سورة النحل
[ من الآية (24) إلى الآية (29) ]
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24) لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25) قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26) ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29) }
قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): ("وأشم" قاف "قيل" هشام والكسائي ورويس). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [24] لا يخفى {عليهم السقف} [26] كذلك). [غيث النفع: 784] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (24)}
{قِيلَ لَهُمْ}
قرأ هشام والكسائي ورويس والحسن والشنبوذي بإشمام القاف الضم، وهي لغة قيس وعقيل (قُيل).
وقراءة الجماعة بإخلاص كسر القاف {قيل}.
{قِيلَ لَهُم}
إدغام اللام في اللام وإظهارها عن أبي عمرو ويعقوب.
[معجم القراءات: 4/611]
{أَنْزَلَ رَبُّكُمْ}
أدغم اللام في الراء أبو عمرو ويعقوب، وعنهما الإظهار.
{أَسَاطِيرُ}
قراءة الجماعة: {أساطير} بالرفع، على تقدير المنزل أساطير، أو هو..
وقرأ عباس عن أبي عمرو (أساطير) بالنصب، على معنى: ذكرتم أساطير، أو أنزل أساطير، على سبيل التهكم والسخرية.
وترقيق الراء عن الأزرق وورش).[معجم القراءات: 4/612]
قوله تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)}
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "أوزار" أبو عمرو وابن ذكوان من طريق الصوري والدوري عن الكسائي، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (25)}
{وَمِنْ أَوْزَارِ}
أمال الألف أبو عمرو والدوري عن الكسائي، وابن ذكوان من طريق الصوري.
والأزرق وورش بالتقليل.
والباقون بالفتح، وهي رواية الأخفش عن أبن ذكوان.
{يَزِرُونَ}
ترقيق الراء عن الأزرق وورش بخلاف).[معجم القراءات: 4/612]
قوله تعالى: {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)}
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (السَّقْفُ) بضمتين الزَّعْفَرَانِيّ، وابن مُحَيْصِن، الباقون بفتح السين وإسكان القاف، وهو الاختيار؛ لأنه
[الكامل في القراءات العشر: 583]
جنس، وقيل: إن المراد به صرح نمرود في قصة فيها طول مجاهد بضم السين وإسكان القاف أما في الزخرف (سَقْفًا) بفتح السين وإسكان القاف مكي غير ابْن مِقْسَمٍ وأبي جعفر، وشيبة وأبو بشر، وأَبُو عَمْرٍو غير أبي زيد في قول أبي علي وهو سهو؛ إذ الجماعة بخلافه، الباقون بضمتين، وهو الاختيار لقوله: (وَمَعَارِجَ) ). [الكامل في القراءات العشر: 584]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وعن ابن محيصن السقف بضم السين والقاف على الجمع). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وتقدم نظير "عليهم السقف" ). [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {قيل} [24] لا يخفى {عليهم السقف} [26] كذلك). [غيث النفع: 784] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (26)}
{فَأَتَى}
أمال الألف حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على الفتح.
{بُنْيَانَهُمْ}
قراءة الجماعة {بنيانهم}.
وقرأت فرقة (بنيتهم)، وذكرها الطبري لأهل البيت.
وقرأ جعفر (بنيتهم).
وجاءت عند ابن عطية (بنيتهم).
وقرأ الضحاك: (بيوتهم) على الجمع من «بيت».
وقرأ أبو جعفر محمد بن علي (فأتى الله بينهم) من البين وهو الفراق. ذكر هذا ابن خالويه.
{عَلَيْهِمُ السَّقْفُ}
قرأ أبو عمرو واليزيدي والحسن ويعقوب (عليهم السقف) بكسر الهاء والميم.
وقرأ حمزة والكسائي وخلف والأعمش (عليهم السقف) بضم الهاء والميم.
[معجم القراءات: 4/613]
وقرأ ابن كثير وابن عامر وعاصم ونافع وأبو جعفر {عليهم السقف} بضم الميم وكسر الهاء.
وأما في الوقف:
فجميعهم على إسكان الميم، وهم على أصولهم في الهاء، فحمزة ويعقوب والمطوعي والشنبوذي على الضم على الأصل، والباقون على الكسر.
{السَّقْفُ}
قرأ الجمهور {السقف} مفردًا.
وقرأ ابن هرمز الأعرج، ومجاهد وابن محيصن بخلاف عنه وأبو هريرة (السقف) بضمتين جمع سقف.
قال ابن خالويه: «قال ابن مجاهد: ما كان من السماء فهو سقف، وما كان من البيوت فهو سقف».
وقرأ زيد بن علي ومجاهد (السقف) بضم السين وسكون القاف، وهو مخفف من (السقف) لكثرة الاستعمال، وهي لغة تميم، يقولون في رجل: رجل.
وقرأت فرقة: (السقف) بفتح السين وضم القاف، وقالوا: هو لغة في السقف.
{وَأَتَاهُمُ}
تقدمت إمالة (أتي) في أول هذه الآية، وكذا في الآية/1 من هذه السورة).[معجم القراءات: 4/614]
قوله تعالى: {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (5 - وَاخْتلفُوا في الْهَمْز وَتَركه من قَوْله {أَيْن شركائي الَّذين} 27
فَقَرَأَ أَبُو عَمْرو وَنَافِع وَعَاصِم وَابْن عَامر إِن شَاءَ الله وَحَمْزَة والكسائي (شركآءي الَّذين) بِهَمْزَة في كل الْقُرْآن وَفتح الْيَاء
وَقَالَ البزي عَن ابْن كثير (شركاي) بِغَيْر همز وبفتح الْيَاء مثل هداي الْبَقَرَة 38
وروى القواس عَن ابْن كثير (شركآءي) مَهْمُوزَة مثل حَمْزَة). [السبعة في القراءات: 371]
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (6 - وَاخْتلفُوا في فتح النُّون وَكسرهَا من قَوْله {تشاقون فيهم} 27
فَقَرَأَ نَافِع وَحده (تشقون) مَكْسُورَة النُّون خَفِيفَة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (تشاقون) بِفَتْح النُّون). [السبعة في القراءات: 371 - 372]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ( (تشاقون) بكسر النون نافع). [الغاية في القراءات العشر: 297]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (تشاقون) [27]: بكسر النون نافع). [المنتهى: 2/784]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (أين شركاءي) [27]: ساكنه الياء: الخزاز). [المنتهى: 2/785]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ البزي (شركاي) بياء مفتوحة من غير مد ولا همز، وقرأ الباقون بالمد والهمز والياء مفتوحة، ولا اختلاف في غيره). [التبصرة: 252]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ نافع (تشاقون) بكسر النون، وفتحها الباقون). [التبصرة: 252]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (البزي، بخلاف عنه: {أين شركاي الذين} (27): بغير همز.
والباقون: بالهمز). [التيسير في القراءات السبع: 336]
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (نافع : {تشاقون فيهم} (27): بكسر النون.
والباقون: بفتحها). [التيسير في القراءات السبع: 337]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(البزي بخلاف عنه (أين شركاي الّذين) بغير همز.
[تحبير التيسير: 430]
[وليس من طريق الكتاب] والباقون بالهمز.
نافع: (تشاقون فيهم) بكسر النّون والباقون بفتحها). [تحبير التيسير: 431]
قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([27]- {شُرَكَائِيَ} بحذف الهمزة: البزي. فيما قرأت به على أبي -رضي الله عنه- عن قراءته على أصحاب عثمان بن سعيد من طريق ابن غلبون. وبه قرأت على أبي القاسم من طريق ابن فرح عن البزي، وهي رواية مضر بن محمد عن البزي. وقال لنا أبو علي الصدفي، عن أبي طاهر بن سوار، عن أبي علي العطار، عن أبي الفرج النهرواني، عن زيد بن
[الإقناع: 2/681]
أبي بلال، عن ابن فرح، عن البزي بحذف الهمزة من قوله: {آبَائِي} في [يوسف: 38]، و{شُرَكَائِيَ} في النحل، و[الكهف: 52، والقصص: 62، وحم السجدة: 47]، و{وَرَائِي وَكَانَتِ} [مريم: 5]، و{دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} [نوح: 6].
[27]- {تُشَاقُّونَ} بكسر النون: نافع). [الإقناع: 2/682]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (808- .... .... .... .... = وَفِي شُرَكَائِيَ الْخُلْفُ فِي الْهَمْزِ هَلْهَلاَ
809 - وَمِنْ قَبْلِ فِيهِمْ يَكْسِرُ النُّونَ نَافِع = مَعًا .... .... .... ). [الشاطبية: 64]
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([808] وينبت نون (صـ)ـح يدعون (عاصم) = وفي شركاي الخلف في الهمز (هـ)ـلهلا
...
قال أبو عمرو: (أین شركاي) من غير همز هنا خاصة؛ -يعي مثل: {هداي} و{عصاي} - من قراءتي على أبي الحسن».
قال: «وبذلك حدثني محمد بن علي عن ابن مجاهد عن أصحابه عن البزي عن ابن كثير. وكذلك رواه النقاش عن أصحابه عن البزي. وقرأت على الفارسي وعلى فارس بالهمز».
قال: «وقد روى مضر بن محمد عنه الهمز في القصص.والعمل علی
الهمز فيه».
[فتح الوصيد: 2/1047]
ومعنى (هلهل)، لم يتقن؛ من قولهم: هلهل التوب النساج، إذا خفف نسجه.
ومن ذلك قول الشاعر:
أتاك بقول هلهل النسج كاذبا = ولم يأت بالحق الذي هو ساطع
يعني أن النحويين قالوا: هذا ممدود، فلا يقصر إلا في ضرورة الشعر.
[809] ومن قبل فيهم يكسر النون (نافع) = معا يتوفاهم لـ(حمزة) وصلا
(من قبل فيهم)، يعني: {تشقون فيهم}. وهذا كما قرأ: {تبشرون} ). [فتح الوصيد: 2/1048]
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([808] وينبت نونٌ صح يدعون عاصمٌ = وفي شركاي الخلف في الهمز هلهلا
ب: (هلهل النساج الثوب) إذا خفف نسجه، و(ثوبٌ هلهلٌ): خفيف النسج.
ح: (ينبتُ): مبتدأ، (نونٌ): خبر، أي: ذو نون، (صح):جملة مستأنفة، (يدعون عاصمٌ): مبتدأ وخبر، أي: قراءةُ عاصمٍ، (الخلف): مبتدأ، (هلهلا): فعل ماضٍ خبر المبتدأ، (في الهمز): متعلق به، (في شركاي): ظرف (الهمز)، أو (هلهلا): اسم وقع حالًا، و(في الهمز): خبر.
ص: قرأ أبو بكر: {ينبت لكم به الزرع} [11] بالنون للعظمة، والباقون: بالياء ردًا إلى الله تعالى في قوله: {أتى أمرُ الله} [1].
وقرأ عاصم: {والذين يدعون من دون الله} [20] بياء الغيبة، لأن قبله: {وبالنجم هم يهتدون} [16]، ويعلم الغيب من إطلاق اللفظ، والباقون: بتاء الخطاب: لأن قبله: {والله يعلم ما تسرون وما تعلنون}
[كنز المعاني: 2/368]
[19].
وقرأ البزي – بخلافٍ عنه – (أين شركاي) [27] بترك الهمز على قاعدة قصر الممدود، وإن كان ضعيفًا، وفي رواية عنه كقراءة الباقين بالمد على الأصل.
وأشار إلى ضعف ما ذكر أولًا بقوله: (هلهلا)؛ لأن النحويين مجمعون على أن الممدود لا يُقصر إلا ضرورة، لكن تابع الناظم في نقل ذلك صاحب التيسير – رحمه الله تعالى -.
[809] ومن قبل فيهم يكسر النون نافعٌ = معا يتوفاهم لحمزة وصلا
ح: (من قبل فيهم) – بكسر اللام -: ظرف (يكسر) أضيف إلى لفظ (فيهم)، أي: اللفظ الذي وقع قبل لفظ (فيهم)، (يتوفاهم): مبتدأ، (معًا): حال، (وُصلا): خبره، والألف: للتثنية.
[كنز المعاني: 2/369]
ص: قرأ نافع {تشاقون فيهم} [27] بكسر النون، ولم يقل بهذه العبارة، إذ لا يستقيم في النظم، والباقون: بالفتح، ووجههما، ما مر في {تبشرون} [الحجر: 54].
وقرأ حمزة: (الذين يتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم) [28]، (الذين يتوفيهم الملائكة طيبين) [32] في الموضعين بياء التذكير؛ لأن تأنيث {الملائكة} غير حقيقي، والباقون: بتاء التأنيث على الأصل). [كنز المعاني: 2/370]
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): (وروى البزي ترك الهمز في قوله: {أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ}، ولزم من ذلك عدم المد الزائد على الألف لأجل الهمزة، وهذا معنى قول بعض المصنفين بغير همز ولا مد قطعا لوهم من عداه أن يظن أن المد يبقى وإن سقطت الهمزة، وإنما قرأ كذلك قصرا للمدود ولم يفعل ذلك في الذي في القصص وغيرها، ولا يلزم الناظم الاحتراز عن ذلك؛ لما ذكرناه مرارا أن الإطلاق لا يتناول إلا ما في السورة التي هو فيها وما شذ عن ذلك كالتوراة و"كائن" فهو الذي يعتذر عنه وقصر الممدود ضعيف لا يجيزه النحويون إلا في ضرورة الشعر فهذه قراءة ضعيفة أيضًا، فلم يكن لصاحب التيسير حاجة إلى تضمين
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/308]
كتابه مثل هذه القراءات الضعاف، وعن قارئها فيها خلاف، وترك ذكر ما ذكره ابن مجاهد وغيره عن أبي بكر عن عاصم: "تنزل الملائكة بالروح من أمره" بالتاء المضمومة وفتح الزاي ورفع الملائكة على ما لم يسمَّ فاعله، فهذه قراءة واضحة من جهة العربية، وقد دونها الأئمة في كتبهم ولم يذكر قصر: "شُرَكَائِيَ" إلا قليل منهم، فترى من قلَّت معرفته ولم يطلع إلا على كتاب التيسير ونحوه يعقد أن قصر: {شُرَكَائِيَ} من القراءات السبع وتنزل الملائكة ليس منها وكذا: {إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ}، ذكر أبو علي الأهوازي وغيره عن أبي عمرو وابن عامر أنه بفتح الشين ولهذا نظائر كثيرة وقول الناظم هلهل من قولهم: هلهل النساج الثوب إذا خفف نسجه، وثوب هلهل وشعر هلهل من ذلك فإن كان فعلا فمعناه لم يتيقن الخلاف فيه وإن كان اسما وهو منصوب على الحال؛ أي: استقر الخلف فيه في الهمز "هلهلا" يشير إلى ضعف الرواية بترك الهمز وضعف القراءة.
فإن قلت: من أين تعلم قراءة الجماعة أنها بالهمز.
قلت: لأن تقدير كلامه
[إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/309]
الخلف في الهمز للبزي هلهلا قصده لا خلف في الهمز عن غير البزي وهو المراد والله أعلم.
809- وَمِنْ قَبْلِ فِيهِمْ يَكْسِرُ النُّونَ نَافِعٌ،.. مَعًا يَتَوَفَّاهُمْ لِحَمْزَةَ وُصِّلا
يعني نون: {تُشَاقُّونَ فِيهِمْ}، وإنما لم يقله بهذه العبارة؛ لأنها لا تستقيم في النظم إلا مخففة القاف ولم يقرأ أحد بذلك، وكسر نافع وحده النون وفتحها الباقون، والكلام في ذلك كما سبق في: "تُبَشِّرُونَ" في الحجر، ولم يشدد أحد النون هنا، وقوله: معا هو حال من: "يتَوَفَّاهُمُ"، أراد {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ}). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/310]
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (808 - .... .... .... .... .... = وفي شركاي الخلف في الهمز هلهلا
....
واختلف عن البزي في: أَيْنَ شُرَكائِيَ الَّذِينَ فروي عنه حذف الهمز والنطق بياء مفتوحة بعد الألف وروي عنه إثبات الهمز كقراءة غيره من القراء. والوجه الأول ضعيف لا يقرأ به، وأشار الناظم إلى ضعفه بقوله (هلهلا) قال في النشر: والحق أن هذه الرواية لم تثبت عن البزي من طريق التيسير والشاطبية ولا من طريق كتابنا وهو وجه ذكره الداني حكاية لا دراية .. انتهى.
809 - ومن قبل فيهم يكسر النّون نافع = معا يتوفّاهم لحمزة وصّلا
قرأ نافع بكسر النون في الكلمة التي قبل كلمة فِيهِمْ وهي: تُشَاقُّونَ. وعبر عنها بذلك لضيق النظم وقرأ غيره بفتحها). [الوافي في شرح الشاطبية: 305]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (141- .... .... .... تُشَاقُّونِ نُوْنَهُ اتْـ = ـلُ .... .... .... .... ). [الدرة المضية: 31]
- قال محمد بن الحسن بن محمد المنير السمنودي (ت: 1199هـ):(وقوله: تشاقون نونه أي قرأ أبو جعفر أيضًا {تشاقون فيهم} [27] بفتح النون علم ذلك من عطفه على المفتوح كالآخرين فاتفقوا). [شرح الدرة المضيئة: 158]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاتَّفَقُوا) عَلَى: شُرَكَائِيَ الَّذِينَ بِالْهَمْزِ، وَانْفَرَدَ الدَّانِيُّ عَنِ النَّقَّاشِ عَنْ أَصْحَابِهِ عَنِ الْبَزِّيِّ بِحِكَايَةِ تَرْكِ الْهَمْزِ فِيهِ، وَهُوَ وَجْهٌ ذَكَرَهُ حِكَايَةً لَا رِوَايَةً، وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِينَ قَرَأَ عَلَيْهِمُ الدَّانِيُّ هَذِهِ الرَّاوِيَةَ مِنْ هَذِهِ الطَّرِيقِ، وَهُمْ عَبْدُ الْعَزِيزِ الْفَارِسِيُّ وَفَارِسُ بْنُ أَحْمَدَ؛ لَمْ يُقْرِئُوهُ إِلَّا بِالْهَمْزِ حَسْبَمَا نَصَّهُ فِي كُتُبِهِ، نَعَمْ قَرَأَ بِتَرْكِ الْهَمْزِ فِيهِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ وَلَكِنْ مِنْ طَرِيقِ مُضَرَ وَالْجَنَدِيِّ عَنِ الْبَزِّيِّ، وَقَالَ فِي مُفْرَدَاتِهِ: وَالْعَمَلُ عَلَى الْهَمْزِ، وَبِهِ آخُذُ. وَنَصَّ عَلَى عَدَمِ الْهَمْزِ فِيهِ أَيْضًا وَجْهًا وَاحِدًا ابْنُ شُرَيْحٍ وَالْمَهْدَوِيُّ وَابْنُ سُفْيَانَ وَابْنَا غَلْبُونَ، وَغَيْرُهُمْ، وَكُلُّهُمْ لَمْ يَرْوِهِ مِنْ طَرِيقِ أَبِي رَبِيعَةَ، وَلَا ابْنِ الْحُبَابِ، وَقَدْ رَوَى تَرْكَ الْهَمْزِ فِيهِ وَمَا هُوَ مِنْ لَفْظِهِ، وَكَذَا دُعَائِي وَوَرَائِي فِي كُلِّ الْقُرْآنِ أَيْضًا - ابْنُ فَرَحٍ عَنِ الْبَزِّيِّ، وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ يُؤْخَذُ بِهِ مِنْ طُرُقِ كِتَابِنَا، وَلَوْلَا حِكَايَةُ الدَّانِيِّ لَهُ عَنِ النَّقَّاشِ لَمْ نَذْكُرْهُ، وَكَذَلِكَ لَمْ يَذْكُرْهُ الشَّاطِبِيُّ إِلَّا تَبَعًا لِقَوْلِ التَّيْسِيرِ: الْبَزِّيُّ بِخِلَافٍ عَنْهُ، وَهُوَ خُرُوجٌ مِنْ صَاحِبِ التَّيْسِيرِ، وَمِنَ الشَّاطِبِيِّ عَنْ طُرُقِهِمَا الْمَبْنِيِّ عَلَيْهَا كِتَابُهُمَا، وَقَدْ طَعَنَ النُّحَاةُ فِي هَذِهِ الرَّاوِيَةِ بِالضَّعْفِ مِنْ حَيْثُ إِنَّ الْمَمْدُودَ لَا يُقْصَرُ إِلَّا فِي ضَرُورَةِ الشِّعْرِ، وَالْحَقُّ أَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَةَ ثَبَتَتْ عَنِ الْبَزِّيِّ مِنَ الطُّرُقِ الْمُتَقَدِّمَةِ لَا مِنْ طُرُقِ التَّيْسِيرِ، وَلَا الشَّاطِبِيَّةِ، وَلَا مِنْ طُرُقِنَا فَيَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ قَصْرُ الْمَمْدُودِ جَائِزًا فِي الْكَلَامِ عَلَى قِلِّتِهِ كَمَا قَالَ بَعْضُ أَئِمَّةِ النَّحْوِ، وَرَوَى سَائِرُ الرُّوَاةِ عَنِ الْبَزِّيِّ، وَعَنِ ابْنِ كَثِيرٍ إِثْبَاتَ الْهَمْزِ فِيهَا، وَهُوَ الَّذِي لَا يَجُوزُ مِنْ طُرُقِ كِتَابِنَا غَيْرُهُ، وَبِذَلِكَ قَرَأَ الْبَاقُونَ). [النشر في القراءات العشر: 2/303]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تُشَاقُّونَ فِيهِمْ فَقَرَأَ نَافِعٌ بِكَسْرِ النُّونِ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِفَتْحِهَا). [النشر في القراءات العشر: 2/303]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (وانفرد الداني بحكاية ترك الهزة في {شركاءي الذين} [27] عن النقاش عن البزي هنا خاصة، وليس ذلك من طرق كتابه، ولا من طرقنا على ما
[تقريب النشر في القراءات العشر: 571]
فيه من الضعف). [تقريب النشر في القراءات العشر: 572]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ نافع {تشاقون فيهم} [27] بكسر النون والباقون بالفتح). [تقريب النشر في القراءات العشر: 572]
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (721- .... .... .... .... .... = .... وتشاقّون اكسر النّون أبا). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ثم أراد أن نافعا كسر النون من قوله تعالى «تشاقون فيهم» وفتحها الباقون). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 261]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (وقرأ ذو همزة (أبا) نافع تشاقّون فيهم [النحل: 27] بكسر (النون)، والباقون بفتحها.
ووجههما ما تقدم في تبشرون [الحجر: 54] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/412]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "شُرَكَائِيَ الَّذِين" [الآية: 27] فالبزي بخلف عنه بحذف الهمزة على لغة قصر الممدود ذكره الداني في التيسير واتبعه الشاطبي لكن، قال في النشر: وهو وجه ذكره الداني حكاية لا رواية وبين ذلك، وأنه ثبت من طرق أخرى عن البزي، ثم قال: وليس في ذلك شيء يؤخذ به من طرق كتابنا، أي: فضلا عن طرق الشاطبية، وأصلها ولذا لم يعرج عليه في طيبته قال: ولولا حكاية الداني له عن النقاش لم [إتحاف فضلاء البشر: 2/182]
نذكره، وكذلك لم يذكره الشاطبي إلا تبعا لقول التيسير للبزي بخلف عنه، وهو خروج منهما عن طرقهما المبني عليهما كتابهما، وقد طعن في هذه الرواية من حيث إن قصر الممدود لا يكون إلا في ضرورة الشعر، والحق أنها ثبتت عن البزي من الطرق المتقدمة لا من طرق التيسير ولا الشاطبية ولا من طرقنا، فينبغي أن يكون قصر الممدود جائز في الكلام على قلته كما قال بعض أئمة النحو انتهى ملخصا، والباقون بإثبات الهمزة قال في النشر: وهو الذي لا يجوز من طرق كتابنا غيره، وعن الحسن بالحذف كهذه الرواية عن البزي، إلا أنه عم كلما كان مثله، وعن ابن محيصن إسكان يائه هنا من المبهج وفتحها من المفردة كالباقين). [إتحاف فضلاء البشر: 2/183]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تُشاقون" [الآية: 27] فنافع بكسر النون مخففة والأصل "تشاقونني" فحذف مجتزيا بالكسر كما تقدم في "تبشرون" والباقون بفتحها مخففة أيضا والمفعول محذوف أي: المؤمنين أو الله). [إتحاف فضلاء البشر: 2/183]
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (وأمال "الكافرين" أبو عمرو وابن ذكوان بخلفه، والدوري عن الكسائي
[إتحاف فضلاء البشر: 2/183]
ورويس، وقلله الأزرق). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {شركآءي الذين} [27] قرأ البزي فيه كالجماعة بالهمز، ولا يجوز فيه من طريق كتابنا له غيره، وهو القياس المطرد، إذ لا يجوز قصر الممدود إلا في ضرورة، أو على قلة، كما قاله بعض النحويين.
وذكر الداني في التيسير له ترك الهمزة أيضًا، وتبعه الشاطبي على ذلك، إلا أنه أشار إلى ضعفه بقوله: هلهلا من قولهم: (هلهل النساج الثوب) إذا لم يحكم نسجه.
قال المحقق: «والحق أن هذه الرواية لم تثبت عن البزي من طريق التيسير والشاطبية، ولا من طريق كتابنا» اهـ.
فعلى هذا ذكر الداني له حكاية لا رواية، ويدل عليه قوله في المفردات: «والعمل على الهمز، وبه آخذ» ). [غيث النفع: 784]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تشاقون} قرأ نافع بكسر النون، والباقون بفتحها). [غيث النفع: 784]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (27)}
{يُخْزِيهِمْ}
قراءة يعقوب ورويس (يخزيهم) بضم الهاء على الأصل.
وقراءة الجماعة {يخزيهم} بكسرها لمراعاة الياء.
{شُرَكَائِيَ الَّذِينَ}
قرأ أبو عمرو وابن عامر ونافع وابن كثير من رواية القواس والكسائي وحمزة وعاصم وأبو جعفر ويعقوب {شركائي...} بهمزة في كل القرآن مع فتح الياء، وهو جمع شريك، وباب فعيل يجمع على «فعلاء»، وهو الأصل عند مكي، وهو الاختيار.
وقرأ الخزاعي عن الخزاز عن حمزة، وابن محيصن بخلاف عنه (شركائي) كقراءة الجماعة غير أنهم سكنوا الياء، ثم حذفت في الوصل هذه الياء لفظة لالتقاء الساكنين، فصارت صورة القراءة: (شركاء الذين)، ولكن الياء تثبت في الخط.
وقرأ البزي عن ابن كثير بخلاف عنه، وزمعة والخزاعي، وابن محيصن من طريق الأهوازي (شركاي) مقصورًا مفتوح الياء، وهو على لغة من قصر الممدود.
[معجم القراءات: 4/615]
وطعن في هذه القراءة لأن قصر الممدود لا يكون إلا في ضرورة شعر.
قال أبو حيان: «ولا ينبغي ذلك لثبوته في هذه القراءة، فيجوز قليلًا في الكلام».
وقال الشهاب: «وقرأ البزي بخلاف عنه بقصره مفتوح الياء، وقد أنكره جماعة، وزعموا أن هذه القراءة غير مأخوذ بها؛ لأن قصر الممدود لا يجوز إلا ضرورة.
وليس كما قالوا فإنه يجوز في السعة، وقد يوجه بأن الهمزة المكسورة قبل الياء حذفت للتخفيف، وليس كقصر الممدود مطلقًا، مع أنه قد روي عن ابن كثير قصر التي في القصص.
وروي عنه أيضًا قصر {ورائي} في مريم / آية 5، وعن قنبل قصر {أن رآه استغنى} في العلق / آية/ 7 فكيف يتم ذلك ضرورة فاعرفه، فإن كثيرًا من النحاة غفلوا عنه».
وقرأ الخزاز عن هبيرة، وهبيرة عن حفص، وابن محيصن في رواية (شركاي) بياء ساكنة من غير همز.
وقرأ الحسن (شركاي الذين) بكسر الياء من غير همز.
[معجم القراءات: 4/616]
{تُشَاقُّونَ}
قراءة الجمهور {تشاقون} بفتح النون، خفيفة، والمفعول محذوف أي: تشاقون المؤمنين، أو تشاقون الله.
والنون هنا نون الإعراب الدالة على الرفع.
وقرأ نافع والحسن في رواية (تشاقون)، بكسر النون خفيفة، والأصل: «تشاقونني»، فحذفت إحدى النونين تخفيفًا، وحذفت الياء كذلك للتخفيف، واجتزئ عنها بالكسرة على النون الباقية. وتقدم مثل هذا في سورة الحجر/54 {فبم تبشرون}، وضعف أبو حاتم هذه القراءة، قال أبو حيان: «ولا يلتفت إلى تضعيف أبي حاتم هذه القراءة».
قال مكي: «والفتح الاختيار؛ لضعف الكسر، ولأن الجماعة عليه».
وقرأ فرقة (تشاقوني) بشد النون وكسرها وياء بعدها.
وقرأ فرقة (تشاقون) بنون مشددة مكسورة، وهذا على إدغام نون الرفع نون الوقاية، ثم حذفت الياء تخفيفًا، والأصل: تشاقونني».
وتقدم مثل هذه القراءة في الآية/54 من سورة الحجر، {فبم تبشرون} وعزيت هناك إلى أبن كثير وابن محيصن، وجاءت صورة
[معجم القراءات: 4/617]
القراءة هنا نفسها كما ترى، ولم تعز إلى أحد من القراء، فلعلها تكون لابن كثير جريًا على مذهبه في الموضع السابق!!
هذا مع أني أؤمن بأن نسبة القراءة إلى قارئ لا تقوم على الظن، فلعل باحثًا يهتدي إلى الصواب في هذا.
{فِيهِمْ}
قراءة يعقوب (فيهم) بضم الهاء على الأصل.
{عَلَى الْكَافِرِينَ}
أماله أبو عمرو والدوري عن الكسائي ورويس عن يعقوب، وابن ذكوان من طريق الصوري، واليزيدي.
والأزرق عن ورش بالتقليل.
والباقون على الفتح، وهي رواية الأخفش عن ابن ذكوان.
وتقدم مثل هذا، انظر الآيات /19، 34، 89 من سورة البقرة).[معجم القراءات: 4/618]
قوله تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
قال أبو بكر أحمد بن موسى ابن مجاهد التميمي البغدادي (ت: 324هـ): (7 - وَاخْتلفُوا في الْيَاء وَالتَّاء من قَوْله {تتوفاهم الْمَلَائِكَة} 28 32
فَقَرَأَ حَمْزَة وَحده (يتوفهم الملئكة) بياء وبالإمالة
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بتاءين في الْمَوْضِعَيْنِ
وروى أَبُو عمَارَة عَن حَفْص عَن عَاصِم مثل حَمْزَة
وروى هبيرة عَن حَفْص وَابْن الْيَتِيم عَن عَمْرو بن الصَّباح عَن حَفْص عَن عَاصِم بِالتَّاءِ مثل أَبي بكر). [السبعة في القراءات: 372]
قال أبو بكر أحمد بن الحسين ابن مهران الأصبهاني (ت: 381هـ): ((يتوفيهم) بالياء في الحرفين حمزة، وخلف). [الغاية في القراءات العشر: 297]
قال أبو الفضل محمد بن جعفر الخزاعي الجرجاني (ت: 408هـ): ( (يتوفاهم) [28، 32]: بالياء فيهما حمزة، وقاسم، وخلف). [المنتهى: 2/785] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قرأ حمزة (يتوفاهم) في موضعين هنا بالياء، وقرأهما الباقون بالتاء، وأمالهما حمزة والكسائي، وفتح الباقون). [التبصرة: 252] (م)
قال أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني (ت: 444هـ): (حمزة: {الذين يتوفاهم الملائكة} (28، 32)، في الموضعين: بالياء.
والباقون: بالتاء). [التيسير في القراءات السبع: 337] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) :(حمزة وخلف: (الّذين يتوفاهم) في الموضعين بالياء، والباقون بالتّاء). [تحبير التيسير: 431] (م)
قال أبو القاسم يوسف بن علي بن جبارة الهذلي المغربي (ت: 465هـ): ( (يَتَوَفَّاهُمُ) بالياء فيهما الْأَعْمَش، وحَمْزَة غير ابْن سَعْدَانَ، وحفص في رواية أبي عمارة، وقاسم، ونصير في رواية الجلاء، وقُتَيْبَة في رواية ابن نوح، والثغري، والقرشي في قول الرَّازِيّ، ويونس عن أبي عمرو، وابْن مِقْسَمٍ، الباقون بالتاء، وهو الاختيار لعدم الحائل). [الكامل في القراءات العشر: 584] قال أحمد بن علي بن خلف ابن الباذش الأنصاري (ت: 540هـ): ([28]- {تَتَوَفَّاهُمُ} بالياء فيهما [28، 32]: حمزة). [الإقناع: 2/682]
قال القاسم بن فيرُّه بن خلف الشاطبي (ت: 590هـ): (809- .... .... .... .... = .... يَتَوَفَّاهُمْ لِحَمْزَةَ وُصِّلاَ). [الشاطبية: 64] (م)
- قال علم الدين علي بن محمد السخاوي (ت: 643هـ): ([809] ومن قبل فيهم يكسر النون (نافع) = معا يتوفاهم لـ(حمزة) وصلا
...
وقد سبق مثل {يتوفيهم}.
وقوله: (لحمزة وصلا)، يعني وصل الحرفان؛ أي وصل أحدهما بالآخر، يعني حرفي (يتوفاهم).
والألف في (وصلا)، ضميرهما). [فتح الوصيد: 2/1048] (م)
- قال محمد بن أحمد الموصلي (شعلة) (ت: 656هـ): ([809] ومن قبل فيهم يكسر النون نافعٌ = معا يتوفاهم لحمزة وصلا
ح: (من قبل فيهم) – بكسر اللام -: ظرف (يكسر) أضيف إلى لفظ (فيهم)، أي: اللفظ الذي وقع قبل لفظ (فيهم)، (يتوفاهم): مبتدأ، (معًا): حال، (وُصلا): خبره، والألف: للتثنية.
[كنز المعاني: 2/369]
ص: قرأ نافع {تشاقون فيهم} [27] بكسر النون، ولم يقل بهذه العبارة، إذ لا يستقيم في النظم، والباقون: بالفتح، ووجههما، ما مر في {تبشرون} [الحجر: 54].
وقرأ حمزة: (الذين يتوفيهم الملائكة ظالمي أنفسهم) [28]، (الذين يتوفيهم الملائكة طيبين) [32] في الموضعين بياء التذكير؛ لأن تأنيث {الملائكة} غير حقيقي، والباقون: بتاء التأنيث على الأصل). [كنز المعاني: 2/370] (م)
- قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل الدمشقي (ت: 665هـ): ({الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} قرأهما حمزة بالياء على التذكير وإطلاقه دل على ذلك، والباقون قرءوهما بالتأنيث، ووجههما ظاهر وفي وصلا ضمير تثنية). [إبراز المعاني من حرز الأماني: 3/310] (م)
- قال عبد الفتاح بن عبد الغني بن محمد القاضي (ت: 1403هـ): (809 - .... .... .... .... .... = .... يتوفّاهم لحمزة وصّلا
....
وقرأ حمزة: الّذين يتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، الّذين يتوفّاهم الملائكة طيّبين. بياء التذكير في الموضعين كما لفظ به، وقرأ غيره بتاء التأنيث فيهما). [الوافي في شرح الشاطبية: 305] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): ( (وَاخْتَلَفُوا) فِي: تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ فَقَرَأَ حَمْزَةُ وَخَلَفٌ بِالْيَاءِ فِيهِمَا عَلَى التَّذْكِيرِ، وَقَرَأَهُمَا الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ عَلَى التَّأْنِيثِ). [النشر في القراءات العشر: 2/303] (م)
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ): (قرأ حمزة وخلف {تتوفاهم} في الموضعين [28، 32] بالتذكير، والباقون بالتأنيث فيهما). [تقريب النشر في القراءات العشر: 572] (م)
قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (722 - ويتوفّاهم معًا فتىً .... = .... .... .... .... .... ). [طيبة النشر: 81]
- قال محمد بن محمد بن محمد بن علي ابن الجزري (ت: 833هـ) : (ويتوفّاهم معا (فتى) وضم = وفتح يهدي (ك) م (سما) تروا (ف) عم
يريد قوله تعالى «تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، وتتوفاهم الملائكة طيبين» قرأه بالتذكير حمزة وخلف، والباقون بالتأنيث). [شرح طيبة النشر لابن الجزري: 261]
- قال محب الدين محمد بن محمد بن محمد النُّوَيْري (ت: 857هـ): (ص:
ويتوفّاهم معا (فتى) وضمّ = وفتح يهدي (ك) م (سما) يروا (ف) عمّ
(روى) الخطاب والأخير (ك) م (ظ) رف = (فتى) تروا كيف (شفا) والخلف (ص) ف
ش: أي: قرأ مدلول (فتى) حمزة، وخلف يتوفّاهم الملائكة ظالمي [النحل: 28] ويتوفاهم الملائكة طيبين [النحل: 32] بياء التذكير، والباقون بتاء التأنيث.
ووجههما وجه إلّا أن تأتيهم الملئكة [النحل: 33] ). [شرح طيبة النشر للنويري: 2/412] (م)
قال أحمد بن محمد بن البناء الدمياطي (ت: 1117هـ): (واختلف في "تتوفيهم الملائكة" [الآية: 28، 32] في الموضعين هنا فحمزة وخلف بالياء فيهما على التذكير، وافقهما الأعمش، والباقون بالتاء على التأنيث، وهم في الفتح والإمالة على أصولهم). [إتحاف فضلاء البشر: 2/184] (م) قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {تتوفاهم} [28 – 32] معًا، قرأ حمزة بالياء فيهما، على التذكير، والباقون بالتاء، على التأنيث). [غيث النفع: 784] (م)
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28)}
{تَتَوَفَّاهُمُ}
قرأ أبو عمرو وأبن عامر وابن كثير ونافع والكسائي وأبو بكر عن عاصم، وهي رواية هبيرة عن حفص وابن الهيثم عن عمرو بن الصباح عن حفص عن عاصم {تتوفاهم} بالتاء على تأنيث الملائكة؛ لأنه جمع هنا، ولفظ الجمع مؤنث.
[معجم القراءات: 4/618]
وقرأ حمزة والأعمش، وأبو عمارة عن حفص عن عاصم {يتوفاهم} بالياء على التذكير، لأن الملائكة ذكور.
واختار هذه القراءة أبو عبيد.
وقرئ (توفاهم) بإدغام تاء المضارعة في التاء التي بعدها، ذكر هذا أبو حيان، وتبع فيه الزمخشري، ولم يذكر لهذه القراءة
قارئًا.
قلت: المعروف عن مثل هذه القراءة أنها قراءة ابن كثير من رواية البزي وابن فليح.
ولقد تتبعت «تاءات البزي» في كتب القراءات، فوجدتها قد حصرت المواضع التي رويت عن ابن كثير واحد وثلاثين موضعًا، وليس هذا الموضع منها، بل ذكروا هذا في الآية /97 من سورة النساء {إن الذين توفاهم الملائكة...}، ولم يذكروا هذا في موضعي سورة النحل: 28، 32.
وذكر ابن خالويه في مختصره مثل هذا في الآية/32 من هذه السورة ولم يذكره في هذا الموضع الآية /28 هذه.
وفي قراءة عبد الله بن مسعود ومصحفه (توفاهم) بتاء واحدة.
[معجم القراءات: 4/619]
الإمالة:
قرأ حمزة وخلف (يتوفاهم) بإمالة الألف، وأول الفعل بالياء.
وأمال الكسائي الألف (تتوفاهم) وأول الفعل بالتاء.
فقد أمال كل من الفريقين الألف، وبقي الخلاف في حرف المضارعة على ما كان.
وقرأ الأزرق وورش (تتوفاهم) بالفتح والتقليل.
{الْمَلَائِكَةُ}
قراءة حمزة في الوقف بتسهيل الهمز.
{الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي}
إدغام التاء في الظاء عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{السَّلَمَ مَا}
إدغام الميم في الميم عن أبي عمرو ويعقوب بخلاف.
{مِنْ سُوءٍ}
تقدم حكم الهمز، انظر الآية /30 من سورة آل عمران، وكذا الآية / 174 من السورة نفسها.
{بَلَى}
أماله حمزة والكسائي وخلف.
وبالفتح والتقليل أبو عمرو والأزرق وورش.
والفتح والإمالة عن شعبة.
وقراءة الباقين بالفتح).[معجم القراءات: 4/620]
قوله تعالى: {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {فلبئس} [29] إبداله لورش وسوسي لا يخفى). [غيث النفع: 784]
قال علي بن محمد الصفاقسي (ت: 1118هـ): ( {المتكبرين} تام وفاصلة ومنتهى الربع عند جميع المغاربة {الكافرين}
[غيث النفع: 784]
قبله لجميع المشارقه، واقتصر عليه في اللطائف و{يزرون} قبله وادعى عليه في المسعف الإجماع). [غيث النفع: 785]
قال د. عبد اللطيف الخطيب (م): ( {فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)}
{فَلَبِئْسَ}
قراءة الجماعة {فلبئس} بتحقيق الهمز.
وقرأ أبو جعفر وورش من طريق الأصبهاني وأبو عمرو بخلاف عنه واليزيدي (فلبيس) بإبدال الهمزة ياءً.
أماله في الوقف حمزة والكسائي وخلف.
والأزرق وورش بالفتح والتقليل.
والباقون على الفتح).[معجم القراءات: 4/621]
روابط مهمة:
- أقوال المفسرين