العودة   جمهرة العلوم > جمهرة علوم القرآن الكريم > توجيه القراءات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 1 ربيع الأول 1440هـ/9-11-2018م, 09:49 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي توجيه القراءات في سورة الزلزلة

توجيه القراءات في سورة الزلزلة


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 12:54 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي مقدمات سورة الزلزلة

مقدمات توجيه القراءات في سورة الزلزلة

قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (سورة إذا زلزلت). [معاني القراءات وعللها: 3/157]
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): ( (ومن سورة الزلزلة) ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/514]
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (ذكر اختلافهم في سورة الزلزلة). [الحجة للقراء السبعة: 6/429]
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (سورة الزلزلة). [المحتسب: 2/369]
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : (99 - سورة الزلزلة). [حجة القراءات: 769]
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (سُورَةُ إِذَا زُلْزِلَتْ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/386]
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (سُورَةُ الزَّلْزَلَةِ). [الموضح: 1388]

نزول السورة:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (مَكِّيَّةٌ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/386]

عد الآي:
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (وَهِيَ تِسْعُ آيَاتٍ فِي الْمَدَنِيِّ، وَثَمَانٍ فِي الْكُوفِيِّ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/386]

ما جاء في الاختلاف في هذه السورة:
قال أبو الفتح عثمان بن جني الموصلي (ت: 392هـ): (لا شيء فيها). [المحتسب: 2/369]

روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 2 ربيع الأول 1440هـ/10-11-2018م, 12:55 PM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

سورة الزلزلة

[ من الآية (1) إلى آخر السورة ]
{إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1) وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2) وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6) فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}

قوله تعالى: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا (1)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (1- قوله تعالى: {إذا زلزلت الأرض زلزالها} [1].
زلزالها: يوم القيامة من شدة صوت إسرافيل عليه السلام فيضطربون حتى ينكسر كل شيء من شدة الزلزلة. فقرأ {زلزالها} لأنه مصدر (فعلل) وكل فعل رباعي نحو هملج، وقرطس، وسرهف ووسوس، ودحرج مصدره على وجهين فعللة، وفعلال لا ينكسر. وتقول {إذا زلزلت الأرض زلزالها}.
وقرأ بذلك عاصم الجحدري بفتح الزاي جعله اسما لا مصدرًا، وليس في كلام العرب (فعلال) إلا مضاعف نحو الزلزال، وهي البلاء والبلبال والكلكال، وهو الصدر إلا قولهم: ناقة بها خزعال أي: ضلع وغمز في رجلها). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/515]

قوله تعالى: {وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا (2)}
قوله تعالى: {وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا (3)}
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا (4)}
قوله تعالى: {بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا (5)}
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ (6)}
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (3- وأما قوله: {ليروا أعمالهم} [6].
فقرأه الناس جميعًا بضم الياء على ما لم يسم فاعله، واسم ما لم يسم فاعله الواو، وأعمالهم خبر ما لم يسم فاعلة، كما تقول: ليعطوا درهما، وليكسوا ثوبًا، وإنما ذكرته لأن ابن مجاهد قال: قرأ قتادة، وحماد بن سلمة {ليروا أعمالهم} بفتح الياء فجعل الفعل لهم، ووزنه من الفعل ليفعلوا والأصل: ليرأيوا فحذفوا الهمزة تخفيفًا بعد أن نقلوا فتحتها إلى الراء، واستثقلوا الضمة على الياء فحذفت فالتقى ساكنان الواو، والياء فذهبت الياء لالتقاء الساكنين، والأصل في {ليروا} يرأيوا فعمل به ما عمل بالأول). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/516]

قوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (خيرًا يره) و(شرًّا يره).
روى هشام بن عمّار بإسناده عن ابن عامر " خيرًا يره " و(شرًّا يره) جزمًا.
وروى أبان عن عاصم " خيرًا يره " و(شرًّا يره) بضم الياء.
وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وحفص عن عاصم، وحمزة، والكسائي ونافع في رواية الحلواني عن قالون، ورواية ورش (يرهو) و(يرهو).
والكسائي عن أبي بكر عن عاصم " خيرا يره " و(شرًا يره) ساكنين.
وقرأ أبو عمرو في رواية اليزيدي وعباس (يرهو) بواو مشبعة فيهما). [معاني القراءات وعللها: 3/157] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {خيرا يره} [7]، {وشرا يره} [8].
بفتح الياء إجماع، والأصل: يراه. فذهب الألف للجزم و{خيرًا} تنصب على التفسير. ومعناه: فمن يعمل مثقال ذرة من شر من الكفار يره يوم القيامة. فأما الموحد فإن الشر إذا عمله مثال ذرة فالصغار من الذنوب يكفر عنه لاجتنابه الكبائر كما قال تعالى: {إن تجتنبوا كبآئر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} أي: الصغائر من الذنوب.
واختلف الناس في الكبائر: فقيل: الشرك بالله، وقتل النفس التي
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/515]
حرم الله، وشرب الخمر، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف. وقيل: ما نهى الله عنه في كتابه فهو كبيرة، وما سكت عنه فهو صغيرة.
وقال آخرون: ما أشبه من الذنوب الكبائر فهو كبيرة، وما أشبه الصغائر فهو صغيرة، فأكبر الكبائر الشرك بالله، وأصغر الصغائر النظرة، واللمحة. ويجب على هذا القياس أن يكون بإزاء الكبائر، والصغائر أعلى البر فأعلى ذلك شهادة أن لا إله إلا الله وأصغره إماطة الأذى عن الطريق.
وسمعت القاضي أبا عمران يقول: أكبر من الشرك بالله ادعاء فرعون الربوبية حيث قال: {أنا ربكم الأعلى} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/516] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {شرا يره} [8].
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ونافع وأبو عمرو وابن عامر {يرهو} مشبعًا. وكذلك حفص عن عاصم.
وروى هشام ابن عامر، وعاصم في رواية الكسائي عن أبي بكر {شرا يره} ساكنا، و{خيرا يره} مثله جزما وقد ذكرت عله ذلك في (آل عمران).
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/516]
وحدثني محمد بن عبد الواحد عن ابن الطوسي عن أبيه عن اللحياني عن الكسائي قال: سمعت أعرابيًا يقرأ {إن الإنسان لربه لكنود} بجزم الهاء. وسمعت آخر يقرأ: {لربه لكنود} باختلاس الحركة.
قال الكسائي: والإشباع واختلاس والسكون في الهاء لغات ثلاث كلهن صواب والاختيار: الإشباع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/517] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (أبان عن عاصم: خيرا يره [7] وشرا يره [8].
وقرأ الباقون: خيرا يره وشرا يره بالفتح فيهما.
قال أبو علي: من قرأ: خيرا يره جعل الفعل منقولا من: رأيت زيدا، إذا أدركته ببصرك وأريته عمرا، وبني الفعل للمفعول، فقام أحد المفعولين مقام الفاعل، وتعدّى إلى المفعول الثاني من المفعولين للفعل، إذا بني للفاعل.
ومن قال: يره جعله الفعل المتعدّي إلى مفعول واحد، مثل:
لمست، في التعدّي، والمعنى في القراءتين: من يعمل مثقال ذرّة خيرا ير جزاءه، ألا ترى أن ما عمله من خير قد سلف لا يجوز أن يراه، فهذا في حذف المضاف كقوله: ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم [الشورى/ 22]، والمعنى على أنه جزاءه واقع بهم، لا ما كسبوا من أفعالهم التي قد مضت.
قال: وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم، ويزيد عن
[الحجة للقراء السبعة: 6/429]
أبي بكر عن عاصم وحمزة والكسائي ونافع في رواية الحلواني عن قالون وورش عن نافع يرهو*. هشام بن عمّار عن أبي عامر: خيرا يره وشرا يره جزم. الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: خيرا يره، وشرا يره ساكنتين، وقرأ أبو عمرو في رواية اليزيدي وعباس: خيرا يره، وشرا يره مشبعتان.
قال أبو علي: إثبات الواو في: يره بعد الهاء هو الوجه، كما تقول: أكرمهو، وضربهو، فتثبت الواو بعد الهاء في الوصل، لأن هذه الهاء يتبعها حرف اللين الواو والياء إذا كان قبلها كسرة، أو ياء، نحو: بهي، وعليهي، وإنما يخلي من حرف اللين في نحو: ضربه وله، في الشعر وفي لغة ليست بذاك في الاشتهار، وقد تقدّم ذكر ذلك.
فأمّا من جزم فقال: يره* في الوصل، فأبو الحسن يزعم أن ذلك لغة ويشبه أن تكون غامضة خفيّة، لأن سيبويه لم يذكرها، فمن قال: يره* فجزم في الوصل فهو على هذه اللغة، وقد جاء ذلك في الشعر كقوله:
ومطواي مشتاقان له أرقان فأما قول أبي عمرو: خيرا يرهو وشرا يرهو مشبعتان، فإن أراد بالإشباع إلحاقه الواو فهو كما تقدم، وإن أراد بالإشباع أنه حرّك ولم يسكن كما أسكن من قال: يره* فوجهه أن الألف لمّا كانت محذوفة للجزم، ولم يكن حذفها لازما، كان بمنزلتها إذا ثبتت معها الألف، كما أن الياء في قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/430]
العواور في تقدير الثبات، وإن كان محذوفا، ألا ترى أن الشاعر يضطر فيثبت الألف في هذا النحو نحو قوله:
ولا ترضّاها ولا تملّق فلما كان كذلك كان في حكم الثبات، وإذا كان كذلك حسن حذف حرف اللين معه كما يحسن حذفه لو كانت الألف ثابتة لأن الهاء خفيّة، فلو أثبتّ الواو لكنت كأنك قد جمعت بين الساكنين، ويكره ذلك من وجه آخر، وهو اجتماع حروف المتقاربة فحذف لذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/431] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} 8 7
قرأ يحيى في رواية العجليّ خيرا يره وشرا يره بإسكان الهاء فيهما وقرأ الحلواني يره يره بالاختلاس
وقرأ الباقون (يرهو) بالإشباع وحجتهم أن ما قبل الهاء متحرك فصار الحركة بمنزلة ضربهوي افتى فكما أن هذا يشبع عند الجميع فكذلك قوله (يرهو) ومن قرأ بالاختلاس فإنّه اكتفى بالضمة عن
[حجة القراءات: 769]
عن الواو لأنّها تنبئ عن الواو ومن أسكن الهاء فإن أبا الحسن يزعم أن ذلك لغة وقد كرت وبينت في سورة آل عمران). [حجة القراءات: 770] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قَوْلُهُ: {خَيْرًا يَرَهُ، وَشَرًّا يَرَهُ} قَرَأَهُمَا هِشَامٌ بِإِسْكَانِ الْهَاءِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، إِنَّمَا يَجُوزُ عَلَى تَقْدِيرِ إِثْبَاتِ الأَلِفِ الَّتِي حُذِفَتْ قَبْلَ الْهَاءِ لِلْجَزْمِ، فَإِذَا قَدَّرْتَ إِثْبَاتَ الأَلِفِ حَذَفْتَ مَا بَعْدَهَا، لِسُكُونِهِ وَسُكُونِ الأَلِفِ، وَلاَ يُعْتَدُّ بِالْهَاءِ حَاجِزًا بَيْنَهُمَا لِخَفَائِهَا، وَهَذِهِ عِلَّةٌ بَعِيدَةٌ، وَفِيهَا تَقَحُّمٌ، لأَنَّكَ تَحْذِفُ لأَجْلِ سَاكِنٍ لَيْسَ هُوَ فِي اللَّفْظِ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ تَوَهَّمَ الْهَاءَ لاَمَ الْفِعْلِ فَجَزَمَهَا، لأَنَّهُ جَوَابُ الشَّرْطِ عَلَى التَّوَهُّمِ أَنَّهَا لامُ الْفِعْلِ لِتَطَرُّفِهَا، وَهَذِهِ أَيْضًا عِلَّةٌ ضَعِيفَةٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَا عِلَّتَهُ فِي آلِ عِمْرَانَ عِنْدَ ذِكْرِنَا لِلاخْتِلاَفِ فِي {نُؤْتِهِ وَنُوَلِّهِ وَنُصْلِهِ}، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْكِسَائِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَذَكَرَ مِثْلَهُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَالْمَشْهُورُ عَنْهُمَا صِلَةُ الْهَاءِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ عَلَى الأَصْلِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِصِلَةِ وَاوٍ فِيهِمَا وَهُوَ الأَصْلُ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/386] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {خَيْرًا يَرَهُ} [آيَةُ/7] وَ{شَرًّا يَرَهُ} [آيَةُ/8] بِالاخْتِلاسِ فِي الْهَاءِ فِيهِمَا: -
قَرَأَهُمَا يَعْقُوبُ وَحْدَهُ ح -.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْكَلِمَةَ قَدْ حُذِفَتْ مِنْهَا الأَلِفُ لِلْجَزْمِ؛ لأَنَّهُ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَالْجَزْمُ حُكْمٌ عَارِضٌ لَيْسَ بِلازِمٍ، فَكَانَتِ الأَلِفُ الْمَحْذُوفَةُ بِالْجَزْمِ بِمَنْزِلَةِ الْمُثْبَتَةِ، وَلَوْ ثَبَتَتِ الأَلِفُ مِنْ يَرَاهُ، لَكَانَتِ الْهَاءُ مُخْتَلَسَةً غَيْرَ مُوصَلَةٍ بِوَاوٍ، فَكَذَلِكَ هِيَ مَعَ حَذْفِ الأَلِفِ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ (خَيْرًا يَرَهْ) وَ(شَرًّا يَرَهْ) بِإِسْكَانِ الْهَاءِ فِي الْوَصْلِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ لُغَةٌ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ، وَقَدِ اسْتُشْهِدَ عَلَيْهِ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:
[الموضح: 1388]
182- وَمِطْوَايَ مُشْتَاقَانِ لَهْ أَرِقَانِ
وَقَدَ سَبَقَ.
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هَاهُنَا ضَمَّةٌ اخْتُلِسَتْ فَخَفِيَتْ فَاشْتَبَهَتْ بِالسُّكُونِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (يَرَهُو) وَ(يَرَهُو) بِالإِشْبَاعِ فِيهِمَا.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ هُوَ الْقِيَاسُ؛ لأَنَّ مَا قَبْلَ الْهَاءِ مُتَحَرِّكٌ، وَإِذَا كَانَتْ قَبْلَ الْهَاءِ حَرَكَةٌ، فَالْقِيَاسُ أَنْ تَتَّصِلَ بِالْهَاءِ وَاوٌ نَحْوُ ضَرَبَهُو وَأَكْرَمْتُهُو، وَذَلِكَ فِي حَالِ الْوَصْلِ.
وَرَوَى أَبَانُ عَنْ عَاصِمٍ (يُرَهُ) بِضَمِّ الْيَاءِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفِعْلَ مَبْنِيٌّ لِلْمَفْعُولِ بِهِ، وَهُوَ مَنْقُولٌ مِنْ رَأَيْتُ زَيْدًا بِبَصَرِي وَأَرَيْتُهُ عَمْرًا، وَالْمَعْنَى يُرَ الْعَامِلُ إِيَّاهُ، فَفِي يُرَ ضَمِيرٌ مَرْفُوعٌ بِإِسْنَادِ الْفِعْلِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ إِلَيْهِ، وَالْهَاءُ هُوَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي). [الموضح: 1389] (م)

قوله تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}
قال أبو منصور محمد بن أحمد الأزهري (ت: 370هـ): (بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
قوله جلّ وعزّ: (خيرًا يره) و(شرًّا يره).
روى هشام بن عمّار بإسناده عن ابن عامر " خيرًا يره " و(شرًّا يره) جزمًا.
وروى أبان عن عاصم " خيرًا يره " و(شرًّا يره) بضم الياء.
وقرأ ابن كثير، وابن عامر، وحفص عن عاصم، وحمزة، والكسائي ونافع في رواية الحلواني عن قالون، ورواية ورش (يرهو) و(يرهو).
والكسائي عن أبي بكر عن عاصم " خيرا يره " و(شرًا يره) ساكنين.
وقرأ أبو عمرو في رواية اليزيدي وعباس (يرهو) بواو مشبعة فيهما). [معاني القراءات وعللها: 3/157] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (2- وقوله تعالى: {خيرا يره} [7]، {وشرا يره} [8].
بفتح الياء إجماع، والأصل: يراه. فذهب الألف للجزم و{خيرًا} تنصب على التفسير. ومعناه: فمن يعمل مثقال ذرة من شر من الكفار يره يوم القيامة. فأما الموحد فإن الشر إذا عمله مثال ذرة فالصغار من الذنوب يكفر عنه لاجتنابه الكبائر كما قال تعالى: {إن تجتنبوا كبآئر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم} أي: الصغائر من الذنوب.
واختلف الناس في الكبائر: فقيل: الشرك بالله، وقتل النفس التي
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/515]
حرم الله، وشرب الخمر، وعقوق الوالدين، والفرار من الزحف. وقيل: ما نهى الله عنه في كتابه فهو كبيرة، وما سكت عنه فهو صغيرة.
وقال آخرون: ما أشبه من الذنوب الكبائر فهو كبيرة، وما أشبه الصغائر فهو صغيرة، فأكبر الكبائر الشرك بالله، وأصغر الصغائر النظرة، واللمحة. ويجب على هذا القياس أن يكون بإزاء الكبائر، والصغائر أعلى البر فأعلى ذلك شهادة أن لا إله إلا الله وأصغره إماطة الأذى عن الطريق.
وسمعت القاضي أبا عمران يقول: أكبر من الشرك بالله ادعاء فرعون الربوبية حيث قال: {أنا ربكم الأعلى} ). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/516] (م)
قال أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن خالويه الهمَذاني (ت: 370هـ): (4- وقوله تعالى: {شرا يره} [8].
قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ونافع وأبو عمرو وابن عامر {يرهو} مشبعًا. وكذلك حفص عن عاصم.
وروى هشام ابن عامر، وعاصم في رواية الكسائي عن أبي بكر {شرا يره} ساكنا، و{خيرا يره} مثله جزما وقد ذكرت عله ذلك في (آل عمران).
[إعراب القراءات السبع وعللها: 2/516]
وحدثني محمد بن عبد الواحد عن ابن الطوسي عن أبيه عن اللحياني عن الكسائي قال: سمعت أعرابيًا يقرأ {إن الإنسان لربه لكنود} بجزم الهاء. وسمعت آخر يقرأ: {لربه لكنود} باختلاس الحركة.
قال الكسائي: والإشباع واختلاس والسكون في الهاء لغات ثلاث كلهن صواب والاختيار: الإشباع). [إعراب القراءات السبع وعللها: 2/517] (م)
قال أبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الغفار الفارسيّ (ت: 377هـ): (أبان عن عاصم: خيرا يره [7] وشرا يره [8].
وقرأ الباقون: خيرا يره وشرا يره بالفتح فيهما.
قال أبو علي: من قرأ: خيرا يره جعل الفعل منقولا من: رأيت زيدا، إذا أدركته ببصرك وأريته عمرا، وبني الفعل للمفعول، فقام أحد المفعولين مقام الفاعل، وتعدّى إلى المفعول الثاني من المفعولين للفعل، إذا بني للفاعل.
ومن قال: يره جعله الفعل المتعدّي إلى مفعول واحد، مثل:
لمست، في التعدّي، والمعنى في القراءتين: من يعمل مثقال ذرّة خيرا ير جزاءه، ألا ترى أن ما عمله من خير قد سلف لا يجوز أن يراه، فهذا في حذف المضاف كقوله: ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وهو واقع بهم [الشورى/ 22]، والمعنى على أنه جزاءه واقع بهم، لا ما كسبوا من أفعالهم التي قد مضت.
قال: وقرأ ابن كثير وابن عامر وحفص عن عاصم، ويزيد عن
[الحجة للقراء السبعة: 6/429]
أبي بكر عن عاصم وحمزة والكسائي ونافع في رواية الحلواني عن قالون وورش عن نافع يرهو*. هشام بن عمّار عن أبي عامر: خيرا يره وشرا يره جزم. الكسائي عن أبي بكر عن عاصم: خيرا يره، وشرا يره ساكنتين، وقرأ أبو عمرو في رواية اليزيدي وعباس: خيرا يره، وشرا يره مشبعتان.
قال أبو علي: إثبات الواو في: يره بعد الهاء هو الوجه، كما تقول: أكرمهو، وضربهو، فتثبت الواو بعد الهاء في الوصل، لأن هذه الهاء يتبعها حرف اللين الواو والياء إذا كان قبلها كسرة، أو ياء، نحو: بهي، وعليهي، وإنما يخلي من حرف اللين في نحو: ضربه وله، في الشعر وفي لغة ليست بذاك في الاشتهار، وقد تقدّم ذكر ذلك.
فأمّا من جزم فقال: يره* في الوصل، فأبو الحسن يزعم أن ذلك لغة ويشبه أن تكون غامضة خفيّة، لأن سيبويه لم يذكرها، فمن قال: يره* فجزم في الوصل فهو على هذه اللغة، وقد جاء ذلك في الشعر كقوله:
ومطواي مشتاقان له أرقان فأما قول أبي عمرو: خيرا يرهو وشرا يرهو مشبعتان، فإن أراد بالإشباع إلحاقه الواو فهو كما تقدم، وإن أراد بالإشباع أنه حرّك ولم يسكن كما أسكن من قال: يره* فوجهه أن الألف لمّا كانت محذوفة للجزم، ولم يكن حذفها لازما، كان بمنزلتها إذا ثبتت معها الألف، كما أن الياء في قوله:
[الحجة للقراء السبعة: 6/430]
العواور في تقدير الثبات، وإن كان محذوفا، ألا ترى أن الشاعر يضطر فيثبت الألف في هذا النحو نحو قوله:
ولا ترضّاها ولا تملّق فلما كان كذلك كان في حكم الثبات، وإذا كان كذلك حسن حذف حرف اللين معه كما يحسن حذفه لو كانت الألف ثابتة لأن الهاء خفيّة، فلو أثبتّ الواو لكنت كأنك قد جمعت بين الساكنين، ويكره ذلك من وجه آخر، وهو اجتماع حروف المتقاربة فحذف لذلك). [الحجة للقراء السبعة: 6/431] (م)
قال أبو زرعة عبد الرحمن بن محمد ابن زنجلة (ت: 403هـ) : ({فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} 8 7
قرأ يحيى في رواية العجليّ خيرا يره وشرا يره بإسكان الهاء فيهما وقرأ الحلواني يره يره بالاختلاس
وقرأ الباقون (يرهو) بالإشباع وحجتهم أن ما قبل الهاء متحرك فصار الحركة بمنزلة ضربهوي افتى فكما أن هذا يشبع عند الجميع فكذلك قوله (يرهو) ومن قرأ بالاختلاس فإنّه اكتفى بالضمة عن
[حجة القراءات: 769]
عن الواو لأنّها تنبئ عن الواو ومن أسكن الهاء فإن أبا الحسن يزعم أن ذلك لغة وقد كرت وبينت في سورة آل عمران). [حجة القراءات: 770] (م)
قال مكي بن أبي طالب القَيْسِي (ت: 437هـ): (قَوْلُهُ: {خَيْرًا يَرَهُ، وَشَرًّا يَرَهُ} قَرَأَهُمَا هِشَامٌ بِإِسْكَانِ الْهَاءِ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، إِنَّمَا يَجُوزُ عَلَى تَقْدِيرِ إِثْبَاتِ الأَلِفِ الَّتِي حُذِفَتْ قَبْلَ الْهَاءِ لِلْجَزْمِ، فَإِذَا قَدَّرْتَ إِثْبَاتَ الأَلِفِ حَذَفْتَ مَا بَعْدَهَا، لِسُكُونِهِ وَسُكُونِ الأَلِفِ، وَلاَ يُعْتَدُّ بِالْهَاءِ حَاجِزًا بَيْنَهُمَا لِخَفَائِهَا، وَهَذِهِ عِلَّةٌ بَعِيدَةٌ، وَفِيهَا تَقَحُّمٌ، لأَنَّكَ تَحْذِفُ لأَجْلِ سَاكِنٍ لَيْسَ هُوَ فِي اللَّفْظِ. وَقَدْ قِيلَ: إِنَّهُ تَوَهَّمَ الْهَاءَ لاَمَ الْفِعْلِ فَجَزَمَهَا، لأَنَّهُ جَوَابُ الشَّرْطِ عَلَى التَّوَهُّمِ أَنَّهَا لامُ الْفِعْلِ لِتَطَرُّفِهَا، وَهَذِهِ أَيْضًا عِلَّةٌ ضَعِيفَةٌ، وَقَدْ ذَكَرْنَا عِلَّتَهُ فِي آلِ عِمْرَانَ عِنْدَ ذِكْرِنَا لِلاخْتِلاَفِ فِي {نُؤْتِهِ وَنُوَلِّهِ وَنُصْلِهِ}، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْكِسَائِيُّ عَنْ أَبِي بَكْرٍ، وَذَكَرَ مِثْلَهُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو، وَالْمَشْهُورُ عَنْهُمَا صِلَةُ الْهَاءِ بِوَاوِ الْجَمَاعَةِ عَلَى الأَصْلِ. وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِصِلَةِ وَاوٍ فِيهِمَا وَهُوَ الأَصْلُ). [الكشف عن وجوه القراءات السبع: 2/386] (م)
قال نصر بن علي بن أبي مريم (ت: بعد 565هـ) : (1- {خَيْرًا يَرَهُ} [آيَةُ/7] وَ{شَرًّا يَرَهُ} [آيَةُ/8] بِالاخْتِلاسِ فِي الْهَاءِ فِيهِمَا: -
قَرَأَهُمَا يَعْقُوبُ وَحْدَهُ ح -.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْكَلِمَةَ قَدْ حُذِفَتْ مِنْهَا الأَلِفُ لِلْجَزْمِ؛ لأَنَّهُ جَوَابُ الشَّرْطِ، وَالْجَزْمُ حُكْمٌ عَارِضٌ لَيْسَ بِلازِمٍ، فَكَانَتِ الأَلِفُ الْمَحْذُوفَةُ بِالْجَزْمِ بِمَنْزِلَةِ الْمُثْبَتَةِ، وَلَوْ ثَبَتَتِ الأَلِفُ مِنْ يَرَاهُ، لَكَانَتِ الْهَاءُ مُخْتَلَسَةً غَيْرَ مُوصَلَةٍ بِوَاوٍ، فَكَذَلِكَ هِيَ مَعَ حَذْفِ الأَلِفِ.
وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَامِرٍ (خَيْرًا يَرَهْ) وَ(شَرًّا يَرَهْ) بِإِسْكَانِ الْهَاءِ فِي الْوَصْلِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ لُغَةٌ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو الْحَسَنِ، وَقَدِ اسْتُشْهِدَ عَلَيْهِ بِقَوْلِ الشَّاعِرِ:
[الموضح: 1388]
182- وَمِطْوَايَ مُشْتَاقَانِ لَهْ أَرِقَانِ
وَقَدَ سَبَقَ.
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هَاهُنَا ضَمَّةٌ اخْتُلِسَتْ فَخَفِيَتْ فَاشْتَبَهَتْ بِالسُّكُونِ.
وَقَرَأَ الْبَاقُونَ (يَرَهُو) وَ(يَرَهُو) بِالإِشْبَاعِ فِيهِمَا.
وَالْوَجْهُ أَنَّهُ هُوَ الْقِيَاسُ؛ لأَنَّ مَا قَبْلَ الْهَاءِ مُتَحَرِّكٌ، وَإِذَا كَانَتْ قَبْلَ الْهَاءِ حَرَكَةٌ، فَالْقِيَاسُ أَنْ تَتَّصِلَ بِالْهَاءِ وَاوٌ نَحْوُ ضَرَبَهُو وَأَكْرَمْتُهُو، وَذَلِكَ فِي حَالِ الْوَصْلِ.
وَرَوَى أَبَانُ عَنْ عَاصِمٍ (يُرَهُ) بِضَمِّ الْيَاءِ.
وَالْوَجْهُ أَنَّ الْفِعْلَ مَبْنِيٌّ لِلْمَفْعُولِ بِهِ، وَهُوَ مَنْقُولٌ مِنْ رَأَيْتُ زَيْدًا بِبَصَرِي وَأَرَيْتُهُ عَمْرًا، وَالْمَعْنَى يُرَ الْعَامِلُ إِيَّاهُ، فَفِي يُرَ ضَمِيرٌ مَرْفُوعٌ بِإِسْنَادِ الْفِعْلِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ إِلَيْهِ، وَالْهَاءُ هُوَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي). [الموضح: 1389] (م)


روابط مهمة:
- أقوال المفسرين


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة