العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة يونس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 04:13 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة يونس [ من الآية (15) إلى الآية (17) ]

تفسير سورة يونس
[ من الآية (15) إلى الآية (17) ]

بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) }



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 04:14 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ قال الّذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآنٍ غير هذا أو بدّله قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن أتّبع إلاّ ما يوحى إليّ إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ}.
يقول تعالى ذكره: وإذا قرئ على هؤلاء المشركين آيات كتاب اللّه الّذي أنزلناه إليك يا محمّد بيّناتٍ واضحاتٍ على الحقّ دالاّتٍ. {قال الّذين لا يرجون لقاءنا} يقول: قال الّذين لا يخافون عقابنا ولا يوقنون بالمعاد إلينا ولا يصدّقون بالبعث لك: {ائت بقرآنٍ غير هذا أو بدّله} بقولٍ: أو غيره. {قل} لهم يا محمّد: {ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي} أي من عندي.
والتّبديل الّذي سألوه - فيما ذكر - أن يحوّل آية الوعيد آية وعدٍ وآية الوعد وعيدًا والحرام حلالاً والحلال حرامًا، فأمر اللّه نبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم أن يخبرهم أنّ ذلك ليس إليه، وأنّ ذلك إلى من لا يردّ حكمه ولا يتعقّب قضاؤه، وإنّما هو رسولٌ مبلّغٍ ومأمورٌ متّبعٌ.
وقوله: {إن أتّبع إلاّ ما يوحى إليّ} يقول: قل لهم: ما أتّبع في كلّ ما آمركم به أيّها القوم وأنهاكم عنه إلاّ ما ينزله إليّ ربّي ويأمرني به.
{إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ} يقول إنّي أخشى من اللّه إن خالفت أمره وغيّرت أحكام كتابه وبدّلت وحيه فعصيته بذلك، {عذاب يومٍ عظيمٍ} هوله، وذلك {يوم ترونها تذهل كلّ مرضعةٍ عمّا أرضعت وتضع كلّ ذات حملٍ حملها وترى النّاس سكارى وما هم بسكارى}). [جامع البيان: 12/136-137]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ قال الّذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآنٍ غير هذا أو بدّله قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ (15)
قوله تعالى: وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ قال الذين لا يرجون لقاءنا
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ إلى قوله: من تلقاء نفسي هذا قول مشركي مكّة لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
قوله تعالى: قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي
- قرأت على محمّد بن الفضل ثنا محمّد بن عليٍّ ثنا محمّد بن مزاحمٍ ثنا بكير بن معروفٍ، عن مقاتل بن حيّان قوله: عذاب (يومٍ) عظيمٍ يعني: عذابًا). [تفسير القرآن العظيم: 6/1934]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 15.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات} قال: لا يرجون لقاءنا، إيت بقرآن غير هذا أو بدله قال: هذا قول مشركي أهل مكة للنبي صلى الله عليه وسلم قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم {قل لو شاء الله ما تلوته عليكم}). [الدر المنثور: 7/636-637]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) )
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): ( [الآية (16) : قوله تعالى: {قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به} ]
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا خالد بن عبد اللّه، قال: نا حنظلة السّدوسي، عن شهر بن حوشب، (عن ابن عبّاسٍ)، أنّه كان يقرأ: {قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أنذرتكم به}.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه معرّفه الحجّة على هؤلاء المشركين الّذين قالوا له ائت بقرآنٍ غير هذا أو بدّله: قل لهم يا محمّد {لو شاء اللّه ما تلوته عليكم} أي ما تلوت هذا القرآن عليكم أيّها النّاس بأن كان لا ينزل عليّ فيأمرني بتلاوته عليكم، {ولا أدراكم به} يقول: ولا أعلمكم به.
{فقد لبثت فيكم عمرًا من قبله} يقول: فقد مكثت فيكم أربعين سنة من قبل أن أتلوه عليكم، ومن قبل أن يوحيه إليّ ربي {أفلا تعقلون}، أني لو كنت منتحلا ما ليس لي من القول، كنت قد انتحلته في أيّام شبابي وحداثتي، وقبل الوقت الذي تلوته عليكم؟ فقد كان لي اليوم، لو لم يوح إليّ وأومر بتلاوته عليكم، مندوحةٌ عن معاداتكم، ومتّسعٌ، في الحال التي كنت بها منكم قبل أن يوحى إلي وأومر بتلاوته عليكم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {ولا أدراكم به} ولا أعلمكم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به} يقول: لو شاء اللّه لم يعلّمكموه.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال ابن عبّاسٍ: {لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به} يقول: ما حذّرتكم به.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ قال الّذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآنٍ غير هذا أو بدّله} وهو قول مشركي أهل مكّة للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ قال لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: {لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرًا من قبله أفلا تعقلون} لبث أربعين سنةً.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرًا من قبله أفلا تعقلون} ولا أعلمكم به.
- حدّثني محمّد بن عبد الأعلى، قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن الحسن: أنّه كان يقرأ: ولا أدرأتكم به يقول: ما أعلمتكم به.
- حدّثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {ولا أدراكم به} يقول: ولا أشعركم اللّه به.
وهذه القراءة الّتي حكيت عن الحسن عند أهل العربيّة غلطٌ، وكان الفرّاء يقول في ذلك قد ذكر عن الحسن أنّه قال: ولا أدرأتكم به، قال: فإن يكن فيها لغةٌ سوى دريت وأدريت، فلعلّ الحسن ذهب إليها، وأمّا أن يصلح من دريت أو أدريت فلا، لأنّ الياء والوا إذا انفتح ما قبلهما وسكنتا صحّتا ولم تنقلبا إلى ألفٍ مثل قضيت ودعوت، ولعلّ الحسن ذهب إلى طبيعته وفصاحته فهمزها، لأنّها تضارع درأت الحدّ وشبهه. وربّما غلطت العرب في الحرف إذا ضارعه آخر من الهمز، فيهمزون غير المهموز. وسمعت امرأةً من طيّئٍ تقول: رثأت زوجي بأبياتٍ، ويقولون: لبأت بالحجّ وحلأت السّويق؛ يتغلّطون، لأنّ حلأت قد يقال في دفع العطاش، من الإبل، ولبأت: ذهبت به إلى اللّبأ، لبأ الشّاة، ورثأت زوجي: ذهبت به إلى رثأت اللّبن إذا أنت حلبت الحليب على الرّائب، فتلك الرّثيثة.
وكان بعض البصريّين يقول: لا وجه لقراءة الحسن هذه لأنّها من أدريت مثل أعطيت، إلاّ أنّ لغة بني عقيلٍ أعطأت يريدون أعطيت، تحوّل الياء ألفًا، قال الشّاعر:
لقد آذنت أهل اليمامة طيّئٌ = بحربٍ كناصاة الأغرّ المشهّر
يريد كناصيةٍ؛ حكي ذلك عن المفضّل. وقال زيدٌ الخيل:
لعمرك ما أخشى التّصعلك ما بقا = على الأرض قيسيٌّ يسوق الأباعرا
فقال بقا. وقال الشّاعر:
لزجرت قلبًا لا يريع لزاجرٍ = إنّ الغويّ إذا نها لم يعتب
يريد: نهي. قال: وهذا كلّه على قراءة الحسن، وهي مرغوبٌ عنها، قال: وطيّئٌ تصيّر كلّ ياءٍ انكسر ما قبلها ألفًا، يقولون: هذه جاراةٌ، وفي التّرقوة: ترقاة، والعرقوة: عرقاة، قال: وقال بعض طيّئٍ: قد لقت فزارة، حذف الياء من لقيت لمّا لم يمكنه أن يحوّلها ألفًا لسكون التّاء فيلتقي ساكنان.
وقال: زعم يونس أنّ نسا ورضا لغةٌ معروفةٌ، قال الشّاعر:
وأبنيت بالأعراض ذا البطن خالدًا = نسا أو تناسى أن يعدّ المواليا
وروي عن ابن عبّاسٍ في قراءة ذلك أيضًا روايةٌ أخرى، وهي ما:
- حدّثنا به المثنّى، قال: حدّثنا المعلّى بن أسدٍ، قال: حدّثنا خالد عن حنظلة، عن شهر بن حوشبٍ، عن ابن عبّاسٍ، أنّه كان يقرأ: قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أنذرتكم به.
والقراءة الّتي لا أستجيز أن تعدّوها هي القراءة الّتي عليها قرّاء الأمصار: {لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به} بمعنى: ولا أعلمكم به، ولا أشعركم به). [جامع البيان: 12/137-141]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرًا من قبله أفلا تعقلون (16)
قوله تعالى: قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ ثنا شعيب بن إسحاق ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال: ثمّ قال اللّه تعالى لنبيّه صلّى اللّه عليه وسلّم: لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به.
قوله تعالى: ولا أدراكم به
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبي، ثنا أبو صالحٍ حدّثني معاوية بن صالحٍ، عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ قوله: ولا أدراكم به يقول: أعلمكم به.
الوجه الثاني:
- حدّثنا أبي هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة ولا أدراكم به أشعركم.
الوجه الثّالث:
- ذكر أبي عن مالك بن إسماعيل ثنا خالد بن عبد اللّه، عن حنظلة، عن شهر بن حوشبٍ قال: لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به يعني: ولا أنذركم به
قوله تعالى: فقد لبثت فيكم عمرًا من قبله أفلا تعقلون
- حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ ثنا شعيب بن إسحاق، ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة، قوله: فقد لبثت فيكم عمرًا من قبله أفلا تعقلون قال: لبث أربعين سنةً ضالا ورأى رؤيا النّبوّة سنتين وأوحي إليه عشر سنين بمكّة وعشر سنين بالمدينة وتوفّي وهو ابن اثنتين وستّين سنةً صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثنا عبد اللّه بن سليمان، ثنا الحسين بن عليٍّ ثنا عامر بن الفرات عن أسباطٍ، عن السّدّيّ، قوله: لبثت فيكم عمرًا من قبله قال: لم أتلوا عليكم، ولم أذكره أفلا تعقلون؟). [تفسير القرآن العظيم: 6/1934]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآية 16.
أخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {ولا أدراكم به} يقول: أعلمكم به.
وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله {ولا أدراكم به} يقول: ولا أشعركم به.
وأخرج أبو عبيد، وابن جرير، وابن المنذر عن الحسن أنه قال ولا أدرأتكم به يعني بالهمز قال الفراء: لا أعلم هذا يجوز من دريت ولا أدريت إلا أن يكون الحسن همزها على طبيعته فإن العرب ربما غلطت فهمزت ما لم يهمز.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه كان يقرأ قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أنذرتكم به
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما {ولا أدراكم به} قال: ما حذرتكم به.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {فقد لبثت فيكم عمرا من قبله} قال: لم أتل عليكم ولم أذكر.
وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي {فقد لبثت فيكم عمرا من قبله} قال: لبث أربعين سنة قبل أن يوحى إليه ورأى الر ؤيا سنتين وأوحى الله إليه عشر سنين بمكة وعشرا بالمدينة وتوفي وهو ابن اثنتين وستين سنة.
وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والترمذي عن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم لأربعين سنة فمكث بمكة ثلاث عشرة يوحى إليه ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين ومات وهو ابن ثلاث وستين
وأخرج أحمد والبيهقي في الدلائل عن أنس رضي الله عنه، أنه سئل بسن أي الرجال كان النّبيّ إذ بعث قال: كان ابن أربعين سنة.
وأخرج البيهقي في الدلائل عن الشعبي قال: نزلت النبوة على النّبيّ صلى الله عليه وسلم وهو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل عليه السلام ثلاث سنين فكان يعلمه الحكمة
والشيء لم ينزل القرآن فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل عليه السلام فنزل القرآن على لسانه عشرين عشرا بمكة وعشرا بالمدينة.
وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على رأس أربعين فأقام بمكة عشرا وبالمدينة عشرا وتوفي على رأس ستين سنة). [الدر المنثور: 7/637-639]

تفسير قوله تعالى: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته إنّه لا يفلح المجرمون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهؤلاء المشركين الّذين نسبوك فيما جئتهم به من عند ربّك إلى الكذب: أيّ خلقٍ أشرٌّ بعدنا وأوضع لقيله في غير موضعه، ممّن اختلق على اللّه كذبًا وافترى عليه باطلاً.
{أو كذّب بآياته} يعني بحججه ورسله وآيات كتابه. يقول له جلّ ثناؤه: قل لهم ليس الّذي أضفتموني إليه بأعجب من كذبكم على ربّكم وافترائكم عليه وتكذيبكم بآياته {إنّه لا يفلح المجرمون} يقول: إنّه لا ينجح الّذين اجترموا الكفر في الدّنيا يوم القيامة إذا لقوا ربهم، ولا ينالون الفلاح). [جامع البيان: 12/141-142]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته إنّه لا يفلح المجرمون (17)
قوله تعالى: فمن أظلم ممّن افترى على الله كذبا
[الوجه الأول]
- حدّثنا أبو عبد اللّه بن محمّد بن حمّادٍ الطّهرانيّ أنبأ حفص بن عمر العدنيّ، ثنا الحكم بن أبان عن عكرمة قال: قال النّضر وهو من بني عبد الدّار: وإذا كان يوم القيامة شفعت لي اللات والعزّى، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته إنه لا يفلح المجرمون
الوجه الثاني:
- حدثنا أبي، ثنا بن نفيلٍ الحرّانيّ ثنا مسكين بن بكيرٍ عن معاذ بن رفاعة قال: سمعت أبا خلفٍ الأعمى قال: كان ابن أبي سرحٍ يكتب للنّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الوحي، فأتى أهل مكّة فقالوا: يا ابن أبي سرحٍ كيف كتبت لابن أبي كبشة القرآن؟ قال: كنت أكتب كيف شئت فأنزل اللّه تعالى ومن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته إنّه لا يفلح الظّالمون). [تفسير القرآن العظيم: 6/1935]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 04:15 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {من تلقاء نفسي} أي من عند نفسي). [مجاز القرآن: 1/275]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({من تلقاء نفسي}: عند نفسي). [غريب القرآن وتفسيره: 169]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {أو بدّله} كانوا يقولون للنبي صلّى اللّه عليه وسلم: اجعل آية عذاب آية رحمة، وآية رحمة آية عذاب).
[تفسير غريب القرآن: 194]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّنات قال الّذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدّله قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يوم عظيم}
منصوب على الحال.
{قال الّذين لا يرجون لقاءنا} لا يؤمنون بالبعث والنشور.
{ائت بقرآن غير هذا أو بدّله}.أي إيت بقرآن ليس فيه ذكر البعث والنشور وليس فيه عيب آلهتنا.. أو " بدّله " أي أو بدل منه ذكر البعث والنشور.
{قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ}تأويله: إنّ الّذي أتيت به من عند اللّه لا من عندي فأبدله). [معاني القرآن: 3/10-11]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله}
قال قتادة الذين قالوا هذا مشركو أهل مكة
وقال غيره أي ائت بقرآن ليس فيه ذكر البعث والنشور ولا سب آلهتنا قال الله جل وعز: {قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي}). [معاني القرآن: 3/282]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {أن أبدله} أخبرنا أبو عمر قال: أخبرنا ثعلب عن سلمة عن الفراء - قال: يقال أبدلت الخاتم بالحلقة، إذا نحيت هذا وجعلت هذه مكانه، وبدلت الخاتم بالحلقة، إذا أذبته وجعلته حلقة، وبدلت الحلقة بالخاتم، إذا أذبتها وجعلتها خاتما. قال ثعلب: وحقيقة أن ' بدلت ' إذا غيرت الصورة إلى صورة غيرها، والجوهرة بعينها، و' أبدلت ' إذا نحيت الجوهرة،
وجعلت مكانها جوهرة أخرى، قال: ومنه قول القائل: نحى السديس وانتحى للمعدل عزل الأمير للأمر المبدل وقال: ألا ترى أنه قد نحى جسما، وجعل مكانه جسما غيره ؟
قال أبو عمر: فعرضت الكلام على محمد بن يزيد المبرد، فاستحسنه، وقال فيه: قد بقيت فيه فاصلة أخرى على أحمد ابن يحيى، قلت: وما هي، أعزك الله ؟
قال: بقي أن العرب قد جعلت ' بدلت ' بمعنى ' أبدلت ' وهو قوله - عز وجل: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} ألا ترى أنه - تبارك وتعالى - قد أزال السيئات، وجعل مكانها حسنات ؟ قال: وأما شرط لك أحمد بن يحيى فهو بمعنى قوله - عز وجل: {كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها}
قال: فهذه هي الجوهرة، وتبديلها تغيير صورتها إلى غيرها، لأنها كانت ناعمة، فاسودت بالعذاب، فردت صورة جلودهم الأولى لما نضجت تلك الصورة، فالجوهرة واحدة، والصورة مختلفة). [ياقوتة الصراط:251- 254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {تِلْقَاء نَفْسِي}: عند نفسي). [العمدة في غريب القرآن: 151]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {قل لّو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به...}
وقد ذكر عن الحسن أنه قال: "ولا أدرأتكم به" فإن يكن فيها لغة سوى دريت وأدريت فلعلّ الحسن ذهب إليها. وأما أن تصلح من دريت أو أدريت فلا؛ لأن الياء والواو إذا انفتح ما قبلهما وسكنتا صحّتا ولم تنقلبا إلى ألف؛ مثل قضيت ودعوت. ولعل الحسن ذهب إلى طبيعته وفصاحته فهمزها؛ لأنها تضارع درأت الحدّ وشبهه. وربما غلطت العرب في الحرف إذا ضارعه آخر من الهمز فيهمزون غير المهموز؛ سمعت امرأة من طيء تقول: رثأت زوجي بأبياتٍ. ويقولون لبّأت بالحج وحلأت السويق فيغلطون؛ لأن حلأت قد يقال في دفع العطاش من الإبل، ولبّأت ذهب إلى اللبأ الذي يؤكل، ورثأت زوجي ذهبت إلى رثيئة اللبن؛ وذلك إذا حلبت الحليب على الرائب). [معاني القرآن: 1/459]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ولا أدراكم به} مجازه: ولا أفعلكم به؛ من دريت أنا به.
{عمراً} أي حيناً طويلاً، مجازه من قولهم: مضى علينا حين من الدهر، والعمر والعمر والعمر ثلاث لغات). [مجاز القرآن: 1/276]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو وابن كثير المكي وهي الجيدة {ولا أدراكم}.
وقراءة الحسن "ولا أدراتكم به" (ولا وجه لها لأنها من أدريت، مثل أعطيت، إلا أن لغة لبني عقيل: قد أعطات؛ يريد أعطيت، تحول الياء ألفًا).
قال الشاعر - وحكي ذلك عن المفضل الضبي -:
ألا آذنت أهل اليمامة طيئ = بحرب كناصاة الأغر المشهر
يريد: "كناصية"؛ فقلبها على مثل قراءة الحسن.
وقال زيد الخيل:
لعمرك ما أخشى التصعلك ما بقى = على الأرض قيسي يسوق الأباعرا
يريد: ما بقي.
وقال رجل من طيء:
آأن روا مرقس واصطاف أعنزه = من البراق التي قد جادها المطر
يريد: روي.
وقال الآخر:
لزجرت قلبًا لا يزيغ لزاجر = إن الغوي إذا نها لم يعتب
يريد: نهي، فعل.
[معاني القرآن لقطرب: 654]
وزعم يونس: أن "نها" و"رضا" لغة مطردة.
وقال الأعشى:
وأنبيت بالإعراض ذا البطن خالدًا = نسا أو تناسى أن يعد المواليا
يريد: نسي.
وطيء تصير كل ياء انكسر ما قبلها ألفًا؛ يقولون: هذه جاراة؛ يريدون جارية؛ وفي الترقوة والعرقوة: ترقاة وعرقاة.
وقال بعض طيئ:
وقد لقت فزارة الفجور
منا ومن مرهقة ذكور
كما لقت عاد من الدبور
يريد: لقيت؛ فرمى الياء هاهنا، لما لم يمكنه أن يحولها ألفًا ساكنة؛ لسكون التاء؛ لئلا يلتقي ساكنان، فحذفها.
وقالت سفانة بنت حاتم:
فإن يأتني محض وراوات فارض = إذا أعطه منه قليلا مصردا
وهذا كله على قراءة الحسن؛ وهي مرغوب عنها، شاذة قليلة)). [معاني القرآن لقطرب: 655]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({عمرا}: حينا). [غريب القرآن وتفسيره: 169]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {ولا أدراكم به} أي ولا أعلمكم به). [تفسير غريب القرآن: 194]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أفلا تعقلون}
ويجوز {عمرا} بإسكان الميم، أي قد لبثت فيكم من قبل أن يوحى إليّ لا أتلو كتابا ولا أخطه بيميني، وهذا دليل على أنه أوحي إليّ؛ إذ كنتم تعرفونني بينكم، نشأت لا أقرأ كتابا، وإخباري إياكم أقاصيص الأولين من غير كتاب ولا تلقين يدل على أنّ ما أتيت به من عند اللّه وحي). [معاني القرآن: 3/11]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال تعالى: {قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به}
قال الضحاك أي ولا أشعركم به ولا أعلمكم به
ثم قال جل وعز: {فقد لبثت فيكم عمرا من قبله}
قال قتادة لبث فيهم أربعين سنة وأقام سنتين يرى رؤيا الأنبياء وتوفي وهو ابن اثنتين وستين سنة). [معاني القرآن: 3/282-283]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : ( {فقد لبثت} أي: فقد أقمت، ويقال منه: فعل يفعل فعالا ووفعلا وفعالة). [ياقوتة الصراط: 254]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {عُمُرًا}: حيناً). [العمدة في غريب القرآن: 151]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 04:17 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) }

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16) }

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 04:17 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري

....


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 8 جمادى الأولى 1434هـ/19-03-2013م, 04:18 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري

....


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:47 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري

....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:52 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله تعالى وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ الآية، هذه الآية نزلت في قريش لأن بعض كفارهم قال هذه المقالة على معنى ساهلنا يا محمد واجعل هذا الكلام الذي هو من قبلك على اختيارنا وأحل ما حرمته وحرم ما حللته ليكون أمرنا حينئذ واحدا وكلمتنا متصلة، فذم الله هذه الصنعة وذكرهم بأنهم يقولون هذا للآيات البيّنات، ووصفهم بأنهم لا يؤمنون بالبعث، ثم أمر الله نبيه عليه السلام أن يرد عليهم بالحق الواضح وأن يستسلم ويتبع حكم الله تعالى ويعلم بخوفه ربه، و «اليوم العظيم» يوم القيامة). [المحرر الوجيز: 4/ 460-461]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أفلا تعقلون (16) فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذباً أو كذّب بآياته إنّه لا يفلح المجرمون (17) ويعبدون من دون اللّه ما لا يضرّهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند اللّه قل أتنبّئون اللّه بما لا يعلم في السّماوات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عمّا يشركون (18)
هذه من كمال الحجة أي هذا الكلام ليس من قبلي ولا من عندي وإنما هو من عند الله، ولو شاء ما بعثني به ولا تلوته عليكم ولا أعلمتكم به، وأدراكم بمعنى أعلمكم يقال دريت بالأمر وأدريت غيري، وهذه قراءة الجمهور، وقرأ ابن كثير في بعض ما روي عنه: «ولا دراكم به» وهي لام تأكيد دخلت على أدرى، والمعنى على هذا ولا علمكم به من غير طريقي وقرأ ابن عباس وابن سيرين وأبو رجاء والحسن «ولا أدرأتكم به»، وقرأ ابن عباس أيضا وشهر بن حوشب: «ولا أنذرتكم به»، وخرج الفراء قراءة ابن عباس والحسن على لغة لبعض العرب منها قولهم: لبأت بمعنى لبيت، ومنها قول امرأة منهم: رثأت زوجي بأبيات أي رثيت. وقال أبو الفتح إنما هي «أدريتكم» قلبت الياء ألفا لانفتاح ما قبلها، وروينا عن قطرب:
أن لغة عقيل في أعطيتك أعطأتك، قال أبو حاتم: قلبت الياء ألفا كما في لغة بني الحارث بن كعب: السلام علاك، ثم قال فقد لبثت فيكم عمراً من قبله أي الأربعين سنة قبل بعثته عليه السلام، ويريد لم تجربوني في كذب ولا تكلمت في شيء من هذا أفلا تعقلون أن من كان على هذه الصفة لا يصح منه كذب بعد أن كلا عمره وتقاصر أمله واشتدت حنكته وخوفه لربه، وقرأ الجمهور بالبيان في «لبثت»، وقرأ أبو عمرو: «لبت» بإدغام الثاء في التاء). [المحرر الوجيز: 4/ 461-462]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله فمن أظلم الآية، جاء في هذه الآية التوقيف على عظم جرم المفتري على الله بعد تقدم التنصل من ذلك قيل، فاتسق القول واطردت فصاحته، وقوله فمن أظلم استفهام وتقرير أي لا أحد أظلم ممّن افترى على اللّه كذباً، أو ممن كذّب بآياته بعد بيانها، وذلك أعظم جرم على الله وأكثر استشراف إلى عذابه، ثم قرر إنّه لا يفلح أهل الجرم، ويفلح معناه يظفر ببغيته). [المحرر الوجيز: 4/ 462]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:52 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري

....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 4 شوال 1435هـ/31-07-2014م, 10:52 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآَنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {وإذا تتلى عليهم آياتنا بيّناتٍ قال الّذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآنٍ غير هذا أو بدّله قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي إن أتّبع إلّا ما يوحى إليّ إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ (15) قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به فقد لبثت فيكم عمرًا من قبله أفلا تعقلون (16) }
يخبر تعالى عن تعنّت الكفّار من مشركي قريشٍ الجاحدين الحقّ المعرضين عنه، أنّهم إذا قرأ عليهم الرّسول صلّى اللّه عليه وسلّم كتاب اللّه وحججه الواضحة قالوا له: {ائت بقرآنٍ غير هذا} أي: ردّ هذا وجئنا بغيره من نمطٍ آخر، أو بدّله إلى وضعٍ آخر، قال اللّه لنبيّه، صلوات اللّه وسلامه عليه، {قل ما يكون لي أن أبدّله من تلقاء نفسي} أي: ليس هذا إليّ، إنّما أنا عبدٌ مأمورٌ، ورسولٌ مبلّغٌ عن اللّه، {إن أتّبع إلا ما يوحى إليّ إنّي أخاف إن عصيت ربّي عذاب يومٍ عظيمٍ}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 253]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (16)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(ثمّ قال محتجًّا عليهم في صحّة ما جاءهم به: {قل لو شاء اللّه ما تلوته عليكم ولا أدراكم به} أي: هذا إنّما جئتكم به عن إذن اللّه لي في ذلك ومشيئته وإرادته، والدّليل على أنّي لست أتقوّله من عندي ولا افتريته أنّكم عاجزون عن معارضته، وأنّكم تعلمون صدقي وأمانتي منذ نشأت بينكم إلى حين بعثني اللّه عزّ وجلّ، لا تنتقدون عليّ شيئًا تغمصوني به؛ ولهذا قال: {فقد لبثت فيكم عمرًا من قبله أفلا تعقلون} أي: أفليس لكم عقولٌ تعرفون بها الحقّ من الباطل؛ ولهذا لمّا سأل هرقل ملك الروم أبا سفيان ومن معه، فيما سأله من صفة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: هل كنتم تتّهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ قال أبو سفيان: فقلت: لا -وقد كان أبو سفيان إذ ذاك رأس الكفرة وزعيم المشركين، ومع هذا اعترف بالحقّ:
والفضل ما شهدت به الأعداء
فقال له هرقل: فقد أعرف أنّه لم يكن ليدع الكذب على النّاس ثمّ يذهب فيكذب على اللّه. !
وقال جعفر بن أبي طالبٍ للنّجاشيّ ملك الحبشة: بعث اللّه فينا رسولًا نعرف نسبه وصدقه وأمانته، وقد كانت مدّة مقامه، عليه السّلام، بين أظهرنا قبل النّبوّة أربعين سنةً. وعن سعيد بن المسيّب: ثلاثًا وأربعين سنةً. والصّحيح المشهور الأوّل). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 253-254]

تفسير قوله تعالى: {فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآَيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ( {فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته إنّه لا يفلح المجرمون (17) }
يقول تعالى: لا أحد أظلم ولا أعتى ولا أشدّ إجرامًا {ممّن افترى على اللّه كذبًا} وتقوّل على اللّه، وزعم أنّ اللّه أرسله، ولم يكن كذلك، فليس أحدٌ أكبر جرمًا ولا أعظم ظلما من هذا، ومثل هذا لا يخفى أمره على الأغبياء، فكيف يشتبه حال هذا بالأنبياء! فإنّ من قال هذه المقالة صادقًا أو كاذبًا، فلا بدّ أنّ اللّه ينصب عليه من الأدلّة على برّه أو فجوره ما وأظهر من الشّمس، فإنّ الفرق بين محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وبين مسيلمة الكذّاب [لعنه اللّه] لمن شاهدهما أظهر من الفرق بين وقت الضّحى ووقت نصف اللّيل في حندس الظّلماء، فمن سيما كلٍّ منهما وكلامه وفعاله يستدّل من له بصيرةٌ على صدق محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وكذب مسيلمة الكذّاب، وسجاح، والأسود العنسي.
قال عبد اللّه بن سلامٍ: لمّا قدم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم المدينة انجفل النّاس، فكنت فيمن انجفل، فلمّا رأيته عرفت أنّ وجهه ليس بوجه رجلٍ كذّابٍ، فكان أوّل ما سمعته يقول: "يا أيّها النّاس أفشوا السّلام، وأطعموا الطّعام، [وصلوا الأرحام] وصلّوا باللّيل والنّاس نيامٌ، تدخلون الجنّة بسلامٍ".
ولمّا قدم ضمام بن ثعلبة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في قومه بني سعد بن بكرٍ قال لرسول اللّه فيما قال له من رفع هذه السّماء؟ قال: "اللّه". قال: ومن نصب هذه الجبال؟ قال: "اللّه". قال: ومنسطح هذه الأرض؟ قال: "اللّه". قال: فبالّذي رفع هذه السّماء، ونصب هذه الجبال، وسطح هذه الأرض: اللّه أرسلك إلى النّاس كلّهم؟ قال: "اللّهمّ نعم" ثمّ سأله عن الصّلاة، والزّكاة، والحجّ، والصّيام، ويحلف عند كلّ واحدةٍ هذه اليمين، ويحلف رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال له: صدقت، والّذي بعثك بالحقّ لا أزيد على ذلك ولا أنقص.
فاكتفى هذا الرّجل بمجرّد هذا، وقد أيقن بصدقه، صلوات اللّه وسلامه عليه، بما رأى وشاهد من الدّلائل الدّالّة عليه، كما قال حسّان بن ثابتٍ:
لو لم تكن فيه آياتٌ مبيّنة كانت بديهته تأتيك بالخبر
وأمّا مسيلمة فمن شاهده من ذوي البصائر، علم أمره لا محالة، بأقواله الرّكيكة الّتي ليست بفصيحةٍ، وأفعاله غير الحسنة بل القبيحة، وقرآنه الّذي يخلّد به في النّار يوم الحسرة والفضيحة، وكم من فرقٍ بين قوله تعالى: {اللّه لا إله إلا هو الحيّ القيّوم لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ له ما في السّماوات وما في الأرض من ذا الّذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيءٍ من علمه إلا بما شاء وسع كرسيّه السّماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العليّ العظيم} [البقرة: 255]. وبين علاك مسيلمة قبّحه اللّه ولعنه: "يا ضفدع بنت الضّفدعين، نقّي كما تنقّين لا الماء تكدّرين، ولا الشّارب تمنعين". وقوله -قبّح ولعن -: "لقد أنعم اللّه على الحبلى، إذ أخرج منها نسمة تسعى، من بين صفاق وحشى". وقوله -خدّره اللّه في نار جهنّم، وقد فعل -: "الفيل وما أدراك ما الفيل؟ له زلقومٌ طويلٌ" وقوله -أبعده اللّه من رحمته: "والعاجنات عجنًا، والخابزات خبزًا، واللّاقمات لقمًا، إهالةً وسمنًا، إنّ قريشًا قومٌ يعتدون" إلى غير ذلك من الهذيانات والخرافات الّتي يأنف الصّبيان أن يتلفّظوا بها، إلّا على وجه السّخرية والاستهزاء؛ ولهذا أرغم اللّه أنفه، وشرب يوم "حديقة الموت" حتفه. ومزّق شمله. ولعنه صحبه وأهله. وقدموا على الصّدّيق تائبين، وجاءوا في دين اللّه راغبين، فسألهم الصّدّيق خليفة الرّسول، صلوات اللّه وسلامه عليه، ورضي [اللّه] عنه -أن يقرءوا عليه شيئًا من قرآن مسيلمة لعنه اللّه، فسألوه أن يعفيهم من ذلك، فأبى عليهم إلّا أن يقرءوا شيئًا منه ليسمعه من لم يسمعه من النّاس، فيعرفوا فضل ما هم عليه من الهدى والعلم. فقرءوا عليه من هذا الّذي ذكرناه وأشباهه، فلمّا فرغوا قال لهم الصّدّيق، رضي اللّه عنه: ويحكم! أين كان يذهب بعقولكم؟ واللّه إنّ هذا لم يخرج من إلٍّ.
وذكروا أن وفد عمرو بن العاص على مسيلمة، وكان صديقًا له في الجاهليّة، وكان عمرٌو لم يسلم بعد، فقال له مسيلمة: ويحك يا عمرو، ماذا أنزل على صاحبكم -يعني: رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم -في هذه المدّة؟ فقال: لقد سمعت أصحابه يقرءون سورةً عظيمةً قصيرةً فقال: وما هي؟ فقال: {والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلا الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصّبر} [سورة العصر]، ففكّر مسيلمة ساعةً، ثمّ قال: وقد أنزل عليّ مثله. فقال: وما هو؟ فقال: "يا وبر إنّما أنت أذنان وصدرٌ، وسائرك حقرٌ نقر، كيف ترى يا عمرو؟ " فقال له عمرٌو: واللّه إنّك لتعلم أنّي أعلم أنّك لتكذب"، فإذا كان هذا من مشركٍ في حال شركه، لم يشتبه عليه حال محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم وصدّقه، وحال مسيلمة -لعنه اللّه -وكذبّه، فكيف بأولي البصائر والنّهى، وأصحاب العقول السّليمة المستقيمة والحجى! ولهذا قال اللّه تعالى: {ومن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو قال أوحي إليّ ولم يوح إليه شيءٌ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل اللّه} [الأنعام: 93]، وقال في هذه الآية الكريمة: {ومن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبًا أو كذّب بآياته إنّه لا يفلح الظّالمون} [الأنعام: 21]، وكذلك من كذّب بالحقّ الّذي جاءت به الرّسل، وقامت عليه الحجج، لا أحد أظلم منه كما جاء في الحديث: "أعتى النّاس على اللّه رجلٌ قتل نبيًّا، أو قتله نبيٌّ"). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 254-256]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة