التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]
تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ آَيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (34) }
تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت: 206هـ): (وقالوا: هذا كوكبٌ درّيٌّ، على فعليٍّ، غير مهموز، ودرّيٌّ، على فعليٍّ. يكون من قولهم: درأ الكوكب بضوئه درءاً ودرءاً، أي أضاء.
وقالوا: درأت له بساطاً [إذا] بسطته.
وقالوا: كوكبٌ درّيءٌّ، على فعّيل، بالهمز وفتحة الدال.
وقالوا أيضاً: درّيء يا هذا، بالضمّ للدال والهمز.
و(درّيٌّ)، بغير همز، منسوبٌ إلى الدّرّ، وهي قراءة العامّة. ودرّيٌّ، بغير همزٍ: الكوكب نفسه). [الأزمنة: 30]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (
ودوية لا يهتدى لفلاتها = بعرفان أعلام ولا ضوء كوكب
...
يقول: لا يهتدى فيها بضوء الكواكب لعمائها. ويقال: هو الضَّوْء والضُّوْء، وقد أضاء الشيء يُضِيء إضَاءَة.
وضَاء يضوء ضَوْءا وضُوْءا). [شرح ديوان امرئ القيس:372- 373] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (قال الله عز وجل وله المثل الأعلى: {الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ}. وقال: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ}. وقد اعترض معترض من الجهالة الملحدين، في هذه الآية. فقال: إنما يمثل الغائب بالحاضر، ورؤوس الشياطين لم نرها، فكيف يقع التمثيل بها! وهؤلاء في هذا القول كما قال الله جل وعز: {بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ}. وهذه الآية قد جاء تفسيرها على ضربين: أحدهما، أن شجرًا يقال له الأستن، منكر الصورة يقال لثمره: رؤوس الشياطين، وهو الذي ذكره النابغة في قوله:
تحيد عن أستن سود أسافله
وزعم الأصمعي أن هذا الشجر يسمى الصوم.
والقول الآخر - وهو الذي يسبق إلى القلب - أن الله جل ذكره شنع صورة الشياطين في قلوب العباد. فكان ذلك أبلغ من المعاينة، ثم مثل هذه الشجرة مما تنفر منه كل نفس). [الكامل: 2/996-997]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومن الأضداد أيضا قول العرب: لم أضرب عبد الله ولم يضربني زيد؛ يحتمل معنيين متضادين: أحدهما أن يكون: ضربي عبد الله مجحودا وكذلك ضرب زيد إياي؛ يراد به ما كان ذا وما كان ذا. والوجه الآخر أن يكون الفعل الأول والثاني صحيحين مثبتين، والتقدير: لم أضرب عبد الله حتى ضربني زيد، فوقع ضربي بعبد الله لما وقع لي ضرب زيد؛ قال الشاعر حجة
لهذا المذهب:
فلا أسقى ولا يسقى شريبي = ويرويه إذا أوردت مائي
معناه: فلا أسقى حتى يسقى شريبي.
وشبيه به قول العرب: فلان لا مسافر ولا مقيم؛ يراد به لا يلزم أحد الأمرين دون الآخر، بل يسافر في وقت ويقيم في وقت. ومن هذا قول الله جل وعز: {يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية}، معناه: هي شرقية غربية، وليست بشرقية ولا غربية، ولا غربية لا شرقية، لكنها تجمع الأمرين جميعا، تلحقها الشمس في وقت الطلوع وفي وقت الغروب، وذلك أصفى لزيتها وأجود له. وقد قال بعض المفسرين: وصف الله عز وجل شجرة خضراء ناعمة، قد حفت بها الأشجار وأظلتها، فهي تمنع الشمس من أن تلحقها في وقت الطلوع، أو في وقت الغروب. فهذا التفسير يضاد التفسير الأول؛ لأن أصحابه يذهبون إلى أن الشمس لا تلحق هذه الشجرة في واحد من هذين الوقتين.
وقال آخرون: هي شجرة في أصل جبل، قد منع
الجبل الشمس من أن تلحقها في هذين الوقتين؛ فهي مستورة ممنوعة من الشمس بالجبل العالي عليها، وهذا التفسير يضارع التفسير الذي قبله). [كتاب الأضداد: 259-261]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( ومما يفسر من كتاب الله تبارك وتعالى تفسيرين متضادين قوله جل وعلا: {كمشكاة فيها مصباح المصباح}، قال بعض المفسرين: المشكاة الكوة، لسان الحبشة.
وقال أبو عبيدة: المشكاة: الكوة لا منفذ لها في كلام العرب، وأنشد:
تدير عينين لها كحلاوين = كمثل مصباحين في مشكاتين).
[كتاب الأضداد: 423-424]
تفسير قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآَصَالِ (36) }
قال أبو فَيدٍ مُؤَرِّجُ بنُ عمروٍ السَّدُوسِيُّ (ت: 195هـ) : (والآصالُ: العَشِيَّاتُ, واحدُها أَصيلٌ). [شرح لامية العرب: --] (م)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (الآصال: من نصف النهار إلى العصر). [مجالس ثعلب: 398] (م)
تفسير قوله تعالى: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) }
تفسير قوله تعالى: {لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38) }