العودة   جمهرة العلوم > قسم التفسير > جمهرة التفاسير > تفسير سورة هود

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:30 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي تفسير سورة هود [ من الآية (32) إلى الآية (35) ]

تفسير سورة هود
[ من الآية (32) إلى الآية (35) ]


بسم الله الرحمن الرحيم
{ قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35) }


رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:30 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصّادقين}.
يقول تعالى ذكره: قال قوم نوحٍ لنوحٍ عليه السّلام: قد خاصمتنا فأكثرت خصومتنا فأتنا بما تعدنا من العذاب إن كنت من الصّادقين في عداتك، ودعواك أنّك للّه رسولٌ. يعني بذلك أنّه لن يقدر على شيءٍ من ذلك.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {جادلتنا} قال: ماريتنا.
- حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا أبو حذيفة، قال: حدّثنا شبلٌ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا القاسم، قال: حدّثنا الحسين، قال: ثني حجّاجٌ، عن ابن جريجٍ، قال: قال مجاهدٌ: {قالوا يا نوح قد جادلتنا} قال: ماريتنا، {فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا} قال ابن جريجٍ: تكذيبًا بالعذاب، وأنّه باطلٌ). [جامع البيان: 12/387-388]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصّادقين (32) قال إنّما يأتيكم به اللّه إن شاء وما أنتم بمعجزين (33) ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان اللّه يريد أن يغويكم هو ربّكم وإليه ترجعون (34) أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعليّ إجرامي وأنا بريءٌ ممّا تجرمون (35) وأوحي إلى نوحٍ أنّه لن يؤمن من قومك إلّا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون (36)
قوله تعالى: يا نوح قد جادلتنا الآية
- حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: جادلتنا ماديتنا). [تفسير القرآن العظيم: 6/2024]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (ثنا إبراهيم نا آدم نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قد جادلتنا يعني ماريتنا). [تفسير مجاهد: 2/303]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {قالوا يا نوح قد جادلتنا} قال: ماريتنا). [الدر المنثور: 8/38]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي الله عنه {فأتنا بما تعدنا} قال: تكذيبا بالعذاب وإنه باطل). [الدر المنثور: 8/38]

تفسير قوله تعالى: (قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {قال إنّما يأتيكم به اللّه إن شاء وما أنتم بمعجزين (33) ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان اللّه يريد أن يغويكم هو ربّكم وإليه ترجعون}.
يقول تعالى ذكره: قال نوحٌ لقومه حين استعجلوه العذاب: يا قوم ليس الّذي تستعجلون من العذاب إليّ، إنّما ذلك إلى اللّه لا إلى غيره، هو الّذي يأتيكم به إن شاء. {وما أنتم بمعجزين} يقول: ولستم إذا أراد تعذيبكم بمعجزيه: أي بفائتيه هربًا منه؛ لأنّكم حيث كنتم في ملكه وسلطانه وقدرته، حكمه عليكم جارٍ). [جامع البيان: 12/388-389]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: وما أنتم بمعجزين
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا منجابٌ، ثنا بشرٌ، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ في قوله: بمعجزين قال: بمسابقين). [تفسير القرآن العظيم: 6/2024]

تفسير قوله تعالى: (وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ({ولا ينفعكم نصحي} يقول: ولا ينفعكم تحذيري عقوبته ونزول سطوته بكم على كفركم به. {إن أردت أن أنصح لكم} في تحذيري إيّاكم ذلك؛ لأنّ نصحي لا ينفعكم لأنّكم لا تقبلونه. {إن كان اللّه يريد أن يغويكم} يقول: إن كان اللّه يريد أن يهلككم بعذابه. {هو ربّكم وإليه ترجعون} يقول: وإليه تردّون بعد الهلاك.
حكي عن طيّئ أنّها تقول: أصبح فلانٌ غاويًا: أي مريضًا. وحكي عن غيرهم سماعًا منهم: أغويت فلانًا، بمعنى أهلكته، وغوي الفصيل: إذا فقد اللّبن فمات. وذكر أنّ قول اللّه: {فسوف يلقون غيًّا} أي هلاكًا). [جامع البيان: 12/389]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان اللّه يريد الآية
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع، عن أبي العالية إليه ترجعون قال: إليه يرجعون بعد الحياة). [تفسير القرآن العظيم: 6/2024]

تفسير قوله تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (باب قوله: {وكان عرشه على الماء} [هود: 7]
- حدّثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيبٌ، حدّثنا أبو الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: أنّ رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم قال: " قال اللّه عزّ وجلّ: أنفق أنفق عليك، وقال: يد اللّه ملأى لا تغيضها نفقةٌ سحّاء اللّيل والنّهار، وقال: أرأيتم ما أنفق منذ خلق السّماء والأرض، فإنّه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع " {اعتراك} [هود: 54] : «افتعلك، من عروته أي أصبته، ومنه يعروه واعتراني» {آخذٌ بناصيتها} [هود: 56] : «أي في ملكه وسلطانه» ، {عنيدٌ} [هود: 59] : «وعنودٌ وعاندٌ واحدٌ، هو تأكيد التّجبّر» ، {استعمركم} [هود: 61] : «جعلكم عمّارًا، أعمرته الدّار فهي عمرى جعلتها له» ، {نكرهم} [هود: 70] : «وأنكرهم واستنكرهم واحدٌ» ، {حميدٌ مجيدٌ} [هود: 73] : «كأنّه فعيلٌ من ماجدٍ، محمودٌ من حمد» ، {سجّيلٌ} [هود: 82] : " الشّديد الكبير، سجّيلٌ وسجّينٌ، واللّام والنّون أختان، وقال تميم بن مقبلٍ:
[البحر البسيط]
ورجلةٍ يضربون البيض ضاحيةً ... ضربًا تواصى به الأبطال سجّينا ".
{وإلى مدين أخاهم شعيبًا} [الأعراف: 85] : «أي إلى أهل مدين، لأنّ مدين بلدٌ» ، ومثله {واسأل القرية} [يوسف: 82] : «واسأل العير، يعني أهل القرية وأصحاب العير» ، {وراءكم ظهريًّا} [هود: 92] : " يقول لم تلتفتوا إليه، ويقال: إذا لم يقض الرّجل حاجته، ظهرت بحاجتي، وجعلتني ظهريًّا، والظّهريّ ها هنا: أن تأخذ معك دابّةً أو وعاءً تستظهر به "، {أراذلنا} [هود: 27] : «سقّاطنا» إجرامي هو مصدرٌ من أجرمت، وبعضهم يقول جرمت). [صحيح البخاري: 6/73-74] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله إجراميٌّ مصدر أجرمت وبعضهم يقول جرمت هو كلام أبي عبيدة وأنشد طريد عشيرةٍ ورهين ذنبٍ بما جرمت يدي وجنى لساني وجرمت بمعنى كسبت وقد تقدّم قريبًا). [فتح الباري: 8/351]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : ( (إجرامي هو مصدر من أجرمت وبعضهم يقول جرمت) أشار به إلى قوله عز وجل {قل إن افتريته فعلي إجرامي وأنا بريء ممّا تجرمون} قال الزّمخشريّ وإجرامي بلفظ المصدر والجمع كقوله {والله يعلم إسرارهم} وينصر الجمع أن فسروه بآثامي والمعنى إن صحّ وثبت أنّي افتريته فعلي عقوبة إجرامي أي افترائي ويقال الإجرام اكتساب السّيئة يقال أجرم فهو مجرم قوله " وبعضهم " يقول جرمت يعني من صيغة الثلاثي المجرّد وهو قول أبي عبيدة وجرمت بمعنى كسبت). [عمدة القاري: 18/292]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({إجرامي}) يريد قوله: {قل إن افتريته فعليّ إجرامي} (هو مصدر من أجرمت) بالهمزة (وبعضهم يقول): من (جرمت) ثلاثي مجرد والمعنى إني صح أني افتريته فعليّ وبال إجرامي وحيث لم يصح فأنا بريء من نسبة الافتراء إليّ وأم في قوله أم يقولون منقطعة تفيد الإضراب عن النصح فيكون نسبة الافتراء إلى نوح، وذهب بعضهم إلى أنه اعتراض خوطب به النبي -صلّى اللّه عليه وسلّم- وسقط لفظ هو الذي بعد إجرامي لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/171]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعليّ إجرامي وأنا بريءٌ ممّا تجرمون}.
يقول تعالى ذكره: أيقول يا محمّد هؤلاء المشركون من قومك: افترى محمّدٌ هذا القرآن؟ وهذا الخبر عن نوحٍ. قل لهم: إن افتريته فتخرّصته واختلقته {فعليّ إجرامي} يقول: فعليّ إثمي في افترائي ما افتريت على ربّي دونكم، لا تؤاخذون بذنبي ولا إثمي، ولا أؤاخذ بذنبكم. {وأنا بريءٌ ممّا تجرمون} يقول: وأنا بريءٌ ممّا تذنبون، وتأثمون بربّكم من افترائكم عليه.
ويقال منه: أجرمت إجرامًا، وجرمت أجرم جرمًا، كما قال الشّاعر:
طريد عشيرةٍ ورهين ذنبٍ = بما جرمت يدي وجنى لساني). [جامع البيان: 12/389-390]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله تعالى: إجرامي
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا سعيدٌ، عن قتادة، في قوله تعالى: فعليّ إجرامي يقول فعليّ عملي.
قوله تعالى: وأنا بريءٌ ممّا تجرمون
- حدّثنا عليّ بن الحسين الهسنجانيّ، ثنا أبو الجماهر، ثنا سعيد، بن بشيرٍ، عن قتادة، قوله: وأنا بريءٌ ممّا تجرمون أي ممّا تعملون). [تفسير القرآن العظيم: 6/2024]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {فعلي إجرامي} قال: عملي {وأنا بريء مما تجرمون} أي مما تعملون). [الدر المنثور: 8/38]


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:31 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصّادقين}
وقال: {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا} وقال بعضهم (جدلنا) وهما لغتان). [معاني القرآن: 2/41-40]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصّادقين}
{فأكثرت جدالنا} ويقرأ فأكثرت جدلنا، والجدل والجدال المبالغة في الخصومة والمنافرة، وهو مأخوذ من الجدل وهو شدة الفتل، والصّقر يقال له أجدل لأنّه من أشدّ الطير).
[معاني القرآن: 3/49]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين}
وقرأ ابن عباس فأكثرت جدلنا والجدال والجدل المبالغة في الخصومة
وقال مجاهد جادلتنا أي ماريتنا
قال الزجاج ومعنى إن كان الله يريد أن يغويكم أي يضلكم ويهلككم
وقيل يخيبكم
وقال محمد بن جرير يغويكم يهلككم بعذابه حكى عن طي أصبح فلان غاويا أي مريضا وأغويته أهلكته ومنه {فسوف يلقون غيا} ). [معاني القرآن: 3/345]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33)}

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)}
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {يريد أن يغويكم} زعم المفضل الضبي: أنه سمع طيئا تقول: أصبح فلان غاويًا، أي مريضًا.
وقال بعض الأعراب: أغويت فلانًا أي أهلكته؛ وقالوا: غوي الفصيل: إذا فقد اللبن فمات؛ وكذلك قال الحسن {أن يغويكم} يعذبكم، وكأن قول الله عز وجل {فسوف يلقون غيا} من ذلك أي هلاكًا). [معاني القرآن لقطرب: 686]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان اللّه يريد أن يغويكم هو ربّكم وإليه ترجعون}
{يغويكم} يضلكم ويهلككم). [معاني القرآن: 3/49]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فعليّ إجرامي...}.
يقول: فعليّ إثمي. وجاء في التفسير فعليّ آثامي، فلو قرئت: أجرامي على التفسير كان صواباً.
وأنشدني أبو الجراح:
لا تجعلوني كذوي الأجرام = الدّهمسيّين ذوي ضرغام
فجمع الجرم أجراماً. ومثل ذلك {والله يعلم إسرارهم} و(أسرارهم) وقد قرئ بهما. ومنه {ومن اللّيل فسبّحه وإدبار السّجود} و(أدبار السّجود) فمن قال: (إدبار) أراد المصدر.
ومن قال (أسرار) أراد جمع السّر). [معاني القرآن: 2/13]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فعلىّ إجرامي} وهو مصدر أجرمت، وبعضهم يقول: جرمت تجرم،
وقال الهيردان السّعديّ أحد لصوص بني سعد: (طريد عشيرةٍ ورهين ذنبٍ بما جرمت يدي وجنى لساني (الفلك) واحد وجميع وهي السفينة والسّفن مثل السلام واحدها السلامة مثل نعام ونعامة، وقتاد وقتادة). [مجاز القرآن: 1/288]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فعلي إجرامي} فهو مصدر أجرمت؛ وبعض العرب يقول: جرمت أجرم جرما وجرمة وجرمة وجرمة وجرمة وجريمة.
وقال الشاعر:
طريد عشيرة ورهين ذنب = بما حرمت يدي وجنى لساني
فحذف الألف.
وقال الراجز مثله:
[معاني القرآن لقطرب: 686]
عزا لمن لاذ به واستأنسا = وخاف جرما جارم وأبلسا
يريد: مجرم؛ فجاءت على جرم). [معاني القرآن لقطرب: 687]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {قل إن افتريته} أي اختلقته.
{فعليّ إجرامي} أي جرم ذلك الاختلاق - إن كنت فعلت.
{وأنا بريءٌ ممّا تجرمون} في التكذيب). [تفسير غريب القرآن: 203]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعليّ إجرامي وأنا بريء ممّا تجرمون}
معناه بل أيقولون افتراه.
{قل إن افتريته فعلى إجرامي} من قولك أجرم الرجل إجراما، ويقال جرم في معنى أجرم، وأكثر ما تستعمل أجرم في كسب الإثم خاصّة يقال رجل مجرم وجارم.
ويجوز فعليّ أجرامي على جمع جرم وهو على نحو قوله: {واللّه يعلم إسرارهم} وأسرارهم إلا أن القراءة بكسر الألف.
وإجرامي على المصدر). [معاني القرآن: 3/49]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعلي إجرامي}
أي إن اختلقته فعلي إثم الاختلاق وأنا بريء مما تجرمون أي من تكذيبكم
ومن قرأ أجرامي بفتح الهمزة ذهب إلى جمع جرم). [معاني القرآن: 3/346]


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:32 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32) }

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) }

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34) }

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35) }

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:32 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الثالث الهجري
...


رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الأولى 1434هـ/24-03-2013م, 05:33 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

تفاسير القرن الرابع الهجري
...


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:30 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الخامس الهجري
....

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:30 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: يا نوح...، الآية معناه: قد طال منك هذا الجدال، وهو المراجعة في الحجة والمخاصمة والمقابلة بالأقوال حتى تقع الغلبة، وهو مأخوذ من الجدل وهو شدة الفتل ومنه: حبل مجدول، أي ممرّ، ومنه قيل للصقر أجدل لشدة بنيته وفتل أعضائه و «الجدال» فعال، مصدر فاعل، وهو يقع من اثنين، ومصدر فاعل يجيء على فعال وفيعال ومفاعلة، فتركت الياء من فيعال ورفضت. ومن الجدال ما هو محمود، وذلك إذا كان مع كافر حربي في منعته ويطمع في الجدال أن يهتدي، ومن ذلك هذه الآية، ومنه قوله تعالى: وجادلهم بالّتي هي أحسن [النحل: 125] إلى غير ذلك من الأمثلة. ومن الجدال ما هو مكروه، وهو ما يقع بين المسلمين بعضهم في بعض في طلب علل الشرائع وتصور ما يخبر الشرع به من قدرة الله، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، وكرهه العلماء، والله المستعان.
وقرأ ابن عباس «قد جادلتنا فأكثرت جدلنا» بغير ألف، وبفتح الجيم، ذكره أبو حاتم.
والمراد بقولهم ما تعدنا العذاب والهلاك، والمفعول الثاني ل تعدنا مضمر تقديره بما تعدناه.
ولما كان الكلام يقتضي العذاب جاز أن يستعمل فيه الوعد). [المحرر الوجيز: 4/ 567]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33) وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: قال إنّما يأتيكم به اللّه إن شاء وما أنتم بمعجزين (33) ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان اللّه يريد أن يغويكم هو ربّكم وإليه ترجعون (34) أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعليّ إجرامي وأنا بريءٌ ممّا تجرمون (35)
المعنى: ليس ذلك بيدي ولا إلى توفيته، وإنما ذلك بيد الله وهو الآتي به إن شاء وإذا شاء، ولستم من المنعة بحال من يفلت أو يعتصم بمنج، وإنما في قبضة القدرة وتحت ذلة المتملك، وليس نصحي بنافع ولا إرادتي الخير لكم مغنية إذا كان الله تعالى قد أراد بكم الإغواء والإضلال والإهلاك. والشرط الثاني اعتراض بين الكلام، وفيه بلاغة في اقتران الإرادتين. وأن إرادة البشر غير مغنية، وتعلق هذا الشرط هو ب نصحي، وتعلق الآخر هو ب «لا ينفع». والنصح هو سد ثلم الرأي للمنصوح وترقيعه، وهو مأخوذ من نصح الثوب إذا خاطه، والمنصح الإبرة، والمخيط يقال له منصح ونصاح: وقالت فرقة معنى قوله يغويكم: يضلكم، من قولهم غوى الرجل يغوى، ومنه قول الشاعر [المرقش]: [الطويل]
فمن يلق خيرا يحمد الناس أمره = ومن يغو لا يعدم على الغي لائما
وإذا كان هذا معنى اللفظة، ففي الآية حجة على المعتزلة القائلين إن الضلال إنما هو من العبد.
وقالت فرقة معنى قوله: يغويكم: يهلككم، والغوى المرض والهلاك وفي لغة طيّئ: أصبح فلان غاويا، أي مريضا، والغوى بشم الفصيل، قال يعقوب في الإصلاح. وقيل: فقده اللبن حتى يموت جوعا، قاله الفراء وحكاه الطبري. يقال غوى يغوى، وحكى الزهراوي أنه الذي قطع عنه اللبن حتى كاد يهلك ولما يهلك بعد، فإذا كان هذا معنى اللفظة زال موضع النظر بين أهل السنة والمعتزلة، وبقي الاحتجاج عليهم بما هو أبين من هذه الآية كقوله تعالى: فمن يرد اللّه أن يهديه يشرح صدره للإسلام [الأنعام: 125] ونحوها.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: ولكني أعتقد أن للمعتزلة تعلقا وحجة بالغة بهذا التأويل، فرد عليه وأفرط حتى أنكر أن يكون الغوى بمعنى الهلاك موجودا في لسان العرب.
وقوله: هو ربّكم، تنبيه على المعرفة بالخالق. وقوله: وإليه ترجعون إخبار في ضمنه وعيد وتخويف). [المحرر الوجيز: 4/ 568-569]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: أم يقولون افتراه = الآية، قال الطبري وغيره من المتأولين والمؤلفين في التفسير: إن هذه الآية اعترضت في قصة نوح وهي شأن محمد صلى الله عليه وسلم مع كفار قريش، وذلك أنهم قالوا: افتري القرآن وافتري هذه القصة على نوح، فنزلت الآية في ذلك.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا لو صح بسند وجب الوقوف عنده، وإلا فهو يحتمل أن يكون في شأن نوح عليه السلام، ويبقى اتساق الآية مطردا، ويكون الضمير في قوله افتراه عائدا إلى العذاب الذي توعدهم به أو على جميع أخباره، وأوقع الافتراء على العذاب من حيث يقع على الإخبار به. والمعنى: أم يقول هؤلاء الكفرة افترى نوح هذا التوعد بالعذاب وأراد الإرهاب علينا بذلك ثم يطرد باقي الآية على هذا.
وأم هي التي بمعنى بل يقولون، و «الإجرام» مصدر أجرم يجرم إذا جنى، يقال: جرم وأجرم بمعنى، ومن ذلك قول الشاعر:
طريد عشيرة ووهين ذنب = بما جرمت يدي وجنى لساني
). [المحرر الوجيز: 4/ 569-570]


رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:30 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السابع الهجري
....

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 13 ذو القعدة 1435هـ/7-09-2014م, 02:31 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (32)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصّادقين (32) قال إنّما يأتيكم به اللّه إن شاء وما أنتم بمعجزين (33) ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان اللّه يريد أن يغويكم هو ربّكم وإليه ترجعون (34)}
يقول تعالى مخبرًا عن استعجال قوم نوحٍ نقمة اللّه وعذابه وسخطه، والبلاء موكّلٌ بالمنطق: {قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا} أي: حاججتنا فأكثرت من ذلك، ونحن لا نتبّعك {فأتنا بما تعدنا} أي: من النّقمة والعذاب، ادع علينا بما شئت، فليأتنا ما تدعو به، {إن كنت من الصّادقين}). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 318]

تفسير قوله تعالى: {قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (33)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال إنّما يأتيكم به اللّه إن شاء وما أنتم بمعجزين} أي: إنّما الّذي يعاقبكم ويعجّلها لكم اللّه الّذي لا يعجزه شيءٌ). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 318]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم إن كان اللّه يريد أن يغويكم} أي: أيّ شيءٍ يجدي عليكم إبلاغي لكم وإنذاري إيّاكم ونصحي، إن كان اللّه يريد إغواءكم ودماركم، {هو ربّكم وإليه ترجعون} أي: هو مالك أزمّة الأمور، والمتصرّف الحاكم العادل الّذي لا يجور، له الخلق وله الأمر، وهو المبدئ المعيد، مالك الدّنيا والآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 318]

تفسير قوله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أم يقولون افتراه قل إن افتريته فعليّ إجرامي وأنا بريءٌ ممّا تجرمون (35)}
هذا كلامٌ معترضٌ في وسط هذه القصّة، مؤكّدٌ لها ومقرّرٌ بشأنها. يقول تعالى لمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: أم يقول هؤلاء الكافرون الجاحدون: افترى هذا وافتعله من عنده {قل إن افتريته فعليّ إجرامي} أي: فإثم ذلك عليّ، {وأنا بريءٌ ممّا تجرمون} أي: ليس ذلك مفتعلًا ولا مفترًى، لأنّي أعلم ما عند اللّه من العقوبة لمن كذب عليه). [تفسير القرآن العظيم: 4/ 318]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة