة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت»
قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلم؟
قال: «نعم»
قال: صدقت.
قال: فما الإحسان؟
قال: «أن تخشى الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك»
قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسن؟
قال: «نعم»
قال: صدقت.
قال: فما الإيمان؟
قال: «تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث من بعد الموت والجنة والنار، والقدر كله»
قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمن؟
قال: «نعم»
قال: صدقت «
- أخبرنا أبو عبيد علي بن الحسين بن حرب القاضي قال: حدثنا حسن الزعفراني قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أنا العوام بن حوشب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر قال: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في المسجد، إذ أقبل رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرف، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جلس بين يديه وأسند ركبتيه إلى ركبتيه، فقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا، وتغتسل من الجنابة»
فقال: صدقت، فعجبوا منه أنه يسأله ويصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان؟
قال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والجنة والنار، والبعث والحساب، وبالقدر خيره وشره، وحلوه ومره»
قال: صدقت، فعجبوا منه أنه يسأله ويصدقه.
قال: فأخبرني عن الساعة؟
قال: «ما المسؤل عنها بأعلم من السائل»
قال: صدقت، ثم ذهب، فلما كان بعد ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر: «يا عمر، تدري من الرجل؟»
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: «ذلك جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم، وما أتاني في صورة إلا عرفته فيها، إلا في صورته هذه».). [الشريعة للآجري: ؟؟]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (باب معرفة الإسلام والإيمان وسؤال جبريل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم
- حدّثنا أبو الحسن أحمد بن محمّد بن عليٍّ الدّيباجيّ الضّرير إملاءً من حفظه قال: نا محمّد بن عبد الملك الدّقيقيّ قال: نا يزيد بن هارون، وحدّثنا أبو العبّاس عبد اللّه بن عبد الرّحمن العسكريّ قال: نا أحمد بن الوليد الفحّام قال: نا عبد الوهّاب بن عطاءٍ الحفّاف قال: نا كهمس بن الحسن، عن عبد اللّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن عبد اللّه بن عمر قال: نا عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه قال: بينا نحن عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم " إذ أقبل رجلٌ شديد بياض الثّياب، شديد سواد الشّعر، لا يرى عليه أثر سفرٍ، ولا يعرفه منّا أحدٌ، حتّى جلس بين يدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وركبته تمسّ ركبته، فقال: يا محمّد أخبرني عن الإسلام؟
فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «تشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأنّ محمّدًا رسول اللّه، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلًا»
فقال: صدقت، فتعجّبنا من سؤاله وتصديقه، ثمّ قال: فما الإيمان؟
قال: «تؤمن باللّه وحده، وملائكته، وكتبه ورسله، وبالبعث بعد الموت، والجنّة والنّار، وبالقدر خيره وشرّه»
فقال: صدقت، فتعجّبنا من سؤاله وتصديقه، ثمّ قال: فما الإحسان؟
قال: «أن تعمل للّه كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه، فإنّه يراك»
قال: صدقت، فتعجّبنا من سؤاله وتصديقه.
قال: فأخبرني عن السّاعة؟
قال: «ما المسئول بأعلم من السّائل»
قال: فأخبرني عن أمارتها؟
قال: «أن تلد المرأة ربّها، وأن ترى العراة الحفاة رعاة الشّاء يتطاولون في بنيان المدد»
قال: صدقت، ثمّ انطلق، فلمّا كان ثالثةً قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «يا عمر هل تدري من الرّجل؟»
قال: قلت: اللّه ورسوله أعلم.
قال: «ذلك جبريل، أتاكم يعلّمكم أمر دينكم، وما أتاني في صورةٍ إلّا عرفته فيها إلّا صورته هذه»
- حدّثني أبو صالحٍ محمّد بن أحمد بن ثابتٍ قال: نا أبو الأحوص، قال: نا مسدّدٌ، قال: نا حمّاد بن زيدٍ، عن مطرٍ الورّاق، قال: نا عبد اللّه بن بريدة، عن يحيى بن يعمر، عن عبد اللّه بن عمر، قال: حدّثني عمر بن الخطّاب، قال: " بينما نحن مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ذات يومٍ إذ جاءه رجلٌ هيئته مسافرٌ، وثيابه ثياب مقيمٍ، أو ثيابه ثياب مسافرٍ، وهيئته هيئة مقيمٍ فقال: يا رسول اللّه أدنو منك؟
قال: «نعم»
قال: فدنا منه، حتّى وضع يديه على ركبتيه، فقال: ما الإسلام؟
قال: «أن تسلم وجهك للّه، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت»، أخبره بعرى الإسلام "
قال: فإذا فعلت ذلك فقد أسلمت؟
قال: «نعم»
قال: صدقت.
قال: قلنا: انظروا كيف يسأله وكيف يصدّقه قال: يا رسول اللّه فما الإحسان؟
قال: «الإحسان أن تعبد اللّه أو تخشى اللّه كأنّك تراه، فإنّك إن لا تكن تراه فإنّه يراك»
قال: صدقت قال: قلنا: انظروا كيف يسأله وكيف يصدّقه.
قال: يا رسول اللّه فما الإيمان؟
قال: «أن تؤمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله وبالموت والبعث والجنّة والنّار وبالقدر كلّه»
قال: فإذا فعلت ذلك فقد آمنت؟
قال: «نعم»
قال: صدقت قال: قلنا انظروا كيف يسأله وكيف يصدّقه.
- قال: وحدّثني شهر بن حوشبٍ، عن أبي هريرة، قال: تؤمن بالقدر كلّه خيره وشرّه.
قال: صدقت قال: قلنا: انظروا كيف يسأله وكيف يصدّقه قال: يا رسول اللّه متى السّاعة؟
قال: «ما المسئول عنها بأعلم من السّائل»
ثمّ انطلق، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «عليّ بالرّجل»، فنظروا فلم يوجد، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «جاء جبريل يعلّم النّاس أمر دينهم، أو ليعلّم النّاس دينهم» قال الشّيخ عبيد اللّه بن محمّدٍ روى هذا الحديث عن عبد اللّه وسليمان ابني بريدة، عن يحيى بن يعمر، فأمّا عبد اللّه فرواه عن ابن عمر، عن عمر، وهو يخرّج في مسند عمر رحمه اللّه ورواه عن عبد اللّه بن بريدة جماعةٌ ثقاتٌ مثبتون منهم كهمس بن الحسن، ومطرٌ الورّاق، وعبد اللّه بن عطاءٍ، وعثمان بن عفّان بن غياثٍ، وأمّا سليمان بن بريدة فرواه عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ولم يذكر فيه عمر، ووافق سليمان بن بريدة على ذلك عليّ بن زيدٍ، وإسحاق بن سويدٍ، فهو يخرّج في مسند ابن عمر، ورواه عبد اللّه بن دينارٍ عن ابن عمر، والمقبريّ عن أبي هريرة، ليس فيه ذكر عمر موافقٌ لسليمان بن بريدة، وسليمان بن بريدة عند أهل العلم أثبت من أخيه عبد اللّه.
- فأمّا حديث عليّ بن زيدٍ في متابعته سليمان بن بريدة، فحدّثناه أبو عليٍّ محمّد بن يوسف البيّع بالبصرة قال: نا أبو رويقٍ عبد الرّحمن بن خلفٍ الضّبّيّ، قال: نا حجّاج بن منهالٍ، قال: نا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيدٍ، عن يحيى بن يعمر العدويّ، قال: قلت لابن عمر: إنّ عندنا رجالًا بالعراق يقولون: إن شاءوا عملوا، وإن شاءوا لم يعملوا، وإن شاءوا دخلوا الجنّة، وإن شاءوا، وإن شاءوا، فقال: إنّي منهم بريءٌ، وإنّهم منّي براءٌ، ثمّ قال: إنّ جبريل عليه السّلام أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يا محمّد " ما الإسلام؟ فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «تعبد اللّه عزّ وجلّ ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصّلاة، وتؤتي الزّكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت»
قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مسلمٌ؟
قال: " نعم
قال: صدقت قال: فما الإحسان؟
قال: «أن تخشى اللّه كأنّك تراه فإن لا تراه فإنّه يراك»
قال: فإذا فعلت ذلك فأنا محسنٌ؟
قال: " نعم
قال: صدقت قال: فما الإيمان؟
قال: «تؤمن باللّه وملائكته وكتبه ورسله والبعث من بعد الموت والجنّة والنّار، والقدر كلّه»
قال: فإذا فعلت ذلك فأنا مؤمنٌ؟
قال: «نعم»
قال: صدقت "
- وأمّا حديث إسحاق بن سويدٍ في متابعته سليمان بن بريدة فحدّثناه أيضًا محمّد بن يوسف قال: نا عبد الرّحمن بن خلفٍ، قال: نا حجّاجٌ، قال: نا حمّاد بن سلمة، عن إسحاق بن سويدٍ، عن يحيى بن يعمر، عن ابن عمر، قال: جاء جبريل إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في صورة دحية الكلبيّ، فقال: ما الإسلام؟ فقال: مثل هذا القول كلّه وأمّا حديث عبد اللّه بن دينارٍ، عن ابن عمرٍو المقبريّ، عن أبي هريرة وافق فيه سليمان بن بريدة، ولم يذكرا فيه عمر رحمه اللّه.
- فحدّثناه الحسين بن إسماعيل المحامليّ، قال: نا يوسف بن موسى، قال: نا حجّاجٌ الأنماطيّ، قال: نا عبد الملك بن قدامة الجمحيّ، عن عبد اللّه بن دينارٍ، عن عبد اللّه بن عمر، وعن إسحاق بن بكرٍ، عن سعيدٍ المقبريّ، عن أبي هريرة، قالا: بينما رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في ملأٍ من أصحابه إذ جاءه رجلٌ فسلّم قال: فردّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، وردّ الملأ قال: فقال: يا محمّد " ألا تخبرني ما الإيمان؟
قال: «أن تؤمن باللّه، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والبعث بعد الموت، والحساب، والميزان، والجنّة، والنّار، والقدر خيره وشرّه»
قال: فإذا فعلت هذا فقد آمنت؟
قال: «نعم»
قال: صدقت قال: فطفق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تعجّبًا لقوله: صدقت، قال: فقال: يا محمّد ما الإحسان؟
قال: «الإحسان أن تخشى اللّه كأنّك تراه، فإنّك إن لا تكن تراه فإنّه يراك»
قال: فإذا فعلت ذلك فقد أحسنت؟
قال: «نعم»
قال: صدقت.
قال: يا محمّد متى السّاعة؟
قال: "سبحان اللّه العظيم ثلاث مرّاتٍ، ما المسئول عنها بأعلم من السّائل، استأثر اللّه بعلم خمسٍ لم يطلع عليهنّ أحدًا: {إنّ اللّه عنده علم السّاعة وينزّل الغيث} [لقمان: 34] . حتّى ختم السّورة، ولكن سأخبرك بشيءٍ يكون قبلها: حين تلد الأمة ربّتها، ويتطاول أهل الشّاء في البنيان، وتصير الحفاة العراة على رقاب النّاس.
ثمّ ولّى الرّجل، فأتبعه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بصره طويلًا، ثمّ ردّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم طرفه إليه، ثمّ قال: «هل تدرون من هذا؟ هذا جبريل جاءكم يعلّمكم دينكم»، وفي حديث أحدهما: «أو جاءكم يتعاهد دينكم».). [الإبانة الكبرى: 2/ 640-646]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت: 458هـ) : (- أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران العدل، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصفار، وأبو جعفر محمد بن عمرو بن البحتري الرزاز قالا، ثنا محمد بن عبيد الله بن المنادي (ح)، وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ، وأبو الحسن علي بن محمد بن علي الإسفرائيني قالا، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله بن المنادي، ثنا يونس بن محمد المؤدب، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن يحيى بن يعمر قال: قلت لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن، إن قوما يزعمون أن ليس قدر.
قال: فهل عندنا منهم أحد ؟
قال: قلت: لا.
قال: فأبلغهم عني إذا لقيتهم أن ابن عمر بريء إلى الله منكم وأنتم برآء منه، سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل عليه سحناء سفر، وليس من أهل البادية، يتخطى حتى ورك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يجلس أحدنا في الصلاة ثم وضع يديه على ركبتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، ما الإسلام ؟
قال: «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وأن تقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتحج البيت وتعتمر، وتغتسل من الجنابة، وتتم الوضوء، وتصوم رمضان»،
قال: فإن فعلت هذا فأنا مسلم ؟
قال: "نعم"
قال: صدقت، قال: يا محمد ما الإيمان ؟
قال: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وتؤمن بالجنة والنار والميزان، وتؤمن بالبعث بعد الموت، وتؤمن بالقدر خيره وشره»، قال: فإذا فعلت هذا فأنا مؤمن ؟
قال: "نعم"
قال: صدقت، قال: يا محمد، ما الإحسان ؟
قال: «أن تعمل لله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك»
قال: فإذا فعلت هذا فأنا محسن ؟
قال: "نعم"
قال: صدقت، قال: فمتى الساعة ؟
قال: «سبحان الله ما المسئول عنها بأعلم من السائل إن شئت أنبأتك بأشراطها»،
قال: أجل،
قال: «إذا رأيت العالة الحفاة العراة يتطاولون في البناء، وكانوا ملوكا
قال: ما العالة الحفاة العراة ؟
قال: العريب، قال: وإذا رأيت الأمة تلد ربتها وربها فذاك من أشراط الساعة»
قال: صدقت، ثم نهض فولى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على بالرجل».
قال: فطلبناه، فلم نقدر عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هل تدرون من هذا ؟ هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم فخذوا عنه فوالذي نفسي بيده ما شبه علي منذ أتاني غير مرتي هذه ما عرفته حتى ولى»
...
- وروينا من حديث مطر الوراق، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر في هذا الحديث قال في الإيمان «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالموت وبالبعث من بعد الموت والحساب والجنة والنار والقدر كله».). [كتاب الاعتقاد: ؟؟]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

فضل الإيمان بالقرآن

قال أبو محمد الحسن بن علي بن خلف البربهاري (ت: 329هـ) : ( فمن أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا واحدا فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد كملت فيه السنة.). [شرح السنة للبربهاري: 135]
قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): ( - حدّثنا أبو الحسين محمّد بن أحمد بن أبي سهلٍ الحربيّ قال: نا أحمد بن محمّد بن مسروقٍ الطّوسيّ، قال: نا محمّد بن حميدٍ الرّازيّ، وحدّثني أبو محمّدٍ عبد اللّه بن جعفرٍ الكفّيّ، قال: نا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربيّ قالا: نا شجاع بن مخلدٍ، قالا: نا أبو نميلة يحيى بن واضحٍ قال: نا عيسى بن عبيدٍ الكنديّ، عن جعفر بن عكرمة القرشيّ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، قال: إنّ " أحقّ ما بدأ به العبد من الكلام أن يحمد اللّه، ويثني عليه، فالحمد للّه نحمده ونثني عليه بما اصطنع عندنا، أن هدانا للإسلام، وعلّمنا القرآن، ومنّ علينا بمحمّدٍ عليه السّلام، وأنّ دين اللّه الّذي بعث به نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم هو الإيمان، والإيمان هو الإسلام، وبه أرسل المرسلون قبله، فقال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسولٍ إلّا نوحي إليه أنّه لا إله إلّا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25] . وهو الإيمان باللّه واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنّبيّين، والتّصديق والإقرار بما جاء من اللّه، والتّسليم لقضائه وحكمه والرّضا بقدره، وهذا هو الإيمان، ومن كان كذلك فقد استكمل الإيمان، ومن كان مؤمنًا حرّم اللّه ماله ودمه، ووجب له ما يجب على المسلمين من الأحكام، ... .). [الإبانة الكبرى: 2/ 649-651]

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

الإيمان بالقرآن يكون بالقلب واللسان والعمل بما فيه

قال أبو عبد الله عبيد الله بن محمد بن بطة العكبري الحنبلي (ت: 387هـ): (باب بيان الإيمان وفرضه وأنّه تصديقٌ بالقلب وإقرارٌ باللّسان وعملٌ بالجوارح والحركات، لا يكون العبد مؤمنًا إلّا بهذه الثّلاث.
قال الشّيخ: اعلموا رحمكم اللّه أنّ اللّه جلّ ثناؤه، وتقدّست أسماؤه فرض على القلب المعرفة به، والتّصديق له ولرسله ولكتبه، وبكلّ ما جاءت به السّنّة، وعلى الألسن النّطق بذلك والإقرار به قولًا، وعلى الأبدان والجوارح العمل بكلّ ما أمر به، وفرضه من الأعمال لا تجزئ واحدةٌ من هذه إلّا بصاحبتها، ولا يكون العبد مؤمنًا إلّا بأن يجمعها كلّها حتّى يكون مؤمنًا بقلبه، مقرًّا بلسانه، عاملًا مجتهدًا بجوارحه، ثمّ لا يكون أيضًا مع ذلك مؤمنًا حتّى يكون موافقًا للسّنّة في كلّ ما يقوله ويعمله، متّبعًا للكتاب والعلم في جميع أقواله وأعماله، وبكلّ ما شرحته لكم نزل به القرآن، ومضت به السّنّة، وأجمع عليه علماء الأمّة،
فأمّا فرض المعرفة على القلب، فما قاله اللّه عزّ وجلّ في سورة المائدة: {يا أيّها الرّسول لا يحزنك الّذين يسارعون في الكفر من الّذين قالوا آمنّا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الّذين هادوا سمّاعون للكذب سمّاعون لقومٍ آخرين لم يأتوك يحرّفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد اللّه فتنته فلن تملك له من اللّه شيئًا أولئك الّذين لم يرد اللّه أن يطهّر قلوبهم لهم في الدّنيا خزيٌ ولهم في الآخرة عذابٌ عظيمٌ} [المائدة: 41] .
وقال في سورة النّحل: {من كفر باللّه من بعد إيمانه إلّا من أكره وقلبه مطمئنٌّ بالإيمان ولكن من شرح بالكفر صدرًا} [النحل: 106]، الآية. وقال عزّ وجلّ: {إنّ السّمع والبصر والفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسئولًا} . فهذا بيان ما لزم القلوب من فرض الإيمان لا يردّه ولا يخالفه ويجحده إلّا ضالٌّ مضلٌّ.
وأمّا بيان ما فرض على اللّسان من الإيمان، فهو ما قال اللّه عزّ وجلّ في سورة البقرة: {قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا} . وقال في سورة آل عمران: {قل آمنّا باللّه وما أنزل علينا وما أنزل على إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب} . إلى آخر الآية، وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، وأنّي رسول اللّه "
- حدّثنا أبو شيبة عبد العزيز بن جعفرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن البختريّ الواسطيّ، قال: حدّثنا وكيعٌ، قال: حدّثنا سفيان، عن أبي الزّبير، عن جابرٍ، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " أمرت أن أقاتل النّاس حتّى يقولوا: لا إله إلّا اللّه، فإذا قالوها عصموا منّي دماءهم وأموالهم إلّا بحقّها، وحسابهم على اللّه ".
وأمّا الإيمان بما فرضه اللّه عزّ وجلّ من العمل بالجوارح تصديقًا لما أيقن به القلب ونطق به اللّسان فذلك في كتاب اللّه تعالى يكثر على الإحصاء وأظهر من أن يخفى، قال اللّه عزّ وجلّ: {يا أيّها الّذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربّكم وافعلوا الخير لعلّكم تفلحون} [الحج: 77] وقال: {وأقيموا الصّلاة وآتوا الزّكاة} [البقرة: 43] في مواضع كثيرةٍ من القرآن أمر اللّه فيها بإقامة الصّلاة وإيتاء الزّكاة وصيام شهر رمضان والجهاد في سبيله وإنفاق الأموال وبذل الأنفس في ذلك، والحجّ بحركة الأبدان ونفقة الأموال، فهذا كلّه من الإيمان، والعمل به فرضٌ لا يكون المؤمن إلّا بتأديته). [الإبانة الكبرى: 2/ 760-763]


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 12 صفر 1435هـ/15-12-2013م, 08:18 AM
أم أسماء باقيس أم أسماء باقيس غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 529
افتراضي

حكم من أنكر شيئًا من القرآن

قال أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية الحراني (ت:728هـ): (ومِن الإِيمانِ باللهِ وكُتُبِهِ الإِيمانُ بأَنَّ القرآنَ: كَلامُ اللهِ، مُنَزَّلٌ، غَيْرُ مَخْلوقٍ، منهُ بَدَأَ، وإِليهِ يَعودُ، وأَنَّ اللهَ تَكَلَّمَ بِهِ حَقيقةً، وأَنَّ هذا القرآنَ الَّذي أَنْزَلَهُ على محمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُو كلامُ اللهِ حقيقةً، لا كَلامَ غيرِهِ.

ولا يجوزُ إِطلاقُ القَوْلِ بأَنَّهُ حِكايةٌ عَنْ كلامِ اللهِ، أَو عِبارَةٌ، بلْ إِذا قَرَأَهُ النَّاسُ أَوْ كَتَبُوهُ في المصاحِفِ؛ لمْ يخْرُجْ بذلك عنْ أَنْ يَكونَ كَلامَ اللهِ تعالى حَقيقةً، فإِنَّ الكلامَ إِنَّما يُضَافُ حقيقةً إِلى مَنْ قالَهُ مُبْتَدِئاً، لا إِلى مَن قالَهُ مُبَلِّغاً مُؤدِّياً.
وهُوَ كَلامُ اللهِ؛ حُروفُهُ، ومَعانيهِ، ليسَ كَلامُ اللهِ الحُروفَ دُونَ المَعاني، ولا المَعانِيَ دُونَ الحُروفِ). [العقيدة الواسطية:؟؟]

- قال عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ت: 1408): ( قولُه: (ومِنَ الإيمانِ باللَّهِ وكُتُبهِ الإيمانُ بأنَّ القرآنَ كلامُ اللَّهِ).
ش: فمَن لم يُؤمِنْ بأنَّ القرآنَ كلامُ اللَّهِ لم يؤمِنْ باللَّهِ وكُتُبه.
قال عبدُ اللَّهِ بنُ المبارَكِ: (مَن كَفَرَ بحرفٍ مِن القرآنِ فقد كفَرَ بالقرآنِ، ومَن قال لا أؤمِنُ بهَذَا الكلامِ فقد كَفَرَ).

قولُه: (كلامُ اللَّهِ)
ش: قال تعالى: (فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللَّهِ). وقال: (يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُواْ كَلاَمَ اللَّهِ) الآيةَ. وعن جابرِ بنِ عبدِ اللَّهِ -رضي اللَّهُ عنه- أنَّ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كان يَعرْضُ نَفْسَه في الموْسِمِ فيقولُ: ((أَلاَ رَجُلٌ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ لأُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّي)). رواه أبو داودَ. فاتَّضحَ بهَذَا أنَّ القرآنَ كلامُ اللَّهِ لا كلامُ غيرِه، فمَن زعم أنَّه كلامُ غيرِه فهُوَ كافرٌ باللَّهِ العظيمِ.
وقال غيرُ واحدٍ مِن السَّلَفِ: مَن أنْكَرَ أنْ يكونَ اللَّهُ متكلِّماً أو يكونَ القرآنُ كَلامَه فقد أَنكَرَ رسالةَ مُحَمَّدٍ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ-، بل ورسالةَ جميعِ الرُّسلِ التي حقيقَتُها: تبليغُ كلامِ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فإذا لم يكُنْ ثَمَّ كلامٌ فماذا يُبلِّغُ الرَّسولُ، بل كَيْفَ يُعقلُ كونُه رسولا؟ ولهَذَا قال مُنكِروا رسالَتِه عن القرآنِ: (إنْ هَذَا إلاَّ قولُ البَشَرِ) فمَن قال: إنَّ اللَّهَ لم يتكلَّمْ به – أي: القرآنِ – فقد ضاهَى قولُه قولَهم – تعالى اللَّهُ عمَّا يقولون عُلُواًّ كبيرًا.
). [التنبيهات السنية على العقيدة الواسطية: ؟؟] (م)


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة